عذاب ومعاناة الزوجين من تدخل الأهل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2006, 07:50 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عذاب ومعاناة الزوجين من تدخل الأهل



    رغم أن الشعب السوداني شعب متكافل ومتضامن وطيب العشرة وتسوده المحبة والإلفة ، إلا أننا نجد أن في مجتمعنا عادات ضارة وغير محتملة على الإطلاق لم نستطع التخلص منها ، على سبيل المثال تدخل الأهل في حياة أبنائهم وبناتهم في كل مراحل الحياة. فيبدأ التدخل منذ الصغر ، فهم الذين يحددون لك مع من تلعب وماذا تلبس ، وقد يكون في ذلك شيء من الصواب ولكنه بكل تأكيد هي الخطوة الأولى في فرض الهيمنة الأسرية على الطفل ، ثم يقررون لك بعد ذلك إلى أي مساق علمي يجب أن تنضم ، متناسين حرية ورغبة صاحب الشأن ، الذي هو أنت ، فتجد أن الطالب يرغب في الدراسة في المساق العلمي فيتدخل الأهل ويغيروا رغبته إلى المساق الأدبي والعكس صحيح ، فتجد الطالب كارهاً لدراسته لأنه مجبر عليها ، أو أن يتم تغيير رغبته من دراسة الهندسة إلى دراسة الطب أو القانون وهكذا.
    وأرجو هنا أن أطرق موضوعاً أعتبره يهم كافة الناس ألا وهو موضوع تدخل الأهل في الحياة الزوجية لأبنائهم وبناتهم في جميع مراحلها، فالأهل في بعض الأحيان هم الذين يختارون العروس لابنهم أو يفرضون عريساً محدداً لبنتهم حتى إذا كانت رافضة ذلك العريس لأي سبب من الأسباب ، ضاربين عرض الحائط بمشاعر وأحاسيس أبنائهم وبناتهم ، فيحكم على البعض منهم بالسجن مدى الحياة في زواج ممل ومفروض عليهم وغير متكافيء. ولا يسلم المتعلمون في بعض الأحيان من مثل هذا الحكم الأسري القبلي المتعسف ، فنجد في بعض الأسر يتم تزويج الأولاد والبنات المتعلمين والمسلحين بأرفع الدرجات العلمية لأقرب الأقربين كأبناء وبنات العم والعمة والخال والخالة ، رغم أن الإسلام وصى بالزواج من خارج الأسرة تجنباً للأمراض الوراثية ، أو أن يصر الاهل على أن يصاهروا الاسرة الفلانية أو يتجنبون الاسرة العلانية دون وجود أي مبرر لذلك القبول أو الرفض لأن الزواج مسألة شخصية وكان يجب ألا يتدخلوا إلا لإتمام مراسيم الزواج ، فنجد بعض الزيجات تحولت إلى مصالح مشتركة وبيزنس وفشخرة على الفاضي لزوم المباهاة والتفاخر بأن ولدنا أو بنتنا تزوج أو تزوجت من أسرة فلان بن علان مصحوب بلقب رجل الأعمال أو السفير أو الوزير أو الطبيب أو غيره ، ولا يفكرون البتة في أن كل ذلك عبث وضحك على الدقون ، لأن الحياة بين الزوجين تبنى أساساً على الحب والاقتناع وأن يتم الاختيار بمحض إرادتهما دون التدخل من أي طرف آخر حتى إذا كان هذا الطرف هم الآباء والأمهات.
    ثم يستمر مسلسل التدخل والسيطرة في الحياة الزوجية للأبناء والبنات في كافة الأمور ، مثل مع من الأسرتين على الزوجين أن يسكنا؟ هل يسكنون مع أهل العروس فيتحول العريس إلى حمل وديع أم مع أهل العريس فتتحول أمه وأخواته إلى لبوات مفترسات؟ والله شاهدت بنفسي حالات كثيرة يكاد قلبك ينفطر على حال الزوجات ، حيث يسيطر أهل العريس حتى على حياتها الخاصة ، فيراغبون غدوها ورواحها وتكشيرتها وبسمتها ، فإن تأنقت فهي أنانية وبوبارة وإن أهملت نفسها فهي شيتة ومبشتنة ومسكين ولدنا وقع وقعة سوداء ، خاصة إذا كان الزوج مغترباً ويقيم أولاده وزوجته مع أهله، فستتحول هذه المسكينة إلى ضحية في أغلب الأحوال ، وربما ينقلب الأمر رأساً على عقب إن كانت تقيم مع أهلها ، حيث سيبتدع لها مدربوها (أقصد أمها وأخواتها) خططاً جهنمية لإغاظة أهل الزوج وإظهار أن ابنهم مقصر في زوجته ، أو تصويره على أنه في الجيب وأنه لا يمكن أن يقول (بغم) دون مشاورة أو إذن الزوجة التي غالباً ما تستنمر أو تستأسد بفضل التيم ويرك العجيب.
    يقولون وراء كل عظيم امرأة ، ولكن نجد أن وراء كل دمار أسرة أو طلاق زوجة امرأة أيضاً ، أنا لا أقول ذلك تحاملاً أو هجوماً على المرأة ولكن التجارب الحياتية أو النساء هن من يختلقن المشاكل والرجال هم من يحاول السيطرة على كيان البيت وتجنيبه الانهيار في أغلب الأحيان ، لأن الرجال أكثر حكمة وغير متسرعين في إصدار الأحكام الجائرة ، ولو استجاب الأزواج لنداءات الطلاق لأصبح عدد المطلقات أكثر من عدد الموتى.
    وهذا لا ينفي بالطبع أن بعض الأزواج ضعفاء وعبارة عن أراجيح يحولها الاهل كيفما شاءاوا ، فنجد منهم من لا يمكنه أن يرد لأمه أو أبيه أو أخته طلباً حتى إذا أدى ذلك إلى تطليق زوجته وبعثرة أبنائه بين أهله وأهل زوجته، كما أن بعض الأزواج يكونون متنرفزين وحمقى يثورون لأتفه الأسباب ، ولا يفكرون إلا في ذواتهم وملذاتهم.
    ومن أمثلة التدخل والسيطرة في حياة الزوجين ، وقوع عبء إعالة الإخوان والأخوات في بعض الاسر على أخيهم الأكبر ، حيث يقوم بالصرف عليهم وعلى مدارسهم وجامعاتهم وغيرها . ومن الامثلة كذلك إصرار الإخوان والأخوات على البقاء والعيش مع أخيهم أو أختهم دون مراعاة لظروفه المادية أو ظروف بيته إن كان يسعهم أم لا ، فنجد أن الزوجين يحاولان بقدر الإمكان تلبية رغبات الضيوف الدائمين خصماً على راحة أبنائهم وخصوصية علاقة الزوجين ، ونحن في السودان لا نعرف شيئاً يسمى الخصوصية ، فلا يهنأ الزوج بالأنس مع زوجته دون اقتحام من قوات الكوماندوز المنتشرة في البيت. شكى لي صديق عزيز حديث زواج ، ذهب إلى السودان لتلقي العزاء في وفاة والده بأنه لم ينعم بإجازته ، حيث كان يوقظ من النوم في منتصف الليل أو عند القيلولة لأخذ الفاتحة مع بعض الناس ، رغم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على الوفاة.
    ثم يأتي بعد ذلك التدخل في تربية الابناء والبنات خاصة إذا كانوا يقيمون مع الأهل ، فينشأ الطفل مشتت الافكار ومرتبكاً وحائراً لاختلاف مدارس التربية وتعدد الآمرين والناهين ، فهناك الأب والأم من جهة والعم أو الخال أو الجد والجدة من الجهة الأخرى ، ويمتد التدخل إلى أمور لا يمكن التغاضي عنها كالإصرار على ممارسة خفاض البنات دون مشاورة الأب . سمعت قصة بأن أحد المغتربين لما رجع في إجازته وجد أن نسيبته قد قامت بممارسة الخفاض الفرعوني على بناته رغم أنه قد أخبر زوجته بأنه لا يود ذلك ، ولكن كانت زوجته سلبية إلى أبعد الحدود فلم تقدر على منع أمها من الاعتداء على بناتها أولا ثم تهميش زوجتها ثانياً ، فما كان منه إلا أن رفع دعوى ضد نسيبته متهماً إياها بالاعتداء الجسدي على بناته.
