باشليه «وريثة» المعاناة في سجون بينوشيه: الرئيسة الطبيبة تهوى الرقص والغيتار
لندن الحياة - 17/01/06//
باشليه تتحدث الى الصحافيين امس. (أ ب)
شكل وصول ميشال باشليه (54 عاما) إلى رئاسة الجمهورية في تشيلي، ظاهرة تعدّ سابقة، لكنه لم يكن مفاجأة، نظراً الى قربها من الناس ومشكلاتهم، من خلال عملها طبيبة في الأحياء الشعبية، إضافة إلى مشاركتها إياهم المعاناة منذ وفاة والدها الذي كان طياراً عسكرياً مقرباً الى الرئيس سيلفادور أليندي، في سجون الديكتاتور اوغوستو بينوشيه.
بدأت باشليه «رحلتها السياسية» في السجن العام 1975، إذ اعتقلت ووالدتها بعد سنتين على وفاة والدها، واقتيدتا الى أحد مراكز التعذيب حيث عانت «الاذلال» بحسب تعبيرها. وبعد السجن، سلكت الأم وابنتها طريق المنفى الى استراليا، ثم المانيا الشرقية حيث واصلت ميشال تحصيلها الجامعي، قبل ان تعود الى تشيلي العام 1979 مع طفلها سيباستيان، لتحصل على شهادة في الجراحة العام 1982. لكنها لم تتمكن من نيل وظيفة في القطاع العام لـ «اسباب سياسية». وافادت من منحة دراسية سمحت لها بالتخصص في طب الأطفال والصحة العامة، قبل ان تنجب ابنتها فرانسيسكا العام 1984. ونشطت في منظمة غير حكومية تساعد أطفال ضحايا الديكتاتورية.
بعد انتقال تشيلي الى الديموقراطية العام 1990، كثفت باشليه عملها طبيبة في قطاع الصحة العامة، كما عملت مستشارة لمنظمة الصحة العالمية. وكانت تعتبر ان الحزب الاشتراكي الذي تنشط في صفوفه، يهمل القطاع العسكري، فبدأت تتلقى دروساً في الاستراتيجيا العسكرية في سانتياغو ثم واشنطن. هاتان الحيوية والخبرة، دفعتا الرئيس الحالي ريكاردو لاغوس الى تسليمها وزارة الصحة العام 2000، ثم الدفاع العام 2002، لتصبح اول امرأة تتولى هذا المنصب في أميركا اللاتينية.
لم تعرف باشليه الحقد على رغم معاناتها، بل دعت في الذكرى الثلاثين للانقلاب في تشيلي الى مصالحة بين المدنيين والعسكريين، واتسعت بذلك شعبيتها لتبلغ النجومية. لكنها تصف نفسها بأنها «تشيلية لا تختلف بشيء عن ملايين التشيليات»، وتقول: «اعمل، ادير اسرتي واترك ابنتي في المدرسة، لكنني تشيلية تتوق الى النضال والخدمة العامة». ويقول المقربون منها انها «مدمنة على العمل قلما تنام»، لكنها في الوقت ذاته، «محبة للحياة تهوى الرقص وعزف الغيتار»!
تخلف «ميشال»، كما يناديها التشيليون تحبباً، الرئيس الاشتراكي الذي ينهي ولايته مكللاً برضا أكثر من سبعين في المئة من مواطنيه. وهي تنتمي إلى الاتجاه اليساري في الحزب الاشتراكي، ويكرس فوزها نتائج الإنتخابات الاشتراعية التي أجريت قبل شهر وأعطت انصارها الأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ. كما تميزت هذه الانتخابات بصعود القوى اليسارية داخل الائتلاف الحاكم، تحديداً «الحزب من أجل الديموقراطية» الذي يترأسه سيرجيو بيطار الفلسطيني الأصل، والذي استقال من وزارة التربية بين الدورتين لقيادة حملة باشليه. ويضيف انتخاب باشليه وجهاً جديداً لتلوّن أميركا الجنوبية بالتشكيلات اليسارية. وقد يرجح اقترابها في السياسة الخارجية من الحكومات اليسارية في مجموعة «المركوسور»، خصوصاً ان معلومات ترجح حضورها بعد أسبوع حفلة تنصيب الرئيس البوليفي إيفو موراليس.
باشليه «وريثة» المعاناة في سجون بينوشيه: الرئيسة الطبيبة تهوى الرقص والغيتار
لندن الحياة - 17/01/06//
|
باشليه تتحدث الى الصحافيين امس. (أ ب) |
شكل وصول ميشال باشليه (54 عاما) إلى رئاسة الجمهورية في تشيلي، ظاهرة تعدّ سابقة، لكنه لم يكن مفاجأة، نظراً الى قربها من الناس ومشكلاتهم، من خلال عملها طبيبة في الأحياء الشعبية، إضافة إلى مشاركتها إياهم المعاناة منذ وفاة والدها الذي كان طياراً عسكرياً مقرباً الى الرئيس سيلفادور أليندي، في سجون الديكتاتور اوغوستو بينوشيه.
بدأت باشليه «رحلتها السياسية» في السجن العام 1975، إذ اعتقلت ووالدتها بعد سنتين على وفاة والدها، واقتيدتا الى أحد مراكز التعذيب حيث عانت «الاذلال» بحسب تعبيرها. وبعد السجن، سلكت الأم وابنتها طريق المنفى الى استراليا، ثم المانيا الشرقية حيث واصلت ميشال تحصيلها الجامعي، قبل ان تعود الى تشيلي العام 1979 مع طفلها سيباستيان، لتحصل على شهادة في الجراحة العام 1982. لكنها لم تتمكن من نيل وظيفة في القطاع العام لـ «اسباب سياسية». وافادت من منحة دراسية سمحت لها بالتخصص في طب الأطفال والصحة العامة، قبل ان تنجب ابنتها فرانسيسكا العام 1984. ونشطت في منظمة غير حكومية تساعد أطفال ضحايا الديكتاتورية.
بعد انتقال تشيلي الى الديموقراطية العام 1990، كثفت باشليه عملها طبيبة في قطاع الصحة العامة، كما عملت مستشارة لمنظمة الصحة العالمية. وكانت تعتبر ان الحزب الاشتراكي الذي تنشط في صفوفه، يهمل القطاع العسكري، فبدأت تتلقى دروساً في الاستراتيجيا العسكرية في سانتياغو ثم واشنطن. هاتان الحيوية والخبرة، دفعتا الرئيس الحالي ريكاردو لاغوس الى تسليمها وزارة الصحة العام 2000، ثم الدفاع العام 2002، لتصبح اول امرأة تتولى هذا المنصب في أميركا اللاتينية.
لم تعرف باشليه الحقد على رغم معاناتها، بل دعت في الذكرى الثلاثين للانقلاب في تشيلي الى مصالحة بين المدنيين والعسكريين، واتسعت بذلك شعبيتها لتبلغ النجومية. لكنها تصف نفسها بأنها «تشيلية لا تختلف بشيء عن ملايين التشيليات»، وتقول: «اعمل، ادير اسرتي واترك ابنتي في المدرسة، لكنني تشيلية تتوق الى النضال والخدمة العامة». ويقول المقربون منها انها «مدمنة على العمل قلما تنام»، لكنها في الوقت ذاته، «محبة للحياة تهوى الرقص وعزف الغيتار»!
تخلف «ميشال»، كما يناديها التشيليون تحبباً، الرئيس الاشتراكي الذي ينهي ولايته مكللاً برضا أكثر من سبعين في المئة من مواطنيه. وهي تنتمي إلى الاتجاه اليساري في الحزب الاشتراكي، ويكرس فوزها نتائج الإنتخابات الاشتراعية التي أجريت قبل شهر وأعطت انصارها الأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ. كما تميزت هذه الانتخابات بصعود القوى اليسارية داخل الائتلاف الحاكم، تحديداً «الحزب من أجل الديموقراطية» الذي يترأسه سيرجيو بيطار الفلسطيني الأصل، والذي استقال من وزارة التربية بين الدورتين لقيادة حملة باشليه. ويضيف انتخاب باشليه وجهاً جديداً لتلوّن أميركا الجنوبية بالتشكيلات اليسارية. وقد يرجح اقترابها في السياسة الخارجية من الحكومات اليسارية في مجموعة «المركوسور»، خصوصاً ان معلومات ترجح حضورها بعد أسبوع حفلة تنصيب الرئيس البوليفي إيفو موراليس.
الصفحة الرئيسية
شؤون عربية
شؤون دولية
آسيا وأستراليا
أفريقيا
أوروبا
الأميركيتان
اقتصاد وأعمال
رأي
خاص
بريد القراء
ثقافة
ناس وناس
مجتمع
علوم وتكنولوجيا
رياضة
ملاحق أسبوعية