|
|
 اللواء (أبو قرون) يمزج بين الماء والنار
|
اللواء (أبو قرون) يمزج بين الماء والنار
بقلم / محمود دليل
أيها العابر السبيل إذا مررت ببرندات سوق الموردة بأم درمان وتوقفت عند دكان الترزي البلدي "مبارك حمودة" ورأيت أمامه أمة من الناس يتسامرون ويلغطون، فإنك لو أحدقت النظر فسوف تجد بينهم شاعر [الدفعة 7] الغنائي و الوطني العم عميد (م) الطاهر ابراهيم.
وإذا رأيت ثم رأيت رجلاً من بينهم صارم سحنة الوجه، حاد الملامح كصقر الشاهين الجارح يرتدي الجلابية الأنصارية منقوشاً أعلى جنبها الأيسر شعار الأنصار الرمح والهلال تعلو هامته العمامة ذات الذيل المسترسل تبرز من أعلاها الطاقية العالية ذات الرأس المخروطي كأنه من جهادية المهدية، فليس ذلك هو الأمير يعقوب قائد [الراية الزرقاء] أو الأمير شيخ الدين قائد [جيش الملازمين] أو الأمير ابراهيم الخليل قائد [جيش الكارة] إنما هو اللواء (م) "أبو قرون عبد الله أبو قرون" وهو الضابط رقم واحد وعشرين في هذه السلسلة التوثيقية التي أكتبها عن رجالات السيف والقلم في السودان.
ولد بأم درمان في 29 مارس عام 1941 وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة بيت الأمانة والوسطى في مدرسة حي العرب والثانوية بمدرسة المؤتمر ثم درس لاحقاً بجامعة القاهرة الفرع آداب قسم تاريخ وحاز على بكالوريوس العلوم العسكرية إثر تخرجه في الكلية الحربية عام 1963م ضمن ضباط [الدفعة 14] .
وهي نفس دفعة الأديب والمؤرخ المرحوم رائد عصمت حسن زلفو الذي لم تثنه أعباء عمله في سلاح الإشارة ثم فرع التدريب القتالي من إرفاد المكتبة العسكرية بكتب قيمة مثل [كرري] و [شيكان] وكذلك القائد الأسبق لسلاح المهندسين وحاكم الإقليم الشمالي فيما بعد اللواء (م) مهندس عبد العزيز محمد الأمين عضو المجلس العسكري الانتقالي والذي كان أول الدفعة.
وأيضاً كذلك اللواء (م) سر الختم محمد فضل مدير السياحة الأسبق وبكري المك موسى وهاشم أبو فداية بجيش دولة الأمارات والمرحوم الشاعر عقيد إبراهيم سيد أحمد صاحب ديوان [الجنـدي] وشاعر قصيدة "أيامي الخوالي" للفنان الطيب عبد الله ومؤلف ملحمة –ونجي بول- يصور فيها المعارك التعرضية الضارية التي خاضتها القوات المسلحة في فترة 1970/1971م في شرق وغرب الاستوائية فيما عرف بـ [عمليات الردع] وهي سلسلة عمليات "بشائر النصر" و "كتائب النصر" و "دعائم النصر" بقيادة العميد آنذاك عمر محمد الطيب وانتهت باقتحام آخر معسكرات المتمردين في جبل –ونجي بول- ومهدت لعقد اتفاقية أديس أبابا عام 1972م التي أطفأت نيران الحرب إلى حين وأنبتت وغرست شتلات الزيتون.
اجتاز أبو قرون كل الفرق الحتمية وكورس قادة الفصائل كما حصل على كورس قادة سرايا ودورة صاعقة بانجلترا ودورة معلمي قوات خاصة بمصر كما أوفد إلى فيتنام وليبيا ولبنان وكان الأول على دفعته في الأكاديمية العسكرية العليا بالعراق.
عمل بالقيادة الغربية بالفاشر والكلية الحربية ومدرسة المشاة بجبيت والقيادة الجنويبة والفرقة التاسعة المحمولة جوَّاً كما خدم بفرع التوجيه المعنوي وفرع البحوث العسكرية وأنتدب للعمل بدولة الكويت من عام 1973م إلى عام 1976م وعمل مديراً لفرع العمليات الحربية بالقيادة العامة حتى إحالته على التقاعد عقب وقوع انقلاب 1989م.
وتواجد الكفاءات العسكرية السودانية في الكويت ليس أمراً طارئاً فعلي سبيل المثال كان هناك في أواخر الستينات الأميرالاي مصطفى الزئبق الذي أشرف على تأسيس الكلية الحربية الكويتية، كما وأنه في الفترة من 1961/1963م عملت ثلاث كتائب سودانية على التوالي ضمن –قوة الردع العربية- التي شكلتها جامعة الدول العربية لمنع وإثناء الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم من محاولة احتلال الكويت حيث كانت الكتيبة الأولى بقيادة القائمقام المرحوم أحمد الشريف الحبيب والكتيبة الثانية بقيادة القائمقام المرحوم حسن الفحل إبراهيم والكتيبة الثالثة بقيادة القائمقام صديق محمد طه.
