الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2006, 02:18 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ...

    لاشك أن الشعر في السودان يكاد يستوفي في كل أغراض الشعر العربي من مدح وفخر وعتاب ووصف وإظهار حزن وأسي وشوق وحنين ، وتبعاً للثقافات المتباينة واختلاف العادات والتقاليد في مناطق السودان المختلفة .

    فقد صار لكل بيئة ميزتها وأسلوبها الخاص في إنتاج الشعر والتغني به والمتبع للبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تتناول هذا الجانب يجد الدليل علي ذلك .. نريد هنا أن نتناول جانب الحنين بمختلف أنواعه في شعر شمال السودان وبالتحديد منطقة (الشايقية) ، ليس هذا إهمالاً لباقي مناطق السودان ولكن لما لشعر شمال السودان من مكانة خاصة في نفوس السودانيين ومذاقٌ حلوٌ ، وأثرٌ بالغ في نفس كل من تذوق معناه إذ أنَه يطرق أبواب الحنين المختلفة ويدخل أسوارها من أوسع نطاق وبأصدق عاطفة معبراً عن مشاعر وأحاسيس تدمع لها العيون وتهيج معها الشجون بكلمات ساحرة وألحان عذبة ومما ساعد علي ذلك تعرض شمال السودان للغزو الأجنبي في فترة مبكرة . بالإضافة إلي طبيعة المنطقة التي جعلت حياتهم منحصرة في نطاق معين (ضفتي النيل) مما أدي إلي هجرة بعض السكان خارج البلاد . بالإضافة إلي ما سبق فقد كان لارتباط أهل الشمال بأرضهم واعتمادهم الكلي علي النيل حيث الطبيعة الخلابة والساقية والشادوف والنخيل والجروف أثرٌ واضحٌ في شعر الشمال وغزارته فلذا أنصبَ معظمه في الحنين إلي الأرض والمحبوب ثم الأم والابن ومما لا شك فيه أن غالبية من كتبوا في هذا المجال أبدعوا وأثروا الساحة الأدبية بروائع من درر النظم ووضعوا بصمة واضحة في تاريخ السودان الفني بجمال الروح وروعة الحس الفني الذي صاغ بإرهاف وترجم ما حملته الدواخل بحميمية وصدق .
                  

04-08-2006, 02:50 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    معظم الشعر منظوم بلغة تجمع بين اللغة الفصيحة والدارجة مع بعض الكلمات العامية من اللهجات المحلية مما زادها حلاوة علي حلاوتها وهي سهلة الفهم والهضم مشبعة بالبيان والبديع والمعاني مما جعلها قادرة علي اختراق الأفئدة والمشاعر ملهبة للصدور بجمرات الشوق والحنين .

    ومن هنا لا يليق بنا أن نمرَ علي هذا الشعر المتفرَد وكأننا معرضون عنه ، فالغوص فيه والشرب من معينه يضفي شيئاً جديداً علي الأدب السوداني وعبره علي الأدب العربي كله . ولنتوقف في الموضوعات التالية لتكون شاهداً علي تمكن الحنين من شعر الشمال .
                  

04-08-2006, 02:59 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    الحنين إلي الابن :-

    فكر الابن في الاغتراب ، ووقف أمام والدته المريضة مستبشراً إياها ومودعاً ، أبت عليه ذلك لأنه لا يحتاج إلي الغربة في شيء إذ أن الحال ميسور ، وهي تحتاجه ليرعاها خاصة وهو ابنها الوحيد ، لكن هوس الاغتراب كان معشعشاً في رأسه فأصر علي الرحيل ، متعللاً بتحسين الوضع ولما يئست وأيقنت أنه لا محالة تاركها ، صبت عليه حنيناً جماً من عواطفها الجياشة ، فابتدرته قائلة :- (والشاعر علاء الدين عبد العزيز هنا يتحدث بلسان حال الوالدة ) …

    عــافــيـــة مــنــك وراضـيــة عــنــك سـو رضايـا
    ومـــا بـيـخـــيـــب الــرضــا والـــدتــو يـا جــنـايـا
    أنت مـن يـا دوب صـغـيـر مـن زمـان دايماً مـعايا
    أنـت ديـمـه أمـامـي ســايــر مـا بخـليـك بـي قـفايـا
    ما بتغيب من عـيـني لحظة ولا حصل سبتك ورايا
    لا من الله يشيـل أمانتوا أنا ببقي خاصاك بالرعـاية

    هذه الوحدة تصور حنان الأم الشديد وشفقتها علي ابنها وفيها دلالة علي اهتمام الأم بابنها وخصوصيتها برعايته علَه يتذكر ذلك . وفيها من روائع النظم والبيان ، اقتباس من قول الرسول (ص) : ( رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهُما ) ، ثم المجاز بعلاقة الجزئية في كلمة ( عيني ) إضافة إلي ذلك نكران الذات في التربية واهتمام الوالدة بالابن حتى المشيب أو الرحيل إلي الدار الأخرى فخصوصية العناية والرعاية لا تنتهي في سن معينة بل تستمر لأن هذا النبع الرباني متدفق لا تحده حدود ولا تغيره ظروف أو حياه بل هي فطرة تجبل في جميع الكائنات من حيث هي . ثم يضيف بعد ذلك ...

    ليَ يـرعـاك البيــرعي ليَ بيـك يبـرد حشايـا
    أصلك أنت هديـه منو والله بيـك أجزل عطايا
    جيتني واحد مالي تانى رحمه في آخر صبايا
    قبـل مـا أفقـد قـدرتي وقبـل مـا تنـهـار قـوايـا
    جيتني ذي بـدر منور وفجأة طليـت في سمايا

    تدعو الأم إلي ابنها بأن يحفظه الله ويرعاه ، وهي تشكر الله تعالي الذي أنعم عليها بهذا الابن في آخر فترة الإخصاب والإنجاب . وتظهر الصورة الجمالية في هذه الوحدة في تشبيه الابن بالبدر المكتمل ، والذي أطل علي دنياها المظلمة وتشبيهه كذلك بالرحمة ، كذلك انهيار قوي الأم ، والكناية في ( يبرد حشايا ) والتورية في كلمة ( سمايا ) كلها في صياغ يجَر إلي الحنين الشديد . ويلي ذلك …

    انت لما خلاص كبرتا دار تسيبني أعيش برايا
    دار تفـارقني وتسـافر والحـزن يصـبـح جـزايا
    كيف يهون لك تحزن أمك شان تحقق ليك غاية

    يظهر هنا عتاب الأم لابنها الذي أراد أن يهاجر ويتركها أسيرة الحزن ، فرأت في ذلك عدم تقدير لها من ابنها ، إذ أنه فضل تحقيق غاياته الخاصة علي حساب مشاعر أمه الشفوقة ، وتظهر هنا اللهجة العامية في عربية شمال السودان ، فنلاحظ التخفيف في كلمة ( دار ) وكلمة ( شان ) لننساق مع اللحن عطفاً وحنيناً .

    كان مسافـر شان علاجي بلـقي في شوفـتـك دوايا
    وكان عشـان تسـقيـنـا نهـلك نحـن بي حنـك روايا
    كان عشـان كرعينـا راحـل نحـن بي بـعـدك حفايا
    كان مهاجـر شان تـعرس خير أبـوك مـالي التكايا
    خيرو وافر أبـوك يحـمدوا مراحو ملـيـان بالسعايا
    وبالقروش الجيب مجكن ولسه برضـو الجايا جايا

    وهنا تعدد الأم الأسباب التي كانت تري أنها قد تكون سبباً في سفره وهي بالنسبة لها غير مقنعة ، فإن كان السفر من اجل علاجها فإن نظرتها إليه وهو بقربها خير علاج لها وهذا جانب نفسي مهم جداً في العلاج ، وإن كان من أجل إغراقها بماله الخاص فإن وجوده وحنانه كافياً عن ذلك ، وأمّا إن كان بسبب الكساء فإنهم حفايا ببعده وهنا لا أظن الشاعر يقصد مجرد الكلمة ( حفايا ) بل ربما تكون هنالك أبعاد أخرى في دلالة المعني ، ويكمُن القصد في كنه (الفقد) نفسه إذ لا يمكن التعويض عنه بأي من أنواع الكماليات لأنه أصل الشعور في تذوق لذة الأشياء .
                  

04-08-2006, 03:17 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    وأما إذا كان السفر من اجل متطلبات الزواج وهو ما يسافر من أجله الكثيرون فإن والده يمتلك خيراً وافراً من سعاية ونفوذ والكثير من الأموال السائبة ، التي يحمد الله عليها . وليس في هذا دعوة للتواكل علي أموال الآباء ، وإنما دعوة لاستثمار أموال الأسرة وتنميتها والحفاظ عليها . وإذا كان ذلك مال والده فإنها أيضاً تمتلك ما يمكن استثماره وهذه محاولة أخرى لإثناء الابن عن السفر . وتشير الأم إلي ذلك في :

    برضي منـك ما بـقـصـر بـحـفـر أديـك المعايا
    كان ده كلو كـمان شُويّ بتلقي في دهبي الكفايا
    أصلي من سـويتو ناذرا أبقي لي أيام قسـايا
    خاتا للزمن البعاند لي سعـادتك يا عشـايا
    أنت من شبيت صغـير راسي ما بتحتاج وصايا
    ما حصل خيبتا ظـني ولا فشـل فيك زين غنايا

    وكأنها هنا تبين أن الذهب لا يستخدم كزينة بقدر ما يُدخر للظروف والحوجة . حيث أشارت إلي أموالها الخاصة المدفونة وإلي ذهبها الذي نذرته وادّخرته لأيام البؤس لإسعاد ابنها الذي كانت تنتظره . ففي كلمة ( بحفر ) إشارة إلي عادة شمالية قديمة وهي دفن النقود والذهب داخل الأرض بدلاً عن البنوك الآن كذلك تظهر أساليب الحنين والعطف في كلمة ( عشايا ) و ( راسي ) في الإمالة التي هي صفة ملازمة

    للهجة المحلية ( محتاجي ) ويبدع الشاعر في ( الزمن البعاند ) ( وما فشل فيك زين غنايا ) . وترجع الأم مرة أخري لإستعطاف الابن في أنه منذ نعومة أظافره يحترم رأيها ولا يذهب لعمل شئ لا يرضيها وهو دائماً مثال للخلق الطيب :

    لا تسـيب أمك تهاجر يمه محتاجي الحمايا
    لا تسيبني وراك ترحل إنت ياك ضُلي وضرايا
    أنت فوق الـحـوبة مقنع إنت للمكشوف غطايا
    دايري منك تبقي جنبي . جنبي في فرحي وبلايا
    دايري كان قحيت اتـبـنك ارفع اقسملك غتايا
    أنت سـاعة تبقي جنـبي تبقي ضُلي وتوب قفايا
    ومابخاف ظـلم الليالي وأنت ياك عكاز عمايا

    تمتدح الأم ابنها الذي لم يخيب ظنها يوماً ، ولم يكذب صدق مدحها وغنائها فيه ثم تدعوه بعد أن ذكرته بكل النعم التي يمتلكونها للبقاء ، فهو وحيدها الذي يدرأ عنها المصائب . وتري فيه كذلك الظل الذي تستظل تحته وأنه الداعي إلي اكرام الضيوف ثم تصفه بالشجاعة وأنه ستار للعيوب . فهي إذن لا تطيق إبتعاده عنها حتى لا تفقد هذه الصفات الحميدة كما تريده بقربها في السراء والضراء ، تريده كما لو كان صغيراً ففي وجوده معها تخفيف لها من ظلم الليالي ، ويكون مرشداً لها وقائداً في أيام عجزها وكبرها . ويا له من تصوير بليغ ( ضُلي وضرايا ) (للمكشوف غطايا) (فرحي وبلايا ) ( توب قفايا ) (عكاز عمايا ) كنايات وإستعارات تستدر العطف في أزهي معانيه .

    دايـري أقـضـي عـمـيـري جـنـبك أصلو قارب للنهايا
    خـايفي كان ســافـرتا تـرجـع تلقي فاضي البيت بلايا
    حـيـنا ما بـتـنـفع قـروشـك وما تجيب لك أم سـوايا
    مـاني عـارفـي سـبـب رحـيـلك يا وليدي شنو الحكاية
    إلا تـبـقي بـراك شــايـف فـي فـراق الـوالـدة غايه
    ما بعاتبك وما بلومك لو رحلت بلقي في الأمثال عذايا
    علي حـجـر دايماً قـلـيـبك وقليبي كـله عليك جنـايا

    وهنا تشير الأم كبر سنها ، وتمُكن المرض منها وتوقع الموت في أي لحظة ، لذا تخاف من أن ابنها اذا سافر واغترب قد لا تنتظر عودته ، وتذكره بأن الأم لا تعد ولا تقدر بثمن مهما كانت الأسباب ، وهي تري بعد هذا كله أنه لا يملك سبباً مقنعاً للهجرة وبعد أن يئست في آخر محاولة لها عن إثنائه ، تركته غير معاتبه واعتبرت أنه مثل من الأمثال ، كغيره من الشباب وحكاية من حكايات الزمن والدنيا ، إذ أن قلب إبنها كالحجر من شدة العناد بينما قلبها يظل رحيماً عطوفاً عليه .
                  

04-09-2006, 01:42 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    الحنين إلي الأم :-

    نظم الشاعر السوداني السر عثمان الطيب عدداً من القصائد الممتازة المختلفة ولا أحسب أنني قادرعلي إيفائه حقه في تناولي لإحدى قصائده التي وجدت حظاً وافر من الشهرة وإرضاء معظم الأذواق المختلفة المتباينة .

    اخترت هذه القصيدة التي يبتدرها بـ ( شوفي الزمن يا يمه ساقني بعيد خلاص ) وقد جاء زمن ظهرت فيه هذه الأغنية في أوساط مختلفة منها الأدبي والفني الغنائي والمسرحي ولقد اكتملت لهذه الأغنية جميع أسباب الشهرة والنجاح فموضوعها آخاذ جذاب من الناحية الإنسانية مليئة بالعواطف والحنان الجارف ونواحي أخري مما كان يشغل الناس منذ وقت ظهورها إلي يومنا هذا .

