نبلة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2006, 11:54 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نبلة

    ______________

    في الفارق الطفيف بين الضوء وظل شجرة منتهى ذكرياتها ، تذكرت العجوز ذات التسعين خريفاً ديناً قديماً واجب السداد. صراخ الأطفال اللاعبين "السيجا" و "السكج بكج" و "شليل" تهادت تراتيل طفلة لم تعرف أن البكاء على ضوء قمرٍ محاق لا يعني شيئاً غير أن يكون نشازاً على رملة باردة أنهكتها أقدام الأطفال الراكلة والراكضة.


    يدٌ كقاموس العروق الدموية ، حانية تلتف على خاصرتها الصغيرة التي لا تغدو لقاء صافرتين في جوقة.


    "النول" القديم نقطة التركيز البؤري لطفلة لا تدرك معنى انصراف البكاء إلى غيره ، في حين أن اليد "القاموس" لا تزال تهاتف خصرها الصغير في مسحة أبوية ذات أصولٍ ضاربة في الحنين. ووجه الذي مزقه خفوت الضوء وقسمه إلى نصفين بدا باسماً في حنو:

    "مالك يا ماما بتبكي ليه؟"

    كان المدخل الذي أخرجها من البكاء إلى حيز الرؤية الهلامية التي تعني فراغ الإجابة ، ودلال الرغبة في تكرار السؤال. عندما تصبح تضاريس الوجه ككتاب الجيب ، يسهل – عندها – أن نمد أيدينا لنقيس - بأنفاس من أغرقتهم العتمة - مساحات الوجه ، فنعرف كيف نمسح الدموع دون حاجة إلى أن نراها ، بل نكتفي بأن نحس بابتلال الأصابع وبرودة الملوحة.

    "مافي حاجة!"
    "طيب بتبكي مالك؟"
    "ياسر شال مني النبلة!"

    صغيرة هي تلك الأحزان ، ولكنها كبيرة بحجمهم وبحرقة أدمعهم الغالية. "نبلة" تكاد تكون الشيء الوحيد الذي تملكه من لعب. ربما كانت هدية من أمها في عيد ، أو في خاتمة بكاء غيرة عندما رأت مثلها في يد الغير. لا شعورياً يعتنقها ويضمها إلى صدره المشعر. وبذات الطريقة التلامسية ، وأدوات القياس الوهمية يمسح بكفه على رأسها المنسدل ضفيرتين صغيرتين. ليحس بحرارة صدرها الباكي. فيربت على ظهرها برفق. ويمسك بيدها متجهاً نحو الصبية اللاعبين.

    "ياسر ... يا ياسر"

    كم كانت تشعر بالعزوة وهي تقف بجوار رجل يفوقها طولاً وضخامة. تشعر بأنها يمكن أن تفعل أي شيء لأي أحد دون أن يجرؤ على أن يمسها بسوء. قوته لأنه فقط شخص كبير. هيبته التي جعلت الأطفال يتوقفون عن اللعب ويخرج من بينهم "ياسر" راكضاً :

    "أيوه يا عمو"

    فرشت في صدرها الصغير مساحة جديدة من الشعور بالسعادة التي ما تزال تبللها تلك الدموع المالحة. ويدها الصغيرة التي ما تزال معلقة بيده الضخمة.


    تقف الآن - وبعد مضي أكثر من ثمانين عاماً ونيف على كل ذلك – على قبره الذي وضع عليه خشبة مكتوب عليها بطريقة الحرق:

    "هنا يرقد المغفور له بإذن ربه الشيخ صالح ود فكيه"

    تحمل بعض ما استطاعت من تراب بارد – في ليلة محاقية أيضاً – ونثرته برفق على قبره وهي تقول:

    "شيخ صالح .... وحات النبلة ما ناسياك"

    ثم تنهض وتغادر المكان في هدوء لا يقطعه إلا صوت غرز عصاها على الرمل وهمهماتها التي لا يفهمها أحد



    4 March 2006



    _________________
                  

04-02-2006, 12:18 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نبلة (Re: هشام آدم)

    الأقـــــــــدار

    لم يكن يؤمن يوما بالصدفة والأقدار بل كان يعتقد بان كل شيء يتم يصنعه الإنسان بمحض إرادته عدا الموت وقد اجمل ذلك في أن الإنسان مخير في كل شي عدا الموت. مرت السنين ورغم مصادفة الأشياء لبعضها أحيانا ولكنه لم يكن يعيرها اهتماما وكان كثيرا ما يضعها في دائرة النسيان ويقول لكل قاعدة شواذ ، كان يضع كل المبررات لكل الأشياء ويقتنع بها إلى أن صادق واقعة بدأت تغير شي من الذي استوطن بأفكاره ، وتبدا روايته كالأتي بعد مضى أربعة أعوام بالجامعة في نهاية الفصل الدراسي الثامن وعلى أعتاب بضع الشهور وحلم التخرج دوما في البال لذا اطفى عليه انعزال فوق طبيعته التي كانت محصورة في الأكاديميات حتى إن اجتماعياته الجامعية بالفتيات والفتيان تكاد منعدمة. وشاءت الأقدار أن ينبض قلبه أخيرا نبضات غير عاديه دعته إلى أن يهتف في سره انه الحب نعم الحب انه .
    كانت البداية عندما استعار مذكرة من إحدى زميلاته وبعدها بدأت القصة حيث وجد انه وبدون سبب لابد أن يراها كل يوم ورغم انه حاول أن لا يستجيب لعواطفه ولكن الانجذاب كان اكبر فخر راضيا لهذه المشيئة ولكن لم يلفظ بكلمه قدر لعم قناعته بها.
    بدا التغير يتطرا عليه فبدا يهتم بشكله وبدا وأسلوبه الخطابي والكلمات الحلوة صارت لا تبارح لسانه إلا أن جاء يوم قلب الموازين رأسا على عقب ، يوم انتظر طويلا وهو على ميعاد معها جلس والانتظار يتسامران حتى ملا كل منهما الأخر،فاخذ يسرح بعيدا محدثا نفسه مرة هنا ومرة يرتعد خوفا أن يكون أصابها مكروه لانه يعرف انه تحترم المواعيد ، إنها تتطابق معي كثيرا لذا لك أجد روحي معها . يئس من حضورها تحرك من مكانه متجها إلى حال سبيله وفجاءة‍‍يلمحها في أخر الكافتيريا والمفاجاءة مع شخص أخر بعيدين عن الأعين لم يشأ أن يدخل عليهما بل تركهما وعدى وفى قلبه شيء من الحزن. رجع إلى المنزل ولانه يوم لا ينسى فقد احتفظ به تدوينا فتح مذكراته وخط عليها الثامن من أيار ردد وراها يالا السخرية فقد كان ذلك بعد ثمانية أيام من معرفتها رغم ذلك حاول أن يرمى بذلك إلى الخلف وينسى ماسلف؛ تمضى الأيام وبعد ثمانية أيام تبحث عنه وتجده بعد عنا وتخبره إنها قضت أسبوع تبحث عنه دون جدوى لماذا لم تأتى إلى الجامعة؟ لم يشا أن يخبرها بما رآه لانه عاهد نفسه على أن النسيان ، وفى غمرة هذه الكلمات وذكريات ما حصل إذ يلتفت على صوت ذاك الشخص الذي كان جالسا معها، ومن بعيد ينده أليها أثار الموقف حفيظته واخبرها مما كان يؤرقه تعللت فأجابت بعد توتر كان لقاء؛ لم يشا أن يسترسل معها اكثر وفى خاطره الكثير من الاسئله لماذا اخلفتى تلك المواعيد؟ والكثير غيرها وقال مع نفسه فرصه أخرى لا تعنى شي إذا منحتها لها.
    مرت شهور مليئة بالتحصيل والحب الذي ظهر فجاءه ورغم أن التغير اعتراه قليلا ألا انه لم يتخلى عن بعض الأشياء فيها اقتناعا ته التي قام عليها وكان أهمها كلمة ( القدر). في أحد الأيام حاول أن يعبر لها عن شعوره الحقيقي ولو بالقليل لتصبح الخطوة التالية هي الزواج بعد هذه الخطوبة التي يفكر ألان في كلمات تناسب كلمات البداية لهذا الموضوع واستشارتها قبل التقدم فعليا، بالاضافه إلى تصببه عرقا كل ما جاء ذكره لهذا الحديث حتى ولو مع نفسه نسبة لطبيعته الخجوله، ومابين شد وجذب في الخيال وأحلام اليقظة وهو متجه إلى الجامعة فجاءه يستيقظ على صياح أحد المارة (انتبه) التقط الكلمة ولكن بعد فوات الأوان فقد وجد نفسه بعدها ممدا على سرير داخل غرفه تبدو عليها ملامح المستشفى . استرخى قليلا وبدا في تجميع ذاكرته وتذكر انه كان في غمرة الشرود ثم كلمة( انتبه) بعدها هو هنا أدرك ماجرى. تأوه مصدرا صوت فعرفت الممرضة انه قد بدا يفيق من غيبوبته أسرعت أليه ثم تجمدت واقفه بالقرب منه واندهشت ملامحها وذلك لردة الفعل فقد هب واقفا ونطق باسمها وقام وكان شي لم يكن رغم السبعة أيام التي قضاها فاقد للوعى حتى اعتقد البعض بان حلمه هذا سيكون الأخير في الدنيا ولكن (الأقدار) كانت حاضرة بقوه ومسيقظه رغم انه نائم ولم يعلم بوجودها حتى استيقظ في هذا اليوم الثامن.
    خرج من المستشفى وبدا في عملية الاستشفاء، واضعا موعد امتحاناته وكيف سيستعد لها ولكن أول ما فعله تناول مفكرته وراح يدون تلك الرحلة العجيبة وكيف رجع سالما ثم ختمها بالتوقيع والتاريخ الثامن من تموز .دب الرعب فيه فقد ذكره هذا التاريخ بان الباقي للامتحانات ثمانية أيام. وهو في هذه الحالة إذ بجرس الهاتف يرن يقطع عليه بعض الشريط تحامل على نفسه وتناول السماعة ويجده أحد أصدقاءه يخبره بعد بشارة وعده بها يخبره الامتحانات قد تأجلت إلى الثامن من أب لم تسعه الفرحة فرمى بالسماعة بعيدا وهو يصرخ سعيدا وصديقه في الجانب الأخر الو 00الو 00الو، وبعد جهد رد عليه تأكد من صحة الخبر ثانيا ثم تبادلا الحديث والأخبار عاما ولكن لم يشا أن يسأله عنها لماذا؟ وهو لا يدرى المهم أصابه هذا الخبر بالارتياح، ودعه ثم ذهب كل منهما إلى حاله.في أحد الأيام شعر بأنه لابد أن يذهب الجامعة فقد ملا من الحديث عبر الهاتف معها والآخرون فقد شعر بالرغم من حضورها شخصيا في المنزل ألا انه كان لا يشعر بالراحة لذا سعى أن يقابلها في مكان يجد فيه راحته لذا فضل مكان لقاءاهم الأول كافتيريا الجامعة، فتمت اللقيا وكانت في نفس الطاولة التي شهدت الجلسة الأولى.
    خلال دقائق راحا في عالم أخر وهما يتجاذبا أطراف الحديث وبعد فترة انتبها إلى انهما لم يتناولا شيئا فبادرة هي بالذهاب لجلب بعض المشروبات لاستكمال الجلسة والحديث انتظر هو على الطاولة ثم طال الانتظار فاخذ يقلب مراجعها لعلا يستئانث بها حتى تعود ولكن بسرعة تغير وجه وكأنه رأى الشيطان نفسه فقد اكتشف بالصدفة التي دعته إلى أن يقلب تلك المراجع، ففي منتصف إحداها كانت ورقه جواب وردها ، هنا بدا يتأكد من ظنونه التي كانت تدور برأسه وبان هناك حب أخر في حياتها اغلق المراجع وصاح في نفسه لقد كانت تخدعني نعم تخدعني وأنا كنت أعيش على ماء السراب . انتفض وقال لماذا هذا وبدا يسترجع بدايته معها كيف كانت البداية الثامن أيار وبعدها الصدمة الأولى في حبه بعد ثمانية أيام ولم يقابلها ألا بعد ثمانية أيام ثم عادت الأمور إلى مجاريها ،أصيب بالحادث وكانت هي السبب مكث سبعة أيام في غيبوبة وفاق في اليوم الثامن، خرج من المستشفى في الثامن من تموز ، تأجلت امتحاناته إلى الثامن من أب ، وحانت اللحظة الأخير عنده وبدا يدون تلك الأحداث وكالعاده ختمها بالتوقيع والتاريخ رغم أن النشاز اعترى أحداثه إلا انه لم يخرج من دائرة أرادته التي فرضها على نفسه بان لا يقتنع بالأقدار فكان التاريخ قد لفت نظره دقق فيه وقال (السابع عشر) أي واحد زائد سبعة.
    في تلك اللحظات كانت قد وصلت وبيدها تلك المشروبات ولكن ما إن حطت أمام الطاولة حتى هب واقفا ، اندهشت ولكن لم يدع لها مجال لتفسير ما حصل أو أي سؤال فقد كان لحظتها اتخذ قراره نحوها بالوداع الأخير ودن أي حديث لفظ أخر المستحيلات كلمة واحده لم يزد عليها (يا للأقدار) ولكن كم كان يشعر بالانكسار لتخليه عن أهم شي في مبادئه . وأعطاها ظهره مبتعدا فتركها وكل عوالم الدهشة تملكتها ولم تفهم شيئا سوى إنها رددت وراءه في تعجب(يا للأقــــــــدار؟!).

    Muataz Moh Bashir
    Muataz Trotsky
    أيـــــلول /2001م.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de