محمد محمود: في الذكرى الخمسين لاستقلال السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2006, 06:24 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد محمود: في الذكرى الخمسين لاستقلال السودان

    An excellent article for the distinguished Sudanese scholar Dr. Mohamed Ahmed Mahmoud, author of the popular publication during the Intifada in 1985: Alyaqaza

    Mohamed Elgadi
    _____________________________

    في الذكرى الخمسين لاستقلال السودان
    محمد محمود الحياة - 01/01/06//

    http://www.daralhayat.com/opinion/12-2005/Item-20051231...73328390f/story.html

    تصادف مطلع هذا العام الذكرى الخمسون لاستقلال السودان. ومن الطبيعي أن نتساءل: ماذا حصد السودانيون بعد نصف قرن من الاستقلال؟ الإجابة الموجزة في تقديري هي: إذا نظرنا الى الصورة العامة فإن الحصاد مر وكئيب، لكنها صورة تحمل أيضاً في طياتها عناصر ايجابية لمستقبل أفضل.

    لم يكن الاستقلال في كانون الثاني (يناير) 1956 فقط لحظة نشوة كبرى للسودانيين، وإنما كان أيضاً لحظة مشحونة بآمال كبار. وهي آمال لا يزال السودانيون يحلمون بها على رغم الحصاد المر والكئيب للعقود الخمسة الماضية، خصوصاً فترات الدكتاتورية العسكرية التي تعاقبت لتصل ذروتها بانقضاض الإسلاميين على التعددية البرلمانية في حزيران (يونيو) 1989.

    الآن، وبعد خمسين عاماً، يجد السودان نفسه، على رغم الثروات الطبيعية والبشرية الني يزخر بها، في قائمة الأمم المتحدة للبلدان الأقل نمواً. وفي ظل النظام الحالي والسياسات الاقتصادية التي يتبعها (الخاضعة لرؤية البنك الدولي وايديولوجية الخصخصة) فإن التفاوت الساحق بين الأقلية الغنية والغالبية المطحونة بالفقر بلغ درجة لم يشهدها السودان منذ استقلاله. والانهيار في الخدمات العامة (خصوصاً في مجالي الصحة والتعليم) جعل السودان إحدى دول ذيل القائمة في افريقيا برغم فقرها وتخلفها الاقتصادي. لكن المأساة الكبرى تتجلى في جرائم الحرب، خصوصاً جرائم الحرب التي يعتبر النظام الحالي مسؤولاً عنها، والتي أودت منذ اندلاعها بحياة مليونين من المواطنين (على الأقل) وأدت الى تشرد مئات الآلاف او لجوئهم لدول الجوار، مما جعل هذا النظام من أسوأ الأنظمة المنتهكة لحقوق الانسان في عالمنا المعاصر.

    نال السودان استقلاله في اللحظة التي بدأ فيها نسيج الوطن الوليد ينذر بالتمزق. ففي اب (اغسطس) 1955 انفجرت الحرب الأهلية. وهكذا فمنذ تلك اللحظة الجنينية تضافرت عوامل عدة لتدفع بالسودان نحو الاضطراب: فشل النخبة الشمالية الحاكمة في معالجة مشكلة الجنوب، وفشل الشماليين، بشكل عام، في الاعتراف بقضية الجنوب (وهي بالدرجة الأولى قضية تقرير مصير مثلما كانت قضية السودان نفسه قضية تقرير مصير بإزاء الاستعمارين الانجليزي والمصري)، ونجاح النخبة العسكرية الجنوبية في اختطاف قضية الجنوب والتعبير عنها بمنطق فوهة البندقية بدلا من منطق الكفاح الديموقراطي السلمي، وهو كفاح كان من شأنه ان يعزز الديموقراطية في السودان بأكمله ويفتح الباب أمام مطلب الجنوبيين لتحقيق تقرير المصير.

    إن تاريخ سودان ما بعد الاستقلال هو، الى حد كبير، تاريخ الانقسامات التي عصفت به. فمنذ لحظة الاستقلال برزت تمزقات النخبة السودانية وانقساماتها الحادة. الانقسام الأعظم كان بين النخبة الشمالية (ذات النزعة العروبية الإسلامية) والنخبة الجنوبية (ذات النزعة الافريقية)، وهو انقسام أدى الى صراع الهوية الذي ساهم في تعميق الهوة بين الشماليين والجنوبيين واستغلته عناصر الكفاح المسلح في تأجيج نار الحرب الأهلية. علاوة على ذلك كانت هناك انقسامات النخبة الشمالية من جهة، وتصدعات النخبة الجنوبية من جهة أخرى. وفي ظل غياب الاتفاق على برنامج حد أدنى يوحد طموحات النخبة السودانية ككل، ما لبث السودان أن دخل في مسيرة انتكاسية لم يخرج من دائرتها الأثيمة حتى الآن.

