|
الطاهر ساتي: أمري ...... غياب الرشد والرشيد ...!!
|
أمري ...... غياب الرشد والرشيد ...!!
الطاهر ساتي [email protected]
* حديثا ... رغم صهيونيتها وجرائمها و عشقها لسفك الدماء ، نعترف للحكومة الإسرائيلية بإنسانيتها و رحمتها تجاه يهودها ، حين أخلتهم من مستوطناتهم وأجلتهم من غزة لصالح عدوهم التاريخي شعب فلسطين ، فتابع العالم عمليات الإجلاء والإخلاء التى تمت دون إراقة دم أو إزهاق روح .. !! * و قديما ... رغم شموليتها وعسكريتها، ضربت حكومة الفريق عبود مثلا في المسؤولية والرحمة والإنسانية تجاه شعبنا، حين أخلت ارض وادي حلفا من إنسانها و زرعها وضرعها وتراثها وارثها لصالح شعب مصر ، فتابع العالم عمليات الإجلاء والإخلاء التى تمت دون إراقة دم أو إزهاق روح .. !! * نعم .. الحكومات مختلفة .. وكذلك الشعوب .. وأسباب الإخلاء والأجلاء أيضا .. ثم الجهات المستفيدة من الإخلاء والإجلاء ... ولكن الرشد والمرشد والرشيد الذين شكلوا حضورا زاهيا في ميادين ذاك التهجير السلمي والمتفق عليه هم الجنود الذين افتقدتهم إدارة السيد أسامة عبد الله في امرى ، فاضطرت لاستبدالهم بجنود الشرطة فأراقوا دماء وأزهقوا أرواحا وبنوا في نفوس الناس هناك سدودا من الأحزان والأحقاد والكراهية، أصغرها طولا وعرضا وعمقا أطول واعرض وأعمق من طول وعرض وعمق سد السيد أسامة ...!! * وعندما اكتشفنا غياب الرشد والمرشد والرشيد في ضبابية سياسات السيد أسامة الفردية و تصريحاته الأحادية وتصرفاته الذاتية المخاصمة للمؤسسية والمؤسسات ، قبيل أعوام من يوم أحداث امرى ، قرعنا أجراس الإنذار وطبول التنبيه في آذان الحكومة ، وناشدنا - حتى بحت أقلامنا وجفت أحبارنا ويبست أوراقنا - بتدارك الأمر هناك بحكماء القوم وأهل الدراية ، بعيدا عن الإدارة وسدها ...!! * ولكن لان حكومتنا - كالعهد بها دائما لا تستبين النصح الا ضحى الشرق و دارفور ، أبت نفسها الأمارة ( بشئ ما )، الا أن تترك حبل غارب الصلاحيات الولائية و المركزية لإدارة السيد أسامة فقط .. فتحولت الإدارة إلى وزارة ثم ولاية وأخيرا إلى دولة لها من السلطات ما يكفى لإدارة دول الجوار ...!! * ولان حكومتنا - كالعهد بها دائما في إدارة شؤون البلاد والعباد من زمان فردية الشيخ الترابي تفضل دولة الرجل على رجل الدولة .. لذا دفنت حكومتنا تحت أحجار سد مروى - وأغرقت في بحيرته - وزارة الري بكل خبرائها .. ووزارات الزراعة بكل علمائها .. ووزارات التخطيط العمراني بكل مهندسيها .. ووزارات الرعاية الاجتماعية بكل أخصائييها .. والإقليم بولايتيه .. لذا تحول شيخ أسامة - حفظه الله - إلى وزارة ري .. وزراعة .. ورعاية .. تخطيط .. وإقليم .. و أخيرا إلى وزارة داخلية أيضا بعد أن تبرأ مدير عام الشرطة من أحداث امرى ... !! * ومن الخطأ أن يحمل التاريخ والصحافة أسامة عبد الله مسؤولية تلك الأرواح والدماء .. فالرجل الدولة - شيخ أسامة - نجح في غياب الدولة ومؤسساتها ووزاراتها وقوانينها أن يؤسس - في إدارة سد مروى - دولة بديلة .. لها مؤسسات ووزارات وقوانين .. تخطط وحدها .. و تنفذ وحدها .. وتهجر وحدها .. وتفاوض وحدها .. وإذا تعثرت المفاوضات والتهجير تضرب وحدها وتجرح وحدها و تقتل وحدها .. لا يحاسبها احد إن أخطأت .. وترتقي إلى المعالي كلما خالفها الصواب .. !! * ومن الخطأ أن يذهب بنا الظن بان أحداث امرى ستجد حظها من التحقيق والمحاسبة في دهاليز حكومتنا .. ومن الخطأ انتظار وترقب قرارات صائبة تعيد الأشياء إلى أصولها و الصلاحيات إلى مؤسساتها، والسلطات إلى أهلها ليكتمل إنجاز ثالث أعظم إعجاز في تاريخ البلاد الحديث بعد النفط والسلام .. ومن الخطأ الجسيم أن نحلم أو نتوهم بإقالة شيخ أسامة أو تقليص صلاحياته .. فالدول لا تقيل بعضها .. و لا دولة في الوجود تملك من القوة والهيبة ما تمكنها من محاسبة دولة أخرى في قامة إدارة سد مروى .. !! * وعليه نكظم الغيظ .. ونترحم على ضحايا تلك الجمعة .. ورحمة بالأجيال القادمة نرجو من أهل امرى والمناصير وكل الشمال مواصلة التضحية وإعلاء الهم العام على الحزن الخاص حتى يكتمل هذا الصرح الوطني .. ليكتب التاريخ لاحقا أن تضحيات أهل الشمال أخرجت مدن وقرى السودان من الظلمات والتظلمات إلى الأنوار والرخاء .. !! * ونتوسل للحزب الحاكم بأن يغبر أقدام بعض قياداته العليا ساعة واحدة فقط في صحارى الشمالية لتقديم واجب العزاء ومواساة اسر الضحايا والجرحى .. إن لم يكن من باب الراعي والرعية فمن باب سنن الإسلام .. وتقاليد أهل السودان ... !! * خارج النص .. * بعض القوى السياسية المعارضة التى لا تنشط الا في المياه العكرة تلوث الأجواء هناك في امرى هذه الأيام بالتحريض و التعبئة .. ننصحها باحترام نفسها والانتباه بأن قياداتها حين يمشون هناك يستظلون بظل كان في عهدهم هجيرا وسعيرا .. فتحريض الأفكار والبرامج للتحرر من الطائفية و التقليدية أفضل للوطن والمواطن من تحريض الناس على الوطن و مصالحه العليا .. إن كنتم تعرفون وتفهمون ... ولكن يا خسارة ... !! ساتى www.alsahafa.info
|
|
|
|
|
|