|
|
 الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان محجوب حسين في حوار ملتهب لــ الاضواء
|
نشر هذا الحوار من وقت. ننشره هنا تعميما" للفائدة
محجوب حسين الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان لـ"الأضواء"
مجذوب الخليفة رجل مناور مهمته إفشال ابوجا
سوف نفاجئ الحكومة والخلايا النائمة بحقائق مذهلة قريباً
النخبة الحاكمة لا تمثل شمال السودان والشمال أول من تحمل أذى وتداعيات هذه النخبة
سنحتفظ بجيش الحركة إلى حين تكوين جيش قومي
مؤتمر الفاشر صيغة حكومية لخلط الاوراق ونسف مفاوضات ابوجا
بلا خوف أو تردد نطالب بفصل الدين عن الدولة
حاوره بطرابلس:حسن بركية/ صحيفة الاضواء
دون الدخول في التفاصيل المعروفة لأزمة دارفور ومسببات الازمة والأبعاد المحلية والإقليمية والدولية فيها نستطيع ان نقول وفق ماهو ظاهر ومعلوم وفي ظل المعطيات الموجودة ان دارفور دخلت في نفق مظلم ، والقضية بها تعقيدات بالغة لا يدركها البعض ، تجعل من الصعوبة إيجاد حلول جذرية وسريعة للأزمة. الحوار التالي مع محجوب حسين الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان يبين بعض معالم الأزمة. قبل الدخول في تفاصيل الحوار اقول يمتاز السيد محجوب حسين برحابة صدر، لا ينفعل ويتقبل كل الاسئلة دون غضب او انزعاج والى مضابط الحوار:
- مفاوضات ابوجا لا تزال تراوح مكانها ولم يتم حتى الآن أختراق حقيقي لجسم الازمة. هل منبر ابوجا مؤهل لإيجاد حلول جذرية ونهائية لمشكلة دارفور؟
- انا اعتقد ان منبر ابوجا بكل تفاصيله مؤهل لإيجاد حل لأزمة دارفور، ولكن آلية عدم التأهيل سببه الطرف الآخر"الحكومة السودانية"، المنبر به إمكانات كبيرة جداً ويقف خلفه المجتمع الدولي ، والاتحاد الافريقي ، والرئيس النيجيري يعمل جاهداً لجميع كل الاطراف في إطار محدد للتفاوض ولكن الخلل الموجود في ابوجا هو الموقف الحكومي وعدم جدية الوفد الحكومي ، وهي تحاول ان تستنسخ من ابوجا الأولى ابوجا الثانية ، اذاً ابوجا اصبحت أداة للإستنساخ من طرف الحكومة لمزيد من البرغماتية والمناورة، في كل مرة تبعث بالأخ مجذوب الخليفة وهو رجل مناور وبرغماتي ويوضع لهذا الهدف. كل القضايا التي تريد الحكومة افشالها يتم تكليف مجذوب الخليفة بهذه المهمة، والحكومة غير جادة وأكثر من ذلك نشعر احياناً بالاستياء وما نسميه بالفهلوة السياسية . والحكومة لا تمتلك أي استراتيجية للتعاطي مع ازمة دارفور. قضية دارفور هي قضية واضحة. الآن في ابوجا لا يوجد أي شئ فقط هنالك ورش عمل ومحاضرات اكاديمية ولم تقدم الحكومة أي اطروحة نحن تقدمنا بمطالب واضحة وهناك دعم من المجتمع الدولي وتتحدث الحكومة عن اشياء غير موضوعية. نحن حقنا واضح ان كان في إطار الاقليم أو كان في إطار الحكومة المركزية وبالتالي هذه مطالب لا نستطيع ان نحيد عنها ونأمل ان يمارس المجتمع الدولي مزيد من الضغوط على الحكومة السودانية، على الاقل لكي تلتزم بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ،ونعتقد بعد ذلك تستطيع الحكومة ان تتعامل بمسؤولية مع ازمة دارفور والحكومة لا تنفذ أي قرار إلا بالضغوط واتفاقيات نيفاشا لم تأت برغبة الحكومة السودانية بل جاءت نتيجة لضغوط ونحن نعلم خباياها بدقة وسوف نعلن عنها في الوقت المناسب.
- هل نفهم من حديثك انكم تطالبون بضرورة تغيير الطاقم الحكومي وعلى رأسه مجذوب الخليفة؟
ـ نحن لنا رأي واضح في كل الطاقم الحكومي الذي يأتي إلى ابوجا ، هذا طاقم غير فاعل وليس له من العطاء الفكري والسياسي شئ ولا يعي حتى مفهوم التفاوض ، التفاوض اصبح علم قائم بذاته يدرس في مدرجات الجامعات ، الوفد الحكومي حقيقة يفتقد كل شئ ، يأتي إلى ابوجا فقط لأداء أدوار محددة ويرجع من ابوجا لنشر خطابه المزدوج داخل الدولة السودانية ؛ وهو خطاب غير حقيقي، الحكومة بعد كل جولة تجتهد لصناعة مناورة جديدة نحن نعلم ذلك جيداً ولكن لنا استراتيجية ولنا خطوات محسوبة لمواجهة مناورات الحكومة. وسوف نفاجئ الحكومة وكل الخلايا النائمة والتي تعمل وراء الستار بحقائق مذهلة قريباً.
- على عكس ما تقول هناك حديث عن ضعف الحركات المسلحة في التفاوض وعدم وضوح الرؤية لقادة الحركات المسلحة؟
ـ نعتقد اننا اصحاب حقوق مشروعة كيف نكون ضعفاء نحن لنا حقوق في السلطة ،والثروة في المركز ،والاقليم هذه مطالب لا تستطيع الحكومة ان تتعاطى معها ، الى الآن لم يتم انجاز أي شئ في ابوجا كل ما انجزناه هو البرتكول الأمني والإنساني ، ولكن في الواقع لم يحدث أي شئ ولم يطرأ جديد ، الخروقات مازالت مستمرة المأساة الانسانية مستمرة ، والحكومة لم تلتزم بما وعدت ولم تعترف بحقيقة الازمة إلا بعد القرارات الدولية ونعتقد ان تنفيذ هذه القرارات على الارض هو الذي سيدفع الحكومة لتفي بالتزاماتها تجاه الازمة. أما ما يقال عن ضعف قدرات الحركات المسلحة فهذا ترويج حكومي ، وهذه لن تغير من حقيقة الازمة وان كانت في دارفور الف حركة مسلحة كلها في النهاية تعمل لهدف واحد وهو استعادة حقوق اهل دارفور في إطار وحدة دارفور كأقليم واحد وعودة حدود دارفور 1956
- مقاطعة..استرداد الحقوق مِن مَن؟
ـ استرداد في إطار التقسيم الإداري داخل الدولة السودانية نحن لا نقول استرداد الحقوق من الحكومة السودانية لانها تملك لكي تعطي ولكن يجب ان تعاد حدود دارفور القديمة حسب حدود 1956م ، واكشف لك سر واقول حتى بئر النفط في ابو جابرة في جنوب كردفان تابع لدارفور تاريخياً من 1956م، وهي حاضرة قبيلة الرزيقات ، لنا حدود مع ليبيا قطعت ولنا حدود مع مصر قطعت، وهذه الحدود يجب ان ترد وترجع دارفور وحدة واحدة كإقليم سوف نعمل على تنظيم دارفور وفق منهج إداري جديد.
- خطاب الحركات المسلحة ذا طابع جهوي بحت واحياناً عنصري وحديثك عن حدود مقتطعة مع الشمالية وكردفان يوحي وكأنكم لاتريدون حل ازمة دارفور في إطار قومي؟
ـ نحن اصحاب الدعوة لحل كل مشاكل السودان في إطار عام ولكن الواقع مغاير ومختلف ونحن لسنا رسل أو أنبياء نحن بشر ونتعامل مع الواقع من حق أي تيار أو حركة ان تدافع عن اشياءها وفق الطريقة التي تراها مناسبة وبالتالي نحن نطمع كل سوداني في إطار دولة واحدة ، ولكن ما نتألم اليه ان الحكومة السودانية والمؤتمر الوطني تحديداً منذ نشوء هذا التيار الاسلاموي يحمل تقزيم السودان واقصاء الآخرين، وما يزال يرتدي تلك النظارة السوداء ويرى من خلالها السودان، نحن نسعى إلى التعدد والقومية والوطنية ونرفض الوحدة وفق تفسير هذا التيار الاسلاموي ولا يمكن ان نتفق مع الخطاب الايدولوجي والاعلامي المطروح داخل الدولة السودانية.
- البعض يتهمكم بإفشال جولات ابوجا بتقديم مطالب تعجيزية؟
ـ نحن نحمل الحكومة السودانية فشل كل الجولات السابقة والسبب بسيط الحكومة الآن مرتبكة، والحزب الحاكم يحتضر ولا يستطيع اتخاذ أي قرار. الوفد الذي يأتي إلى ابوجا غير فاعل وغير مفوض كما يدعى ذلك ، هذا كله هراء في هراء وبالتالي نحن واضحون ومطالبنا مشروعة وواضحة ولن نحيد عنها وسبيل حقوقنا يمكن ان ندفع الكثير ونحن مازلنا لم نبدأ بعد في الثورة، وربما نبدأ غداً أو بعد غدٍ ولكن بطريقة مغايرة ومفاجئة حتى للآخرين.
- كل اطراف السودان مهمشة ولكن الحركات توحي وكأن التهميش خاص بدارفور فقط؟
ـ دارفور جزء من السودان وهي ازمة عموم السودان وكل الهامش السوداني، نحن نتحدث عن حقوق كل الهامش السوداني هناك هامش في الشمال والشرق وحركتنا حركة قومية نسعى لتكوين حركة الوحدة الوطنية السودانية للتغيير، ونحن سوف نعمل ليس بديلاً للتجمع الوطني بل سوف نعمل على إقرار هذه الحركة الواسعة من أجل التغيير لأن الوحدة اصبحت في خطر حقيقي، سوف نعمل مع القوى الوطنية السودانية الديمقراطية لترتيب مؤتمر دولي في يعقد في لندن بمبادرة من حركة تحرير السودان للخروج برؤى موحدة من اجل الوحدة الوطنية.
- ماذا تقصد بالقوى الوطنية السودانية الديمقراطية؟
ـ كل احزاب المعارضة داخل الدولة السودانية واشدد الاحزاب الوطنية والديمقراطية والحركة جاهزة بكل قوتها السياسية والعسكرية لتنفيذ توصيات ومقررات المؤتمر ، إذا أراد المؤتمر الوطني ذلك سلماً اهلاً وسهلاً، وان لم يرد بلا شك سوف نضطر للخيار الثاني ومعنا كل الشعب السوداني.
- أيضاً هناك إتهام يوجه لكم بتعميق الخطاب العنصري والجهوي في دارفور وفي كل السودان، عرب وزرقة في دارفور، الشمال والغرب او النخبة الشمالية وما الى ذلك من مفاهيم ومصطلحات؟
ـ هذا خلط مفاهيمي للخطاب السياسي وهو خطاب مقصود من قبل النظام ، واصبحنا هدفاً لهذا الخطاب نحن كما ذكرت من قبل لنا مواقف واضحة ولا نؤمن في دارفور بما يقال عن عرب وزرقة كلهم دارفوريون وسودانيون ، وعندما نتحدث عن سيطرة لا تعني الشمال الجغرافي والقبائل القاطنة في الشمال. الحكومة تروج لهذا الخطاب لمحاربة جماهيرية الحركة ومؤسستها ، لاننا أول حركة سياسية عسكرية داخل السودان تعقد مؤتمرها داخل اراضي محررة ، وبدعم دولي ، وتحت سمع وبصر قوة مؤسسة الدولة ، هذا انجاز كبير وبالتالي نحن نؤمن بحقيقة السودان يجب ان يكون للجميع دون فرز. عندما نقول ان هنالك هيمنة ، تعني هيمنة طبقة سياسية معينة في دولاب الحكم والسلطة والثرروة بغض النظر عن جنسها ولونها واذا اردنا توضيح أكثر نقول النخبة التي تحكم السودان لا تمثل حتى الشمال ، والشمال هو اول من تحمل أذى وتداعيات هذا الجسم والنخبة التي نعنيها ليست شمالية فقط، شخصياً لي علاقات طيبة مع اهل الشمال واعرف الشمال جيداً وبالتالي كل ما في الامر محاولة من النظام لتغيير جوهر الصراع.
-لماذا قاطعت الحركات المسلحة المؤتمر الجامع في الفاشر؟
ـ هذا المؤتمر صيغة حكومية مطاطة ماذا قدمت المؤتمرات التي عقدت من قبل لأهل دارفور واين ذهبت توصياتها ومقرراتها؟ نحن نرفض كل ما يتم عن طريق هذا النظام مؤتمر الفاشر مؤتمر حكومي لخلط الاوراق ولنسف مفاوضات ابوجا. نحن عند مواقفنا ولن نكترث لما يقال في المؤتمر ولا نعترف به اصلاً ولن يعترف به أهل دارفور. - هل تعتقدون انكم تمثلون كل دارفور؟ الامر لا يتعلق بالتمثيل نحن نتحدث عن ثورة وبفلسفتها ونظمها وبجماهيرها واعضاءها وقوتها العسكرية الضاربة والواضحة على الارض ، نحن لسنا في اطار زواج نشارك هذا وتقاطع هذا الامر ليس كذلك نحن ثورة واذا فتحت الابواب وجاءت ديمقراطية حقيقية وانتخابات بمراقبة دولية سوف نكتسح كل دارفور بلاشك ايضا اجزاء في النيل الازرق والجزيرة ابا وهذا ما يخشاه النظام ، الحركة الان اصبحت قوية.