    الصراع داخل النخب وانقساماتها أمر طبيعي، وهو صراع تشهده كل البلدان وكل المجتمعات حتى التي تتميز بدرجة عالية من التماسك. ومن الطبيعي، في بلد مثل السودان يتميز بقدر عال من التنوع والتمايز، أن يعبر هذا الواقع عن نفسه في شكل علاقة صراعية. ولكن ما حدث في حالة السودان أن هذه العلاقة الصراعية انفجرت لتصبح كفاحاً دموياً وحرباً أهلية من أطول الحروب الأهلية في القرن العشرين. هذه الحرب الأهلية، بثمنها الإنساني الباهظ الذي لا يُعوض، هي الفشل الأساسي للسودانيين، خصوصاً عندما نرى حصيلتها الآن في ما يسمى باتفاق السلام الشامل، وهو اتفاق حل سياسي يرتضي خيار تقرير المصير ويقر ضمنياً بحق الجنوبيين في الانفصال وتكوين دولتهم المستقلة. وهو أمر كان من الممكن أن يتم لو توفرت الحكمة السياسية وبعد النظر من غير حاجة لهلاك مليونين من المواطنين ومن غير حاجة للمعاناة الشاملة التي كابدتها أجيال متعاقبة من السودانيين وما زالت تكابدها.

    لكن، وبإزاء الإخفاق الكبير للسودانيين، هناك أيضاً إنجاز كبير لا بد من التأكيد عليه وهو فترات التعددية البرلمانية التي أرست، رغم تقطعها، قاعدة صلبة لحركة ديمقراطية ولثقافة ديموقراطية ما زالت في طور التكوين والإنضاج. والإنجاز الديموقراطي في السودان إنجاز لم يتعامل معه العالم بكل أسف، خصوصاً الغرب، تعاملاً جاداً (مثلما هو الأمر في حالة الهند مثلاً). وهو انتقاص ما لبث أن أثر على الكثير من السودانيين (وقواهم السياسية) الذين فشلوا أيضاً في التعامل الجاد مع تجربتهم الديموقراطية وإعطائها قيمتها التي تستحقها والدفاع عنها والاندفاع نحو تعزيزها.

    السودانيون يواجهون اليوم تحديات عديدة وقاسية في مقدمتها تحدي الديموقراطية وتحدي التنمية. وقد أدى العنف الدموي للحرب الأهلية وعسف الأنظمة العسكرية الى صعود ثقافة العنف، وهي ثقافة ظلت تُعمل بآلات هدمها في مواجهة ثقافة الديموقراطية والحل السلمي لمشاكل البلاد. وتحدي الديموقراطية يعني تأصيل ثقافة الديموقراطية وإشاعتها على كل المستويات. أما تحدي التنمية فيتطلب إطلاق طاقات السودانيين لصياغة واقع اقتصادي جديد يزول فيه الفقر وتتحقق فيه عدالة توزيع الثروة.

    * محاضر سابق في جامعة الخرطوم، حالياً استاذ الدراسات الدينية في جامعة تفتز Tufts الأميركية.
                  

01-04-2006, 10:32 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد محمود: في الذكرى الخمسين لاستقلال السودان (Re: Mohamed Elgadi)

    عزيزي د. محمد القاضي

    التحية عبرك للدكتور محمد محمود علي هذا المقال النير...لا غرو...

    استوقفني طويلاً قوله ـ و الذي اعتبره اضافة حقيقية ـ:


    "لكن، وبإزاء الإخفاق الكبير للسودانيين، هناك أيضاً إنجاز كبير لا بد من التأكيد عليه وهو فترات التعددية البرلمانية التي أرست، رغم تقطعها، قاعدة صلبة لحركة ديمقراطية ولثقافة ديموقراطية ما زالت في طور التكوين والإنضاج. والإنجاز الديموقراطي في السودان إنجاز لم يتعامل معه العالم بكل أسف، خصوصاً الغرب، تعاملاً جاداً (مثلما هو الأمر في حالة الهند مثلاً). وهو انتقاص ما لبث أن أثر على الكثير من السودانيين (وقواهم السياسية) الذين فشلوا أيضاً في التعامل الجاد مع تجربتهم الديموقراطية وإعطائها قيمتها التي تستحقها والدفاع عنها والاندفاع نحو تعزيزها."


    تأمل في هذه النظرة الثاقبة التي تغنيك عن الصعود فوق اطنان من الكتابة وعن الخوض في بحور من مداد اهرقه البعض لاجل الكشف عن اسرار فشل الديمقراطية في السودان !!!.

    انه مقال جدير بالفراءة.

    سلام.


    صديق عبد الهادي.

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 01-04-2006, 10:38 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de