حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2006, 01:52 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك



    حسن موسى هو الدكتور حسن موسى الفنان والمثقف المعروف والذى شغل الآفاق الإسفيرية هذه الأيام.
    ود تكتوك نسبة للشيخ فرح ودتكتوك الشخصية الصوفية التى إشتهرت فى الرواية السودانية منسوب لعهد دولة الفونج.
    ليس هو جد دكتور حسن موسى بيولوجيا ولكنه جده فى ملكة الزرزرة الواعية المتمكنة التى تكشف المدروكين من أهل الدعوة الثقافية.
    فالشيخ فرح ينصب قصبته الناشفة فوق خشم البئر وينتظر من ادعوا وصول المقامات العليا من المعرفة التوكلية السير عليها ولم يفعلوا.
    أما حسن موسى نصب قصبتو فوق خشم بير هذا العالم الإسفيرى وعبر فوقها دون أن يبلعه الجب ونادى على من إدعوا بلوغ مقامات المعرفة الثقافية ليعبروا فحرنوا مبررين خوفهم كما قال العركى الله ما أمر بالهلاك فجعلهم أمام (الجميع) فى (ورطة) هرولوا بعدها ليعودوا (أونلاين) بكثافة ربما بغرض التمرين والكر مرة أخرى بعد قراءة نتف التشجيع الطبولى والزخم الزغاريدى الذى لم يشكر الفارين بل أراد أن يقلل من فروسية من أركبهم الريح.
    الفرسان الجرو جابوا معاهم وصلات من صولات حسن موسى فتحت شهية الكثيرين للذهاب الى أرض السجال ومشاهدة بير التحدى التكتوكية الحسنية الموسوية ليجدوا حسن موسى فارشا فروته على سطح النهر يتفسح مابين الضفتين متوكلا على معرفته التى هش بها على بعض المثقفين وفى يده تلك القصبة التى تتنتظر كر الفارين بعد الإحماء.
    حملنى كغيرى فضولى الى ساحة الجميع هناك وقرأت المداخلة التى سلخها بشاشا من لحمها وشحمها الحوارى الرفيع لتليق بتوصيفه للرجل بالكومر.
    ولكن عندما قرأتها وجدتها مدرسة حوارية راقية يعادل مابها من شهد دسمها فتتذوقها بطعم يزيد شبق اللسان والغدد اللعابية.
    إخترت منها هذه الجزئية وسأقارنها بما يمكن أن يكون الحوار حولها من جربندية هذا المكان.
    الجزئية من صوت الوتر السادس لابكر آدم إسماعيل:
    النص:
    الخرطوم (1)
    الدرس الأول: التاريخ
    المهدى نخاسٌ شهير
    "شوله"
    عبداللطيف: لم يكن في مسرح الوطن الجميل،
    بل كان منهمكاً يخطط لانقلاب عسكريٍ..
    كي يعيد إلى أميّةَ أصلها القرشى والنسب النبيل.
    عبدالفضيل:
    كان نشالاً ولصا موغلا في الاحتراف
    "نقطة، سطر جديد"
    الخليل:
    كان يسكن فيّلا،
    ويبيع أغنية تزيف طعم البلاد،
    ويقاسم السلطان قعدته الخليعة، واحتمالٌ أن يكون مجنداً في الأمن..
    احتمال!!
    ومهيرة:
    بائعة المريسة،
    أول سلطة للغيب تمتهن الغناء المستغيث دعارةً،
    وتمارس التعريص في الليل البهيم،
    ونكون أولاد الحرام!
    طوبى لنا!
    فالله في هذي المدينة ضابطٌ في الجيش،


    هذا ماورد على لسان حسن موسى بخصوص هذا الجزء:
    Quote: وفي هذا المنظور أقرأ ذلك المقطع من قصيدتك " صوت الوتر السادس ":
    " الخرطوم (1)
    الدرس الاول : التاريخ
    المهدي نخاس شهير
    شولة
    عبد اللطيف : لم يكن في مسرح الوطن الجميل،
    بل كان منهمكا يخطط لانقلاب عسكري
    كي يعيد الى أمية أصلها القرشي و النسب النبيل
    عبد الفضيل:
    كان نشالا و لصا موغلا في الاحتراف
    نقطة ، سطر جديد
    الخليل:
    كان يسكن فيلا
    و يبيع اغنية تزيف طعم البلاد
    و يقاسم السلطان قعدته الخليعة، و احتمال أن يكون مجندا في الامن..
    احتمال
    و مهيرة:
    بائعة المريسة،
    أول سلطة للغيب تمتهن الغناء المستغيث دعارة،
    و تمارس التعريص في الليل البهيم
    و نكون أولاد الحرام
    طوبى لنا "
    و القاريء في مواجهةهذا النص يحال لمتكلم غامض لا أحد يعرف ما اذا كان هو شخص الشاعر نفسه، أعني الشاعر الذي نصّب نفسه ناطقا رسميا باسم المهمشين الزنج من ضحايا الأيديولوجية العربسلامية التي يعلن عليها حربا كاملة شاملة مادية و رمزية، أم هو معلّم متسلّط في مدرسة السلطان المستبد الغاشم يملي على التلاميذ نسخة مزورة من تاريخ المقاومة الوطنية، أم هو مجرد ولد "مشوطن" لسانه فالت من كل قيد و لا يدري ما يقول، وجهل القاريء بنوعية الجهة التي يصدر عنها الخطاب يجعل النص معرضا لمخاطر القراءة المغرضة والتسوّي بايدك يغلب أجاويدك و يتجاوز حدود مسئوليتك الاخلاقية تجاه ما تكتب..و طوبى لـ "أولاد الحرام"، و أي" حرام"؟ حرام المجتمع العربسلامي الذي يشوف الفيل و يُذْعن في ظله؟ أم حرام الايديولوجي الذي ينتفع بوسيلة الشعر في تهريب ما لا تطيقه وسيلة الفكر الى فضاء الحوار الاجتماعي الدائر؟



    أما هذا النص إن مر بهذه الديار كان إتشالبوه العنقالة والجربندية :
    1/ المهدى نخاس شهير ... أمانةماوقعت يا ابكر مع الأنصار.. شكلة فى المنبر ويمشوا البروفايل لو لقوا تلفونك يقولوا الماقدروا يقولوه فى المنبر وقطعا لو أهلك أنصار حا يطالبوهم يتبروا منك.
    2/عبد اللطيف : لم يكن في مسرح الوطن الجميل،
    بل كان منهمكا يخطط لانقلاب عسكري
    كي يعيد الى أمية أصلها القرشي و النسب النبيل
    عبد الفضيل:
    كان نشالا و لصا موغلا في الاحتراف

    هنا وقعتك تكون سودة مع المزايدين على الوطنية وغفر التاريخ ومشجعى العروبة.
    3/الخليل:
    كان يسكن فيلا
    و يبيع اغنية تزيف طعم البلاد
    و يقاسم السلطان قعدته الخليعة، و احتمال أن يكون مجندا في الامن..
    احتمال
    وهنا تجى جحافل الحلفاويين والمحس وعشاق الحقيبة وفتوات أمدرمان ويحوشوك واعرف أمرق يا ابكر.
    4/و مهيرة:
    بائعة المريسة،
    أول سلطة للغيب تمتهن الغناء المستغيث دعارة،
    و تمارس التعريص في الليل البهيم
    و نكون أولاد الحرام
    طوبى لنا
    دى ما بحضر كيلك والبقت على ابراهيم بقال بتبقى عليك.
    5/فالله في هذي المدينة ضابطٌ في الجيش،
    أما دى فتوى بقطع راسك وحرق كل كتبك.
    وديل كلهم حايقدوا راس بكرى أبوبكر لو ما وقفك من المنبر دا.
    أخيرا نأتى لحسن موسى المتعالى والمتقرضم وسبحان الله .. الناس دى ما عارفين لو النجم نزل قريب من الأرض بحرق كل ما عليها?
    بعدين بديهى أن النجوم عشان تكون فى مكانها الطبيعى تكون بعيدة ومزينة السماء ومتوهجة ورغم أن الناس بتصنقع ليها برضو بتستصغرا.
    سبحان الله كل ما ضو مصباح تجى الريح تطفيه أها النجم البطفى نورو منو??
                  

01-21-2006, 01:00 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    د بلة

    تحياتي

    كلامك في المليان

    واصل

    ودعنا نستمتع ونتعلم

    والتحية للفنان حسن موسي
                  

01-21-2006, 03:32 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: ahmed haneen)

    حسن موسى إنسان يضع نفسه فى مكانها الصحيح ولايدعى التواضع المصطنع. لهذا يضع كل من يدعى الوصول لمرتبة التمكن المعرفى فى ورطة لاهوتية وناسوتية ويتيح للمتورط كل أدوات المخارجة وإثبات الذات.
                  

01-23-2006, 02:17 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)
                  

01-23-2006, 04:25 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    غيرت رأي !

    (عدل بواسطة Elmuez on 01-23-2006, 04:32 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 01-23-2006, 04:40 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 01-23-2006, 05:37 PM)
    (عدل بواسطة Elmuez on 01-23-2006, 06:53 PM)

                  

01-23-2006, 05:41 PM

mohamed osman bakry

تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 1647

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)
                  

01-23-2006, 09:23 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: mohamed osman bakry)

    محمدعثمان بكرى
    تحياتى

    صفارك فاقع زى صفار البيض البلدى.

    Quote: ماتقول الخنازير و الكلاب فد مرة


    أول مرة أعرف عنقالة وجربندية بتقابلا خنازير وكلاب .
    فعلا سودانيزأونلاين منبر من لا منبر له.
    قلت لى كما قال أساسى!!!فعلا خذ الحكمة من أفواه الوطاويط.
                  

01-24-2006, 09:19 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    دكتور حسن موسى يذكرنى باستاذنا محمد الأمين هجام وقد كان مدير عبد الله الحسن الثانوية العامة قبل أن تتحول الى ثانوية عليا. لقد كان دائما يمسك سوط العنج فى يده ويجلد من يخطئ فى حفلة داخل فناء المدرسة. جميع المجلودين الذين إتفقوا على أنه صارم وعالم ومربى الآن من أساطين العلم فى كل المجالات. أثنان من المجلودين دردما كف اليد اليمنى وأدخلاها فى حلقة كف اليد اليسرى وهربا من ساحته وانتهيا فى أكبر إنداية فى مربع تسعة يبخران العرقى بالبنقو ويريلان عند الكلام.
    أنا أول الملسوعين من حسن موسى والمنهورين من بولا والموقوفين من قبل نجاة ولكن هذا لن يجعلهم غير أكفاء وغير مثقفين وغير جديرين بشهادات الدكتوراة لأنهم أخرجونى من منبرهم لأننى أصلا لم أدخله صنوا لهم , بل لمآرب تخصنى سنامها حسن الرفقة بهم وبكثير ين غيرهم.
    بعدها صار إعجابى يتزايد بحسن موسى لما يتميز به من صدامية لاتصطنع التواضع.
    قصيرى النظر الذين يفتكرون أننى أبحث عن شهرة عن طريق حسن موسى أقول لهم أنا فى مجالى ما سائل فى حسن موسى وحسن موسى فى مجاله ماسائل فى بلة موسى. إضافة لأنى أدخل المنابر لإشباع هواية لابحثا عن شهرة. إنتهى

    سوف أنقل أجزاء من لاهوت الورطة متتابعة حتى يتعلم العنقالة أسس المصادمة الحوارية.


    1)


    Quote: "من أجل آبائي"

    "ابني" أسامة الخواض ( يا النبي نوح)..
    لقد اندهشت ـ بل و"انخلعت" خلعة كبيرة ـ حين قرأتك، أول مرة، تفاخر بأبوتي لك وضايقني الامر لعدة أسباب:
    أولها أن فوارق السن والخبرة والمرجعية الفكرية بيننا لا تبرر شبهة الابوة/البنوة بيننا، وثانيها هو أنك تخلق بيننا رباطا رمزيا اخترته انت ضمن مقتضيات مشروع فكري يخصك أنت، وهذا شهر لا نفقة لي فيه ولا عمل فضلا عن كوني أجهل كل شيء عن اجندته الآيديولوجية المعلومة والمضمرة، اللهمّ الاّ ما يتكشف لي، عفو الخاطر، من جراء متابعاتي المشاترة. وقد تكشّف لي فيما تكشّف أنك تطالبني بمطالبات مشروعيتها تتأتّى من التأسيس العائلي الذي اختلقته أنت بيننا من طرفك، وهذا ياصاحبي ـ أقول يا صاحبي لا يابني ـ هذا جور لا يليق بالقرابة الآيديولوجية البديهية التي أتوسّمها بيننا. والاشارة لمطالبتك لي بـ "نحت" العبارات المناسبة التي تتمناها لتوصيف بعض خصومك (وأصدقائي) في المساجلة الدائرة بينك وبشرى وبولا ونجاة وعثمان. (راجع كلامك في البوست "عفوا عزيزي الخواض" 9 ديسمبر 2005 )
    أسامة، لا أدري لماذا تبذل بنوتك الغالية هكذا بغير تحسب لقوم من شاكلتنا (بولا وشخصي) أنت لا تدري من أمرنا شيئا سوى رغبتك في تنصيبنا ضمن شجرة عائلة الحداثة السودانية المتنازع عليها، ولا أدري أسباب عجلتك على اعلان الهيكل التنظيمي التراتبي" أورغانيغرام"
    Organigramme
    الرسمي الذي يعين لكل فرد مكانه من هرم الحداثة السودانية؟
    حين أقول بأنك "لا تدري من أمرنا شيئا"، أعني أنك لا تدري من أمرنا سوى الطرف المقروء الذي صادفك في صحافة الاتجار الاشتراكي المسنوحة في السبعينات وبعض من أشتات نصوصنا في وسائل اعلام المنافي المطبوعة والاسفيرية. وهذا يا صاحبي قدر من المعرفة لا يؤهلك لاعلان بنوتك لنا، اللهم الاّ أن يكون الامر، أمرك أنت مجرد بحث عن أب، اي أب و السلام، والبحث عن الأب على اطلاقه أمر مشروع على الصعيد الرمزي كونه يعين جيل "المقطوعين" الذين يتّمتهم الزلازل والكوارث الاجتماعية والسياسية والفكرية الكبيرة في العقدين الاخيرين، على التمركز والثبات وسط المشهد البديع لفوضى الحداثة. وحين أقول "جيل المقطوعين" يجول بخاطري نفر من الشبان و الشابات الذين طابت لهم ـ و نحن في عز الحوار الفكري ـ مخاطبة بولا بألقاب "الأب" و"العم" و"الخال" الخ، (مما جر على نجاة ألقاب الخالة والعمة و قيل الام .. طبعا لما الزعل يحصل تتحول نجاة بقدرة قادر لـ "الامين العام" و "القبضة الحديدية" و أحيانا "الحيزبون"، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه). قلت أن "البحث عن الأب" أمر مشروع ، بل هو ضروري على المستوى النفسي، كون وجود الشخص ضمن المجتمع (الطبقي) لا يستقيم بغير استكمال هذا الشخص لاندماجه في بنى المجتمع المادية والرمزية. والعائلة كبنية تاريخية، رمزية ومادية، مركبة مع بنيات أخرى، توفر لأفرادها شروط تعريف مواقعهم وتعريف طبيعة انتماءاتهم ومرامي أدوارهم ضمن لا نهائية الوجود. وبغير هذا التعريف تتعذر على بني الانسان امكانية تأسيس مشاريع الحياة الجمعية والفردية.
    وعفوك يا صاح ان كنت اضجرتك بهذه البديهيات، لكني كما قلت لك بصدد وضع الحروف و النقاط حتى تتضح الرؤيا في هذا الامر الغميس، امر الأبوة التي اعلنتها علينا، كما تُعلن الحرب، وانتفعت بها في خصوماتك المشروعة والمجانية، ولم تأبه لما يصيبنا من ضرر "كولاتيرال"، (وأنحنا ساكتين نراعي ساكت)... و هذا يا صاحبي ـ حتى لا أقول ياابني ـ وجه من وجوه الجور على وضعية الآباء التي توسّمتها فينا. كما توسّمها في بولا نفر من عيال المسلمين الذين روعهم غياب الاب في مسارات حياتهم الخاصة والعامة.
    وعلى سبيل المثال ـ لا الحصر ـ راجع نوع أدب السيرة الذاتية لذلك النفر من عيال الأسافير الذين يستجدون تعاطف القراء، حين ينشرون على الملأ فصول شقائهم العائلي، وستجد العجب العجاب في خصوص العلاقة بالأب. وفيهم من لا يتورّع عن التشهير بهذا "الأب الغائب" عبر الاسافير، فينمسخ الفضاء الاسفيري بحاله لمجرد مشهد خاص لميلودراما عائلية أدخل في جمالية الــ " كيتش" الرخيص. بل وراجع الادب الغريب الذي بذلته أنت نفسك لقراء الاسافير بمناسبة وفاة والدك، وتأمل فيه من مشهد مولانا سيجموند فرويد وأظنك ستجد فيه شيئا يعينك على فهم حمى البنوة التي تنتابك من وقت لآخر.( شفت كيف؟).
    قلت لك يا أسامة أنني آخذ عليك الحاقنا ببنوّتك دون أن تتحرى أمرنا، وهذا يفسد علينا وعليك منفعة الابوة/البنوّة كونه يلغّم قرابتنا الفكرية الحقيقية بسوء الفهم وسوء الكيل ودفن الليل. ذلك أنني شخصيا لا أعرف عنك ما يكفي لتسويغ قبولي لهذه الهدية المسمومة التي تبذلها لي (واعيا أو غافلا) عن ما قد تنطوي عليه من مفاجآت رمزية وسياسية فادحة الثمن. أقول هذا وأنا مقر بذنبي كوني "غير متابع" لما كنت تنشر في العقدين الاخيرين الا ما وقع في عيني بالصدفة بضعة قصائد ومقالات متفرقة تنضاف لتلك الامسية السوريالية في حوش معهد الموسيقى والمسرح (صيف 1984) حيث استضفتموني مع ثلة من الصحاب وعرضت رسومات بالحبر، جلها اسكيتشات سريعة لناس في ميترو باريس ومقاهيها. وأظن أن موضوع الندوة كان في صدد قضايا التشكيل المعاصر. أذكر أنني تحدثت عن رسوماتي الواقعية كاحتمال في التشكيل، على زعم أن التشكيل كعلاقات بين الخطوط والالوان يمكن أن يشمل حتى الرسم الواقعي، وقد انطوى حديثي على محاولة لنقد المفهوم الذي بدأ يتثبّت عن التشكيل كممارسة تستبعد التنظيم الواقعي الفتوغرافي لعلاقات الخطوط والالوان. وقد فوجئت في هذه الندوة بمداخلتك ـ الاولى عقب حديثي ـ التي تحسرت فيها لأن حسن موسى الذي قضى السنوات في فرنسا لم يحمل لكم معه آخر تطورات البنيوية. وأظن انني علقت على حديثك بشيء من نوع: ياجماعة انا ما مشيث فرنسا كايس تطورات البنيوية الخ.. و أولوياتي الفكرية كانت في موضع آخر غير موضع البنيويين الفرنسيين. ولم يشفع لي توضيحي، فانبرى لي شاب متحمس من طلبة المعهد ونفحني بعض آيات فكره "البنيوخرطومي" بعدوانية واضحة تجاوزتني لتطال باتريسيا ـ التي كانت تتابع المناقشة بين الحضورـ في عبارة محيرة من شاكلة: حسن موسى جينا نسمعه جاب شنو من فرنسا، أهو لقيناه ما جاب معاه غير مرة..
    بعد الندوة سألتني باتريسيا مستفسرة: الزول دا مالو؟ أنا عملت ليهو شنو؟
    أظنني شرحت لها أن الاخ الغاضب عبر عن خيبة امله حين لم يجد أخر تطورات البنيوية بين متاعي.
    المهم يا زول، انقضت الامسية ولملمت رسوماتي في النهاية وأنا أتساءل عما اذا كنت أنت أو اي من مُـتـَـبنيوي تلك الامسية السوريالية قد تكرم عليها بنظرة سريعة. فالرسم يا صاح لا يكون بغير بصيرة البصر.
    (مرة في منتصف التسعينات ونحن في القاهرة أراني الاخ الفنان عمر دفع الله صورة لدرويش شاب طويل الشعر، يرتدي جبة مرقعة و سبحة لالوب وهو يرقص في زحمة حمد النيل. قال لي عمر: عرفت الزول ده؟ فاجبت بالنفي، فشرح لي بأنه نفس الشاب الذي كان في الندوة المشهودة وقال حسن موسى مشى فرنسا وماجاب معاه غير مرة. وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال).
    أها من ديك و عيك. تاني يا أسامة ما تلاقينا الا على صفحات الاسافير التي تشرح أنت فيها للقراء انني من آبائك. فهل ترى أن ذلك يكفي لبناء علاقة أبوة و بنوة تستحق عناء المفاكرة؟


    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=580&s...f10eb96dc5ecbfdd2b5a
                  

01-24-2006, 09:38 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    2
    نفس المصدر أعلاه:

    Quote: خريطة النومينكلاتورا الاسفيرية

    وبصرف النظر عن أحقيتي أو عدم أحقيتي في أمرالأبوّة/ البنوة الغميس العامر بالاشتباهات الجمالية والنفسية والسياسية فالمسألة من جهة ابتدائية تتعلق بأدب التسميات والالقاب والنعوت التي ينتفع لها من يطلقونها على غيرهم منافع شتى. ولعلك اطّلعت مثلنا كلنا على خيط المناقشة الطريفة التي ابتدرها الاخ عبد الخالق السر في بوست مشهود حول الدور الاجتماعي للأسماء واستخداماتها في السودان (وعبارة "الاخ "هذه التي تسبق اسم عبد الخالق السرلا تنجو من شبهة الانتفاع، سيّما و عبد الخالق بين كتاب ينتفع بكتاباتهم ولا حرج، وسأعود لهذا لاحقا). ورغم أن عبد الخالق السر في استطراداته ركّز على الاستخدام السلبي لأسماء التحقير الا أن الأسماء والالقاب والنعوت تبقى أداة ذات حدين. وفي النهاية فالأسماء والالقاب التي نبذلها أو نتلقاها هي طريقة في تعريف مراكز الاشخاص الذين يشكلون الوسط الاجتماعي المتراتب والمتناحر الذي نتقاسمه، وبالذات في فضاء الاسفير الذي يختلط فيه البسوى والمابسوى اختلاطا لا يطاق بغير "نومنكلاتورا" فكرية
    Nomenclature
    تشكل نوعا من خريطة ضرورية لفرز الكيمان الآيديولوجية وتقعيد المناقشات على مقعد الوضوح. و("النومينكلاتورا" في العلوم هي نظام الاسماء الذي ينطوى على تصنيف للموضوعات داخل حدود مبحث بعينه ). وفي هذا المشهد، مشهد التصنيف العملي، لا أرى الالقاب والتسميات "كاحتفائية طيبة و بريئة" كما قال محسن خالد في تبرير عنوان بوسته لأسامة الخواض (سودانيزأونلاين 20/10/2005) وانما كضرورة عملية كونها توفر على المتحاورين والمتابعين وقتا وجهدا وتجنبهم مخاطر سوء الفهم، بل و مزالق عدم الفهم حتى. وربما انتفعنا جميعا بنوع من معجم سوداني اسفيري جامع للأعلام (و للنكرات) يسهم فيه الجميع حتى نكون على بصيرة من منو بتاع شنو؟ و من شنو بتاع منو؟
    .نوع من
    Who is who ?
    يجنب العباد الفوضى الحاصلة من نوع ما التقطته عرضا في سودانيزأونلاين في بوست طويل ابتدره محسن خالد هيمسيلف:
    يقول محسن خالد بتاريخ 16/10/2005 في عنوان بوسته أن القصد هو الـ"احتفاءا بآبائنا في المكان فضيلي جماع، بشرى الفاضل، الموصلي، أسامة الخواض، يحيى فضل الله" يعني وكت أصلو ناس اسامة و يحيى بقوا "آباء"، معنى الكلام دا أنا و"أخوي الكاشف" حاجزين لينا في خانة "أجدادنا القدماء" ولا شنو؟.
    ويرد بعده تعليق لأسامة الخواض بتاريخ 17/10 يقول فيه: "كنت أود التعقيب على مشروعك".."لكني آثرت اقتداءا بأخلاق النمط البطريركي، آثرت الانتظار حتى يسبقني المتقدمون علي عمريا" (كذا). وتليه "ايزابيللا" في نفس التاريخ لتقول "أكاد أخلع حزائي (كذا) قبل أن أدخل هذا البوست، الامر أشبه بالقداسة"( يا النبي نوح ) قداسة شنو يابت الناس؟ الله يستر عليكي من أخلاق "النمط البطريركي" التي تجعل بعض الادباء الآباء يفرزون عود الراجل من "عود المرة" في عز الحوار الفكري. طبعا "حزاء" ايزابيللا" و "أحزية " الجماعة الطيبين التانين تكون ضرّست أسنان "حارس الكتابة" ( ياله من لقب بديع يليق بجهد الرجل) محسن خالد، الحريص على "اصلاح الكتابة " حتى أنه ذكّر الجميع بضرورة "استخدام اللغة العربية في التحاور مع أساتذتنا الاجلاء" (16/10).

    وقد طابت لي متابعة النوع الادبي النومينكلاتوري في الفضاء الأسفيري فوجدت الصديق الشاعر (وهذه ألقاب يستحقها الرجل عن جدارة كوني أعتد بصداقته وأقدر شعره) فضيلي جماع ينتفع باريحية المعجبين في عبارات من شاكلة
    "أديبنا الكبير مديد القامة الاستاذ فضيلي جماع" (نادر في سودانيزأون لاين بتاريخ 17/)10
    "الحبيب و الجميل و النقي فضيلي جماع" ( محسن خالد 23/10)
    بل أن فضيلي يمتاز على آباء محسن خالد الآخرين بصفة الحلاوة(شفت كيف؟):
    "الشكر الجزيل لك أستاذنا الموصلي وأستاذنا و شاعرنا الحلو فضيلي جماع وأستاذنا أسامة الخواض" ( محسن خالد بتاريخ 18/10)، وبعد حلاوة فضيلي صار لنا الحق في جمال محسن خالد زاتو:
    " شقيقي الجميل محسن" ( هشام مدني بتاريخ 18/10)
    و هكذا " دواليبك"..

    أسامة ، يا أخانا الذي في الاسافير..
    احترت في اصرارك على بذل بنوتك لشخص مثلي لا تعرف عنه سوى القليل الذي تقرأه هنا وهناك، وزادت حيرتي وأنا أقرأك تستنكر على محسن خالد كونه سمّاك بين آباءه:
    "انت عارف نحن كسودانيين ما بنحب الالقاب (كذا) لكن هي ضرورية في مرحلة ما لأن كل انسان في العالم له حاجة للاحساس بالتقدير لما انجزه(كذا.. تاني) بس المسألة الابوية دي أنا عندي فيها رأي رغم صيحات الاستحسان والاعجاب من الكثيرين"(اسامة الخواض في بوست محسن خالد / سودانيزأونلاين 20/10/2005). ولم أفهم ان كنت قبلت لقب الأبوة الذي تكرم به عليك محسن خالد أم لا؟
                  

01-24-2006, 09:50 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    3
    نفس المصدر أعلاه:
    أرجو عزيزى القارئ لعبارة الكلاب والخنازير والتى سلخها أسامة الخواض من غرسها وعممها كأساءة لكل أعضاء سودانيزأونلاين كىينال بها تأييدا وزخما غوغائيا يزوده بقوة يكر بها على حسن موسى!!!!


    Quote: ومن يقنع الديك ؟
    أقول: رغبتك، ورغبة غيرك من عيال المسلمين، في تأسيس الابوّة كقرابة رمزية اختيارية من خلال تبنّي الأب فلان أو الخال فلتكان من الاسماء المبذولة في فضاءات الثقافة الحديثة، كأب ثاني، أو كعرّاب فكري، هوـ في نهاية تحليل ما ـ أمر مشروع، كونه يساهم في تأسيس اسطورة (ميثولوجيا) ذاتية، فضاءها الحيوي النفسي مؤثّث بما يجود به هذا الأب المُستعار من متاع يعين ابنه بالتبنّي على اجتراح المناورات الايديولوجية والنفسية والابداعية في ساحات التناحر الاجتماعي. وفي نهاية التحليل لا أحد ينجو من قدر الأبوّة الرمزية، كونها تمثّل فرصة مهرب في المخارجة من عواقب أبوّة الدم الاعتباطية التي لا يملك أحد حق اختيارها. وتأسيس الابوّة يبقى، في نظري (الضعيف)، أمرا منفعته أكيدة ـ وان استلهم نموذج الاب في "أخلاق النمط البطريركي" كما جرت عبارتك المريبة. (غريبة لا أحد يطلب الامومة وفي ميراث الانسانية أمهات كيدهن العظيم يفوق كيد الرجال).
    أقول: ان الرغبة في تأسيس الأبوة تنطوي أيضا على رغبة منطقية في تعريف اطارعملي يتم ضمنه تثبيت تحول العالم و اختزال تداخله لمستوى اصطلاحي يمكّن لشخص المؤسّس من استكمال تمركزه وتحقيق اندماجه الرمزي داخل اتفاقات هذا الاطار. وقد اصطفيتنا يا أسامة لتؤثّث بنا شجرة عائلة الحداثة السودانية التي يبدو أنك اخترت لنفسك فيها موقع حظوة كشاعر (وكمان كبير). بل أنك انطلقت في حرب ضارية ضد كل من تشتبه في عدم اقرارهم بأحقيتك في موقع "الشاعر". وأنت أدرى بأن بين جمهور منازعيك أشخاص تتنوع مشاربهم ومآكلهم بل وتتناقض تماما. بيد أن هذا الواقع، واقع مشروعية تأسيس الابوة الرمزية، لا يعفي أحدا من ضرورة التفحّص النقّاد لكل تأسيس أبوي جديد. ومن ضرورة "التفحص النقاد" أنظر في موضوع أبوّتك العجيب الذي بذلته أنت لقراء الاسافير وورّطتنا فيه(لا ايدنا لا كراعنا). وأنا أقول: "موضوع ابوتك العجيب" كوني أتعجب من اختيارك لنا (بولا وشخصي) بينما فضاءات الثقافة الحديثة عامرة باسماء كبيرة تفوقنا علما وابداعا. فلماذا نحن؟
    هذه يا أسامة فولة تتجاوز طاقة المكيال الذي في يدي، والذي أحاول أن أعالج به الجزء الظاهر من " آيسبيرغ" شقاق الحداثات السوداني وهيهات. لكني عازم و"السايقة واصلة" (كما يقول الوليد الموسيقي نفعنا الله بتصاويته).
    أقول: ان رغبتك في تثبيت اطر العالم على الهيئة التي توافقك واختيارك لموقعك كشاعر ضمن شجرة عائلة الحداثة السودانية الخ، أمر لا غبار عليه، وكلنا في هذا الهم شرق وغرب وشمال وجنوب كمان. لكنك يا صاح لا تكتفي باعلانك الملحاح "أنا شاعر أنا شاعر"، والحاضر يكلم الغايب، وانما تتوقع من الجميع أن يؤمنوا على مصداقية اعلانك. وأظن أن غلطة بشرى الفاضل التي لا تغتفر هي أنه تجاسر على وصفك بصفة الشاعر المتوسط الموهبة بينما أنت ترى نفسك شاعرا كبيرا. وقد جعلك هذا الامر" مشّاءا" بين المواقع تستجدي شهادات الخبرة (الشعرية) من داجنة كتّاب الاسافير الذين ينفحونك الالقاب هدايا مسمومة وأنت سعيد تكفّن المَـيْـتات بلا حذر، فيا عجبي و يا حسرتي وقد كنت أحسبك أقل براءة مما يبدو عليك.
    أقول: قد يقول الشاعر "أنا شاعر" وقد ينبري له خصم يقول له العكس. لكن اعلان الشاعر عن شاعريتة لا يجعل منه شاعرا مثلما نفي الشاعرية، من طرف خصومه، لا يلغي شاعريته. وكل هذا يردّنا يا صاحبي لدلالة "توجيه النظر" في حكاية الاصبع والقمر والاحمق في المثل المشهود، أو قل أن" الشعر عار ربّة زنت قربانه الولاء والألم" كما تفضّل بتعريفه شاعر أمتنا، مقطوع الطاري، الهارب العظيم محمد المكي ابراهيم (و هيهات و ستين هيهات).
    أظن ـ آثما ـ أنك ياأسامة، في دخيلة أناك، غير مقتنع تماما بصفة "الشاعر" التي تعلن عنها عند كل منعطف من منعطفات الاسافير، من جهة لأني أراك تقبل ـ بل وتفرح ـ بصفة "الشاعر" حين يجود عليك بها الجماعة الطيبين من كتاب ومن قراء الاسافير الذين لا يدرون شيئا من أمر الواو الضكر. ومن جهة ثانية أظن ـ غير آثم هذه المرة ـ أن وعيك النقدي بأبعاد موقع الشاعر ضمن المجتمع التناحري الذي كتب علينا أن نكابده يؤهلك لفهم أن الـ "لقب" المشبوه للشاعر(المشبوه؟) انما يتخلّق مفاوضة بين تناقضات حركة الخلق وحركة الاستجابة. كون الشعر تجربة ذاتية حميمة الا أن ذاتيتها لا تتأسس ما لم يبذل الشاعر شعره كشأن عام، مخاطرة مجانية، حتى و ان وقعت درره الشعرية كما القدس عند أقدام الكلاب والخنازير. أو كما قال "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم أمام الخنازير" ("انجيل متّى"، الاصحاح السابع و "أطوار" توفيق السنوسي أيضا). وحركة الاستجابة لا تفلت من قبضة التاريخ. وفي اسار التاريخ تتخلق الاستجابة لابداع الشاعر على أمشاج وأخلاط وتلاوين شتى بين مشاعر الحب والكره وأنواع سوء الفهم الطوعي والاجباري حسب تناقضات المصالح والمطالح التي تصطرع في افئدة المستجيبين. ونحن باتفاقاتنا وباختلافاتنا ضالعون في تناقضات حركة الخلق والاستجابة. وضلوعنا يفسد علينا موضوعية ومصداقية أحكام القيمة التي قد نجود بها تحت هذا الشرط أو ذاك. وفي نهاية تحليلي هذا، فقد لا ينوبنا من الامر، أمر فرز الشعر من اللاشعر، لا ينوبنا منه سوى وعينا بتشعبه و بتراكب مكوناته. وهذا ياصاحبي حظ متواضع اذا تأملنا فيه من مشهد الناقد الستاليني المتفائل الذي يزعم تملكه لأدوات الحكم الموضوعي وتفعيل الطاقات الابداعية في المشروع الطبقي الذي يتبناه. لكنه أيضا حظ كبير اذا نظرنا اليه من مشهد الناقد الوجودي "المتشائل"، الذي يعي ان الرغائب الفردية التي تحرك الشعراء و تحفزهم على اجتراح الشعر لا تطيق مبدأ التطابق الجائر، الذي يطمح لأن ينتفع بها كفئة "تطبيقية" بين تصانيف الادب الطبقي البائدة. فكل رغبة هي في نهاية التحليل وضعية وجودية فريدة لا تتكرر، وكل رغبة شعرية انما تنطوي على طموح خلق فردي يسعى لتأسيس الخروج الشخصي على أطر المجتمع التاريخية كمشروع قمين باستيعاب الانسانية بأكملها. وفي هذا المنظور فكل نوايا الخروج الشخصي تتساوى في قيمتها عند المبتدأ، أو كما قال: فالاعمال بالنيات و"الخيل الحرة"، كما يعبر الاهالي، تظهر عند المنعطف . وما أدراك ما المنعطف؟ وفي مساجلاتك يا صاحبي منعطفات كثيرة يهمني منها هنا " منعطف نوريت".
                  

01-24-2006, 10:09 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    4
    نفس المصدر أعلاه:

    Quote: البرنس " الامّور"
    و ال " أمّور " هي صيغة تفضيل للأمير وهو البرنس وترجمتها في لغة الاهالي من سكان وادي النيل الاوسط تكون في دلالة الشاب الظريف الحريف "القندف" و الفرنجة يسمونة ال " داندي " كونه يتدندن بين المواقع و يختال كما الطاؤوس بين الرؤوس على زعم ان العناية الالهية عهدت اليه بانقاذ أدب الاسافير و تطهيره من كل رجس و منكر و الله أعلم..
    البرنس ؟
    ياله من لقب جبّار يغنيك عن كل الالقاب الاسفيرية المسهوكة المبذولة للغاشي و الماشي من نوع يا مبدع و يا مبعد و يا معبد و يا مرعب مما جميعه.. ترى هل هو اسمك الحقيقي ام هو اسم حركي تتخفّى وراءه كما يتخفّـى طبيبك البيطري الرباطابي وراء اسم سجيمان ؟
    هل أنت برنس من" البرناسيين" و هم طائفة من الشعراء الفرنسيين( فيهم غوتييه و بودلير و فيرلين و مالارميه) الذين قاوموا الغنائية الرومنطيقية و اعتنوا بالصناعة اللفظية و التأنق الاسلوبي و الاحكام الشكلي و رفعوا راية "الفن للفن"؟
    أم أنت " برنس" في معنى "الامير"، زي الامير" البير" بتاع أمارة" موناكو" أو حتى زي الامراء بتاعين البترول أبّان جلاليب نص لياقة ضيقة و محزّقة ؟.
    أم أنت "برنس" في معنى لابس البُرْنُس، والبرنس كل ثوب يكون غطاء الرأس جزء منه كما عند أهلنا المغاربة؟
    أو لعلك " برنس" في معنى صيغة المذكر من " برنسة"؟ جمع برنسات، و هي البكاسي التي كانت تقل خرطوميي السبعينات والثمانينات بين نواحي العاصمة و هم عليها جلوس "وجهالوجة" كما تقول..و قد التهمت البرنسات سوق التاكسي و الطراحة لأنها أرخص و أسرع فتبنّاها الخرطوميون . و البرنسات في رواية أخرى تعني أيضا : البكاسي " و هم ذلك النفر من مطربي الحواضر قليلي التكلفة، الذين انطلقوا في المحافل و المنتديات كما نار الهشيم و افترسوا رصيد أعلام الغناء المديني دون ادنى اعتبار لحقوق المؤلفين و الملحنين و حتى حقوق المستمعين.و قد تناسل برنسون و برنسات آخر القرن العشرين و خلفوا جيلا جديدا من برنسيست القرن الواحد و العشرين أكثر نهما و أشد افتراسا بسبيل أن يأتي على أخضر الاسافير كله، و سيأتي على يابسه ما لم يتحرك أحد.
    المهم يا زول، وكت اصلك توكلت و قلت تجيني" وجها لوجه ".." من باب السعي الى انتاج معرفة حقيقية" فلا أقل من القيام بواجب التقديم النومينكلاتوري الذي يجعلنا على بصيرة من أمر" من يتكلم؟" و" من اي موقع يتكلم؟"
    و أنا اسألك عن صفتك الآيديولوجية قبل الدخول معك في مشروعك لـ " انتاج معرفة حقيقية" كوني محتار في وضعية الـ" خاتف الالوان" الايديولوجية المتعارضة التي تسوغ لنفسك عليها صداقة الكائنات الاسفيرية العجيبة بين فلول البنيويين العاربين الذين انتهزوا الشعر الاسافيري و خاضوا (من خاض يخوض و الواحد خوّاض) في مياهه الضحلة يكفنون الميتات ويقعون على الرمم الأدبية بمباركة الجمهورالاعزل الغرير، وتحت تهليل فلول الاسلاميين الذين اكتشفوا الحوار الفكري البنّاء" بعد فساد مشروعهم الحضاري فطفقوا يملّسون (من ملّس يملّس و الواحد ملاّسي) لكل من توسموا فيه روح الحوار الاسفيري البناء المتسامح الذي يقلب صفحة جديدة ويعفو عما سلف، وفلول البياطرة العنصريين الذين انتهزوا فضاء الكتابة وعاثوا فيه كما الثور السجمان في مستودع الخزف، بذريعة فكاهة عنصرية سجمانة (والثور السجمان بالمناسبة يجد بين كتاب الاسافير قوما يحتفون به، كما شخصكم الامّور، ناهيك عن من يدلّعونه أحيانا بصفة "العشا باللبن" على حد عبارة الاديبة سلمى الشيخ سلامتك) وما خفي أزرط.
    أقول: حيرتني هذه الوضعية الايديولوجية التي تجعلك تصالح بين الاضداد فكيف تصنع هذا يا برنس؟ ومن اي موضع تتحدث؟
    هل أنت يساري؟( سابق؟)
    أم أنت اسلامي؟( لاحق؟)
    أم أنت مجرد "أجاويد" محايد بين الضحية والجلاد و"ماسك العصاية من النص ساكت"؟
    اجابتك على هذه الاسئلة تمكننا من تقعيد النومنكلاتورا الايديولوجية قبل " السعي الى انتاج معرفة حقيقية" .ولا شنو؟
    .كنت انوي التعليق على مداخلتك التي تنتهي بعبارة " مع فائق تقديري"، و لكن لدى التأنّي عند نوعية التقدير الفائق الذي كشفت عنه في معيّة سجيمان ، الذي تزعم ان" في داخله جمالا" ، فقد استقر عزمي على ان أفرد لك صفحة ترقد عليها هنيئا في " جهنم " و بئس المصير
                  

01-24-2006, 10:29 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    5
    نفس المصدر أعلاه:

    Quote: عبد الماجد فرح يوسف
    شكرا لك على المداخلة و قد لاحظت رسوماتي الكاريكاتورية حازت عندك على صفة " العجيبة" و هذه سماحة جمالية تحمد عليها. اما بالنسبة لسؤالك عما كنت اعتبر ان آلاف القراء الذين يمثلون عضوية سودانيز اونلاين يندرجون في خانة الكلاب و الخنازير فالاجابة ببساطة :لا .حتى و لو اجتهد أسامة الخواض في تقويلي ما لم أقل.و كما قلت انت فبين قراء سودانيز اونلاين شعراء و كتاب و أطباء و مهندسين و طلاب معرفة . و أضيف انا أن بينهم عدد كبير من اصدقائي.لكن يا عبد الماجد بين الأربعة آلاف عضو الذين يقرأون بوستات سجيمان هناك عدد كبير من الاعضاء ، و لنقل الف عضو ـ و فيهم دكاترة و اطباء و مهندسين و ظباط في امن نظام الانقاذ و حمرتجية و حجامين الخ ـ كلهم يضحكون على بذاءاته العرقية التي تسخر من اعراق السودانيين لمجرد ان سحنهم مغايرة لسحن الرباطاب و فيهم جمهرة من النساء المتعلمات يتضاحكن على البذاءات الايرية( فاليك) التي تستهدف الحط من جنس النساء السودانيات و غير السودانيات لمجرد كونهن نساء.ماذا تسمي هؤلاء الناس الذين يضحكون كلما عرض عليهم بيطار الاسافير السجمان عورته الاخلاقية؟هل هي مجرد صدفة بريئة كون هؤلاء الضاحكين و الضاحكات، المتشبهين و المتشبّهات بالبهائم قد عهدوا بكآبات الغربة لهذا البيطري السجمان ليرفه عنهم معاناة المنافي و قلة القيمة في بلاد العرب و السجم و العجم التي طردهم نحوها منقذو البلاد؟ انهم في مرتبة احط من مرتبة الكلاب و الخنازير لأنهم آدميون اختاروا التمرّغ في مقام الكلاب و الخنازير ، و هذا سلوك أشنع من سلوك الكلاب و الخنازير، و انا اعتذر للكلاب و الخنازير عن شبهة الاذى الذي أدركها من جراء استخدامي للمقتطف الانجيلي .و هذا يا صاح بعض من قدر " ود ابن آدم الغلّب الهدّاي " كونه قمين بأسوأ انواع الانحطاط مثلما هو قمين بأنبل آيات السمو الانساني.و انا متفائل بأن هؤلاء الرجال و النساء العاكفون على الانحطاط و على رؤوس الاشهاد بذريعة المجهولية الاسفيرية ، قمينون بتجاوز عاهاتهم الاخلاقية و عاداتهم المرذولة لو تعهدناهم بالحزم و بالصبر و بالحيلة و هم الذين عناهم المثل :
    " الضرب ينفعهم و العلم يرفعهم " و العكس ايضا صحيح.
                  

01-24-2006, 10:37 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    6
    نفس المصدر أعلاه:

    Quote: و أنا لا أساوي بين " مراقد الكلاب و الخنازير " و موقع سودانيز اونلاين رغم ان القائمين على ادارة سودانيز اونلاين يتفانون في بذل الاسباب التي يمكن أن تنبني عليها مثل هذه المساواة . فعلى الرغم من تفاني ادارة سودانيز اونلاين في صيانة مساحة حظوة للعنصريين و أعداء المرأة والاسلاميين السلفيين من دعاة العنف و اضطهاد الاقليات باسم الدين ، الا ان موقع سودانيز اون لاين يظل علامة مهمة في تاريخ تطور وسائل العمل الديموقراطي بين الجماهير الشعبية في السودان و خارج السودان. فهذا الموقع، رغم حظوة اعداء التقدم فيه، يتميز بكونه مكن لقطاعات واسعة من جماهير الشعب السوداني من تملك وسيلة الكتابة و التعبير كتابة عن آراء و تطلعات و مشاريع لم يكن من سبيل لأشهارها و التفاكر حولها قبل سنوات قليلة، و الكتابة سلاح ذو كفاءة عالية كون الكاتب يقلب الرأي و يمحصه عبر القراءات المتواترة بين القراءة الاولى في الخاطر و القراءة الثانية أثناء الكتابة و القراءة الثالثة بعد الكتابة.و رغم كل شيء فأنا اراهن على قدرة المنبر على التعلم من أخطائه و سلبياته مثلما اراهن على قدرة جماهير الشعب السوداني التي تنتفع بسودانيز اونلاين ـ و بغيره من الوسائل الاسفيرية ـ في التوصل لاستخدام تقنية الاتصالات الحديثة بطريقة خلاقة لصالح قضايا الديموقراطية و التنمية و السلام في بلادنا
                  

01-24-2006, 10:53 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    رد حسن موسى على أبكر آدم إسماعيل فى بوستهبعنوان (إتحاد الكتاب الشاقية):


    Quote: الفن أفريقانية السوداءنية

    أبّكر يا أخانا في أفريقيا ..
    سلام جاك
    و هاك:
    أولا بالتبادي حكاية الترحيب بالاعضاء "الجدد" دي ما واقعة لي، لأني اعتبر الموقع دا منتدى للحوار ودفع المفاكرة في القضايا العامة ذات الأولوية في مشهد اهل السودان. قضايا الديموقراطية و التنمية، يعني لا هو مقهى شعبي عام و لا هو بيت خاص لمن تملّكوه بالتقادم. وكون زيد اكتسب عضوية المنتدى قبل عبيد فذلك لا يسوّغ له بأية حال اتخاذ وضعية المرحّب المريبة التي يكسب لنفسه بذريعتها حظوة رمزية غير مبررة، حظوة "سيد البيت" الذي يستضيف القادمين الجدد و يحسن وفادتهم حسب أسطورة الكرم السوداني الاصيل ، و"الدين في الكتوف و الاصل معروف" كما تقول حكمة مولانا ود اب زهانة. وهذا يا صاحبي ضرب من" تكفين الميتات" الاسافيرية ينتفع به داجنة الكتاب من صنف هذا البرنس الأمُّور الذي يجري بثرثراته بين المواقع الاسفيرية و لا يضيره أن " يبخّر" سجيمان في سودانيز أونلاين تارة و يدافع عن كمال الجزولي طورا، قبل أن يهرول للترحيب بك في سودان للجميع ترتارة. واذا في زول ممكن يرحّب او ما يرحّب، فمن باب اولى يكون هو الشخص المسئول عن الادارة في الموقع المعني. والادارة في ما أرى منفعة تنظيم لا تعود على القائم عليها باي حظوة تشريفية بخلاف "أجر المناولة" (وقد تعود عليه أحيانا بمنفعة "الشرة في القندول" ونجاة أدرى).

    القراءة الكاتبة

    أقول: جعلني هذا الموقف اتجنب النظر في بوستات الترحيب كون أغلبها عامر بأدب المجاملات السودانية "الخُسوسية" التي تقع في حيّز الكلام الشخصي الذي لا يهم القراء، أو العمومية التي تتصنّف في باب الـ "بوليتكلي كوريكت" كون الناس في مقام الترحيب لا يطيقون حديثا غير حديث التطييب.
    وقد دفعتني قراءة حديثك في شأن "اتحاد الكتاب الشاقية" الي النظر في بوست الاخ مصطفى آدم "رحبوا معي بالانسان أبكر.." بتارخ 26 نوفمبر 2005، بعد أن تجنبته زمنا، خوفا من تبعة العادات الادبية الاسفيرية لصفة "الانسان" التي منحك اياها مصطفى كخصوصية تميزك عن سائر بني الانسان الآخرين، كما يميز "الاخوان المسلمون" أنفسهم عن سائر المسلمين بصفة "المسلمين"، التي تضمر أن بقية الخلق "أخوان ساكت"، ما مسلمين. أو كما يميز اصحاب التشاشات الطفيلية البيزنس بتاعهم بالحاقه بصفة" الاسلامية" ، من نوع : "الجمهورية الاسلامية" و"الاشتراكية الاسلامية" و"الديموقراطية الاسلامية "و "البنوك الاسلامية" و "البقالة الاسلامية " لغاية" البيرة الاسلامية بدون كحول " و ما خفي أزرط.
    أقول : تأملت في بوست الترحيب الذي افتتحه الاخ مصطفى آدم بعنوان : "رحبوا معي بالانسان أبكر..".وما تلاه من بوستات للأصدقاء من أيمان شقاق لحسن النور ، لخضر حسن خليل ،لأحمد المرضي ، لنجاة وللحسن بكري (وما كان من أمر" حياءك" و "غضبك" الخ)، لغاية بوست عائشة المبارك التي اختلست لنا قصيدتك "صوت الوتر السادس". وقد شحذ فضولي الاطراء الذي بذله في حقك الصحاب المرحبون اعلاه كما تعجّبت من قراءتي الثانية لقصيدتك : "صوت الوتر السادس"، العامرة بأيقونات السودانوية التي تداهن ذاكرة القاريء العربسلامي( بلقيات بلاغية مستعارة من المجذوب ومحمد المكي ابراهيم وعبد الحي و آخرين) ثم تُؤثّمه على ذنب تاريخي تورّثه اياه، بغير وجه حق، بقرينتي العرق و الدين. أقول: "من قراءتي الثانية" لقصيدتك الغميسة "صوت الوتر السادس" ( في موقعك الالكتروني) ـ لأني قرأتها اول مرة في 1999 ، حين نشرتها أنت في مجلة "كتابات سودانية" (العدد العاشر 1999)، التي كانت تصدر عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة ـ تبدّت لي فيها خوافي لم انتبه لها عند القراءة الاولى. وهذا باب في أدب القراءة عجيب، كون البصيرة القارءة تعيد كتابة النص على ضوء متغيرات الزمان والمكان . وقد لاحظت أنك اخضعتها لقراءة ثانية، قراءة كاتبة، رفعت عنها بعض مقاطعها التي لابد أنها لم تعد ترق لك ضمن ظروف تحوّلات المشهد الجيوبوليتيكي.
    في النسخة المنشورة في موقعك الالكتروني اختفت عبارة "لعرسها" من مقطع "القلب زكّته الخيول لعرسها يوم الرحيل فكان ميلاد المطر".
    و بعدها بسبعة أسطر اختفت عبارة" فنيلتي الشوهاء " التي كانت بين
    " بكاء أخي الصغير
    فنيلتي الشوهاء،
    سروالي الممزّق من مطاردة السحالي و الورل ."
    و في نهاية النص اختفت الاسطر الثلاثة التالية:
    "و لوجه سلمى و النهارات الصبية ما سيأتي من غناء
    شكرا لكم يا سيدي..
    و غدا نعود ."
    و لا تظنّن اني آخذ عليك تعديلك لنصك، حاشا، فمن جهة أولى، فالكاتب كائن حر، بل هو في أكثر حالات حريته اكتمالا حين يتحقق في حميمية فعل الكتابة، ومن جهة ثانية فالنص كائن حي، يحيا و يموت، وقد يبعث حيا من بعد موت، بفضل تباين القراءات الكواتب وتعدد النظر الجديد وتبدل السياق الاجتماعي. وأنا في نهاية تحليلي أحمد لك عكوفك على نصّك، على تواتر الازمنة والامكنة. بيد أن تعدد النصوص المتمخّضة عن النص الابتدائي لا يلغي مسئوليتك عن كل نص جديد صدر عنك. والكاتب مسئول عن كل عبارة وعن كل كلمة وعن كل حرف يكتبه، مثلما الرسام مسئول عن كل لون وعن كل شكل يخطه، مثلما الراقص مسئول عن كل حركة وكل ايماءة تصدر عن جسده في سياق الزمان و المكان و الخ و"شرحه" في فضاءات التعبير الاخرى بما فيها فضاء الفكر السياسي. وبما أنك بين نفر من الكتاب السودانيين الذين يسعون بالنصوص بين أرض الأدب وأرض الفكر السياسي فان قراءتك هنا وهناك لا تفلت من ملابسات تأثير هذا النص هنا على ذاك النص هناك ، و"الحساب ولد" كما تقول حكمة الذكور المريبة. وفي هذا المنظور أقرأ ذلك المقطع من قصيدتك " صوت الوتر السادس ":
    " الخرطوم (1)
    الدرس الاول : التاريخ
    المهدي نخاس شهير
    شولة
    عبد اللطيف : لم يكن في مسرح الوطن الجميل،
    بل كان منهمكا يخطط لانقلاب عسكري
    كي يعيد الى أمية أصلها القرشي و النسب النبيل
    عبد الفضيل:
    كان نشالا و لصا موغلا في الاحتراف
    نقطة ، سطر جديد
    الخليل:
    كان يسكن فيلا
    و يبيع اغنية تزيف طعم البلاد
    و يقاسم السلطان قعدته الخليعة، و احتمال أن يكون مجندا في الامن..
    احتمال
    و مهيرة:
    بائعة المريسة،
    أول سلطة للغيب تمتهن الغناء المستغيث دعارة،
    و تمارس التعريص في الليل البهيم
    و نكون أولاد الحرام
    طوبى لنا "
    و القاريء في مواجهةهذا النص يحال لمتكلم غامض لا أحد يعرف ما اذا كان هو شخص الشاعر نفسه، أعني الشاعر الذي نصّب نفسه ناطقا رسميا باسم المهمشين الزنج من ضحايا الأيديولوجية العربسلامية التي يعلن عليها حربا كاملة شاملة مادية و رمزية، أم هو معلّم متسلّط في مدرسة السلطان المستبد الغاشم يملي على التلاميذ نسخة مزورة من تاريخ المقاومة الوطنية، أم هو مجرد ولد "مشوطن" لسانه فالت من كل قيد و لا يدري ما يقول، وجهل القاريء بنوعية الجهة التي يصدر عنها الخطاب يجعل النص معرضا لمخاطر القراءة المغرضة والتسوّي بايدك يغلب أجاويدك و يتجاوز حدود مسئوليتك الاخلاقية تجاه ما تكتب..و طوبى لـ "أولاد الحرام"، و أي" حرام"؟ حرام المجتمع العربسلامي الذي يشوف الفيل و يُذْعن في ظله؟ أم حرام الايديولوجي الذي ينتفع بوسيلة الشعر في تهريب ما لا تطيقه وسيلة الفكر الى فضاء الحوار الاجتماعي الدائر؟
    ولا أطيل أكثر من هذا، وكما ترى يا صاح فان فولة "القراءة الكاتبة" تفيض عن سعة مكيالي الحالي، لكني عائد لهذا الامر قطعا قريبا وفي خاطري قراءات لنصوص سودانية مشهودة صارت جزءا أصيلا من أثاث الخطاب السياسي الحديث في السودان.

    الجيل " الاعتباطي"

    أقول: شحذ اطراء الصحاب في بوست الترحيب فضولي ، فتوكلت على الحي القيوم وحاولت النظر في بقية آدابك المعروضة في موقعك ، فوجدت ما لذ وطاب من أنواع الأدب والتفاكير النقدية السياسية التي تستحق التأنّي، مثلما وجدت تصانيف عجيبة من أدب الضحيّة السوداني الجديد. و ما أسميه بـ "أدب الضحية" السوداني هو نوع أدبي بكائي جديد، برع فيه نفر من كتاب السودان الجدد الذين تمخّضت عنهم تناقضات الآيديولوجية العربسلامية في السودان . و هم قوم متعددو المشارب و المآكل، ينطقون باسم الشعب و يتباكون و يتشاكون في الفجوات الايديولوجية لبُنى اليمين و اليسار في السودان. و قد يتحالفون ـ عند اللزوم ـ باسم مفهوم غامض اسمه" الجيل" أو" الشباب" على قتال الجيل القديم و خلافه. و سأعود لـلمضمر في " خلافه " هذي لاحقا لزوم تحليل بعض الحالات و النماذج البارزة التي يمكن أن تسهم في اضاءة المشهد الفكري و الرمزي الذي تتحرك عليه في معية هذه الكائنات السياسية المتذرعة بذريعة السن .
    و قد بذل لك محرر جريدة "الحرية" ، أسامة عباس، مزلقان اسمه :" حوار/حرب" الأجيال الكاتبة في السودان فلم تقاوم اغراء الانزلاق في فخ مريح ،" بوليتيكلي كوريكت"، و تناسيت مقولات مولانا كارل ماركس التي بنيت عليها جزء كبير من بأسك الآيديولوجي.فحين يسألك أسامة عباس:" كيف تنظر الى هذا الجدل: جيل قديم /جيل جديد، كتابة قديمة /كتابة جديدة؟"،تجيب بنفي موضوعة الجيل مبدئيا على أساس أنها موضوعة " اعتباطية لدرجة لا تسمح للمرء بالخوض معها بجدية".
    (abbakaradam.com)
    بل أنت تؤكد على الطبيعة" الاعتباطية" لـ " صيغة الجيل" ثلاث مرات في معرض اجابتك على السؤال ، الا أن ذلك التأكيد لا يعصمك من الالتفاف على اعتباطية موضوعة الجيل فتعاود متسللا من" دريب قش" الكتابة القديمة/ الكتابة الجديدة، الذي بذله لك أسامة عباس.و أسامة مغرض، و غرضه واضح بلا مداورة كما أعلن عنه في مشروع بناء " ملف كبير حول الاجيال الكاتبة في السودان".لكن مشروع أسامة كان يتوقف على نوع الاستجابة التي قد تجيء من طرفك. و كان من الممكن ان ترفض الخوض في المسألة الاعتباطية ، فينتهي الامر عند هذا الحد، كما كان من الممكن ان تخوض فيها بما يمكنك من شرح و تحليل اسباب اعتباطيتها و الدوافع التاريخية التي تجعل أسامة يخصها بـ " ملف كبير"، لكنك اخترت أن تخوض مع التيار.لماذا؟ مندري.
    و كوني لمست في أدبك السياسي جهدا مقدرا في نقد أيديولوجية الانظمة العربسلامية في السودان فهذا شيء محمود و ضروري و منطقي مع طبيعة الواقع السياسي الراهن في السودان و مع طبيعة المسار الذي اتبعته أنت "ابن القرية القصيّة" من الهامش للمركز الحضري.و هو أدب سياسي نقّاد لا يتاح الا لمن واجهته، بشكل واقعي، اسئلة الاستبعاد الطبقي و العرقي التي يكابدها جلّ المهمشين في السودان العربسلامي.و قد لمست ميلك للحديث باسم المهمشين من ضحايا الايديولوجيا العربسلامية في السودان، و لا جناح فالزلابيا للجميع، الا أن الافق العرقي الذي دبّرت عليه استراتيجية المفاكرة الاجتماعية في خصوص تحرير المستضعفين في بلادنا يضيق عن استيعاب المهمشين داخل الفضاء العربسلامي ، و قد يستغني عنهم بذرائع الهيمنة التاريخية لبني الثقافة العربسلامية التي ينتمون اليها، فكأنك تختار عامدا وضعية الناطق الرسمي باسم" الكتلة السوداء" أو" المجموعة الزنجية" أو" التجمع الافريقي" الى آخر الترهات العرقية التي تفتقت عنها قرائح مقاولي الهويولوجيا المعرقنة ، ممن تعودوا على اتخاذ المجموعات العرقية رهائن أو دروعا بشرية في مشهد النزاع السياسي السوداني.غير أن مواجهة أسئلة الاستبعاد، حين تقتصر على البعد السياسي وحده ،لا تؤدّي ، أو قل هي لا تؤدّي الا الى وضعية" الاستبعاد المعاكس" بحيث ينمسخ المستبعد، بنصب العين ، الى نسخة سلبية (" نيقاتيف")، أبيض و أسود من المستبعد، بكسر العين( و الاستبعاد انما يقوم على" كسر العين" أولا و أخيرا).و قد لمست شيئا من هذا حين تأنّيت عند بعض نصوصك الادبية المعجونة بالفنأفريقانية الباسلة أو بـ " الغضب المدمر"، حسب عبارة الصديق مصطفى آدم حين أخذ يتعذّر و يتذرّع بصورتك الفتوغرافية عقب " زرزرة "الحسن بكري في موضوع" الحياء" اياه.( راجع بوست رحبوا معي بالانسان أبكر 5 يناير) . و الكلام عن الصورة فولة تانية تنتظر كياليها.المهم يا زول ، بدت لي الاجابة الابداعية التي تقدمها كأديب لسؤال الاستبعاد المركب، المادي و الرمزي،بدت لي كمثل استجابة شرطية معاكسة يفقرها الانفعال عن مفصلة أسباب الاعتراض و حججه ضمن كيمياء الغضب الخلاق. فأنت في غضبك الادبي كاميكازي ، تفتح النار على جميع العربسلاميين بما فيهم أنت نفسك.( و عربسلاميتك يا أبابكر فولة ثالثة أنا جاييك ليها).
    أقول أنت تفتح النار علي الجميع بدون فرز: يعني من كمال الجزولي ليوسف فضل و تاج السر الحسن، الذين مسختهم عملاء سرّيين للشايقية في اتحاد الكتاب السودانيين، و انت طالع لمحمد احمد المهدي النخاس لعلي عبد اللطيف الانقلابي عميل أميّة، لعبد الفضيل الماظ النشال اللص، لخليل فرح مهرج السلطان، لمهيرة العاهرة المعرّصة لغاية ناس يوسف فضل و تاج السر و آخرين.. شفت كيف ؟

    غنائم الحرب الثقافية

    أقول : قرأت نص" صوت الوتر السادس" قراءة أولى في نهاية التسعينات في " كتابات سودانية".كانت تلك قراءة بريئة، السماحة الجمالية فيها تغلب على النظر الآيديولوجي، و ذلك لأن الثقل الايديولوجي، الذي يلبّك قراءتي الراهنة، كان غائبا عن هذا النص حين قرأته في نهاية التسعينات.و هكذا تخلّقت علاقتي الجديدة بالقصيدة بعد أن قرأتها مرة ثانية على ضوء الفضول الذي أثاره في خاطري بوست" اتحاد الكتاب الشاقية" ـ سيّما و أنا يا صاح شايقي فرنسي من النهود،(على كل حال اذا اتضح انو الشايقية استولوا على اتحاد الكتاب ضمن التقسيم الاخير للسلطة و الثروة في السودان فمن باب أولى نشوف لينا شليّة من دار الأ(د)ب الخربانة ، و من يدري؟ فقد تنفعني شليّة "بيت الادب" السوداني في ترميم "خانة " الأدب" الفرنسي و كلنا في الهم غرب) ـ أقول: الغرض( و الغرض مرض) الواضح في قراءتي الثانية المتوجّسة لنص" صوت الوتر السادس" يستمد مشروعيته من مداخلة اتحاد الكتاب الشايقية التي تعرّض فيها بعرب أفريقيا( و بزنجها) على نحو لا يليق بالكيد الأيديولوجي التي توسّمته فيك.
    فأنت حين تعارض استنارة الكتاب السودانيين بتجربة" اتحاد الكتاب المغاربة" في السودان، بتجارب اتحادات كتاب " أفريقية" لا تسميها ،أجدك تتعامى عن كون العرب في أفريقيا هم أفارقة مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة الآخرين بما فيهم بيض جنوب افريقيا و هنود كينيا و"ميجراب" السودان.كما أجدك تتجاهل ـ و لا أظنك تجهل ـ بداهة كون اللغة العربية ـ مثلها مثل الانجليزية و الفرنسية ـ هي لغة افريقية خالصة للناطقين بها ، مثلما هي، على حد عبارة كاتب يس ، " غنيمة حرب" عند الناطقين بغيرها.

    شرح العنقريب و شقاء حنّا

    بل أراك تقع في شر أعمالك حين تتساءل:" اتحاد الكتاب الشاقية ده لو يعني اطّوّر و رجع لأصله ".." حيبقى شنو؟" اتحاد الكتاب الاسلاموعروبيين"؟" طيب أنحنا دخلنا شنو؟" ، و تحشر نفسك بين سر أناي و ستيلا قاتيانو و فرانسيس دينج و ابراهيم اسحق الذين يكتبون في لغات افريقية شتى ،(شي عربية عاربة وشي انجليزية و شي عربية دارفورية أما عن انجليزية جمال محجوب و ليلى ابو العلا فحدث)، بينما أنت ، تحت أغلال لغة الضاد الخرطومية ، تنتج أدبا يطرب جمهورك من أولاد و بنات العربسلاميين الذين تتأفّف منهم و لا تطيق تخلّيا( حتى أنك تشرح لهم أن " العنقريب " هو" السرير الخشبي في نصك القصصي " حكاية الولد القروي")، فتأمّل في" هكذا شقاء" كما يقول كتّاب" الجيل الجديد"، بدلا من " شقاء كهذا" كما يعبر كتاب الجيل القديم. وهذا الشقاء ، شقاء القسمة بين ما هو حار و ما لا يُنْكَوى به،هو في مشهد الكاتب المعاصر ، قدر أدبي جليل أغبطك عليه بأكثر مما يفعل حاسدو القرد على حظوة الاحمرار في الموضع اياه.و صدّقني، ليس هناك لعنة أنفع للكاتب من " لعنة حنّا" الذي تفرق دمه بين الاديان، و" لعنة حنّا" يا صديقي حكاية يحكيها أهلنا في النهود عن رجل نصراني رقيق الحال، قالوا أن بعض مسلمي المدينة في اربعينات القرن الماضي اقنعوه بترك المسيحية و اعتناق الاسلام ، و وعدوه بالدعم المادي واصلاح الحال .قالوا أن الرجل قبل و جاء الى المسجد و اشهر اسلامه يوم الجمعة ثم وافته المنيّة يوم السبت، و الأعمار بيد الله.قالوا أن أم حنّا كانت تنوح عند قبره و تردد:" يا حسرتي عليك يا حنا، عيسى غضبان عليك و محمد ما سمع بيك".و يبدو أن مشكلتك يا صاح تتلخص في كون أهل الهامش الأفريقاني، لم يسمعوا بك، أو قل: لم يقرأونك( مهما كانت اللغة التي قد تتوجه بها اليهم)و ذلك لأنهم ببساطة لا يقرأون ، و معرفة القراءة امتياز طبقي في هذا البلد الجاف المتلاف . و هم ـ أهل الهامش ـ بالتالي لم يسمعوا بدفاعك المحموم عنهم، بينما أنت، في عزّ المسرح العربسلامي ،تناكف جمهوره و تسبّ أيقوناته التاريخية في عربية فصحى تطرب جمهور الصالة أيّما طرب، فيحتفى بك في مقام " الآخر "، آخر اولاد العرب .و وضعية " الآخر " ، لو قبلت بها يا" أبابكر" ـ و أنا أظن آثما أنك تنتفع بمردودها السياسي الآني ـ فالرماد كال حمّاد ، ذلك أن وضعية " آخر" العربسلاميين هي في الحقيقة هدية مسمومة غايتها صيانة استبعادك كدخيل أزلي على المركز،فضلا عن تكريس القسمة العرقية كأساس للقسمة الاجتماعية، ناهيك عن نكران التداخل المادي و الرمزي البالغ التركيب بين مكونات واقع المجتمعات السودانية.
    و حين أقول : أغبطك على" شقاء حنّا"، ففي خاطري أن مقام الكاتب الحقيقي هو في اختياره الواعي ، بعد القصد و الترصّد ،لأرض الأمور المشتبهات التي يتداخل فيها الحلال و الحرام و وقوفه، منبوذا و متعاليا في آن ، على برزخ حرج بين البيض و السود ، خائنا للعرب وخائنا للزنج ، و منفيا من الغابة ومن الـصحراء .. . هل قلت " الغابة و الصحراء"؟ لا، عفوا ، فأهل " الغابة و الصحراء" ، من الافندية السنارويين الذين قنعوا بسكنى صحراء العربسلامية الايديولوجية، استطابوا انتهاك الغابة الزنجية لزوم العربدة و الاستزادة من الدم الافريقي.(و ده الغتّس حجرهم في شبر موية الانقاذ الاسلامجي)، بينما أنت يا صاح تبني البيزنس السياسي بتاعك في الغابة الفنأفريقانية و تنتهز مشهد الصحراء انتهازا، تعربد عليه أمام جمهورك السودانوي، وتهجو رموزه الكبيرة بجرائر تاريخ لم يصنعوه ثم تنتظر الاعتذار.

    و شقاء كمال الجزولي كمان

    أقول: أن الاجابة الابداعية التي تطرحها في نصوصك الادبية لسؤال الاستبعاد، تستحق التأنّي بسبب التعارض بين بساطتها الظاهرة و مستوى التركيب الذي يميز بعض نصوصك السياسية لنفس السؤال.هل يمكن فهم هذا الامر بحداثة عهدك بأدب أولاد العرب المعاصر ،كما نوّهت في المقابلة مع الاستاذ أسامة عباس محرر " الحرية " الثقافي الحديث:"..لم أكن وقتها أعرف ما يسمى بالحداثة و الشعر الحديث و رؤيا العالم و ما أدراك( هذا في أوائل الثمانينات)و لكني لما نزلت على الخرطوم ".." تورطت في قراءات عشوائية في كافة مجالات المعرفة(أي انني كنت حاطب ليل).".." و عبر" مجلة الثقافة السودانية " التقيت بمحمد محي الدين الذي ساقني الى أسامة الخواض و محمد مدني و بقية الانجم..".
    و أنا أفهم أنك لم تلتق بالكثيرين من الادباء السودانيين المعاصرين، كون معظمهم في تلك السنوات كان قد هاجر أو طرد أو بقي سنينا في معتقلات النميري زي كمال الجزولي مثلا .تعرف يا أبكر حين كان ناس الخواض و" بقية الانجم" الخرطومية يخوضون في البنيوية المترجمة و غير ذلك من أنواع الكلام المباح، كان كمال الجزولي من داخل المعتقلات يعالج الشعر في أمر الدولة التي تدبّر الكشّات ضد الشماشة و تلاحق فقراء المدينة و
    "تركض خلف نشال صغير لتحفظ الأمان،
    و حلف صبية صأوا ..
    كما القرود
    كرّا و فرّا في محطة الوقود
    بنَشَق يجود العامل الليليُّ ..ربما،
    أو.. لا يجود
    و خلف باعة زُُغب تقافرزا
    في زحمة السوق الكبير .. كالجرذان،
    و بعد كل غزوة
    رأيتها
    ـ الدولة ـ
    تقبض جُعلها المرصود
    من سادة السُّحت ذوي الزنود،
    يحلفون باسم الله،
    من دغش الصبح للمساء يحلفون،
    يذهبون للحجاز كل عام
    ـ كل عام يذهبون ـ
    و يرجعون حشفا و سوء كيل
    مثلما ذهبوا
    يطفّفون في الميزان
    ......
    .....
    بالسياط ،
    و بالألسن الحداد كالسياط ،
    رأيت العَسَسَ الوعّاظَ ..
    يحلبون التيس جهرة ،
    و يدخلون
    الجمل
    في
    سَم
    الخياط "
    (1984)" تركية ، الكراسة الاولى من دفتر يوميات أم درمان"
    (أم درمان تأتي في قطار الثامنة، نشر دار العلوم ، دار التراث، 2004).
    هذا يا صاحبي بعض تفسيري لكونك لم تتعرف على شاعر من طينة كمال الجزولي" العربسلامي" الذي طاب لك أن ترجمه بالغيب ككاتب "يصدر من موقع آيديولوجي اسلاموعروبي".. تقول:"و هذا الموقع ليس مجرد موقع حدوده الورق و المنابر الاسفيرية فحسب، و انما هو موقع مهيمن و في يده سلطة الدولة و مؤسساتها في السودان و مسنود بخلفية امبريالية اسمها العالم العربي"(أبكر آدم اسمعيل في بوست عبد الحميد البرنس بموقع سودانيز أونلاين المعنون " تأملات في عالم سي جي الساخر" بتاريخ 1/1/2006 ). لكن الأدهى و أمر من كل هذا، هو أن شقاء كمال الجزولي لا ينتهي هنا كعميل سري لسلطة الدولة الاسلاموعروبية في السودان المسنودة بأمبريالية العالم العربي كمان. لا ، شقاء كمال الجزولي يمتد حين يتصدى للدفاع عنه عبد الحميد البرنس هيمسيلف، و عبد الحميد البرنس لمن لم يسمعوا به بعد هو حامي/حرامي سجيمان الذي يحسده عصام جبرالله " على طولة باله" ، أو كما قال: " أحسد البرنس على طولة باله و أحس كم الانسانية و الرهافة و الحساسية تجاه الآخرين في كل ما يفعله و كل عام و أنتم بخير" ( عصام جبر الله في تعليق بتاريخ 11 يناير على بوست البرنس المعنون " مساهمات سابقة في بوستات سجيمان ، مبادرة ذاتية توثيقية" سودانيزأونلاين 11/1 )،
    نهايتو، لا تعليق على تعليق عصام جبر الله سوى أن " حسد الناس مذاهب" و فيهم من يحسد البرنس على سواد وقعته.
    لقد شنّعتما ، يا أبابكر على كمال الجزولي، أنت و أخوك الكاشف البرنس، أسوأ تشنيع حين طاب لكما استخدامه ضمن استعراض أخرق فحواه اقتسام المشهد بين من يدافع عن كمال الجزولي و من يهاجم كمال الجزولي. عشنا و شفنا كمال الجزولي الذي أنفق زهرة العمر يدافع عن الشرفاء في السودان، و في أحلك شروط القهر السياسي، ينمسخ رهينة طيّعة تتنازعها أيدي حماة العربنة و حماة الزنوجة المتحالفين سرا بذريعة الانتماء للجيل" البان جديد"، و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..
    لكن يا" أبابكر"( تزوغ وين من اسم زي ده؟)، ده كلو كوم ،و قولك بأنك لم تقرأ أبراهيم اسحق الاّ في الالفية الجديدة ،كوم تاني. فهذا اعتراف لا يليق بقدر من يتنكب الدفاع عن ابداع أهل الهامش لأن ابراهيم اسحق في المشهد الادبي المعاصر يَمثُل كأحد أنصع ايقونات "ادب الهامش"، ان سلمنا بهذا المصنّف المريب في حق ابراهيم اسحق. تقول :" و كاتب مثل ابراهيم اسحق مثلا فأنا لم أقرأ له الا رواية واحدة في الالفية الجديدة و بحكم عملي في مركز الدراسات السودانية ".
    ترى من أي هامش " جاء هؤلاء الناس؟" الذين يتأففون من ماركس و ينظّرون في ما بعد الحداثة ثم يجاهرون بجهلهم بأدب السودانيين؟
    و كيف أوكل اليك حيدر ابراهيم علي ـ الشاقي القح ـ مسئولية التحرير في" كتابات سودانية" و أنت لم تقرأ شيئا لكاتب سوداني في أهمية ابراهيم اسحق؟
    أبكر يا أخانا الذي في امريكا الشمالية ذات العماد..
    لعلك لاحظت اني قاومت رغبة عارمة في قفل هذه الفقرة من كلامي بعبارة أمي المفضلة " يا النبي نوح"، و ما ذلك الا لقناعة خفية من كونك ، مع الزمن ، قمين بتجاوز كل هذه المؤاخذات التي لمستها بين ثنايا نصوصك المبذولة على محاور السياسة و الادب في بلادنا.و أنا في انتظار ما قد يجيء من طرفك و سلام.
    حسن
                  

01-24-2006, 10:55 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)
                  

01-24-2006, 12:37 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    (حسن موس يا حسن موس) الأخ الدكتور بله السلام ورحمة الله وبركاته... وبعزة الذى رفضت الجبال بتحمل أمانته...وتحملها ذلك الذى كان ومازال وسيظل ظلوما جهولا...كلما أشرقت شمس يوم وأنبلجت أنواره...تضئ كهوفا من الجهالة أرزح تحت نيرها ولا أدريها....حتى ألجها وأتلمس المجسد فيها وأتحسس المحسوس فيها...فأدرك جهلى بنفسى وجهلى بعالمها ولا أمشى على الأرض هونا وأحتفظ تحت حساب الغبطة من (سلاما) ما ضاق به الحساب....والذى وقع على أبكر إسماعيل فى عدم مطالعة إبراهيم إسحاق...وقع على ولم أطالع حسن موسى إلا بعد أن جاء بخوسته المعرفيه على من كنا نحسبهم بنيه...ولا أدرى إن كان بحلم أو بغيره...ولكن لم نرى صبرا كصبر إسماعيل الذى وعد به إبراهيم عليه السلام....فنحن أهل غنائم معرفيه نتلصص لها كلما حمى كوع ولا نعشقها إلا معرفيه ومعرفيه فقط.......................



    منصور
                  

01-24-2006, 01:51 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: munswor almophtah)

    كيفك يامنصور

    حاولت الركوب معكم فى مساديركم ولكن لعن الله أشياء منعت بعير نفسى من المصعان.
    حسن موسى شمس أراد البض الإستضاء بها والبعض لغيمة فى نفسه يحاول حجبها.
    كتابته كمتعة دفء الشمس فى التارتيقة فى شتاء شمال السودان حيث لامدفأة ولا غاز.

    اليك هذه الدرر هدية:



    Quote:

    سحر النـّوْبـَـنـَـة
    الفنأفريقانية المصرية في مشهد حسّان الفنان





    رُبّ صدفة و رُبّ وعْـد...

    الزمان: أبريل 1999
    المكان: الصالة الرئيسية للسوق العالمي لكتب الاطفال بمدينة بولونيا ( ايطاليا ).
    الحدث : المعرض التشريفي لرسامي كتب الاطفال الافارقة.
    دخلنا باتريسيا و أنا و الاطفال، و نحن نتحرك وسط الخلق و السحنات المتنوعة التي تجول في الصالة. و قبل أن نشرع في مشاهدة المعرض لمحته فجأة، و هو في عمق الصالة متأبطا" بورتفوليو" كبير ( مثل معظم المتجولين في المعرض) لا بد أنه يضم مشاريع للنشر ، ذلك أن معرض بولونيا هو " سوق " بالمعنى التجاري للعبارة يلتقي فيه الناشرون و الكتاب و الرسامون و تقنيو الطباعة و التربويون المهتمون بثقافة الطفل. قلت لباتريسيا:
    " الزول الواقف هناك دا سوداني و أنا بعرفه"
    .فاستغربت قولي واحتجت:
    " انت كل ما تشوف زول أفريقي تقول دا سوداني"،
    قلت لهاأن للسودانيين أسلوب في الحركة و في السكون يميزهم عن الكثيرين من خلق الله ( هذا باب للريح في أدب الجسد أسدّه مؤقتا حتى أخلص من حكاية حسان) ، وناديت بالصوت العالي :
    " يا حسان".فالتفت مندهشا و أشرق وجهه بضحكة فتعانقنا وسط الصالة و تبادلنا التحايا و الاشواق و السؤال عن الاحوال بعربية جهيرة وسط زحمة الرطانات الاخرى و لم نبال ، ذلك أن انقطاعتنا كانت قد طالت لحوالي عقدين من الزمان.
    عرفت منه أنه حضر قبلنا بيوم ليشارك في المعرض الذي يضم نماذج لأعمال 176 رساما أفريقيا ممن نشرت لهم كتب أطفال بين أفريقيا و أوروبا و أمريكا.تجولنا في المعرض و بعدها اقترحت عليه ان نعرض مشاريعه على ناشر " قراندير" الذي نشر لي كتبي، و كان حاضرا في المعرض. فذهبنا كلنا و عرّفنا حسان على" آلين" و" روني تورك" ،( و هم أصدقاء أعزاء يُعتدُّ بهم في كل معاني العبارة).قالت لي "آلين":" لقد لفت نظرنا عمله المعروض و حين وجدنا أنه من السودان تساءلنا عمّا اذا كنت تعرفه".
    و نبهني حديث "آلين" الى تلك الايام في مطلع السبعينات حيث كانت دوائر الشبان و الشابات المهتمين بالفنون تتداخل بين كلية الفنون و معهد الموسيقى و المسرح و المسرح القومي و جامعة الخرطوم و نادي السينما و المعارض التشكيلية الخ.كان تداخل الغوايات و الحساسيات يطبع الحراك الثقافي في مجمله فقد كنا في كلية الفنون نباشر التشكيل كنشاط محوري دون أن تمنعنا محورية التشكيل من الانشغال بالمسرح و الموسيقى والفلسفة الخ.و كان الاصدقاء الوافدون من معهد الموسيقى و المسرح(محمد بلة ،و السني و تماضر والسر و عثمان علي الفكي و عكود و آخرين) يساهمون في حواراتنا التشكيلية و نشاطاتنا المسرحية بعفوية كبيرة دون أن يخطر ببال أحد التنبيه على تجاوز هؤلاء أو أولئك للحدود الرسمية بين فضاءات الخلق.في تلك الفترة عرفنا حسان بين نفر من طلاب جامعة الخرطوم( محمد عمر بشارة و صلاح حسن أحمد و الشقليني(بيكاسو) و صلاح حسن الجرّق و آخرين) من الذين انخرطوا بكليتهم في دروب الممارسة التشكيلية بالتوازي مع غوايات فكرية و ثقافية أخرى.و كنا نساهم في المعارض الجماعية و في الندوات و في العروض المسرحية و السينمائية الخ بطريقة جعلت منا شبكة واسعة مركّبة من الذوات المتضافرة على صيانة عصب الحداثة الثقافية كأسلوب في المعارضة السياسية.

    صورة الفنان كعصامي
    و كون حسان، كتشكيلي، لم يخرج من كلية الفنون فذلك أمر ما كنا نعيره أهمية أبدا.ذلك أننا خبرنا في كلية الفنون نفر من " الجماعة الطيبين" الذين قتلوا السنوات الطوال على مقاعد الدرس في كلية الفنون دون أن يعود عليهم ذلك بنفع أو بضرر يذكر،كما كان بيننا نفر من زملاءنا من " مطاريد " كلية الفنون الذين جعلهم الفصل التعسفي(السياسي) من الكلية أكثر حمية في الانشغال بشاغل الفن(هاشم م صالح و علاء الجزولي و آخرين).و خلاصة الامر هو أن حسان بيننا فنان تشكيلي قبل كل شيء ـ و ان كان يحمل بكالوريوس كلية الاقتصاد من جامعة الخرطوم (1976) و دبلوم عال من معهد التخطيط القومي بالقاهرة(1986) كمان ـ و الناظر في أعماله التشكيلية يجد نفسه في حضور مبدع كبير، تشهد أعماله عن تجربة جمالية غنية بالمباحث المتنوعة على أصعدة الخامات و الادوات و المساند التشكيلية.أو كما قال مرة ، في حوار له بجريدة" الخرطوم":
    " الرسم و التلوين عندي تجربة ذاتية ، غير معزولة عن الهموم الحياتية الاخرى، و هي حوار و جدل بين ما أشاهده و ما أحسه، فهي اشكالية جدلية بين معرفتي و طريقة تعبيري. و لا تبدأ لوحتي من أفكار مسبقة و انما تنطلق من صور، و قد تبدأ بمساحات أو بقع لونية، خطوط متشابكة أو غير متشابكة، و تتطور من واقع الصراع مع الخامة و السطح حتى تصير شكلا.."( أنظر كتالوج " حسان علي أحمد 1980 ـ 1996" ).
    و عبارة " واقع الصراع مع الخامة" هي بحق واحدة من العبارات المفاتيح في تجربة حسان التشكيلية.فجل أعماله تشهد عن هذا الصراع المحموم المتصل الذي يخوضه حسان بسبيل اكتشاف امكانات الخامة و قوانين الأدوات و تطويعها جميعا في خدمة غايات التصميم و تقعيد" الصورة" ، صورة الخيال ، على مسند الواقع المادي.و حسان يعي تماما أن " واقع الخامة" ينطوي على تاريخ طويل يمتد لقرون من التجارب التشكيلية لتشكيليين مختلفي المشارب. هذا الوعي يطرح على الفنان أكثر من تبعة جمالية و تقنية تجاه تاريخ الخامة و الاداة.و تلك مسؤولية كبيرة تصدى لها حسان ـ و ما زال يفعل ـ بمنطق البحث المضني المتصل الذي لا يغفل عن أي شاردة أو واردة يمكن أن تخصّب عمله التشكيلي.

    و من واقع انشغاله بالتشكيل كبحث في الخامات و المساند و الادوات يدخل حسان على تصميم كتب الاطفال مسلحا بتجربته الطويلة الثرة كتشكيلي عصامي، و العصاميون في منطقة البحث المعرفي قوم يطرحون على أنفسهم أسئلة معينة و يتفرعون بكليتهم للبحث عن الاجابة المناسبة. و بحث العصامي ينمسخ في لحظة ما الى نوع من تحامل شخصي يتجاوز الاشتطاط ليدخل في منطقة الهوس المرضي ، ذلك لأن الباحث العصامي يتحرك ، منذ البداية ، في مساحة حرية بلا حدود.و على خلاف البحّاث النظاميين فالباحث العصامي غير ملزم بحدود برنامج مدرسي يرسم للتلاميذ النظاميين آفاق المبحث ضمن حدود برنامج المرحلة الدراسية. و قد أشار مولانا " امبيرتو ايكو" مرة ـ احسبها في " حرب الزيف" ـ ( مجموعة مقالات صدرت بالفرنسية تحت عنوان"
    Umberto Eco
    La Guerre du Faux, Grasset 1985/
    الى الحظوة المميزة للبحاث العصاميين الذين يتمخض عنهم عصر التقنية الالكترونية.فالحاسوب يبذل للباحث المعاصر الجزء الاكبر من حصيلة المعلومات التي كانت في السابق وقفا على المؤسسات المدرسية .و يموضعه أمام كافة الاحتمالات التي يمكن أن يتطور عليها بحثة ( بما فيها احتمال اعادة اختراع العجلة). و قد أشار" ايكو" الى أن هذه الوضعية الجديدة للبحاث العصاميين المعزولين المنتثرين عبر شبكة النيت تطرح خطر احتمال انهيار الثقافة المنمّطة من خلال المؤسسات التعليمية الجمعية كالمدارس و الجامعات التي تصوغ المعارف بشكل يثبت في التجربة الجمعية جملة من المراجع و المناهج المشتركة بما يسوّغ لافراد المجتمع الاعتقاد بكونهم يتقاسمون نفس الثقافة.و هكذا يقدم ايكو الباحث العصامي الحر الذي يعمل خارج الاطر المدرسية النظامية كنوع من " بُعْبُع" منفلت من كل رقابة و قمين باجتراح ما قد يتهدّد تماسك و اتساق الثقافة الجمعية المنمطة التي توارثناها عبر المؤسسات التعليمية النظامية منذ قرون طويلة .و في نهاية تحليل ما ، تبدو الوضعية العصامية قدرا لا فكاك منه حتى بالنسبة لمن تخرجوا في المؤسسات التعليمية النظامية، ذلك أن مسارالباحث المتفرد الخلاق القادر على التطور لا بد أن ينتهي به الى دروب البحث الى تلك الارض البكر التي لم يرسم خرائطها أحد بعد.و هناك، حيث كل شيء جديد، يشعر الباحث الخلاق بوحشة لا تطاق و بعزلة قاتلة، لا عزاء منها الا في ثقة الباحث في كفاءة منهجه و في ايمانه( الديني) بصلاح غايته و جدواها.و لعل في هذا المصير" الموحش" بعض التفسير للواقع الذي يجعل اغلب البحّاث المدرسويين ينكصون عن البحث بمجرد انتهاء سنوات الدراسة النظامية ، و نيل الشهادة الأكاديمية (المبرّءة للذمة الطبقية.. و هيهات). و من هذا أخلص الى ان كل باحث متفرّد هو في النهاية عصامي مستوحش، مقيم على برزخ، بين ما كان و ما سيكون ، و" عسى أن تكرهوا شيئا..".



    الهيروغلوفية الشخصية :
    .ولعل مداومة حسان والحاحه المستميت على شاغل الخامة هو أهم ملمح يعقله المشاهد في تجربة حسان التشكيلية.و أنا لا أشتط حين أقول أن هَمْ استقصاء الخامة هو الذي أنقذ حسان من خطر الانزلاق في فخ الـ " فَـلْـكَرَة" السعيدة ( لو جازاشتقاقي من مادة فولكلور)
    Folklorisation
    و " الفلكرة" فخ مريح عامر بالمنافع و الامتيازات( السياسية) المهلكة التي محقت تجربة فنانين واعدين ممن حفّزتهم السلطات السياسية على الانخراط في مولد استلهام التراث القومي المحلي.و تنويهي لا يقتصر على حواريي" مدرسة الخرطوم" وحدهم ،أو على ذوي قرباهم الجمالية كالحروفيين العرب و العجم. فمدرسة الخرطوم ليست سوى حالة بين حالات عديدة في مناطق الموسيقى و الأدب و المسرح الخ. حيث يصطنع الفنان لنفسه سجنا وهميا، حيطانه العالية المصنوعة من تراث الاسلاف العرقيين، تحجب عنه مواريث الآخرين و منجزات العصر.واذا كان البحث المُـعَـرْقَـنْ ، في الخامة و في الصورة الايقونية ،ينمسخ عند الاستلهاميين" التقاليديين" لنوع من" نهاية مطاف" جمالي ، عنده يكرّس الفنان ذاته كحارس لتمائم الاسلاف العرقيين، فان البحث الحر الطليق يصبح عند حسان ثغرة ينفذ منها لفضاء الاختراع التشكيلي الرحيب.و حسان في هذا الموقف، موقف الباحث الأصيل، كمثل غول نهم واسع الاطلاع، يلتهم كل ما يطاله فضوله التشكيلي البصير و يهضمه و ينساه ليخرجه في صياغة شخصية متفردة و جديدة . و المتأمل لأعماله يكاد يقرأ عبرها جملة المصنفات التقنية والمراجع الايقونية المبذولة من فجر حركة الحداثة الاوروبية( كاندنسكي و بول كلي وماكس ارنست و شاغال و آخرين) لمحاولات التشكيليين العرب( المصري عبد الهادي الجزار و آخرين) والتشكيليين السودانيين ( صلحي و تاج السر و حسين شريف و كمالا و عبد الجابر بدري و آخرين) ، مرورا بالمصنفات و المراجع الشعبية الأوروبية و العربية و النوبية و الزنجأفريقانية و خلافه.و في " خلافه" أجد نوعا من الموتيفات الشعبية التي اختلقها حسان و ولّفها توليفا، من محض خياله التشكيلي، و دون أن يتمكن أحد من احالتها الى أي تقليد شعبي معروف، و هي الموتيفات التي لاحظها كل من" جوليا" و" توم كواش" من شعبة الفنون البصرية في الجامعة الامريكية بالقاهرة ضمن مقالتهما عن معرض حسان المنشورة في "مصر اليوم"
    ووصفاها بكونها:" نوع من خربشات لغة أفريقية منسية أو ربما هي نسخة الفنان من هيروغلوفيتة الشخصية.."
    (Julia & Tom Coach in Egypt Today, Jan. 1996)
    .و هذه المنطقة الغميسة، منطقة" الهيروغلوفية الشخصية"، في فضاء حسان التشكيلي تظل عاطلة في عتمة الزاوية العمياء لنظر نقاده الاستلهاميين التقليديين، الذين ينطلقون في نقدهم عادة من معرفتهم المسبقة بحسان كشخص سوداني نوبي الاصل، ليرددوا نفس المفاهيم و الافكار" الكليشيهات" التي يمكن أن تسري على كل نوبي على الاطلاق.و هي في الغالب أفكار لا تخلو من شبهة الجمالية المعرقنة .

    الفنأفريقانية المصرية :
    و ربما كان لهذا الامر علاقة بصورة افريقيا في خيال المثقفين المصريين. ولـ " النوبة" في الخاطر الرمزي المصري مساحة أفريقانية عامرة بالاوهام و الاحلام التي تتمازج مع قدر من الحقائق و الهواجس التاريخية،و التي لابد أن البحاث، المصريون و النوبيون و غيرهم ، سينبرون لها حين يتوفر لهم براح للتأني عند صورة النوبي في سيكلوجية المجتمع المصري الحديث .و وراء صورة الفنان النوبي في الثقافة المصرية اشكالية" فنأفريقانية" و بلاوي عرقية يشيب لهولها الولدان، و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. و لأستاذنا و صديقنا ،الباحث المصري حلمي شعراوي، له دراسة شيقة ـ غير منشورة ـ بعنوان:
    " صورة الافريقي لدى المثقف العربي ،
    محاولة تخطيطية لدراسة ثنائية " قبول/استبعاد".( ورقة قدمت في مؤتمر الجمعية العربية لعلم الاجتماع ـ تونس ، سبتمبر 1996 ) . في هذه الدراسة يتقصّى حلمي شعراوي ظروف تأسيس صورة الافريقي في الخاطر العربي من خلال ثنائية " الصراع / الاستبعاد" ، و ثنائية "القبول/ الاستبعاد" في عصر الامبراطورية العربية الاسلامية ،وصولا لمرحلة الدولة الحديثة و التحرر الوطني من خلال ثنائية "التوافق / الاستبعاد " .و ديمومة محور" الاستبعاد" على تواتر "الصراع" و"القبول" و" التوافق " تجد بعض تفسيرها، عند حلمي شعراوي، في مفهوم " الفراغ " الحضاري الافريقي المترسّخ في خاطر معظم "المستفرقين" العرب. و "المستفرقين" تخريج موفّـق من حلمي شعراوي كونه يؤسس لقرابة أيديولوجية بين جمهرة من الافريقانيين العرب و آبائهم من المستشرقين الاوروبيين. هذا ال" فراغ الحضاري " الافريقي يعتبر عند نفر من المستفرقين المصريين المعاصرين بمثابة دعوة لمصر، " أم الدنيا"، لتؤدي دورها في قيادة القارة المظلمة نحو النور. و يكتب حلمي شعراوي عن ثنائية " التوافق / الاستبعاد" في عصر الاستقلال الوطني و حركة التحرر" أن الثورة الوطنية للاستقلال و التحرر في العالم العربي ارتبطت{ بالمواجهة مع الغرب} و{ الاستقواء ببلدان الجنوب }، و فرض ذلك { اعادة بناء الذات العربية} لكنها لم تفرض { اعادة النظر } في صورة الغرب أو صورة بلدان الجنوب" ( ص 43).و هكذا ظل" الطين في طينه و العبد في تركينه" عند ابناء الفلاحين الذين ورثوا جاه الخديوي.و يلاحظ حلمي شعراوي التضخم الاعلامي الذي لازم صعود الدولة الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية في صدد موضوعات " الدور " و " الرسالة الحضارية" و" الواجب التحريري"." و هي ـ في تعبير حلمي شعراوي ـ مقابل بسيط للتبليغ" و " الرسالة الخاتمة" و " اقامة دار الاسلام بالجهاد ". و اقتضى ذلك عند بناة الذات العربية الصاعدة بناء صورة للآخر الافريقي" الفاقد للذاكرة".." و التابع لقوى أخرى حاليا ..".
    " و في عام 1957 يصدر كتيب" فلسفة الثورة" عن قائدها في مصر ، متحدثا عن رسالة مصر في نقل الحضارة الى مجاهل القارة المظلمة و تحريرها من سيطرة خمسة مليون من البيض." (ص 44).
    و يمضي شعراوي في تعرية المخازي العرقية لدى مستفرقي الطبقة الوسطى المصريةمن خلال مثال المؤرخ " حسين مؤنس" الذي يطرز على كانفا الزعيم ، عبر" كتابه الشهير " مصر و رسالتها" (1955)،و الذي طبع خمس طبعات بعد ذلك حتى عام 1975 ". يقول حسين مؤنس:
    "ان مصر أم الدنيا و رسالتها هي نشر النور و السلام .. و فتحها فتح حضارة لا فتح سياسة ".."و قد كانت مصر دائما منبع الحضارة الافريقية و مصدرها.. فمن اتصل بمصر تحضّر و تقدّم ، و من لم يتّصل بقي في مكانه"( حسين مؤنس: مصر و رسالتها، مطبوعات الشعب ، الطبعة الحامسة ، القاهرة 1976 ، ص 47).
    و يرى شعراوي أن" غياب انثروبولوجيا عربية محايثة" سوّغ لـ "مدرسة التاريخ" المحافظة و المرتاحة على حجر السلطات"من أن تتغول على أرض الدراسات الافريقية و تعيث فيها فسادا بلا رقيب أو حسيب، سيّما و تواطؤها السياسي يكسب لها قدرا معتبرا من " النفوذ في الثقافة العربية بمصر" .و يورد شعراوي (ص 45) نص حسن ايراهيم حسن عام 1957 عن الشعوب الزنجية التي استقبلت الرسالة:
    " أما عن الثقافة الاسلامية فانه يمكننا أن نقول في اطمئنان أن هذه الثقافة كان طابعها عربيا صرفا، لم تداخله أي تأثيرات أخرى. و السبب واضح ،هو أن هذه الشعوب الزنجية، التي اعتنقت الاسلام و تشرّبت ثقافته العربية، لم تكن لها تقاليد ثقافية مثل تقاليد الايرانيين و الاغريق التي أثرت في الثقافة العربية في بيئات الشرق الادنى".." لكن هنا حـُملت الثقافة الى بلادهم و تقبلوها كما هي". و يقول حسن ابراهيم حسن في موضع آخر:
    "ان الاسلام جاء بحضارة جديدة أتاحت للشعوب الزنجية طابعا حضاريا متميزا لا زال واضحا حتى اليوم و مؤثرا في نظمهم السياسية و الاجتماعية". ذلك أن الاسلام حمل الحضارة الى القبائل المتبربرة ... و أتاح للزنجي الاسود الفرصة لأن يصبح مواطنا حرا في عالم حر "( حسن ابراهيم حسن، انتشار الاسلام و العروبة في ما يلي الصحراء الكبرى شرقي القارة الافريقية و غربها، معهد الدراسات العربية، القاهرة 1957 ).
    حين يرد حلمي شعراوي مثالب ما أسماه بـ " المدرسة التاريخية"، في أدب الاستفراق المصري الحديث، الى " غياب انثروبولوجيا عربية محايثة" ، فهو يكشف عن قدر معتبر من حسن الظن و من التفاؤل بقوم هم في حقيقتهم الفكرية مفارقين لهم البحث "فُراق الطريفي لجمله" ، بل هم على بعد فراسخ لا تحصى من موقف المؤرخ المحافظ الكلاسيكي. "مدرسة" ايه و" تاريخ" ايه يازول؟ ، ديل ناس ارزقية بيتعملوا بيزنيس الزيانة (السياسية) على رؤوس اليتامى في مجاهل جيوبوليتيك مصر الافريقانية.واذا كان وزنهم الاخلاقي صفر كبير، على يسار القيم الانسانية الكريمة التي يقوم عليها المجتمع المصري المقهور، فان وزنهم السياسي و حظوتهم داخل آلة البروباغاندا الرسمية تمكنهم من تسميم الرأي العام المصري ـ و أحيانا العربي ـ بمفاهيم و مقوّلات عجيبة معجونة بأوهام الاستعلاء العرقي العربسلامي.و هي مفاهيم تلقي بظلالها السلبية على صورة الافريقي الاسود في خاطر قطاع مهم من المصريين الخاضعين لتأثيرات البروباغاندا الرسمية.و لعل ابلغ مثال على حقيقة التأثير السلبي للبروباغاندا الرسمية على المصريين ،هو ما حدث أبان اعتصام اللاجئين السودانيين في ميدان حديقة مصطفى محمود بالقاهرة. و هو الاعتصام السلمي الذي انتهى بقتل قوات الشرطة المصرية للعشرات من اللاجئين العزل و اطفالهم، في هجمة بربرية غير مبررة على الاطلاق.و قد لاحظ المراقبون الحملة الاعلامية الخبيثة التي شنتها أجهزة الاعلام الرسمية على المعتصمين. و هي حملة لم تكن تهتم كثيرا بتمويه أبعادها العرقية مما لاحظه الكثيرون.جاء في بيان أصدرة " مركز الدراسات الاشتراكية " بالقاهرة( نشر في موقع سودان للجميع بتاريخ 31 ديسمبر ضمن بوست للتضامن مع اللاجئين السودانيين بمصر):
    " لقد غذت الصحافة، و غذى النظام المصري النزعة العنصرية ضد السودانيين.حاولوا ، و للأسف نجحوا الى حد كبير، أن يبموا سدا منيعا بين السودانيين الذين يعانون الاضطهاد و بين المصريين الذين يعانون الفقر و القمع و الذل.".."حتى قوى المعارضة و نشطاء التغيير، سقط كثير منهم في الامتحان و لم يفعلوا ما يتوجّب على أي مناضل من أجل الحرية فعله: التضامن مع كل مضطهد ".
    و ضمن هذا المشهد لا ينج الشخص النوبي ، مصريا كان او سودانيا، من شبهة النظر المستريب من طرف المواطنين العاديين المتأثرين بتربية آلة البروباغاندا السياسية الغاشمة.و ذلك لمجرد كونه حاضر بسحنته الافريقية و بهيئته المتواضعة.

    . فالنوبي في مشهد مصر الطبقة الوسطى الحضرية يتمتع بوضعية " الآخر" بكل ما تنطوي عليه صفة الآخر من اسقاطات لصورة الكائن الافريقي" الاكزوتي" الغريب غير المفهوم و الضحيةو المظلوم، وقيل المشبوه المثير للمخاوف أحيانا .و بذريعة "النوبي" يختزل القوم كل تنوّع المبدع النوبي المعاصر،و يلخصونه كنوع من ناطق رسمي باسم التراث التشكيلي المفقود لثقافة أفريقية عريقة ابتلعها يم الحداثة الى الابد .أو قل هو مجرد ممثّـل للباقين من فلول أهله الذين بعثرهم الشتات التراجيدي المعاصر ايدي سبأ ألخ .. و هي، في نهاية تحليل ما، محاولة بائسة لنفي المبدعين ذوي الاصل النوبي لخارج دائرة المبادرة الثقافية المعاصرة،و ذلك على زعم ساذج فحواه أن النوبيون، كأقلية عرقية ظاهرة في مصر، هم بالضرورة " ناس في حالها" ،أي في شغل شاغل عن حال العالم كونهم عاكفين على شؤونهم الخاصة لا يتدخلون فيما لا يعنيهم ولا يزعجون أحدا(اقرأ لا يزعجون السلطات) . و قد يسمونهم" ممثلين" لأفريقيا كما حدث قبيل " مهرجان الثقافة السوداء"( فيستاك) بنيجيريا في 1976 ، حيث سعى بعض المسؤولين بوزارة الثقافة المصرية لتكوين الوفد المصري لمهرجان " فيستاك" لاغوس من اغلبية نوبية.و في ما وراء الاشكالية الثقافية التي يطرحها الحضور النوبي في الخيال الاجتماعي المعرقن لمصر الطبقة الوسطى ، فان مسعي تحميل النوبيين المسئولية الرمزية للقارة المظلمة ـ بذريعة السحنة السوداء ـ ينطوي على رغبة سرية غايتها اخراج مصر( البيضاء؟) من أفريقيا، و هي ستراتيجية عرقية قديمة أسسها نفر من المؤرخين العرقيين بالتضامن مع بعض الأفريقانيين الأوروبيين المحافظين ، الذين استكثروا على أفريقيا واقع التعدد الحضاري الذي يحشر الفراعنة في جملة الافارقة.و قد انخرط في هذا النزاع نفر من العلماء و المؤرخين السود البواسل ممن دفعوا بسواد الفراعنة و بينهم السنغالي" شيخ آنتا ديوب" و الامريكي" مارتن بيرنال"( أثينا السوداء)،
    Martin Bernal ,Black Athena, the afroasiatic roots of classical civilization,Rutgers University Press, 1987.
    . و هو نزاع يستحق التأني ضمن براح أوسع من هذه السطور التي أكتبها في تصاوير حسان.أقول قولي هذا و أقفل الاقواس في صدد سواد المصريين الذي يروّع الكثيرين بين سدنة النيوكولونيالية المتعولمة الذين يحسبون ألف حساب من عواقب انخراط مصرالاخرى، مصر التقدمية، بكل طاقاتها في حركة المقاومة و الاستقلال (الاقتصادي) ضد غيلان العولمة في" حرب القطن" المستعرة حاليا في أروقة " منظمة التجارة الدولية" في هونغ كونغ بين مزارعي القطن في افريقيا و مزارعي القطن في أمريكا( و من وراءهم تحالف الامبرياليات الشمال أمريكية و الاوروبية و الآسيوية).
    و حين يكتب المؤرخ المصري،حسين مؤنس،في كتابه " مصر و رسالتها" أن " مصر منبع الحضارة الافريقية و مصدرها" فهو يتخذ سيماء المصري العربي المسلم الابيض الذي يحتل الارض الافريقية التي أخلاها المستعمر الاوروبي، و يفتحها" فتح حضارة" لينشر فيها" النور و السلام".يعني بالعربي حسين مؤنس يرث من المستعمرين خرافة " عبء الرجل الابيض" ليفصلها على مقاس الطموح السياسي لدولة الطبقة الوسطى المصريه في القارة الافريقية و يجعل منها خرافة جديدة اسمها " عبء الرجل المصري".و موقف حسين مؤنس من المسألة الافريقية يحرم مصر من صفتها الطبيعية كبلد" أفريقي" ليمسخها الى مجرد بلد" مستفرق" يتحدث عن الافارقة بضمير الغائب، و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، و اسمعني يا خواجة يا محترم، مصر دي افريقية، و أهلها، سواء كانوا من نسل العرب أ والقبط أو النوبة أوالشوام أو الاتراك أو الاغريق أ و الطليان أو الهكسوس أو العرقسوس هم، في نهاية التحليل، افارقة أقحاح و ان تلونت جلودهم بتلاوين شتى.طبعا الخواجة المصري" حسين مؤنس" بعيد كل البعد من موقف السنغالي" الشيخ آنتا ديوب" و مصره الفرعونية السوداء.و الخلاف بين مصر آنتا ديوب و مصر حسين مؤنس يتعذر فهمه من زاوية التعارض بين وجهتين للنظر تحمل كل منهما رؤية تاريخانية متميزة.و ذلك لسبب بسيط يمكن تلخيصه في كون آنتا ديوب و حسين مؤنس لا يتحدثان عن نفس الموضوع.فآنتاديوب الباحث المؤرخ يتحدث على مشهد الدراسات التاريخية بينما حسين مؤنس يتحدث على مشهد البروباغاندا السياسية للنظام المصري الذي( كان؟) يطمح لقيادة القارة الافريقية ( بعد قيادة الامة العربية) من الظلمات الى النور.و في مقابلة ذكية بين المعارضة التي لقيتها أطروحات آنتا ديوب" المصرية" و القبول الذي حظيت به اطروحات ليوبولد سنغور " الزنوجية" المعادية للعرب،وسط الدوائر المصرية الرسمية، يكشف حلمي شعراوي عن البعد الجيوبوليتيكي المركب لاشكالية صورة الافريقي في مصر الطبقة الوسطى العربسلامية.
    لاحظ " حلمي شعراوي"، في دراسته عن " صورة الافريقي لدى المثقف العربي"،
    أن دراسة قبول و استبعاد شخصية مثل سنغور، وفق قبول العرب أو استبعادهم للسياسة الغربية في أفريقيا،جديرة بأن تكشف لنا عن ظروف آلية صناعة الصورة السياسية عند العرب لهذا " الآخر " أو ذاك، وفق حالة تحررهم او تبعيتهم.ففي مقابل سنغور كان الموقف من الشيخ آنتا ديوب و التعامل مع نظريته في " الاصول الافريقية للحضارة الفرعونية. لقد لاقى الانتاج الفكري لهذا المفكر ـ المعارض الوطني لسنغور ـ قبولا محدودا في مصر ، رغم ترسيخه للعلاقات الحضارية بين شعب مصر و شعوب غرب أفريقيا، على النحو الذي أورد في كتابه ، مهما اختلف عليه.و وضح ان ذلك انما يرجع للقبول الواسع لسنغور بسبب نفوذه الفرانكفوني الذي يلقى ، مع الديجولية ، ترحيبا مستمرا في العواصم العربية أواخر الستينات، الى درجة منحه درجة الدكتوراة الفخرية في مصر و ترجمة بحثه الرئيسي عن " الافريقانية و العروبة". و لم يشأ أحد من أصحاب المدرسة التاريخية أن ينتبه الى عملية الفصل التي يقيمها سنغور بين الثقافات الافريقية و الثقافة العربية، بل و اعتباره أن الثقافة العربية بلورة للقطع مع التراث الافريقي، مطالبا بصيغة جديدة تجمع العرب و البربر و اليهود و الافارقة في " كلية " جديدة، يساعدها على التقدم لقاؤها باللاتينية، ثقافة العقل" الشمالية".و في مرحلة لاحقة من الثمانينات ، أقامت له القاهرة و الدوائر الفرانكوفونية جامعة باسمه في الاسكندرية، بينما أقام السنغاليون جامعة الشيخ آنتا ديوب في داكار.
    و في معركة صحفية أحدث( مايو 1996)، وُوجهت الكتابة حول نظرية الشيخ آنتا ديوب عن " الاصول الافريقية للحضارة الفرعونية"،".."بانزعاج ملحوظ من الدوائر الاكاديمية و الصحفية، في وقت تتجه الموجة ـ هذه المرة ـ للمتوسطية بالأساس.
    هل يفيد ذلك في درس انتاج و اعادة انتاج الصور لاعتبارات تتعلق بالبنية الداخلية لا الخارجية؟" ( ص 49).مندري، بيد أن كل ذلك يفيد في الوعي بطبيعة النفسية الطبقية التي يصدر عنها خطاب النوبنة المصري في شأن فنان كحسان على الاقل.

    و يفسد مختار العطّار ما يصلحه الدهر
    قلت : أقول قولي و أقفل الاقواس( و هيهات) ، و أعود لأولوية مبحث الخامات و الادوات، على غيره من المباحث، عند حسان علي أحمد.و عند النظر في الملاحظات النقدية و عروض المعارض الصحفية التي خطتها أقلام النقاد و الصحفيين العرب(والعجم) في خصوص أعمال حسان التشكيلية استوقفني التلخيص المتكرر لعمل حسان كنوع من شهادة توثق لحضور ثقافي نوبي بوسيلة التشكيل المعاصر.و هو تلخيص جائر في حق حسان لانه يسوّغ وضع كل الفنانين النوبيين في سلة واحدة لمجرد كونهم نوبيين و بدون اعتبار فوارق الموهبة والعلم و الخبرة. و قد برع نفر من نقاد التشكيل العرب( على درب نقاد التشكيل" العجم" طبعا) في هذه الصناعة السهلة التي تعفيهم من مشقة التأني عند الفرادة الابداعية لكل مبدع بصرف النظر عن طبيعه ميراثه الثقافي أو العرقي.أقول : " الصناعة السهلة " كون الخطاب النقدي المعرقن يبقى حبيس قاموس هويولوجي ضيق محدود بالعبارات الجاهزة من صنف " التراث" ، " البيئة المحلية " " الجذور "،" المنابع"، "الأرض"،"الذاكرة"، " الاغتراب"، " الشتات"، " الاسطورة " و" الطقوس"( الافريقية غالبا). هذا النوع من الادب هو كمثل " قميص عامر" الذي خاطوه في الفاشرو قدّوه ليوسف، من دبر، في القاهرة و ارسلوه لعثمان بمكة وكلّه صابون.كتب مختار العطار ناقد مجلة " المصور" المصرية (1987) تحت عنوان" الفن النوبي الحديث" مقالة، طويلة نوعا، في الاحتفاء بعمل حسان علي أحمد، الذي عرّفه بـ " الرسام النوبي الشاب":
    "الا أن ما يرسمه حسان من مواضيع أو مناظر أو طبيعة صامتة ليس سوى استجابة لمثيرات في البيئة المادية ، أو الثقافية أو الذكريات الدفينة في أعماق النفس"..و " معظم لوحاته لا نتبين فحواها الا بعد قليل من التأمل، تبدو كبقايا فنجان القهوة، و سرعان ما تتشكل في عيون المتلقي و تتجسد الرؤى: كما أرادها الفنان أو تخيلها المتلقي. أما ملامس الصخور التي يسعى الى اظهارها بجد و اجتهاد فلا شك أنها عالقة في ذاكرته منذ كان في النوبة القديمة حيث ترتمي النجوع في أحضان التلال و الرمال".
    و حسان، بعد أن يقعّده العطار في مشهد" النجوع" اياه، يقضي سحابة يومه يجتر ذكريات الاسلاف و أساطيرهم.أو كما قال: هو فنان " يحيا مع الذكريات و الاساطير وحكايات أبوزيد الهلالي الذي يطلقون اسمه على صورة أسد يحمل سيفا يرسمونه على واجهات البيوت ليحميها، رسمه حسان منزوع السلاح ، رمز التسليم و قلة الحيلة".
    انتهت عبارة العطاربـ "قلة حيلة" حسان، و هذا وجه من وجوه" قلة حيلة "هذا العطار الذي يفسد كل ما يصلحه الدهر. "قلة حيلة" بتاعة فنيلتك يا خواجة؟ الزول ده أشطر منك و عارف بالتشكيل و العلوم السياسية و علم الاجتماع اكتر منك و كمان بتكلم تلاتة لغات نوبية و عربية و انجليزية. و لو هفّتْ ليهو يطلّع ليك البرق العبّادي زاتو من كم جلابيتو ممكن يطلّعو في اي لحظة،بعد دا كلّو تقوم تطلع ليه بالنجوع و أسد ابوزيد و و التسليم و قلة الحيلة؟
    يا راجل أختشي، و لو كلامي دا وقع ليك أحسن تمشي تشوف ليك تشاشة في سوق العطارين تتعيّش منها بدل ما تقعد تشيل حال الناس بالفارغة. ولا شنو؟
    و قد جرّت صفة " الفنان النوبي" على حسان وضعيات رمزية غريبة. فماري تيريز عبد المسيح ،ناقدة " الاهرام الاسبوعي"(الاهرام ويكلي) تقول في مقال عن حسان ، جزء منه منشور في كتالوج " حسان علي أحمد 1980ـ 1996" . تقول ماري تيريز في تعليق لها على معرض " ذاكرة فرس المفقودة"( القاهرة ، يناير 1996 ) :" حسان لا يوثـّق لتجربة الشتات النوبي". و رغم اعتراضها على قراءة تصاوير حسان كتوثيق لتجربة الفقد و الشتات التي كابدها المجتمع النوبي عقب بناء السد العالي، فهي تراها كـ "تجريد لتجربته مع النوبة بما يكسبها واقعية أكثر و يصون حسه بالهوية".
    “Hassan is not transcribing the Nubian experience of loss, dispersion- the diaspora. His Nubian reminiscences of landscape, colour and the Farras murals , are not translated into trite symbolic elements,but rather are transformed into feelings which become alive on paper and canvas.He abstracts his experience of Nubia to make it more real, to restore his sense of identity.There are today fewer Nubian houses whose walls could be painted, but canvas and paper can be carried anywhere.Perhaps there is not much Nubian land left. But there will always be a Nubian space to be probed, to be brought alive with Nubian colour, anywhere and everywhere”
    Marie Therese AbdelMessih, Cairo University, AlAhram Weekly, 1996
    ومن ظاهر هذا التقرير المتفائل يفهم القاريء للوهلة الاولى كما لوكانت ماري تيريز عبد المسيح تحرر حسان من نير التوثيق المباشر للتراجيديا النوبية ، لكنه لدى النظر المتأني يتكشف عن رغبة ملتوية في سجن حسان الى الابد داخل سجن نوبي المعمار، جدرانه العالية ملونة و مزخرفة بالموتيفات النوبية البديعة. سجن يستمر حتى و ان اختفت الارض النوبية و المنازل النوبية اياها..لقد مات سيزيف النوبي غرقا يوم تواطأ رجال الامن شمالي و جنوبي الوادي على اعتقاله و ربطه على صخرة قبل أن يرموا به في عمق بحيرة ناصر( باسم الصالح العام طبعا). هذه التراجيديا المعاصرة ليست بحال نوبية، انها تراجيديا نيوكولونيالية، و من الجور التعامل معها كما لوكانت شأنا يخص النوبيين وحدهم.و لو في زول عاجباه" عتالة" صخور الهويولوجيا العبثية ( نوبية أوغيرها) بطريقتو، خليه يمشي يشيلها براهو بدل ما يعمل منها فرض كفاية اذا قام به النوبيون سقط عن الباقين.
    قبل فترة، و بمناسبة معرض لي في لشبونة( عن فن الدياسبورا الافريقية) سألني خواجة من منظماتية جمعية " سلطة الثقافة" الهولندية
    The power of culture(powerofculture.nl/uk/current/2005/march/bothways.html)
    :” In which ways do you think you are contributing to the development of arts in your home country, even though you are not living there?”
    أذكر انني سألت للخواجة المشفق على التنمية الفنية في " ماي هوم كانتري":
    :” In which ways do you think you are contributing to the development of arts in my home country, even though you are not living there?”
    وصهين الرجل، و أظنه اعتبر سؤالي خارج الموضوع كما يعتبر نفسه خارج " ماي هوم كانتري" و هيهات..و ستين هيهات..

    آخر الموهيكان
    و فخ الخطاب المعرقن" المُـنَوبََنْ" ( لو جازت ترجمتي لعبارة
    Nubianisé)
    واسع و مريح،و لا يقتصر على المصريين وحدهم من نقاد حسان، فقد كتبت " جوليا" و " توم كواش" في تعليقهما عن معرض حسان" ذاكرة فرس المفقودة"(من الجذور النوبية) في
    Egypt Today, Jan. 1996
    "تحكي الاساطير عن حضارة الاطلانتيس القديمة الراقية التي ابتلعها فيضان عظيم غامض.وكثيرون يعتقدون ان هناك ثقافة عظيمة ما، انقبرت تحت المياه مع غرق الاطلانتيس.و ربما لم يكن الغرق الذي أدرك الحياة الحقيقية للنوبة، بعد بناء السد العالي، يتمتع بنفس الوزن الأسطوري للأطلانتيس لكنه بالتأكيد أكثر مأساوية. حصيلة آلاف السنوات من فن الشعب الفريد بعمارته و صناعاته الحرفية تقبع الآن في أعماق بحيرة ناصر.و خلافا لمصير الاطلانتيس،فلحسن حظنا، ما زالت هناك بعض القطع الفنية من تراث النوبة محفوظة في المتاحف، بينما تتبدّى شذرات و أشتات من الثقافة النوبية على السطح عبر الاحلام و الذكريات و من خلال أعمال الفنانين النوبيين المُهجَّرين من نوع حسان علي أحمد"
    فـ " جوليا" و " توم كواش" رغم حصافة نظرتهما لعمل حسان الا أنهما لم يقاوما اغراء تحميل حسان مسئولية انقاذ آثار النوبة.كما لو كانت آثار التراث الثقافي النوبي مضمنة في الشفرة الجينية البيولوجية(دي ان آي) للأشخاص النوبيين .و لو تمادينا بمنطقهما لنهاياته يصبح تعبير الفنانين غير النوبيين محلا للريب و للشبهات الجمالية اذا عنّ لهؤلاء الفنانين غير النوبيين استقصاء سؤال التشكيل ضمن احتماله الجمالي المبذول في تراث النوبيين.و من عواقب هذه النظرة العرقية أنها تلغي ـ بذريعة عدم الاصالة ـ كل مباحث الفنانين الاوروبيين، كبيكاسو و مودلياني و برانكوزي و ميرو و جياكوميتي و غيرهم ،ممن انخرطوا في لحظة من لحظات تطورهم في المبحث التشكيلي على هدي آثار التشكيليين الافارقة التقليديين .و حسان في خاطر " جوليا" و " توم كواش" هو نوع من مستودع أسرار القبيلة ، بل هو " آخر الموهيكان" والوريث الشرعي لسلالة" الاطلانتيد" الأفريقية المغمورة تحت مياه بحيرة ناصر.
    و صورة حسان التشكيلي تكابد أحابيل" النّوْبَنَـة" الجائرة حتى عند نقاده السودانيين
    ان انتماء حسان النوبي لايبرر اختزاله و سجنه داخل وضعية" الفنان النوبي" فقط، كما أن حيازته لدبلوم عال في العلوم السياسية و الانتروبولوجيا لا يمكن أن تغلق فنه في حدود المجالين الأكاديميين اياهما. و هذا الواقع المركب لوجود حسان في العالم يجعله يوصّف وضعيته كفنان تشكيلي بالعبارة البليغة:" الرسم و التلوين عندي تجربة ذاتية ، غير معزولة عن الهموم الحياتية الاخرى".، كونه في نفس الوقت، تشكيلي ونوبي و سوداني( و قيل مصري كمان)،و هو حائز على ألقاب أكاديمية مثلما هو" رجل أعمال" يعرف أن عليه أن يقاتل ليبقى في سوق أعمال القرافيك الاعلاني المتاح في مدينة كالقاهرة.و من بين نقاد حسان السودانيين الذين لم يقاوموا اغراء ال" نوبنة"المجانية أشخاص يعرفونه عن قرب حميم كونهم قاسموه تجارب الحياة الثقافية و السياسية في سودان السبعينات مثلما قاسموه تجارب الشتات السوداني في المنفى المصري. بين هؤلاء يكتب سامي سالم المعرّف بصفتي " كاتب و ناقد سوداني" في جريدة " الاتحادي " الدولية (1995):
    " ثمة خيط لا مرئي يجمع بين لوحات حسان علي أحمد و موسيقى حمزة علاء الدين.. الصورة الموسيقية في أعمال حمزة علاء الدين تماثل" الموسيقى البصرية" في لوحات حسان علي أحمد. تلعب الذاكرة التراثية دورا محوريا في تكوين لوحات حسان، الى جانب شفافيات اللون، يدخل العنصران ـ الذاكرة التراثية و اللون ـ كخامات في حقل انتاج الرؤية الفنية ..أي أن الموسيقى البصرية تطلع من صراع الخامات و علاقاتها التركيبية. ".." ما يفعله حسان علي أحمد قريب مما يفعله حمزة علاء الدين، هذا ينتج صور" موسيقية" و ذلك يخلق " موسيقى بصرية" تنفصل فيها البقعة عن المنظور و يذهب الفنان من الرسم الى التكوين، الى اللوحة".
    سامي سالم في هذا النص، يتجاهل ـ أو هو يجهل ؟ ـ كل الاشارات والاحالات التشكيلية المبذولة عيانا بيانا في عمل حسان، و التي تقعّده بشكل بديهي على المراجع الجمالية و اللقيات التقنية الرئيسية في تاريخ التشكيل الاوروبي و الآسيوي و الافريقي و السوداني الحديث و القديم ، مما فصلنا فيه أعلاه ، ليتأنى عند قرابة جمالية مُعَـرْقَـنة افترضها بين حسان و الفنان الموسيقي النوبي الاصل حمزة علاء الدين.و تساءلت عن دوافع سامي سالم لتخريج مقولة بمثل هذا القدر من الاعتباط المجاني.و أظن غير آثم أن سامي سالم يعرف جيدا رصيد الاحترام و المودة الكبير الذي يكنه قراءه السودانيون لكل من حسان علي أحمد و حمزة علاء الدين، و على هذا الرصيد يسوغ لنفسه تخريجات نقدية متعرقنة ما أنزل الله بها من سلطان، و هو آمن في طيات لغة شعروية غامضة، من نوع: " اللوحة تكوين لوني يستن شفافيته على ضوء سلسلة معقدة من الامتزاجات"، و لا جناح،فحسان و حمزة " كيف كيف" كما يقول أهلنا المغاربة. و في النهاية، يبدو أن كل أمر التشكيليين والموسيقيين النوبيين عند سامي سالم صابون في صابون..
    و لعل أخف مساعي " النوبنة" وطأة على تجربة حسان التشكيلية يتمثل في ما كتبه الاخ صلاح حسن الجرّق ، رئيس قسم التاريخ بجامعة" كورنيل" الامريكية و المسئول عن مجلة "انكا" الامريكية المتخصصة في الفن الافريقي المعاصر و فن الدياسبورا الافريقانية. و ربما كان للأمر علاقة بكون صلاح حسن ، فيما وراء القابه الاكاديمية و صفاته الاعلامية الافريقانية ، هو في نهاية التحليل، و كصديق قديم لحسان، انما يعرف تماما طبيعة المسار الذي قطعه حسان و طبيعة الجدال الفكري والتناقضات الجمالية و السياسية التي كابدها حسان، منذ بداية السبعينات، بسبيل الوصول الى الحاصل الجمالي المطروح في اعماله الراهنة.و معرفة صلاح بحسان تملك ، في حسن ظني العريض، أن تعصمه من الانسياق السهل وراء أوهام النوبنة السعيدة التي يسعى الجميع ، تقريبا ، لحبس حسان في سجنها الجمالي الضيق.
    و رغم أن صلاح حسن يرى في حسان صورة الفنان النوبي الحديث ، و وريث المبدعين الاسلاف، الذي يحمل على كاهله ذاكرة الهجرة و يعيش، بشكل يومي، تجربة الشتات( دياسبورا) التي خلّقت من صورة المجتمع النوبي في المخيلة الجمعية لمثقفي الطبقة الوسطى في مصر و السودان ،الا أن صلاح ـ على خلاف ماري تيريز عبد المسيح و جوليا و توم كواش الذين يردون حساسية حسان للمنبع النوبي الماضوي ـ يتذرّع بنفس الهوية المُـنَـوْبَـنة لحسان في تسويغ قابليته على تقبّل و هضم كل ما تجود به الثقافات المعاصرة من لقيّات جمالية و فكرية.و ذلك لأن الحضارة النوبية عنده
    (عند صلاح) ،و بطبيعتها، هي حضارة قمينة بتوليف العناصر الحضارية الاجنبية عليها و تكييفها مع عناصرها المحلية ضمن سياق التأصيل الحضاري الحقيقي.بل أن قدر حسان الجمالي يبدو، في مشهد صلاح حسن، مشروطا بطبيعته النوبية فيستوعب و يولّف و يكيّف و يؤصّل وفق غريزة جمالية مودعة في دخيلة أناه النوبية.
    « The reference to Faras, a now submerged underwater ancient Nubian church, evokes, as again expressed by Julia A. and Tom Coach, loss, memory,and dreams; yet , it also forgrounds the artist’s desire ti assert his present identity.Along with the symbolic value, the real attraction of ancient Nubia’s artistic accomplishment lies in its ability as a civilization to synthesize the foreign and adapt it to the local and in the process of creating a truly authentic civilization.Ahmed reference to Faras is not the sort of “ return to the source” escapism that characterized the products of postcolonial third world intellectuals, but serious research into one’s heritage and past accomplishments, with an eye on the ability to synthesize the old and create the new.”
    ( أنظر نص صلاح في مقدمة كتالوج " حسان علي أحمد 1980ـ1996 ":
    Of memory, exile and encountering the present :
    The art of Hassaan Ali Ahmed


    النوبة هاجسي
    و في ما وراء مساعي النوبنة التي تستهدف حسان من خارج تجربته، فان حسان نفسه يعبر، في كثير من الحالات، عن نزوع عفوي لقبول هدية " النَـوْبَـنَـة " التي ينعم بها عليه نقاده كموقف جمالي بديهي، و لا عجب، فحسان نوبي، "عارف عزه" و" مستريح" كمان، و من العسف ملاحقته في كل مرة تبذل له فيها هدية النوبنة المريبة .أقول : ان انتماء حسان للنوبة انتماء عفوي مثلما هو انتماء معقلن ضمن منظور البصيرة الاجتماعية الناقدة.و حين يقول " أجرّب والنوبة هاجسي " فهو يعبر عن علاقة عضوية مع النوبة في كامل تمثلاتها الروحية و المادية (العائلية و السياسية و الفنية و الاقتصادية الخ)، و هو في هذا المشهد لا يقتصر على اجترار ذاكرة الاطلانتيد المفقودة التي تحتفي بها دوائر الفنأفريقانية المحلية و الأجنبية، و انما هو يبذل نفسه بكليتها كطرف فاعل في جسد منظمات المجتمع المدني الناشطة في منطقة النوبة. و حسان في هذا لا يشذ عن موقف الغالبية من صفوة المتعلمين من أبناء منطقة النوبة ممن يعون ضرورة تنظيم المجتمع النوبي المعاصر و تهيئته لمواجهة التحديات الحضاريةالكبيرة التي ستفرض نفسها على أهل المنطقة تحت شروط التحولات العولمية الراهنة.و من متابعة المناقشة الاسفيرية الجارية حاليا، بين بعض مثقفي النوبة، في موضوع " المؤتمر النوبي الجامع" يمكن تلمّس الهموم الاجتماعية الواقعية التي لا يمكن لأي عاقل تجاهلها بالذات في هذه اللحظة التاريخية الحرجة من تاريخ السودان حيث تتهيأ البلاد لنوع من " فدرلة" ملغومة بمخاطر" الاقلمة المعرقنة" أو الانفصال أو (و) الحرب الاهلية. و " المؤتمر النوبي الجامع " يمثل أحدى المبادرات الاهلية التي تسعى لصيانة تماسك النسيج الاجتماعي للنوبيين " أمام انهيار الخدمات و سوء التنمية في الاقليم ".."و المؤتمر النوبي هو بذلك وسيلة لحشد جهود كافة النوبيين من أجل المطالبة باستحقاقاتهم في مشروع السلام و حقوقهم في ظل الدولة الفدرالية القادمة" كما عبر أشرف يس ( في بوست أحمد علاء الدين بعنوان " المؤتمر النوبي الجامع ، لماذا و كيف و متى؟" في موقع " سودانيزأون لاين دوت كوم" بتاريخ 28/5/2005). و حين يقول حسان :" أجرّب و النوبة هاجسي " فهو نوبي، لا متنوبن، أي لا يلعب دور النوبي، و انما يكون ذاته كمثقف عضوي ،انتماءه التاريخي للنوبة هو الطرف القريب من انتماء انساني كبير. و حين نؤكد على صفة حسان كـ " نوبي" فذلك التأكيد لا يلغي مزالق العرقنة التي تترصد من يقارب الامر بمجرد النوايا الطيبة و بس. وذلك لأن في ثنايا صفة " نوبي" الظاهرة البراءة يقيم الخطر المضمر المموّه لانزلاق المعاني، من وضعية حسان كـ " نوبي و فنان " الى وضعيته كـ " فنان نوبي"،( و قيل كـ " الفنان النوبي"). و بين الموقفين فرق شاسع، يتجاهله، أو ينتبه له، نقاد حسان حسب المصلحة التي تترتب على هذا الموقف أو على ذاك.ذلك أن انتماء حسان المشروع كـ " نوبي " لا يسوّغ لأحد تسليبه من انتماءاته الحضارية الاخري لتعليبه في علبة المنتج النوبي الخالص و المنزّه من كل شائبة ثقافية أخرى.و مسعى تعليب حسان كمنتج نوبي" كامل الدسم" ، حين يعبر عنه النوبيون، فهو يكشف عن نزوع (مشروع؟) للاحتماء ـ و قيل للانغلاق ـ في قوقعة النقاء العرقي المستحيل، لقوم يقيمون عند بوابة/ملتقى طرق تاريخية تعبر منها المؤثرات الحضارية بين شمالي الوادي و جنوبه و بين شرقيه و غربه.أما حين يأتي مسعى تعليب حسان كمنتج نوبي خالص من طرف المصريين و السودانيين غير النوبيين، فهو يموّه نزوعا عرقيا لاستبعاد النوبيين عن دائرة المبادرة الحضارية ( بأبعادها السياسية و الاقتصادية) في مصر و في السودان.
    و حديث بعض المثقفين النوبيين مثل" أشرف يس"، في موضوع " المؤتمر النوبي الجامع" ،عن الحقوق المترتبة على " اتفاقية نيفاشا" يلمس اشكالية الوجود النوبي من منظور موضوعات " اقتسام السلطة و الثروة مع الحكومة الفدرالية ".." و تكوين المجلس التشريعي للولاية " .." و رؤية أبناء الاقليم في مسائل مثل الهوية و علاقة الدين بالدولة و السمات الاساسية للدستور" ( سودانيزأون لاين 29/5/2005 ). و هي موضوعات اجتماعية عواقبها الاقتصادية و السياسية تملك أن تثير قلق ـ بل و روع ـ السلطات في القاهرة و في الخرطوم ، سيّما و أن النوبيون تعلموا ان يصنعوا من جرح تجربة التهجير القسري مرجعا من مراجع الهوية النوبية الحديثة، و هو مرجع ينطوي في ثناياه على اتهام صامت موجه لسلطات الدولة القمعية البوليسية الحديثة التي تتصرف في مصائر الناس دون ادنى اعتبار لحقوقهم المادية ( الارض) و حقوقهم المعنوية ( الهوية).
    في شعاب هذه الارض النوبية العامرة بمزالق الغبن التاريخي الروحي و المادي، و المفخخة بالغام الغوغائية العرقية الظاهرة و الخفية ، كتب على حسان أن يمشي على البيض أولا: كتشكيلي يحمل هم الخلق الجمالي، و ثانيا: كنوبي يحمل هم النوبة الاجتماعي، و ثالثا: كسوداني يحمل هموم التحولات الحضارية لبلد هو قارة بحالها من الاسئلة الوجودية الحرجة التي تتجاوز السودان لاشكاليات العولمة المعاصرة.و هو مسار عسير، و حسان بين قلة من الفنانين النوبيين الذين يعون تراكب كل هذه الهموم الجليلة.
    أذكر انني طلبت من حسان قبل سنوات ان يكتب لي نصا عن عمله كنت أنوي نشره في "جهنم" التي توزع وسط عدد محدود من الاصدقاء و أصدقاء الاصدقاء ، و جلّهم فنانون تشكيليون ، فاعتذر حسان متذرعا بـ " ياخي انا ما بعرف أكتب" ، و في حينها حيرتني اجابته، كوني كنت انتظر منه كتابة فنانين تحكي عن كيف؟ و ماذا؟ وعن أين؟ ومتى؟ في خصوص معالجة تصاويره .و هذا النوع من الأدب" التقني" يكتسب قوته، ككتابة ابداعية، من علاقته بموضوعه و من قدرته على تأطير التصاوير و توجيه النظر لمواضع الحظوة الجمالية فيها.أقول : حيرتني اجابة حسان ، و أظنني احلتها الى نوع الحياء الريفي الذي يجعل كثير من السودانيين يتهيّبون الكلام عن ذواتهم ،و قد " يدخلون في اضافرينهم" خجلا اذا وضعتهم الظروف تحت دائرة الضوء.و قد اقتضاني الامر فترة قبل أن أفهم ان الكتابة عن التجربة الجمالية المتخلّقة في ارض الاشتباهات الآيديولوجية الغميسة التي يقيم عليها حسان تقتضي من الكاتب مكيدة ادبية كبيرة و براحا زمانيا أكبر.و أظن ان اولويات حسان الابداعية كانت ـ و لم تزل ـ في موضع آخر بخلاف الموضع الذي تدبر فيه مكائد الادب.
    أقول قولي هذا ، و استغفره و أبذل ختام مكيدتي الأدبية المتواضعة في أمر حسان بكلمات قالها في حوار بجريدة "الخرطوم" أجراه معه الصديق أحمد عبد المكرم :
    " .. و باختصار فان اللوحة عندي عمل لا نهائي و وصول لغير المرئي.
    مهموم بالتراث و لكن أرفض استلهام التراث بطريقة فجّة
    لا شيء يؤطّرني و لا قانون يحكمني سوى رؤيتي الذاتية و تجربتي و تجريبي.
    المزاوجة بين التراث و الرمز و اللون في اللوحة تؤرّقني، و ذلك يحدث بقدر عال من التعقيد و الشفافية لدرجة يصعب معها التحديد ".." حتى أنني احيانا لا أدري، هل أنا ارسم اللوحة؟ أم ان اللوحة هي التي ترسم نفسها؟.."

    حسن موسى
    7/1/


    المصدر:

    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=611&s...d195ad16c643e9253de5
                  

01-24-2006, 02:17 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)



    Quote: عبد اللطيف يا أخانا الذي في البلاد
    سلام جاك و شكرا لك على هذه الكتابة المحكمة الممتعة التي جعلتني التفت نحو مولانا كارل ماركس القابع في عتمة الذاكرة.
    رفع رأسه من الكتاب الذي بين يديه و قال:
    في المجتمع الطبقي الشايفو دا مافي تاريخ غير تاريخ صراع الطبقات.
    و في تاريخ المجتمع الطبقي مافي جماعة خارج الانتماء التاريخي.
    و ضمن الانتماء التاريخي ما في زول خارج لغة طبقته.
    و ضمن لغة الطبقة مافي نص خارج أيديولوجيا الطبقة التي تملك أن تصحح كل التراث الادبي السابق على وجودها و تكييفه مع منظور المصلحة الطبقية الراهنة.
    و حتى اختيار " موقع الخطاب" ذاته لا ينجو من سطوة الذاكرة الطبقية المؤدلجة المنقحة على مقاس المصلحة.
    رفعت الاقلام جفت الصحف و هيهات..
    قال صاحبي قولته وعاود انكبابه على مجلد قديم يخربش بضعة ملاحظات على هامشه.
    فما قولك دام فضلك؟




    هنا:http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=548&s...e0918b54f234391cc8e3
                  

01-25-2006, 11:56 AM

mohamed osman bakry

تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 1647

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)
                  

01-25-2006, 12:32 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: mohamed osman bakry)

    Quote: الـ USMLE step one وبتكون سمعت بيها,
    نار الله الموقدة,ماتجي تقول لي حسن موسي وجهنم
    دي لظي عديل. لكن عشرة ساعات كل يوم لمدة ستة شهور
    بتخارجك بالمنمام 75%
    بعد داك تجي تشوف STEP TWO ودي نفس السيناريو, بس ما حيكون
    عندك فيها مشكلة لأنها كلها كلنك , ده لو ما بخرته قدر البتعرفو
    في البال توك
    الـ CS ودي آخر خطوة , عبارة عن حداشر كيس أو حداشر بيشنت
    موزعين في حداشر غرفة , ماعليك إلا تدخل علي كل واحد فيهم
    وتقوم بالازم في الغرفة حتلقي اي حاجة إنت محتاج ليها بتخص
    (يور بيشنت)X-r,CT,MIR,US
    معلقة في الحطة حتي الدم والبول وفي قلفز ده لو عايز تعمل
    ريكتال اكزام او فاجاينال إكزام
    عشان تباصي لازم تشخص ستة كيسات علي الاقل بلص فريست شويز تريتمنت
    لو عايز تبقي وطواط زينا كدة Take the risk
    if you did it, you would see the bright side of America
    ولو عايز تتجدع كمان شوية كده لامن أساسي يرجع علي كيفك.


    يا محمد عثمان بكرى
    الكلام الكاتبو فوق دا لتثبت أنك دكتور مابخارجك من الإسفاف الحايم بيهو فى بوستات الناس ياقادح يامادح.
    بعدين كلامك دا قولوا لخريجين جامعات ثورة التعليم العالى والتأصيل الحضارى ما تقول لى خريجين جامعة الخرطوم لما كانت جامعة.
    بعدين مبروك عليكـ مباصات الUSMLE وبختك شايفك معتبرا إنجاز عظيم .
    الشى التانى النشاط السياسى والإجتماعى الانت شايفو دا بنقوم بيهو وبنباسى معاهو كل المعادلات لأنو دا كان ديدنا منذ أن كان فى جامعة الخرطوم نشاط سياسى واجتماعى ود ماعطلنا أكاديميا ولا دقيقة رايك شنو!!
    الشى التانى كونك طبيب دى ما بتديك أى ميزة إنسانية ولا ميزة مدموغة بمواقف متفردة لأنك حتى الإسفاف ماك أصيل فيهو بل عامل أساسى درقتك.

    ذكرتنى واحد دفعتنا فى الكلية كان لما تقرب الإمتحانات بجيهو إسهال مابفكو إلا بعد تنتهى الإمتحانات ويشوف النتيجة وكان جلدة مابعزمنا علىكباية شاى فى الكافتيريا إلا أيام الإمتحانات بغرض نطمنوا بشوية كلام.
    فانت فرحتك بى إجتياز المعادلة وصفك لذلك بالعصامية تكون سابقاهو حالة أخونا الذكرتو ليك فوق دا.
    بخصوص العصامية فى محاولة تخريجية لها عند حسن موسى فى الكلام النقلناهو فوق دا بغرض لفت النظر بين الإبداع والإسفاف وبين التحاور والجربندية وبين الثقة بالنفس والتمكن وبين كل زول عاجبو الصاريهو حتى لو كانت تستات معادلة أدت لفقدان سوائل وتعفين ذوق عام.
                  

01-25-2006, 12:58 PM

mohamed osman bakry

تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 1647

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)
                  

01-25-2006, 01:06 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: mohamed osman bakry)

    الأخ بلة
    ما قرأته خصوصا في (سحر النـّوْبـَـنـَـة:الفنأفريقانية المصرية في مشهد حسّان الفنان) هو بحث يفيد المرء منه بكل تأكيد في محيط ثقافي تعوزه فعلا مثل هذه القراءات الناقدة. وهو يسلط الضوء أيضا من جانب آخر على حسان علي أحمد، الذي تشرفت، بل وشرفتني دار (أنا الخرطوم للنشر) بوضع احدى لوحاته على غلاف روايتي الأولى الرقص تحت المطر.
                  

01-26-2006, 09:25 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: خالد عويس)

    الأديب الشاب خالد عويس
    دمت بخير
    والتحية لك ولحسان وحسن موسى وعبد الله بولا.
    فى ناس هنا بتتحزب ضد حسن موسى دون أن يقرأوا ماقاله بل إكتفوا بما أورده الخواض وبشاشا مستعملين فرع التوجيه المعنوى فى التعبئة والتجييش.
    وحسن موسى لن يجد من هؤلاء تقديرا إلا إذا إختارته مؤسسة نوبل لجائزتها أو إختاره الله لمجاورته ومدحه الأعاجم فى حفل التأبين.
    سمعت أن عدد المعجبين بالفنان مصطفى سيد أحمد تضاعف بعد موته بيوم. فهل ياترى تلك مؤامرة من تجار الكاسيت على بكائية هذا الإنسان أم هى عادة سودانية بلطم خدود الذوق حتى تتورم فتعى??
                  

01-25-2006, 03:11 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: mohamed osman bakry)

    Quote: 1984 بيطرة جامعةالخرطوم
    1986 ماستر دقرى كونتيجوس ديسيس/يوغسلافيا/سراييفو
    1999 كيركوود كميونتي كولج/اي اي دقري
    2001 بي اس سي /يو أف آي /ماكروبايولوجي
    2005 ام دي/كاتوفتسا/بولندا
    بعد ده كلو مشيت بقيت وطواط
    وأنا أتعدي الـ 40 من عمري


    يادكتور محمد عثمان بكرى
    ودكتور دى لأنك تحمل الدكتوراة وثانيا عشان بقيت طبيب بعد أن زحفت إليها من الخرطوم حتى بولندا رغم الشهادات الأخرى التى كانت كافية لتجلسك مع الأطباء البشريين خريجي جامعة الخرطوم فى مكان واحد.
    يادكتور لو حبيت أجارى أسلوبك دا لقلت لك أننى دخلت الطب فى جامعة الخرطوم فى عزها من قولة تيت وأكيد كنت دفعتك فى قاعة القرشى وانت مقدد عيونك بالقراية عشان تحول طب لكن بعد دا كلو (قطر أناهيد) ما لحقتو.
    بتعرف قطر أناهيد? لو نسيتو أسأل أولاد دفعتك منو.
    كان ممكن أقول ليك أكتر من كدا كتير وعارفك ممكن المرة الجاية تصور شهاداتك لكن دا كلو عندى فارغة ومقدودة كان ماعلمك إحترام الآخر كإنسان عشان يحترمك. يعنى بالبلدى ما تتنطط فى بوستات الناس كديك العدة لتكسر عفش بوستاتهم حتى لو كان قصدك تعوعى لصلاة الصبح.
    نزيد الشرح حبة عشان يظهر زحفك نحوالطب البشرى بكل خشونته لم يدع لك مجالا للفهم خارج التشريح والفسيولجى وتوابعهما, يعنى يادكتورنا أنا كتبت بوست عن حسن موسى لأنو عاجبانى حمرة عينو وصولاتو وجولاتو فى حلبة المثاقفة فأكيد دا من حقى وكذلك من حقك أن تكره حسن موسى ولكن بطريقتك لاعن طريق مداخلة مستعمل فيها أحد الوطاويط حكيما رغم أنك زحفت آلاف الأميال وآلاف الأيام لكسب (الحكمة) التقليدية عند البولنديين.
    وأكيد أكيد أنا ماكتبت الموضوع دا لأن حسن موسى شتم سعادة الدكتور محمد عثمان.
    بعدين إنت سيد العارفين على ذاك الزمان كان طب الخرطوم هو عين الشهرة وكمان حسن موسى دا بالنسبة ليك درس فنون جميلة إنت بالذات ما أظنك تعيرها أو تعيرو إهتمام لأنو ميزانك كان تعالج الحمار أحسن من ترسم صورتو وكذلك كان سماعتك فى الحمار وعينك على سيدو والحمد لله لميت وختيت السماعة فى سيد الحمار بعد رحلة (عصامية) تقطع النفس.
    يعنى حسن موسى شهرتو ما بتشهرنى لكن وجودو بثقفنى وانا محتاج لمثل بولا وحسن موسى ومحسن خالد وابكر آدم إسماعيل.
    ولعلمك أبكر دا برضو مجضم طب الخرطوم أسنان على ما أعتقد.
    فيا سيدى أنفشخ فى الوا ط ة دى

    Quote: أنت قايلني أنا تجتوج

    دى بالغت فيها يادكتورنا عشان إنت مداخلتك هنا كان سببها زعلك من حسن موسى فى اعتقاد أنه إحتقر كل الناس فى أونلاين وانت كلامك الفوق فيهو إحتقار لى شخص ما أساء ليك فى شئ.
    بعدين رغم خلافى مع هذا الشخص الطويل ولكنه يتميز عليك بأنه يستطيع أن يكتب مقال كامل متماسك ومفهوم أما إنت أول مرة أظن تفوت العشرة سطور بالكوتيشن فى مداخلتك معاى التانية.
    فبالله خليك فى مداخلاتك أمثال قطعت مصارينا يا....)
    والسلام ختام

    (عدل بواسطة Balla Musa on 01-27-2006, 09:47 AM)

                  

01-26-2006, 10:21 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    ياود بكرى الدكتور الزاحف بشرق أوروبا ليلحق مافاته عام 1979.

    الكلام التحت دا مفهوم ولو عايز تواصل فيهو البيانات بتاعتى فى البروفايل فقد قررت بكامل قواى الجسدية أن أتعامل فيه على الواقع الملموس لمن يلتمس فى نفسه السفالة.

    Quote: فمافي شك الصفار عندكم
    خاصة قميصكم داك...
    طويل التيلة.... القصير جدا في أكمامو
    منقة بث

    دا إسمو خط أحمر لأن (العروض) لايعامل فيها من لايعرف أصله إلا كما يعامل كل ملتمس العافية عند بيطار زاحف.
    فالتلفون على البروفايل وقريبا ستسمع عن كل التماسيح من شاكلتك ما يعيد إليك صوابك.
                  

01-26-2006, 11:44 AM

mohamed osman bakry

تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 1647

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)
                  

01-26-2006, 12:41 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: mohamed osman bakry)

    Quote: عروض شنو يامنقة
    قول بسم اللة
    إنت اليفتح خشمو معاك
    تلعب معاه بـ رآس الحربة طوالي
    كان ده فهمك ليها ياني الماسحها
    كل شي و لا العروض
    وطواط ورل عنقالي جربندي كلب خنزير تمساح
    كل شي إلا عروض دي
    سامع


    ياخى اللغة بتاعتك دى عليك الله بتتناسب مع شهاداتك الكتيرة دى?
    Quote: 1984 بيطرة جامعةالخرطوم
    1986 ماستر دقرى كونتيجوس ديسيس/يوغسلافيا/سراييفو
    1999 كيركوود كميونتي كولج/اي اي دقري
    2001 بي اس سي /يو أف آي /ماكروبايولوجي
    2005 ام دي/كاتوفتسا/بولندا



    بعدين بعد كل التعليم دا بتنقل عن من أسميتهم تماسيح بدون فهم لمدلول كلماتهم وبعد ما نزرزرك تدعى البراءة والمسكنة?
    تعرف غايتوعدم الرضا بى قسمة الخالق شلاقة بتكسر الرقبة.
    ربنا عالم بماتستطيعه فى مخاطبة البشر عشان كدا أداك بيطرة الخرطوم بالرغم من إن البيطرة بها أدباء وشعراء برضهم أبو قسمة ربنا ومشوا بيطرة.
    إنت ربنا قال ليك إنت خليك فى التعامل مع الحيوان لأنه لايحتاج منك لتكنيك لغة وذلك وبدليل عدم نجاحك فى الإنتقال من البيطرة للطب عام 1980 ولا حتى فى قطر (أناهيد) اللاحق. أبيت قسمة ربنا وشالقت وزحفت الى دولتين فى أوربا الشرقية واظنك وصلت أمريكا فنلت الشهادة الأكاديمية لكن المقدرة على التعامل بها مع البشر إنسانيا لم تنلها بعد.
    فياخى بدل المكابرة أقرا كلام حسن موسى وبولا إمكن تلقط ليك لازمة لازمتين يفيدوك فى الونسة مع الناس.
    ذكرتنى جعفر نميرى بعد 16 سنة حكم و10 سنة منفى وقال بقرا أسبوعيا كتاب لما سألتو صحافية مصرية عن الطيب صالح قال ماسمع بيهو ومفتكرا فلاحة.
                  

01-27-2006, 08:50 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    ?????????????????
                  

01-28-2006, 02:02 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    بلة موسى

    واصل ياخي في القراءة الممتعة لحسن موسى...

    وشوف بالله هنا القدرة العجيبة في (نحت المصطلحات)..

    Quote: ونفحني بعض آيات فكره "البنيوخرطومي"


    والله لمن قريتها قربت أقع من الكرسي..

    تعرف... أنا حسي كايس لي أي مصيبة تلمني في (جهنم) دي..
                  

01-31-2006, 08:45 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: haleem)

    ياحليم
    لك التحية وعليك السلام

    Quote: تعرف... أنا حسي كايس لي أي مصيبة تلمني في (جهنم) دي..


    إن عثرت عليها ودخلتها فارسلها لى على بريد (أدخلوها بسلام آمنين دوت كم).
                  

01-31-2006, 11:58 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن موسى ود تكتوك كشاف المدروك (Re: Balla Musa)

    من مداخلات الدكتور حسن موسى فى هذا البوست:
    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=614&s...0888ad81aad780070621

    Quote: والخريطة ـ اي خريطة ـ هي، في نهاية التحليل، صورة المكان في من وجهة نظر سلطات الزمان. ولو نظرت في جهة علم الخرائط
    Cartography
    و قارنت بين الصورة الفتوغرافية الجوية للخارطة الطبيعية لسطح الأرض والصورة القرافيكية للخارطة السياسية لنفس الارض، كما رسمها تاريخ التناحر الاجتماعي فستجد صورتين لعالمين مختلفين لا يربط بينهما اي رابط سوى طموح هؤلاء او اولئك لتملك الأرض ضمن تناقضات الوجود الطبقي.
    و الخارطة ـ مطلق خارطة ـ هي في الحقيقة صورة كاذبة للواقع بحكم اندراجها في منطق التصاوير. وفي منطق التصاوير، فان كل صورة ـ مطلق صورة ـ ما هي الا نسيج من الزيف الذي يسوّغ لأهله رؤية موضوع التصوير كما يتمنون رؤيته لا كما هو عليه. وقد انتبه اهل ديانات التوحيد منذ البداية لمخاطر الصورة وصانوا التوجّس والتحسّس تجاهها في خطاب التحذير المتواترعبر النصوص المقدسة في اليهودية والنصرانية والاسلام. و"شقاق التصاوير" باب جبّار في أدب حضارة التوحيد وسأعود اليه في براح منفصل، ويهمني منه هنا طرفه الذي يلقي بظله على مفهوم الصورة الخرائطية.
    قلت ان الخارطة تمثيل زائف للواقع لأنها تختزل التراكب والتداخل اللاحق بعناصر الواقع لحدود كتابة بصرية آحادية الطابع، وهي كتابة تتسع او تضيق بحكم نوع القراءة الذي تنتظره من القراء السلطة التي رسمت الخارطة. والخارطة السياسية التي ترسم الحدود بين البلدان هي في الحقيقة صورة لعلاقة القوى بين الاطراف التي تتقاسم الارض موضوع الصورة الخرائطية. والصورة الخرائطية بهذا تبذل نفسها كصورة متحركة متحولة حسب التحولات في علاقة القوى التي تتصارع على ارض الواقع. ولو نظرت في الانمساخات التي طرأت على خريطة الولايات المتحدة الامريكية في القرن التاسع عشر او على خريطة روسيا في القرن العشرين او على خريطة اسرائيل في الخمسة عقود الماضية لفهمت ما اعني بقَـدَر الانمساخ الذي يتربص بالصورة الخرائطية ويعكر على البصر قابليتها كموضوع للمشاهدة.
    وأنا لا اشتط حين أجد للخرائط السياسية علاقة قرابة وثيقة بالصور الفتوغرافية "البورنوغرافية" التي تنفي عن فعل الجنس كرامته الانسانية وتختزله لبعد الفحش التجاري المبتذل. ذلك ان الخارطة السياسية تنكر تركيب الواقع وتختزله لصورة السلطة التي تحتل المكان وتهيمن عليه بالقوة الغاشمة. وفي هذا المشهد أرى في الخارطة السياسية صورة أمينة لفحش الهيمنة. وفحش الخريطة السياسية هو في النهاية من فحش الواقع السياسي الذي طالما مسخ الناس، ومازال يمسخهم، لمجرد حشود هستيرية قادرة على قتل الآخرين بذريعة انهم اجتازوا خطا ما على خارطة ما رسمتها سلطة ما في زمان ما. وهل هناك فحش اكبر من فحش حرس الحدود المغربية الاسبانية الذين اطلقوا النار، قبل شهور، على المئات من المهاجرين الافارقة غير الشرعيين وقتلوا منهم العشرات؟ وهل هناك بذاءة حضارية اكبر من بذاءة المسئولين المصريين(الاشقاء ؟) الذين استباحوا قتل اللاجئين السودانيين وسجن الباقين لمجرد كونهم ينتمون لخريطة سياسية اخرى؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de