    ومن أسباب شهرتها ذلك اللحن الذي يمتاز بالهدوء والحيوية ثم العاطفة العميقة المشبوبه التي تصورها القصيدة ، فالهدوء يكسب الصوت عمقاً بعيداً يتوافق والكلمات فتحس إذا سمعته حنيناً مشبوباً بشيء من الحزن والحنية معاً ، وكذلك نجد عاطفة قوية ضاربة بجذورها في أعماق الأرض السودانية وهي أرض الجد والعم والخال والوالد والوالدة وهاهي الكلمات تعبر عن ذلك :
                  

04-10-2006, 06:09 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    شـوفي الـزمن يا يمه ساقني بعيد خلاص
    دردرني واتغربت واتبهـدلت ور يني الخلاص
    ساقني القدر منك بعيد لآذيا كاس جرعني كاس

    وهذا جزء من القصيدة أو الأغنية للدخول في الموضوع الخاص بالحنان الأمومي لا لأعرفكم به فأنتم تعرفون بلا شك حنان الأمومة وشفقتها وعطفها فيحدثنا الشاعر عن أيام الغربة التي عاشها بعيداً عن وطنه وبعيداً عن أمه وهموم الغربة ومشاكلها . فهو وجد نفسه في وحده لا أنيس ولا رفيق معه فأراد أن يلفت انتباه أمه بكلمة شوفي الزمن يا يمه ساقني بعيد خلاص وجرعني كاسات العذاب والويل ، وآلمني بالحنين لك ولتراب البلد فختم هذه المقطوعة بسؤال يسألها عن كيفية الخلاص أو ماذا هو بفاعل … وريني كيف الخلاص .

    يا يمه يـا فيـض الحـنـان الما كمل
    يا يمه يـا بدري الـبشـع دايماً يهل
    يا يمه يـا نور الصبـاح وكـتين يطل
    وآشري يازينوبة ولدك في بحور الشوق كتل
    محـروم مـن الحـب والمحـنـة وراك هـمـل
    يا يمـة يا بحـر المودة وكـتين يـفـيـض
    يا يمة يا شــعــلـة أمل زادت ومــيــض
    يا يمة يا عـنقـود كـلام مـنـظــوم قصيد

    ما أروعه من تصوير بديع لحنان الأم الفياض .. فأراد الشاعر هنا أن يصور بل صور لنا الأم كنور الصباح فلننظر لتلك اللوحة البديعة وما أجمله من بديع الصنع الذي يسلب العقل .. ويلفت لذلك الحنان الجارف عندما يطل ( وكتين يطل ) أي عندما يظهر وهنا أتي الشاعر بكلمة أقوي بُعداً وأعمق أثر من الظهور وهي (وكتين يطل) فالطل لا يكون إلا بعد فترات طوال فجاء بهذه الكلمة تعبيراً عن تلك الأيام التي قضاها بعيداً عن أمه وعن وطنه وأتم ذلك ( بيا يمه يا نور بدري البهل ) فهنا تشبيه بليغ بعيد المعني بعيد المنال أخاذ ، حذف منه أداة التشبيه ووصفها لنا كالبدر البهل .

    وواصل الشاعر تصوير الحنان الأمومي ذاكر إياها بالفيض والحنان فقال يا يمه يا فيض الحنان الما كمل وآشري يا زينوبة ولدك في دروب الشوق كتل محروم الحب والحنان وراك همل …. ما أروع حنان الأم الفياض ذلك النبع الذي يسيل أودية دون انقطاع لأن حنانه لا ينتهي ولقد أصبح محروم من ذلك العطف وأصبح مهمل فاعترته
    حيرة قاتلة أثارت فيه الحنين وحزن عميق .

    يا يمه يا نغماً حنيـن بالشوق يرن …
    وأفـكـاري فـيهـو بـيـــرتـعــن …
    دـعــاتي شـانـو بــيـنـزلــــن …

    ولما لم يستطيع أن يخرج من هذه الحاله المؤلمة البغيضة بكي وأخذ يُمني النفس بالعودة .. وأخذ يصور لنا أفكاره التي كانت ترتع فأصبح يرسل الدمعات التي سالت في ذكر تلك الأيام الخوالي في ذكريات الأم والأهل والأرض .

    واتـذكرك يايمه في الدغش النسـايمو يهـبهـبن
    قايمي الصباح متكفلتي شايلي الحليلي علي المراح
    والسـاعـة ديك يا دوب ديكنــا بـــد أ الصياح
    والطير صغار وا يغردن جـبتي اللبن بي انـشـراح

    ويحدثنا الشاعر عن غريب أشياء فقدها في غربته فإنه إفتقد الايواء التي آلفها. ابتعد عنها وأقام في مكان آخر بعيداً وحيداً بأفكاره وأحاسيسه بعيد عن أهله بعيد عمن يقيم بينهم لا يجد فيهم تلك الأيام التي عاشها بالقرب من أمه حين تقوم في الدغش عندما تهب النسائم الصباحية في الباكورة . قايمي في تلك اللحظات من تلك الساعات متكفلتي وهذه الكلمة التي جاء بها الشاعر هي كلمة بعيدة العمق ضاربة في بجذورها

    في أعماق سحيقة بعيدة المعاني ، فهي كلمة طويلة الجذور حافلة بالمشاهد والحكاوي أتت من عمق الشاعر الوجداني التي لا يستطيع الوصول إلي بواطنها إلا هو ، فهذه الكلمة في بعدين مادي ومعنوي ، فهو حزين باكي تذكر هذه اللحظات التي عاشها بوجدانه واليوم عاشها ذكري ( شايلي الحليلي علي المراح ) أو السعية لتحلب اللبن وأراد بذلك أن يلفت نظرنا إلي الثروات التي كانوا يمتلكونها والعيشة التي كانوا يعيشونها ، فجاءت أمه باللبن في صورة جميلة صورة سعادة وانشراح ومن تلك اللحظات يا دوبوا ديكنا بدأ الصياح . إذن من عادة أهل تلك المناطق الصحو المبكر والطير صغاروا يغردن … يبدو أن الشاعر أصاب ما أصاب من تصوير بليغ في وصف الطبيعة حينما وصفها لنا بوجود الطير وصغارها ترسل تغريدها صباحاً.
                  

04-10-2006, 06:21 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    واتذكـرك يايمه في وكــت الهجير
    صالياك نار الدوكي عستيلنا الفطير
    رشـيتي قلتي أكلوهـو خيـر

    يصرح لنا ههنا بما يحسه وهو بعيد عن بلاده وأمه حينما تذكرها وهي تقوم ساعة الهجير ومع توقد نار الدوكي تزداد الحرارة لهيباً فتصلي أعضاها فيا له من شقاء ولكن !!! رغم ذلك يعتبرونها سعادة ما بعدها سعادة فتأتي وبيدها تلك الصنعة التي صنعتها وهي الفطير . وتحملها المشقة وبحنان تقول أكلوهو خير، فياله من مشهد يصور أسمي آيات الحب الأمومي وركوب الصعاب من أجل الأبناء ويكفيها منهم ضحكاتهم وهم يتناولون الطعام سعداء. فالترجع إلي وكت الهجير حين الشمس ساطعة محرقة وإن إرسال الشمس لأشعتها المحرقة لا يقل روعة عن طلوعها رغم حرقتها لأنها تساعد في نضوج بعض المحاصيل بل هو أعظم وأكبر عظمة ومثل هذه المناظر لا تري في بلاد أوروبا وغيرها لإزدحام الأرض بالأبنية الشاهقة ولتلبد السماء بالضباب .

    واتذ كر ك يا يمه يا بسـمة الطـفل الغرير
    وكت الخلوق ترقد تنوم وأسهر براي أرعي النجوم
    والشـوق يرف جنحـيهـو بي فوق لي يحوم
    وأهتف باسمك في الخيال طيفك كمان بي فوقي جال
    وأتمني لو لحظات يدوم لكني فجأة ألقاهو زال

    يبدو هذا الشاعر في هذه الأبيات التي مرت آنفاً بأنه معجب بذكري أمه إعجاباً فريداً وهذا الإعجاب ليس منحصراً في حيز ضيق بل في نواحي متعددة فنراه مرة معجب بأمه حينما تحمل حليلة اللبن وهي مسرورة منشرحة وكذلك ساعة الهجير وهي مصطلية بنار الدوكي وهكذا … إذن نري أن هذا الشاعر إعجابه ليس محصوراً بل نجده واسع ممتد يذكرها وكأنها في بسمتها بسمة طفل غرير صغير غض الإيهاب

    وكذلك وكت الخلوق ترقد وما أروع وأبدع كلمة الخلوق وما أبدعها من صيغة جمالية فريدة حين الخلوق تتوجه إلي مرقدها تنوي النوم هانئة سعيدة ، لكن أنا هنا في الغربة وحيداً أرعي النجوم وهذا مشهد تفتحت فيه عيون الشاعر ساهرة فكانت هي غذاءه الوحيد وسلواه في غربته .

    في هذه اللحظات جاءته لحظات الشوق الكامن في دواخله فرفرف الشوق من فوقه وكأنه طائر طار فوق بجناحيه وحام حوله وهنا ما استطاع الشاعر أن يتحمل ذلك فهتف باسم أمه فهنا أشتد به الشوق فشلَ تفكيره وأصبح يهتف ويناجي ويسلي نفسه بالخيال وبذلك الطيف الذي أتاه . وتمني الشاعر لو لحظات يدوم والعادة أن يكون التمني أو المترتب عليه مما يحدث في المستقبل أنه في الإمكان طبعاً تأويل ما قاله الشاعر لكن الأحسن والأجدر أن نسير مع ما جاء به الشاعر من التمني واستعمال هذه العبارة و(أتمنى) يبدو أن الشاعر استعملها وهو يفكر في . استعمال ( لو) لأن (لو) تفيد التمني أحياناً . فتمني الشاعر لو استمر هذا ولو استخدم ( لو) لأصبحت تأكيد لما جاء بعد مع لو أتمني لو لحظات يدوم ذلك الطيف الذي أتاه ليلاً وهو في أشد لحظات الذكريات التي عاشها بوجدانه .
    وعرج بنا الشاعر إلي :-

    واتذكر يايمه ساعة الناس يجونا من البلد
    ناعـم ترابه عـلي جـسـيماتن رقد
    ريحة التمر فوق الهدوم
    ولون الخضار خـانس لبد
    والشـوق أوار و بيشتعل
    كان ظني فيهو يكون خمد
    واتذكر يا يمة والناس قالوا راجعين البلد
    رصوا الهديمات عدلوا ركبوا اللواري وقبلوا

    استمر الشاعر في تصوير وجدانه ومشاعره (يا يمه) وهي مناداة وما أحلاها ، وصور أمه بالبحر الذاخر الذي ملئ بالمودة والمحنة عندما يفيض ويسيل وأقول أن الشاعر أفلح في تصوير الأم بالبحر الذاخر الممتلئ ، فالنقف قليلاً أمام هذا البحر لنرشف وننهل قليلاً علنا نرتوي أو نشفي قليلاً من شوقنا وكذلك أبدعها لنا في صورة ما أروعها حينما وصفها بالشعلة التي يقتبس الناس من نورها وضيائها مثل ما قال سيدنا موسى لقومه حين رأي عاراً قال لأهله : ( امكثوا أنى آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد علي المنار هدى ) . فهي الشعلة التي تهتدي بها في ظلمات البر و البحر وهي شعلة الأمل الذي ينير لنا الطريق .



    بذكرك كذلك يا والدتي الحنونة يا فيض المودة عندما يعود الناس من البلد فإنهم يهيجون عواطفي الكامنة وأتفجر أسي وحسرة وندامة وأعيش كذلك في ذكريات البلد فهنا عندما يري أهله قادمين تندفع أشجانه ويتفجر شوقه وذلك حال يدل علي حب البلد وأهلها . فحين يراهم وعلي ثيابهم ذلك التراب الناعم من أثر السفر تهيج دواخله بالشوق المتدفق كالبركان الثائر وهذه من شدة الشوق والحنين . وحينما أراهم بهذه الصورة أتخيلهم حاملين التمر الذي أشمه فوق الهديمات فيزيد الشوق والحنين أكثر إلي البلد .

    من الملاحظ أن الشاعر هنا استخدم صيغة التصغير مرات كثيرة علي وجه الدقة خمس مرات وهذا العدد إن لم يكن كثير لكنه ملفت . ولابد للقارئ أو المستمع أن يقف عنده ليتأمل لِم قال الشاعر وكتين ، زينوبة ، الحليلي ، هديماتن ، وما إلي ذلك ، فإن جو القصيدة أو الأغنية العام لهو جو إعجاب منقطع النظير بالأم والبلد والذكريات الخوالي فالتصغير يدل أحياناً علي التدليل والإعجاب فالشاعر يري هنا في الصفة التصغيرية شيئاً حبيباً يجب المحافظة عليه والعناية به ويحافظ عليه كما يحافظ علي الصغير فالشاعر هنا يحافظ علي ذكريات البلد والأم حتى لا يعيش بجميع وجدانياته بعيداً عنها ، والتصغير حبيب إلي القلب والنفس عند أهل الشمال .
                  

04-12-2006, 01:54 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    الحنين إلي الأرض والوطن :-

    وآمغستي رحل تلوت الليل مسـالكي ضـلمة ما بتنشق
    أنا سكت روحت نويرة الفرقة جوه الجوف تسوي البق
    مـشـيـت لا زاداً أشـيلو معـاي ولا زولاً مـعـايا رفق
    ولمن خـلاص بقـيت مارق نجيم الليل مـشـي اتـفـرق

    فارق الشاعر أرضه وأهله مكسور الجناح والخاطر وهو متحسر علي فراق أرضه وأهله ومما يدلنا علي هذا التحسر استهلاله بكلمة (وآمغستي) وكونه يرحل تلوت الليل عندما تتفرق النجوم يرحل في ذلك الظلام في تلك المسالك الوعرة فما قاده إلي هذا إلا إحساسه المرهف تجاه الأرض والأهل لأنه لا يتحمل لحظات الوداع .. نعم الوداع تلك اللحظات المهيبة التي أفزعت الشعراء ألم تري الأعشى يقول :-

    ودع هريرة إن الركب مرتحل -- فهل تطيق وداعاً أيها الرجل

    فلذلك رحل شاعرنا ليلاً . إضافة إلي ذلك يقول : (أنا سكت روحت نويرة الفرقة جوا الجوف تسوي البق) . والتصغير في ( نويرة ) الفرقة لعظم هول الفراق الذي هو فيه ( لازاداً أشيلوا معاى لا زولاً معاى رفق ). منتهى الوحشة واستخدام (زاد) هنا قد يكون معنوي بمعني الدافع وقد يكون محسوس .


    أنابكيت وبكيت طريف العين
    متمسـح بالـد مـوع رقـرق
    أنا بوادع الناس وأفوت مجبور
    إجيني نغيم من الطنبور

    فهنا ثلاث وقفات مع (طريف العين)(وأوادع الناس)(وأفوت مجبور). الوقفة الأولي مع طريف العين - بكي الشاعر في أواخر الليل لما ينتظره من فراق للأرض والأهل والمحبوب ثم ماذا بعد أن بكي الشاعر .. أبكي معه شخصاً آخر نستشفه من عبارة بكيت طريف العين و(طريف) تصغير للتلميح وكون هذا الشخص موصوف بالملاحة والجمال ، وكونه أيضاً ملازماً له حتى هذا الوقت المتأخر من الليل ، فإن هذه الأمور لا يحتملها إلا المحبوب الذي شغف حباً بمحبوبة والذي يفزع هو الآخر من (* الوقفة الثانية مع أوادع الناس .. فكيف نوفق بين القولين ؟ نقول أن المحبوبة التي كانت تلازمه حتى ذلك الوقت المتأخر من الليل كانت هي الناس الذين ودعهم لأنه يري في شخصها الناس بل كل الناس والأرض .. ومما يقوي ما ذهبنا إليه أننا نستخدم كلمة ناس في العامية السودانية للدلالة علي المفرد ( مثال .. سلم لي علي ناس محمد وباقي الجماعة أو ناس محمد مسافرين ؟ وما إلي ذلك ).

    والوقفة الثالثة مع (أفوت مجبور) الشاعر لم يفارق الأرض باختياره بل أن ظروفه هي التي حملته علي أن يهاجر مجبوراً لتحقيق آماله . ثم يصور لنا رحيله في صورة حية مشاهدة .

    أدنقر فوق تراب بلدي وأخم بايدي
    لي رحلي وأقول يا ليل

    نري عدم الرضا وكسر الجناح والخاطر يتجلي لنا في معظم عبارات القصيدة ويتضح هنا في عبارة (وأخم بأيدي لي رحلي) وهنا يصور نفسه بأنه الجاني والمجني عليه لأنه هو الذي ركب ذلك المركب الصعب ليحسن من ظروفه . ثم بعد ذلك تأتي عبارة وأقول يا ليل وهي تستخدم للجد في السير وتؤكد الفراق

    ( وأفارق الدر وأجر فوق الوداع مسدار )

    فارق الشاعر أرضه وأهله وبحث عن شئ يسلي به النفس .. فجر في الوداع مسدار وجرَ بمعني نمَ أي انبعث منه صوتاً حنيناً ..




    ( ألولي ألولي شاق الواح محال أرتاح )

    ألولي .. هي حبل الوصل الذي تصب من خلاله أشواق الشاعر وحنينه علي أرضه وأهله ومحبوبه وأرتبط الشاعر بأرضه بمعنوياته التي أبرزها لنا في صورة المحسوس ثم بحث عن شئ آخر محسوس ليربطه بالأرض فالتفت إلي رحله (ما يحمله) ثم قال :

    ( أدخل أيدي في رحلي تراب فيها يسوي الكون )

    فإن تلك الذرات الترابية المحسوسة التي وجدها في رحله وكونها من أرضه تساوي الكون ، منتهى العشق للأرض والوطن .

    ( أعاين فيك يا تراب أهلي وأشوف فيك صورة ما بتنشاف )

    الشاعر من شدة تمسكه بأرضه وشوقه إليها ترتسم في خياله صورة متكاملة تنبعث منها ريحة التراب الكليت والشاف وتتراءا من خلالها بنات البلد ، ( الرقص ، الشبال الطرح ، المناديل ) ثم ينقل لنا بيئته المحلية حية مشاهدة أيضاً في قوله :

    طعم قراصة في قدحاً من الدبكر
    وحولي الشفع المغرب يقلبوا في الجمر قنقر

    (إقلبوا في الجمر قنقر) نفس هذا المعني نجده عند العلامه عبدالله الطيب :

    شوينا السنبل النضر -- علي الجمر علي الجمر

    مما يدل علي أن البيئة تكاد تكون واحدة مع اختلاف المنطقة .

    وأفوت ناسي من در بي
    وأقول يا أهلي وآغلبي
    خلاص ريدكم ملك قلبي

    إن التحسر الذي انبنت عليه القصيدة ظلَ ملازماً لها حتى نهايتها وهنا واضح في عبارة وآغلبي . فات قلبه أصبح اسيراً لحب الأرض والأهل ولاشي يفك عنه الأسر سوي أن يبتل شوقاً بتراب أهله .
                  

04-12-2006, 03:32 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    الحنين إلي المحبوبة :-

    الغربة كما ذكرنا سلفاً حال يشكو منه أناس كثيرون والشكوى تكون عادة من حال الغربة وفقدان الإيواء المألوف وهي تعني الناس والعادات والظواهر الاجتماعية وبفقدانها يكون الإنسان في وحشة ويحس أنه منعزل . ونغوص أكثر في شعر الحنين في الشمال حيث الحنين إلي المحبوبة .

    البنية أم زين بدور شوفتك تملي
    ماكفاك خلاص صدك تخلي
    ما قبيل يالقمرة فوق سماك هلي
    شوفي كيف راجيك ما فت من محلي
    إن سألتى وقلتى آيه الحصلى
    الدهر يا التومة قربك ما إطمأن لى
    شوقك على العلى زايد تملى
    يا حليلك لى حليك صبرك كملى
    أنا ابكى واشكى البيه والأيام تولى
    والدموع الحسرة راجينى واندخرلى
    ما غرامك ناره غرقان فيها كلى
    بس حبى ما منه ياهو الفضلى
    لو قبيل مشغولة بس علىَ طلى
    ما حرام يا ليلة مجنونك تخلى
    لا سلام لا طله لا شوقاً تبلى
    يا طيور الجنة ليك اترسللى
    يا الحنينات روحنلك وجن حكنلى
    لقتك تغزلى ولمسايرك تربطى وما بتحلى
    وقالوا ود عينيك ضربته ما بتجلى
    يمين اظهر وكت حاجيلى تحلى
    وعلى الريف ماقادر أدلى ...

    الحنين إلى المحبوبة ضرب آخر من الضروب التى ابدع فيها شعراء الشمال وما أشد قسوة الغربة عندما ترحل قسراً عمَن تحب بمسببات الحياة المختلفة وخاصة إذا كان

    المحبوب فى حالة صدود ، فشعل الإرهاف فى النفس تضرم نيران فى الدواخل لا يطفئها إلا اصل عذابها ....

    يبدأ الشاعر مطلع أغنية البنية وهى تصغير للتلميح (أم زين) أنه يريد رؤيتها تملى أى بمعنى دوماً ويعاتبها بترك صدودها وجفاها .. (القمرة) تحمل عدة معانى إما أنها فى مكانة سامية لا يستطيع الوصول إليها أو أنها جميلة المحيا وهو الأقرب فيطلب منها الظهور ولا تبخل عليه بمتعة النظرلأن فى ذلك عزاء لنفس العاشق إذا لم يتحقق له مبتقاه بالوصول لعرش المحبوبة . وفوق كل ذلك يؤكد إنتظاره لها رغم الصدود ، أما إذا سألت عن حالته فالدهر لم يسعده أبداً لأن كل يوم يمر عليه تزداد فيه نيران الشوق والغرام ويتحسر على الفقد ولهول ما ألم به قلَ صبره ورغم كل هذا الأيام تتقدم به ولم يجنى سوى الحسرة والدموع وهو الآن كالميت لأنه جسد بلا روح ولو حاول النسيان أو إيجاد العذر بأنها مشغولة يجب أن تنعم عليه ولو بطله .

    طلب الشاعر المستحيل بأن أرسل السحاب (دعوة للسقيا) بأن تنزل لكى تخبرها بحاله وهى استعارة ولكى لا تقول أن أخبار الوله والشوق وعذابه لم يصلها بعد إخبار السحيبات لها وزيادة على ذلك أرسل لها طيور الجنة (الجنة دليل على نوع خاص من الطيور) وحكن لها عن حاله وقد وجدتها فى حالة عدم مبالاة ... وأخيراً عرف أن ما أصابه هو من سهام عينيها القاتلة التى لا تصيب شخصاً إلا رمته عموماً فى مجمل القصيدة تحس صدق عاطفة الشاعر واستعماله العامية وذلك إمعاناً فى الواقعية ومخاطبته كل المستويات وتفهمهم لها .
                  

04-08-2006, 02:54 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)

    تعرف يا عزيزي

    عبد المجيد محمود,


    لو البوسـت دا اتطوعت انت أو زملائنا في المنبر بتنزيل روابـط لي نماذج صوتية وفيديو للمفاهيم اللي بتناقشها


    يكون صوت وصورة وموضوع يعني ملتيميديا تمام

    مستمتع وبتابعك



    للامام


    أحمد الشايقي
                  

04-10-2006, 06:34 AM

عبد المجيد محمود

تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: أحمد الشايقي)

    تسلم سعادة / المستشار

    ودالشايقي

    وإن شاءالله لو وجدت طريقه انزل صوت وصورة

    والمادة موجودة مافي أي مشكلة...

    كل الود والإحترام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de