حديث الترابي .. أجندة في الداخل ورسائل إلى الخارج اعداد:صباح احمد هل حقا ان زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي بحديثه المثير لقناة (العربية) الفضائية امس الاول فقد بوصلته السياسية كما وصفه بذلك الدكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون السياسية والتنظيمية ام ان الرجل كان يعني فعلا ما يقول .. ام ان الامر لا يعدو كونه اجندة خاصة بالقناة الفضائية التي بثت الحوار لاسيما ومسؤولون في المؤتمر الشعبي اكدوا أن اللقاء اجري قبل ثلاثة اشهر . وتفيد المعلومات ان الترابي نفسه قال لمحرر مجلة «المجلة السعودية» امس ان الحوار اجري معه قبل ثلاثة اشهر مضت ، هكذا قال لي احد من حضروا هذا اللقاء الذي سينشر في العدد القادم من «مجلة المجلة». وقد يكون الترابي راغباً في تعميق ما يشاع عن «فرز كيمان» داخل السلطة .. لشئ في نفس يعقوب هكذا قذف سائق التاكسي الشاب بجملته واسرع بعربته لا يلوى على شئ .. لكن لماذا يؤجل الحوار لمدة ثلاثة اشهر ويبت في هذا التوقيت على غير ما تقتضى الاعراف الصحفية خاصة والحوار كان متعلقاً بقضايا ساخنة ؟ هل قصدت الفضائية العربية بتأجيلها للبث خدمة اجندة خاصة أم أن الأمر لا يعدو وكونه مجرد صدفة ولا صدف في الاعلام . اغلب الذين شاهدوا اللقاء .. ادركوا ان المحاور نفسه لم يكن ملحاحاً في اسئلة الترابي لاخراج المعلومات بل أن الشخص المحاور ـ اقصد الترابي ـ كان هو المبادر بـ (التبرع) بالمعلومات .. إذ كان يتحدث في موضوع معين وفجأة قال دعك من هذا .. وطفق يتحدث عن الملفات الخطيرة .. محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وعلاقة الحركة الإسلامية في السودان بتنظيم القاعدة .. وهلمجرا . الدكتور حسن مكي المحلل السياسي المعروف والمفكر الاسلامي ولدى سؤالي له عن مغذى فتح الملفات في هذا التوقيت اجاب بأنه لا يدري غير أنه مضي للقول إن فتح الملفات نفسها سياسة لكنه لا يعتقد انها ملفات منتجة لا على صعيد تقوية الصف الوطني السوداني ولا على صعيد تقوية الصف المصري السوداني ولا على صعيد تقوية الصف العربي لان عقلية (الثارات) نري ثمارها الآن في العراق وافغانستان ولبنان وهذا آخر ما نريده للسودان. حكي لي محمد عوض الجيد الزبير القيادي بالمؤتمر الشعبي بولاية الجزيرة والذي شغل منصب امين الدعوة والاعلام لحزب المؤتمر الشعبي بولاية الجزيرة سابقاً كيف كان لقاؤه بالدكتور الترابي امس .. قال لي المسألة بالنسبة لنا معروفة لكن ما يحيرني هو توقيت هذه التصريحات ولربما كان هذا هو دافعي لمقابلة الترابي .. جلست اليه ـ لا زال الحديث لعوض الجيد ـ ناقشنا الأمر وخرجت بأن شيخنا يقصد الترابي لازال اسيرا لما حدث .. ولازالت غضبته على تلاميذه تسيطر على مواقفه .. شعرت بأنه يريد تدمير الإنقاذ مهما كلف الأمر وبالتالي تدمير الوطن ، الترابي لا يريداصلاحا وعليه .. اعلن عوض الجيد انسلاخه من المؤتمر الشعبي ووقوفه مع المؤتمر الوطني. وقبل أن يذهب عوض الجيد قال لي هناك قيادات داخل المؤتمر الشعبي تتفق معي في الرأي ، وتأخذ على الترابي تعجله في رفض التقارب مع