|
Re: نبلة (Re: هشام آدم)
|
الأقـــــــــدار
لم يكن يؤمن يوما بالصدفة والأقدار بل كان يعتقد بان كل شيء يتم يصنعه الإنسان بمحض إرادته عدا الموت وقد اجمل ذلك في أن الإنسان مخير في كل شي عدا الموت. مرت السنين ورغم مصادفة الأشياء لبعضها أحيانا ولكنه لم يكن يعيرها اهتماما وكان كثيرا ما يضعها في دائرة النسيان ويقول لكل قاعدة شواذ ، كان يضع كل المبررات لكل الأشياء ويقتنع بها إلى أن صادق واقعة بدأت تغير شي من الذي استوطن بأفكاره ، وتبدا روايته كالأتي بعد مضى أربعة أعوام بالجامعة في نهاية الفصل الدراسي الثامن وعلى أعتاب بضع الشهور وحلم التخرج دوما في البال لذا اطفى عليه انعزال فوق طبيعته التي كانت محصورة في الأكاديميات حتى إن اجتماعياته الجامعية بالفتيات والفتيان تكاد منعدمة. وشاءت الأقدار أن ينبض قلبه أخيرا نبضات غير عاديه دعته إلى أن يهتف في سره انه الحب نعم الحب انه . كانت البداية عندما استعار مذكرة من إحدى زميلاته وبعدها بدأت القصة حيث وجد انه وبدون سبب لابد أن يراها كل يوم ورغم انه حاول أن لا يستجيب لعواطفه ولكن الانجذاب كان اكبر فخر راضيا لهذه المشيئة ولكن لم يلفظ بكلمه قدر لعم قناعته بها. بدا التغير يتطرا عليه فبدا يهتم بشكله وبدا وأسلوبه الخطابي والكلمات الحلوة صارت لا تبارح لسانه إلا أن جاء يوم قلب الموازين رأسا على عقب ، يوم انتظر طويلا وهو على ميعاد معها جلس والانتظار يتسامران حتى ملا كل منهما الأخر،فاخذ يسرح بعيدا محدثا نفسه مرة هنا ومرة يرتعد خوفا أن يكون أصابها مكروه لانه يعرف انه تحترم المواعيد ، إنها تتطابق معي كثيرا لذا لك أجد روحي معها . يئس من حضورها تحرك من مكانه متجها إلى حال سبيله وفجاءةيلمحها في أخر الكافتيريا والمفاجاءة مع شخص أخر بعيدين عن الأعين لم يشأ أن يدخل عليهما بل تركهما وعدى وفى قلبه شيء من الحزن. رجع إلى المنزل ولانه يوم لا ينسى فقد احتفظ به تدوينا فتح مذكراته وخط عليها الثامن من أيار ردد وراها يالا السخرية فقد كان ذلك بعد ثمانية أيام من معرفتها رغم ذلك حاول أن يرمى بذلك إلى الخلف وينسى ماسلف؛ تمضى الأيام وبعد ثمانية أيام تبحث عنه وتجده بعد عنا وتخبره إنها قضت أسبوع تبحث عنه دون جدوى لماذا لم تأتى إلى الجامعة؟ لم يشا أن يخبرها بما رآه لانه عاهد نفسه على أن النسيان ، وفى غمرة هذه الكلمات وذكريات ما حصل إذ يلتفت على صوت ذاك الشخص الذي كان جالسا معها، ومن بعيد ينده أليها أثار الموقف حفيظته واخبرها مما كان يؤرقه تعللت فأجابت بعد توتر كان لقاء؛ لم يشا أن يسترسل معها اكثر وفى خاطره الكثير من الاسئله لماذا اخلفتى تلك المواعيد؟ والكثير غيرها وقال مع نفسه فرصه أخرى لا تعنى شي إذا منحتها لها. مرت شهور مليئة بالتحصيل والحب الذي ظهر فجاءه ورغم أن التغير اعتراه قليلا ألا انه لم يتخلى عن بعض الأشياء فيها اقتناعا ته التي قام عليها وكان أهمها كلمة ( القدر). في أحد الأيام حاول أن يعبر لها عن شعوره الحقيقي ولو بالقليل لتصبح الخطوة التالية هي الزواج بعد هذه الخطوبة التي يفكر ألان في كلمات تناسب كلمات البداية لهذا الموضوع واستشارتها قبل التقدم فعليا، بالاضافه إلى تصببه عرقا كل ما جاء ذكره لهذا الحديث حتى ولو مع نفسه نسبة لطبيعته الخجوله، ومابين شد وجذب في الخيال وأحلام اليقظة وهو متجه إلى الجامعة فجاءه يستيقظ على صياح أحد المارة (انتبه) التقط الكلمة ولكن بعد فوات الأوان فقد وجد نفسه بعدها ممدا على سرير داخل غرفه تبدو عليها ملامح المستشفى . استرخى قليلا وبدا في تجميع ذاكرته وتذكر انه كان في غمرة الشرود ثم كلمة( انتبه) بعدها هو هنا أدرك ماجرى. تأوه مصدرا صوت فعرفت الممرضة انه قد بدا يفيق من غيبوبته أسرعت أليه ثم تجمدت واقفه بالقرب منه واندهشت ملامحها وذلك لردة الفعل فقد هب واقفا ونطق باسمها وقام وكان شي لم يكن رغم السبعة أيام التي قضاها فاقد للوعى حتى اعتقد البعض بان حلمه هذا سيكون الأخير في الدنيا ولكن (الأقدار) كانت حاضرة بقوه ومسيقظه رغم انه نائم ولم يعلم بوجودها حتى استيقظ في هذا اليوم الثامن. خرج من المستشفى وبدا في عملية الاستشفاء، واضعا موعد امتحاناته وكيف سيستعد لها ولكن أول ما فعله تناول مفكرته وراح يدون تلك الرحلة العجيبة وكيف رجع سالما ثم ختمها بالتوقيع والتاريخ الثامن من تموز .دب الرعب فيه فقد ذكره هذا التاريخ بان الباقي للامتحانات ثمانية أيام. وهو في هذه الحالة إذ بجرس الهاتف يرن يقطع عليه بعض الشريط تحامل على نفسه وتناول السماعة ويجده أحد أصدقاءه يخبره بعد بشارة وعده بها يخبره الامتحانات قد تأجلت إلى الثامن من أب لم تسعه الفرحة فرمى بالسماعة بعيدا وهو يصرخ سعيدا وصديقه في الجانب الأخر الو 00الو 00الو، وبعد جهد رد عليه تأكد من صحة الخبر ثانيا ثم تبادلا الحديث والأخبار عاما ولكن لم يشا أن يسأله عنها لماذا؟ وهو لا يدرى المهم أصابه هذا الخبر بالارتياح، ودعه ثم ذهب كل منهما إلى حاله.في أحد الأيام شعر بأنه لابد أن يذهب الجامعة فقد ملا من الحديث عبر الهاتف معها والآخرون فقد شعر بالرغم من حضورها شخصيا في المنزل ألا انه كان لا يشعر بالراحة لذا سعى أن يقابلها في مكان يجد فيه راحته لذا فضل مكان لقاءاهم الأول كافتيريا الجامعة، فتمت اللقيا وكانت في نفس الطاولة التي شهدت الجلسة الأولى. خلال دقائق راحا في عالم أخر وهما يتجاذبا أطراف الحديث وبعد فترة انتبها إلى انهما لم يتناولا شيئا فبادرة هي بالذهاب لجلب بعض المشروبات لاستكمال الجلسة والحديث انتظر هو على الطاولة ثم طال الانتظار فاخذ يقلب مراجعها لعلا يستئانث بها حتى تعود ولكن بسرعة تغير وجه وكأنه رأى الشيطان نفسه فقد اكتشف بالصدفة التي دعته إلى أن يقلب تلك المراجع، ففي منتصف إحداها كانت ورقه جواب وردها ، هنا بدا يتأكد من ظنونه التي كانت تدور برأسه وبان هناك حب أخر في حياتها اغلق المراجع وصاح في نفسه لقد كانت تخدعني نعم تخدعني وأنا كنت أعيش على ماء السراب . انتفض وقال لماذا هذا وبدا يسترجع بدايته معها كيف كانت البداية الثامن أيار وبعدها الصدمة الأولى في حبه بعد ثمانية أيام ولم يقابلها ألا بعد ثمانية أيام ثم عادت الأمور إلى مجاريها ،أصيب بالحادث وكانت هي السبب مكث سبعة أيام في غيبوبة وفاق في اليوم الثامن، خرج من المستشفى في الثامن من تموز ، تأجلت امتحاناته إلى الثامن من أب ، وحانت اللحظة الأخير عنده وبدا يدون تلك الأحداث وكالعاده ختمها بالتوقيع والتاريخ رغم أن النشاز اعترى أحداثه إلا انه لم يخرج من دائرة أرادته التي فرضها على نفسه بان لا يقتنع بالأقدار فكان التاريخ قد لفت نظره دقق فيه وقال (السابع عشر) أي واحد زائد سبعة. في تلك اللحظات كانت قد وصلت وبيدها تلك المشروبات ولكن ما إن حطت أمام الطاولة حتى هب واقفا ، اندهشت ولكن لم يدع لها مجال لتفسير ما حصل أو أي سؤال فقد كان لحظتها اتخذ قراره نحوها بالوداع الأخير ودن أي حديث لفظ أخر المستحيلات كلمة واحده لم يزد عليها (يا للأقدار) ولكن كم كان يشعر بالانكسار لتخليه عن أهم شي في مبادئه . وأعطاها ظهره مبتعدا فتركها وكل عوالم الدهشة تملكتها ولم تفهم شيئا سوى إنها رددت وراءه في تعجب(يا للأقــــــــدار؟!).
Muataz Moh Bashir Muataz Trotsky أيـــــلول /2001م.
| |
|
|
|
|