|
|
 أحداث القاهرة محطة لا تختلف عن مآسي قصص شجرة الموت فى إثيوبيا
|
فايز الشيخ السليك
www.alwahada.com
15/02/2006
ملفات
وطن للبيع: من يشتري؟ وهل دفع المهدى للاجئي المهندسين"
أحداث القاهرة محطة لا تختلف عن مآسي قصص شجرة الموت فى إثيوبيا
يموت الناس يومياً فى أزمنة اليخوت الرئاسية والقطط السمان والصفقات المشبوهة
بعض المعارضين اثرى من الدولارت الامريكية على حساب " الجانقو" والسجون تلاحق البعض
فايز الشيخ السليك
من يشترى وطناً؟. وماقصة المتاجرة باللاجئين؟ وما صحة الاتهامات الحكومية للسيد الصادق المهدى والاستاذ فاروق ابوعيسى وسياسيين آخرين بالتورط فى مأساة ميدان مصطفى محمود بالمهندسين؟. وان صحت المعلومات، هل هذا هو سبب المأساة الحقيقي؟. هل سمعتم بقصص شجرة الموت فى اثيوبيا؟ وهل وصلت الى مسامعكم كيف كانت المعارضة فى الخارج تستغل شجرة الموت فى تجييش الهامش والمهمشين فى " النضال المسلح؟ ولماذا شكاوى قوات الفتح التابعة للاتحادى الديمقراطى تتوالى؟ ولماذا احتجز بعض قادة تلك الفصائل فى السجون فى الخرطوم؟. وماذا عن دولارات الامريكان واوجه صرفها؟.
ما الوطن؟. هل هو فكرة ام ارض وناس؟.
من شجرة الموت الى احداث المهندسين
اسوق هذا التساؤل وفى الذهن تحقيق صحفى نشرته فى مجلة "الوسط" اللندنية فى عام 2001 من العاصمة الاريترية اسمرا حول مئات اللاجئين السودانيين فى اريتريا كانوا فى انتظار برنامج الامم المتحدة لاعادة التوطين بحثا عن آفاق جديدة واوطان توفرلهم الخبز و الامن و الحرية. كان هذا هو معنى الوطن فى اذهانهم دون عواطف ودموع تماسيح. هربوا من جحيم الحكم فى الخرطوم فوقعوا فى براثن " التجمع الوطنى الديمقراطى " فى المنفى . كانوا يقولون هنا جحيم وهناك سعير فاين المفر؟. كان الخيار هو الطريق الثالث – اعادة التوطين.
وان كانت احداث المهندسين اعلان مأساة فهى محطة من محطات السفر الطويل والمرهق الممتد بين كمبالا واديس ابابا واسمرا والقاهرة. هناك قصص تصلح لروايات وافلام. واذكر هنا ان المخرج المتميز والشاعر المرهف قاسم ابوزيد ناقشنى قبل سنوات فى العاصمة الاريترية عن " سيناريو شجرة الموت" ولماذا لا توثق تلك المآسى فى افلام؟.
وشجرة الموت هى شجرة تقع على الضفة الشمالية لنهر "ستيت" فى اثيوبيا اوعطبرة فى السودان. تقع الشجرة فى مدينة الحمرة الاثيوبية الحدودية والمجاورة لمدينة ام حجر فى اريتريا، حيث يفصلهما النهر. وهناك كان السودانيون "الجانقو" وهو اسم يطلق على العمال الزراعيين القادمين من المشاريع الاثيوبية. كانوا يتكئون تحت ظلال الشجرة المعنية وهم يلفظون انفاسهم الاخيرة بعد ان يفتك بهم الكلازار والايدز.
يأتى هؤلاء البؤساء الى الشجرة بعد ان تستنزف اموالهم التى جمعوها من العمل المضنى فيصرفوها فى سخاء وسط عوالم " الحانات" المفقود فى بلادهم .
وللنجاة من المصير المحتوم استغلت بعض الفصائل المسلحة تلك الاوضاع و احترفت بيع الوهم عن " الثورة والتغيير والديمقراطية" ، وسوقوا لكثيرين "احلام الوظيفة المرموقة فى الامن والجيش والحكومة عند الانتصار المرتقب. كانوا يذهبون الى معسكرت التجنيد آملين فى غد افضل ومن يرفض الذهاب فمصيره شجرة الموت ، وان نجا فهو ايضا هالك لانهم سيزجون به فى غياهب السجون الاثيوبية بحجة انه " جاسوس وجبهجى واستخبارات. مات البعض فى السجون ومات البعض فى العراء وغرق البعض فى مياه ستيت نسيا منسيا. واعدم البعض من قبل الرفاق " لانه مندس ونشاط هدام"
البحث عن وطن جديد أو شراء الوهم
لقد كانت حجج من استطلعت آراءهم حول دوافع تقديمهم فى برامج الامم المتحدة لاعادة التوطين وهم من كانوا مقاتلين فى صفوف المعارضة المسلحة لسنوات، "انهم كفروا بالوطن الذى عرفوه وانهم لم يجدوا سوى البحث عن حلول ذاتية" كانوا يردون فى حرقة . ماذا "وجدنا غير المعاناة؟. حكومتنا وزعت لنا البؤس ورفاقنا فى البندقية اذاقونا مر العذاب. .
هى محطات مرهقة، وقصص مأساوية ابطالها منسيون وآخرون نخاسة رقيق فى سوق السياسة.لكن لم تجد تغطية الفضائيات مثل ما حصل لاحداث المهندسين.لانها كانت قصص روتينية تحصل بعيدا عن الأضواء.
وبالامس حملت الانباء ان شكاوى فتحت ضد قائد قوات " الفتح" التابعة للاتحادى الديمقراطى وعضو البرلمان عوض الباري السر محجوب.بتهمة تعذيب وسجن احد عناصر الحركة المسلحة وجاءت الشكوى متزامنة مع اتهامات لمسؤول اتحادى آخر بالثراء من اموال الدعم الامريكى وعلى حساب البؤساء من "الجانقو" الحالمين بالحرية والديمقراطية والعدل اشترى الشقق فى عواصم الاقليم و السيارت ومعها الذمم ، ورغم خطورة الاتهامات لم نقرأ ردا او نرى تحركا لدحض التهم وتبرئة المواقف. وانوه الى ان ظاهرة البيع والشراء كانت عملا تباهى به كثيرون. وكان بعض المقاتلين يتنقل بين الفصائل حسب عدد " البُرَّات" – العملة الاثيوبية، والنقفات- العملة الاريترية.
وامس اتهم وزير الدولة بوزارة الداخلية اليو ليو في مؤتمر صحفي عقده بالادارة العامة للجوازات، رئيس حزب الامة الصادق المهدي وعددا من الرموز السياسية بينهم مساعد رئيس التجمع للشؤون القانونية فاروق ابو عيسى، الذين التقوا اللاجئين بالقاهرة قبل الاحداث ، بالضلوع في تعقيد القضية بتحريض اللاجئين وتأليبهم وتقديم الدعم المادي لهم. وقال ان تدخل هؤلاء السياسيين كان سببا في تطور الازمة. واردف "بهذا التدخل كانوا يريدون تمرير اجندتهم السياسية عبر اللاجئين".
واشار الى ازدياد اعداد اللاجئين من ألفي شخص الى اربعة آلاف عقب زيارة الامام الصادق لهم داخل المعسكر، مستشهدا في ذلك بتقرير مفوضية اللاجئين. وقال ليو ان الوفد طالب الحكومة المصرية بتعويض المتضررين غير ان الحكومة المصرية ردت بعدم وجود قوانين لديها تحكمها بذلك، لكنها تعهدت بدفع تكاليف دفن كافة الجثث التي لازالت داخل ثلاجات بالمستشفى، وتخصيص اماكن لدفنها".
لسنا هنا فى وضع الاتهام او الدفاع فالمتهم برئ حتى تثبت ادانته لاسيما وان القضية ستحال الى ملف القضاء بعد ان توعد المهدى بشكوى الوزير "بتهمة اشانة السمعة". لكن سؤالنا المركزى لماذا هاجرت الملايين الى مصر ؟ ولماذا يتسابق السودانيون على الفوز ببطاقات النزوح و اللجوء؟. هناك من بدل دينه وهناك من سجل اسمه فى سجلات " الشاذين جنسيا" من اجل case او قصة تريق دموع " الخواجات" .
هى ازمة النزوح واللجوء والموت او الفوز بفراديس اوروبا واستراليا وكندا والحلم الامريكى. هل هم مدانون؟ هل من حقهم ان يحلموا؟. وهل البحث عن وطن آخر جريمة؟.
أزمنة الحصار واليخوت والهروب الجماعي
النزوح قديم واسبابه مرتبطة بكيان ما يسمى بالدولة السودانية الفاشلة والمهدى لاشك هو مفصل من مفاصل الفشل لانه كان مسؤولا يوما ما وكان فى امكانه فعل الكثير الذى يجنب البلاد شرور " التهجير القسرى والهروب الجماعى والموت البطئ والدراماتيكى، وكان يمكنه ان يجنبنا مغامرات العساكر . هومسؤول مثل غيره اذا نبشنا تاريخنا القريب.
ان ازمتنا دائما هى الغوص فى تفاصيل النتائج والهروب الى الامام من الدخول فى اسباب الازمات وجذور المشاكل. فكانت النتيجة هى السطحية المستمرة والفشل المستدام والسقوط المريع وتفريغ الوطن.
يموت من يطلب الهروب ويموت فى اليوم الف مرة من يريد ان يخدم الوطن بتجرد ونكران ذات فى زمن اليخوت الرئاسية واقتصاد السوق الذى لا يرحم والصفقات المشبوهة والقطط السمان. هناك العشرات ماتوا فى القاهرة وقبلهم فى بيوت الاشباح ومثلهم فى سجون المعارضة تحت الارض. والآلاف محاصرون لمدة اكثر من 54 يوما فى محلية روكرو فى غربى دارفور وسط صمت مريب وواقع مرير ومعاناة الامراض والجوع. هل سيحصلون على بطاقات اعادة التوطين ام هم ينتظرون القوات الدولية لانقاذهم؟.
ربما دفع كثيرون للاجئين فى القاهرة مزايدة ومتاجرة سياسية لكن بيت القصيد ليس هنا. وربما تاجر كثيرون باموال الفقراء من من اشتروا شعارات " الوهم" فى المنافى ومن يرفض البيع فليغرق فى ستيت او فليمت تحت شجرة الموت او يرمى بالرصاص.
هل دفع المهدى لللاجئين؟. وهل هو من اجبرهم على اللجوء؟ وهل هو امتداد لسوق النخاسة فى الحمرة وام حجر؟ ام ان الامر لا يختلف عن البيع كله؟ من يبيع وطناً ومن يشترى؟. ما هو الوطن؟ . وهل ؟..
|
|
 
|
|
|
|
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست