نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب.

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 10:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2006, 10:14 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب.


    في ذات يوم من أيام الصيف الدافئة خرج حسن قنديل من مسكنه يتمشى ناحية شارع (Oxford) المزدحم بالمارة، وحينما دلف إلى منعطف (Marble Arch) توقف برهة ليتأمل أشعة الشمس الذهبية المنسكبة على المروج الخضراء والأشجار السامقة في حديقــة الـ(Hyde Park)، بل أخذ يتأمل بهاء تلك البوابة الرخامية الضخمة التي صممت أصلاً لتكون بوابة لقصر (Buckingham) وقد نقلت إلى هذا المكان لتبقى واحدة من المعالم الوضاءة في هذه المدينة العريقة. ثم أرخى بصره ناحية الجنوب ليرى البص (36) يسير ويتوقف في إتجاه محطة فكتوريا على طول شارع (Park Lane) المتعرج. ولما طاب خاطره وسكنت دواخله واصل المسير شاقاً طريقه وسط الزحام في اتجاه الشرق.

    شارع (Oxford) دائب الحركة والتمشي فيه إحدى هواياته المفضلة فكثيراً ما يجمعه بأصدقاء ومعارف لم يرهم منذ سنوات وليسلي نفسه برؤية المتاجر الضخمة والأزياء الفاتنة والحسان الجميلات، ففي هذا الشارع ترى الشقراء والسمراء والهجينة والكاكاوية والمنقاوية، وكل مايخطر ولا يخطر على بالك من ألوان وأزياء. وظل يواصل المسير شرقاً فرحلته تجاه الشرق بدأت لتوها - فالشرق يعني له الكثير. وفي أثناء مسيره تارة يصطدم بشاب مسرع وتارة بإمرأة بدينة وتارة بفتاة ناهد وفي كل مرة يسمع كلمة آسف أو آسفة فالناس في هذه المدينة يحبون الإعتذار والأسف لأبسط الأشياء فهو لم يعتد على هذا النوع من السلوك في بلده التي وفد منها.

    واصل حسن المسير وسط الزحام وحينما وصل إلى نهاية الطريق قفل راجعاً على أعقابه بالناحية الأخرى من الشارع، ولما أعياه المسير توقف عند محطة (Bond) ليلتقط أنفاسه وليكمل بقية المشوار مستقلاً البص هذه المرة فالمشوار طويل وقد أرهقه المسير فأحس بالتعب والإعياء. ولما جلس تحت مظلة المحطة رأى صبياً في الخامسة من العمر يركض جذلاً هنا وهناك فأبتسم له وبدأ يداعبه وسأله ما أسمك؟ فلم يجب الصبي ولم يستجب للمداعبة، ففي المدرســة والبيت يحذرونه دائماً من الغرباء. ولكن حسن ألح عليه واستخدم معه مجموعة

    من الحيل التي كان يستخدمها مع أبناء أخيه، فهو يعرف كيف يتعامل مع الأطفال فقد علمته الظروف كيف يخاطب نفوسهم البريئة. وفي تلك اللحظة كانت أم الصبي تراقب حركة إبنها في حنية عظيمة فقالت له أخبره بإسمك، فرد الصبي اسمي (جشوا)، فأبتسم حسن وقال لنفسه حتى أنتم مثلنا تسمون أبناءكم على الأنبياء!!! وطلب منه أن يتهجى اسمه ففعل الصبي ببراعة فائقة فألتفت إلى أم الصبي وقال لها أنا حسن قنديل وردت عليه وأنا (نادين) يا سيد حسن.

    وسألها متردداً وأين والد جشوا؟ فقالت له لا أدري أين هو الآن فقد افترقنا بعد عامين من زواجنا ولم أعد أقابله ولا أعرف عنه شيئاً. فقال لها إذن أنت أم وحيدة (single mom) كما يقولون وهزت رأسها الجميل وقالت لست وحيدة فجشوا ملأ علي كل حياتي فهو ابن مرح ودائماً يسمعني ولا يخالف كلامي وأنا سعيدة به غاية السعادة. وسألته ألديك أطفال؟ فرد عليها لا يا عزيزتي نادين فأنا ما زلت وحيداً وربما يكون لي جيش منهم في المستقبل، ففي بلدي الرجل يفخر بفحولته فيعاشر زوجاته بلا هوادة كأنه في حرب لا تتوقف، والنساء أيضا يزهون بخصوبتهن فينجبن بلا انقطاع. فضحكت نادين وقالت له أنت مشاكس يا سيد حسن وسألته في لهفة وأين بلدك هذه فالعالم اليوم قد تغير كثيراً بفضل التكنولوجيا كما تعلم يا سيد حسن.

    فقال ولكن ما زالت هناك مناطق في بلدي لم تتأثر بهذا التقدم المدهش ياعزيزتي، على كل حال أنا من السودان (قلب أفريقيا النابض) كما يزعم مثقفوه. فردت إذن أنت عربي أسود ولا شك أنك تحب فلسطين وأبوعمار! فقال نعم ياعزيزتي أحب فلسطين لأنني وجدتها في أعماقي وأبوعمار هو رمز من رموز النضال العربي مثله مثل طارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي، كما أحب مانديلا الذي قضى ثلث حياته سجيناً. فقالت آه ... أنا معجبة بمانديلا يا سيد حسن إنه إنسان نادر وزعيم عظيم لن تحبل بمثله إمرأة. فقال لها ومن أي بلدانت ياعزيزتي؟ فلونك يوحي لي أنك هجينة (half cast) إلا أنني لا أستطيع أن أتكهن بمعرفة أصلك. فقالت له أنا من جزيرة تقع جنوب كوبا، فأبي من أصل كاريبي وأمي من مدينة صغيرة تقع شمال (أدنبرة). آه إذن أنت كاريبيه اسكوتلندية فذلك يفسر لي كل شيء الآن يا عزيزتي (نادين). فقال لها أنا سعيد كل السعادة بلقائك أنت و(جشوا) وأرجو أن تعطيني عنوان بريدك الإلكتروني أو رقم هاتفك حتى أطمئن عليك وعلى صديقي الصغير (جشوا). وبعد أن ترددت قليلاً قالت له إحساسي يقول لي إنك إنسان طيب ولكنني لا أثق كثيراً بالرجال يا سيد حسن خاصة في هذه المدينة. عموماً سوف أعطيك بريدي الإلكتروني وسوف نكون على اتصال وربما نلتقي في القريب العاجل إذا سارت الأمور على ما يرام.

    نواصل

    (عدل بواسطة Mohammed Haroun on 03-20-2006, 01:39 PM)

                  

03-12-2006, 05:39 PM

محمد بهنس

تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    اهه بعد داك حصل شنو? انا جني وجن(نواصل)دي!
                  

03-12-2006, 07:52 PM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    أخي العزيز محمد بهنس

    شكراً على مرورك الذي أضفى رحيقاً عطراً على هذا البوست وأرجو أن تصبر على (نواصل)هذه فهي استراحة قصيرة يلتقط عندها الكاتب أنفاسه ويستجمع رباطة جأشه ليواصل المسير. قصة نادين الكاريبية قصة يتجلي فيها صدق المشاعر وحلاوة الحب وصدقني ستعجبك كثيراً.

    لك كل الود
                  

03-13-2006, 01:55 AM

Ahmed Daoud
<aAhmed Daoud
تاريخ التسجيل: 01-30-2004
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun) (Re: Mohammed Haroun)

    الاخ محمد هارون

    البداية جميلة

    اكيد ستعجبنا الفصة جميعنا

    نحن فى انتظارك .. واصل المشوار


    خالص تحياتى

    احمد داود
                  

03-13-2006, 04:47 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    أخي أحمد سلامات

    مرورك الحميم وكلماتك الرقيقة جعلتني أرتعش كما إرتعش حسن قنديل وتشتتت عواطفه بين براءة (جشوا) وعنفوان رقة وجمال (نادين) The Caribbean.

    أرجو الإنتظار قليلاً.
                  

03-13-2006, 11:35 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    بعد لحظات توقف البص (94) فودعته نادين مسرعة ولوح له (جشوا) بكلتا يديه الصغيرتين صائحاً وداعاً نراك قريباً يا ...... – وأستأنف البص رحلته مسرعاً في إتجاه الغرب. أحس حسن بدوار شديد فأطرق ينظر إلى الرصيف بلا حراك وغاص في لجة الخيال شارد الذهن ساعة كاملة لا يدري ما يدور حوله فقد جاءت بصات عديدة وركب جمع غفير من الناس وهو مسمر في مكانه ويبدو أن بعضاً من سحر لحاظ (نادين) قد مس شغاف فؤاده. شابة وديعة في ربيع العمر– نعم شابة لونها غريب وكلامها أغرب وأنوثتها تتغلغل في الوجدان – ماذا عساه أن يفعل الآن؟ أينساها ويطوي هذه الصفحة التي لم يكمل قراءتها بعد أم يواصل ليرى نهاية الطريق؟ هل يصدق أن قدماه ساقتاه إلى هذا المصير أم أنه القدر؟؟ نعم إنه إنسان قدري يؤمن بالقدر خيره وشره وقد فاض إيمانه به الآن. هل يعقل أنه أصبح أسيراً عندها بهذه السرعة؟؟ إمرأة هجينة من أم اسكوتلندية وأب كاريبي – كيف حدثت هذه العلاقة في بلد مثل اسكوتلندا وفي مدينة تقع شمال أدنبره؟؟ هذه مسألة فهمها عسير أم أنه القدر أيضاً فكل شيء وارد في هذه الدنيا الغريبة ولا بد أن وراء الأمر قصة أغرب.

    هل يعقل أن أباها قابل أمها في مرقص من المراقص أو حانة من الحانات وشربا حتى الثمالة وأخذها إلى مخدعه وسرت الحمى في مفاصلهما وكانت النتيجة هذه الفتاة التي يصطلي هو بنارها الآن؟ عقله يقول له كلا اسكتلندا الباسلة قارعة الطبول لن تستسلم بهذه السهولة - تلك معادلة صعبة لا يعرف مركباتها في هذه العجالة وفي قلب هذا الشارع المزدحم بالمارة على الدوام. وقرر أن يستأنف المسير مرة أخرى وسط الزحام ناحية الغرب هذه المرة - فالغرب أصبح بالنسبة له كل شيء الآن ويبدو أن معركة حياته الفاصلة ستكون في اتجاه الغرب.

    في طريق العودة إلى البيت بدأت (نادين) تجتر حديثها مع حسن وتتخيل صورته أمامها فطريقة كلامه معها أوحت لها بطيبة قلبه ونقاء سريرته وصدقه. هذا كل ماتريد ولكن (جشوا) قطع عليها لذة الإجترار بسؤاله المتكرر ... مامي مامي هل دادي هو سيد ...؟ لم يتذكر الإسم طبعاً فإجابته هي بصورة تلقائية ودون إحساس منها لا يا صغيري ليس هو دادي.... سيد حسن هاديء الطبع ويبدو أنه يجيد التعامل مع الآخرين. إن كان الأمر كذلك فلماذا لم تثق به من أول مرة وتعطيه رقم هاتفها وعنوان بيتها وتدعوه للحضور في أي وقت شاء؟ فالأمر عادي جداً في هذا البلد تذهب المرأة مع من تشاء وقتما تشاء. والمرأة إذا أحبت الجن الأحمر عندهم يخضعون لها في نهاية المطاف ولا يلومونها ولا يعنفونها ويهبون لنجدتها رغم أنفهم إن تعثرت خطاها. كان الأجدر بها أن تكون كريمة معه غاية الكرم فقد أحست به إحساساً عميقاً في دواخلها فربما يبدل حياتها في ليلة وضحاها. هل كل الرجال وجهان لعملة واحدة؟؟ لا كلا هكذا يقول لها إحساسها هذه المرة ولكنه قابلها لأول مرة فكيف تثق به وتعطيه كل شيء بهذه السرعة؟ هذا لا يجوز فربما يظن حسن أنها ......... ويمكن لأي أحد أن يقطفها دون عناء ولا بد أن تشعره من البداية إنها ليست كذلك. ومن الأفضل أن تتريث فالأيام ستكشف لها كل شيء عن حسن فربما كذب عليها في كل كلمة قالها وربما يكون له زوجة وأطفال ولم يخبرها بالحقيقة. هذه الأمور ليست بهذه البساطة فالحذر كل الحذر فهي لا تريد أن تفجع قلبها مرة أخرى ولا تطيق أن تصبح تلك المرأة التي تبدل العشاق مثلما تبدل ثيابها كل يوم.

