الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
Re: الذكري السنوية لمولانا العالم الذاكر الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ (Re: Abdalla mohamed)
|
الاخ محمد ميرغني شكرا علي المرور واليك السيرة المختصرة لهذا البحر الذاخر الملئ بالاسرار
بسم الله الرحمن الرحيم وبه الإعانة بدءا وختما وصلي الله عليه سيدنا محمد ذاتا ووصفا الشيخ محمد محمد احمد محمد الشيخ – "العالم" سيرة هذا الرجل العظيم نبذه مختصرة
مقدمة: لقد عني لي من وقت بعيد تسجيل سيرة هذا الرجل العالم في حال حياته وقبل انتقاله .. فحالت دون ذلك رغبته الجامحة – المتوحشة بأدب أهل الكمال في "خمول الذكر" وانكسار النفس وذلها .. وتواضعها الجم .. وتمثل ذلك في عدة مشاهد ومواقف لا يتسع المجال لذكر نذر يسير منها.. كان يمشي بين الناس بذلك النور المفاض الذي نهل من معينه الفائق ..فأغدق علي تلامذته بلا قيد ولا حدود ...لقد تربي علي يد قطب أرباب الفهم المُطمطم بالعلوم اللدنية مولانا الأستاذ الأعظم السيد علي الميرغني ..فانبجست روافد العلوم وعيون المعرفة علي ذات الشيخ وصفاته ...فجاء التكريم عند لزومه مستشفي الخرطوم بحري علي مُبعدة أمتار قليلة من ضريحه ففاضت روحه في الغرفة رقم (7) قُبيل فجر الأربعاء غُرة ذو الحجة 1425هـ الموافق 12 يناير 2005م ... تلك الساعة التي طالما رفع فيها يديه بالدعاء عند ختام درسه بمسجد مولانا السيد علي الميرغني وعند فجر كل أربعاء علي مقربة منه ووضع جثمانه الطاهر علي نفس المكان الذي كان يجلس فيه للدرس والحديث وأُقيمت الصلاة عليه في تلك البقعة المباركة وقُبر عند ضريح السيد عبد الله المحجوب الميرغني خلف مقام الحسيبات النسيبات الشريفات اللاتي طالما أحببنه وسعد بلقائهن..يقظةً ومناماً...
الميلاد والنشأة: ولد علي الأرجح في عام 1927م بقرية "البواليد" محافظة المتمة (غرب شندي) والتي تُنسب إلى السيد إبراهيم بن جابر البولادي المشار إليه في الصفحات الأولى من كتاب "ود ضيف الله" طبقات الأولياء والعلماء بالسودان (تحت حرف الألف) – والذي ادخل مع أقرانه الأشقاء ((عبد الرحمن،عبد الرحيم وإسماعيل ونظيرتهم في العلم الأخت الشقيقة فاطمة بنت جابر (جدة الصغيروناب) علماء مملكة سنار في القرن السادس عشر الميلادي)) كتاب مختصر خليل في الفقه المالكي للسودان بعد أن نالوا العلوم بالأزهر الشريف علي يد الإمام محمد البنوفري.. شيخ المذهب المالكي بالأزهر الشريف.. وقد كان لهم القدح المُعلي في نشر علوم الدين في السودان .. وبينوا الحلال والحرام ومنعوا زواج المطلقة قبل أن تنقضي عُدتها .. حيث كان الرجل يطلق زوجته عند الصباح ويأتي الآخر ويتزوجها عند المساء.. قال عنه شيخه "ود عمر" عندما دخل الخلوة "لحفظ القران".. كبقية أقرانه في ذلك الوقت .."السعيد يحضر زمانه"..فقد كان يغشاه النُعاس آمنة منه..ولم تطاله مقرعة الشيخ .. فقال فيه تلك المقولة بعد أن أشار إليه أحد الطلاب .. بأنه ينوم عن لوحه ولا يحفظ... "دعوه ..السعيد يحضر زمانه". انجذبت روحه نحو المعرفة ونال أوطارها فلم تحده سنه الصغيرة من عبور النيل إلى محطة "ودبانقا" عندما رأي الناس يغسلون ملابسهم عند شاطئ النيل استعدادا لمقابلة مولانا السيد علي الميرغني وهو في طريقه بالقطار إلى "سنكات".. ذلك القطار الشهير الذي حمل الإغاثة إلى منطقة "همشكوريب" في عام 1948م .. بعد أن ضربتها المجاعة وأناخ الجفاف بكلكله فيها .. لقد جهز مولانا السيد علي الميرغني قطاراً كاملاً لإغاثة ملهوفي همشكوريب وما جاورها .. فدلف ببدنه النحيل وجسمه الضئيل إلى داخل القطار عند توقفه بمحطة "ودبانقا" وغادر في معية الركب الجليل...وامتدت يدُ شرطي السكة حديد المرافق .. وأُودع "زنزانة القطار" بالاستمارة الشهيرة "اورنيك 200" والتي تُحرر لكل من لم يدفع قيمة التذكرة ويقدم للمحاكمة. وفي محطة عطبره نسيهم الشرطي .. فالمشهد كان حافلاُ وعظيماً .. العمده "سرور السافلاوي" خليفة خلفاء الطريقة ترتفع هامته بين أعداد المستقبلين الغفيرة .. ذلك الرجل الذي اعترف الإنجليز بمكانته .. واجابوا لطلبه بتمديد خط حديدي لداخل بيته علي ضفاف النيل عند قرية "الداخلة" حتى تستطيع الشريفات الميرغنيات من النزول مباشرة بالبيت بدلاً من المحطة الرئيسة بعطبره امعاناً في الاحترام والإجلال.. عندما انشغل الناس أيَما انشغال باستقبال مولانا السيد علي الميرغني بعطبره .. وضمت العربة التي تحمل الشيخ محمد وأقرانه إلى عربات القطار المتجهة إلى سنكات بدلاً من حجزهم بعطبره ومحاكمتهم وتغريمهم.. وواصل القطار المسيرة الطيبة حتى "سنكات"..وهنالك كان المشهد عظيماً كما يرويه الشيخ وجري استعراض لشباب الطريقة أمام الشريفة الميرغنية السيدة "مريم" وهي تستتر خلف حجاب..وكان "الشيخ" قد اضمر في نفسه ما يريد وتاقت نفسه إلى تحقيق طلبه.."الاستزادة من المعرفة من أهلها"..فانفلت من بين أقرانه..واتجه نحو الشريفة..وتصدي له الخليفة المسؤول وقال له: لقد مررت أمام الشريفة مع الشباب الآن!!؟ وهنا أشارت الشريفة بان يُخلي سبيله فتقدم إليها وطلب منها الدعاء..وجاءته الإجابة بالقبول فعاد في أحوال طيبة..وهو نشوان..ولم يدفع نصيبه في قيمة تذكرة العودة من سنكات إلى الخرطوم عندما طُلب منه وقال:لقد جئنا مجاناً مع مولانا السيد علي الميرغني وسنعود بنفس الكيفية (مجاناً) ببركة السيدة الشريفة مريم الميرغنية...وكان مسؤول التذاكر (التذكرجي) ومفتش التذاكر يمرون عليه دون سؤاله عن تذكرة القطار حتى وصل إلى محطة ودبانقا عائداً..إلى قريته.."البواليد".
بمسجد أم درمان الكبير: وهو في تلك الحالة المتعطشة إلى العلم والمعرفة انتهز فرصة أو لسيارة "لوري"متجهة إلى أم درمان من سوق قرية "ود الحبشي" فغادر إلى هناك..يحدوه أمل عظيم في لقاء شيخ عظيم ماهر بالعلوم الفقهية..وزار مولانا السيد علي الميرغني لهذا الغرض ووجد فرصة لكسب العيش بالخرطوم بحري..كعامل بناء "طُلبه"بحلة حمد..وقام بأشق الأعمال.."ملطم المبني" (مكان إعداد مواد البناء وخلطها ورفعها للعمال)..يكسب عيشه حلالاً..ويذهب ويجلس إلى حلقة "الشيخ علي ادهم" بمسجد أم درمان الكبير حيث بدأت استزادته من العلوم الفقهية..علي مذهب الإمام مالك ولازمه..متنقلاً بين شروحا المالكية المتقدمين والمتأخرين منهم في اللغة والتفسير وأحكام العبادات والحديث..حيث كانت حلقة "الشيخ علي ادهم" منارة عالية في ضروب المعرفة ..كيف لا وهذا الشيخ "علي ادهم" قد اخذ علمه من شيخ الإسلام ومفتي الإسلام بالسودان "الشيخ محمد البدوي" الذي جلس إلى شيخ المذهب المالكي الشيخ "العُليش" بالأزهر الشريف مدة سبع سنوات حتى حصل علي الإجازة العالمية ولم يأت إلى السودان خلالها مطلقاً..بل لم يقرا الرسائل التي يرسلها إليه أهله من السودان ولا يفض مظاريفها طيلة تلك المدة..حتى لا تشغله عن تحصيل العلوم الشرعية.. هذا الشيخ "أي ود البدوي"- الذي صلي بالخديوي عباس حلمي باشا عندما زار السودان لافتتاح مسجد الخرطوم الكبير (المسجد الحالي)- وأرسل الخديوي طالباً من والي السودان وقتذاك ..