يا علمانيو السودان .. إتحدوا

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2005, 05:16 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا علمانيو السودان .. إتحدوا

    يا علمانيو السودان ..
    إتحدوا.....................

    سأطرح دواعي إطلاق هذا النداء تباعا.
    للمداخلات الجادة فقط.
    عشاق المهاترات يمتنعون.


    1 - لماذا هدا النداء الآن؟
    2 - من هم علمانيو السودان؟
    3 - إستقراء مقبل الأزمنة.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 12-24-2005, 05:32 AM)

                  

12-24-2005, 05:20 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    أستدراك

    نأسف للخطأ النحوي. التصحيح هو: (يا علمانيي السودان), لأن المنادى مضاف. لذا لزم التنويه
                  

12-24-2005, 08:40 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    البدايات
    ________

    لقد خرجت جميع التيارات السياسية في تاريخ السودان الحديث من محور علاقة الدين بالدولة سواء كان ذلك مجاورة أو معارضة أو إتفاقا.
    فحين سطع نجم السيد عبدالرحمن المهدي في بداية الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918,
    فهم كل من يعنيهم الأمر أن شبح الدولة الدينية الرعوية المتسلطة لم يتبدد من سماء السودان بهزيمة كرري ودخول جيوش الحكم الثنائي.

    فهم ذلك المتعلمون وفهمه الختمية وفهمه سكان المدن. وهذه هي القطاعات التي تتضرر مصالحها بعودة الدولة الدينية. بكلمات أخرى هذه هي القوى صاحبة المصلحة في فصل الدين عن الدولة. والشئ الذي يجمع بين هذه العناصر هو أنها جميعها قد تضررت ولأسباب مختلفة من دولة الخليفة عبدالله الدينية. وهذه القطاعات هي التي تشكل منها في نهاية المطاف التيارالإتحادي ذو التوجه العروبي في الحركة السياسية السودانية. فقد جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر كترياق مضاد للتهديد الذي شكله بزوغ نجم إبن المهدي قويا في الساحة السياسيةآنذاك. نعم جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر ليس حبا في المصريين بقدر ما هي هروب من شبح الدولة الدينية التي كان جسدها لا يزال طريايمكن أن تنفخ فيه الروح.

    كل ذلك كان يجري في السودان الشمالي النيلي إذ كانت الأطراف من البلد الشاسع تغط في نوم عميق. بعضها لا يدري حتى إن كان علي دينار حيا يحكم, وبعضها يكتفي بعلاقته بالطبيعة وسبل كسب عيشه البدائية, وبعضها يظل مخزونا خاما تغترف منه الطائفية المهدية ما تحتاج من نفوذ ووزن سياسي يجعل منها الرقم الأصعب في الساحة السياسية.

    ولم تكن الإدارة الإستعمارية نائمة أولاهية لا يهمها مصير البلد الذي تستعمره بعد أن تكبدت مشاق فتحهه. نعم كان للإدارة الإاستعمارية رؤية وهي بالضرورة مخالفة لرؤية التيار الديني (الإستقلالي) والتيار الإتحادي (العروبي). وبالضرورة كان لزاماأن يجئ تحرك الإدارة الإستعمارية في شكل محاولة لخلق أوتشجيع قيام تيار ثالث ينادي بستقبل السودان بعيدا عن إبن المهدي وبعيدا عن مصر. وبالضرورة أيضا أن تشجع تلك الإدارة الإتجاه (الديموقراطي) المخالف للحكم الملكي في مصر, والإتجاه (العلماني) المناقض للدولة الدينية المختفية وراء دعوة عبدالحمن المهدي الإستقلالية.

    ونواصل ................................



                  

12-24-2005, 09:20 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.............................
                  

12-24-2005, 11:59 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: هاشم نوريت)

    الأخ حامد بدوي بشير

    التحية لك قلما كمبضع الجراح الماهر و أنت تشير إلى هذا الموضوع الهام الذي صادف لدى هوى عظيما و هو التبشير بالعلمانية في معارضة الهوس الديني و دولته الدينية الثيوقراطية.

    هذه الغاية الكريمة تقاصرت دونها هامات السياسيين و تطاولت عليها ألسنة الكذابين و المرجفين و دعاة التخلف حراس الضمير الخائنئن،

    يظل هذا البوست نواة لتحالف العلمانين فمن هنا أتطع أخي حامد أن نستشرف من خلاله معركتنا المحتومة في سودان ما بعد نيفاشا و التي يبدو أن العديدين عنها غافلين.

    لك و ودي و سأعود.

    مرتضى جعفر
                  

12-24-2005, 12:02 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: Murtada Gafar)

    ابشرى بطول اقامة يا انقاذ
                  

01-11-2006, 03:17 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: فحين سطع نجم السيد عبدالرحمن المهدي في بداية الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918,
    فهم كل من يعنيهم الأمر أن شبح الدولة الدينية الرعوية المتسلطة لم يتبدد من سماء السودان بهزيمة كرري ودخول جيوش الحكم الثنائي.



    لم يسطع نجم السيد عبد الرحمن المهدي بعيد عن ارادة الانجليز و من الامور الثابتة استلام السيدين علي المرغني و السيد الشريف يوسف الهندي اضافة للسيد عبد الرحمن المهدي للاموال من الادارة الانجليزية لبناء بعض الاستثمارات التي ستؤهلهم مستقبلا لزعامة الحركة السياسية السودانية و قد كان

    كان ايضا من الامور المعلومة رفض الامام عبد الرحمن المهدي لهبة المناضل العظيم عبد القادر ود حبوبة بدعوي انها القاء للنفس في التهلكة .
    لم يكن فيما هو ثابت حينها اي في الفترة منذ دخول جيش كتشنر الي السودان الي السنوات 1918 الي 1924 اي ظهور لاتجاه تنويري علماني يمكن ان يؤسس لوعي يرفض الدولة الدينية لان الدولة الدينية ( السلطنة الزرقاء) كانت هي التاريخ القريب لادارة الدولة اذا اعتبرنا ان السلطنة الزرقاء التي قهرها اسماعيل باشا هي الخلفية التريخية لدولة السودان المركزية اعني الدولة المهدية . كلاهما استند علي الصوفية( زعامات و اتباع) في بناء الجيوش . الحلف السناري تكون لهزيمة مملكة سوبا و حلف الامام المهدي نشأ لتدمير سلطة الترك الغزاة لم يكن الخليفة عبد الله التعايشي عدوا لبعض السودانيين لانه يتزعم دولة دينية و لكن ربما لانه اعطي الارقاء اكثر مما يستحقون علي حسب تفكير الاسياد !!!؟؟؟
    الخليفة كان يمثل استبداد اولاد الغرب علي اولاد دار صباح لم يكن الخليفة امتدادا للفونج و ليس امتداد لسلطنة الفور... كان حلما جديدا باستبداد جديد . لم ينجح الاتراك في بناء اعوان ووكلاء و شركاء في اكثر من الخرطوم التي مات فيها غردون باشا لانه لم تكن عجلة الاستثمار في الرقيق و الذهبو السلع الاستهلاكية تدار عن طريق الاجانب لم يكن بينهم وطنيون و لقد كتبت في هذا الشأن بوستا سميته تاريخ مدينة الخرطوم خلال عام 2004 هنا في سودانيزاولاين.

    Quote: فهم ذلك المتعلمون وفهمه الختمية وفهمه سكان المدن. وهذه هي القطاعات التي تتضرر مصالحها بعودة الدولة الدينية. بكلمات أخرى هذه هي القوى صاحبة المصلحة في فصل الدين عن الدولة. والشئ الذي يجمع بين هذه العناصر هو أنها جميعها قد تضررت ولأسباب مختلفة من دولة الخليفة عبدالله الدينية. وهذه القطاعات هي التي تشكل منها في نهاية المطاف التيارالإتحادي ذو التوجه العروبي في الحركة السياسية السودانية. فقد جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر كترياق مضاد للتهديد الذي شكله بزوغ نجم إبن المهدي قويا في الساحة السياسيةآنذاك. نعم جاءت الدعوة للإتحاد مع مصر ليس حبا في المصريين بقدر ما هي هروب من شبح الدولة الدينية التي كان جسدها لا يزال طريايمكن أن تنفخ فيه الروح.



    دعاوي الاتحاد مع مصر كان اساسها ان السودانيون يعتبرون انفسهم بما فيهم المناضل علي عبد اللطيف انهم من رعايا الخديوي و يمكن العودة الي بيان جمعية الاتحاد الذي اورده الدكتور منصور خالد في كتابه ( جنوب السودان في المخيلة العربية)
    و لم يكن هنالك علي حسشب علمي من تضرر من سلطة التعايشي غير تجار التمباك من الشايقية و الفور و بعض اهل الاحن و الضغائن و ليسمن بينهم من كان تعتبر ان الدولة الدينية خطر يجب ان نمارس الحرب ضده

    Quote: وبالضرورة كان لزاماأن يجئ تحرك الإدارة الإستعمارية في شكل محاولة لخلق أوتشجيع قيام تيار ثالث ينادي بستقبل السودان بعيدا عن إبن المهدي وبعيدا عن مصر. وبالضرورة أيضا أن تشجع تلك الإدارة الإتجاه (الديموقراطي) المخالف للحكم الملكي في مصر, والإتجاه (العلماني) المناقض للدولة الدينية المختفية وراء دعوة عبدالحمن المهدي الإستقلالية.


    لقد فهم عساكر الامبراطورية ذلك لان نموذج الدولة الذي يعرفون هو كذلك و ليس هزيمة لاي تيار و انتصار لاخر او احتواء لتيار اخر كان هذا شكل الدولة التي يفهمون . هم لايريدون الاتحاد مع مصر لان مصر مستعمرة لوحدها و السودان منه القطن و وليس اكثر . لا اعتقد لن البريطكانيين في السودان كانوا يفكرون في اكثر من القطن و علي حسب علمي لقد جرت بعض المسوحات من اجل النفط
                  

01-23-2006, 01:47 PM

almahsi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    فقط سؤالان .
    الاول هل كان الكيان الختمي او الاتحادي كلة ينادي بهذا النداء ؟
    الثاني كيف مدام نجوى؟
    اعجبني التصحيح النحوي كما في مدينة النهر الميت......
                  

12-24-2005, 02:58 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    اضم صوتى لاى خطوة لتوحيد القوى العلمانية ( قوى العقل والاستنارة ) . هذه خطوة هامة وجيدة , فى وطن يرتفع فيه صوت التيار الغيبى , الى الامام .
                  

12-25-2005, 05:34 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذ شاهين,
    ما ذكرته في مداخلتك, هو الهدف الأسمى لهذه المساهمة. وحتى لا يجئ حديثي سياسيا عجولا, فقد رأيت أن أتناول الأشياء من جذورها. أود أن اؤأسس, في أقل عدد من الكلمات, لفهم عام للتيارات السياسية السودانية. نشأتها وتحولاتهاوراهنها. لأخلص لضرورة توحد الأحزاب والجماعات والمنظمات العلمانية (التي تنشد دولة ديموقراطية مدنية حديثة) وترفض (الدولة الدينية في صور تجلياتها التاريخية والراهنة).

    لك شكري
                  

12-27-2005, 01:46 AM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote:
    ....لأخلص لضرورة توحد الأحزاب والجماعات والمنظمات العلمانية (التي تنشد دولة ديموقراطية مدنية حديثة) وترفض (الدولة الدينية في صور تجلياتها التاريخية والراهنة).Unquote

    This is a very ambitious noble call... However, even if we could not achieved it fully still we could do something...
    The challenege would be how we manage to support the secular other rather than calling him/her names because they are not part of our political secular identity?
    When the the SCP, HAQ, new Sudanese Baath, and other true secular groups see the secular vision in each other at that point we may say we are on the right track of unity....

    Mohamed Elgadi
                  

12-25-2005, 06:51 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    التيار العلماني في الحركة السياسية السودانية

    بدأنا هذه المساهمة بالنظر لأهم مظهر تجلت فيه الحركة السياسية السودانية والذي يكشف بوضوح لا لبس فيه عن جوهرها الحقيقي، ألا وهو حقيقة توزعها على ثلاثة تيارات سياسية مستقلة عن بعضها البعض ومتوازية بحيث تنعدم الأرضية المشتركة فيما بينها. فمعروف أن الحركة السياسية السودانية منذ نشأتها وحتى اليوم تنقسم حول ثلاثة تيارات رئيسية هي:

    التيار الإتحادي العروبي.
    التيار الإستقلالي الديني.
    التيار الحداثي العلماني.

    وعليه فإن كل ما وقع وما صار في السودان منذ نشأة الحركة السياسية السودانية وحتى الوقت الراهن، ما هو إلا نتيجة مباشرة لحركة وتحولات وصراعات هذه التيارات الثلاث. فهذه التيارات تحتكر وتهيمن حصريا على كل النشاط السياسي في السودان منذ نشأة الحركة السياسية الوطنية. وتندرج ضمن هذه التيارات كل الأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية في السودان، شماله وجنوبه وشرقه وغربه. إذ لا وجود لتيار رابع حتى الآن.

    وقد فرخ التيار الأول الأحزاب ذات التوجه العروبي المؤمنة بضرورة صبغ الدولة السودانية بالصبغة العروبية ثقافيا وعرقيا وجعلها جزئا من المجال السياسي العربي. وأنتج التيار الثاني الأحزاب ذات التوجه الديني الساعية لربط الدولة السودانية بالدين الإسلامي. كما خرجت الأحزاب الحداثية العلمانية التي تسعى لدولة سودانية تنتفي فيها الهيمنة العروبية والتغول الإسلامي، من عباءة التيار الثالث.

    وإذ كانت الأحزاب ذات التوجه الديني في السودان معروفة ومتجذرة في التربة السياسية السودانية، وإذ كانت الأحزاب ذات التوجه العروبي هي الأخرى معروفة ومتجذرة في التربة السياسية السودانية، فإن الغموض وعدم التحديد يغلفان الأحزاب الحداثية العلمانية باستثناء (الحزب الشيوعي السوداني).

    وحسب الفهم السائد والمتكرس، فإن الشأن السياسي السوداني يظل منحصرا ضمن دائرة الهيمنة العروبية - الإسلامية. ويعطي هذا الفهم المتكرس الأحزاب، خارج دائرة هذه الهيمنة، وصف أحزاب الأقليات، ويقصد بذلك الأحزاب الجنوبية وأحزاب جبال النوبة والبجه ودارفور. وحيث أنها أحزاب أقليات متفرقة، فهي لا تشكل تيارا سياسيا يمكن أن يضارع التار العروبي والتيار الديني. ومن ناحية أخرى, يبدو أن وصف أحزاب (الأقليات) هذه بأنها الأحزاب الحداثية العلمانية، من جانبنا, ينطوي على كثير من التجاوز.

    غير أن هذا الفهم المتكرس والسائد لم يردعنا عن البحث عن فهم أوسع وأعمق لنخرج بنتائج مغايرة تماما. ومن أجل ذلك عدنا قليلا إلى الوراء، إلى بداية تكون الحركة السياسية السودانية في ثلاثينات القرن العشرين حتى نتبين الأمر. فعندما فجعت الإدارة الإستعمارية في المتعلمين الذين كانت تعدهم في مدارسها لقيادة التيار الحداثي العلماني لمناهضة التيار الإتحادي العروبي الساعي لضم السودان لمصر ولمناهضة التيار الإستقلالي الديني الساعي لإعادة الحكم المهدوي الديني، عندما فجعت تلك الإدارة في المتعلمين الذين توزعوا بين التيارين المذكورين، فإن أول من إتجه إليهم تفكيرها هم أهل الأرياف والأطراف والهوامش. ويشهد التاريخ كيف سعت الإدارة الإستعمارية لإنشاء (الحزب الجمهوري الإشتراكي) من زعماء القبائل في الشمال والشرق والجنوب والغرب، باعتبار أن أهل الأرياف والأطراف زائداً المتعلمين، هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إقامة سودان حداثي لبرالي علماني بعيداً عن أطماع الساسة المصريين وبعيداً عن طموحات السيد عبد الرحمن المهدي. وعلى الرغم من فشل هذا الحزب وموته المبكر لما لقيه من حرب من جميع التيارات، (بما في ذلك المتعلمين) إلا أنه قد أثبت من خلال عمره القصير بأن قضايا أهل الأرياف والهوامش لا بد لها من وعاء سياسي يأتي من خارج التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني. ولم يع أهل الأرياف والهوامش ضرورة قيام هذا الوعاء إلا بعد الإستقلال حيث أضطروا لخلق إتحاداتهم وأحزابهم السياسية خارج التيارين المذكورين، تلك التنظيمات التي عرفت بالأحزاب الجهوية.

    والآن، وبعد مرور قرابة الخمسين عاماً، فإن وعي أهل الأطراف والهوامش بتناقض مصالحهم مع توجهات التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني، قد تعمق ونضج لدرجة أن الأطراف والهوامش تقاتل الآن لفرض الخيار الحداثي العلماني على السودان.

    ومن هذا التسلسل التاريخي يتضح أن الأحزاب الجهوية هي المؤسسة الحقيقية للتيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية بعد أن تخلى عن هذا الدور التأسيسي طلائع المتعلمين الذين انتظموا في (مؤتمر الخريجين) أولاً ثم إنقسموا ليذوبوا في التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني, ثانيا.
                  

01-26-2006, 01:00 PM

almahsi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    لا اخالف كل المقال غير اني متخزف من الذي سوف يصنع التنظيم الحداثوي هو ان جزوره جهوية و انهم يأخذون الحداثة من اولها لا من ما توصلت اليه اخر منجزات الحداثة
                  

12-26-2005, 05:00 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    UP

    UP

    UP
                  

12-26-2005, 10:07 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    العزيز حامد بدوي

    نحن بإنتظار أن تكتمل فكرتك حتى نستطيع النقاش. فالموضوع ملح و به عنصر زمن و لا بد أن يفضي إلى خطوات عملية. معك أدعو علمانيي السودان للتوقف هنا.

    مرتضى جعفر
                  

12-26-2005, 10:56 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: Murtada Gafar)

    مرحب بقوى الاستنارة
    ارحب برفع الشعار والتوحيد حول العلمانية ولكن أخي حامد الا ترى معي أن مفهوم علمانية لحقه الكثير من الحيف والغبار ، فلو أردنا تكريس هذا المفهوم علينا اولا توضيح المفهوم وتنقيحه من ما لحق به ، لا ن العلمانية والديمقراطية هي طريقنا الاوحد لخلق سودان واحد متقدم تتحاور فيه الثقافات والاديان
    .
                  

12-30-2005, 05:51 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذة عائشة,

    شهدت في عدة مناسبات مثقفون سودانيون بعضهم محسوب على اليسار وهم يهدرون زمن الحضور في التقعر اللغوي الأجوف لتعريف كلمة (العلمانية) تعريفا جامعا مانعا لينتهوا بعد ذلك إلى أنها كلمة لا معني لها في ديار الأسلام.
    معاوية إبن أبي سفيان هو أول ملك في الدولة الإسلامية. هو الذي قال ذلك. وهو بهذا أول من فصل بين الحكم والفقه. وهو بهذا أول من أسس الدولة العلمانية بعد انتهاء الخلافة الراشدة بموت على إبن أبي طالب.

    إذن المقصود بالعلمانية هو فصل الدولة كأداة لسياسة أمر الشعب عن المؤسسة الدينية كأداة للحفاظ على دبن الأمة وتطوير طروحاته لتتماشى مع العصر.

    وحين تحولت المؤسسة الدينية إلى حزب سياسي على يد حركة الأخون المسلمين (حسن البنا) التي أعقبت حركة الإصلاحيين (الأفغاني ومحمد عبده)في مصر, استدار الزمان وعاد الصراع إلى لحظته التاريخية حين كان قائما بين معاوية السلطان وعلي الفقيه.

    في السودان وضمن الثقافة الإجترارية الهامشية صار الصراع بين العلمانية (فصل الدين عن الدولة) زبين الدينية (حكم رجال الدين) أمرا عنيفا وعلى اللحم والدم والملابس الداخلية.
                  

12-30-2005, 06:11 AM

Masaoud Ali

تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 379

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأخ حامد تحياتى
    فى تقديرى العلمانيين " ذاتم " خشم بيوت .. وبصراحة أنا رأيى إنه العلمانيين البتراجعوا أمام الطائفية أو يمدحوها أو يتحدوا معها ما منهم أى رجاء ولن يأتوا بجديد أ ومفيد.. عشان كدة حقو يكون فى ضبط وتفريز .. مع خالص الود

    (عدل بواسطة Masaoud Ali on 12-30-2005, 06:16 AM)

                  

12-30-2005, 07:10 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Dear Mohammed Ali,

    Yes, I beleive we could do something,somthing important
    We could stand solidly and unified agaist the Theological State which has been realized in the Sudan three times in the last one hundred years and which is inpower now.

    If the Theological State is always realized by force then seculars must prevent it to be realized through democratic means

    Yes, each secular group must see the secular vision in the others and endeavour to join forces.


    الأخ مسعود علي,
    التحية لك والود,
    لأن العلمانيين (خشم بيوت) ومتشرزمين أمام قوى الدولة الدينية المتماسكة, فإننا نطلق هذا النداء. ولك في انتخابات المزارعين والمحامين عبرة وأنت اللبيب.

    هناك(فائدة) في كل من ينشد دولة حداثية علمانية في السودان. فهو يملك صوتا إنتخابيا.
                  

12-30-2005, 08:55 AM

Masaoud Ali

تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 379

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأخ حامد .. بس بعيداً عن أنياب ومخالب الطائفية ، وإلاّ فأكرر لافائدة ترجى من علمانى يتضامن مع الطائفية ويزين خطاياهاويمدح ديناصوراتها ويمكّن لها .. لك الود
                  

12-30-2005, 10:21 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: Masaoud Ali)

    شكرا لرجوع هذ1ا البوست المتميز

    فوووووووووووووووووووووووووووووق
                  

12-30-2005, 10:45 AM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الاستاذ/جعفرحامد البشير
    مقالك رائع حقا ودعوة اكثر من رائعة ولكن السؤال المطروح هل يوجد فى السودان علمانيين باطلاق المعنى يؤمنون بقيم ومبادئ العلمنة و سؤال ثانى فى ظل تعليم متردى و اعلام اسلاموى يسيطر عليه اصحاب النظرة الغيبية الاقصائية وفى ظل واقع يتشكل الوعى فيه عن طريق الحبوبات والتكايا والزوايا لا عن طريق الحوار والنقاش الحر المفتوح وانجازات الثورة العلمية التكنولوجية الحديثة.
    وهنالك تيارات فى السودان محسوبة على اليسار لكن هل يمكن عدهم من العلمانيين مثل حزب البعث العربى الاشتراكى و غيره كثر وووووو.
                  

12-30-2005, 12:01 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذ أبو عرفة,
    أشكر لك مرورك ووقوفك وأرجو أن تتابع ولا تحرمنا من مداخلاتك.
    إسمي حامد بدوي ولا أتطاول على القامة جعفر حامد البشير.


    2

    رصدنا توزع الحركة السياسية السودانية إلى ثلاثة تيارات هي التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني والتيار الحداثي العلماني. وتيقى أن نضيف هنا أن هذه التيارات قد تبادلت التجلي والغياب على سدة الحكم في السودان خلال الفترة التاريخية منذ الإستقلال وحتى الآن لدرجة أن كل تيار منها قد حقق الدولة التي يسعى لاقامتها في السودان، مرة واحدة، على الأقل. فقد تحققت في السودان دولة التيار الحداثي العلماني فانجزت دستورها، وهو دستور السودان المؤقت لعام 1956م، وأقامت مؤسساتها وطبقت نوع سلطتها، وهي السلطة الديموقراطية البرلمانية، ووضعت سلمها التعليمي، وهو سلم بخت الرضا القديم. فهذه كانت هي دولة التيار الحداثي العلماني.

    ومثل ذلك فعل التيار الإتحادي العروبي، حيثث حقق الدولة التي يصبو إليها في بداية سنوات إنقلاب مايو 1969م بعيد طلاق سلطة الإنقلاب القومي العربي مع الحزب الشيوعي السوداني. حيث الحديث عن إتحاد الثورات الثلاث (مصر – السودان – ليبيا) وقد تحقق لتلك الدولة الإتحادية العروبية دستورها، وهو دستور مايو لعام 1972م، ومؤسستها الإشتراكية وسلمها التعليمي، وهو ما عرف بسلم محي الدين صابر.

    أما التيار الإستقلالي الديني فنحن نعيش الآن (عام 2000م) ، في ظل دولته التي انجزت دستورها، وهو دستور الانقاذ لعام 1996م ومؤسستها الدينية وسلمها التعليمي.


    لم أتحدث حتى الآن عن احزاب وأرجو أن يفهم ذلك جيدا. تحدثت عن التيارات السياسية التي توزعت بينها الحركة السياسية بعد أن عادت إليها الحياة في بداية الثلاثينات بعد فترة الركود والإنحسار في النشاط السياسي التي أعقبت حركة 1924 ومقتل السير لي استاك وما تلي من سنوات.

    والتيار السياسي يضم عددا من الأحزاب تكثر أو تقل حسب طبيعة التيار نفسه. هذه الأحزاب المكونة للتيار الواحد قد تنشأ بينها التناقضات التي قد تبدو أساسية، إلا أنها تظل في التحليل النهائي أحزابا متقاربة أيديولوجيا. فهي في نهاية المطاف تظل تستخدم نفس المبادئ والقواعد وتنطلق من نفس العقلية والمفاهيم، وتتبع نفس الإستراتيجيات وترمي إلى نفس النتائج النهائية لشكل السلطة وأبعاد الإنتماء.

    إذن فالذي يجمع بين أحزاب التيار الواحد هو المشروع السياسي. ومن هنا يظل الحديث عن المشاريع السياسية أبلغ بيانا من الحديث عن الأحزاب السياسية. فما هي المشاريع السياسية التي توزعت حولها الحركة السياسية السودانية؟ إنها:

    1 – مشروع الدولة الدينية
    2 – مشروع الدولة العروبية
    3 – مشروع الدولة الحداثية العلمانية

    فيم يلي سأتحدث عن هذه المشاريع بشئ من التفصيل.
                  

01-11-2006, 03:37 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: – مشروع الدولة الدينية
    2 – مشروع الدولة العروبية
    3 – مشروع الدولة الحداثية العلمانية


    لا اعتقد ان الامام عبد الرحمن المهدي يمثل مشروع الدولة الدينية و لا اعتقد ان الاتحاديين ( خضر حمد ليس من بينهم) اقصد الختمية يمثلون الدولة العروبية
    مشروع الدولة الحداثية العلمانية لم يتكلم عنه احد !!!؟ و الا فعليك يا استاذي بايراد الادلة !!!

    السودان بلد اعمق في تاريخه من هذه الحقب و سبق ان اشرت الي انه كان جزءا من الاعلم المسيحي ال 1505 ميلادي
    و قامت رهجومة عمارة دنقس و عبد الله جماع و هيسائدة الي الان

    الحقائق المادية تقول ان 50% من السودانيين بلسان ام عربي و ان 11% بلسان ام دينكاوي
    الرجاء الرجوع لكتاب الدكتور عبدالله علي لبرلاهيم الماركسية و اللغة لتناول الاحصاء اللغوي .

    طه جعفر
                  

12-30-2005, 03:05 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الاستاذ حامد البدوي
    تحية و احترام واحترام ممدود لكل المتداخلين الكرام

    السودان المكان المعروف الان كدولة سادته دول و دول
    لم ينجح العروبيين الاسلاميين في بناء دولة الا بعد تكون الحلف السناري الذي احتشد و هاج ضد الدولة المسيحية التي انهزمت بعد انهيار الدول المسيحية الشمالية بجهد من توطنوا في مصر بلواء الاسلام و العروبة
    انهزمت مملكة سوبا امام الحلف السناري
    و كان ذلك في 1505 يعني قبل خمسة قرون
    المقاربة بين تاريخ بلد في هذا العمق و الرسوخ بتجارب اوربية عمل عبثي و لكنها حسابات الربح و الخسارة العسكرية
    ادانة السودان الرسمي ( الدولة) و منظمات مجتمعها المدني في حقبة معينة يجب الا يتم بعيدا عن تناول التاريخ .. لقد كنا جزءا من العالم المسيحي لزمن قريب و الان نحن نهب للانتماءات . بكوننا جزء من العالم المسيحي لم نحتم من غلواء الاستعراب المتأسلم نتجية للمكان .. و ها نحن الان بغلواء المكان نتمزق بين انتماءين .. عروبي اسلاموي و غيره
    المهم بالنسبة الي الان توفر الدولة المدنية مخرجا من هذه المآزق و اعني بالدولة المدنية النموذج الذي يعيش فيه اهل الاعراق المختلفة و الديانات المختلفة في اطار الوطن


    طه جعفر
                  

12-31-2005, 11:19 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذ طه جعفر,
    شكرا على المداخلة.

    ما أود توضيحه في هذا البوست هو تحديدا: ضرورة تكاتف القوى السودانية التي ترتبط مصالحها بتأسيس دولة حداثية علمانية ديموقراطية بالمعنى اللبرالي وضرورة وقوف هذه القوى بكل شجاعة من أجل دحض وإجهاض مشروع الدولة الدينية الذي إتحدت قواه وتكاتفت منذ حين.

    ولتوصيل هذه الحجة كاملة للقارئ فقد رأيت أنه يلزم أن أحدد القوى ذات المصلحة في الدولة العلمانية وتطورها تاريخيا. ثم تحديد ماهية وتطور قوى الدولة الدينية في محاولة لإزالة الغشاوة عن العيون وحتى لا يتشابه علينا البقر. فقد كثر تشابهه مؤخرا وبدأت الأوراق تختلط. وكل ذلك يصب في مصلحة قوى الظلام.

    ميدان النظر في هذه المساهمة هو (الحركة السياسية السودانية الحديثة) التي يؤرخ لها ببداية تكون الأحزاب السودانية. ومرجعياتها التاريخية لا تتعدى العهود السياسية التاريخية الثلاث التي سبقت تكون هذه الحركة وأثرت فيها مباشرة. تلك هي العهد التركي المصري (18821 - 1885) والعهد المهدوي (1885 - 1898 ) والعهد الإستعماري الحديث (1898 - 1956 ).

    فقد ربط العهد التركي السودان بمصر والعالم إداريا وسياسيا وثقافيا على مدى أربعة وستين عاما. ,اسست المهدية الدولة الدينية الأولى في السودان كما أدخل الإستعار الحديث التنوير والحداثة والدولة القومية الديموقراطية.

    الأستاذ طه,

    أرجو أن تتابع مداخلاتك القيمة.
                  

01-01-2006, 04:56 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    3
    في مشروع الدولة الدينية

    بالدراسة المتأنية لمشروع الدولة الدينية في السودان منذ عهد الحليفة عبد الله التعايشي (1885– 189 وحتى انقلاب الحركة الإسلامية الحديثة في 1989، مرورا بتجربة نميري في فرض مشروع الأسلمة عام 1984 ، يتبين لنا أن هذا المشروع السياسي هو مشروع قهري قصير العمر. وهذا أمر يعزى لجوهره المناقض لمنطق التاريخ مما يجعله معاد للعالم في طوره الحضارى الراهن. كما يعزى لمرتكزات تجليه القائمة على استقلال العاطفية الدينية لدى أقطاع كبير من الشعب السوداني مما يتطلب قدرا كبيرا من التعمية والتسويف. وهذا ما يتضح لنا في النقاط القليلة التالية:

    ا/ أن مشروع الدولة الدينية لا يتحقق في السودان ألا من خلال القوة والقسر وتقييد الحريات. هذا ما تقول به كل تجليات هذا المشروع علي السلطة سواء في عهد المهدية ودولة الخليفة عبد الله أو في محاولة نميري أسلمة الدولة في منتصف السبعينات أو في إستيلاء الحركة الإسلامية علي السلطة عن طريق الإنقلاب العسكري مؤخرا. ولعل السبب وراء ذلك يرجع إلى فعالية القوى المناوئة للدولة الدينية في السودان. فقد نجحت تلك القوى المناوئة في إجهاض المشروع الديني الإسلامي منذ الإستقلال وحتى ألان ثلاث مرات متتالية. الأولى هي إجهاض محاولة أسلمة الدستور عام 1957 والتي نادت بها (الجبهة الإسلامية للدستور) والتي عملت كهيئة ضغط علي الأحزاب ولم تنجح. والمرة الثانية عندما نجحت هذه القوة المناوئة للدولة الدينية في إيقاف أسلمة الدولة من خلال الدستور الإسلامي عام 1968 الذي أجهضه إنقلاب نميري عام 1969. والثالثة هي الإطاحة بسلطة نميري نفسه في إنتفاضة أبريل عام 1985 إثر انقلابه على نفسه وإعلان التوجه الإسلامي عام 1984.

    ب/ ظلت التجارب السياسية الإسلامية في السودان علي اختلاف تفاصيلها، عرضه للعزلة إقليميا ودوليا وهذا ما ظل يساعد علي إسقاطها دائما. فالدولة المهدية قد فشلت في خلق عمق إقليمي إسلامي يرد عنها هجمات القوي العالمية الساعية لتدميرها، بل إن العالم الإسلامي وقلبه النابض مصر قد سعي بصورة سافرة إلى تحطيم التجربة الإسلامية السودانية الأولى.

    ج/ ونفس المصير واجهته تجربة نميري الإسلامية (1976 - 1985). فهي لم تستطع أن تكسب سوي عداء العالم وإستخفاف، إن لم نقل عداء إقليمها العربي والإسلامي. وكان النميري قد بني حساباته السياسية علي تصور خاطئ عندما أعلن تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر 1983. فقد ظن أن(قرار الشريعة سيشجع دول الخليج والسعودية علي وجه التحديد، علي تجديد معوناتها إلى السودان وأن القرار سيسعد الأمريكان لان السودان سيكون سدا منيعا يحمي المنطقة من المد الشيوعي وسيفصل رباط التواصل بين ليبيا وأثيوبيا) " د. عبد اللطيف ألبوني ( تجربة نميري الإسلامية )" . غير أن النتيجة قد جاءت عكس ما توقع النميري تماما. فكانت نتيجة إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية عزلة كاملة دولية وإقليمية مما عجل بترنح وسقوط نظامه عام 1985.

    د/ ولم يلق التجلي الثالث للدولة الإسلامية الدينية علي السلطة وضعا إقليميا ودوليا افضل مما لقيته التجربتين السابقتين. ونعني بذلك التجربة الإسلامية الراهنة التي بدأت عام 1989. ولا نعتقد أن هذا الأمر كان خافيا علي قادة الحركة الإسلامية السودانية وهم يخططون للإستيلاء علي السلطة. فقد اتضحت خشيتهم من مصير التجربتين السابقتين عندما حاولوا إخفاء وجه النظام الديني في بداية إستيلائهم علي السلطة عام 1989. بل ظلوا يموهون وحتى يكذبون صراحة نافين علاقة الحركة الإسلامية بالإنقلاب لعدة سنوات بعد وقوعه. وما أن عرف العالم الوجه الحقيقي للسلطة الجديدة في السودان حتى بدأت علاقاتها تتعقد إقليميا ودوليا وفرضت عليها العزلة والعقوبات والتحرشات ومحاولات الإسقاط.

