العميد/ عمر الشاعر يتعبد في محراب الجمال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2006, 03:54 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العميد/ عمر الشاعر يتعبد في محراب الجمال


    العميد/ عمر الشاعر يتعبد في محراب الجمال
    بقلم / محمود دليل

    إذا أنا أزمعت مواصلة التوثيق لمبدعي القوات المسلحة ورجالات السيف والقلم في السودان فعسى أن أكتب اليوم عن العميد موسيقار عمر الشاعر، ومثلما أن سلاح الإشارة هو سلاح الكتّاب مثل عمر الحاج موسى وعصمت زلفو وصلاح عبد العال وعوض أحمد (وهو شاعر أيضاً) ومحمد الأمين خليفة فإن سلاح الموسيقى هو سلاح الشعراء مثل حسن كركب وجعفر فضل المولى التوم وعمر الشاعر وغيرهم.
    وسعادة العميد عمر من الذين إذا رأيتهم تعجبك هيئتهم وإن يقولوا تسمع لقولهم فهو من "الناس القيافة" مديد القامة جسيم قسيم لبق حلو الرواية والحديث، متأنق تضفي عليه ربطة العنق من نوع البابيون أي [الفراشة] ألقٌ على ألق كما زانت الذين من قبله ممن أشتهروا بارتدائها من السياسيين مثل مبارك زروق ومحمد أحمد محجوب أو من الفنانين مثل إبراهيم عوض وحسن عطية ومحمد حسنين.
    هذا هو المظهر أما عن المخبر فإن في فؤاده الرحيب معبد للجمال شيدته الحياة بالرؤى والخيال ولعل مرد ذلك يعود لمولده في مدينة كسلا ذات الجمال المزدوج الإشراق أو كما قال توفيق صالح جبريل في قصيدته عنها في ديوانه [أفق وشفق]
    "فتراءى الجمال"
    "مزدوج الإشراق"
    يسبي معدد الآفاق"
    "كسلا أشرقت بها"
    "شمس وجد"
    "فهي في الحق"
    "جنة الإشراق"
    ولكن بجانب هذا المعبد الكائن في وجدانه ماكينة طموح لا تكف عن الدوران كما تحكي سيرته الذاتية، حيث مشى الجندي (النفر) عمر الشاعر في سكة العسكرية كأنما يقطعها وثباً إذ ترقى أولاً إلى "عريف" متخطياً رتبة الوكيل عريف كما تخرج من الكلية الحربية فيما بعد برتبة الملازم أول وليس الملازم ثان!!
    ولد بكسلا عام 1951م وتلقى تعليمه الابتدائي بها ودرس بالمعهد العلمي ومدرسة بيت الأمانة الثانوية وتخرج في المعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1974م، ولكن كيف ومتى وأين ولماذا قطع ما انفتل من حبل تعليمه والتحق بالجيش؟!!
    حسناً في نهاية حقبة الستينات فكرت قيادة القوات المسلحة السودانية في إنشاء منظومة متكاملة لسلاح الدفاع الجوي على الطراز الحديث كقوة رابعة مستقلة عن القوات الجوية [سلاح الطيران] أسوة بالجيوش المعاصرة إذ لم تكن توجد في البلاد سوى فرقتي مدفعية مضادة للطائرات هما [البطارية 19] المتمركزة في بورتسودان وقوة [البطارية 20] المتمركزة في عطبرة.
    وإنتشرت إذن إعلانات التجنيد المصحوبة بإغراءات الابتعاث إلى الخارج للدراسات الفنية مع إتاحة الفرصة للترقي لأرفع الرتب كل حسب إتقانه وتفانيه والمرء كما يقال حيث يضع نفسه إن شاء ارتقى بها أو هوى بها والنحل لا يلثم الزهور الذابلة والطيور الميتة لا تحلق في الفضاء وهكذا رفرفت خيالات الأماني بالمجد العسكري في نفوس الشباب الطامحين ومن ثم هجر الطالب عمر الشاعر مقاعد الصف الثاني الثانوي بمدرسة بيت الأمانة الثانوية في يوليو 1968م والتحق جندياً بالجيش في أول دفعة للدفاع الجوي تدربت في مركز التدريب الموحد وكان يوجد آنذاك في حامية الشجرة قبل انتقاله لاحقاً إلى منطقة جبل الأولياء.
    ولكن تصادف في نفس تلك الفترة أن كانت قيادة الجيش قد شرعت أيضاً في تحديث القوات المدرعة التي تغير اسمها من (سلاح الفرسان) إلى [الألاي المدرع] وتم فصله من [حامية الخرطوم] وبدأت باستجلاب دبابات [ت 54] و [ت 55] لكي تحل تدريجياً مكان الدبابات القديمة من طراز "استيوارت" و "استاج هاوند" و "صلاح الدين" وتطلب الأمر أيضاً توفير المزيد من العناصر البشرية لقيادة وصيانة هذه الآليات وهكذا تم الحاق المجند عمر الشاعر وآخرين بسلاح المدرعات.
    في أواخر مايو عام 1969م وبتعليمات من القيادة العامة بالتنسيق مع فرع التدريب تحركت إلى [خور عمر] كتيبة مدرعات لإجراء المناورة الخلوية السنوية رغم تحفظ قائد السلاح المرحوم الأميرألاي عبده حسين محروس، وكانت القوة بقيادة الرواد خالد حسن عباس ومحجوب برير محمد نور وميرغني العطا وكامل عبد الحميد والرائد "المتقاعد" فاروق عثمان حمد الله وثلة من الموالين لتنظيم الضباط الأحرار من كبار ضباط الصف مثل حسن البدري وعمر عجيب ومحمد زين وعبد الله خير الله ومحمد صلاح وقد انضمت إليهم في الأيام التالية و =بصورة مريبة= سرية مظلات بقيادة المرحوم الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر والرائد أبو القاسم محمد إبراهيم وكلاهما من "الدفعة 13" دفعة وزير دفاع حكومة الانتفاضة اللواء عثمان عبد الله واللواء (م) فضل الله برمة واللواء (م) عوض مالك بجانب، سلاحه الشخصي و "نمرته" وشنطة الجراية و "الكفوف" كان المجند عمر الشاعر قد جاء إلى "خور عمر" يحمل عوداً أيضاً وكان يزوره في خيمته ابن بلدته –كسلا- الرائد محجوب برير بصحبة زين العابدين وأبو القاسم يستمعون مبتهجين إلى ضربه المتقن على العود وترنمه الشجي ولم يفطن إلى ما كان يمور في أذهانهم إلا عند اقتراب ساعة الصفر عندما قام الرائد محجوب برير في ليلة 24 مايو وبأوامر من قائد الإنقلاب العقيد جعفر محمد نميري قام بالنيابة عن خالد حسن عباس بجمع القوة وتنويرها بحقيقة التحرك وسط ضوضاء وجلبة صيحات الجنود.
    لما ظهرت "مايو" إلى الملأ في أيامها الأولى وهي ترفل في أثوابها "الحمراء" ويفوح من بين أردانها عطرها "الماركسي" وشوش عبيرها السوفييت وساقهم إليها الهوى فتوددوا إليها وأسرفوا لها في الوعود –ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر- ولكنهم قاموا أولاً بالإسراع في توريد صفقة الأسلحة الضخمة التي كانت قد تعاقد عليها الوفد العسكري السوداني برئاسة الجنرال الحديدي المرحوم اللواء محمد إدريس عبد الله الذي كان موجوداً في موسكو عند وقوع الإنقلاب، وقد كان وجوده خارج البلاد أحد العوامل التي أدخلها تنظيم الضباط الأحرار في عمل تقدير الموقف واختيار توقيت التحرك ولم يبق أمامهم إذن سوى تجاوز عقبة وجود الرجل القوي الآخر المرحوم اللواء حمد النيل ضيف الله رئيس هيئة أركانحرب الجيش.
    وطارت من البلاد في تلك الأيام عشرات البعثات العسكرية من الضباط والرتب الأخرى إلى روسيا ومصر وأوروبا الشرقية للتدرب على قيادة دبابات –ت54- و –ت55- وقيادة طائرات الميج -17- والميج -21- والأنتينوف وطائرات الهليكوبتر من طراز –مي- وتشغيل صواريخ سام ومحطات الرادار ونظم الاتصال والإشارة والاستطلاع ومدفعية الميدان الثقيلة والمدفعية الساحلية، بل أن تشكيلات ألوية المشاة ظهرت في العرض العسكري بمناسبة الذكرى الثانية لقيام الثورة وهي تمشي صفاً صفاً بالخطوة الشرقية [خطوة الأوزة] وتدك الأرض دكاً دكاً .
    وهكذا ووسط هذا الزخم أرسل العريف إدارة عمر الشاعر وآخرين إلى مصر في يوليو عام 1969 لحضور دورة مدرعات حديثة وهناك أظهر تفوقاً ملحوظاً حدا بالفريق محمد فوزي أن يمنحه شهادة تقدير ممتازة أدارت له في المستقبل القريب =مدعومة بتوصية قادته المباشرين= أدارت له مفاتيح أبواب الكلية الحربية السودانية التي دخلها عام 1980م وتخرج فيها عام 1981م [الدفعة27] وعين ملازماً أول إلى سلاح الموسيقى حيث ظل به حتى تقاعده عام 2001م برتبة العميد وذلك بعد الخدمة الممتازة بالدفاع الجوي والفرقة السابعة المدرعة.
    وعمر الشاعر كما تشعرون أمروء متعدد المواهب ملهم يشع من صومعة جماله الداخلي إبداع مختلف ألوانه ، فهو فتى بفن العزف ماهر على آلات العود والكمان والجيتار وشاعر مقل وملحن مكثر شكل مع زيدان ابراهيم والتيجاني حاج موسى آناء السبعينات "مظاهرة" فنية جابت وجدان الناس وتجولت في أفئدتهم وتمشت في حناياهم كما تتمشى في مفاصل وأطراف شاربها الخمر.
    التيجاني المتفرد يستنطق القوافي والقصيد وعندليب العباسية الأسمر يشدو ويغرد وعمر المتمكن يلحن ويحسن وما يزال صدى ألحانه الحلوة يتردد بين جنبات الأفئدة والنفوس كنقر النواقيس داعياً إلى معاني المحبة والسكون إلى الحسن والجمال والإيناس والحبور بالقربى والإتكاء على ظلال أرائك الأحبة أو كما يقول حسين عثمان منصور في قصيدة [أجراس المعبد] :
    "دقّت الأجراس"
    "في معبد الحب نادت"
    "نادت الأفراح"
    "ورقصت خمرة الأحباب"
    "في الكأس وراحت"
    "تسكر الأرواح"
    وما فرغ حسين عثمان منصور من تنميق مثل هذا القول المرونق حتى أنشد قصائده الحسان الأخريات مثل "ليل وكأس وشفاه" لسيد خليفة و "أيام زمان" لأحمد المصطفى و "توبة يا أنا" لإبراهيم الكاشف و "ناس إنتو" لمحمد حسنين و "مصرع زهرة" لعبد العزيز محمد داؤود و "يا روحي سلام عليك" لصلاح محمد عيسى حتى خشيت عليه والله أن يذوب رقة ولطافة، رعى الرحمن عمر الشاعر وحيّاه الغمام.

    (عدل بواسطة أبوالزفت on 02-04-2006, 04:32 AM)

                  

02-05-2006, 03:47 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد/ عمر الشاعر يتعبد في محراب الجمال (Re: أبوالزفت)

                  

02-05-2006, 06:41 AM

Abubaker Kameir

تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد/ عمر الشاعر يتعبد في محراب الجمال (Re: أبوالزفت)

    شكرا ابو الزفت
                  

02-07-2006, 02:13 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد/ عمر الشاعر يتعبد في محراب الجمال (Re: أبوالزفت)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de