وكان أبو قرون أثناء عمله قائداً لمنطقة بحر الغزال العسكرية قد ابتدع فكرة [جائزة قائد منطقة بحر الغزال لعمليات الصيف] تمنح للأفراد أو المتحركات التي تقوم بأعمال بطولية متميزة، وقد ذهبت هذه الجـائزة في نوفمـبر عام 1988م لطاقم طائرة [الهاركليز سي-130] التي كانت تنقل الفريق أول عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع والفريق المرحوم فتحي أحمد علي القائد العام واللواء (م) محمد عثمان مالك مدير فرع التوجيه المعنوي وبعض كبار ضباط هيئة القيادة.
فقد تعرضت هذه الطائرة بعد إقلاعها من مطار واو لقصف صاروخي من قبل المتمردين بصاروخ مضاد للطائرات من طراز =سام7- المعدل الذي يحمل على الكتف مما أدى لاشتعال النيران فيها وفقدانها لتوازنها وأخذت تتأرجح وهي تهوى كجلمود صخر حطّه السيل من علٍ ولكنها تمكنت في تلك اللحظات الحرجة قبيل الارتطام بالأرض من السيطرة على الموقف والعودة إلى مطار الإقلاع بعد آخر ضوء وكان ذلك بفضل من الله تعالى وكفاءة ورباطة جأش وشجاعة قائدها العميد أركانحرب طيار عامر الزين الذي ثبت وأثبت مقولة أن [القائد الجيّد هو القادر على التصرف بطريقة طبيعية في ظروف غير طبيعية].
وقد شمل التكريم أيضاً مساعده مقدم أركانحرب طيار علي عمران ومقدم ملاح جوي زين العابدين سليمان ورائد فنّي جوي عثمان أحمد المصطفى وبقية الطاقم المكون من مساعد فنّي تحميل محمد سعيد مبارك وعريف مضيف عوض أحمد عوض وعريف فني حمزة محمد الحسن ورقيب فني اتصال محمد الخليفة.
أما وقد خـدم أبو قرون القوات المسلحة ربع قرن ونيفاً من الزمان فلا غرو أن تنعم عليه –لله درّه- بما نراه يلتمع على صدره من نجمة الإنجاز العسكري ونوط الواجب ونوط الجدارة ونط الشجاعة ووسام النصر ونيشان الخدمة الطويلة الممتازة لا سيما وأنه قد قاد العديد من الأطواف المحاربة [المتحركات] في قوقريال وواو وجوبا وتوريت وكان آخر أعماله في آخر يوم له بالقيادة العامة في فرع العمليات الحربية هو الإشراف على عملية إسقاط المؤن جواً على حامية -طمبرة- المحاصرة.
هذا عن جانب الحديد والنار في شخص أبي قرون أما عن جانب الخضرة والماء في شخصه فهو هيّن تستخفه بسمة الطفل رقيق يستشف من كل شيء جمالاً وتشوقه الطلعة الوسيمة من هندٍ أو دعدٍ أو الرباب فينشد ملتاعاً :
"قالوا قطعة سكر"
"قلنا أحلى وأنضر"
وهي أولى قصائده لفنان الحي في "ود نوباوي" نجم الدين الفاضل والذي أهداه أيضاً [من يوم هويناك] و [سلِّم لعينيك] وغنت له سمية حسن [عِزَّة] و [عَزَّة] وكتب قصيدة [ديباجة] لصلاح بن البادية أما سيف الجامعة فقد شدا بقصائده [شايل هموم الدنيا مالك] و [يا ليالي إتوقفي] بينما ترنم له اسماعيل حسب الدائم بأهزوجة [البلبل الصداح] ومن كلماته غنّى عبد القادر سالم [أوبريت كردفان] ومن الجيل الجديد غنى له عبد الكريم أبو طالب [إنت قول الفي ضميرك] و [ إستني شوية] وغنّى له نميري حسن [حقّك علي] و [أخبارك إيه] وغنّى له أمير حلفا [حييته ما ردّ السلام] أو كما قال أحمد شوقي :
"إن رأتني تصد عنّي"
"كأن لم تكن"
"بيني وبينها أشياء"
"نظرة فابتسامة"
"فسلام فكلام"
فموعد فلقاء"
هذا ويصنع الصانعون ورداً ولكن زهرة الروض لا تضارع شكلاً في نظر أبي قرون فقد كان يدعو إلى عشق الجمال الموهوب ونبذ الجمال الزائف المجلوب وينبو عن صبغ الحواجيب أو كما يقول أبو الطيب المتنبئ :
"حسن الحضارة"
"مجلوب بتطرية"
"وفي البداوة"
"حسن غير مجلوب"
"أفدي ظباء فلاة"
"ما عرفن بها"
"مضغ الكلام"
"ولا صبغ الحواجيب"
فنجد شاعرنا يقول على طريقة السهل الممتنع في قصيدة [فطرة] التي يتغنى بها الفنان عثمان مصطفى :
"ما تسوي بودرة"
"على الخدود"
"ما تختي"
"في أذنك حلق"
"خلي الخدود"
"زي الورود"
"البودرة بتزيل الألق"
وكان أبو قرون أيضاً قد زرع بضع سنين دأبا حروف وكلمات كثيرة بين جنبات وجروف جريدة "القوات المسلحة" ورواها بمداد إبداعه فأنبتت شعراً بهيجاً ونثراً يانعاً طالما أقبل عليه الناس يلتهمون سطوره ويتلمظون.
وعندما أنشأ العميد (م) ناجي عبد النبي عبد القادر مرسال إدارة ومجلة [المتحف الحربي] كان أبو قرون من مستشاريها وكتّابها وقد توفر فيما توفر على كتابة الطرائف العسكرية التي حدثت له مع قادته مثل المرحوم الأميرلاي عبده حسين محروس أو لأفراد دفعته مع مشاهير التعلمجية مثل العم الصول [حميدان] الذي كان يقول إنّ العلم لا يرفع إلاّ في ثلاث دول هي دولة الهجانة ودولة الغربية ودولة الشرقية أو الطرائف التي تحدث مع مرؤسيه مثل (الجمري) بالقيادة الغربية بالفاشر والمجند (تبن) الذي كان مكلفاً بضبط ساعات الحائط في مباني رئاسة حامية واو في معسكر "قرنتي" فقد كان يغفل عن حساب فرق الزمن بين المكاتب والحجرات بحيث تدق عقارب الساعات كل على حدة كأجراس المدارس المتجاورة.
وفي الشأن الوطني فإن له عدة قصائد إسبارطية تحمل روح "الأوديسا" و "الإلياذة" مثل "رسالة إلى أم الشهيد" في رثاء سيد شهداء القوات الجوية السودانية لواء ركن طيار مختار محمدين الذي أسقطت طائرته فوق سماء مدينة الناصر بأعالي النيل فيما كان يغير عليها –في تشكيل منفرد- بضع ليالٍ وأيام حسوماً تمهيداً لإنقضاض الحملة الحكومية عليها بغية فك الحصار عنها وإنقاذ قائدها الشهيد عقيد محجوب محمد موسى وقواته.
كما كتب أبو قرون ملحمة [الحقيقة والأسطورة] عن بطولات عثمان دقنة في معارك الجبهة الشرقية وله أيضاً ديوان تحت الطبع بعنوان [نغم على سطح خندق].
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللواء (أبو قرون) يمزج بين الماء والنار (Re: أبوالزفت)
|
عبدالله ابو قرون من مجرمي حرب الجنوب.
لقد تسبب ابوقرون في ذبح عددكبير من ابناء منطقة بحر الغزال, ولقد كان يقوم بترحيل المواطنين لمناطق نائية,ثم يقوم بذبحهم ولقد شارك ابوقرون شخصيافي ذلك.
والشئ المؤسف ان كل ذلك حدث ابان حكومة الصادق المهدي الديمقراطية.
دينق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللواء (أبو قرون) يمزج بين الماء والنار (Re: charles deng)
|
Quote: [جائزة قائد منطقة بحر الغزال لعمليات الصيف] تمنح للأفراد أو المتحركات التي تقوم بأعمال بطولية متميزة، وقد ذهبت هذه الجـائزة في نوفمـبر عام 1988م لطاقم طائرة [الهاركليز سي-130] التي كانت تنقل الفريق أول عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع والفريق المرحوم فتحي أحمد علي القائد العام واللواء (م) محمد عثمان مالك مدير فرع التوجيه المعنوي وبعض كبار ضباط هيئة القيادة.
فقد تعرضت هذه الطائرة بعد إقلاعها من مطار واو لقصف صاروخي من قبل المتمردين بصاروخ مضاد للطائرات من طراز =سام7- المعدل الذي يحمل على الكتف مما أدى لاشتعال النيران فيها وفقدانها لتوازنها وأخذت تتأرجح وهي تهوى كجلمود صخر حطّه السيل من علٍ ولكنها تمكنت في تلك اللحظات الحرجة قبيل الارتطام بالأرض من السيطرة على الموقف والعودة إلى مطار الإقلاع بعد آخر ضوء وكان ذلك بفضل من الله تعالى وكفاءة ورباطة جأش وشجاعة قائدها العميد أركانحرب طيار عامر الزين الذي ثبت وأثبت مقولة أن [القائد الجيّد هو القادر على التصرف بطريقة طبيعية في ظروف غير طبيعية].
|
الاخ ابو الزفت
المعلومة السمعتها بعد حادثة الصاروخ إنو ( والحق على الراوى ) مشى أباد القرية
اللى إطلق منها الصاروخ عن آخرها والذى أدى إلى نقله للخرطوم والموضوع ده كان فى عهد الصادق مش النميرى ، والراجل ده من المحسوبين فى قائمة مجرمى حرب الجنوب .
اما عن قصة الشعر فهو راجل متشوعر واشعاره كلها من طينة قالوا قطعة سكر*قلنا احلى وانضر
ولك ودى يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
| |
أبوالزفت
Deng
ترهاقا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست