|
Re: اهلا بالشاعر الفحل المناضل الرائع صديق ضرار بعد غيبة (Re: هشام هباني)
|
أبكى عليكِ أيتها الصبيةُ النبيلةْ
أبكى على أبنائكِ
الذبيح والذبيحة ؛ القتيل والقتيلة
أبكى عليكِ
وانت فى احتضار هذا العصرْ
تساقين من العسر إلى الحشر
تحت المقاصل المسقيةِ من دم الرجولة
الضاربة الهاماتِ ،
دون أن يختلج العرقُ
أو يرتد النصلْ
أحنو على اليد
التى تحد من معصمها الجميلْ
لأنها كانت تشير
للذى يلصُّ من خِزانتكِ
الحلىَّ والمجوهراتْ
فهى التى أوشت بهِ ،
وحررت من نومها الكائناتْ
وهى التى كانت
تسبح ضد سريان النهر .
أدنو من المعاقل الأصيلة
أشحذ فى الرجال نخوة البطولة
أشحذ علَّنى أشدهم لجذرهم
يطاردنى الحراس فى الشعاب والممرات
أُطارد ـ دون رحمة ـ فى ساعة القيلولة
أحاول أن أصدهم
أحاول ـ لو أستطيع ـ أن أحسر مدَّهم
أحاول باليد المغلولة
أفلت من شرك الحصار
ومن فخاخ الأسر
أقفل راجعا إلى مضارب القبيلة
أنظر الرفاق
فوق المسوَّمة الصافناتْ
تُرفع فى طريقى سيوفُ قوس النصر .
يسألنى أبناؤك المشردون
فى مدن العالم فى الطرقات
أبناؤك الذين لم تعوزهم الحيلة .
أعرفهم من سحنة تنضح بالعزم
وبالتصميم والثبات
أعرف أنهم ـ برغم كل المغريات ـ
فى بعدك قد تعوزوا عن قربك بالصبر
يا هاشم أتذكر بداية هذه القصيدة سنة 1983
وكنا فى أديس أباباومعسكرات النضال والأخوان سعد مدثر
وبشرى وعصام وزيادة ومن يأتون من الخليج والسعودية وغيرها
ومن السودان الفنان الأستاذ محمد ميرغنى والأستاذ فتح الرحمن
كان هذا الجزء من القصيدة
وكيف أنكم ونحن برضه كنا مشتتين
فى مدن العالم فى الطرقات
لكن برغم ذلك كنا نحتفظ بأخلاقنا الرفيعة
ودكتور صديق احمد الصادق والذى وحشنا كثيرا
وأتمنى أن أسمع منه وعنه
أبريل ياهاشم كان مرحلة تجاوزها الناس
والنضال كانعبر الحزبية أولا
ثم عندما تمركز الحكم الأنانى فى الخرطوم
إتجه الناس إلى الجهوية
ثم الأحزاب العقائدية الحديثة من شيوعى وأخوان ( معليش كيزان )
وبعث ولجان ثورية وناصريين
وجن جنون الأحزاب حيث اعتبروا هذا خروجا عن الملة أو الهيمنة
وقد كانت النقابات نوعا من التكتل أو التجمع لاسترداد الحق
من الطبقات أو بالأصح الأفراد العليانيين - بعكس العلمانيين
هذا ما كان ياهشام وكانت وسائل الصراع بالتظاهر
برفع المذكرات والعرائض
أما بعد الثمانينات فأصبح التظاهر عنيفا دمويا
وأصبحت فاعلية النقابات أقل من المؤثر
فلجأنا إلى الجهوية - وفى عريننا لن نبقى لهم شيئا
لكنهم أصبحوا يأتوننا بأحدث الأسلحة الفاتكة
ويحظرونها علينا
فلا دور للأحزاب إلا أن يعيش رموزهم لفترة قصيرة زمن العز الزائل
أما الإنقاذ فإنها تعرف اللعبة جيدا .
فعندما صارعها المهمشون من جهاتها الأربع
وحينما صرعوها ، فكرت فى إيجاد مكان للأحزاب
حتى تحول الصراع إإلى فئة مثلها فى البغى والفساد
وقد أفسدت الأرض ومن عليها وبذرت الفتن
حزبيا وطبقيا وجهويا وقبليا وعائلة وأفرادا
هذا هو ما يحدث
| |
|
|
|
|