المؤتمر الوطني لكنها لم تعلن عن موقفها هذا حتى الآن ... وتنتظر رأي مؤسسات الحزب. وأمس نقلت (الصحافة) عن عبد الله حسن احمد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي قوله ان المؤتمر الوطني استعجل بتجميده للاتصالات مع المؤتمر الشعبي ووصف قراره في هذا الشأن بأنه انفعالي ومتسرع .. واعرب عن اسفه عن محاكمة المؤتمر الوطني لحزبه بتصريحات فرد لا تعبر عن رأى المؤسسة . وكان حزب المؤتمر الوطني قرر تجميد الاتصالات بين الطرفين كما تم الغاء اجتماع كان من المقرر ان يعقد بين د . الترابي ود . نافع علي نافع بعد غد الاربعاء لحين التحقق من مرامي وابعاد تصريحات الترابي. وقد جاء ذلك علي أثر التصريحات التي ادلى بها الترابي لقناة (العربية) في سياق حوار اجري معه مؤخراً .. وقال نافع للصحفيين إن تصريحات الترابي تدل على حالة إحباط وحالة فقدان بوصلة سياسية. ضحكت وصال المهدي قرينة الدكتور الترابي وهي تجيب على سؤال وجهته لها عن هل فقد الترابي البوصلة السياسية وصار يتخبط في مواقفه وقالت : (هم الذين فقدوا البوصلة السياسية) وجاءني صوتها عبر الطرف الآخر من سماعة الهاتف واضحا : فكرت في الذهاب لمنزل نافع لأقول له انت الذي فقدت البوصلة السياسية بتسرعك هذا لكنى لم افعل . ومضت للقول بأن الترابي لم يقل غير الحقائق وعلي قادة المؤتمر الوطني ان يأتوا بدفوعاتهم ليثبتوا ان ما قاله محض هراء .. ويبدو من الوهلة الاولى ان ما ذهبت اليه وصال المهدي يصب في ذات الاتجاه الذي ذهب اليه عصام الترابي حينما قال ان قادة الانقاذ لازالوا يسيرون بهدى البوصلة السياسية وهي د . الترابي نفسه ، وقال ان سبب هذه (الجوطة) هو ما ذكره والده عن تورط بعض المسؤولين في محاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا قبل عشر سنوات. هذه قضية تجاوزها التاريخ وتم اغلاق ملفها .. وربما تفيد في التاريخ لحركة العلاقات السياسية السودانية المصرية . لكن كفعل سياسي انتهت مثلها مثل اغتيال السادات مع فارق وحيد .. ان اغتيال السادات نجح بينما فشلت محاولة اغتيال حسني مبارك. هكذا قال حسن مكي وفي تقديره فأن محاولة اغتيال حسني مبارك اكبر من السودان واكبر من المتورطين فيها وكانت فخا من الفخاخ المنصوبة للسودان .. ويمكن اخذ العظة والعبرة منها . ولفت حسن مكي نظرى لقيام الحكومة المصرية بأغلاق الملف . وتابع ضاحكا : (لكل جواد كبوة) قلت : ربما كانت تلك كبوة قاتلة لكن تم تجاوز آثارها باعتبار ان الحكومة المصرية اعلنت اغلاق الملف. مياه كثيرة مرت من تحت جسر العلاقات السودانية المصرية منذ عام 1995م الى الآن والسودان ومصر في حالة تكامل سياسي اقتصادي ويمكن الاستفادة من ملف محاولة اغتيال حسني مبارك في التمتين لا التوهين والمطلوب الاتعاظ من التجربة وفتح صفحات التعاون والنظر للمستقبل على اساس الشفافية كما قال لي حسن مكي. وبين يدي النظر الي تصريحات د. الترابي مثار الجدل وموعد بثها يرى مراقبون ان تلك التصريحات وفي التوقيت الذي خرجت فيه تهدف لاحداث تشويش على القمة العربية التي تعقد في الخرطوم نهاية الشهر الجاري ، اذ انها ـ أى التصريحات ـ يمكن ان تؤدي لعرقلة مجئ الرئيس المصري للخرطوم بأعتبار أن غياب الرجل يعني فشل القمة لحد كبير وذلك لوزن مصر السياسي وثقلها في العالم العربي ، وعلاقاتها بالملفات الساخنة فيه خاصة والرئيس المصري لم يحضر القمة الافريقية التي انعقدت بالخرطوم في ديسمبر الماضي. فرضية ثانية متعلقة بتصريحات الترابي تتصل بفتح امريكا لباب الحوار مع الحركات الاسلامية في العالم بإعتبار ان الترابي في نظر محللين سياسيين انسب شخص في حركات الإسلام السياسي لابتدار حوار معه .. ولربما اراد ارسال اشارة للعالم توحي بأستعداده لهذا الحوار بتبرئة ذمته الشخصية من اتهامات شخصية كثيرة لحقت به .. او ربما اراد تقديم نفسه من جديد للمجتمع الدولي. قال لي احمد المبارك «مواطن» الذي وجدته امام مكتبة جوار شارع القصر يتصفح بعض الجرائد ربما : قصد شيخ حسن حسم صراعه الداخلي مع تلاميذه السابقين الذين يعرف بأنهم ماصرون بضغوط دولية كثيرة. سألت المبارك مزيدا من التفسير فيقول : ربما قصد الترابي بتصريحاته تلك احكام الحصار اكثر بعد ان وجد العالم اصبح يتعامل مع قادة الحكم لهذا قام باعادة هذه الملفات للاذهان. لكن ... تبقي .. فصول حكاية اللقاء التلفزيوني والتي قالت لي مصادر مقربة من الترابي انه استغرق اكثر من اربعة ساعات ونصف الساعة غير واضحة لاسيما والمصادر اكدت بأن ما يتعلق بعملية اغتيال حسني مبارك كان جزئية صغيرة جداً في الحوار الطويل اضطر لها الترابي بعد الحاح من المحاور .. وان عملية تحرير الحوار والمونتاج احدثت تركيزاً على هذه الجزئية وابرزتها وكأنها من متن الحوار .. لكن يبقي السؤال عن الظروف التي حكمت عملية تحرير ومونتاج الحوار من قبل قناة العربية والتوقيت الذي بث فيه .. طرحت هذه التساؤلات على احد المسؤولين بقناة «العربية» من مقرها بدبي عبر الهاتف فاكتفى بالقول انه لا توجد اجندة خاصة وان الامر كان لايعدو كونه امرا اجرائيا داخل مطبخ التحرير بالقناة. وقال المسؤول ان الحوار اجري قبل شهر او شهر ونصف تقريبا .. لا ثلاث اشهر وان تقديرات البث من عدمها تخضع لاعتبارات مهنية بحتة لا علاقة لها بأى اجندة. ومضى المسؤول ليوضح ان برنامج العين الثالثة وهو برنامج يبحث عما وراء الخبر يعتمد على النقاط المعلومة ولا ينتظر الاجازة من احد او ربطها بحدث معين. عموما حديث الترابي ربما يكون له ما وراءه وربما تترتب عليه مواقف داخلية وعربية وغربية قد تعيد تشكيل خارطة التحالفات بين اطراف دولية ورموز في الحكم على نحو جديد.
Quote: هذه قضية تجاوزها التاريخ وتم اغلاق ملفها .. وربما تفيد في التاريخ لحركة العلاقات السياسية السودانية المصرية
Quote: مياه كثيرة مرت من تحت جسر العلاقات السودانية المصرية منذ عام 1995م الى الآن والسودان ومصر في حالة تكامل سياسي اقتصادي ويمكن الاستفادة من ملف محاولة اغتيال حسني مبارك في التمتين لا التوهين والمطلوب الاتعاظ من التجربة وفتح صفحات التعاون والنظر للمستقبل على اساس الشفافية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صباح احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست