الأكواب الزرقاء للكاتبة الشيلية مار أجوسن قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 02:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2006, 09:39 AM

Bannaga ELias
<aBannaga ELias
تاريخ التسجيل: 01-24-2006
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأكواب الزرقاء للكاتبة الشيلية مار أجوسن قصة قصيرة

    (إلى د.. بيان وكل اشراقة تحت سماء الوطن الجميل )

    الأكواب الزرقاء
    للكاتبة الشيلية مارجوري أجوسن
    ترجمة: بانقا الياس

    الوقت نوفمبر في استكهولم.. ضوء شفيف وظلام رخو يغطي المدينة ببطء. كأن السماء الفسيح والزاوي يهيء المدينة لليل قطبي، بشمس ضخمة مائلة للخضرة.
    بدأت أضواء المدينة تزوي في الغسق المليء بالغموض والحنين، متناسقة قي رشاقة راقصة باليه، وأضواء شمعات الأرواح الرحيمة التي تحيط بالمدينة تلمع بضوء غريب ومنشود يدعو للسلام، لا يمكن حدوثه إلا من خلال الليل والصمت..
    بدأت أصير جزءا من هذا السحر والضوء النادر في استكهولم، مشيت غريبا في الأزقة التي تبدو مسكونة بعفاريت الأساطير الاسكندنافية، لكنني كنت أشعر بإلفة وسط هذه الرؤوس الشقراء وذلك الصمت الرهيب والثقيل... أسرع أحيانا وأبطىء أخرى، أتأمل الشبابيك العارية المسكونة بتيجان ملكات غابرات وكيف تمتد يد نحيلة لتشعل شمعة أخرى.
    أسترعت انتباهي شمعة صغيرة في نهاية الشارع، تغمرني رغبة في صعود درج بيت مضاء، لأقرع على الباب في إلحاح، كأن هناك صوت من البعيد يدعوني..ولهذا يتعين علي أن أتذكر إنني بعيدة عن أمريكا اللاتينية. ورغم حوادث الاختفاء والركل على البطن، فما زلنا نتجرأ على الدخول في بيت الجار لمجرد الرغبة في تزجية الوقت..
    كأن الشمعة تعلم مسار رحلتي، ويسعدني عبيرها المتماوج في ظلام العفاريت. بدأت في صعود الدرج الذي يدعوني مستجيبا للنداء، ساذجا،ذكيا، أو تائها، قادرا على الرقص، وسائرا في النوم، اكتشفت أنني وصلت في اليقظة، ليس هناك اجساد، بل مجرد أشياء.. والنساء اللواتي يشاهدن لحظات الميلاد والجنائز سرا يعلقن الرسومات المطرزة على الحيطان العارية. يخفين حذاء المتوفاة الممزق، وكالمسعورات يلمعن بعض أكواب الشاي الزرقاء ذات الحواف الذهبية.. أجمل ما رأت عيناي من أكواب .. سالت نفسي ، لمن تعود ملكيتها يا ترى، لامرأة مسنة ترعى أسرتها مثل ملكة؟ أم لغزالة تهتم بشؤون آثار أسرتها ووحشتها؟.
    توقفت عن تأمل الأكواب الزرقاء مثل مياه المحيط أو عيون جدتي، والتي تذكرني بأجساد تشع بالحب وبالنشوة وبالرغبة،وتضوع بالأناقة وتحمل أصداء الأسفار البعيدة،لابد أنها كانت موضوعة على منضدة خشبية مطلية بالذهب، أو على أقل تقدير تم شراؤها من متجر في نهاية الحرب..
    لا أدري هل أسأل عن تاريخ الأكواب الزرقاء أم أدع نفسي مأخوذة بهذه الأناقة، لقد أكتشفت إن الأكواب تعود ملكيتها إلى يهودية من المجر، وهي من بوهيميا البعيدة، علاوة على ذلك أخبروني إن المرأة لا تدع الأكواب تغيب عن ناظريها، فقد كانت تتأملها في لحظات فراغها وسعادتها..
    هذه الأكواب تحمل قصص العديد من المنافي.. فقد سافرت ودفنت قبل وبعد الزلزال وعايشت ضياع الأطفال والمنازل. لا أستطيع التوقف عن مراقبتها، ويبدو لى أن النظر إليها يجعل عيوني مليئة بشوارع جدتي الكبرى إيلينيا، التي اضطرت يوما أن تترك منزلها ومخدتها المحشوة بالريش، وتواريخها، وذكرياتها، لأنها ربما كانت يهودية أو مسلمة أو زرقاء أو من قوم آخرين، لا يهم فقد أجبرت أن تهجر موطنها. حملت معها أقفالها البرونزية وعبرت الأطلنطي والباسفيكي حتى وصلت إلى ميناء فالباريزو في شيلي، حيث وجدت حائطا تعلق عليه مفاتيحها وزرعت أزهارا.. وحملت الآن أنا الأكواب من استكهولم إلى بوسطن. إنها تشبه أوردة الأطفال الضائعين، الذين يبحثون عن إلفة الوجوه المبتسمة أو قطعة خبز على مائدة صديق.
    ترقد الأكواب الزرقاء في منزلي، أحبها ، وأهتم بها وأحتفظ فيها بمياه مناف كثيرة. منفى امرأة من بوهيميا لا بد أنها تركت لي رسالة قبل أن تموت تدعوني فيها أن أهتم بذكرياتها الغالية. كما أنني أتخيل أيضا وجود هذه الأكواب في منزل جدتي في فيينا مليئة بقطع البرتقال وشذاها. ولم يتسنى لي أن أعرف أبدا تاريخ الأكواب الزرقاء الحقيقي. وقد يأتي يوما ما من يبحث عنها ويعيدها إلى منزلها الأصلي بينما أواصل تأملي لها واحتفائي بها..


    from: You Can't Drawn The Fire. ( Latin American Women writing in Exile) Edited by Alicia Patniy

    (عدل بواسطة Bannaga ELias on 03-09-2006, 12:23 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de