أذلّ الإسلاميون السودانيين و أهانوهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2019, 03:20 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أذلّ الإسلاميون السودانيين و أهانوهم

    03:20 AM March, 30 2019

    سودانيز اون لاين
    طه جعفر-تورنتو..اونتاريو..كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أذلّ الإسلاميون السودانيين و أهانوهم
    كان أول ابتداء الإهانة و الذل عند وفود الخامسية بمذهبهم الخاسيء للوطن و الخامسية هم السودانيون المتأثرون بإسلام العرب السلفيين في السعودية و المصريين من اتباع النكد سيء الذكر حسن البنا و من تبعه من سيد قطب و غيرهم من أجانب علي شاكلة مودودي و الخميني و فاشلون أُخر من طراز اردوغان.
    كيف كانت الإهانة تأدب أهلنا المسلمون في السودان أجمع من زمن الفونج بأدب الصوفية المميز و الرقيق و الحادب علي صون النفس و الحرث و النسل و القاصد للحياة و الكرامة و ملخص ذلك يتضح في كلام الشيخ الكبّاشي الذي سئل عن اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب فقال " الكِسْرَة" و يقصد إطعام الطعام و مدّ السقيا للمحتاج و بذل المأوي لمن يريد و تحصيل العلم المجاني بصون الكرامة في المسيد. جاء الخامسية الجاهلون و تفّهوا للناس دينهم و إجتقروه بقراءاتهم الخائبة للنصوص البايرة و تفسيراتهم المضللة للكلم الرباني و القول النبوي و توجيه المفسرين جعلوا تلك الأفهام الجهولة عمدة خطابهم فأساؤوا فهم تدين أهلنا و مضوا في غيهم يعمهون بلا دليل أو زاجر.
    نندَهُ الأولياء الصالحين من أسيادنا الصوفية من باب التأدب مع الله و من باب الإعتراف بأن في درب الله أهل منجز و أصحاب مآثر نتوسل بهم و نتعلم منهم و نقتدي بهم كما أمرنا الله بالقول الواضح و البيّن " يا أيها الدين آمنوا اتقوا الله و ابتغوا إليه الوسية و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون" يتوسل أهلنا لأنهم مؤدبون مع الله و مع عباده و يظنون بالناس الخير و يستقصدونه . فمن يتوسل بولي من أولياء الله من السادة الصوفية الأماجد يقول لسان حاله أين أنا من الشيخ ادريس ود الأرباب أب فرْكَة ؟ و أين أنا من حمد ود أم مريوم؟ و أين أنا من الشيخ الكباشي؟ و غيرهم من الأسياد الأماجد و في هذا تدريب للنفس علي التأدب و التواضع أمام الناس الكبار من أهل المنجزات في درب الله و في سبيل خدمة المجتمع و العون.
    ذهب الترابي بفكر الحثالة هذا مذهبٌ بعيد حتي تمكن من إغواء المجرم جعفر النميري و أغراه بتطبيق قوانينه المسماة بقوانين سبتمبر1983م و منذ ذلك التاريخ و السودان ينتكس و يتدهور إلي أن وصلنا إلي محطة أمثال الطيب مصطفي و الطيب سيخة و حسين خوجلي و فيها رأينا العجب العجاب من جمال الوالي و ندي القلعة و غيرهم من علامات السقوط و البهدلة و كنوع من المغص نتذكر علي مهدي و جمال فرفور و حسن مكي و امين حسن عمر في مجالات و الثقافة و الفكر و الفاتح عز الدين كمان!
    تطبيق تلك القوانين كان إهانة تاريخية لشعبنا، لا بل إذلال و لن يغتفر هذا الذنب الذي لن يغسله ماء بحر المالح كله يا حثالات الإسلام السياسي و سقط متاع المجتمع السوداني فلقد جلدتم بسياط الذل بناتنا و اخوتنا و امهاتنا و اصدقاء نحبهم
    كانت أم الإهانات للشعب السوداني في انتهاك حق الحياة لأهلنا العزاز في الجنوب الماجد لدرجة أن كرامتهم قد أهينت فطلبوا الإستقلال و الإنفصال التام عن شمال ظالم و غبي يتشكك حتي في ممارسة الجنوبيين لحياتهم العادية ويظن بها الظنون، لم يعرفوا الجنوب و لن يعرفوه طالما كانوا حبيسين لتك الافكار الوافدة و ملتزمين بنهج الخامسية الفاسد. فأهل الجنوب من دينكا و شلك و نوير و جولا و بلندا و غيرهم من استوائيين أهل فضل و كرم و لقلوبنا أحبة لو كنتم تعلمون
    و كانت أم الاهانات ما حاق بأهل دارفور من هدم لنسيج مملكة سلاطين الكيرا الاجتماعي و غيره من ملك مساليت الكرام و الاشراف و عز الداجو و مفاخر الزغاوة العلماء. هل يعقل أن تمارس حكومة مركزية و أن تفعل بدارفور ما فعله الإسلاميون السفهاء الفاسدون و الخائبون أليس من الواجب قبل ذلك شكر أهل دارفور علي قبولهم بأن يكونوا ضمن سودان موحد عاجز و محطم و مبدد الموارد. لا أن يكون نصيب أهل دارفور الإبادة الجماعية الانتهاك
    و كانت أم الإهانات للشعب السوداني في جبال النوبا و ذلك القتل العشوائي المجرم للعزّل و المدنيين .هل رأي الإسلاميون أطفال جبال النوبا في الأراضي المحررة يهتفون تسقط بس و تسقط بس؟ هل رأوهم؟ و هل عرفوا أنهم نفس الأطفال الذين تحصد أرواحهم و تدمر مستقلبهم طائارت الانتينوف؟ و هل يعلم الإسلاميون أن هؤلاء الأطفال في مقام اولادنا و بناتنا و هل يعلمون أن آباءهم أخوتنا و أن أهلهم أهلنا.
    من لا يعرف جنوب النيل الأزرق ليعلم أنهم الفونج بناة أول سلطنة مسلمة في السودان و لقد دفعت حرب الإسلاميين الغبية أهلنا في جنوب النيل الأزرق للنزوح لجنوب السودان و لأثيوبيا و هذه جرائم سنحاسب من تسببوا فيها من جيش و مليشيات أشد الحساب. تجرعوا ذلّ التهجير القسري و مغادرة الأوطان
    يخرج علينا علي عثمان و يتوعدنا بكتائب دهست لاحقاً بناتنا و ابنائنا في الطرقات بسيارات الدفع الرباعي ( التاتشر ) في مشاهد استحت منها حتي داعش و يشتمنا الفاتح عز الدين و عمر البشير و حسين خوجلي و يصفوننا بال############ان و شذاذ الآفاق.
    لقد أهاننا الإسلاميون و نحن غاضبون و سننتقم و في انتقامنا سنعلمكم درسا بليغاً في الإخلاق و إحسان معاملة المهزومين و المنكسرين و اللصوص يا أنذال.
    و بمناسبة اللصوص، نط لصٌ في القضارف سور خلوة آل عبد الحفيظ بحي الشايقية فوجد عمي محمد الحسن الطيب عبد الحفيظ صاحيا. هدأ العم الراحل المقيم محمد الحسن ( الاستاذ السابق للانثربولوجي في كلية الآداب جامعة الحرطوم) هدأ من روع القافز عبرالسور. دعاه عمي محمد الحسن لكأس و عشاء بعد أن هدأ من روعه و طمأنه عن جمال الحياة . فاستجاب القافز عبرالحائط فكلمه عمي محمد الحسن كلام الأستاذ للتلميذ و أقنعه. اصبح الصبح علي القافز عبر السور و هو في حضرة أبي في نهار سوق القضارف الحنين يبحث عن وظيفة توفرت له و كسب منها حلالاً نفع به نفسه و أهله و ستر حاله. هكذا نحن أيها الإسلاميون قادمون للحياة في الوطن من جوف بيوت كريمة و غنية بالسترة و القناعة و الكفاف و لله شاكرين و للرحمن في قلبنا مودعين.
    طه جعفرالخليفة
    تورنتو- اونتاريو- كندا
    30 مارس 2019م








                  

03-31-2019, 03:19 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أذلّ الإسلاميون السودانيين و أهانوهم (Re: طه جعفر)


    القصة أدناه منشورة في واحدة من مجموعتى
    القصصيتان بالامازوةن دوت كوم


    حُكِيت هذه القصة و قد مرّ علي إختفاء الشيخ يحيى مائة عام و ربما مائة و خمسون عام. كاتب القصة، سامعوها و من يعتقدون في صِدْقِيتها لم يعرفوا عن الشيخ يحيى غير ما قاله الأب الشيخ المبجل إدريس ود الأرباب1 و مجموع الحكاوي التي وردت عمن كانت لأسلافهم مشاهدات و تجارب مع الشيخ يحيى. وَصَفه مرةً حَمَد اليعقوبابي قائلاً ما قالته الشاعرة عن الشيخ يحيى:
    وجهه كالقمر والشاش
    شَبَه، ما مطر وابل،
    رُشاش !
    زقوم الرشيد القًسًّمُو التشّاش
    قُطْنَاَ تَبَّقو ، وصل المغازل طاش2
    هنا سألْت حمد اليعقوبابي، هل الشيخ يحيى من الفولاني؟ أم هو نوباوي من أقصي الشمال؟ أم هو عربي؟
    ردّ حَمَد اليعقوبابي بعد إستغراقةٍ قائلاً: لا أعرف. ثم قال كان الشيخ يحيى يلبس البصراوي الأخضر، يضع طربوشاً أحمر و عُمامةً من الشيشان الفاخرة، ينتعل الصرموجة المصنوعة من جلد الخراف المذبوحة للتَبَرُّك أو ساعة الفرح،كان يتبخّر بالعود و الصندل المجلوبان من الهند و يتعطر بالزّباد الحبشي3. ثم قال كانت لأثوابه حكاية رواها الثقاة من الأولياء و العارفين، حيث قِيل" ما كان أن يحس بأن ثوبه واجب التغيير إلا و تاتيه بقْجةً مصرورةٌ في فروةٍ عجمية فاخرة فيَفُضّها ليجد ثيابه، هكذا، مُرسلة من السماء، و عندما يخلع أثوابه القديمة تختفي فيجدها المؤمنون و يجدوا رائحته فيها فيتبركون بآثاره في المشرق، المغرب ، في بلاد العرب و غيرهم،. و كما تعلم إن أي مكان يظن الناس أنّه ضريحُ الشيخ يحيى هو ليس إلا مكان تبينت للناس به واحدة من كراماته"
    عرفت من حَمَد اليعقوبابي خلال كلامٍ عابرٍ أن الشيخ إدريس ود الارباب قد قال عن الشيخ يحيى أن مسجده في بلاد السودان4 دون تحديد موقع محدد.فقلت لنفسي: بذلك يكون مسجد الشيخ يحيى في أي مكان من موريتانيا إلي الصومال. إطمأنت نفسي لهذه الخاطرة، لم أقل شيئاً. هنا إحتشدت ملامح غضب سِرّي في وجه حَمَد اليعقوبابي، لم أعرف السبب و لم أسأل، طال صمت حمد اليعقوبابي ثم قال: المكان معروف! و كما تعلم فلا تري من الإنسان العينان بل تري البصيرة المتدربة بالخِدْمَة في طريق الله، و المتنورة بالكَشْف. انقطع مني النفس، تعرّق جبيني، برّد الخوف ناصيتي فصرت كالذي صُبَّ عليه القَرُور بسبب الحمي، وقفت لأذهب تاركاً خوفي من إنكشاف سريرتي عاريةً، هكذا أمام الآخرين، وقفت لأذهب من مكان انفضحت فيه خاطرتي التي لم أقلها، و قفت لأهرب من مكان إنكشاف الحال. انتهرني حمد اليعقوبابي قائلاً ألم تسمع كلام الشيخ الهميم. مشيت،إتسعت خطوتي، إحتشد في صدري هواء لو وددت لطرت بدفعه. عندما قال حمد اليعقوبابي: قف! تسَمّرْت في مكاني و إنغرست في الأرض قدماي فصرت واقفاً كجبل راسخٍ في المكان لا أقوي علي حراك و لو عزمت، إشتد بي الخوف، زاد الخوف و تراكم طبقات بعضها فوق بعض،و عندما جاوز الخوف حدود الإحتمال، عُبِرَ بي إلي الضِّفَّة الأخري لنهر الخوف ،هناك وجدت السكون، الطمأنينة و حمد اليعقوبابي فقال:
    أين دشين قاضي العدالة؟
    الما بميل بالضلالة
    نسله نعم السلالة
    الأوقدوا نار الرسالة5
    ثم قال حمد اليعقوبابي و طيف إبتسامة علي مُحَيّاه
    فإن كنت يا قاضي قرأت مذاهباً
    فلم تدر يا قاضي رموز مذاهبنا
    فمذهبكم نصلح به بعض ديننا
    و مذهبنا يعجم عليكم إذا قلنا.
    قطعنا البحار الزاخرات وراءنا
    فلم يدر الفقهاء أين توجهنا.
    حللنا بواد عندنا اسمه الفنا
    فضاق بنا الوادي و نحن ما ضقنا.
    حللنا بقرب الغاب روحاً من الدُنَا
    فرأينا شموساً أخجلت سشمس نورنا
    أُلِجْنا إلي العرش و الكرسي العَلِيّ و لوحها
    لبسنا ثياب النور يحسن في اللباس جمالها.6
    ثم سألني قائلاً هل تدري من هما؟ قلت: نعم، القائلان؛ الأول الشيخ فرح ود تكتوك و الثاني كلام الشيخ الهميم عن مذهبه و مذهب الشيخ دشين قاضي العدالة. قال حمد اليعقوبابي: الشيخ دشين مُسّير و الشيخ الهميم مُخّير، أيهما في مقامٍ بينه و بين مقام الآخر سفرٌ في الزمان و المكان و انتقالات بين عوالمٍ مُحْتَرِبة في حين و متآخية في حين آخر، يحكم أي واحد منهما تكليف تميزه بصيرة تحكمها المعارف المبذولة و العطايا اللَدُّنِية.
    لا يصلي حَمَد اليعقوبابي الصلاة ذات الحركات و ذات المقيات، عندما يحين وقت صلاة الناس تسكن من حمد اليعقوبابي الحركة، يسكن حوله الحادث و المكان فلا تسمع صوتاً، ينقلب حال الهواء ففي الصيف تهب عليك النسائم البادرة اللطيفة و في أوان البرد يغشاك دفء القُرْب، في أوان المطر تقف قطرات الماء في هوائها فيشربها الطير دون صوت من رفرفة اجنحة أو زقزقة، يلعق الزاحف القطرات الواقفة في الهواء دون هسيس. في ذلك الحين لا يسمع حمد اليعقوبابي إذا ناديته، لا يحس إذا لمسته ، يغيب و يشخص منه البصر فتسكو عينيه غلالةٌ من عدمٍ عريق و خالد. في هذا الحين القاهر أنظر إليه فأملأ ناظري بملامحه ، هو نحيل، بين الطول و القصر، لا يستطيع الناظر إليه أن يميز له عمراً، تنبت لحيته علي حدود الذقن ليس فيها استطالة أو عزارة شعر، شاربه علي حدود شفته العُليا، عيناه في غور متوسط العمق، سواد بشرته برّاق و رأئق، أخنس الأنف، شعر رأسه كثّ و مفرق في ضفائر تتدلي علي قفاه و صحفتي وجهه يلبس سروالاً من الدمور و يلف أعلي جسده بثوب غير مَخِيط من قماش قطني أبيض.
    أتمّ حمد اليعقوبابي ما كان فيه من غياب في وقت صلاة العصر و عاد، فسألته و ما مسجد العَرَايا؟ هنا قال: ألم تعرف؟ قلت: لا. فقال: حلّ في ضيافة الشيخ يحيى نفرٌ من الأولياء من أزمان مختلفة أذكر منهم الشيخ الهميم و الشيخ حمد النحلان و لقد روي الثقاة أن الشيخ الهميم قد قال لمن سأله من أهل الشريعة: "السترة في عين الناظر و ليست في جسد المنظور" فقال السائل: لا استطيع أن أمسك نفسي إذا صليت خلف إمرأة راكعة وعارية. فقال الشيخ الهميم: "الصلاة خلف الشيخ يحيى مقام لا تفد إليه نفس راغبة في متاعٍ" ثمّ سأل الشيخُ الهميم سائله قائلاً: متي انكشفت عورة حواء في ناظري سيدنا آدم ابو البشر؟ فلم يجد السائل فيما يعرف من الدين رداً فقال الشيخ الهميم: "أوان المعصية". قال حَمَد اليعقوبابي بعدها، ما انفسخ من القاضي دشين لم يكن الجلد البالي، في الحقيقة ما انفسخ عنه جلد آخر يستر عورة الجهل بالحال و حدود مقامات الأولياء، قِلّة الخدمة و التسليك، الإنكباب علي السلطان و الإستغراق فيما كتب الرجال ممن لا نعرف لهم صلاحاً أو خبثاً هم رجال حالهم كحالنا و معظمهم محجوبون، دونهم الحميراء التي أمر النبي عليه الصلاة و السلام بأخذ نصف الدين منها و لا يعرفون من النساء غير الحيض و أحكامه، المعافسة التي تشبه سفاد الحيوان ، انتصاف قدر الميراث ، نقصان الكفاءة في الشهادة، الحرمان من الولاية، الحجر بينهن و منصب القاضية و تجريح صوم الصائم منهم عن شهوة البطن بخلق الله من أرداف، نهود ناهدة، شفاه أوان إقتطافها ماثل في أي حين، حُسْن طرفٍ جنن الشعراء و المغنيين و سكينة تجدها نفس الذكر الراغب عند حضورهن، ما أجملهن و أكرمهن! ثم قال: أجسادهن مساكن لروح الله التي نفخها في الخلق الأول ليكرم بها الطين، فكيف تكون أجسادهن عورة تستر.
    بعد هذا الاستطراد تشجعت لأسأل فقلت: هل كانوا عُراة باكامل؟ أطرق حمد اليقعوبابي ثم قال: للمرأة منهم بعد المحيض رَحَطُ و الرجال يأتزرون بقطعٍ من جلد الحيوان، تختار المرأة منهم خليلها و تظل معه ما طاب لها و تتركه لغيره أن لم يطب لها، يحتكمون لعُرْفٍ و تقاليد قديمة و عادلة و يتم تنفيذ جميع أحكام قضاتهم بالتراضي التام، فلا كبير علي القانون و النظام بينهم. أخجلت هذه الحال الشيخ يحيى فأخفي عنهم الشريعة و الأحكام و رضي منهم بالإيمان و الشهادتين، الصلاة، الصوم و ذكر الله. طافت بذهني أفكار خِفتُ منها لأنها ستجلب إليّ إفتضاح الحال و رجفان القلب من الخوف، لكنها سرَت في خاطري؛ التعري عن الأثواب ليس من الدين، الإحتكام لشرع غير كلام الله كفرٌ، كرامات الأولياء خرافات و أكاذيب. انتبهت لأن حَمَد اليعقوبابي يرتل قرآناً:
    " و قالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق، لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيراً. أو يلقي إليه كنزٌ، أو تكون له جنّةٌ يأكل منها، و قال الظالمون إنْ تتبعون إلا رجلاً مسحوراً." سورة الفرقان الآيات (7،8)
    "قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحداً" الكهف الآية 110. ثم قرأ من المديح الدارج
    "شوف يا خي الجِمَال بالذبح كيف رضن
    طأطأن الرقاب رؤوسهن خفضن"
    و قال، دون غضب:" من يقبل معجزات الرسول صلي الله عليه و سلّم فلا يجب أن يرفض كرامات الأولياء. و من لا يعرف معني الحال عند القوم و ينكر فإنه يظن بالله الظنون".
    صمت حَمَد اليعقوبابي. فسألته كيف اختفي الشيخ يحيى. فقال لم يختف أنما أُمِر بمبارحة المكان و مغادرته و أُمِر بمناجزة الدهر و ترك صُروفِه إلي حيثُ لا حيث و عِنْد لا عِنْد، هو في خاطرة مُحِبيه و عِنْد طلبهم و حيثُ هم، جاهزٌ للمجيء و العون بيد القدرة و قولها.

    الهوامش
    1-راجع كتاب الطبقات طبعة 2012م سوداتك المحدودة بتحقيق و تقديم الدكتور يوسف فضل
    2- المرجع اعلاه صفحة 163
    3-المرجع اعلاه صفحة 193 وصف ملابس والد اولاد جابر
    4- عبد الهادي الصديق الحزام السوداني جغرافيته و تاريخه الحضاري طبعة عام 2055 مركز عبد الكريم مغيرغني.
    5- الشيخ فرح ود تكتوك صفحة 213 المرجع الوارد في 1،2 و3
    6- المرجع الموصوف في 4 صفحة 107


    طه جعفر الخليفة
                  

03-31-2019, 03:20 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أذلّ الإسلاميون السودانيين و أهانوهم (Re: طه جعفر)


    عنوان القصة بالأعلي

    مسجِدُ العُراة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de