برقية قال فيها "يسعدني أن يصلي بي اماماً عند افتتاح المسجد (شيخ سوداني أزهري)(خريج الأزهر)- "فكان الاختيار والوصف ينطبق علي الشيخ محمد البدوي..وجرت الصلاة..وأقوال الشيخ محمد البدوي التي قالها للخديوي عباس حلمي..يرددها دائما الشيخ محمد..فقد أخذها عن شيخه المباشر الشيخ علي ادهم تلميذ ود البدوي الأول...وعند عودة الخديوي عباس بالباخرة إلى مصر عائداً..سأله الصحفيين ..عن انطباعاته عن السودان ..فقال: لقد قابلت رجلاً من المشايخ يُدعي محمد البدوي..بالسودان..ذكرني بأقواله..وجرأته بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو لا يخشى في الحق لومة لائم. لقد ظل الشيخ حريصاً علي حضور دائم لحلقات الدرس التي يعقدها الشيخ علي إبراهيم ادهم بمسجد أم درمان الكبير..واجابه الشيخ إلى طلبه بان يعقد لهم مع بعض زملائه درساً خاصاً..لشرح متون فقهاء المالكية وظل الشيخ يمطر شيخه بالأسئلة وطلب الفتوى..حتى قال له الشيخ علي ادهم "لقد أرحت صدري يا محمد احمد..من هذا الحمل الكبير"..وظـل ملازما ً له حتى بعد خروجه من المسجد..وذهابه معه إلى بيته بحي الهاشماب جوار قبة الشيخ محمد البدوي..كانا يمشيان راجلين والتلميذ يُمطر شيخه "علي ادهم" بالأسئلة..والفتاوى حتى يصل إلى باب الدار..فيضع له أغراضه عند الباب..ويعود راجلاً إلى حي العرضة..أو المسجد الكبير. لقد بلغ الشيخ علي ادهم مبلغاً عالياً من الزهد والتقوى والورع وكان يكتسب عيشه من بيع الأحذية "المراكيب" ويفترش له مكاناً في السوق بأم درمان ضمن الباعة العاديين ويرفض أن يزيح "الغبار" عن هذه الأحذية حتى لا يحصل التدليس أو الغش في البيع..أي يبيعها بحالتها الراهنة "مغبرة..متربة" امعاناً في الورع... ولم يتقاضى راتباً من الدولة أو من أحد ورفض ذلك..بل رفض أن ينضم إلى لأسرة التدريس بالمعهد العلمي بأم درمان في أول عهده حتى لا تتأثر فتاويه بمال السلطان وعلاواته وترقياته..وتخرج علي يديه بالإضافة للشيخ محمد،علماء أجلاء..حفظوا للمذهب المالكي أركانه وقوته..نذكر علي سبيل المثال منهم،الشيخ محمد عثمان الزبير والد شيخ الصاوي والفاتح والزبير وإخوانهم، الذي تتلمذ علي يديه العديدون واصلح شان الكثيرين ومنهم الشيخ محجوب عبد القادر عووضه..ثم الشيخ الطاهر،صاحب (كتاب الذخيرة) والشيخ وراق،والشيخ عثمان وقيع الله،وشيخ حمزة..وشيخ عثمان احيمر وغيرهم.
الرحلة إلى الغرب: كان الشيخ علي ادهم يذهب إلى غرب السودان خاصة منطقة كوستي وتندلتي وأم روابه..والغبشة..ويلتقي تلامذته هناك..من طلاب العلم..وتتلمذ علي يديه العديدون من التجار وغيرهم.. ولقد أتاحت فرصة العمل التجاري للشيخ محمد احمد ..مع جده الشيخ خليل عووضه بمنطقة "شريكلا".."والنيلة"..كأمين علي مال جده ..ومحاصيل أراضيه..وقتاً ثميناً قضاه مع "الشيخ إسماعيل منقه"العالم "الفُلاَني" الذي يُنسب إلى الشيخ عثمان بن فوده العالم الجليل بغرب أفريقيا ونيجيريا وبلاد التكرور..واخذ منه علوم اللغة العربية فقد كان الشيخ إسماعيل يحفظ ألفي بيت من ضوابط اللغة العربية..وألفية ابن مالك..والمتون والحواشي في كتب السادة المالكية ..وكان ذلك الشيخ ميالاً إلى الفتاوى المُيسرة تسهيلاً للعباد....فجمع الشيخ محمد احمد القدر العظيم من العلوم..ورأي رؤى نبوية شرحت له الصدر ودلته علي المنهج السليم..فعاد إلى أم درمان.
مؤلفاته ودروسه: التقي الشيخ محمد محمد احمد بالشيخ الأمين الترابي صاحب علم الميراث..والعلوم الفرضية..والتقي أيضاً بالشيخ الصلحي واخذ عنه..وقد قام الشيخ محمد بتأليف مؤلفه المشهور "تلخيص الرحبية في العلوم الفرضية" في علم الميراث..وقد قدما له كل من الشيخ محمد الأمين الترابي والشيخ احمد عبد السلام احمد ..تقريظاً ومدحا ًباجتهاده في إصدار ذلك الكتاب المبسط عام 1960م في علم المواريث وقبل إتمام هذا الكتاب اطلع عليه الشيخ العلامة علي إبراهيم ادهم حيث ذكر انه يكفي في علم المواريث فأوصي بقراءته قبل الرحبية وأُعيد طبعه في غرة محرم 1414هـ الموافق يونيو 1993م وكتب عُدة كُراسات ما تزال مخطوطة..في العلوم الربانية وقصائد في المدح النبوي وانطلقت اجتهاداته في العديد من المناسبات خاصة وان ما يكتبه لم تكن إلا واردات الحق..تُجبره علي الكتابة..فيجلس مُسطراً لها عقب عودته من درس الثلاثاء الذي يبدأ بعد منتصف الليل بمسجد مولانا السيد علي الميرغني وينتهي قُبيل فجر الأربعاء من كل اسبوع..ولقد شهد هذا الدرس طلاباً يأتون من مختلف المناطق القريبة والبعيدة..بل يضطر بعضهم للمبيت بالمسجد..لأنهم يأتون من الجزيرة والشمالية..ولا يعود الشيخ لمنزله "بحي البوسته" بأم درمان في ذلك اليوم إلا بعد أن يرفع الدعاء قُبيل الآذان بمسجد أم درمان الكبير لجزء من تلامذته الذين يعقدون حلقة علم ومديح يؤمها جمع طيب علي رأسهم الشيخ حمزه سليمان..وشيخ عثمان احيمر وعلي حسين ومحمود عبد القادر ومحمد اليأس وهاشم محمد توم ومبارك سلطان..ومن لا تسعف الذاكرة بذكرهم.
طريقته: كان منهله من الطريق عالياً وجامعاً فانتماؤه للطريقة الختمية جعلته واسع الأفق.. فقد تتلمذ علي الشيخ علي ادهم وهو شاذلي الطريقة والشيخ إسماعيل منقة وهو تجاني الطريقة...واحبه السادة الادارسة..وتعلق بهم وكان يصحبهم وتلامذته في زياراته إلى السادة أهل الطريق أجمعين في جميع مناسبتهم فالبدوية السطوحية والقادرية والسمانية والرفاعية ،ويزورونه ولا يغادر ليلة الختام في المولد النبوي الشريف إلا بعد أن يزور جميع سُرادقات الطرق الصوفية .. وقد زار جميع أضرحة السادة الصوفية بمصر المحروسة وفي العاصمة والجزيرة والشمالية وتعلقت روحه وذاته وصفاته بهم..ولذلك اجتمع عنده من التلاميذ ما يشمل جميع المنتسبين لهذه الطرق..
فتاويه: كانت فتاويه لا تقف عند المذهب المالكي بل تمتد إلي المذاهب الأخرى بحسب الواقعة واستعداد السائل والمستفتي.. وتخرج علي يديه العديد من حملة العلوم وشهدت له ساحات مدينة بحري..حلقات الدروس الدينية..وبمكان عمله بالهيئة القومية للمياه حيث عمل هناك حتى تقاعده..وأصبح مكان صلاة الظهر..الذي تعقد فيه حلقة الدرس والذكر بعد انتهاء العمل مسجداً..وجلس إلي حلقات للدرس في مصلحة المخازن والمهمات ببحري..وقت ساعة الفطور- إذ لا يذهب إلي هناك إلا في هذا الوقت وأصبح الآن مسجداً. وتحت ظلال الأشجار وبمسجد بحري الكبير..واشتكاه البعض بسبب فتاويه إلي قاضي المحكمة الشرعية..واستدعاه القاضي وسأله فبماذا يُفتي؟..فقال له: أن بعضاً من الحاضرين ممن يعملون في صناعة الطوب والآخرون يبيعون الألبان..فكل ما أقوله لهم إلا يضيفوا الماء إلي اللبن..أو يجعلوا حجم الطوب صغيراً..فلم يمنعه القاضي من الفتوى واخلي سبيله. مع السادة المراغنة كان عقب أداء عمله الرسمي يذهب إلي مولانا السيد علي الميرغني بالدائرة بحلة خوجلي ببحري..ويتلقى منه التوجيه والإرشاد وواظب علي ذلك طيلة حياة مولانا السيد علي الميرغني..وفي يوم انتقاله إلي الدار الآخرة كان أول من حضر ساعة الانتقال بمنزله بالخرطوم (2) في فبراير 1968م.. وظل يلتقي التوجيه والإرشاد من وارث مقامه ملانا السيد محمد عثمان الميرغني وصنوه الشقيق السيد احمد الميرغني..وقد قدم العديد من الإيضاحات والإرشاد بوجوب محبة آل البيت النبوي والأولياء الصالحين مسترشداً في ذلك بالكتاب والسنة..وكان لا يتردد قط في مودتهم وزياراتهم..وقضاء حوائجهم ويوجه تكراراً ومراراً بذلك وقد أوفده مولانا السيد علي الميرغني ضمن لجان عده..أهمها تلك اللجنة التي كُلفت بنقل جثمان السيد إبراهيم الميرغني من وادي حلفا إلي حلفا الجديدة في بداية ستينيات القرن الماضي..بعد قيام السد العالي واثر بحيرة النوبة علي مناطق النوبة..وهجرتهم إلي حلفا الجديدة بعد أن غمرت المياه أراضيهم..وكانت فتواه أمام الجمع الغفير الذي حضر بحلفا الجديدة لدفن الجثمان الطاهر عند الصلاة عليه مرة ثانية حيث جوّز أداء صلاة الجنازة للمرة الثانية لان المصلين لم يحضروا الصلاة الأولي قبل أكثر من خمسين عاماً بوادي حلفا..مسترشدا بذلك بالمذهب الحنفي..وقد رد بهذا علي تساؤل أحد علماء المالكية الذين حضروا ذلك المشهد عندما أمّ السيد احمد الميرغني المصلين في صلاة الجنازة للمرة الثانية...وفي لجان الصلح التي كان يعقدها مولانا السيد علي الميرغني في قضايا الديات وغيرها تولي الشيخ دور المفتي ..في منطقة رفاعة والخوجلاب..وكان التوفيق إلي الصلح حليفاً دائماً له. ومن فتاويه المشهورة انه قبل أكثر من عشرين عاماً جوّز رمي الجمار في الحج في كافة الأوقات..بدلاً من التمسك برميها بعد الزوال..خاصة بعد ازدياد عدد الحجيج وتدافعهم عند رمي الجمرات ووفاة بعضهم دهساً... لقد كانت خزانة كتبه زاخرة بالعديد من المؤلفات في شتي ضروب العلم والمعرفة..في التفاسير وعلوم الحديث وفقه المذاهب الأربعة والتصوف فاجتمعت فيها كتب الأئمة في كل فن من فنون العلوم..فكان لا ينقطع عن القراءة في كل وقت وأي زمان أو مكان..ففي بداية الخمسينات من القرن الماضي وبعد عودته من مسجد أم درمان الكبير ليلاً يلجا إلي إضاءة عمود الكهرباء خارج منزله بحي العرضة لمواصلة القراءة..وداخل عربات "الترماي".."الترام"..تستمر مطالعته لكتبه..وهو في طريقه لمنزله أو لعمله..كذلك جمعت مكتبته أمهات كتب التصوف..وظل قلمه يُنقِب بالشرح علي كل غامض..ولم بخل قط علي جلسائه وتلامذته بما أفاضه الله عليه..من تلك العلوم..يوصلها إلي إفهامهم في سلاسة عجيبة..لا يفتي في أي مسالة يسال عنها حتى يحيط بكل الوقائع..يستصحب معه دائماً..كل الظروف المحيطة بالسائل فتاتي الفتوى جامعة مانعة..سأله أحدهم عن الوضوء كيف يقلل المتوضئ عند استعمال الماء وهو علي شاطئ النيل في وقت الفيضان؟؟ فقال له..عند الأحناف..(الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه) يُعتد بنية الشخص فله أن يغطس في النيل بنية الغُسل والوضوء..ويكون وضوءه وغسله صحيحين!! فضحك السائل وقال له:لقد فعلت ذلك يا مولانا وعلي تلك النية؟..فكانت مكاشفة من الشيخ للسائل!!
تصوفه: كانت أسوته أسوة حسنه فقد اتبع الزهد والورع والتقوى والعفاف،لا يرُد لسائل طلباً مهما يعظم الطلب..يقضي حوائج الناس بنفسه ويكرم ضيفه أيما إكرام..يهتم بأمر المسلمين جميعاً خاصة المساكين وذوى الحاجات..يسهر الليالي الطوال ليقضي حاجة سائل أو يدعو لإجابة دعوة..وكانت دعوته مستجابة..وتأتى كفلق الصبح الوضئ..ويتنفس المكروب من كربته..احبه الجميع بلا حدود. سعي إلي مساعدة أحد المسيحيين العاملين معه والذي كان يطلب الزواج من فتاة مسيحية مثله يشترط أهلها في الجنوب دفع المهر "بالبقر" (50 بقره)..حتى قبل أهلها بالقيمة المادية مهراً بدلاً من البقر..ووجد له سكناً ملائماً..لدي أحد تلامذته الميسورين ..وظل هذا المسيحي يلجأ إليه في كل أحواله.. طلب منه طالب جامعي أن يعلمه بما جاء في علم التوحيد..فظل يُلقي درسه علي ذلك الطالب..في "فسحة فطور الشيخ" عندما كان يعمل بهيئة المياه..حتى حفظ الطالب تلك المادة وفقهها ..ولجا إليه كل الطلاب علي كافة مستوياتهم للتوفيق بالنجاح..فأجابهم وتحقق لهم النجاح الباهر.
