الــدين والعــلمـــنة !! حيدر ابراهيم علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2006, 02:54 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الــدين والعــلمـــنة !! حيدر ابراهيم علي


    الــدين والعــلمـــنة
    حيدر ابراهيم علي
    يلاحظ المتابع للحياة الدينية في العالم الإسلامي تزايد عملية العلمنة أو الدنيوية في السلوك والفكر الدينيين. وفضلت في هذا الصدد مفهوم العلمنة على العلمانية، لان الاولى سيرورة وعملية وحركة وتفاعل بينما الثانية أضحت ايديولوجية وقانوناً ومؤسسة، وبالتالي تثير الجدل باعتبارها نظاماً سياسياً او دستورياً وتستدعي بالتالي المواجهة أو الرفض بدعوى الخصوصية. وتظل العلمنة عملية ثقافية، اجتماعية وتاريخية ترتبط بالتحولات المادية وغير المادية، ولا يمكن مقاومتها أو وقفها إلا إذا استطعنا ان نخرج من التاريخ والحياة، ونتحصَّن بحالة سرمدية جوهرانية او ان نتحوَّل الى حجر «تنبو الحوادث عنه وهو ملموم» كما تمنى الشاعر الجاهلي تميم بن مقبل، وهي امنية مستحيلة، هكذا نحن -اخص المسلمين- طالما كنا أحياء ونعيش في هذه الدنيا يستحيل تجنب عملية العلمنة المستمرة. وكل ما يمكن ان نطلبه هو لطف القضاء وليس رده.
    يصطدم المسلمون في هذه الحقبة من التاريخ التي يصطلح على تسميتها بمرحلة العولمة بالتحولات السريعة والعابرة للحدود، بل تتميز بإلغائها لاي حدود تقف امام زحفها وإلا فقدت مضمون تسميتها، فهي تختلف عن العالمية أو الدولية أو الامبريالية أو الامبراطورية، فهي تعمل على توحيد العالم ودمج كل تكويناته الجغرافية وتكتلاته السياسية أو الاقتصادية في شكل واحد يتجه نحو الانسجام حضارياً، وما فكرة صدام الحضارات إلا نتيجة لتصور صاحبها بأن بعض الحضارات قد تحاول المقاومة أو لا تندمج بسهولة في الحضارة الانسانية الجديدة، وهنا معضلة المسلمين الراهنة: كيف نعيش العصر دون ان نفقد ما نعتبره خصوصية وهوية مكتفية ذاتياً أو على الاقل يمكن ان تنمو وتتطور بطريقة تختلف عن بقية العالم دون أن نتخلف. ويهدد الاغتراب المسلمين في هذه الحالة لسبب صعوبة الاختيار، فالمؤسسات الدينية الرسمية ستقود المقاومة ضد التغيير بسبب مصالح راسخة تذهب أبعد من الدين إلى السلطة والثروة، وهذا ما يفسِّر عدم حماس المؤسسات الدينية للتجديد والاجتهاد خشية أن تفقد اسسها الفكرية وقواعدها البشرية ويصبح المسلم العادي مغترباً لعدم اقتناعه بآراء المؤسسة، وفي نفس الوقت لم يكوِّن مواقف خاصة به.
    يعتبر هذا الوضع مثالياً كي تتسلل العولمة والعلمنة الى قلب المجتمعات التي تظن انها ما زالت محافظة على اصول دينها. وقد يكون حافزي لكتابة هذا المقال فكرة «مهرجان الكوثر الخامس لروائع المديح النبوي»، فقد ثار سؤال في داخلي: هل هي أسلمة الفنون والموسيقى أم علمنة المديح والدين أم هو تعايش ديني، علماني بسلام؟ هل يحاول رجال الدين جذب الشباب الى المديح من خلال موسيقاهم الحديثة والصاخبة؟ أم هل تنازل الدين عن تزمته وتجهمه وجفافه الذي غالباً ما يخلط بالوقار والرصانة والجدية؟ فما زال النقاش الديني حول تحريم الغناء والموسيقى والفنون «او تحليلهم» لم يحسم بعد. ورغم تراجع الدين الرسمي عن كثير من مواقفه الثابتة والدوغمائية في قضايا كثيرة مثل الديمقراطية وحقوق الانسان، ولكن القضايا الثقافية اي غير السياسية والاقتصادية ما زالت مستعصية وذلك لان كثيراً من المسلمين يخشون من الغزو الفكري او الثقافي مع قبول منتجات الغرب المادية والنفعية. وفي هذه الحالة يتم فصل تعسفي بين المنتجات المادية والتقنية وبين الآثار الثقافية والروحية.
    تعتبر الصوفية أو ما يسميه الاجتماعيون الدين الشعبي هي الثغرة التي تتسرَّب منها العلمنة الى قلب الدين لان عملية التدين الشعبي يغلب عليها ما يسمى بالطابع الانثروبولوجي اي الانساني، بينما تميل الاصولية والسلفية الى النصوص ثم التجريد والتعالي، وتسعى الى رفع الانسان الى المجرد وليس العكس اي انسنة المتعالي والمجرد. وهنا يتغلب الواقع اذ يعبد البشر الإله بطريقة بشرية وبالتالي يتقربون الى رسولهم الكريم بطرقهم المتغيرة ولان الالحان والحركة والازياء هي الاكثر قدرة على نشر المديح النبوي، فلا بد من النزول الى الارض والتوسل باليومي والملموس.
    قد نقول إن سيف الجامعة او آمال النور او محمود عبد العزيز او خالد الصحافة او وليد زاكي الدين او معتز صباحي وغيرهم، قد مالوا إلى التصوف. ولكن بنفس قوة المنطق يمكن القول إن المدائح قد تفننت وتعلمنت، ومع ان التنغيم والطرب كان ضمنياً في المديح منذ القدم، ولكن يوجد الآن تغيير نوعي مع دخول الآلات الحديثة جميعها وليس الطار فقط، وهناك زي ملون خاص Uniform وليس جلابية الدمور او الدمورية والطاقية وسبحة اللالوب. ولان الدين يهتم كثيراً بالرموز والرمزية Symbolism فهو قد فقد في عملية العلمنة الجارية الآن كثيراً من اراضيه حين يقتبس رموز العلمنة والحياة الحديثة ولا يستطيع ان يثبت ان لها جذوراً او اصولاً في الدين.
    تقود النقطة الاخيرة الى الفكرة الملتبسة التي تتبناها جماعات الصحوة الاسلامية ونظم الحكم ذات الايديولوجيا الاسلامية ونظم الحكم واقصد الدعوة الى التأصيل، التي تبدو في ظاهرها وكأنها تتغي «اي ان غايتها» تأكيد ان مظاهر الحضارة الحديثة هي اصيلة في الاسلام، ولكن المعنى الدقيق هو البحث لها عن اصول في الاسلام قد تكون موجودة او غير موجودة او قد تفتعل لها الاصول.
    وفي كل الحالات عملية التأصيل هي في جوهرها شكل من ميكانيزمات الدفاع defense mechanism أو الارتكاس او رد الفعل الدفاعي، فالخوف من القادم من الخارج يجبر هذا الطرف الخائف على البحث عن وسائل حماية، فالتأصيل ليس فعلاً مستقلاً بل هو رد فعل او استجابة لفعل يفرض عليه شروطه، وهنا انتجت العلمنة والعولمة المتزايدة ظروفاً اجبرت المسلمين على التكيف والتلاؤم وليس المواجهة كما يظهر. ففي عملية التأصيل يحاول المسلمون بعد ظهور نظرية معرفية جديدة او اختراع علمي او ابتكار ادوات او آلات، ان يلحقوا بهذا الجديد بالبحث في التراث عن قياس او تشابه يبرر قبول الجديد. وهذه عملية علمنة بامتياز، اذ يتم الاعتراف بالجديد غير الديني والذي لم نسهم في انتاجه عملياً ونكتفي بمساهمة لفظية أو نظرية تبعد عنا تهمة التخلف او الفوات التاريخي او الخروج عن العصر.. لذلك تبقى عملية التأصيل هي علمنة معكوسة، فهي لا تبدأ من التجربة والمعرفة الملموسة اي من العلم والعالم، ولكن تحاول ادراجهما في الغيب والدين بعد ان اصبحا امراً واقعاً وحقائق، لهما مناهج مختلفة تماماً ولا أقول متعارضة وهذا ما يحاوله التأصيل اي اثبات انها ليست متعارضة معه رغم اختلاف المنهج والرؤية.