    ومن أمثلة الهيمنة والسيطرة أيضاً فرض أسماء الأجداد والجدات والأعمام والعمات والخالات والخالات على الأبناء رغم أنها قد تكون غير ملائمة لهذا الزمن ، فنجد ملايين الألقاب كجدو وحبوبة ، فنسمع باسماء أطفال صغار مثل حمد النيل والعاقب وجاد الله ودفع الله والإمام والتجاني وعبد السيد وبابكر والحرم وست النفر وسعدية وأم سلمى والرضية وعلوية واللقية وغيرها من الأسماء العجيبة. اعترض أبي (الله يرحمه) عندما سمى أخي الأكبر ابنه عليه (البشير) وقال له ده ولد صغير وأنا اسمي اسم ناس كبار وما في داعي تحرج الولد لما يكبر. وقد عايشت معاناة أحد أصدقائي الذي يقيم معي في نفس المدينة عندما سافرت زوجته إلى السودان لولادة طفلهما الأول ، عايشت كيف تحولت فرحته بطفله الأول إلى غضب وحزن عميق ، حيث قام أب الزوجة (جد الطفل) بتسمية المولود على أخيه دون مشاورة أو حتى مباركة الطفل لأبيه ودون استئذان أم الزوج أو أخوانه الذين حضروا الولادة في المستشفى ، رغم أن الزوجين متفقان على اسم المولود إن كان ذكراً أم أنثى ، وكان يمكن أن يؤدي ذلك إلى الطلاق لولا لطف الله ، حيث كان الزوج مصرّاً على تغيير الاسم حتى إذا دعى ذلك إلى الطلاق لا قدر الله ، لأنه يرى أن ذلك تدخلاً في شؤونه الخاصة وإهانة له ولأهله ، وكان يمكنه أن يبارك الاسم بكل سهولة لو أن صهره اتصل عليه وبارك له المولود أولاً ثم استأذنه في تسمية الطفل ثانياً ، وحتى بعد أن حدثت المشكلة لم يتكرم الصهر العزيز بالاعتذار، وتحت إصرار الزوج الغاضب رضخت الزوجة وأهلها وتم تغيير الاسم حسب رغبته.
    وأكثر الناس الذين يكونون عرضة لمثل هذه الظواهر السالبة هم المغتربون ، خاصة الذين يبقى أولادهم في السودان للدراسة ، فينشأ الأبناء تحت رحمة أهلهم وسيطرتهم ، وقد يصل الامر إلى درجة استغلال أبيهم. سمعت حادثة عن أخ هو الأكبر في البيت ، يقوم بالصرف على أولاده وعلى أمه وأخوته رغم أنهم كبار وغير محتاجين له ولهم بيتهم الخاص ، ولم يقصر على الإطلاق معهم ، واستطاع هذا المسكين وبعد عناء وغربة وتعب أن يحول مبلغاً من المال لاخيه ليقوم الأخ بدوره بشراء أرض وبنائها له ، فقام الأخ الاستغلالي بشراء الأرض وبنائها وتسجيلها باسمه هو لا باسم أخيه المغترب ، وأمثلة الجشع والطمع والاتكالية التي قام عليها مجتمعنا كثيرة لا تحصى ولا تعد.
    فيا ترى متى يتخلص مجتمعنا من هذه الظواهر التي ظلت تجثم على صدورنا منذ أمد طويل؟ ، لأن ظروف الحياة تغيرت وكذلك مفاهيم الناس ، فإذا كانت الأسرة الممتدة وما يترتب عليها موجود في مجتمعنا فلا اعتقد أن الاسرة السودانية ستكون قادرة على تحمل تبعات هذه الظواهر.


                  

02-14-2006, 01:06 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عذاب ومعاناة الزوجين من تدخل الأهل (Re: Nasruddin Al Basheer)

    إلى السماء السابعة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de