بعقل مفتوح كهرباء كوستي: التنمية من الريف

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2006, 10:28 AM

د. محمد محجوب هارون


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعقل مفتوح كهرباء كوستي: التنمية من الريف

    بعقل مفتوح
    كهرباء كوستي: التنمية من الريف
    د. محمد محجوب هارون


    الحدث الذي شهدته، أمس الأوّل، مدينة ربك بإعلان انطلاق تشييد محطّة توليد كهرباء كوستي حدثٌ ذو أهميّة استراتيجية. فهذه المحطّة، وفقا لما جاء في الرأي العام، 11 فبراير 2006، تشيّدها لصالح الهيئة القومية للكهرباء شركة بهارات للصناعات الحديثة، وهي شركة هندية. وستنتج المحطّة التي تقوم على التوليد البخاري، عند اكتمالها ، خمسمائة ميقاواط يمكن تطويرها لتبلغ ثلاثة آلاف ميقاواط. وهي أكبر محطّة توليد بخاري في البلاد كما قال وزير الطاقة الدكتور عوض أحمد الجاز في احتفال التدشين. وتبلغ التكلفة الكليّة للمحطة خمسمائة مليون دولار سيتم توفيرها بتمويل هندي.
    الاستراتيجي في هذا المشروع الكبير ليس هو هذه الشراكة في التنمية مع دولة في مستوى الهند فحسب. و للهند نموذج تنموي يجب أن نعوّل عليه كثيرا بوصفه النموذج التنموي الأكثر مواءمة لبلادنا. والاستراتيجي ليس هو وحده هذا الاستثمار الكبير من حيث حجم التمويل خارج المركز (الخرطوم)، علما بأن هذا هو ثالث أكبر مشروع من حيث حجم التمويل خارج العاصمة بعد النفط و سد مروي.
    إنّ الوجه الاستراتيجي الأهم هو النموذج التنموي الذي يمكن أن يمثّله هذا المشروع في حال انحيازه لنموذج التنمية من الريف. و هذا الوجه الثالث من وجوه الاهمية الاستراتيجة لمحطة كهرباء كوستي التي ستدخل العمل بعد خمسة وأربعين شهرا سيستبين، على المستوى التطبيقي، حال وضوح السياسة التي ستحدّد مجالات استخدام الطاقة المولّدة من هذه المحطّة.
    لم تجرِ العادة الاستثمارية، في تاريخ التنمية الاقتصادية الحديثة في بلادنا، على نهج بناء مشروعات غير مدرّة للربح من هذا النوع خارج المركز، خاصة في الريف. فكل المشروعات الكبيرة التي تمّت في الريف هي مشروعات ذات طابع وجدوى تجاريين مؤكّد عليهما. وهذا هو ما يجعل الظن بانّ هذه المحطّة الكهربائية مربوطة بمشروع ضخ البترول من عدارييل إلى المصفى في الخرطوم وإلى موانئ التصدير في البحر الأحمر أمرا أقرب إلى اليقين.
    و لا مندوحة في أن يكون توفير الطاقة الكهربائية المطلوبة لضخ النفط من خلال الخط الناقل الجديد سببا رئيسا لتشييد محطّة كهذه في ربك. ولكن من حيث أنّ الطاقة المنتجة والمحتمل زيادتها مستقبلا قد تزيد كثيرا عن حاجة الخط الناقل للبترول فهذه فرصة مهمّة لتوظيف الكهرباء الفائضة لصالح التنمية في الريف بدلا عن التركيز على ضخ النفط بشكل أساس.
    وللحقيقة فإنّ التنمية النفطية لا تقود إلى تنمية في الريف بشكل تلقائي، لأنّ النفط يدر دخله بعد التكرير أو التصدير. ومن حيث أن صناعة النفط صناعة متقدّمة جدّا على الصعيد الفنّي فهي تعتمد بشكل غالب على عمالة مدرّبة تدريبا عاليا، وبالتالي ففي مقابل عمالة قادمة من المركز ومن الخارج فإن سوق العمل الذي تتركه الصناعة النفطية لعمالة ريفية محدودة التأهيل هو سوق صغيرة نسبيا. وعائدات النفط لا تستثمر، عادة، في مشروعات اقتصادية كبيرة نسبيا في الريف حيث منابع النفط وآباره، فيما تُنفق هوامش صغيرة من عائداته في بناء مؤسّسات خدمية مثل المدارس والمراكز الصحية وشبكات طرق لاستخدام الشركات النفطية.
    ولكلّ ذلك، فرأيي أن تعتبر ولاية النيل الأبيض أنّ هذه المحطة هي مدخل لبناء نموذج للتنمية الريفية يغيّر، في المحصّلة النهائية، وجه الولاية في قطاعات الزراعة والتصنيع الزراعي والثروة الحيوانية والتجارة ممّا تتمتّع الولاية بمقوّمات نجاح اقتصادية كبيرة فيه.
    وحتّى لا تبقى فكرة كهذه مجرّد أماني وشعارات فإنّ أمام الأجهزة القيادية في الولاية مسؤولية كبيرة في تطبيق هذا النموذج، فولاية النيل الأبيض مثلها مثل بقية ولايات السودان باستثناء العاصمة الخرطوم، تفتقر إلى الخبرات والكفاءات، وتحاصرها التزامات التسيير المرهقة مع موارد وإن زادت إلا أنّها تبقى شحيحة و (مقوّمة للنفس) شهرا بعد شهر حتّى لا يبقى من الوقت والطاقة مزيد للعمل على التنمية.
    وغير أهمية أن تضطلع حكومة الولاية ومجلسها التشريعي و تنظيماتها السياسية بدور رئيس لصالح الانشغال بالتنمية ومتابعتها، فإنّ من الحكمة بمكان أن تكون للولاية مفوضيّة للتنمية والاستثمار تتبع مباشرة للوالي وتكون مساءلة أمام المجلس التشريعي تكون مهمتها التركيز على التنمية، وتوظيف الموارد المحلية في مجهود تنموي حقيقي، وتستقطب من بعد الاستثمار المباشر من خارج الولاية وخارج البلاد.
    ولمّا تقوم ولاية النيل الأبيض بواجبها التنموي على هذا النحو، ففي وسعها أن تجعل من محطة كهرباء كوستي الجديدة هذه في مصاف سد مروى من ناحية ما تعود به على تنمية ريف النيل الأبيض الذي يمكن أن يتحوّل، إضافة إلى كنانة وعسلاية وسكر النيل الأبيض، إلى مزرعة خضراء تمدّ الأسواق في الداخل والخارج بمنتجاتها، و تحوّل إنسان ريف النيل الأبيض المغلوب على أمره مثل بقية مواطني ريف السودان إلى إنسان ذي قيمة مضافة تعليما و معرفة وصحّة وشراكة راكزة في مستقبل البلاد.
    رجائي، ثمّ رجائي ألا يترك أهلنا في النيل الأبيض، حكومة ومجتمعا، محطّة كوستي للكهرباء لتضخ النفط في انبوبه إلى المصافي والأسواق، وأن تنوّر لهم بالليل المنازل. إصنعوا، بالله عليكم، من هذه المحطّة نموذجا لتنمية من الريف وفي الريف.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de