الترابي: وحواره الصحفى مع جريدة الأنباء الكويتبة ؟؟؟؟؟؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2006, 09:17 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي: وحواره الصحفى مع جريدة الأنباء الكويتبة ؟؟؟؟؟؟؟

    Quote: الترابي: شيعة العراق ليسوا كفارا...
    الخرطوم 4-5- الرأي العام الكويتية ـ من ربيع حمدان - أكد زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني حسن الترابي، أن «إرسال قوات عربية لتحل محل القوات الدولية في إقليم دارفور سيزيد من تعقيد المشكلة»، مطالبا بضرورة الالتزام باتفاق «نيفاشا»، رغم أنه «قد يؤدي يوما إلى انفصال الجنوب», وأضاف «إن النظام في الخرطوم يمزق البلاد ولا يعمل على توحيدها». وقال الترابي في حوار مع «الرأي العام» في قصره في العاصمة السودانية: «حكامنا تركوا أميركا وحاربوا الجبنة الدنماركية»، مشيرا إلى أن «شيعة العراق ليسوا كفارا، وأن ما يحدث في العراق مسؤول عنه فوضى الاحتلال». وفي ما يأتي نص الحوار : لتكن البداية مع قضية الجنوب,,, لماذا تحالفت، وأنت تحمل فكرا إسلاميا معروفا مع «الحركة الشعبية لتحرير السودان» وزعيمها الراحل «جون غارانغ»، بما كان معروفا عنه من توجهات؟ ـ لم يحدث أن اشتريت سلعة من واحد يهودي في بريطانيا, مثلا إذا وجدتها عنده، تدفع له أمواله وتأخذها منه, نحن اتفقنا مع غارانغ على ضرورة أن يقام حكم هذا البلد على اللامركزية، بمعنى أن كل إقليم يقوم بشأنه الذاتي وينتخب حكامه فيه، ويحصل ضرائبه ويدبر أموره الخاصة، ثم يجتمع مع أقاليم في بلد موحد اسمه السودان، وتراضينا على ذلك. وآخرون يرون أن البلد يتوحد بالقوة أو تحت الإكراه، وأنا أقول: كلا، البلد يتوحد بالتعاقد فقط. أثيرت علامات استفهام عن مدى مشروعية الاتفاق بينكما لمحاربة حكومة إسلامية؟ ـ هذا أمر جائز، وقد فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) من قبل، حين انحاز إلى جانب يهودي ضد المسلم، وسلم المال لصاحبه اليهودي، وقد حسَّن هذا الأمر القرآن الكريم «إنَّا أنْزَلنَا إليْكَ الكِتَابَ بِالحقِ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاس بِما أَراكَ الله ولا تَكُن للخَائِنينَ خَصِيمَا», والحق أننا أيضا نكون قوامين بالقسط ولو على أنفسنا. لكن، هل كنت تأمن لنوايا غارانغ، خصوصا مع رفضه لحكم الشريعة أو النَّص عليها في الدستور؟ ـ كنت أختلف معه في بعض هذه القضايا ومنها موقفه من حكم الشريعة، لكننا اتفقنا معا على الحرية للناس جميعا، وأن يكون الحوار بيننا باللسان وعدم جواز استعمال القوة للرد على الحجة والرأي، وأن يكون ذلك باللسان فقط. لكن غارانغ كان يرأس حركة اسمها «تحرير السودان», ألم يخطر ببالكم سؤاله عن الشيء الذي سيحرر السودان منه؟ ـ هو كان يقصد تحرير الجنوب من ظلم الشمال، واضطر إلى تعميم هذا المصطلح لأنه كان يساريا عاش في أثيوبيا التي تأثرت بالفكر السوفياتي، وكان يقول إنه ضد البرجوازية ومع البروليتاريا ويريد أن يحرر السودان,,, تلك كانت دوافعه. لكن، ألم تعترض الحركة على الإشارة إلى الشريعة بالدستور، وتمسكت بموقفها المتشدد من هذه القضية؟ ـ نعم، اعترضوا عليها وفازوا بها، وألغيت تماما من الدستور الاتحادي، وأنا لا أوافقهم تماما على موقفهم، وأقول لهم: كان من الأفضل أن تكتبوا بعدم سيادة شريعة الإسلام عليكم, وكان بإمكاني أن أمنع هذا التشدد وأقنع غارانغ بموقفي، لكن هؤلاء استسلموا تماما له وشطبوا الإسلام من الدستور. كان يمكن أن أقنعه في ما يريده وأطمئنه على ما يخشاه، وهو يريد المساواة، قانونا في الأحوال الشخصية وألا تطبق عليه الحدود كما حدث في مدينة الرسول «صلى الله عليه وسلم»، لأن الإسلام لم ينزل ليطبق على غير المسلم. هل أصابكم هذا بضرر، سواء من داخل السودان أو خارجه، بوضعكم يدكم بيد غارانغ وتحالفكم معه؟ ـ قضية الجنوب تهمنا جميعا، وهي قضية إسلامية، والمسلمون من أهل الجنوب كلهم الآن أُبعدوا عن السلطة. لكن من السبب في ذلك؟ ـ السبب، هذه السلطة, كان لدينا على الأقل ممثلون في حكومة الجنوب، الآن ولا مسلم واحد. لكن، ألا ترون أن نظام الحكم الحالي خرج من عباءة الترابي وحركته الإسلامية؟ ـ كما خرج ابن نوح من نوح, هل يؤاخذ الله «تبارك وتعالى» نوحا يوم القيامة، لأن ابنه أراد أن يلتمس القوة في الجبل، وامرأة نوح ستدخل النار، فهل يدخل نوح معها كذلك؟ وهل امرأة فرعون ستدخل النار مع زوجها؟ أنا لست مسؤولا عما يفعله نظام الحكم الحالي. لكن، معروف أن رموز هذا النظام هم تلامذة الترابي؟ ـ أنا لي أساتذة غربيون يحملون الماجستير والدكتوراه، والأستاذ يلقي إلي شيئا وأنا بعد ذلك مستقل. قرأت لكم مقالا، نشر منذ سنوات حمل قدرا كبيرا من التحامل والنقد الذي بلغ حدا من الكراهية ضد مصر؟ ـ مصر,,, لا أشتمها، ولا أشتم بلدا في العالم، حتى أميركا لا تجد عندي كلمة شتيمة لها، وإذا صوبت على خطأ فيها يكون على المخطئ, لعلك كنت منفعلا بما حولك من دعايات عن أن الترابي هو عدو مصر الأول. ما موقفك من مصر؟ ـ شواغلي بهذا الأمر رمزية، لأن الناس كانوا يظنون أن هناك عقدة في علاقات مصر بالسودان، وأنا أتحدث عن هذا الأمر كمؤرخ. جاء واحد يسمى محمد علي إلى السودان، لا هو مصري ولا تركي, هو الذي أدخل على مصر اللاإسلامية واللادينية، وإسلامه ناقص طبعا، دخل على السودان مستعمرا ويريد أن يقلد الغربيين في استعمارهم، يريد مياه النيل ويريد جنودا من السودان، وقد أخذهم بالفعل,,, ودخل على السودان، وكرهه أهلها وقاموا بالثورة عليه، وهذا لا يعني أن السودانيين يكرهون مصر, والثورة قامت ضد الاحتلال وليس ضد مصر. لكن، هناك من المصريين خصوصا المفكرين والساسة، من يعجب بتجربة محمد علي النهضوية وسعيه الى اقامة إمبراطورية؟ ـ هذا ليس صحيحا أبدا. لكنه قائد مسلم سعى الى انشاء إمبراطورية إسلامية؟. ـ هذه عصبية, أنا لا أقبل كلمة مسلم هكذا,,, لو كان اسمه جون، ومسلما ومن الجنوب، هل ترفضه بسبب اسمه؟ وهل القوائم تأتي يوم القيامة باللغات، يقبل من هو عربي ويدخل الجنة ويرفض غيره, ومن أسماه محمد ـ يقصد محمد علي ـ وهل كان أبوه مسلما؟ هذا الشخص جاء لاستعمار السودان وأدخل في اعتقاد بقية السودانيين أن الشمال ـ مصر ـ يأتي منه دوما الاستعمار واللادين. جاءت من مصر أيضا مجموعة من اليهود إلى السودان قبل أن يتم طردهم من مصر، والتقوا بطلاب سودانيين وأدخلوا الشيوعية، عندنا «كورييل» وغيره من اليهود. هل قال السودانيون إنه يأتيهم من مصر الفقه والدين والصوفية أيضا؟ إنهم يتذكرون هذه الأشياء, وهناك عقدة لدى السودانيين، من بعض الحكام المصريين، الذين يرون أن من الأفضل والأحسن أن يعامل أهل السودان كمستعمر. وأنت تتحدث عن مصر، كيف تقيم العلاقة؟ وهل ما زالت هذه العقدة التي تحدثت عنها قائمة تجاه مصر؟ ـ طبعا، لا تزال هناك رواسب توجد لدى البعض من السودانيين، إلا إذا كان وعي الشعوب متقدما، الآن لدينا انتساب إلى سُنَّة وشيعة وطرق صوفية ومذاهب عديدة، لكن ما زال البعض أسيرا للماضي، رغم محاولات جره إلى هذا المذهب أو ذاك. لكن ماذا عن موقفك من مصر الآن؟ ـ أولا: نحن نحتاج إلى اجتهاد جديد في علاقتنا معا، يبدأ بتطهير أنفسنا من شوائب الماضي. من الذي ينبغي أن يطهِّر نفسه؟ ـ نحن جميعا كقيادات سياسية وفكرية واقتصادية وأصحاب الرأي نجتهد حتى نطهر أنفسنا من الفكر السوداوي، خصوصا تجاه الأقليات الموجودة بيننا، لأن ديننا يدعونا إلى ذلك، والوحدة لا تحتاج إلى استعجال. ومصر والسودان يربطهما تاريخ كبير وعوامل كثيرة، من لغة وثقافة وعرق ولون، وحتى المياه، فلنأخذ ما يجمعنا من عناصر إيجابية ونترك الجوانب السلبية، نعظم الإيجابية ونتمسك بها ونتطهر من السلبية، ونرى الوحدة الآن ضرورة بالغة، ليس بين السودان ومصر وحدهما، لكن مع محيطهما ودول الجوار. إذا كنت تحمل هذه الرؤية، ألا ترى أنك لم تبلغها كما ينبغي، وأنك كمفكر انشغلت عنها بالسلطة وصراعاتها؟ ـ حين ذهبت إلى مصر، هل زرت حزبا بعينه أم كل الأحزاب، أو دينا بعينه أم زرت المسلم والقبطي؟ وهل زرت عامة الناس وتركت القيادات، أم زرت رئيس الدولة ورئيس الوزراء ومجلس الشعب وحتى الصحافة والأهرام، وتكلمت مع الجميع؟ وأفكاري هذه لم أتوقف عنها أبدا وسبق لي أن قلتها، وما زلت أتمسك بها، وقد تحدثت مع الجميع في شأنها، حتى الناس في الشارع وقفت معهم وعرضتها عليهم، لم أتوقف إذن عن مواقفي وآرائي وأفكاري ولم أتراجع عنها. لكنك لم تزر مصر منذ سنوات طويلة؟ ـ وهل معنى أنك لم تزر السودان لفترة طويلة أنك تكرهها وتنفر منها, ليس معنى ذلك أنني بدلت رأيي لأتقرب من مصر أو أخشى منها خطرا علينا, إنما يؤلمني كلما نظرت للعالم وجدته يتوحد بينما ما زلنا نحن نلزم مكاننا,,, العالم يوحده الخطر والمصلحة. هل يمكن أن ننظر إلى عتابك هذا من منطلق الغيرة على مصر ومكانتها؟ ـ نعم هو كذلك، لأن لها مكانة تاريخية ولها دور تاريخي سواء على المستوى العربي أو الإسلامي وعليها أن تنهض بهذا الدور وتقترب من مثل الإسلام, ولا بد أن تطلق الحريات للشعب المصري من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية. لكن القيادة السياسية المصرية فتحت أبواب الديموقراطية؟ ـ نعم فتحت بعض الأبواب خلال الانتخابات، لكنها لم تكن بالصورة الكاملة أو الكافية، نحن نريد خطوات سريعة بهذا الاتجاه، كما أن تجربة انتخابات البرلمان المصري ومن قبلها الرئاسة كان من المفترض أن تعقبها انتخابات المحليات، لكنها تأجلت. نريد حريات واسعة، ليس للرأي أو تدفق الأموال فقط, عموما نحن نلحظ تطورا في أداء نظام الحكم المصري، لكن نريد المزيد، لأن هذه القيم وتعميقها لنا جميعا، لأننا نعتقد أن التجارب الإنسانية ملك جميع الشعوب. كيف ترى صعود «الإخوان المسلمين» في مصر ومن بعدهم حركة «حماس» في فلسطين، وهل يعكس تطورا إيجابيا في أداء الحركات الإسلامية؟ وهل يشكل هذا مفاجأة؟. ـ لم يكن هذا الأمر مفاجأة بالنسبة الي، لأن الأحزاب التي كانت تمثل تجارب اليسار ودفاعها عن حقوق الطبقات العمالية انزوت وكأنها في سبيلها للانقراض, الآن نحن نأخذ من الغرب بعض ما يفيدنا,, نأخذ الحق ونرفض الباطل, وأحزابنا التي ناضلت وكافحت من أجل تحررنا من الاستعمار أهدينا لها ومنحناها وقتا طويلا بلغ عشرات السنين. لكنها خيبت رجاءات وآمالا كثيرة بها في تعاملها مع تحديات الواقع، ولذلك لجأت الشعوب إلى الحركات الإسلامية، وما حدث في مصر هو انفراجة محدودة وكذلك الأمر في فلسطين ولم يحتمل البعض انفتاح الأبواب والحريات على مصراعيها. لكن أيهما أحرى بالحركات الإسلامية، أن تشغل نفسها بإصلاح شعوبها ومحو أميتها أم تنشغل بالصراع على السلطة التي هي مفسدة؟ ـ ما هو الداخل وما هي السلطة؟ لا يوجد تمييز في الإسلام بين الشعب والسلطة ولا بين المسجد والسياسة. ألم تكن دعوة الشيخ حسن البنا الى إصلاح الفرد ثم الأسرة قبل المجتمع أو قبل سعيه الى السلطة؟ ـ هو تحدث عنها فكرا, ألم يكن الشيخ البنا معنيا بالسياسة؟ حسن البنا كان مشغولا بها قدر انشغاله بالجهاد ضد الاحتلال, أما تجربة سعيه للإصلاح، فهي لم تدرس جيدا للأسف, هو تحدث عن إصلاح الفرد حتى خرج من المجتمع أناس صالحون في كل المجالات وكل نواحي الحياة، سياسة واقتصاد، وعندئذ يخرج من تراث صالح فليس معقولا أن نصلح الحكم فقط ونترك الشعب. لكن ما الذي يعني الداعية أولا: إصلاح الحكم أم إصلاح الشعب؟ ـ كل هذا يعنيه، عليه أن يخاطب هذا وذاك ولا يترك أحدا, هل تعتقد بأن حكومة فاسدة ستصلح شعبا وهي التي تتحكم ببرامج التعليم وتفسد الاقتصاد وتأكل أموال الناس وتلقي بالناس في السجون؟ هل نصلح شعبنا وعلى رأسه فرعون؟ ألم يخاطب القرآن بني إسرائيل وفرعون معا وأرسل الله لهم نبيه موسى؟ القرآن الكريم كما خاطب الحاكم، خاطب المحكوم (الشعب) ويخاطب كل فئات الشعب,,, الموسيقار والفنان والمفتي والتاجر والزارع والشباب والشيوخ والمرأة. لو أتتك دعوة من الولايات المتحدة لزيارتها، فهل ستلبيها؟ ـ نعم أزورها وأزور أي مكان. لماذا؟ ـ لكي أتحدث عن ديني وأفكاري ومبادئي وثقافتي وأنقدهم في ما هو خطأ فيه وأمدح ما بهم من صواب، وأنا طفت كل ولاياتها وصحفها وإذاعاتها من قبل. يقال إن الولايات المتحدة خصوصا جهاز استخباراتها نجح في اختراق الحركات الإسلامية، خصوصا خلال حرب أفغانستان إبان الغزو السوفياتي لها؟ ـ هذا وهم كبير، الناس نسوا الله سبحانه وتعالى وهو الذي يعلم السر والعلن، ولأنهم نسوا ربهم ظنوا أن هذا هو ربهم وظنوا أنه ما من حركة إسلامية إلا اخترقوها حتى الذي يهاجم أميركا يعتقدون أنه يفعل ذلك لغرض ما. لكن، ألم يقم الشيخ عمر عبدالرحمن في أميركا، ويمارس من أرضها قيادة عمليات قتل وتدمير وتكفير في مصر؟ ـ أرجو ألا يقال مثل هذا الكلام، فهذا رجل كفيف البصر ومسجون وهو شيخ كبير العمر, هم أعطوه تأشيرة دخول لأراضيهم، وهو مسجون الآن في سجن وحشي, وقد تكون بعض آرائه تنطوي على أخطاء، لكن لا يمكن وصمه بكل هذه الاتهامات هكذا، وهو في وقت معين كانت له حسنات، وكم من أناس استفادوا منه، والإنسان عموما قد يخطئ في أشياء ويصيب في أخرى. لكن عبدالرحمن سبق أن أطلق اتهامات بتكفير بعض المصريين خصوصا الحكام؟. ـ أنا لست مع التكفير لأي أحد, وإيمان الإنسان ـ أي إنسان ـ ليس كاملا، وهو يزيد وينقص كما ينص على ذلك القرآن الكريم، والحياة كلها تشهد تفاوتا في هذا الأمر، والله تبارك وتعالى يعلمنا كيف نؤمن ببعض الجوانب ونكفر في أخرى, كيف نغني ونصلي له، هذا يعني الإيمان في جانب والكفر في جانب آخر. وأنا لا أحب أن أصم إنسانا بالكفر مهما فعل,,, قد يشرب الخمر مثلا وهو يعلم أنها حرام، فهل معنى ذلك أننا نكفِّره؟ هل من الجائز لأي عالم أو شيخ أو فقيه تكفير أحد من الحكام أو المثقفين؟ ـ قانونا، يجوز لأي أحد أن يقول أي شيء. لكن فقها ودينيا؟ ـ هذا هو المهم جدا, لأن أي رئيس دولة يستطيع أن يقبض عليَّ ويلقي بي في السجن, ثانيا: لو سألني عن ذلك أقول له هذا خطأ، لا تكفر أحدا حتى لو أتى بالبينات عن خروجه من الدين في بعض الأمور، وعلينا أن نسأله: هل يؤمن أم لا؟ وهل يؤدي الصلاة أم ينكرها؟ وأنا أنظر لكل ما يقوله ولأفعاله كلها، وهل تنطوي على كفر أم كفر ببعض المواضع وإيمان في أخرى, والله سبحانه وتعالى أحيانا، يسمي اليهود والنصارى بالمشركين, وحتى هؤلاء المشركين يؤمنون بالله والغيب. أما الكفر فلا يمكن وصم أحد به إلا إذا كفر بكل شيء له علاقة بالدين, وأنا لا تعنيني الأقوال أو المظاهر في الإنسان، بقدر ما يعنيني سلوكه. كيف ترى الوضع في العراق وتكفير بعض المتعصبين مثل ابو مصعب الزرقاوي وأعوانه للشيعة؟. ـ للأسف مرض العصبية والطائفية أصاب اليوم كل الناس، وتفاقم بصورة سيئة ومخيفة، والآن نجد أفراد الشرطة يُقتلون ظنا بأنهم جُندوا من جانب طائفة معينة لحرب طائفة أخرى وليس لأنهم شرطة فقط تدافع عن النظام. لكن، ماذا عن استهداف المساجد وأضرحة الأئمة؟ ـ طبعا هذه تفاعلات الفوضى الحادثة الآن في العراق. وهل هؤلاء الذين يكذبون بعضهم البعض مسلمون؟ ـ نعم هم مسلمون,,, لكنهم مفتونون، إياك أن تنطق بغير ذلك, هل تريد أن تكون «مكفراتيا»؟ عموما فتنة السياسة جعلتهم يبغون بعضهم على بعض، حتى الله تبارك وتعالى وصفهم بذلك وطلب الإصلاح بين الطائفتين,, «وَإنْ طَائِفَتَينِ مِنَ المؤمِنينَ اقْتَتَلوا فَأصْلِحُوا بَينَهُما» ولم يقل بكفرهما أبدا. ما الذي يُخشى منه على المسلمين في عالم اليوم؟ ـ كل المسلمين يشهدون صحوة كبيرة الآن، وهذا من شأنه توليد طاقات كبيرة لدى الأمة. رغم مما يتعرضون له من ضربات؟. ـ هذه الضربات تزيدهم قوة وتمسكا بدينهم وعقيدتهم، والإعلام السالب يحدث العكس، لكن ما يزعجني أن المسلمين ليس لديهم فقها, بمعنى كيف ينزلون بدينهم إلى الحياة العامة ومعرفة إدارة الحكم, حكم البلد خلقا ودينا وكفاءة وتقوى والاقتصاد معاشا وعدلا وكيف يقيمون ثقافتهم وفنونهم وألا يصرفهم متاع الدنيا والأموال عن الآخرة,,, وكيف يديرون حياتهم ويحوزون العلوم والتقنية وأدوات العصر الذي يعيشون فيه، وحتى علاقاتهم الخارجية والمعاملات. للأسف دور المسلمين اليوم أضعف كثيرا من طاقاتهم الضخمة جدا، وهذا ما أخشاه عليهم وأسأل الله أن يفتح حكام المسلمين الحريات لشعوبهم، ونحن كمفكرين نفتح باب الاجتهاد لكل مسلم، كل يلقي بما لديه وعلى قدر علمه ودينه وفقهه، إذا حدث هذا سنجد وصفا أحسن للمسلمين. ويبدو أن طول زمن الغفلة دفع الكثيرين للتجرؤ عليهم، ومن أمثلة ذلك من كتب في الدنمارك وغيرها عن الرسول «صلى الله عليه وسلم». للأسف حكامنا تركوا الكبير وأمسكوا بالصغير، ولأنهم لا يتصورون إمكانية الغضب على أميركا الكبرى، فقد أمسكوا بالدنمارك الصغيرة حتى ينفس الناس عن أنفسهم، وأنا لا أريد أن أكون وسط هذه الزمرة وأسخر كل شيء للانتقام من علبة اللبن أو الجبن. لكن، باعتقادكم من هو العدو الرئيسي والأخطر للإسلام والمسلمين اليوم: الصهيونية أم أميركا,,, أم من المسلمين أنفسهم؟ ـ كلهم جميعا، لأنه إذا ما ضعف جسمك سيسهل هجوم الجراثيم عليك من الخارج، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا أولا حتى لا نلقي بكل شيء وبشكاوانا على الأميركيين والصهيونية، وأنهم فعلوا بنا كذا وكذا، ثم نجلس ونتفرغ للدعاء إلى الله سبحانه وتعالى عليهم بألا يبقي منهم أحدا,,, والله تبارك وتعالى خلق الخير والشر والحق والباطل ليتفاعلوا في هذه الحياة، وطبيعة الأشياء أن يُحقّ الحق ويُبطل الباطل, ويؤسفني أن كثيرا من الناس ينشغلون جدا بأن ضعفهم بسبب تآمر الخارج عليهم,,وضآلة دينهم بسبب الخارج، وهم إذا ضاقوا اقتصاديا يُرجعون السبب إلى نظام التجارة العالمي الجائر. هل ترى أن المسلمين يتعرضون اليوم إلى حملة صليبية بعد أحداث سبتمبر؟ ـ أولا: أنا لا أحب كلمة صليبية هذه. لكن الرئيس جورج بوش أسماها كذلك، ثم تراجع. ـ هم أسموها كذلك من قبل حتى يجندوا لها عامة الناس، عموما أنا لا أحب وصفها بتلك الصفة، يمكن اعتبارها حمية العصبية، وهي علينا طبعا لأننا ضعفنا، وإذا اشتدت عزائمنا ساويناهم في القوة، وإن أصبحنا أقوى منهم فلا نفعل بهم ما فعلوه بنا,,, ولا ننتقم منهم، لأن الله سيحاسبنا على ذلك. ألم يكن ضرب الولايات المتحدة من بعض المتطرفين الإسلاميين مرتبطا باختراق تعرضوا له من قوى خارجية؟ ـ لا، لا تحقِّر الناس هكذا، إن الذين فعلوا ذلك العمل، فعلوه نتيجة ضغوط كبيرة تعرض لها المسلمون، وأعتقد أن نياتهم كانت صادقة جدا، وما تصوروا الإضرار بالعالم. وفي حال الغضب يمكن للإنسان أن يتجاوز إرادته، لكن لشفاء هذا الغيظ أرادوا ضرب مركز العسكرية الذي هو «البنتاجون» ومركز الاقتصاد الأميركي المسخر لهذا العالم والمهيمن عليه وفعلوا ذلك غير نادمين. هل أسعدك هذا كما أسعد كثيرين من المسلمين؟ ـ للحق، أنا لم يسعدني هذا العمل، لأن الآخرين هللوا له، رغم أنه أثمر نتائج عكسية، فقد شدد علينا الوطأة مثل الإسلاميين الذين فرحوا جدا حين قُتل (الرئيس المصري انور) السادات من دون أن يسألوا أنفسهم: ما هي النتيجة؟ أنا لا أطعن في هؤلاء ولا أحقرهم، لأنهم اجتهدوا اجتهادات حمقاء، لكنهم كانوا مخلصي النية، وعموما أنا ألوم الآخر الذي أوجد الأسباب والظروف التي حملتهم على فعلتهم. ما موقفك من نظام الحكم القائم في السودان، وما الذي تبقى من جبهة الإنقاذ التي كنت تقودها؟ ـ الذين يتولون السلطة في السودان جاءوا باسم الإسلام، وما زالت تغشاهم غاشية من سمعة أنهم ينتسبون إليه, وعموما أريد أن يتوبوا إلى الله لأنه إذا نسبنا للإسلام حكما يمزق البلاد، فهذا الأمر يضر به ويؤذي سمعته ودعوته في العالم ويؤثر على نشر دعوته سلبا ويظهر الإسلام بأنه دين طغيان واعتقالات، وهذا ضد الدين تماما. وعموما نحن حين بدأنا حرصنا على تحرير المرأة وتوسيع مشاركتها وإطلاق كامل الحريات السياسية والاقتصادية، لكن الآن نجدهم يضعون المعوقات وأوجدوا القطاع العام الذي ينطوي على فساد كثير، ثم ترددوا بعض الشيء في مسألة الجنوب، وسجنوا حتى الذين كانوا ينادون بضرورة حل هذه المشكلة، وعموما هذه القضية شهدت تقدما بعد إبرام «اتفاق نيفاشا»، لكن أريد لهم أن يكونوا أوفياء في تنفيذ هذا الاتفاق مع الجنوب. وأريد لهم أن يتقدموا كذلك في موضوع دارفور بالدرجة نفسها، لكن يبدو فقط أن قوة الجنوب المسلحة ودعم ومدد الغرب له هو الذي أكرههم على السير في هذا الطريق، ونحن كنا نتبنى هذا التوجه للحل من غير تدخل أو إكراه من أطراف خارجية. لكن، ألا تخشى من انفصال الجنوب في نهاية الأمر؟ ـ نعم,,, أخشى ذلك، لكني أسعى سعيا حثيثا لمنع ذلك الأمر، وأنا أخشى على كل زواج من الانفصال، والله تبارك وتعالى أباح الانفصال للزواج، «وَإنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كلً مِنْ سِعَتِه» وحزبنا نفسه جنوبي وشمالي وليس كبقية الأحزاب. معنى ذلك أنكم راضون عن «اتفاق نيفاشا»؟ ـ هذا الاتفاق أنا أحمد ما فيه من خير، وما ليس ذلك أقول عنه موقفي، وعموما هذا التزام يتعين الوفاء به. لماذا تحمل الحكومة أكثر من الجنوب مسؤولية عدم تنفيذه ووضع المعوقات أمامه؟ ـ أنا أرى أن الحكومة ظلمت الجنوب بعض الشيء، أعطته تقديرات عن البترول والعائدات ليست حقيقية. لكن ماذا عن دارفور,,, وماذا عن الدعم العربي بالمال والقوات؟ ـ أولا، الوعود العربية بالأموال ليست هي الأولى من نوعها، وقد سمعناها من قبل مرارا، وتعلمون أنتم مدى صدقها, ثانيا، إن إرسال قوات عربية إلى دارفور لن يكون محل ترحيب، وإذا جاءت وحدها سيكون أثرها سلبيا علينا وعلى العرب.
                  

05-04-2006, 09:19 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي: وحواره الصحفى مع جريدة الأنباء الكويتبة ؟؟؟؟؟؟؟ (Re: بلدى يا حبوب)

    عذرا للخطا العير مقصود
    الصحيفة التى اجرت الحوار هى الرأي العام الكويتية
    تحياتى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de