اعلن الديوان الأميري الكويتي اليوم وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت عن عمر يناهز السابعة والسبعين.
ونقل مراسلنا في الكويت محمد العجمي عن وزير الإعلام الكويتي انس الشيخ قوله إن الوفاة كانت سريرية.
وأضاف أنه تم استدعاء الحرس الوطني وقيادات وزارة الداخلية وإن الإذاعة والتلفزيون الوطنيين يبثان حاليا القرآن الكريم.
واعلن الشيخ أنه سيكون هناك حداد رسمي لمدة أربعين يوما وإن الدوائر الرسمية ستغلق لمدة ثلاثة أيام.
وتوقع مراسلنا انتقالا سلسا للسلطة في الكويت مشيرا الى أن الأمير الراحل كان يعاني من مرض عضال وأنه سبق أن أجريت له عدة عمليات جراحية في بريطانيا والولايات المتحدة.
يذكر أن الشيخ جابر الاحمد الصباح ظل أميرا للكويت منذ عام 1977 وتولى قبلها رئاسة الوزراء منذ عام 1965 قبل أن يصبح وليا للعهد.
ومن أبرز الأزمات التي مر بها خلال فترة حكمه الغزو العراقي للكويت عام 1990 ومحاولة اغتيال له عام 1985.
لمحة من حياة الامير الراحل رحمه الله :
الشيخ جابر نجا من الغزو العراقي ومحاولة لاغتياله شهدت فترة حكم الأمير جابر الأحمد الصباح أحداثا كبرى على الصعيدين الداخلي والإقليمي أكثرها جسامة، في ما يخص الكويت نفسها، الاحتلال الذي تعرضت له على يد قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
لكن الأمير جابر نجا كحاكم للكويت من الغزو العراقي بعد أن غادر إلى المملكة العربية السعودية، ومن محاولة اغتيال استهدفت حياته شخصيا قبل ذلك بخمس سنوات قيل أنها بسبب دعمه لبغداد أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
ينتمي الشيخ جابر الأحمد إلى عائلة الصباح التي حكمت الكويت منذ القرن الثامن عشر.
وبعد أن كانت الكويت محمية بريطانية منحت الاستقلال عام 1961 حينها أصبح الأمير جابر أول وزير للمالية للبلد الذي حولته موارده النفطية من مجتمع قبائلي إلى دولة حديثة.
وقد عين رئيسا للوزراء عام 1965 وبعد سنة اعتلى ولاية العهد وظل كذلك إلى أن أصبح عام 1977 أميرا لدولة غنية لا يتجاوز تعداد سكانها المليوني نسمة، رغم أنها توصف بعدم القدرة على الدفاع عن نفسها مما يضطرها إلى ربط مستقبلها بسياسات دول أخرى.
وقد تولى الأمير جابر مقاليد الأمور باعتباره الحاكم الثالث عشر وهو في الخمسين من عمره بعد أن اكتسب خبرة سياسية واسعة، إذ كان الحاكم الفعلي للكويت قبل ذلك التاريخ بسبب مرض سلفه الشيخ صباح السالم الصباح.
وقد أبدى الشيخ جابر حنكة سياسية بارعة خلال الأزمات التي شهدتها سنوات حكمه وتمكن أثناءها من أدار دفة الكويت ليوصلها شاطئ الأمان.
ومن بين تلك الأزمات أزمة سوق المناخ عام 1982، والتوتر الذي رافق أزمات الخليج، ومواجهة خاطفي الطائرات ومختطفي الرهائن.
محاولة الاغتيال وقفت الكويت إلى جانب نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حربه مع إيران في الثمانينيات وقدمت له دعما ماليا كبيرا، لكنها تعرضت في ما بعد لغزو عسكري عراقي.
الكويت بلد غني بسبب موارده النفطية وقد تعرض الأمير جابر نفسه إلى محاولة اغتيال عام 1985 بسيارة اعترضت موكبه، اعتقد حينها أن إسلاميا متشددا قام بها بسبب موقف الكويت من الحرب.
وفي عام 1988 اختطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية كان على متنها ثلاثة من أفراد العائلة المالكة. وقد أشيد بموقف الكويت التي لم تخضع لمطالب الخاطفين.
وبالرغم من أن الشيخ جابر عرف بأنه يعمل ببساطة وبلا هوادة من أجل بلاده، إلا أنه لم يسلم من الانتقاد عام 1986 عندما أوقف العمل بالدستور وعلق عمل مجلس الأمة بحجة الحاجة إلى الاستقرار، مما تسبب في تشويه صورة الدولة العصرية التي كان يجتهد في رسمها.
المرحلة الحاسمة وقد بدأت المرحلة الحاسمة في تاريخ حكم الشيخ جابر في صيف عام 1990. وكانت بغداد قد أعربت قبل أغسطس/ آب الشهر الذي تم فيه الغزو عن استيائها من الكويت التي اتهمتها بإغراق الأسواق بالنفط وتهديد العراق بانهيار اقتصادي.
وبعد حرب عاصفة الصحراء التي أخرجت القوات العراقية منكسرة من الكويت، عاد الشيخ جابر إلى بلاده في مارس/ آذار من عام 1991.
الكويتيون عاشوا تحت شبح تهديد الحكم العراقي لسنوات وكان الوضع آنذاك في غاية السوء في الكويت، وتعين على الأمير أن يعيد الثقة إلى العائلة الحاكمة التي انتقد البعض هربها من البلاد خلال وقت الشدة.
عمل الشيخ جابر بعد فشل الغزو، على تصحيح الأوضاع بعده، ونجح في جمع ائتلاف غربي وعربي للوقوف إلى جانب بلاده.
وخلال السنوات التي تلت التحرير، أعادت الكويت بزعامة الشيخ جابر ترتيب بيتها من جديد. فقد أعيد تشكيل مجلس الأمة مجددا عام 1992. وينظر إلى مجلس الأمة الكويتي على نطاق واسع باعتباره أكثر المجالس المماثلة استقلالية وحيوية في المنطقة.
ورغم أن الشيخ جابر سعى في بعض الأحيان إلى فرض حالة من التقشف في الاستهلاك. إلا أن مستوى المعيشة ومستوى الرعاية الاجتماعية في الكويت يظلان من أعلى المستويات في العالم.
وتبقى السلطة من بعده في أيدي آل الصباح. ورغم أن آثار مجريات أحداث عام 1990 وما تلاها تظل ملازمة لها، إلا أن الحكم الكويتي لا يبدو مهزوزا.
لكن الحكم في الكويت بعد الأمير الراحل يظل يواجه مهمة صعبة في الحفاظ على التوازن الدقيق في الموقف وسط وضع إقليمي وعالمي مضطرب.
أعلنت الكويت حدادا رسميا لمدة 40 يوما بعد وفاة أميرها الشيخ جابر الأحمد الصباح فجر اليوم الأحد عن عمر ناهز 77 عاما.
ووفقا للدستور الكويتي فإن ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح يصبح تلقائيا أميرا للبلاد. واستبعد مراسل الجزيرة وجود أي مشاكل في انتقال السلطة.
ولد جابر الأحمد الجابر الصباح سنة 1928، وتلقى تعليمه في مدرسة المباركية، وعين حاكما لمنطقة الأحمدي في الفترة ما بين 1949-1950.
وتولى قسم المال والأعمال سنة 1959، ليصبح وزيرا للمالية والصناعة والتجارة سنة 1963. وفي سنة 1966 أصبح وليا للعهد، لينتهي إلى إمارة البلاد بعد وفاة صباح السالم الصباح يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1977.
وقام الراحل بالعديد من الإصلاحات في مجالات الاقتصاد والإسكان والتعليم والصناعة. وبعد انتهاء الغزو العراقي قاد عملية إعادة إعمار الكويت ومحو آثار الغزو عام 1990.
والشيخ جابر الذي أصيب بنزف في المخ عام 2001، هو الحاكم الثالث عشر من أسرة يبلغ عمرها 245 عاما منذ أن هاجرت قبيلة عنيزة التي تنتمي إليها عائلة الصباح من قلب الجزيرة العربية.
ومنذ سقوط صدام حسين بالعراق المجاور عام 2003 ودعوات واشنطن للتغيير في الشرق الأوسط، تعرضت العائلة الحاكمة بالكويت لضغوط شديدة من جانب الإسلاميين والليبراليين المؤيدين للغرب لتخفيف قبضتها على الحكم واقتسام السلطة.
وتتمتع الكويت وهي عضو مؤسس في أوبك بواحد من أعلى مستويات المعيشة بالعالم رغم اعتمادها على تصدير النفط ودخله الذي لا يمكن التكهن به والخسائر الضخمة التي منيت بها بسبب الاحتلال العراقي فيما بين عامي 1990 و1991. وتملك الكويت عشر احتياطيات العالم من النفط الخام أو 95 مليار برميل.
ويستضيف البلد الذي استخدم نقطة انطلاق رئيسية للغزو الذي قادته أميركا للعراق، ما يصل إلى 30 ألف جندي أميركي ويعيش نحو 13 ألف مواطن أميركي في الكويت.
وبدورنا نرسل تعازينا الحارة للاسرة المالكة الكويتية ولجميع مواطني دولة الكويت الشقيقة المعطاءة المضيافة التى قدمت ودعمت الكثير للشعب السوداني وإنا لله وانا اليه لراجعون.
(عدل بواسطة democracy on 01-14-2006, 11:48 PM) (عدل بواسطة democracy on 01-15-2006, 00:08 AM) (عدل بواسطة democracy on 01-15-2006, 05:15 AM) (عدل بواسطة democracy on 01-15-2006, 05:18 AM)
01-15-2006, 01:33 AM
البحيراوي البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة