لمن تدق الأجراس؟؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2019, 08:29 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لمن تدق الأجراس؟؟

    08:29 PM October, 12 2019 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و تدعو للتيقّظالعبارة موحية و غامضة و تحمل معاني عديدة و تثير في النفس احاسيس مبهمة..هذا بالنسبة على الأقل منذ أن سمعت بها و أنا صغير كرواية لإرنست همينغواي...و طيلة هذه السنوات استعيد هذه العبارة /العنوان في لذة و استمتاع .......و أترك نفسي تفهم منها ما يرد في خاطري و اكتفي بذلك.المهم كنت اعرف منه انه تنبيه..أو لفت انتباه..و لكن لأي شيء لا أدريحتى بعد أن قرأت القصة كنت مكتفيا بالاستمتاع بها و لا أجد رابطا بينها و بين العنوان...أو أو لم أفهم بالأحرى أنا أي رابط

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 10-12-2019, 08:38 PM)









                  

10-12-2019, 08:35 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و منذ أيام قررت أن أبحث عن مدلول العنوان لمن تدق الأجراس to whom the bells toll؟..
    فبعد بحث متعدد عرفت أن المعنى مأخوذ من اسبانيا و لربما من قرية أو قرى اسبانية
    حيث كانت الكنائس تدق الأجراس عند وفاة أحد السكان و ذلك لتعرّف الناس بواقعة الموت..
    و أظن أن ذلك في كل القرى الأوروبية ..على الأقل الجنوبية منها حسب ما يرد في الروايات اليونانية..
    خلاصة الأمر فإن دق الأجراس للفت انتباه الناس هو المعنى الظاهري..
                  

10-12-2019, 08:44 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)

    بعد قراءة عدة ملخصات عن قصة همينجواي لمن تدق الأجراس أدركت أن هناك
    تقارب في المعنى بين مثل دارج عندنا ..فالموتى لا يسمعون الأجراس التي تدق..
    و لكن يسمعها فقط الأحياء..
    و المعنى شبيه بمثلنا الذي يقول:
    (المكتولة ما بتسمع الصايحة) مع فرق بسيط و لكن المعنى العام هو هو تقريبا.
                  

10-12-2019, 08:50 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)

    القصة الأصلية التي تشير للمعنى تتحدث عن أيام الحرب الأهلية في سبانيا و التي شارك فيها همنجواي..
    و يبدو أنه أخذ العنوان من اسبانيا..
    و بعد الحرب كتب قصته المضمخة بغبار الحرب و ذكريات الموت و الدمار و دوي المدافع و الموت
    بالآلاف في كل مكان..فكتب قصة تتحدث عن الحب و الحرب و عن التضحية و الفداء و عن الموت الذي
    يسكن الدور و الطرقات...فكانت قصته عن الحب تعبيرا عن الاستمرار في الحياة ..و الموت الذي يهدد الجميع..
    فكانت المقابة أو الكونتراست بين الموت و الحياة بين التضحية و الأنانية(الجنرال فرانكو و زمرته)..
    فاكتسبت الرواية القها من هذا المزج الذي يغلف الحياة البشرية منذ الأزل..
                  

10-12-2019, 08:55 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فإذا ابتعدنا قليلا عن الرواية العالمية(لمن تدق الأجراس)
    ففي حالتنا الراهنة:
    إلى أي حد يمكننا الاستشهاد بعبارة لمن تدق الأجراس؟

    أي من يسمع الانذار؟
    و من ينتبه؟
    و من ياخذ الحذر؟
    و مم يكون الحذر ؟
    و من من؟
    و لمن تدق الأجراس؟؟؟؟؟؟
                  

10-12-2019, 09:01 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سلام محمد بعد بوستك مشيت لطيب الذكر قوقل ووجدت ان عنوان الرواية مقتبس من خطبة The title is from a sermon by John Donne containing the famous words "No man is an island, entire of itself; every man is a piece of the Continent, a part of the main…. Any man’s death diminishes me, for I am involved in mankind. Any therefore never send to know for whom the bell tolls; it tolls for thee."
                  

10-12-2019, 09:08 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: muntasir)

    صحيح هذا رأي بيرى أنه مقتبس من الخطبة المذكورة في القرن السابع عشر...
    و لكنها لا تتضمن المعنى المقصود أو المفهوم من الرواية...

    كما ذكرت فالمثل قد يكون متداول خاصة في ارتباطاته بالموت و الكنيسة و القساوسة..
    لا اختلاف في المعنى القريب أو المعنى البعيد..
    المهم المقصود في المثل و الرواية على حد سواء هو الموت ..و الإعلان عن الموت...و أن الموت كأس دائر بين البشر..
    و أن الحياة يمتزج فيها الموت و الحياة ..الحياة بالحب و الزواج و الموت و التضحية بالحياة..
    و هي الثيمة الفلسفية و الوجودية منذ الأزل..
                  

10-12-2019, 09:11 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)


    و بالطبع معنى الموت هو الثيمة الأساسية ..خاصة لرجل شهد المعارك مثل الكاتب..
    و لربما ذكر الانتحار في روايته كمهرب من الالام و الأوجاع و الخوف و لربما في عبثية يراها الكاتب في لالحياة
    فحتى الكاتب لم يسمع أجراس الكنيسة و هي تنعيه..
                  

10-13-2019, 05:08 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الشكر للأخ منتصر الذي جعلنا نتوسع في المعنى أو بالأحرى في المعاني التي يمكن أن تشير ‏إليها العبارة..و أن نحاول أن نتوسع في الدلالات.. فالأعمال الأدبية و الفنية حمالة أوجهٍ و معانيٍ ‏و دلالاتٍ و إشارات.‏
    فما ذكره جون دون جون الذي كتب هذه السطور كان يقصد به ضرورة تعاضد و تماسك الناس ‏و ترابطهم طالما أنهم يوجدون في عالم واحد ....
    فهم يحتاجون لبعضهم البعض..و المعنى في ‏إشارات متعددة ان الانسان ضعيف و ان الانسان لوحده اكثر ضعفا و ان ما ياتي لغيرك من ضرر ‏سياتي لك فلابد اذن من الترابط او على الاقل التعاطف:‏
    و هذا المعنى ليس بجديد بل هو من البدهيات الوجودية،(و كذا الفلسفية) التي توصّلَ لها الانسان ‏منذ القدم(إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر و الحمى).‏
    و كما قال ابو الطيب: ‏
    الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ.. بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ.‏‎ ‎

    هذا جانب، أما الجانب الآخر من المعنى فهو قريب من المثل السائر( أُكِلتُ يوم أُكِل الثور ‏الأبيض)..‏
    أي ما أتى لغيرك سيأتي لك..‏
    أو (إياك أعني فاسمعي يا جارة)...‏
    فهذه الأمثال الأخيرة تضرب في الملمّات و في الحروب و في حالات المهددات للمجتمع..‏
    أما ما يخصّنا نحن بهذه العبارة فإن ما يهدد مجتمعنا و مستقبلنا معلوم و ماثل..‏
    و ما يحدث في أي جزء من بلادنا نحن لسنا ببعيدين عنه..‏
    فهذه الأجراس التي ترن، ترن للجميع...‏
    فهل نصغي لرنين لأجراس...؟
    أم تظل العبارة (لمن تدق الأجراس) تُردد دون أن نأخذ منها العِبَر؟
                  

10-13-2019, 06:09 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمن تدق الأجراس؟؟ عبارة تثير الانتباه و ت (Re: محمد عبد الله الحسين)


    حاولت أن استعرض عدة تعليقات نقدية على رواية لمن تقرع الأجراس...علي أجد اتفاقا ما حول مغزى الرواية..و لكني لم أجد اتفاقا ما..
    المهم هذه إحدى التعليقات على الرواية:
    صحيفة البيان الاماراتية"

    عملاً من إبداع التراث الإنساني (10) ـ لمن تدق الأجراس ـ رواية الكاتب الامريكي ارنست همنجواي ـ بقلم : محمد الخولي
    التاريخ: 08 ديسمبر 2001

    الحرب ملحمة تعيشها الانسانية وتكتوي بنارها، في احداثها تندلع نيران الصراع وتنصهر معادن البشر.. وهنا يظهر المعدن النبيل ويكشف النقاب لحظة الازمة عن كل معدن خسيس. ورواية «لمن تدق الاجراس» تدور خلال ملحمة الحرب الاهلية الاسبانية التي دارت في منتصف عقد الثلاثينيات «1936» وكانت اسبانيا وقتها قد انقسمت صفوفها بين مقاتلي الحرب الاهلية الذين كانوا يدافعون عن الحرية وتضم قواتهم كوكبة من المفكرين والمثقفين والفنانين والشعراء كان من بينهم مثلاً شاعر اسبانيا الكبير جارسيا دي لوركا الذي لقي مصرعه في حادثة خلال فترة تلك الحرب.. وكان منهم ايضاً مؤلف هذه الرواية ارنست همنجواي شخصياً. من هنا ينتقل مسرح الرواية بين موقعين اولهما حيث تدور الاحداث وهو جبال جواداراما في شمال غربي اسبانيا والثاني هو العاصمة مدريد التي يزورها عقل راوي القصة ويرتادها وجدانه كلما حاول من خلال رجعه بالذاكرة الى الوراء (فلاش باك) ان يستدعي طيوف الماضي. احداث الرواية تستغرق اربعة ايام فقط لا غير في فصل الربيع، اواخر شهر مايو عام 1937 وهي السنة الثانية من عمرالحرب الاهلية الاسبانية التي ما لبثت ان وضعت اوزارها عام 1939 ربما لتخلي المسرح الدولي لحرب ضروس رهيبة هي الحرب العالمية الثانية ولتسجل للأسف هزيمة المفكرين والمثقفين ودعاة الحرية في وجه قوات الفاشية، التي قادها الجنرال ـ الديكتاتور فرانكو الذي حكم اسبانيا بعد ذلك عقوداً من السنين. وقد اكتسبت الرواية شهرتها من نواح شتى فهي اولاً من ابداع احد اعلام الفن الروائي في امريكا وربما في العالم ـ ارنست همنجواي ـ وهي ثانياً صادرة عام 1940 وكان الوجدان العالمي مازال دافئاً ومتعلقاً باحداث الحرب الاسبانية التي تحكي عنها الرواية، وهي ثالثاً كانت موضوعاً لفيلم سينمائي مشهور شاهده ابناء الاجيال المخضرمة ولايزال بعد في طليعة كلاسيكيات الفن السينمائي المعاصر. ارنست همنجواي 1899 ـ 1961، شخصية فريدة وغريبة في عمود الادب الامريكي الناطق طبعاً بالانجليزية.. ظل مصيره مرتبطاً بالحرب والدم والقتال والمأساة.. في الحرب العالمية الاولى اصيب بجراح في ميدان القتال «كان سائق عربة اسعاف» ويعمل لدى الصليب الاحمر الايطالي، وكتب عن هذه الفترة روايته الشهيرة بعنوان «وداعاً للسلاح». لكنه لم يودع السلاح بل عمل في صفوف الحرب الاهلية الاسبانية مراسلاً حربياً وكاتباً صحفياً ومن خلال وقائعها استلهم رواية «لمن تدق الاجراس» وتدل سيرة حياته على انه رفض ان يعيش ولا ان يعرفه الناس بوصفه رجل الفكر والادب المعزول في برج عاجي.. بل آثر ان يكون رجل الحركة والعمل والمغامرات بل المخاطرات المثيرة.. ومنها مخاطرة الحرب ومخاطرة صيد الوحوش في غابات افريقيا او اسماك القرش الضارية في بحار امريكا الوسطى والكاريبي وربما كانت آخر واخطر، بل وافدح مخاطرة هي اقدامه على الموت انتحاراً في عام 1961، وقد حصل ارنست همنجواي على جائزة نوبل العالمية للآداب في عام 1954. اصل الحكاية روبرت جوردان (بطل الرواية وهو صورة مقربة الى حد ما من همنجواي المؤلف)، رجل يجمع بدوره بين الفكر والعمل، هو استاذ امريكي يعلم اللغة الاسبانية في الجامعة ولكنه ايضاً خبير في فن «المتفجرات.. الديناميت على وجه الخصوص»، ولانه مغرم باسبانيا وادابها ولغتها فقد اختار ان يتطوع في صفوف الانصار مقاتلاً في الحرب الاهلية الاسبانية ضد قوات فرانكو الفاشية، ولانه رجل الفعل والحركة والديناميت فقد اختار ايضاً ان ينسل الى صفوف القوات المعادية ويعمل خلف خطوطها ويخترقها سراً الى حيث يقوم بنسف جسر مهم يتم تدميره لحظة ان تبدأ قوات الانصار هجومها وبما يحول دون القوات الفاشية وبين الوصول الى ساحة المعركة، كانت تلك هي خطة قائد قوات الانصار ـ الجنرال الروسي «جولز» (وكان الانصار يضمون عناصر متطوعة من معظم اقطار اوروبا). وحين يشق جوردان طريقه وسط شعاب الجبال يجد وقتاً للتأمل ـ كمثقف ـ في غمرة الاحداث يدرك كم ان قوات الانصار تفتقر الى الوحدة والانضباط ودقة التنظيم شأن اي قوات تكون مع المتطوعين غير المحترفين، بينما تتمع قوات الجنرال الاسباني فرانكو بدقة الانضباط وحسن التنظيم مما اتاح لها ان تحبط كل هجوم تشنه القوات المدافعة عن الحرية والديمقراطية حين يصل الى منطقة حددوها له في مغارات الجبال يلقى بابلو زعيم الانصار الجبلي الذي جمع حوله فريقاً من الريفيين الذين يقاومون العدو بأسلوب الكر والفر.. يضايقون قوات فرانكو دون ان يفلحوا في الحاق الهزيمة بها وبالتالي لا تحسم لصالحهم اي معركة. هناك يعيش جوردان الامريكي مشتت الوجدان بين جدار التوتر الذي ارتفع بينه وبين بابلو رغم وحدة القضية والهدف بينهما، لكن ها هو التوجس البشري يجعل الاسباني متبرماً من وجود الامريكي الذي يمكن ان يهز زعامته كقائد محلي لعصبة من اهل الارياف. من ناحية اخرى يلقى الاستاذ الامريكي الفتاة الاسبانية الجميلة ماريا التي تعرضت لاغتصاب جنود الاعداء ولكنها تبادل الامريكي خبير الديناميت اعجاباً باعجاب ثم ان بابلو يريد اساساً ان يحمي بني قومه، ويكفيهم ان يبعدوا عنهم شبح قوات فرانكو وبطشها بما يشنونه من هجمات الكر والفر. لكن ها هو الامريكي يأتي بمشروع لنسف الجسر الكبير وهو ما سيجعل الاهالي عرضة بل ضحية لانتقام لا يعلم به سوى الله من جانب قوات الاعداء، خاصة وان فرانكو يملك طائرات تحلق فوق القوى وتلقي الرعب في فرائص القرويين. سطور الرواية تتابع حركة بطلها جوردان وفي صحبته حبيبته الشابة ماريا وسط الشعاب والكهوف.. هدفه مازال يتركز على الاقتراب من الجسر المستهدف للنسف والتدمير، هاهو يعايش اول وقائع اطلاق النار من مسدسه لكي يقتل جنود الاعداء.. هاهو انسان مثقف متعلم.. استاذ اكاديمي يتولى شخصياً ازهاق روح انسان آخر. فما اتعس الحرب وما افظع ما ينجم عنها من تحولات الى هذا الحد بات الموت كمفهوم وحقيقة قريباً ملموساً ومعاشاً، والى هذا الحد ايضاً يصبح الامل في المستقبل شعاعاً يعيش الناس على دفئه وضوئه، كم يأوى الى زوايا الكهف وفي صحبته ماريا يرسمان صورة الغد الاجمل يوم ان تنتهي الحرب ويسود السلام ويعودان الى العاصمة مدريد يواصلان حياة افضل واكثر سكينة واشد رغداً. تمضي عجلة الزمن اللاهث المتلاحق.. يفقد الانصار عدداً من قادتهم وجنودهم ويفقد بطلنا الامريكي المتطوع جهاز تفجير الديناميت، ويشرع في اصطناع جهاز بدائي اخر، ويبدأون في تركيبه في جسم الجسر بينما تقترب منهم قوات الفاشية. ويشتعل اوار المعارك. ويمتطي جوردان حصانه بعد ان بدأ الجسر يتداعى من وطأة الانفجار لكن الحصان يتلقى طلقة تصرعه ويسقط من فوقه جوردان مصاباً في ساقه فاذا به يهتف بالرفاق ان يتركوه يلقى مصيره المكتوب. الساعات السبعون الاخيرة من عمر البطل لقد عاش حياة حافلة ربما اكثر مما عاش سواه من غمار الناس. ممن يفضلون حياة الدعة والخمول.. ذاق الحب وادى الواجب وانضم الى