- هل تعني ان الحركة سوف تتحول الى حزب سياسي قريباً؟
ـ بلا شك الان نحن ثوريون وسنواصل الثورة لانها لم تكتمل بعد . هناك ثورة سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية والثورة مستمرة وهي عمل وفعل يومي ولن تنتهي اليوم أو غداً سوف تتحول إلى تيار سياسي ولكن سوف تحتفظ بالقوة العسكرية إلى حين تكوين جيش قومي ،لان ما نراه ليس هو جيش انما مليشيا تابعة لجهات معينة.
- كل المؤشرات تقول ان السودان يشير في اتجاه التجزئية والتفتيت او الصوملة وان المخاطر تحيط به من كل إتجاه ، الحركات المسلحة لها دور في الوضع المتردي، ماهو رؤيتكم للحيلولة دون هذا السيناريو؟
ـ نحن نؤكد مجدداً اننا مع وحدة السودان ارضاً وشعباً ولكن كل ما ينجم ان كان لا قدر الله هنالك صوملة او بلقنة نعتقد تلك مسؤولية يتحملها نظام الانقاذ ، لان النظام يعد بعناية فائقة لصوملة السودان. الآن الحكومة فشلت في دارفور تماماً ولذلك تسعى لصوملة دارفور والإبتعاد عنها واتخاذ موقف المتخرج. هذه سياسة الارض المحروقة ولكن نحن لن نسمح لهذا المخطط ان يستمر. وسنعمل مع حلفاؤنا من أجل وحدة السودان.
- ماذا تعني بالحلفاء هل هم في الداخل أم في الخارج؟
ـ في الداخل والخارج الآن العالم قرية كونية نحن نتأثر ونؤثر بالعالم. ودعاة التحرر من الاستبداد هم كثر في الداخل والخارج وبالتالي سنعمل من أجل دولة الحق والعدل والمؤسسة داخل السودان في إطار عقد سياسي واجتماعي جديد.
- حركة تحرير السودان طرحت في مرحلة معينة فصل الدين عن الدولة وبإقامة دولة علمانية هل كان هذا الطرح ضمن برنامج سياسي كامل ام اقحم دون أي تأطير او تنظير كافي لخدمة اجندة معينة؟
ـ نعتقد ان آفة السياسة السودانية هو توظيف الدين لأهداف سياسية والدين تم توظيفه بشكل سلبي داخل الدولة السودانية وبالتالي هذه هي الازمة الحقيقية التي لم يخاطبها كثيرون. نحن لا نخاف ولا نخشى من أي شئ ونعلنها بوضوح بضرورة فصل الدين عن الدولة ونحن التيار الوحيد الذي اعلن ذلك بوضوح. لا نؤمن بالدولة الدينية نؤمن بدولة مدنية ، وعندما نقول علمانية نعني الدولة المدنية وليست العلمانية التي يروج لها النظام بربط العلمانية بالفساد والإباحية.. الخ . نحن نعني علمانية مدروسة قائمة على التحرر والديمقراطية والمسؤولية والوعي والبناء وهذا ما نطمح اليه ، والدين يجب ان يكون بعيداً عن كل ممارسة سياسية.
- هل تعني ان الدين شأن خاص لا علاقة له بالدولة والحكم والسياسة؟
ـ تماماً وبالفعل الدين شأن خاص وفق كل الكتب السماوية وهذا ليست بجديد.
- ولكن انتم التيار او الجهة الوحيدة التي جاهرت بالعلمانية وأعلنت ذلك رسمياً؟
ـ هذا هو الشئ المخجل داخل الدولة السودانية. نحن اعلنا موقفنا بشكل واضح ونستطيع ان ندافع عن اطروحاتنا وذلك هو العلاج الحقيقي لكل مشاكل السودان. الدين تم توظيفة داخل المؤسسة العسكرية ، وتم توظيفه في داخل المؤسسة الحاكمة في كل اوجه الحياة داخل الدولة السودانية وبالتالي نرى من الأهمية بمكان ضرورة فصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية وبناء دولة مدنية داخل السودان.
|
|
 
|
|
|
|
حسن بركية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست