.....من مذكرات طالب سوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2006, 12:19 PM

هشام حامد العبيد
<aهشام حامد العبيد
تاريخ التسجيل: 10-28-2005
مجموع المشاركات: 276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
.....من مذكرات طالب سوداني

    تحياتي..

    اقتطف اليكم هذه الحكاية من دفتر مذكراتي حيث جرت فصولها وأحداثها في السودان في فترة الثمانينات حيث درست جزء من المرحلة الابتدائية في احدى مدن السودان ارويها من باب التندر والتعجب والاندهاش من تلك الأيام الخوالي
    كانت مدرستنا الابتدائية في ذلك الزمان يبلغ عدد تلاميذها في الفصل الواحد مايزيد عن ستين طالب ينقص او يزيد قليلا لا اعلم هل اعداد الطلاب هي هكذا في بقية مدارس مدن السودان الأخرى في فترة الثمانينات ام هذا العدد كان فقط في مدرستنا.
    ولكبر اعداد الطلاب في الفصل الواحد، اذكر من يأتي ترتيبه في الامتحان النهائي الاربعين او الخمسين يكون من الناجحين الفائزين _ماعاوز واحد يقول لي وانت ترتيبك كان كم -
    اذكر ولكبر عدد الطلاب في الفصل الواحد كان يلجأ المدرسون الى تقسيم الفصل الى مجموعات ويتم اختيار افضل طالب ليترأس مجموعه من الطلبة خصوصا في حفظ وتسميع سور القرآن الكريم والاناشيد والمحفوظات . فلم يكن باستطاعة أي مدرس ان يقوم بعملية التسميع لكل هذا العدد الهائل من الطلاب.
    الا اني ولصغر سني ونتيجة للرعب الذي ادخله فينا مدرس مادة الرياضيات اصبحت اكره جدا جدا جدا مادة الرياضيات ولا اطيق حتى ان اسمع كلمة حساب والطريف في الأمر كانت هناك لوحه معلقة بالحائط أمام السبورة مكتوب بها جميع اسماء الطلبة في الفصل وفي منتصف تلك اللوحة يوجد جدول الحصص الدراسي ولان اسمى يبدأ بحرف الهاء كان يوجد في نهاية القائمة حيث تكتب الاسماء حسب الابجدية
    وكان مدرس مادة الرياضيات له هواية عجيبة غريبة تتمثل في الاتي .فكما تعلمون مادة الرياضيات كانت هي دائما الحصة الاولى في المدارس السودانية بعكس الدراسة في ليبيا فمن الممكن أن تكون حصة الرياضيات هنا في المدارس الليبية هي الحصة الرابعة او الخامسة (ذكرت ليبيا لاني واصلت بها تعليمي الابتدائي والاعدادي والثانوي والجامعي )
    نرجع لاستأذنا الجليل –استاذ الرياضيات- وفي كل صباح يحضر الى المدرسة وهو راكب دراجته واول مايدخل الفصل يرتعد كل من في الفصل من منظر استاذ الرياضيات وهو يحمل في يده عصا غليظة هذه العصا لاتفارق يداه ابدا عند دخوله الفصل كنا نسمي هذه العصا (الدره) ،هذه العصا كانت عبارة انبوب بلاستيكي للمياه اسود اللون من تلك الانابيب التي يتم تركيبها لعمل شبكات المياه تحت الأرض – بالله عليكم هل يوجد رعب اكبر من ذلك يمارس في حق تلاميذ في المرحلة الابتدائية- اما هواية ذلك الاستاذ (اعتذر عن عدم ذكر اسم الاستاذ او المدرسة)
    الهواية المفضله لذلك الاستاذ وفي كل صباح يدخل الفصل واذا بالفصل كله قيام تحية لهذا المربي وبعد التحية يتجه الى تلك اللوحه المشئومة المعلقة امام السبورة والتي اخبرتكم عنها ويبدأ في قراءة سبعة أسماء من القائمة والطريف في الأمر ان هذا الاستاذ لا يقرأ غير اخر سبعة اسماء في القائمة وكأن هناك احد مسلطه علي قراءة هؤلاء السبعة الكرام .والمصيبة الكبرى ان اسمى يوجد في اخر القائمة وهؤلاء الذين يتم قراءة اسماهم من تعيسي الحظ عليهم بالخروج أمام السبورة وكأنهم خارجون الى مقصلة الإعدام والرعب يدب في اوصالنا ونحن لم نبلغ سن الرشد بعد .فيقوم الاستاذ بكتابة سبع اسئلة رياضية على السبورة وعلى كل واحد منا ان يحل سؤال في السبورة ومن يصعب عليه الحل او يغلط فله الويل والثبور وعظائم الأمور– كان كل يوم يكرر نفس الاسماء وكأنه طقس ديني واجب الأداء- وكما اخبرتكم اخوكم اصبح لا يطيق شي اسمه رياضيات وكسور عشرية ونظرية فيثاغورث. يعني ماعلي الا انتظار هذا البعبع –لينهال على جلدي ولحمي – البعبع هنا هو خرطوم المياه الاسود- اصدقكم القول ليس وحدى اصبحت لا اطيق حصة الرياضيات بل كل من في الفصل اصبح لايطيق لا الحصة ولا استاذ الحصة .وبعد الانتهاء من حل هذه المسائل وطبعا كل اجاباتنا غلط ليس لاننا لا نعرف الحل ولكن من هول الرعب الذي دخل في قلوبنا من هذا المدرس وعندما نغلط في الحل اذا باستاذ الرياضيات ينده على اربع طلاب من الجالسين في اخر الفصل .فكما تعلمون كان دائما يجلس في اخر الفصل الطلاب ضخام الجثة عريضي المنكبين اما الطلبه نحاف البنية فدائما يحتلون المقاعد الأمامية .فينده الاستاذ على اربع طلاب من عتاة الفصل للحضور امام السبورة ويقوم كل طالب من هؤلاء الاربعة بمسك ايدينا وارجلنا كالخراف التي تحضر للشواء على نار ملتهبة .وتعال ياضرب تحت الحزام – وطبعا نحن وعشان نثبت لبقية الطلاب اننا رجال وضكرانيين لا نئن ولا نصرخ بل نتجالد ونتحمل كل هذا الضربات التي تئن لها الحمير فمابالك بتلاميذ في المرحلة الابتدائية –
    اذكر من الطرائف التي تدعو للدهشة والانبهار بعقلية الطالب السوداني هل تصدقو ان بعض الطلبة ولانهم يعرفون جيدا انهم كل يوم سيضربون ضرب الحمير، هل تصدقو ماذا كانو يفعلون ؟؟


    اتم المذكرات ام عييتم من كتر القراءة؟؟




    رايكم اييه نتم فصول المذكرات في المرة الجاية




    اعرف هناك من ينتظر معرفة هذا الشمار فاليكم البقية

    فكانت تتفتق عقلية هؤلاء الطلبة الذين اعتبرهم بحق نوابغ رغم صغر سنهم لو لا ان مدرس الرياضيات كرهم وكرهنا في حاجة اسمها حساب ولانهم يعلمون علم اليقين انهم موعودون بالضرب كل يوم ماعدا الجمعة .فكانو وبعد نهاية الدوام المدرسي يذهبون الى السوق الى حيث أماكن تصليح اطارت عجلات السيارات ويقومون بالبحث عن الاطارات الداخلية الملقاة بالقرب من محلات التصليح وهي عبارة عن بقايا الاطار الداخلي لعجل السيارة والتي لا تنفع صاحب المحل فيقومون باخذها وعمل قطعة تتناسب وحجم الرداء المدرسي في ذلك الزمن كنا نلبس اردية فوق الركبة –اعتقد الان يلبسون بناطلين ان لم تخنى الذاكرة – فكانو يقومون باخذ قطعة الاطار هذه ويقومون بخياطتها تحت الرداء بطريقة فنيه جدا حتى لا تسقط او ينكشف منها جزء اثناء عملية المجزرة اليومية واتقاء نيران استاذ الرياضيات فنظرا لسماكة هذا الاطار عندما ينهال مدرس الرياضيات على الطالب ضربا لايشعر الطالب باي الم وان كان الطالب ومنعا لكشف عملته السوده يقوم الطالب باصدار صيحات توهم الاستاذ ان ضربه نار ياحبيبي نار
    ومن الطرائف ان هناك بعض الطلبة ولانهم موعودون بهذا الجحيم اليومي من استاذ الرياضيات كانو ومن صباح الرحمن يلبسون مايزيد عن خمسه ستة قطع اسفل الرداء المدرسي الا انه وفي مرات كثيرة ولكثرة ماينهال على جسم الطالب النحيل من سياط ينكشف طرف الرداء فيظهر انه لابس اكثر من قطعة داخلية (وكانه عيش ريف) وعندها ياويل وياسواد ليل هذا الطالب
    فيقوم استاذ الرياضيات وبلا ادنى حياء باصدار اوامره الى الطالب بخلع جميع هذه القطع مع الابقاء فقط على قطعة واحده من كوم هذه القطع التي يلبسها أمام ضحكات بقية الطلبة في الفصل .ويقوم مرة اخرى هولاء العتاة الطغاة الاربع من عريضي المنكبين وكأنهم لم يخلقو الى لمساعدة الاستاذ في عملية سلخ جلد الطلبة المساكين الذين لا حول لهم ولاقوة فيقومو مرة اخرى باستقبال الطالب بالأحضان -اقصد بالاكف الماكنة- تذكرت احد مواضيع البورد (دي كفك ولا غيمة) وتعال ياضرب وتعال ياصراخ –غايتو ولاده قيصرية عددددديل-
    وهكذا يستمر هذه المسلسل المكسيكي والذي لا تنتهي حلقاته كل يوم ماعدا يوم الجمعة وفي العطلة المدرسية وهكذا كل يوم كنا موعودين بهذه النيران الملتهبة .
    هذه احدي صفحات مذكراتي في تلك المدرسة رغم حبي لها وذكرياتي بها كل ماتمر بمخيلتي تلك الايام وذكريات استاذ مادة الرياضيات اتعجب من اسلوب بعض المدرسين السودانيين وفي طريقة منهجهم الأعوج في تربية الطلبة وايصال المادة للطالب بهذا الاسلوب الذي يبعد الطالب عن حب العلم والتعليم والعصا دائما في يده كان رعب يومي نعيشه في كل يوم .
    ومن اطرف المواقف وكما قلت لكم من هول ماعانيناه في طفولتنا في تلك المدرسة قرر استاذ الرياضيات ان يعمل اختبار للطلبة ومازلت أتذكر ذلك الامتحان كان صعب جدا وكأنه تعجيز للطالب وكما اخبرتكم ان عدد الطلبة كان يفوق الستين فمن الصعب ان يقوم الاستاذ بتصحيح اوراق الاجابة في يوم واحد فقام باخذ اوراق الاجابة معه الى مكتبه .ولأن كل من في الفصل يعرف جيدا ان العقاب والويل والثبور لنا عند استلامنا لاوراق الاجابة لان الكل يعرف اننا سنسقط في الامتحان حدث وان تفتقت عقلية احد الطلبه الى الحضور باكر جدا الى المدرسة ويقوم بكسر شباك مكتب المدرسين حيث مكتب استاذ الرياضيات وبه اوراق الاجابة الا ان لسوء حظ ذلك التلميذ شاهده احد التلاميذ وهو يكسر الشباك وفي الصباح عندما علم الاستاذ باختفاء الأوراق اذا به يجمع كل طلاب المدرسة في طابور عظيم (ذكرني بتجمع فرعون وموسى والسحرة ليرى أي الفريقين سينتصر) الم اقل لكم كان بعبع يطاردنا. واذا بأستاذ الرياضيات يقذف بالحمم والوعد والوعيد لمن عمل هذه العملة التي لايعملها الا منحرف فما كان الا من ذلك الطالب الذي شاهد صديقنا عامل العمله فما كان منه الا ان اخبر الاستاذ بما شاهده في ذلك الصباح واذكر ان عقوبة ذلك الطالب تعيس الحظ ان فصل من المدرسة الى الابد وعلمنا لاحقا انه قام بالقاء اوراق الاجابة كلها في دورة مياه المدرسة
    اصدقكم القول رغم تأثرنا للنتيجة التي آل اليها ذلك الطالب تعيس الحظ وتدمير مستقبله الى الابد لكن كل من في الفصل فرح فرحة عظيمة بعمله البطولي الانتحاري هذا، فبعملته تلك اراح اعصابنا من كابوس محتوم كان سينتظرنا في النهاية.
    لكن يافرحة ماتمت ..ومن سوء حظنا قام ذلك الاستاذ بإعادة الامتحان مرة اخرى وتعال تاني ياصراخ

    اذكر لكم هذه القصة وأنا اتعجب من سلوك بعض المدرسين في المدارس السودانية ومن هذه النظرة البائسة لعملية التعليم بهذا الاسلوب والوصف الذي وصفته لكم واقسم بالله هذه القصة واقعية بكل فصولها امتنعت عن ذكر اسم المدرس والمدرسة لاني مازلت اكن حبا وعشقا للسودان ولبقية المعلمين باستثناء استاذ الرياضيات هذا الذي جلعني اكره الرياضيات خصوصا في تلك الفترة كنا صغار السن جدا ومع هذا غرس فينا ذلك الاستاذ رعب يسير معنا اينما حللنا وكلما رجعت بي الذاكرة للوراء
    مع تقديري واحترامي للمدرس السوداني بصفة عامة
    الا ان من لطف الله بي ..شاءت ارادة الله ان تنشلني من براثن استاذ مادة الرياضيات فكان ان جاء عقد عمل للوالد (رحمه الله) للعمل في ليبيا.. (في فترة الثمانينات كان المغترب السوداني يطلب منه الحصول على عقد عمل قبل مغادرة السودان ) واغتربنا في ليبيا وواصلت تعليمي بها وكم وجدت الفرق واسع وشاسع بين الدراسة في ليبيا والسودان..ودراستي في ليبيا تحتاج لمذكره لوحدها. ساحكي لكم فصولها ان سنحت ظروفي.

    خلاصة هذه القصة الحقيقية ليس العتب بقدر ماهي رسالة الى كل معلم سوداني ان يغير مثل هذا الاسلوب العقيم الذي استعمله معنا استاذ الرياضيات.

    والسؤال الذي يحيرني كيف كان يتم اختيار المعلم في السابق وعلى أي اساس؟؟؟

    أكيد الكل مر بتجارب مشابهة لهذه التجربة فالباب مفتوح لتدلو بدلوكم لنعيد الذكريات واخذ العظات والعبر لعل وعسى تعيها اذن واعيه وتكف عن مثل هذا السلوك.

    (عدل بواسطة هشام حامد العبيد on 01-07-2006, 12:30 PM)
    (عدل بواسطة هشام حامد العبيد on 01-07-2006, 12:39 PM)
    (عدل بواسطة هشام حامد العبيد on 01-07-2006, 12:45 PM)
    (عدل بواسطة هشام حامد العبيد on 01-07-2006, 12:52 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de