صُحبته: اصطحب منذ عام 1950م شيخاً خفياً..كان يأتي إلي مسجد أم درمان الكبير حيث حلقة الشيخ علي ادهم ويقدم كوباً (كوز ألمنيوم) للشيخ علي ادهم..ولا يعرف أحد محتواه ويظنه البعض انه يحوي ماءاً.. ولكنه كان شراباً من عصير الفاكهة..فكان ثناء الشيخ عليه منوهاً بنباهته وفطنته..هذا الشيخ المخفي..هو محمد عدلان إبراهيم..وهو ينتسب إلي الشيخ الفادني من ذرية الإمام محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه..وصعب علي الكثيرين إدراك شخصيته..وكانوا في حيرة من أمرهم بل كان البعض يظهر ضيقه من صحبته للشيخ محمد ..ولم يُدرك الكثيرين حقيقة أمره إلا حين قال أحد تلامذة الشيخ محمد احمد لزملائه المتعجبين من أمر تلك الصُحبة:طالما أنكم تستفتون الشيخ محمد احمد في أمور دينكم كلها ؟ وتقبلوا بلا تحفظ كل فتاويه..فلماذا لا تعتبروا صحبته لهذا الشيخ (ودعدلان) (فتوى جوازيه)..وبان أمر ود عدلان بعد انتقاله في أغسطس 1998م ..وخفقت فوق مقامه بمقابر "شرفي"رايات الطريقة الختمية..وعنده تُقضي الحوائج.. لقد زار الشيخ محمد احمد بصحبة هذا الولي المخفي (ودعدلان) كل مقامات الأولياء في الجزيرة منهم علي سبيل المثال..الشيخ فرح ودتكتوك،الشيخ مدني السني،الشيخ سعدابي،الشيخ طه الأبيض،العركيين في أبو حراز،والسادة المراغنة..وفي شرق النيل الشيخ حسن ود حسونه،الشيخ الكباشي،الشيخ الحاج يوسف،الشيخ العبيد ود ريا،الشيخ إدريس ود الأرباب،الشيخ خوجلي والشيخ حمد ولم يتركا مقاما في هذه الجهات إلا وقفا عنده..واكثروا من الدعاء وطلب الإجابة للمريدين..والعُشام"..وكان دعاءه دائماً " اللهم فجِّر ينابيع الحكمة في قلوبنا.. واختم لنا بالإيمان الكامل"..وقد زار مصر المحروسة عدة مرات وزار آل البيت الكرام وأولياء مصر وأشرافها أجمعين.
خُلاصة: هذه سيرة عطرة لا يمل سمعاها..وهذا نذرٌٌ يسير من بحرٍ زاخر بالعلوم والمعارف اللدُنية..قصدت بها عزاء النفس وتذكيرها بأن الانتقال للدار الآخرة لهؤلاء لا يعني مطلقاً غيابهم عنا بل هم معنا..حساً ومعنيً..فذُراع تراب لا يواريهم..وكما قال الشيخ شمس الدين الحنفي رضي الله عنه في مرض موته لتلاميذه.." من كانت له حاجة فليأت إلي قبري ويطلب حاجته أُقضيها له فان ما بيني وبينكم غير ذراع تراب وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل". نفعنا الله وإياكم بهم أجمعين وبالله التوفيق
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الذكري السنوية لمولانا العالم الذاكر الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
الاخ ودمحجوب ومحمد والقراء سوف احاول ان اسرد بعض المناقب والكرامات لشيخنا واستاذنا ومربينا العالم الشيخ محمد والتي يصعب حصرها وبيانهافقدأظهر من الكرامات ما لا تُعد لحاصرٍ .. وأبان من التجليات ما لا تدركه العقول النيرات .. فقد تواترت فيوضاته حتى قال أحد تلامذته انه لا يعلم بحاله – حال التلميذ – ان كان في دار الدنيا او دار الآخرة .. عند يكون في معية الشيخ وصحبته.
عند مقام الشيخ خوجلي: جاء ثلاثتهم (مولاناوالشيخ وود عدلان والشريف ادريس) ببدلة عسكرية .. عليها نجوم وامسكوا بها امام مقام الشيخ خوجلي "ابو الجاز " بحلة خوجلي بالخرطوم بحري وقاموا بقص تلك النجوم (الدبابير) وتحدثوا عن نهاية حاكم عربي كبير فجاءت الاخبار ليلاً بوفاة ذلك الحاكم بسكتة قلبية .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الذكري السنوية لمولانا العالم الذاكر الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ (Re: ود محجوب)
|
وهذه اخري يا ود محجوب
بنزين اهل الله من حجر العسل حتى الصافية بحري: في عام 1995 وعند آخر زيارة للشيخ الى قريته "البواليد" .. كان قائد العربة عالماً وخبيراً بتلك المنطقة وما تحتاجه العربة من وقود للذهاب والعودة.. ولذلك لم يحمل معه احتياطاً... وقوداً إضافياً على الرغم من وجوده .. فهو واثق جداً من ان الموجود بالعربة يكفي لمشوار الذهاب والعودة ويفيض .. وعند انتهاء الزيارة امام بنطون المتمة .. للعبور الى شندي ثم العودة الى الخرطوم فوجئ الجميع بتوقف البنطون لعطل فني مما اضطرهم للعودة بنفس الطريق السابق على امل الحصول على وقود عند مشروع بنطون حجر العسل .. جنوباً. ولم يتوفر البنزين .. وتناقص الى ان ظهرت علامة .. الخطر ..(انعدام البنزين في العربة) وعندها ظل سائق العربة يسأل الشيخ عن البنزين اين سنجده ؟ فيرد الشيخ .. قدام ...قدام .. ولما جنّ الليل ولمعت نجوم السماء..وامتطت العربة صهوة الفيافي باتجاه الخرطوم .. ران الصمت المطبق داخل العربة إلا من صوت السائق.."يا مولانا البنزين !!!" ثم بدأ المؤشر يرتفع واختفت علامة الخطر..الى المنتصف تقريباً ولكن كان السائق ملحاحاً في السؤال عن البنزين..فأنتهره الشيخ وقال له "ألا تري من يصب البنزين في العربة" وران الصمت..حتى الخرطوم بحري.. وتوقفت العربة حيث نقطة البداية . والدهشة تملأ جوانحه من هذه الكرامة..(كل المسافة هذه والعربة تسير بدون وقود..).
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الذكري السنوية لمولانا العالم الذاكر الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ (Re: Abdalla mohamed)
|
إغاثة المرضى: جاء إليه أحد مريديه ومعه جمع من أهله"البطاحين" بعد أن أخذوه للمستشفى وقرر الجراح إجراء عملية جراحة عاجلة في البطن .. ورفض المريد رغم ألمه الشديد إجراء العملية حتى يقابل الشيخ ... فسأله "الشيخ" عن الطعام - الذي أكله – فقال قطعة من السمك .. فرد الشيخ هذه أيام فيضان النيل والسمك يكثر من أكل طمي النيل.. وشاور الشيخ مريداً آخراً شهد الرواية ما رأيك؟ فقال المريد.. يترك العملية ويذهب إلى أهله .. ووافقه الشيخ فوراً وقال له أذهب إلى أهلك..وكان القرار مثار دهشة من الحاضرين من أهله.. الذين احتاروا في الأمر. ويروي ذلك المريد أنه بعودته المنزل وجد لبناً في إناء فشربه وأحس بالجوع فأكل وزال الألم.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الذكري السنوية لمولانا العالم الذاكر الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ (Re: Abdalla mohamed)
|
في مشهد عظيم المكان بجوار مقامات السيد عبد الله المحجوب الميرغني والشريفات الحسيبات السيدات نفيسة بنت السيد محمد الحسن (أب جلابية) والسيدة فاطمة بنت السيد المحجوب والسيدة خديجة بنت السيد جعفر الميرغني والسيدة نور وجمع من آل البيت الميرغني المنتقلين إلى الرحاب العلية وفي زمان عظيم من ليلة الثلاثاء الثالث من ذي الحجة 1426 الموافق الثالث من ديسمبر 2005 إلتقي السادة المراغنة والسادة الأدارسة والشريفات الحسيبات ومشايخ الطرق الصوفية والعلماء وجمع عظيم القدر والشان .. تنادي القوم ..وعبقت نفحات الجدّ من نواحي العنبرية فأسكرت براح الوجد وصدح شادن المحبين:
قف بالحجون سويعة يا حادي واقري السلام أًهيل ذاك الوادي ..............................
حيث كان صاحب الحولية الشيخ العالم.. يتواجد طرباَ حين تُنشد تلك القصيدة.. ويطلبها مراراً وتكراراً.فقد اسكرته دائماً قصائد السيد جعفر الميرغني من ديوانه " رياض المديح "..إذ كان يردد دائماً كيف فاز هذا الديوان عند استعراض علماء المدح للدواوين فوجدوا أن السيد جعفر الميرغني قد بذّهم وفاقهم وأُدعِ كوثيقة عصماء في مدح المصطفي صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه اجمعين، وكان الشيخ العالم يسال أحد تلامذته ماذا قالت عنه السيدة الميرغنية الشريفة نور بنت السيد جعفر الميرغني دفينة البقيع .. حيث كانت تقول للمُداح " امدحوا لينا من ديوان الجعيص " تقصد بذلك جدها لأبيها السيد جعفر الميرغني.فيردد الشيخ العالم فعلاَ " جعيص ".. أي فائق القدر والمقام. و شنّف المادح (المقدم بالجيش "م") مبارك السلطان آذان الشيخ العام يوم الحولية وهو ينشد قصيدة السيد حعفر.. ومنأ..
ولولاك ماكان النبيون أًرسلوا ولا بشر حاز السعادة من بعد ولولاك ماكانت جنانٌ ولاسما ولولاك ماشخصُ سما في ذرى المجد ولولاك مانال البرية مأمناَ فأًرسلت أمناَ للوري صادق الوعد نداك كقَطرٍ سحّ ينصبً دائماَ بذي الدنيا والأخرى الي جنة الخًلد
لقد كان الشيخ العالم يجلس مًطرقاَ برأسه وهو يتابع قراءة المولد العثماني بحضرة الخميس التي تَقام بمنزله بام درمان .. وينتقل اللوح من يد إلى أخري ولايترك صغيراً أو كبيراً الا وقد عُرض عليه اللوح .. ثم عند ختام المولد بحرف من " النور البراق " ويَرُونَ الصمت بُرهةً.. يرفع الشيخ رأسه وهو يهمهم بكلمات .." لولاك .. لولاك ".. أي أن يمدح المداح "مبارك ومحمد ميرغني وعثمان احيمر" القصيدة المشار إليها أعلاه.. حينها يتبدل حال الشيخ ويزخر المكان بالفيوضات..وينتشي الجمع..ويخرج الحاضرون وقد أسكرتهم نشوة الذكر.
صلاة وتسليم من الله انور على المصطفي مافاح ندَ وعنبر .......................................................... يارب صلي علي المختار ذي الشان ماناح طيرَ على غَصن من البان ......................................................... صلي يارب على المختار ما بلغ الرحمن عبداً املا .........................................................
نعم أملنا عظيم في أن يدركنا الشأن الفخيم..فقد جاءت حولية هذا العارف بالله بتِبرٍ خالص النقد فقد صفّت القلب من كدرٍ.. بحب الحِبِ شافعنا واحمد سيد الجند عليه الله صلي ما تغني الطير في الورد وال ثم اصحاب وفوا بالوعد والعهد ومهما قال ذو شجنٍ بًريقً لاح من نجد
وكل عام والجميع بخير
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الذكري السنوية لمولانا العالم الذاكر الشيخ محمد محمد أحمد الشيخ (Re: Abdalla mohamed)
|
ان صفة الشيخ "العالم " قد لازمته منذ ان اطلقها عليه مولانا السيد علي الميرغني في بداية الستينيات حين أرسله مع الوفد المكلف بنقل السيد ابراهيم الميرغني من وادي حلفا الى حلفا الجديدة فقد اخطأ المكلف باخطار الشيخ للاستعداد بالسفر حيث تحدث الى شخص اخر يطابق اسمه لإسم الشيخ فقال له مولانا السيد علي الميرغني ان الشخص المقصود بمرافقة وفد حلفا هو الشيخ "العالم" بمسجد أمدرمان الكبير. وظل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يرددها دائماً "هذا رجل عالم" حتى عندما علم بشرح الشيخ للآية القرآنية .."وفديناه بذبح عظيم" اشارة الى قول الشيخ ان الذبح العظيم لا يمكن ان يكون كبشاً .. بل يقول ان " الذبح العظيم" هو سيدنا الحسين سيد الشهداء في كربلاء .. مشيراً الى ما جاء في القصيدة الميرغنية للسيد محمد سر الختم الميرغني " دفين باب الوزير بمصر المحروسة حين قال:- وحسين من به سر الفدا للذبيحين فلن يضطربا. فقد فسر الشيخ تلك الأبيات بان سر الفدا كامن في سيد الشهداء رضي الله عنه ولذا واصل مسيرته من المدينة المنورة الى حيث مصرعه .. رغم ان ولاة الصحابة إثناؤه عن ذلك .. فقد لحق به كل من عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم اجمعين على مسيرة ثلاثة او اربعة ايام من المدينة لإثنائه عن المسير فلم يضطرب ولم يرجع .. إذاً فالشيخ لدني العلم وفقده عظيم كما قال بذلك مولانا السيد أحمد الميرغني وليس لنا الا ان نمتثل لقضاء الله وقدره.. نفعنا الله بهم وانزل على مقامه شآبيب الرحمة والرضوان في ذلك الجوار الطيب.. آمين
| |

|
|
|
|
|
|
|