    يأتي تدفق الفتوى وكثرة المفتين كمجال تأصيل اقرب الى الوجبات السريعة، فقد تكاثر عدد الذين يتجرأون على الفتوى دون التزام بشروط المفتي، كما ان الخطر الاكبر يظهر في الإدلاء بالآراء في موضوعات ذات صلة بالعلوم الطبيعية والطب وعلم النفس دون أن يكون للمفتي اية معرفة بهذه العلوم، فقد يكون المفتي عارفاً بأصول الفقه ولكن هذا لا يعطيه الحق في الحديث في قضايا تقتضي معرفته بعلوم أخرى. ولا أذهب بعيداً بحثاً عن الدليل أو المثل، اذ نشهد هذه الايام حواراً جريئاً حول مصل شلل الاطفال او العازل الذكوري، وهذه احاديث يجهل اصحابها العلوم الطبيعية، وفي نفس الوقت يجهلون مقاصد الشريعة وتغليب المصلحة ودرء الضرر. وعرفت بعض البلدان الاسلامية ظاهرة ما يسمى بالدعاة الجدد وهم أقرب الى النجوم منهم الى المشائخ أو هم مشائخ مودرن في ملابسهم وطريقة حديثهم، وجاذبيتهم بالذات للجنس الآخر. وفي مصر نجد أن بعض الفنانات المعتزلات يمارسن الفتوى والدعوة. ومن ناحية اخرى وصلت الاسئلة حد العبث والابتذال في بعض الاحيان وتنم عن عقول غريبة، فمن غير المعقول أن يسأل أحدهم هل يجوز لمكوجي ذكر ان يكوي ملابس سيدة غريبة؟ وكل هذه مظاهر خوف في مجابهة مواقف جديدة مهما كانت تفاهة الاسئلة، فالعلمنة تطرح الاوضاع الجديدة وتنوع الحياة يجعل المسلم يقف محتاراً وخائفاً. ويلوذ المسلمون بالمفتين الصادقين أو الكذبة من أجل التخلص من مسؤولية الذنوب والإثم.
    طالعت خلال الاسبوع الماضي آراء للشيخ حسن الترابي عن المرأة بلغت حداً مذهلاً في علمانيتها، فقد كانت مرجعيته الحياة والواقع والعالم المعولم وليس اي مصادر دينية أو فقهية قوية السند أو متواترة، ولكن لم يعد من الممكن في القرن الحادي والعشرين الحديث عن امرأة ناقصة عقل ودين، بينما حكمت وتحكم النساء في عدد من العالم بعضها اسلامي، ورغم ثبات واطلاقية الدين يسعى البعض الى اكتشاف جوانب متغيرة ومتحرِّكة نسميها في هذه الحالة الاجتهاد ولكنها آلية تكيف وتوازن العلمنة والتدين. ويتحول المقدس في الذهن والممارسة الى دنيوي في الحقيقة مع التمسك بقدسيته التي غادرها مضمونها، وتكون العودة الى ايمان العجائز مطلوبة اي عدم التساؤل والشك.
    في الختام، يمكن القول بان حركة التاريخ في عصر العولمة والتي طالت اي ركن في الكوكب الذي نعيش فيه، لم تجعل من الممكن وجود خط فاصل وقاطع بين العلمنة والتدين. والدليل، مرة اخرى اجواء مهرجان الكوثر الخامس لروائع المديح النبوي. فكل عـام والجميع بخير.
                  

04-12-2006, 05:45 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الــدين والعــلمـــنة !! حيدر ابراهيم علي (Re: Amjad ibrahim)

    ولكن قومى لا يعلمون
    جنى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de