|
Re: العجل والثعلب الخطيـر .. (Re: HAIDER ALZAIN)
|
إهداء للعجل /
قيــل : أنّ عابداً كان يعبد الله دهراً طويلاً، فجاءه قوم فقالوا: إنّ ههنا قوماً يعبدون شجرة من دون الله تعالى! فغضب لذلك وأخذ فأسه على عاتقه وقصد الشجرة ليقطعها، فاستقبله إبليس في صورة شيخ فقال: أين تريد رحمك الله؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة، قال (إبليس): وما أنت وذاك؟ تركتَ عبادتك واشتغالك بنفسك وتفرغت لغير ذلك! فقال: إنّ هذا من عبادتي، قال (إبليس): فإنّي لا أتركك تقطعها، فقاتله فأخذه العابد فطرحه إلى الأرض وقعد على صدره، فقال له إبليس: أطلقني حتى أكلمك فقام عنه. فقال إبليس: يا هذا إنّ الله تعالى قد أسقط عنك هذا ولم يفرضه عليك! وما تعبدها أنت وما عليك من غيرك؟ ولله تعالى أنبياء في أقاليم الأرض لو شاء لبعثهم إلى أهلها وأمرهم بقطعها. فقال العابد: لا بدّ لي من قطعها، فنابذه للقتال فغلبه العابد وصرعه وقعد على صدره، فعجز إبليس فقال له: هل لك في أمر فصلٍ بيني وبينك وهو خير لك وأنفع؟
قال: وما هو؟ قال: أطلقني حتى أقول لك فأطلقه، فقال إبليس: أنتَ رجلٌ فقيرٌ لا شيء لك إنما أنت كَلٌ على الناس يعولونك، ولعلك تحبّ أن تتفضل على إخوانك وتواسي جيرانك وتشبع وتستغني عن الناس؟ قال: نعم، قال (إبليس): فارجع عن هذا الأمر ولك عليَّ أنْ أجعل عند رأسك في كل ليلة دينارين إذا أصبحت أخذتهما فأنفقت على نفسك وعيالك وتصدقت على إخوانك، فيكون ذلك أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة التى يُغرس مكانها ولا يضرّهم قطعها شيئاً ولا ينفع إخوانك المؤمنين قطعك إياها. فتفكر العابد فيما قال، وقال: صدق الشيخ! لستُ بنبي فيلزمني قطع هذه الشجرة، ولا أمرني الله أن أقطعها فأكون عاصياً بتركها، وما ذكره أكثر منفعة، فعاهده على الوفاء بذلك وحلف له. فرجع العابد إلى متعبده فبات فلمّا أصبح رأى دينارين عند رأسه فأخذهما، وكذلك الغد، ثم أصبح اليوم الثالث وما بعده فلم ير شيئاً، فغضب وأخذ فأسه على عاتقه فاستقبله إبليس في صورة شيخ فقال له: إلى أين؟ قال: أقطع تلك الشجرة، فقال (إبليس): كذبت والله ما أنت بقادر على ذلك ولا سبيل لك إليها، قال: فتناوله العابد ليفعل به كما فعل أول مرة، فقال: هيهات فأخذه إبليس وصرعه فإذا هو كالعصفور بين رجليه وقعد إبليس على صدره وقال: لتنتهينّ عن هذا الأمر أو لأذبحنك؟! فنظر العابد فإذا لا طاقة له به، قال: يا هذا غلبتني فخلِّ عنّي وأخبرني كيف غلبتك أولاً وغلبتني الآن؟! فقال (إبليس): لأنّك غضبتَ أول مرّة لله، وكانت نيتك الآخرة فسخرني الله لك (أي نَصَرَكَ عليَّ) وهذه المرة غضبتَ لنفسِكَ وللدنيا فَصَرَعْتُك!
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: العجل والثعلب الخطيـر .. (Re: HAIDER ALZAIN)
|
إهداء للثعلب :/
من طرائف المعروف التي تروى بين أن أحد الأمراء قديمًا استدعى يومًا الشعراء فصادفهم شاعر فقير في يده جره فارغة وكان ذاهب إلى النهر حتى يملأها ماء فرافقهم الشاعر إلى أن وصلوا إلى دار الأمير فبالغ الأمير حينها في إكرامهم ولما رأي الشاعر الفقير بينهم والجرة على كتفه رث الثياب فقال له حينها من أنت وما هي حاجتك فأنشد الرجل قوله : ” ولما رأيت القوم شدوا رحالهم إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي “. فقال الأمير لحراسه املئوا له الجرة ذهبًا وفضة فحسدوه بعض الناس وقالوا : ” هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال وربما أتلفه وضيعه. فرد عليهم الأمير وقال لهم هو ماله يفعل به ما يشاء وعندما خرج الرجل من دار الأمير فرق المال على جميع الفقراء .
فبلغ الأمير فعل هذا الرجل فطلب الحراس أن يستدعوه ثم سأله عن سبب ما فعل فقال له الشاعر : ” يجود علينا الخيرون بمالهم ونحو بمال الخيرين نجود ” حينها أعجب الأمير بالجواب وأمر بأن تملأ جرته عشر مرات ذهبًا وفضة وقال الأمير إن الحسنة بعشر أمثالها وحينها أنشد الفقير التي تنسب للإمام الشافعي :
الناس لناس ما دام الوفاء بهم .. والعسر واليسر أوقات وساعات وأكرم الناس ما بين الورى .. رجل تقضى على يده للناس حاجات لا تقطعن يد المعروف عن أحد .. ما دمت تقدر والأيام تارات واذكر فضيلة صنع الله التي … جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات قد مات قوم وما ماتت فضائلهم .. وعاش قوم وهم في الناس أموات
والله اعلم :9
| |
  
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|