|
المسيرية: كلُ شيء إلا قطرة دم أخرى! . . د. محمد محجوب هارون
|
المسيرية: كلُ شيء إلا قطرة دم أخرى! . .
د. محمد محجوب هارون
شاركت، أمس الأثنين، بتقديم عرض حول ظاهرة الحركات المسلّحة في غرب كُردفان استجابة لدعوة من مركز دراسات المجتمع، في مقرّه بحي المقرن بالخرطوم. المنتدى أمّه عدد من أصدقائنا و (سياد خيرنا) من شخصيات قومية ذات وزن و مكانة اجتماعية وسياسية ممّن ينتمون لقبيلة المسيرية، إضافة إلى نفر من المهتمين و الأكاديميين و بعض الإخوان من قادة الدفاع الشعبي. انشغل المنتدون بالنظر في توالد حركة شهامة، بدءا من شهامة (1) التي قادها المرحوم موسى علي حمدين في العام 2001، مرورا بشهامة (2) التي تزعمها إسماعيل ناما، و شهامة (3) التي تزعمها عبد الرحمن الرزيقي، وشهامة (4) التي جاء على رأسها عيسى عبد المولى في يوليو 2005. و لقد شدّ انتباهي أمس توفّر مجتمع أهلنا المسيرية على عدد وافر من القيادات ذات الحكمة وحُسن التقدير، و إن كان هذا غير خاف عليّ بدءا. و مع ذلك، كان واضحا من مُجمل المداخلات التي تقدّموا بها في المنتدى أنّهم يملكون رؤية ناضجة لكيفية نزع فتيل الانفجار في غرب كُردفان، بل بدا لي أنّ مساحة الاختلاف بينهم ضيّقة، و أنّ امكانية تطوير أدوات لتحويل النزاع هُناك من نزاع مسلّح بغيض إلى حوار سياسي مثمر متوفّرة، و يمكن أن تُرى بالعين المجرّدة. حركات شهامة المسلّحة كانت و مازالت حركات صغيرة من حيث عدد المقاتلين الذين انتموا لها في مراحلها المختلفة، لكنّ ليس من الحكمة تبخيس خطورتها. فميدانيا تجري شهامة عملياتها في و حول أوّل و أكبر منطقة نفطية في البلاد، و تجاور شهامة، جغرافيا، بقارة جنوب دار فور، مثل الرزيقات، الذين انخرط بعض منهم، كما في حالة شهامة (3)، في صفوف شهامة. و تواصلت بعض حركات شهامة مع حركة تحرير السُودان في دار فور. و يزيد من خطورة حركات شهامة التفكّك الذي يجري الآن، على الأرض، لحركة تحرير السُودان والتي تضم جماعات من المقاتلين المنتمين لقبيلة الرزيقات التي تربطها أواصر قربى متعدّدة مع المسيرية. و يوفّّر الخلاف حول ترسيم حدود أبيي وقودا إضافيا لهذه الحركات التي زاد من حجم التعاطف معها تصفية ولاية غرب كردفان بسبب ضمن اتّفاق السلام الشامل. إنّ دخول منطقة غرب كردفان، و لو على نحو محدود، دورة الاحتجاج المسلّح التي طوّقت البلاد جنوبا وشرقا وغربا، ليس نهاية التاريخ. والخروج من هذه الدورة، عالية الثمن شديدة الهدر لمقدرات الوطن البشرية والماديّة، ليس هو الآخر أمرا مستحيلا. ولكن ما يمكن أن يجرجر البلاد إلى مصير في غرب كردفان مماثل لما حدث في دار فور هو سُوء التقدير السياسي، والتهوين من أمر هذه الحركات، والاكتفاء بمعالجات أمنية خجولة خلف الأبواب المُغلقة. قلت للإخوان المنتدين، واعترف بأني قد استفدت كثيرا من آرائهم، إنّ ظاهرة حركات شهامة هذه يجب ألا تُختزل في كونها مجرّد جماعات مجاهدي دفاع شعبي تتظلّم في شؤون شخصية، وإن كان ذلك طرفا من الحقيقة. غير أنّ البداية الصائبة يجب أن تنطلق من كون هذه الحركات الاحتجاجية تعتبر جزءا من مناخ دولي عام. وأنّ هذه الاحتجاجات المطلبية تنتظم رقاعا متعدّدة في العالم. و في الإمكان أن تتكاثر مثل هذه الحركات أو تتلاشى اعتمادا على طريقة مواجهتها. و في هذا الإطار رأيت أن أُحّذّر من التعويل على التعامل مع هذه الحركات من منطلق كونها مجرّد ملف أمني. ولقد حذّر كثيرون، كنّا من بينهم، من مثل ذلك في حالة النزاع المسلّح في دار فور، و منذ بداياته المبكّرة، غير أنّ (المكتولة ما بتسمع الصايحة). الصحيح هو أنّ التململ في غرب كُردفان قضية سياسية مائة بالمائة، وعلى المؤتمر الوطني (حزبا و حكومة) أن يلتقط القفاز. قلت لأهلنا المسيرية كل شيء إلا . . إراقة قطرة دم واحدة تضاف إلى مستنقع الدم الذي أريق، ففي حسابات الدفاع الشعبي الرسمية قدّم المسيرية أربعة آلاف شهيد و عشرة آلاف معاق حرب! و بما أنّ النخبة من أبناء المسيرية الموجودة في الخرطوم، و ذويهم في غرب كردفان، يتوفّرون على قدرات سياسية مشهودة، فليس من خيار أمامهم سوى أن يعملوا على استنفاد ما بين أيديهم من فرص عمل سياسي لتجنيب أهلهم، والبلاد كلّها، استنزافا إضافيّا. أمّا موضوع حساب نصيبهم من نفط جنوب كردفان و منطقة أبيي فالحساب ولد، ويكفي الذي تمّ بنهاية الأسبوع الماضي حول حساب حقوق جنوب السُودان من عائدات نفط الجنوب. أمّا أبيي ذاتها فلماذا تُطرح قضيتها باعتبارها قضية المسيرية دون سواهم، في حين أنها هي قضية قومية كاملة التكوين القومي، كما ذهب نفر من حُضور المنتدى. و بهذه الحيثية فإنّ من الواجب أن تتوّلى الدولة في المركز المطالبة، والعمل على حسم خلاف أبيي بالعدل. و يلزم هُنا أن أذكر إشارة ذكية طرحها أحد الإخوان موضوعها أنّ بروتوكول مشاكوس تمركز حول جنوب السُودان فقط، وحسب حدود 1956، الأمر الذي يجعل أبيي خارج دائرة الجدل بداية. و من حيث أنّ بروتوكول مشاكوس هو المرجعية الأولى لنايفاشا فلماذا الردّة عن مشاكوس، خاصّة في موضوع أبيي؟. و أوّلا وآخرا من ذا الذي يقول بأنّ الطريق الوحيدة المتاحة لحسم خلاف أبيي هي نزاع مسلّح جديد بين المسيرية و ذوي جوارهم و اصهارهم دينكا نوك؟ إنّ اللجوء للعنف المسلّح هو طريق سهلة سالكة، خاصّة لأهلنا المسيرية ممّن أورثتهم حياة البداوة والترحال عشق السلاح، وعشق استعمال السلاح. و لكن من قال أنّ قدر المسيرية هو التصدّي لحل مشكلاتهم، و مشكلات السُودان، بالاستغراق في إهدار دمهم الحر النبيل . . من قال ذلك؟! عن جريدة الصحافة
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: المسيرية: كلُ شيء إلا قطرة دم أخرى! . . د. محمد محجوب هارون (Re: Omar)
|
Quote: المنتدى أمّه عدد من أصدقائنا و (سياد خيرنا) من شخصيات قومية ذات وزن و مكانة اجتماعية وسياسية ممّن ينتمون لقبيلة المسيرية، إضافة إلى نفر من المهتمين و الأكاديميين و بعض الإخوان من قادة الدفاع الشعبي. |
Quote: إنّ دخول منطقة غرب كردفان، و لو على نحو محدود، دورة الاحتجاج المسلّح التي طوّقت البلاد جنوبا وشرقا وغربا، ليس نهاية التاريخ. والخروج من هذه الدورة، عالية الثمن شديدة الهدر لمقدرات الوطن البشرية والماديّة، ليس هو الآخر أمرا مستحيلا |
Quote: إنّ ظاهرة حركات شهامة هذه يجب ألا تُختزل في كونها مجرّد جماعات مجاهدي دفاع شعبي تتظلّم في شؤون شخصية، وإن كان ذلك طرفا من الحقيقة. |
Quote: قلت لأهلنا المسيرية كل شيء إلا . . إراقة قطرة دم واحدة تضاف إلى مستنقع الدم الذي أريق، ففي حسابات الدفاع الشعبي الرسمية قدّم المسيرية أربعة آلاف شهيد و عشرة آلاف معاق حرب! |
شكرآ الاخ omar على نقل هذا المقال الذى يكشف اشياء كثيرة. هذا هو حصاد سياسات الانقاذ/الجبهة الاسلامية التى اغرقت الوطن فى الدماء والحروب الاهلية.
يموت السودانيون بمختلف قبايلهم واديانهم كى يستمر الطفيليون ينهبون الثروات ويمصون دم الشعب السودانى باسم العقيدة وباسم الاسلام وباسم الوطنية.
ما اجرمته سلطة الجبهة فى حق البلاد والعباد لن ينتهى قريبآ، ولن يتجاوزه السودانيون الا بشق الانفس.
شوف استغلت الجبهة قبيلة المسيرية كيف فى الدفاع الشعبى؟ شوف ماتوا كم زول وهم "يجاهدون" ضد ابناء وطنهم؟ ابناء وطنهم الذين هم الان فى قمة السلطة؟ شوف اثار الحرب الاهلية فى التعويق وتشريد الاسر، وفى خلق الغباين والفتن بين ابناء البيت الواحد والاسرة الواحدة والقبيلة الواحدة، والمديرية الواحدة، وبين ابناء القبايل الذين تجاوروا وتواصلوا عبر القرون، وبين ابناء الولاية الواحدة وبين ابناء الوطن الواحد؟
السودانيون كلهم، بمختلف قبايلهم، يجب ان تكون معركتهم ضد الظلم الذى حاق بالجميع على يد سلطة طفيلية لا تستحى ان تفعل اى شئ فى سبيل بقائها وفى سبيل استغلالها للثروات والنعم.
سلطة طفيلية استغفلت الناس واستغلت العقيدة والوطنية. سلطة تريد ان تستمر على جماجم السودانيين حتى لو فنوا على بكرة ابيهم.
كلنا فى الظلم غرب. وشمال وشرق وجنوب . كلنا فى الظلم سودانيين. بمختلف قبايلنا وخشوم بيوتنا. كان مسيرية كان دينكا. كان شايقية كان نوبة. كان فور كان رزيقات. كن زغاوة كن تعايشة. كن محس كن بجا.
كلنا ذقنا الويلات من الطفيليين. فلتتوحد قوانا كلنا لاستعادة الوطن الذى يليق بنا وبتضحياتنا كسودانيين نبيلين احرار.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المسيرية: كلُ شيء إلا قطرة دم أخرى! . . د. محمد محجوب هارون (Re: nasir hussain)
|
العزيز ناصر حسين... شكرا على كلماتك العاقلة... فكما نقول " الجمرة بتحرق الواطيها" ... و لا يتشدق بالدعوة للحرب و إزكاء نارها إلا أولئك الذين يضمنون أن نارها لن تمس أطرافهم... قضايا البلد التى نتشرف كلنا مثك بالإنتماء إليها تتطلب عدة أشياء : أولا: أن يعى الناس حجم التآمر الذى يحيط بالبلد ثانيا: أن يكون مقياس أى جهد يبذله الإنسان فى أى موقع كان "معارض أو موالى " للحكم القائم بمدى الفائدة او الضرر الذى سيترتب على فعله على حياة الناس الذين "يدعى" محاولة تغيير حياتهم للأفضل.. ثالثا: عدم إضاعة وقت الناس فى خلافات لا تفيد و أن يحاول الناس التأسيس لحوار يستصحب أشواق أهل السودان فى كل أنحائه و يتعامل مع تطلعاتهم و حاجاتهم..
القائمة طويلة يا صديقى ناصر ... نحتاج حقيقة كما ذكرت أن نتوقف هنا قليلا لنتعرف على تفاصيل المشكلة التى تتجمع نذرها .. الأزمة بدأت مع مناقشة أمر أبيي ..و لكل حجته... أهلنا المسيرية ... و أهلنا دينكا نقوك و كل المجموعات العرقية التى تعيش هناك لا صوت لها... نسمع فقط صوت من يتاجرون بقضايا الوطن... السلام الإجتماعى الذى يعيش فيه الناس فى تلك النواحى لا يحتمل أن نضيعه لأسباب لا يستوعبها أهل القضية الحقيقيون...كفانا ما حدث للنسيج الإجتماعى فى دارفور ... لا نحتاج لجراحات جديدة...
| |

|
|
|
|
|
|
Re: المسيرية: كلُ شيء إلا قطرة دم أخرى! . . د. محمد محجوب هارون (Re: Omar)
|
اخى عمر مرحبا بك ان قضية ابيى هى من اخطر القضايا التى ابتدعتها القلة الحاكمه ، وكان يمكن ان تفعل كما فعل نميرى اذ قال هذه قضية اهل المنطقة ويمكن ان تحل هنالك على الارض بواسطة المسيرية والدينكا نقوك . اما ما قامت به هذه القلة الحاكمة هى بيع رخيض لاراضى الاخرين ومقايضتها لصالح ذواتهم الفانية واداخل مواطنى المنطقة فى دوامة الاقتتال . ولكن انا مازلت مصرا ان مشكلتنا ليست مع اهلنا دينكا نقوك بل مع المؤتمر الوطنى الذى اراد ان يرضى الاخرين بارضنا والتى اصبحت نموذجا للتعايش السلمى . وان يخرجنا من معركتنا الكبرى وهى معركةالهامش مع القلة الحاكمة فى خرطومها الطفيلية والتى تعيش على حساب اهلنا واقاليمنا . فعلى المسيرية ان يفهموا كيف المؤتمر الوطنى والذى مازال يخدعهم ويقنعهم بان الدينكا هم عدوه الاول وعلى قادتهم المرتزقين والمرتشين ان يتقوا الله فى اهلهم . وان اعطائهم نائب والى فى جنوب كردفان ماهى الا الاعيب المؤتمر الوطنى ضد الاخرين وخداعهم وان يلعب لعبة ( مديده حرقتنى ) بيننا واهلنا نقوك .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|