    نواصل

    (عدل بواسطة Mohammed Haroun on 04-13-2006, 00:28 AM)

                  

03-14-2006, 04:39 PM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    أصبح عقل نادين وحسها حبيسان تلك اللحظة الماثلة في خيالها وستظل كلمات حسن تدغدغ فيها منابع اللهفة والشوق. لكن ماذا لو لم تسمع منه مرة أخرى؟؟ فهي ستطالع بريدها الإلكتروني كل ساعة بل كل دقيقة عسى أن تجد منه رسالة يكتب فيها كل التفاصيل. لم كل هذا الشقاء والعناء؟؟ فقد كان بين يديها وطوع بنانها وبكلمة رطبة أو لمسة حانية كان سيبقى أسير عندها. الرجل طفل كبير والمرأة الذكية هي التي غالباً ما تتحكم في المواقف. لكن ماذا تفعل مع الحياء والدوار المصاحب له؟؟ فقد الجما كل حواسها في تلك اللحظة.... يالله هذا حال غالب النساء وذلك النوع من الدوار هو العلامة الفارقة. هل حقاً في عرف النساء المرأة الذكية هي التي تأخذ من الرجل كل ما تريد ولا تعطيه إلا ما تريد؟؟؟

    وصل حسن إلى مسكنه بعد مسير شاق وأحس بالجوع والتعب والنعاس، فهو يريد أن يلتهم أي شيء ويستلقي على فراشه لينــــام (فاليوم خمر وغداً أمر) وستكون له جولات وصولات مع (نادين) تلك الفتاة الكاريبية المنقاوية. شعرها أسود فاحم كما الليل البهيم وضفائرها كأنهن جدول رقراق. وحينما تبسم ثغرها يضيء لك الليالي الحالكات ويبعث السكينة في النفوس المضطربة. عيناها ( ياولدي سبحان المعبود ) وحينما تنظر إليها وتحدق في فتنتها وجمالها تيقن أن في الكون أسرار وألغاز وتغوص في فلسفة الوجود ونشوء الإنسان ونظرية التطور ولكن لا تجد لذلك تفسيراً، وإذا قرأت الشعر العربي قديمه وحديثه لن تجد بيتاً واحداً يصف جمال وتقاطيع تلك الكاريبية الهجين. فهي تقريباً في الرابعة والعشرين من عمرها- ربما تنقص ولكنها لن تزيد أبداً فقد أبصرها حسن وتمعن في وجهها الذي أطل من بين غدائرها كأنه صبح مسفر انسل من ليلة ظلماء.

    راح حسن في سبات عميق – بعد يوم قضاه ماشياً كل الطريق فالمسافة ليست بالقصيرة، وفي المنام رأى (نادين) تحلق في الفضاء كأنها فراشة بيضاء تارة – وتارة أخرى كأنها طائر جميل سابح في الجو – فهو نائم ولكن عقله الباطن يقظان. آه منك يا (نادين) سأحزن العمر كله إن لم أفز بك. وحينما أقترب طيفها منه قال لها بصوت مخنوق أنا حسن يا (نادين) – حسن الذي رأيتيه في شارع ..... وجاوبته نعم يا سيد حسن فأنا لن أنساك ما حييت. وفجأة أختفى طيفها من ناظريه ونهض حسن مذعوراً وتلمس فراشه وأدرك أنه كان يحلم. ظل حسن تلك الليلة ساهراً يفكر بلا إنقطاع في ما حدث له – فقد استيقظ من النوم حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحاً ولم يستطع أن يغمض جفنيه بعدها. حياته كلها ستتغير بعد أن قابل (نادين) ولكن ماذا سيفعل لو أنها لم ترد عليه مطلقاً؟ هل ينصب خيمته في محطة البص عسى أن تجمعه بها صدفة أخرى؟ ذلك شيء ممكن فقط من أجل عيون (نادين) الكاريبية – فكل شيء يهون من أجلها. وظل على تلك الحالة حتى طلع عليه الفجر المأمول وتذكر قول الشاعر (فيالك من ليل كأن نجومه بأمراس كتان إلى صم جندل).

    في اليوم التالي أخذت (نادين) إبنها إلى المدرسة كعادتها كل صباح، وفي طريق العودة أحست بلوعة وشوق وحنين إلى حسن. هي السبب ولو أنها استخدمت نذراً يسيراً من مهاراتها الكامنة لكان الموقف غير ما هو عليه الآن . حسن شاب أسمر متوسط القامة وشعره كثيف، كان يتكلم بهدوء ولا يقاطعها حينما كانت تجيب على أسئلته بل كان يهز رأسه في إيجاب. إنه يصدق كل كلمة تقولها (نادين). وهل يقوى على تكذيبها؟؟ ففي وجهها قرأ الصدق والنبل والفضيلة.

    نواصل

    (عدل بواسطة Mohammed Haroun on 03-14-2006, 04:43 PM)
    (عدل بواسطة Mohammed Haroun on 03-30-2006, 11:13 PM)

                  

03-20-2006, 00:44 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    في الصباح الباكر كتب حسن رسالة قصيرة إلى نادين قال فيها: عزيزتي نادين كيف حالك وحال صديقي جشوا؟ لقد سعدت غاية السعادة بلقاء الأمس بل ظللت طول الليل أفكر فيكما وفي بهجة ذلك اللقاء. أنا مشتاق إليكما يا عزيزتي وأتوق إلى رؤيتكما في القريب العاجل فهل إلى ذلك سبيل؟؟ عموماً هذا رقم هاتفي ويمكنك مكالمتي في أي وقت - تحياتي – وداعاً - حسن.

    حينما قرأت نادين رسالة حسن أحست بسعادة غامرة وشوق لا يوصف. فهو إذن لا يزال يذكرها ويحن إلى لقياها فذلك يكفيها ويطيب خاطرها. حسن أصبح هاجسها الآن فهي لا تكاد تنفك من التفكير فيه. هل ترد عليه أم تتصل به هاتفياً الآن؟ لشيء في نفسها لم تفعل لا هذا ولا ذاك بل آثرت الصمت ولاذت بالحياء. وفي المساء تصفح حسن بريده ووجد رسائل من جهات وأشخاص لا يعرفهم ولا تربطه بهم أية صلة وأصيب بحزن عميق. هل يعقل أنها لم تقرأ رسالته؟ ربما لم ترها أو قد تكون ذهبت إلى الكلية ... آه تذكر الآن فقد أخبرته إنها تذهب إلى الكلية مرتين في الأسبوع.

    حسن شاب طموح قدم لهذا البلد للدراسة والتحصيل لنيل درجة الماجستير في الاقتصاد. ذلك كان حلمه ورغبته منذ الصغر ولما تخرج من الجامعة اصطدم بالواقع المرير فإزداد تصميماً على مواصلة تعليمه. تكلفة التعليم على النفقة الخاصة باهظة جداً لذا استعان بشقيقه الذي يعمل مبرمجاً في إحدى الشركات بدول الخليج الذي ساعده بدوره في الحصول على تأشيرة للعمل في تلك الدولة. قضى حسن أربعة أعوام يعمل بلا توقف ولا إجازة فهدفه الأول هو تأمين رسوم التعليم والتذكرة والمصروفات الأخرى. لماذا كل هذا التصميم على التعمق في دراسة الاقتصاد وفي بريطانيا بالذات؟؟

    حسن يرى أن المشكلة الأساسية في كل العالم وفي بلده على الأخص ترتبط إرتباطاً وثيقاً بهذا العلم المتجدد في كل ساعة وكل لحظة. الفقر عامل رئيسي في الصراعات والحروب والمرض والتشرد وهو يؤمن ايماناً قاطعاً أن الخروج من كل الأزمات يمر ببوابة الإقتصاد. إذن السياسة يجب أن تبقى ظلاً للاقتصاد وليس العكس. حتى في المجتمعات البدائية الناس تعرف مضار الفقر وتتحسب لسنوات الجدب والجفاف. هل الفقر عيب؟ نعم دخل الفرد إما أن يكون مؤشراً إيجابياً أو سلبياً لنمو البلد. نعم الفقر هو واحد من أكبر العيوب التي يجب أن تكافح كل الشعوب للإنعتاق من ربقتها ثم بعد ذلك يكون لها الحق في الوجاهة والسياسة. بلده مليء بالخيرات والثروات لكن أهله متشاكسون فقد رآهم في دول الخليج يعملون بكل إخلاص وأمانة وحينما يأتي ذكر الوطن تراهم يتخاذلون وينظرون ويتشدقون في نفاق عجيب. آه منك أيها الوطن المنكوب سيقطعون أوصالك لا محالة... يا حسرة... سيفعلون ذلك إن عاجلاً أم آجلاً وبأيدي من؟؟؟ تباً للسياسة ... وتباً للتحزب والجهل.

    حسن يعمل محلل مالي في شركة خدمات مالية واستثمارية فهو بحكم عمله ونشاطه متابع لحركة اسواق النقد وأسواق المال العالمية ويقضي جل وقته بين مفاهيم تخفيض المخاطرة ونظرية المحفظة الحديثة ومزايا التنويع والتحليل الفني للبيانات وربطها بالمتغيرات المستمرة وتحليل القوائم المالية للشركات فهي مرآة تعكس أداء الشركات وقيمتها السوقية. وتراه يقرأ بلا توقف النشرات والجرائد اليومية (فاينانشيال تايمز) و(وول ستريت جيرنال) وتقارير البنوك والدوريات والمجلات الإسبوعية (ذي إكونوميست) و(سمارت موني) و(انفيستور كرونيكل) ويتابع الأخبار المالية عبر القنوات الفضائية. ذلك هو العالم المذهل الذي يعيش فيه ويدور في فلكه. أما الآن إختلف الأمر تماماً فقد اقتطعت تلك الحورية قدراً كبيراً من وقته.

    في المساء بعث حسن رسالة أخرى إلى نادين قال فيها: مساء الخير عزيزتي نادين. أرجو أن تكوني أنت والصغير جشوا بخير وصحة جيدة. هل قرأتي رسالتي التي كتبتها لك هذا الصباح؟ أنتظر منك رداً عاجلاً يا عزيزتي – وداعاً – حسن.

    نواصل

    (عدل بواسطة Mohammed Haroun on 03-20-2006, 06:05 AM)

                  

04-13-2006, 00:30 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    حينما قرأت نادين رسالة حسن الثانية فاض قلبها حباً وشوقاً ولوعة فردت قائلة: عزيزي حسن أشكرك على الرسالتين الرقيقتين. لم اصدق نفسي حين قرأتهما - صديقك الصغير جشوا مشتاق إليك كثيراً. أصبت بالحزن حينما علمت أنك لم تنم تلك الليلة فأرجو أن تأوي إلى فراشك مبكراً هذا المساء. هل سنراك قريباً؟؟ يمكنك الاتصال بنا على هذا الرقم– وداعاً – نادين.

    أخيرا أفصحت نادين وبان حسنها الملائكي وغمرت البهجة صاحبنا حسن فكاد يطير من الفرح وأطلق العنان لخياله الهائم فأصبح كمن أصابه مس من الجنون. هل سنراك قريباً؟؟ ودون أن يشعر أمسك هاتفه بيد مرتعشة وسجل رقم نادين وضغط عليه وحينما رن جرس هاتفها سرت الرعشة في أطراف بدنه وارتجفت جوانحه وندي جبينه من حرارة ورهبة اللحظة فتلك أول مرة يتحدث فيها إلى نادين عبر الأثير. وحاول جاهداً أن يتمالك نفسه ليتماسك فؤاده وعقله فهو يسمع أصحابه يرددون (حذلقة اللسان تسحر الحسان). وتناهى إليه ذلك الصوت الرخيم يا لله ... ما أحلى نغماتها!! ألم أقل لكم إنها حورية تمشي بيننا!!

    فرد عليها حسن قائلاً : نادين كيف حالك يا عزيزتي؟؟ شكراً لك لقد قرأت رسالتك لتوي فأنا مشتاق إليكما أنت وصديقي الصغير جشوا .. أرجو أن تقبليه يا نادين وتقولي له عمو حسن سيأتي ليراك قريباً جداً. صدقيني يا نادين لقد تغير طعم الحياة بعد أن قابلتكما فقد بدأت أحس كأنني ولدت من جديد .... أهكذا الحياة طاعمة يا عزيزتي؟؟ ضحكت نادين وقالت له نعم يا عزيزي حسن هي تبدو كذلك أحياناً. وسألها حسن متى أراكما يا عزيزتي؟ فالوحشة تقتلني والشوق يمزقني. فردت عليه أحقاً تفتقدنا إلى هذه الدرجة؟

    قال: نعم يا عزيزتي فما رأيك أن نلتقي صباح يوم السبت القادم لنذهب معاً لزيارة قصر (Hampton Court) العريق لنستمتع بحدائقه الفريدة وخضرته ونسماته العليلة.... هل ذهبتما إليه من قبل؟؟ قالت: لا لم نفعل ولا مانع لدينا من ذلك. قال: إذن فلنلتقي في محطة (Paddington) الساعة التاسعة صباحاً لنركب القطار إلى محطة (Waterloo) ومنها سيأخذنا قطار آخر إلى القصر. قالت اتفقنا وأرجو أن لا تقلق علينا وإن جد في الأمر جديد سأبعث لك برسالة على بريدك الإلكتروني .. تفقده كل يوم يا عزيزي حسن...... (أوكي)؟ قال: (أوكي) أوعدك سأفعل يا نادين... وداعاً يا أعز الناس فلترعاكما عناية الله. وداعاً ياعزيزي .... إلى اللقاء.

    قفز حسن من فراشه مسرعاً بعد أن فاز بموعد مع نادين فهي سليلة من نوع فريد ... ماذا يؤلف بين تلك الشعوب غير الحب؟ ولكن كيف يصبر على تلك الليالي التي تفصل بينه وبين ذاك الموعد المضروب؟؟ ليذهب الآن للقاء بعض الأصدقاء كما يفعل بعض الأحيان ليحتسي معهم القهوة (كافيه أو ليه) فهو يستعذبها كثيراً وسيدمن شربها بعد الآن. ثم خرج يمشي مزهواً إلى محطة البص وفي الطريق لم يكن يرى إلا خيال نادين ولا يسمع إلا صوتها إذ لا شيء يجعله يكترث لغيرها. الحب نار لها ضرام في حنايا صدره وبين جوانحه ... آه منك أيها المارد الجبار تجعل الفارس الصنديد ينكسر كأنه غصن شجرة تقاذفتها الريح وذو اللب يضرب ساهماً في الأرض كما المعتوه.

    نواصل
                  

04-23-2006, 08:00 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    وقف حسن بالقرب من محطة البص يتأمل المارة المسرعين فالناس هنا يمشون بسرعة والزمن عندهم محسوب والدقائق معدودات. هل يصدق أهل قريته إن قال لهم إن أرجل راجل فيهم لن يستطع اللحاق بفتاة مسرعة في هذا البلد؟؟ وفجأة رأى البص يتجه نحو المحطة ولما توقف صعد حسن وأبرز تذكرته للسائق المتحصن خلف الكابينة. كل شيء يحدث بسرعة وإتقان إلا فيما ندر فالحياة عندهم لا عبث فيها إلا بعد أوقات العمل. نعم هم بشر مثلنا يحبون العبث ويخطئون إلا أنهم يقدسون الحياة ويجتهدون في أعمالهم غاية الاجتهاد. الإنسان عندهم هو جوهر الحياة وصانع الحضارة لذا تراهم ينفقون عليه كل غال ونفيس فيخصصون للأطفال مساعدات لا تنقطع إلا حينما يأتي أوان العطاء.

    ثم شطت به الذكرى مجدداً إلى نادين التي قلبت موازين حياته كلها في يوم وليلة فهو لا يكاد ينفك من رقة صوتها وعذوبته. حياته بعد اليوم إما أن تصبح شتاءً عاصفاً أو ربيعاً مزهراً يرفل في خمائله الطائر الشحرور. الأيام دوماً حبلى ولا تفتأ تخبئ بين ثناياها المفاجآت والحوادث المذهلة. هل يصدق أنها ستعطيه أحضانها الدافئة فيطوق أعطافها الحانيه ويضمها إليه أم أنها ستحدق فيه بفلق من الصبح فيقبلها قبلة عاشق ملتاع؟؟ وابتسم لا إرادياً كعليل يتعجل الشفاء أو سجين خرج يستنشق عبير الحرية. هذي كلها محض أحلام وأوهام ... ولكن لم كل هذا التوجس؟ فقد أصبحت على مرمى حجر منه وفي إحدى المحطات صعدت امرأة تدفع عربة يجلس عليها طفل صغير فقام لها حسن. تلك المقاعد الأمامية مخصصة لكبار السن والعجزة والمعاقين وأمهات الأطفال ففي هذه المدينة البص يسير ويتوقف بمراقبة الكمبيوتر والركاب في المحطات المنتشرة يتابعون الشاشات المضيئة باللون الأحمر فكلمة (due) لها معان مهمة عندهم.

    مرت الأيام ببطيء شديد وحسن يراقب بريده الإلكتروني كل ساعة عسى أن يجد منها رسالة تفصح فيها أكثر عن أحاسيسها ومشاعرها. وفي مساء يوم الجمعة بعثت له رسالة قصيرة تقول فيها: عزيزي حسن أرجو الإتصال – وداعاً – نادين. تناول حسن جواله بسرعة ونقر على اسمها فإذا بجرسها يرن ويرن وسمع صوتها تقول له: مساء الخير عزيزي حسن هل أنت بخير؟ فرد عليها نعم يا عزيزتي نادين أنا بخير ولكنني أكابد الشوق واللهفة لرؤيتكما. طبعاً موعدنا غداً الساعة التاسعة صباحاً أليس كذلك؟ قالت له : بلا يا عزيزي ولكنني أردت فقط أن أسألك ماذا تحب أن تأكل فإنني سأجهز لنا بعض (الساندوتشات) فكما تعلم سنقضي طول اليوم معاً وفي القصر لا توجد مطاعم ولا كافتيريات كما حدثتني صديقتي (لورا).

    فرد عليها حسن متلعثماً أنا .... أنا يا عزيزتي لا تقلقي علي سأتدبر أمري ولا داعي لأن تتعبي نفسك بتلك الأشياء وسنشتري لنا زاد في محطة (واترلوو) فهي محطة كبيرة سنجد فيها كل ما يلزمنا. قالت له: نعم أعرف ذلك جيداً يا عزيزي عموماً لا تخف أنا وابني مثل جدتي أم أبي لا نأكل اللحوم. فقال لها حسن: إذن أنتم قوم نباتيون!! يا للعجب فأنا يا عزيزتي آكل بعض اللحوم وكل الأعشاب والنباتات حتى السام منها فما رأيك؟ ضحكت نادين من سخرية حسن وقالت له: تسلم يا عزيزي نحن لن نقدم لك إلا ما لذ وطاب. فرد عليها حسن قلت لي جدتك من أبيك نباتية هي الأخرى أهي ...........؟؟ فقاطعته نعم هي كذلك يا عزيزي يعجبني فيك ذكاؤك اللماح وطيبة قلبك وأشياء أخرى لن أبوح بها. فقال لها حسن: شكراً لك يا زورق أحلامي وأنا أيضاً سأفترش لكما قلبي وحسي وروحي وأنسى بكما كل آلامي وأحزاني. قالت : أحقاً ما تقول يا عزيزي؟ إذن فإلى اللقاء في صباح الغد عند الساعة التاسعة في محطة (بادنغتون) – وداعاً. فرد عليها حسن: وداعاً يا نادين وداعاً تحياتي وحبي إلى صديقي الصغير جشوا.

    نواصل




                  

05-02-2006, 04:56 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نادين الكاريبية - قصة حدثت في عاصمة البرد والضباب. (Re: Mohammed Haroun)

    Dear Readers
    I am deeply sorry to keep you waiting all this time as I am currently traveling and I have no access to an Arabic keyboard. But I promise I will continue as soon as I get back early next week. Thank you so much for waiting. Haroun
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de