الشيخ المكاشفي في العراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2006, 00:26 AM

الرشيد حسن خضر
<aالرشيد حسن خضر
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشيخ المكاشفي في العراق



    بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وآ له وسلم

    - يعد الشيخ عبد الباقي عمرأحمد المكاشفي من مشاهير الأشياخ الصوفية بالسودان وقد ذاع صيته حتى أطبق الآفاق وسارت به الركبان .
    - كاهلي من أصل مغربي قادري الطريقة ( طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني التي أدخلها خليفته تاج الدين البهاري للسودان في القرن الثامن عشر) ونسبه المعنوي ( في الطريق ) ينتهي إلى السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد علي زين العابدين بن السيد الحسين بن سيدنا علي كرم الله وجهه زوج البتول بنت سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم . و إستقر به المقام في بلدته المعروفة قريبامن المناقل جنوبا ( الشكينيبة ) حيث عاش وقبر بها في العام 1962م وبها ضريحه المنيف وسجادته الفخيمة وسلسلة خلفائه الميامين من عقبه وآخرهم الشيخ الطيب ثم الشيخ الجيلي ثم الشيخ مهدي وأخيرا الشيخ الحالي الفاتح .
    - وقد بلغ سيدي أبو عمر في الولاية مقاما دونه الأفكار ونال بالزهد في الزهد رتبة قصية حتى أنه لم تكن له جيوب بملابسه كعادة أهل الدنيا نفيا للحرص الذي هو من جملة أمراض وآفات الباطن التي تقطع السالك عن بلوغ مقامات الرجال – للباطن 1600 مرض (40 أصل و 40 فرع كالرياء والحسد والكبر والعجب والغيبة والنميمة والسمعة والفخروالتظاهر والبذاءة والجدال والإنكاروالسخرية والحقر واللعن واليأس والكراهية وطول الأمل والطمع والغش والغل والحرص إلخ ) وهذا مضمار عمل الشيخ المربي بقطع عقبات النفوس السبعة – الأمارة واللوامة والملهمة والمطمئنة والراضية والمرضية ثم الكاملة – وهو الجهاد الأكبر المشار إليه في حديثه صلى الله عليه وسلم . فكيف لا يكون للأشياخ دور ؟!!! وهم إخصائي الباطنية الكبار .
    - لقد ولج الشيخ المكاشفي قدس الله سره من نفس الباب الذي ولجه الشيخ أحمد الكبير الرفاعي ببلاد الشام وقد قال بمعناه : قصدت أبواب الحضرة الإلهية
    ( الخاصة) فوجدتها كلها مزدحمة إلا باب واحد وهوباب الذل الإنكسار فولجت منه . وقد نال ما نال من عظيم المنزلة والفتح واسمع تلميذه سيدي الرواس يقول حال خلافته وهو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في جمعية روحية علية
    يا صاحب قاب قوسين
    يا جامع سر العين
    يا كاشف وهم الغين
    يا جامع سر الرمزين
    يا حامل علم العلمين
    يا أول ثاني إثنين
    يا نور كل قلب ويا غرة كل عين
    صلى عليك الله
    ما دار الدوران
    ولمع الفرقدان
    وكر الجديدان
    وعلى آلك واصحابك أجمعين
    في كل وقت وآن
    ولا تسل عما جرى له بعد ذلك من عميم الفيض وجليل الإكرام .

    - ولكل ولي ببلاد السودان خصيصة ( الخصوصية لا تعني الأفضلية كخصوصيات علوم الخضر عليه السلام مقابل رسالة سيدنا موسى كليم الله عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وأتم تسليم ) . وكما كانت خصيصة الشيخ إبراهيم الأمين الرشيد (الشهير بالكباشي ) في إعطاء الجنى بإذن الله تعالى وقوله العقرب والدابي حيراني – فلا تلسع ولا يلدغ كل من يمنتسب له - فكذلك خصيصة الشيخ المكاشفي في كثرة المكاشفات حتى أشتهر بها لكثرتها – والكشف من جملة منن الله تعالى على أوليائه فيكون أول حال المريد لحظة الفتح- لحظة تحرك أمل النباْ كقول الشيخ البرعي :-
    هبت ريح الصبا وحركت أمل النباْ
    وريح الصبا عندهم معنى إستعاري بديع يقصدون به هبوب أنوار الحق المشحونة بالمنن ( أصولها عشرة ) من حظيرة القدس التي هي أسفل العرش المجيد إلى ذات المريد المفتوح عليه فإذا طرقته كان أول حاله إنكشاف الأرضين السبع وما فيهن والسموات السبع وما فيهن ويطالع أرواح الملائكة وأمور لا يمكن إحصاؤها ولا إستقصاؤها ( راجع الإبريز للشيخ الدباغ ) .
    وكما قال سيدي الشيخ أحمد الطيب : أدنى درجات الولي أن يكشف له عن عالم الملكوت فما بالك بالكشف الأعلى ، وهمم العا رفين فوق كل كشف !!!!
    - وعلى هذا شاع عن الشيخ المكاشفي مكاشفات كثيرة لا تحصي وليس هذا مكان ذكرها ولنذكر واحدة فقط منها .
    وهي قصة الهرة التي جاءت من بعيد تشكو له ضيم صاحبها وعادته أكل جناها فآجرها وبقيت عنده زمانا حتي جاء في طي الوفود يوما رجل وهم جلوس في حضرته يتملون برؤيته ويلتمسون بركاته ، فناداه الشيخ على جنب ولما جلس نادى على الهرة فأتت فقال لضيفه : الهرة دي بتعرفها ؟ فتردد الرجل قائلا لولا طول المدة لقلت هي حقتي وأمسك بها ورفع رجلها الخلفية فظهر وسمه عليها فعرفها وتعجب فرد عليه الشيخ أنها : جاءتنا زمان شاكية منك قالت بتآكل جناها وسرعان ما صاغها شاعره في قصيدة طويلة جميلة منها :-
    جاتو الهرة وشكتلو المضرة
    - وللشيخ المكاشفي كرامات ومكرمات يضيق بها كل مكان ولنذكر منها ثلاث فقط للإيجاز وخوف السآمة .
    · منها ما أخبرنا به أحد تلامذته حال فراقنا لبلدة الشيخ في نحو عام 1993م وكان الخليفة وقتها الشيخ الجيلي رحمه الله تعالى وجعل البركة والخير العميم في خلفه الحالي الشيخ الفاتح ، أنّ الحيران قد حاروا يوما في شأن ذلك العتود السعيد وليس الشقي الذ ي غلبّهم بأكل شيط القيزان ضحى كل يوم قبل غسلها من باقي الأكل الناشف وكلما طردوه عاد ، فتفكروا في أمره وأخيرا رأوا أن لا مناص إلا بشرائه من صاحبه ثمّ ذبحه ( رأسو قوي كالإنقاذ ) ففعلوا ووضعوا اللحم على النار ولكنها عجبا لم تأكله فأتوا للشيخ وحكوا قصته فقال لهم أبو عمر : دي كرامة ربنا لي من أكل من طعامي لا تمسه النار . ولم تكن تلك خصيصة للشيخ المكاشفي فقط فقد أثرت عن غيره من أشياخ السودان كالشيخ بشرى بن بشير تلميذ الشبخ احمد الطيب رضي الله عنه ( بالقرن التاسع عشر ) وذلك أنه أخبر بأنّ من صلى خلفه لا تمسه النار ، فكان الناس يصرون البن في ثيابهم حال الصلاة خلفه فاذا إنصرفوا إلى بيوتهم وضعوا البن على النار فلا تأكله فكثر إنقياد الناس إليه إنقبادا زائدا حتى خلفّ ببلاده قتي 12 ألف خليفة ( راجع أزاهير الرياض للشيخ عبد المحمود نور الدائم رحمه الله تعالى ) !!!
    · ومن دلائل زهده في الدنيا وما فيها أن رجلا موسرا أو محبا ولها" لا أدري زاره يوما فأهدى له لوري ببضاعته ومساعده فلما ناول الشيخ مفتاح الوري سأله منو الفوق اللوري داك فقال له : المساعد ، فناداه الشيخ فجاءه فأعطاه المفتاح قائلا : يا ولدي خدها ( أي العربة) وترزق بيها !!!! أما مشاعر صاحبها بعد ذلك فهذا خارج عن الموضوع ....
    · ومنها ما ورد بصحيفة الدار السودانية قبل سنوات حيث ذكر التحقيق الصحفي قصة المرأة التي دخل على بيتها بعبود لص فقاومته ولكنه عض على عضدها حتى أتلفه وعرضت نفسها على الأطباء وكثر التورم وذات ليلة وهي نائمة جاءها الشيخ المكاشفي وشيخ متوفى من بلدتها وآخر من ليبيا سمتهم بأسمائهم ومعهم أدوات صغيرة فأجروا لها عملية جراحية منامية ثم خاطوا عضدها ولفوه بالشاش وتركوا عندها قارورة فيها أحد المحاليل وباقي الشاش ومقص ، وعرضت الصورة في ذات الصحيفة وقد برئت وحمدت ربها وعرفت قدر أوليائه وشدة تصريفهم مناما ويقظة ، وقد إتصلت سيدة من أسرة الشيخ المكاشفي تقيم بالأمارات تلفونيا على أم عيالي وكانت بينهما صلة فأكدت لها ما كان وحركت المقص وصكته وقالت لها هذا مقص العملية أما الشاش فقد ذكر الأطباء الذين تولوا علاجها أولا بالمستشفى أنّ هذا النوع من الشاش لا يوجد بالبلاد !!! وبالجملة فالذي يتلو القرآن المجيد وقصة قصر بلقيس وأصحاب الكهف ومريم وغيرها لا يتوقف ويرد الحول والقوة لله تعالى
    ويعلم أن ظاهر الفعل من الولي وباطنه من الله تعالى القادر على كل شيء ، فلله درك يا أبو عمر واليت مولاك فأعطاك .
    - ومررت يوما بالسوق العربي بالخرطوم قرب موقف المركبات سوق شعبي سجانة ... فلمحت لوحة صفراء جميلة على دكان صائغ وقد كتب عليها
    ( شوارق المكاشفي ) وما أمكنني التعدي بعيدا إذ جالت بخواطري فورة من المشاعر منها أنّ من كرامة الشيخ المكاشفي عند مولاه أن جعل هيبته حتى على الجدران فغفلت راجعا نحو ذلك الرجل الأبيض الوضي وهوجالس على كرسيه عند مدخل باب محل الصاغة فحكيت له مشاعري والعبارة الآنفة فبادلني شعورا بشعور وقال أنه من ذرية الشيخ نضر الله جبينهم أجمعين ونفعنا بهم آمين . وإنّ المرء ليلمس هذه الهيبة حتى في منامه حين زرت ومجموعة من الإخوة ضريح الشيخ وعلى مسافة منه غلبنا المسير وتكاد تتجمد أرجلنا من شدة المهابة ونحن نرمق تلك القبة النورانية البهية فاستيقظت دون الوصول !!!
    - وهذا مقام الزاهدين . وكما قالوا من زهد في الدنيا أتته راغمة ، ودونك زهد الشيخ عبد الباقي أزرق طيبة فكان ضيوفه من كبار التجار يأتون من مناطق بعيدة يسألون عنه في الصوالين والمنصات وفي مجالس الكبار والوجهاء فيفاجأون أن محله اللك والعجن مع الحيران الطباخين بعراقيه التعبان وبشرته الزرقاء الداكنة ، إنخلع عن الدنيا وزخرفها فجاءه كبراؤها ساعين فبكى منهم من بكى حين رأى العظيم الذي يقصده رافلا في إنكساره منجدلا في ذله وخموله !!! ولقد رأيت نظير ذلك في حال الشيخ عبد الله ود العجوزوهو من المكاشفية أيضا ( راجل المنارة بكردفان ) أدام الله عليه عظيم إنعامه وأمد في عمره مدا . عنده الدنيا كلها من مساكن فيها كل ما تتمناه من متاع وتجهيزات عصرية راقية وأموال تأتيه بلا عد وخيول أكلها الذبيب ويعطي زواره ولا يعطونه حتى لما شعرنا بالحرج ونحن نحو أربعين شخصا همس في أذني تاجر من الأبيض أن دونك ، فالشيخ مثل نبي الله سليمان ( طبعا لا يساويه ) آتاه الله الملك ( ملكا لا ينبغي لغيري ) قال جاءه أحد المكاشفيه قريبا فخلع عليه سيارته التايوتا الجديدة أبو قمرتين ومليون جنيه ( عام 91 تقريبا ) ومائة جمل وهو لايبالي أن ينفق كل ما عنده ( صديقية منه ).
    ويترك المساكن الراقية لضيوفه وأحبابه وينصرف لقطيته وأكل القرض !!!
    وسمعته يحذر من خراب الباطن وحرص الناس على تزيين الظاهر بقوله
    ما أعوج المكنة خربانة والبودن جديد ؟...

    - وقال لي بعضهم أن للشيخ المكاشفي أو خليفته نحو عشرة ألف حوار فرنسي قرروا يوما – ربما في الرجبية المعتادة - إستئجار طائرات تقلهم للخرطوم ولكن الشيخ بنفاذ بصيرته منعهم وطلب منهم الحضور أوزاعا أو في مجموعات صغيرة منعا للفت الأنظار الذي يخالف ناموس هذا الطريق ودرءا لمفاسد لا يستبصرونها ، وحكي لي من أثق به أن بعضهم جاء عبر الخرطوم فارسل له محافظ الجزيرة المحب سيارة لتوصله للشكينيبة فجبر خاطره بأن توصله لمدني فقط فبعثوا أحدا بلاندكروزر لإقناعه فلم يجدوه فاتصلوا بالمناقل فقيل لهم أنه وصل الشكينيبة وكل ذلك في قصير وقت يوميء لتصرف الشيخ المكاشفي وكرامته !!! ولا أعجب وقد رأيت نظير ذلك في بلدتنا فداسي حين كان تلميذه عمنا علي ( عليليبة ) أطال الله عمره يودع إبنه المسافر لليمن قائلا له لا تعجل بالسفر يوم التيسوعة ، يا ولدي صلي معانا العيد وأنا أضمن لك السفر صباح العيد فلما قربا من الظلط والشباب خلفهم لم يصلوا بعد وهم يحملون حقائبه رأوا كريسيدا بيضاء جديدة ( ورقة ) وقفت وفتحت أبوابها للمسافر وكانوا يمازحون ويراهنون عم علي أنّ عقيدته ستكون في إختبار عنيف ضحوة ذلك العيد البعيد فخابت أوهامهم وصدق عم عليليبة في عقيدته وتغشاهم الشيخ المكاشفي سريعا بكرامة الله تعالى له ، وحتى ناس الكورة بفداسي كانوا يأتونه عند الضرورة والمباريات الحاسمة بالدوري بمدني فيجبر خاطرهم ويرغب في أن يعم البلدة الحالمة مساء جميل ونوم غرير فيفزع بالدعاء ( بنية صالحة لا حبا" في الكرة التي هيّ آفة جربناها فخبرناها) فيقول لهم إن شاء الله غالبين
    2/1 فيأتي الأمر كما قال !.
    - عند زيارتنا للشكينيبة كنت وزملاء المأمورية مديرنا يس سيد أحمد ، وعبد الكريم حسن وعلي إدريس ضيوفا على شيخ الجيلي ( قل 1993م) فزورنا بيت الشيخ المكاشفي ( متحف) المشتمل على آثاره المنيرة من سرير قد بكسر القاف وشنطة جلدية وتيبار ومتاع قليل جدا ومصحف ومسبحة .. وقال أن الزبير محمد صالح رحمه الله تعالى كان يحرص على زيارة هذا البيت كلما زارهم ولكن عضو مجلس قيادة المجلس الإنتقالي بعد إنتفاضة رجب/ابريل
    ( فلان ) كان قد اخذ علينا الطريق ثم ّ كتب لنا لاحقا من الخرطوم كتابا يقول فيه طريقكم ده تعالوا خدوه !! فاتته المصائب والنكبات من كل حدب فجاءنا معتذرا طالبا للسماح راغبا في تجديد عهده معنا ولكن هيهات !! قلنا له إنت قبيل لما أخدت الطريق في زول جبرك عليه شوف طريقة تحلك !!! وفي طي هذا السيناريو من الكلام ما فيه وليس هذا متسعه . أرع بقيدك يا أخونا العلاّمة وهدانا الله تعالى وهداك...ولا ندري ما كان بعد ذلك والله لطيف بعباده .
    - وكما كانت روح الشيخ حسن ودحسونة قوية كما قال سيدي محمد عبد الكريم السمان لتلامذته السناريين ( في القرن الثامن عشر ) أنّ السودان فيه فحول الرجال كالشيخ فلان وفلان وحسن ود حسونة فاللتو وقف شيخ حسن حياله فقال له الشيخ السمان: يا شيخ حسن أنا فقط ذكرتك ما ناديتك – طبعا حضر بذات روحه لا ذاته الترابية أيها المنكر العجول غير الدارس _ وهيّ ارواح الأنبياء ثم الأولياء التي سكنت بذواتهم سكن محبة ورضا فأمدت ذواتهم بشيء من خصوصياتها من شمول العلم والإحاطة والطيران والنفوذ في الجلاميد .... ، كيف لا وأنّ نبيء الله إدريس عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وتسليم لماّ ضيق عليه قومه وطاردوه دخل في أصل شجرة فأتوا بالمناشير وكادوا يقطعوا بدنه فتألم وله بعض أنين فناجاه ربه لإن شكوت لأمحينّ أسمك من ديوان الأولياء
    ( كل نبي ولي ) . وبالمثل حال الولي– وراثة نورانية –
    - و حكى لي من أثق به ( الأخ ضمرة ود الحوش )عن أخيه تلميذ الشيخ المكاشفي في قصة طويلة عن سبب أخذه الطريق على الشيخ ( بعد السبعينات ) أن الشيخ قد ظهر له عيانا بيانا أكثر من مره وأمره بطلب القرآن على الأشياخ حتى جاءه أخيرا وأمره بتسليم نفسه في الشكينيبة ليندرج رسميا في سلكه وسلسلته النورانية الفريدة . وقال لي الأخ ضمرة أن خاله ذكر له أنّه دخل علي التلميذ نفسه بالغرفة مرتين فوجد عنده الشيخ المكاشفي جالسا عيانا بيانا !!!
    - وذكر لي آخر ولم يكن مكاشفيا ولكن أسرته مكاشفية ( لأجل عين تكرم ألف عين أو قل وكان أبوهما صالحا ) ذكر أن شقيقه كان يعمل بالعراق ربما في الثمانينات – وكان قلقا بشأن إدراك فرع بنكي في مدينة أخرى غير بغداد و لا يسعه الوقت لللحوق به قبل الإقفال وهو مسافر للسودان بالطائرة في نفس اليوم وبينا هوّ مهموم مكروب بالحافلة ، إذا برجل سوداني شديد البساطة يظهر بجنبه ويقول له ما معناه : قول يا أبو عمر ( يعني توسل لله تعالى بالشيخ المكاشفي ولا منافاة بذلك للتوحيد لثبوت التوسل بالقرآن والسنة خلافا للجماعة التي تمنع ذلك وتجعل من التوسل حتى بالنبي صلى الله عليه وسلم شركا أكبر وهذا من أعظم المصائب والنكبات وأنا أتحدى من يعتقد هذا المعتقد الشنيع أن يقول أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤية منامية واحدة فقط ! طالما الرؤية جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة فكيف يدركها من يحقر النبي ويستهين به ؟!! وهو يظن خطأ" أنه غيور على التوحيد وما دونه جهلة عجبا بمن يسخر بمن مبدأ طريقهم آخر طريق الفقهاء ، ولأجل ذلك تهافت على طريقهم كبار العقلاء وأئمة العلماء ورؤسهم كالإمام الغزالي وإبن عطاء الله السكندري وغيرهم . نعود للعراق الجريح ونفيد بأن الشاب المهموم تردد أولا في أن يقول مثل ما طلب منه ذلك الرجل المجهول لديه النازل من غياهب الغيب فعرفه أنّه هو الشيخ المكاشفي أبو عمر فسرعان ما جالت بخواطره حكاية آبائه معه والحبل المتين فقالها فلما وصل البنك وجد موظفا ينتظره متلفتا عند الباب فسأله عن إسمه ثم ّ قاده للمديرة فأسرعت وموظفوها في خدمته وإنهاء معاملته وذكرت له أنّ فلان الفلاني قد جاءنا في أمرك وكان هو الشيخ المكاشفي نفسه بكامل إسمه وخرج مسرعا نحو المطار ولكن الشيخ ظهر له مرة ومرة إلى أن وصل المطار ثم ودعه واختفى وقلب الشاب قد ملأته السعادة وغمر بحب الله وأوليائه ولسانه شاكرا لله حامدا .
    ( أرجو من الأخ المذكور إن بلغته حروفي هذه أن يبعث لي بكامل قصته علي بريدي اللإلكتروني ) حتى لا يظن ظان أننا من عشاق القصص والخيال ويغيب عنه المضامين الثمينة التي نرمي لها والبركات العميمة التي نهفو لها وقد قيل أن العبد لا يزال ينكر وينكر حتى يقوده ذلك للإنكار على الله تعالى ، وقولهم من إعترض إنطرد ، وقولهم الإعتقاد أصل في كل خير كما أن المؤمن صديق كما ورد في الأثر .
    - وختاما هذا نذر قلبل من خواطر حول الشيخ الفخيم والقطب العظيم سيدنا ومولانا الشيخ المكاشفي أدام الله نور ضريحه وفيض مدده وجعل البركة الهامعة سيلا عرمرما علي عترته وخلفائة وتلامذته ومحبيه في كل مكان . آمين آمين آمين


    (عدل بواسطة الرشيد حسن خضر on 05-06-2006, 00:32 AM)
    (عدل بواسطة الرشيد حسن خضر on 05-06-2006, 01:27 AM)

                  

05-06-2006, 02:23 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: الرشيد حسن خضر)

    Quote: ولكن عضو مجلس قيادة المجلس الإنتقالي بعد إنتفاضة رجب/ابريل
    ( فلان ) كان قد اخذ علينا الطريق ثم ّ كتب لنا لاحقا من الخرطوم كتابا يقول فيه طريقكم ده تعالوا خدوه !! فاتته المصائب والنكبات من كل حدب فجاءنا معتذرا طالبا للسماح راغبا في تجديد عهده معنا ولكن هيهات !! قلنا له إنت قبيل لما أخدت الطريق في زول جبرك عليه شوف طريقة تحلك !!! وفي طي هذا السيناريو من الكلام ما فيه وليس هذا متسعه


    شكرا على كتاباتك الرائعة التي أقرؤها باستمتاع شديد وأرجو أن تتحفنا بالمزيد.

    أليست هناك مقولة بأن حدوث المصائب والنكبات بعد أخذ الطريق دليل على الصدق في الطريق؟
    والطريقةالقادرية مبنية على الفقر والزهد فهل من يأخذها لابد وأن يصبح فقيرا؟
    ترى ما الذي دعا ذلك الشخص للتخلي عن الطريق؟ يا ترى لقى طريقة حلته أم لا؟!!!!
                  

05-06-2006, 02:37 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: الرشيد حسن خضر)
                  

05-06-2006, 03:02 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: الرشيد حسن خضر)

    حبيبنا فى الله وفى الطريق الرشيد حسن خضر

    رعاك الله سيدى وادام عليك محبة اهله واهل طاعته الذين عبدوا الله حق عبادته فاكرمهم ربهم ومنحهم من العلم اللدنى ولا غرو فهو القائل فى الحديث القدسى "مازال عبدى يتقرب الى ..." والحديث معروف لاهل الاسلام ...

    حقا استمتعت بهذا البوست الجميل النورانى والذى عاد بنا لاهل الله فى بلادنا ووطننا وعدد مآثرهم وابان لنا بركات الشيخ ابوعمر طيب الله ثراه ..

    حقيقى الحديث ذو شجون هنا وكلها عذوبة وحلاوة وكلها بركات وتجليات وكلها توجه الى الله تعالى فالرجل مدرسة قائمة بذاتها ورغم اننا لم نحظى بزيارة الشكينيبة ولكنى سعدت بمعرفة احد حيرانه او ابناء نسله وسعدت بمعرفته ورفقته وأخذ الطريق منه ( رغم انى لم انتظم فيه ) وحكى لى الكثير من بركات جدهم المكاشفى بل وبركات كل خلفاء الطريق ...

    انتظر منك سيدى أكثر وأكثر فهذا حديث لا كفاية منه ابدا ..

    لك شكرى وتحياتى واحترامى
                  

05-06-2006, 02:48 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: قرشـــو)

    أخى الرشيد لك جزيل الشكر على هذه النفحة العطرة عن سيدى المكاشفى ابو عمر


    وليه ليه يا الشاعر

    ما بتتكلم فوق عبد الباقى البفرج الهم



    أخى الرشيد أرجو منك الاسترسال قليلا فى هجرة اسرة سيدى المكاشفى ومتى اتوا للسودان

    ثانيا ممن أخذ سيدى ابو عمر الطريق((السلسلة)) ولكم الشكر والتقدير.
                  

05-08-2006, 03:56 AM

domdom

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: ود محجوب)

    مرحب سلام القوم
    الاخ ود محجوب
    اعتقد ان سلسلة ابونا الشيخ كما يلي
    الشيخ عبد الباقي المكاشفي
    عن الشيخ عبد الباقي بن الامام ( ابو الشول )
    عن الشيخ عبد الله الخدام
    عن الشيخ عبد الباقي النيل ( ام قرقور )
    عن الشيخ عبد الله بن العجوز
    عن الشيخ محمد المسلمي
    عن الشيخ دفع الله المصبون
    عن الشيخ ابو ادريس
    عن الشيخ عبد الله العركي
    عن الشيخ حبيب الله العجمي
    عن الشيخ تاج الدين البهاري
    و الباقي انتو بتموا براكم
    مرحبا الجيلي ياولي الله قايد الخيل
    مرحبا قوم الجيلان
                  

05-08-2006, 03:09 AM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: الرشيد حسن خضر)

    يا ابو عمر
                  

05-08-2006, 04:34 AM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: مريم بنت الحسين)



    الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    العارف بالله عبد الباقى المكاشفى

    رضي الله عنه




    هو الشيخ عبد الباقي الحاج عمر أحمد محمد الهارب، مؤسس الطريقة المكاشفية و مرسي قواعدها وواضع أذكارها و مبين آدابها و تعاليمها، الأستاذ الأعظم، والملاذ الأشهر، صاحب الولاية الكبرى، والخلافة العظمى، والسيادة المطلقة، عبد الباقي ( أسمه ) والحاج عمر ( والده ) وأحمد المكاشفي ( جده الأول ) كان من أقطاب الصوفية وله أخبار شهيرة ومناقب كثيرة وقصصه معروفة بين المريدين، و محمد الهارب ( جده الثاني ) وكان قاضيا جاء من مكة لأسباب سياسية.

    كني بأسماء كثيرة فهو أبو عمر، وأبو الجيلي، وأبو عبد الله، وأبو الطيب، و أبو المهدي، وأبو موسي، و أبو محمد، وأبو الفاتح، وأبو التقي. ولقب بالنادر، و بالرشيد، و بأبي الكل، و بأبي الهمال، و بمهال، و بالكشيف، و بالحفيان، وبكحل الجلاء. وكما أنه معلوم فإن كثرة الأسماء من عظمة المسمى واشتهر الشيخ بالمكاشفي، والمكاشفي من الكشف المعروف عند الصالحين، ودليله قوة الفراسة وقد لقب به جده الشيخ أحمد وانطبق عليه انطباقا كاملاً و به كانت شهرته وشهرة أبنائه وأتباعه من بعده.

    وهو حسيني النسب، مالكي المذهب، أشعري العقيدة، جيلاني الطريقة، محمدى الأخلاق، حفظ القرآن و تعلم علم الأصول والفروع و درس رسالة العلامة ابن أبي زيد القيرواني و المسالك للعلامة القطب الدرديري ومختصر العلامة الشيخ خليل ابن إسحاق المالكي و مؤطا الإمام مالك رضي الله عنه وفتح الله عليه بغير ذلك من العلوم و المعارف مما يعجز عن وصفه البيان، لازم الخشوع والخضوع والخوف والتذلل لله تعالى وعرف بالزهد الورع والتواضع والعفة والحياء والمروءة والسماحة والجود والشجاعة وكظم الغيظ ومداراة الخلائق ومكافأة السيئة بالحسنة والعفو عن المسيء وشكر المحسن.

    وهو شيخ عارف بالله أراد الله به خير العباد، اهتدى على يديه خلق كثير، و ظهر بالإرشاد كالشمس في كبد السماء و ترامى عليه الخلائق من سائر الأنحاء و قصده المرضى و أصحاب البلايا إذ أن سائر الأمراض تشفى بدعوته رضي الله عنه. ألف رضي الله عنه في التوحيد والفقه والتصوف نظماً ونثراً و قال مدائح و قصائد اشرحت الصدور واستنارت بها العقول نبعت من قلب صادق بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم. و نحن عندما نتحدث عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي إنما نشير إليه إشارة ظاهرية إذ أنه سر من أسرار الله تعالى.


    نسبه رضي الله عنه من جهة أبيه :

    هو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن الشيخ الحاج عمر بن الشيخ أحمد المكاشفي ابن السيد محمد الهارب بن الشيخ علي المادح بن زيادة بن حسان الإدريسي التلمساني بن السيد آدم بن السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد بن أحمد الدسوقي بن السيد موسي الطاهر بن عبد العزيز النادر بن السيد عبد الرازق الخليفة بن السيد عيسي الصوام بن السيد آدم بن عبد الحفيظ الطيار بن هارون الصادق بن سعد الخفي بن عامر الخطاف بن السيد أحمد بن السيد داود بن السيد حسن الدوري بن السيد موسى الطامع بن السيد الحسين بن أكمل بن أحمد بن السيد محمد نور بن السيد عبد الرازق بن الفضل بن السيد عبد القادر بن السيد عبد العزيز بن السيد عطاء الكريم بن السيد محمد الجواد بن السيد علي الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    ( وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي )



    أما نسبه من جهة أمه :

    هو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن السيدة فاطمة بنت أحمد أبو القاسم بن الضو بن البكري بن علي بن عبد الرحمن بن السيد طه بن الشيخ علي النيل بن الشيخ الهميم بن الشيخ الصادق بن السيد عبد الرحمن بن حسن معشر بن عبد النبي بن ركاب بن السيد غلام الله بن عائد بن أحمد المقبول بن السيد محمد الزيلعي بن السيد عمر بن السيد محمود بن المختار بن هاشم بن السيد سراج بن محمد بن السيد علي بن أبو القاسم بن السيد موسى بن السيد إسماعيل بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسينى بن السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم.


    ( وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي )



    مولده ونشأته :

    ولد الأستاذ المرشد الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه في السودان بقرية ودشنبلي جوار قرية الشيخ التوم ودبانقا بريفي سنار في اليوم الرابع من شهر رجب سنه 1284 هـ الموافق 1865م فرحب به والده الحاج عمر وفرح به فرحاً كبيراً و أذنّ في أذنيه وسلم عليه مقبلاً يده وروي أنه قال أمام ملأ من الناس " مرحباً بسيد أبيه " ويروى أيضا أن والدته السيدة فاطمة بنت أبي القاسم روت أن زوجها الحاج عمر كان يتواضع لهذا المولود منذ أن حملت به وكان يثني عليه كثيرا و يقول " هنيئا لمن يحضر زمانه " و كان أيضا يدخل تلك الغرفة التي وضع بها أبنه حافياً حاسر الرأس. وروى أيضا أن حبر الأمة الشيخ التوم ود بانقا، كان دائم الإكرام له والإشادة به منذ أن كان صغيرا وقد كان يقول ( لا أنا ولا أبوه وهنيئاً لمن يحضر زمانه ) وكان قد بشر به قبل ولادته ونذكر في ذلك ما قاله ود الزين في كتابه نوادر النادر( حدثني الشيخ محمد الهارب أن رجلاً قدم نفسه لزواج السيدة فاطمة بنت السيد أحمد ابن أبي القاسم والدة الأستاذ فرده سيدي الشيخ محمد توم ود بانقا عنها قائلاً له بما في معناه أنها ليست زوجتك وأنها سوف تتزوج بالحاج عمر وينجب منها ابناً صالحاً وفعلاً تزوج بها الحاج عمر وأنجب منها هذا الأستاذ رضي الله عنه ). وقال : ( حدثني الجزولي تلميذ الشيخ حمدان ود أبو الحسني قال لي كان سيدي الشيخ محمد توم ود بانقا يبشر الناس بأربعة أولاد يأتون من بعده يكون لهم شأن ، منهم من ينجبه أخينا الحاج عمر ومنهم من ينجبه الشيخ طلحه الفلاتي ومنهم من ينجبه الشيخ عبد القادر وبالفعل ظهر هؤلاء الرجال الأربع أما الحاج عمر فقد خرج من نسله هذا الأستاذ رضي الله عنه والشيخ طلحه خرج من نسله الشيخ محمد توم و كان من أكابر الصالحين والشيخ عبد القادر خرج من نسله الشيخ حمدان والرابع المشار إليه الشيخ هجو ابن الماصع فهؤلاء هم الأربعة الذين كان يبشر بهم الشيخ التوم ودبانقا ).

    وكان ممن بشر به الشيخ الكباشي وذكر ذلك ود الزين في كتابه نوادر النادر حيث قال : (حدثني الشيخ محمد الهارب أن والد الأستاذ الحاج عمر عندما ذهب إلى الحج نزل عند سيدي الشيخ إبراهيم الكباشى بحلة الفرع فبالغ في إكرامه وقال له أنا لم أكرمك لأجل أنك أرفع منى درجه ولا أكبر مني ولاية ولكن إكرامي لك لأجل ابن يخرج منك ويعني الأستاذ رضي الله عنه وهذه من مكاشفات الكباشي وإعلامه للحاج عمر بأن في صلبه هذا الأستاذ العظيم ).

    أما عن نشأته فقد قام بكفالته ورعايته أخوه الأكبر الشيخ أحمد الحاج عمر بعد وفاة والده، و نشأ رضي الله عنه ببلدة المكاشفي في بيت علم و صلاح، يجذبه سر الولاية، ويؤنسه نور الهداية، ويحفه جيش العناية، وعليه شيم النجاح وعلامات الخير والصلاح، ويزينه الإشراق، وفيه يرى الرشد والفلاح، وعليه عبقرية الأذكياء، ونباهة الأصفياء، وخصال الأولياء رضي الله عنهم.

    وأظهر رضي الله عنه ميلاً كبيراً للتعليم و التعلم منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن حفظاً تاماً مع كامل التجويد و درس العلوم الشرعية على يد كثير من العلماء ولازم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلاحت على بصيرته أنوار الفتوحات و أدرك الحقائق و تباعد عن هوى الأنفس و عن المقاصد الدنيوية واكتفى بالعفاف و من العيش بالكفاف وانخرط في سلك الناسكين الزهاد وانتظم في عقد العارفين العباد وسلك مسالك الصوفية أهل الهمم العليا والمقاصد الربانية .


    تعليمه :

    تعلم رضي الله عنه القرآن الكريم على يد جماعة من الحفظة منهم أخيه الشيخ أحمد بن الحاج عمر بقرية ود شنبلي و الفكي محمد على ود أبو النعمة، و الفكى يوسف ود عبيد و كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب مع كمال التجويد، ودرس التوحيد والفقه و الحديث والسيرة على يد جماعة من العلماء منهم الفكى قسم الله، والفكى عمر، والفكى إبراهيم بقادى والشيخ محمد البدوى شيخ الإسلام بالسودان سابقاً.

    وكان معظم تعليمه على يد هؤلاء الأعلام بأرض الجزيرة، وكان يحفظ متن الرسالة لسيدي ابن أبي زيد القيروانى عن ظهر قلب، و مختصر سيدي خليل بن إسحاق المالكي، و يحفظ مؤطا سيدي الإمام مالك بن أنس.

    ثم اجتهد عملا في ما علم ففتح الله عليه في العلوم الوهبية والمعارف اللدنية و الطب و التاريخ والجغرافيا و اللغات وغير ذلك مما يعجز عنه البيان، وكان يقول عندما يسأل عن هذه العلوم و عن كيف اكتسبها " اتقوا الله ويعلمكم الله "


    أخذه لطريق القوم :

    كان الشيخ المكاشفي رضي الله عنه متعبداً بتلاوة القرآن العظيم، ملازماً التهليل والصلاة على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم, متفكراً في ملكوت الله، منخرطاً في سلك الناسكين، ومنتظماً في عقد العارفين، وقد نشأ ظاهر بالكمال بدليل شهادة العارفين به أمثال الشيخ محمد توم ود بانقا و الشيخ إبراهيم الكباشي رضي الله عنهما.

    أخذ رضي الله عنه طريق القوم على الشيخ عبد الباقي الأبيض المعروف بابي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل سنة 1311هـ و كان له من العمر آنذاك سبع وعشرون عاما و سلك مسالك الصوفية أهل الأحوال الشريفة والأخلاق اللطيفة, أهل الإخلاص الموصوفين بالإحسان ولم يزل يسلك طريق الرشاد و يتصف بأوصاف التمام، حتى ثبتت قدمه على طريق العارفين، ونال أعلى منازل الواصلين فهو رضي الله عنه سيد السالكين، وإمام الواصلين.


    سنده في الطريق :

    أما عن سنده في الطريق فهو عن الشيخ عبد الباقي المعروف بأبي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الخدام عن الشيخ عبد الباقي المحب عن الإمام مالك عن الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الله ود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ دفع الله المصوبن عن أبي إدريس عن الشيخ عبد الله العركي عن الشيخ حبيب الله العجمي عن الشيخ تاج الدين البهاري عن محمد عن أحمد عن أكمل عن أصغر عن أكبر عن كمال الدين عن علاء الدين عن محمد عن أحمد عن عبد الرازق الخليفة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني عن المخزوم عن الهكاري عن يوسف الطرطوس عن أبابكر عن سليمان عن عبد العزيز عن عبد الواحد التميمي عن سيد الطائفة أبي القاسم الجنيد عن السري السقطي عن الشيخ معروف الكرخي عن علي الرضا عن موسى الكاظم عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن زين العابدين عن الحسين عن الإمام علي كرم الله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين جبريل عليه السلام عن الحق عز وجل.


    أخلاقه :

    كان الأستاذ رضي الله عنه متخلقاً بالأخلاق المحمدية، متمسكا بالسنة، تسرك نظرته، وتذكرك بالله رؤيته، ويدلك على الله كلامه، وترغبك في الآخرة أفعاله، وتزهدك في الدنيا خصاله، لا يرى لنفسه فضل على أحد، ولا يمن على من أرشد, لين العريكة، حسن المجالسة, جميل الملاطفة، كتاب المكارم المحمودة، جامع الفضائل المنشودة، إذا حدث صدق، وإذا عاهد أوفى، إذا وزنت قوله بفعله وجدت فعله أرجح و إذا وزنت ظاهره بباطنه وجدت باطنه أصلح، وكان رضي عنه لا يقابل أحد بما يكره، متواضع للناس ولله من قبل يكرم الضعفاء والمساكين واليتامى و يكرم أهل الفضل والأقارب ويصل الجيران وذوي العاهات والبلايا وينفق عليهم بما عنده بالكثير والقليل، و قد قال الشيخ الجبلي متحدثا عن أبيه الشيخ المكاشفي : ( كان والدي متواضعا التواضع كله طاهر السريرة الطهر كله لين العريكة تألفه النافرات تعلمنا منه الصبر على المكاره وحسن المعاملة، كان يأكل مع المريض ولو كان مجذوما وقد فسر والدي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " فر من المجذوم كما تفر من الأسد " أي فر منه خوفا من الإشراك لأنه سيرى نعمة الله عليك فيحسدك، وقال كان يجيب دعوة الداعي مهما كان مقامه ) وكان رضي الله عنه لا يرد سائلاّ أبدا و إذا لم يجد شيء يعطيه للطالب يكتب له سند بضمان العطاء إلى أجل. ومن أخلاقه تحمله لأهل الحدة والحماقة ونذكر كلام الشيخ أحمد ود الحاج حيث قال : مررت بتسعة وتسعين مسجداً لم يتحملني إلا هذا الأستاذ رضي الله عنه وكان ود الحاج يبحث عن الشيخ المرشد الكامل ويختبره في أخلاقه ومعاملاته ويلتمس من ذلك كماله.

    كان رضي الله عنه زاهداً طول حياته منذ نشأته حتى وفاته لم يمتلك من حطام الدنيا ما تراه العين أو تسمع به الآذان، ولم يدخر شيئا من المساء إلى الصباح ولم يكن له جيب في جلبابه، و غالب لباسه جبة واحدة من الدمور و سروال و ملفحة يطرحها على منكبيه، و زهده مشهود ومعلوم لكل من خالطه أو عاشره بل لا يخفى على من جالسه أو تردد عليه في زيارته أو عرفه أو سمع عنه. قال فيه مادح رسول الله أب شريعة :

    له قدراً على الأقران يسمو=منيباً زاهداً في كل فان
    1 له قدراً على الأقران يسمو منيبـاً زاهـداً فـي كــل iiفــان

    وقد كان رضي الله عنه إمام زهد حاله الزهد وفعله الزهد و مقاله الزهد و هو القائل :

    والله والله لا يجتمع حــب الإله=وحب الدراهم في قلب ذو اسرار
    إن الدراهم مكتوب عليها=من أحب الدراهم أبغضه الباريء
    1
    2 والله والله لا يجتـمـع حــب iiالإلـــه وحب الدراهم في قلـب ذو اسـرار
    إن الــدراهــم مـكـتــوب iiعـلـيـهــا من أحب الدراهم أبغضه الباريء

    و لما كان الشيخ رضي اله عنه من أزهد الناس في الدنيا كان من أكرمهم بها فقد كان يكرم البعيد و القريب، المقيم والمار، الكبير والصغير، العام و الخاص، وفي ذلك قال حفيده الشيخ عمر بن الشيخ الجيلي ( كان أبونا لا يفرق في عطاءه و كرمه بين أولاده و عامة الناس و كان دائما ما يقول العبيد عبادك والمراد مرادك " و قد كان رضي الله عنه نادراً فهو بحر من الجود و الكرم يعطى ما في يده، ويرجو ما عند ربه ). و قال فيه الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد :

    نيطت مكارم أخلاق الكـرام بــه=فريد عصر الورى في الدهـر والدول
    1 نيـطـت مـكـارم أخــلاق الـكـرام iiبــه فريد عصر الورى في الدهر والدول

    وعن فضائله التي ساق بها الخلق لمعرفة الخالق والتي جعلها الله باقية بعد وفاته حتى اليوم بفضل صدقه مع الله وبفضل أبناءه الأبرار الأتقياء نفعنا الله بهم و بأبنائهم السالكين دربهم نذكر على سبيل المثال تعليم القرآن الكريم و العلوم الشرعية لأبناء المسلمين و إقامة حلقات الذكر وعلاج الناس من الأمراض بالطب النبوي و الإصلاح بين الناس بما أمر الله و الإحسان إليهم وإشعاله نار النفقة لإطعام الطلاب والمريدين و المساكين وعامة الناس وفي ذلك قال الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد

    حائز الفضائل في خَلق وفي خُلق=أنشا المهمين كل النــاس في رجل
    1 حائز الفضائل في خَلق وفي iiخُلق أنشا المهمين كل الناس في رجل


    إرشاده :


    فوقو الصولة عبد الباقي=قائد الدولة كشيفنا
    1 فوقو الصولة عبد الباقي قـائــد الـدولــة iiكشـيـفـنـا



    مؤلفاته :

    كان الشيخ يمتاز بفصاحة اللسان و بلاغة القول ونصاعة اللفظ و صحة المعاني و قلة التكلف لذلك جاءت مؤلفاته واضحة جلية أنارت القلوب و العقول و بينت سبل الوصال و انتفع بها أناس كثيرون، منها ما ألفه الشيخ نثرا و نظما في العقيدة والفقه و التصوف و منها ما قاله في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم.

    في العقيدة و التوحيد ألف الشيخ رضي الله عنه منظومة تعالي الرب التي جاءت ترد على المبتدعة و الضالة، و أرجوزة التوحيد في معنى عقائد التوحيد وهما خلاصة ما يحتاج إليه الفرد لمعرفة عقيدة التوحيد و قد بين الشيخ فيهما التوحيد الحق الخالص من الشك و الريب و الإعتقاد السليم الذي لا يشوبه الشرك و النقائص الذي يهدي ويقود صاحبه إلى الصراط المستقيم.


    ( المنظومة تم شرحها في كتاب النمارق المصفوفة و الأرجوزة تم شرحها في كتاب التبيين المفيد )



    ولعلمه رضي الله عنه أن الناطق ( بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله ) بعد إدراكه معنى عقائد التوحيد يحتاج إلى معرفة ما تصح به عبادته وفق الشريعة و السنة المحمدية ألف الشيخ في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه منظومة الجنائن المغروسة علي حياض السنة المحروسة والتي تحتوي على خلاصة ما يحتاجه المسلم من معرفة الفرائض العينية التي تمكنه من أداء العبادة على شكلها الصحيح التام وهي بحمد الله وفضله جامعة لأحكام الفرائض العينية.


    ( تم شرح هذه الأرجوزة في كتاب النمارق المصفوفة )


    وفي التصوف ألف الشيخ النصائح التسع في السلوك و الإرشاد والتي جاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بان تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.

    وقد جمع الشيخ رضي الله عنه خصائص وخصال الحبيب صلى الله عليه وسلم و قدمها للناس تحت اسم خصائص المصطفي صلى الله عليه و سلم تعريفا للقوم بقدر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتنويرا لعقولهم وبصائرهم.

    ولعلمه رضي الله عنه أن الذكر هو أقصر الطرق الموصلة لنيل رضاء الله و هو نور المسلم وبصيرته وذهاب همه وجلاء غمه وحزنه قدم الشيخ راتب في أذكار القراء ن و السنة وحث على العمل به و بين فضله وقال فيه رضي الله عنه أن من قرأه فكأنما عمل عدد السبعين ثلاث مرات و لم تكتب عليه خطيئة اسبوع وأغناه عن جميع الأوراد.

    وكذلك قدم الشيخ راتب في التوسلات إلى الله جل وعلا بعظمته و عظمة ملائكته و أنبياءه وأولياءه تعالى و قد جاءت بفضل الله صادقة من خبير عارف بالله وبسبل الوصال.

    وكما قدم الراتب الكبير في التوسلات الذي جمع فيه عدد كبير من الصالحين عليهم رضوان الله أجمعين وهذا الراتب معروف عند أهل القوم بالسلسلة الذهبية ومطلعها :

    الله يا الله يا الله يا الله=يا نافي للشريك والأشباه
    1 الله يـا الله يـا الله يــا iiالله يا نافي للشريك والأشباه

    ومن مؤلفاته رضي الله عنه مدائحه في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التي جاءت تحكي عظمة الحبيب تلك المدائح التي زرعت حب الرسول صلى الله عليه و سلم في قلوب الناس و سمت بأرواحهم إلى عوالم الأنس، وقد شمل ديوانه سعادة الدارين في مدح سيد الثقلين بعض منها ومن قصائده في مدح أولياء الله الصالحين مبينة حقهم ونهجهم و طريقهم القويم.


    ترحاله و استقراره :

    كانت بدايته رضي الله عنه في بلدة المكاشفي بغرب السودان التي تعرف الآن بالمكاشقي القديم حيث لاحت أنواره و ذاع صيته و ظهرت شمس ولايته وفيها حفر البئر والحفير من أجل الماء و أسس المسجد وبنى الخلاوي وأوقد نار القرآن الكريم ونار النفقة وكان هذا هو النهج الذي اتبعه في تنقلاته من المكاشفي إلى ود أبو أمنه و منها إلى البراقنة ثم استقر في بلدة الشكينيبة حيث طاب له المقام وارتاحت نفسه وسكن إليها فحفر البئر وبنى المنازل، وقصده الناس من كل الأماكن فمنهم من سكن واستقر إلى جانبه و منهم من جاء للعلم ومنهم من جاء زائرا ومنهم من جاء ملازما له، وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده الكبير وبنى حوله الخلاوي و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير وصارت الشكينية مركز القاصدين ومورد الطالبين يجتمع فيها أناس كثيرون من أجناس مختلفة ينهلون من ذلك الفيض المكاشفي وقد أقام الشيخ بهذه الأرض الطيبة إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.

    من المعلوم أنه لم يكن كثير السفر و نذكر أنه سافر للخرطوم زمن إقامته ببلدة البراقنه حيث التقى بالحاكم الإنجليزي العام وأقام فترة أربعة أشهر تقريبا وكان أقامته عند بعض الأسر المشهورة بالعلم كآل الشيخ أبو القاسم وآل الشيخ صغيرون وآل الشيخ عتباني و زار خلالها مسيد الشيخ العبيد ود بدر بأم ضوابان و مسيد الشيخ إدريس ود الأرباب بالعيلفون ومسيد الشيخ الكباشي حيث قال قصيدته في الشيخ الكباشي التي مستهلها

    حمداً لباري الخلق والنسمائي=شكرا له على تواتر الآلاء
    فصلاة ربي و السلام على الذي=أسرى به ليلاً وشاف ذات علاء
    وعلى صحابته الكرام وآله=و الأولياء السادة العلماء
    وعلى زعيمهم الكباشي طبيبنا=ذي الحل والعقد مزيل بلائي
    ذو الآية الكبرى والنعمة=أنعم به قطبا تولى هدائي
    1
    2
    3
    4
    5 حمداً لبـاري الخلـق والنسمائـي شـكـرا لــه عـلـى تـواتـر iiالآلاء
    فصلاة ربي و السلام على iiالذي أسرى به ليلاً وشاف ذات علاء
    وعـلـى صحابـتـه الـكـرام وآلــه و الأولـيــاء الـســادة الـعـلـمـاء
    وعلى زعيمهم الكباشـي iiطبيبنـا ذي الحـل والعـقـد مـزيـل بـلائـي
    ذو الآيـــة الـكـبــرى iiوالـنـعـمـة أنـعـم بــه قطـبـا تـولـى iiهـدائــي

    إلى آخر الابيات


    وزار الشيخ أيضا مسيد الشيخ قريب الله ود أبو صالح بام درمان وبعض المساجد و البيوتات الدينية الكبيرة كبيت آل الإمام محمد أحمد المهدي " رضي الله عنه " وإلتقى بالسيد عبد الرحمن المهدي الذي بالغ في إكرامه كما زار أيضا بيت السادة الختمية " رضوان الله عليهم أجمعين " .وقد ظهرت في زيارته كرامات عديدة.

    ونذكر أنه توجه إلى منطقة غرب النيل الأبيض قاصدا أخيه الشيخ عبد الله أبو شلخ ابن الحاج عمر بمنطقة ( الشقيق ) معزيا له في وفاة والدته وفي تلك الرحلة زار الشيخ عمر محمد الصافي بمنطقة ( الكريدة ) ثم زار الشيخ محمد الخنجر وزار الشيخ إسماعيل الفكي عربي ( بالطلحة ).


    البيت المكاشفي :

    تزوج الشيخ المكاشفي رضي الله عنه من السيدة قند اليمن بنت الشيخ إبراهيم الحافظ الشيخ أحمد المكاشفي وأنجب منها الشيخ عمر والسيدة أمنه " أم النيل "، وتزوج من السيدة التومة علي العجال و أنجب منها الشيخ عبد الله والسيدة دار السلام والسيدة دار النعيم والسيدة أسماء والسيدة رابعة والسيدة رقية، وتزوج من السيدة المسك أحمد حماد وقد أنجب منها الشيخ الطيب والشيخ محمد والسيدة زينب، وتزوج من السيدة زينب عجب الأهل وهي أخت السيدة المسك من جهة أمها وقد أنجب منها أبنائه الشيخ الجيلي والشيخ موسى، وتزوج من السيدة نفيسة أحمد الفكي و لم يرزق منها بأبناء، وتزوج من السيدة دار السلام المقدم محمد احمد وأنجب منها الشيخ المهدي والشيخ الفاتح والشيخ التقي الأكبر والشيخ التقي الأصغر ( بحر أبيض ) والسيدة عائشة والسيدة آمنه الثانية " رضي الله عنهم أجمعين ".


    إنتقاله إلى الرفيق الأعلى :

    بعد عمر طويل قضاه الشيخ خادما لله ورسوله صلى الله عليه و سلم بدأ الشيخ الجليل يعاني من الآم الحمى و مرض الأسنان " الدبس " فعزم الناس أن يذهبوا به إلى الطيب فرفض ذلك بشدة، فقالوا " إذن نأتي أليك به، فقال " وماذا أقول له" قالوا " تشكي إليه ألآمك " فرد عليهم الشيخ الجليل بإيمان و يقين تام و رضاً بقضاء الله قائلا " كيف بالله أشكو الخالق للمخلوق ". و حضر الطبيب وكان اسمه مستر بولسن من مدينة مدني وعاين الشيخ قبل انتقاله بقليل، وكانت مدة مرض الشيخ أربعين يوما وربطناها بما هو أدناه و الله ورسوله أعلم :


    فقد شطر الشيخ للزمخشري هذا الدعاء



    يا عالم الأرواح من أشباحها حركاتها=سكناتها بغدوها و مقيلها ورواحها
    يا من يرى مد البعوضة جناحها=في ظلمة الليل البهيم الاليل
    يا رازق الحيتان لج بحرها=و الطير و الوحش مهامة صحرها
    والنملة السوداء حندس جحرها=ويرى مناط عروقها في نحرها
    والمخ من تلك العظام النحل
    هل نفحة سحرية نحظى بها=تمحو ران القلب جمع عيوبها
    امنن على الهي بتوبة تمحو لنا بها=ما كان في الزمان الأول
    1
    2
    3
    4
    5
    6
    7 يا عالم الأرواح من أشباحها حركاتها سكناتهـا بغدوهـا و مقيلهـا iiورواحـهـا
    يـا مـن يــرى مــد البعـوضـة iiجناحـهـا فـــي ظـلـمـة الـلـيـل الـبـهـيـم iiالالــيــل
    يــــا رازق الـحـيـتـان لـــــج بـحــرهــا و الطيـر و الوحـش مهـامـة صحـرهـا
    والنمـلـة الـسـوداء حـنــدس جـحـرهـا ويــرى مـنـاط عروقـهـا فـــي نـحـرهـا

    والـمــخ مـــن تـلــك الـعـظـام الـنـحــل
    هـــل نـفـحـة سـحـريـة نـحـظــى iiبــهــا تـمـحـو ران الـقـلـب جـمــع iiعـيـوبـهـا
    امنن على الهي بتوبـة تمحـو لنـا iiبهـا مـــــا كـــــان فــــــي الـــزمـــان الأول



    انتقل الشيخ رضي الله عنه إلى جوار ربه في يوم السبت بعدصلاة العشاء ليلة العاشر من ذي الحجه في سنة 1379هـ الموافق اليوم الثالث من شهر يونيو سنة ألف وتسعمائة وستون 3/6/1960م ببلدة الشكينيبة و له من العمر ما يقارب ستة وتسعون عاما قضاها في طاعة الله ورسوله.

    قبر رضي الله عنه في ذات الليلة بجوار الجامع في الموضع الذي كان كثيراً من الفقراء إلى الله ( المريدين ) يرون عليه بريق الأنوار، ويتحدثون عنه بغرائب الأسرار و في هذا الموضع الشريف الذي حوى جسده الطاهر بنيت قبة شامخة، جزاه الله عنا خير الجزاء و نفعنا بجاهه العظيم.

    وقد كان رحيله مصاب جلل فقد كان سنا الإسلام و الأيمان، الرجل الأمة، الأب المرشد، والمربي الحنون، صاحب الفضائل السمحة، والخصال الحميدة، كان مستجاب الدعاء مقبول عند الله، إذا قصدته مكروب نفس الله عنك كربتك، وإذا قصدته مظلوم نصرك الله، وإذا قصدته سقيم شفاك الله، وإذا قصدته في حاجة قضاها الله.

    منقول عن رباط القوم لعناية ود محجوب
                  

05-08-2006, 05:00 AM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ المكاشفي في العراق (Re: saif massad ali)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de