اخوة الحرية ورفقة السلاح للدفاع عن الديمقراطية، وها هو الان يواجه معاركه الاخيرة مع الموت.. رغم آلامه الرهيبة الا انه يجاهد كي يموت بشجاعة فارس.. شجاعة يحاول مستميتاً ان يستمدها من امعان التفكير في معارك الحرب الاهلية في بلاده ـ امريكا. وقد كان فيها، بدورها، متطوعون يقاتلون من اجل تحرير العبيد.. وحين تلمح عيناه طلائع القوات المعادية له يستلقي على الارض ويضم سلاحه الى جواره، وينتظر اول طلقة يسددها اليه ضابط من قوات الفاشيين. الافكار.. الرموز.. الدلالات اهم ما تكرسه سطور الرواية هو انه اذا لم يكن من الموت بدّ ـ كما قال المتنبي ـ فمن الافضل ان يكون في سبيل قضية يؤمن المرء بها ويكافح من اجلها.. وليس انبل من قضية الحرية والديمقراطية. وقد اجاد همنجواي رسم بطله فجعله يجمع بين كلمة العلم واستاذ جامعي، وبين قدرة الفعل (متطوع للقتال)، وبين فطرة الانسان (يحب بعمق ويحتفل بالحياة ويرنو الى الامل ويجيد مهارات يدوية ولا تنهار رباطة جأشه امام شبح النهاية). ولعل اجمل مقاطع هذا العمل الروائي تلك الفقرات التي يستدعي بها البطل البروفيسور جوردان ذكريات ماضيه الشخصي وذكريات تاريخ الحرب الاهلية في بلاده، وهو يستعين بهذا كله على معاناة الالم الشديد الذي اصابه بل يكاد يتوكأ على هذه الذكريات بكل ما تحفل به من حنين شخصي ومن عبرة تاريخية، لكي يواجه بها بجسارة مقاتل مؤمن بقضية.. مصيره المحتوم، ثم هناك محور اسمه (نادا) وهي عبارة لا شيء.. او لا شيء مهم في اللغة الاسبانية ولكن نادا في اعمال همنجواي لا تعنى الفراغ او الخواء او التفاهة بل تعني اساساً ان لا يركز الانسان على شيء بعينه ولا يعيش رعديداً امام القلق او الفقر او احتمالات الغد.. بل يعيش حياته مؤمناً بقضية مدافعا عما يقتنع به.. شجاعاً في مواجهة المسلّمات. هناك ايضاً الجسر، الذي جعله همنجواي واحداً من ابطال روايته بل هو محورها كما يذهب الى ذلك بعض النقاد: الجسر هو قطب الحرب الدائرة في اسبانيا، بل يكاد يكون محوراً لاحداث الكون بأكمله، والغريب انه رمز بالنفي بمعنى انه سيكون مفيداً حين يكون مدمّراً ومع ذلك فقد تم تدمير الجسر ولم يحل دون هزيمة قوات الديمقراطية لانها لم تنظم صفوفها ولا اتقنت فن المواجهة وربما اعتمدت على الشعارات والحماسة في وجدان المتطوعين. يتألق همنجواي في لغة السرد ويزداد تألقه حين يملك ناصية هذه اللغة.. ما بين النثر التقريري الصحفي النابض بالحياة خلال وقائع الحرب وما بين ارتقاء اللغة الى ذرى الشعر حين يعرض الكاتب لتأملات بطله الذي حصل ثقافة عميقة واسعة وهذه التأملات يسوقها همنجواي باسلوب المونولوج الداخلي وهو حوار مع النفس، مفاجأة ذاتية كما قد نسميها. في ذاكرة الانسانية لمن تدق الاجراس، هذا العنوان استقاه همنجواي من قصيدة تأملات لواحد من كبار شعراء الانجليزية ـ هو جون دُن، 1572 1631 وهو قد رأس المدرسة الميتافيزيقية، كما يسمونها في الشعر الانجليزي وفي هذه التأملات يقول «ان الانسان ليس جزيرة معزولة بذاتها وكل امرئ جزء من كل، بقعة في قارة فلا تقل يوماً لمن تدق الاجراس.. انها تدق من اجلك انت. وقد استخدم ارنست همنجواي هذا المعنى ليقول لقارئه، انت لست وحدك. وثمة حبل متين يربط الانسان بالانسان والاجراس التي قرعت لحظة رحيل بطل الرواية روبرت جوردان.. لم تدق له وحده بل الاجراس تدق للانسانية جمعاء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de