    ولعل هذا ما جعل الشعار الإسلامي في السودان يزداد ضبابية وغموضا كلما اقترب المشروع السياسي الديني من التحقق. فقد بدأت الحركة الإسلامية الحديثة في السودان بشعار واضح ذي هدف واضح هو شعار (الدستور الإسلامي) وذلك عندما كانت بعيدة جدا عن السلطة. ولما اقتربت الحركة الإسلامية من السلطة، بل شاركت فيها عمليا في أواخر عهد الدكتاتور نميري، تحولت الحركة الإسلامية إلى شعار غامض لا يحدد هدفا واضحا ولا يلزم السلطة بتوثيق دستوري جديد أو تعديل لدستور قديم فجاء شعار: (تحكيم شرع الله) لإثارة العاطفة الدينية العامية وابتسار أسلمة الدولة في حزمة من القوانين الجنائية وإجتهاد صغار القضاة لإرهاب المعارضة السياسية. ومقارنه بالشعار السابق فان الشعار الجديد يحمل الكثير من فقدان الإحترام لتجربة الشعب السوداني السياسية.

    أما حين إستولت الحركة الإسلامية علي السلطة بالإنقلاب في يونيو 1989 فان شعارها الجديد قد أوغل في الضبابية وعدم التحديد لدرجة تفقده الصلة بهدف الحركة الإستراتيجي وهو تطبيق الإسلام . فقد جاء الشعار يقول : (التوجه الحضاري). وما يمكن أن يقال عن مسمي الحركة نفسها هو عين ما قلناه عن شعارها فقد كان مسمي التنظيم هو (الإخوان المسلمون) عندما كانت الحركة بعيدة عن السلطة. ولما اقتربت من السلطة ومارست السياسة غيرت إسم تنظيمها إلى (جبهة الميثاق الإسلامي) عام 1964. وفي التكوين التنظيمي لمسمي (الجبهة) فقدان كبير لعنصر النقاء الأيديولوجي لأن (الجبهة) تعني تحالف فصائل مختلفة يجمع بينها هدف مرحلي. ولما شاركت الحركة الإسلامية في السلطة فعليا في نظام الدكتاتور نميري خلال الفترة من عام 1976 الى 1985، فقدت الحركة تنظيمها وذابت في النظام وصارت بلا عنوان محدد. أما في الديمقراطية الثالثة بعد سقوط النظام الدكتاتوري في أبريل 1985، ففد أعادت الحركة إسم (الجبهة) لتنظيمها مع إضافة كلمة (قومية) فصار الإسم (الجبهة القومية الإسلامية) وفي هذه الإضافة فقدان المزيد من النقاء الأيديولوجي بإدخال عنصر (القومية) سببا للإنتماء إلى التنظيم. حتى إذ ما إستولت الحركة علي السلطة بالإنقلاب عام 1989، إبتكرت لتنظيمها السياسي إسما لا يدل علي أي إرتباط بالإسلام أو بأي دين وهو (المؤتمر الوطني). ولعل كل هذا التباعد الممرحل عن ذكر الإسلام علي مستوي الشعار وعلي مستوي التنظيم، قد حدث تهربا من مواجهة الضغوط والعزلة وحتى الحرب ضد الدولة الإسلامية. وهذا الإنغماس في محاولات إخفاء الوجه الإسلامي للدولة، قد يؤدي بالسلطة الإسلامية في نهاية المطاف إلى الإرتماء في أحضان أعداء الدولة الإسلامية، كما أن هذا النهج يخلق إزدواجية في الخطاب السياسي، ناتجة عن التناقض بين الممارسة الفعلية للسلطة في الداخل بإسم الإسلام وبين الشعار المرفوع المتبرئ من الإسلام لتضليل العالم، مما يوقع التجربة كلها في مخاطر الإنقسامات والتشرزم ثم التصادم بين عناصرها المنقسمة علي نفسها.

    ه/ ظلت العزلة التي تضرب إقليميا ودوليا حول تجليات الدولة الدينية في السودان تدفع بها دائما إلى الإغراق في محليتها في محاولة للإحتماء بالشعب السوداني. وهنا يجنح الخطاب السياسي والإعلامي لمطابقة العودة إلى التراث الإسلامي مع العودة إلى التراث الشعبي المحلي. من هنا تأتى أسباب ذلك الخطاب الثقافي الشوفيني الفقير الذي يضخم فضائل الشخصية السودانية ويتغني بتفرد الإنسان السوداني وشجاعة السوداني .....الخ، في محاولة لتأسيس حماس عامي أمي محلي معاد للعالم، إذ أن علي العالم، بحسب هذا الخطاب، أن يأتي صاغرا طالبا الهدأية والرشد علي يد الشعب السوداني.

    و/ أن هذا التيار السياسي الكبير في السودان، قد ظل، وفي جميع مراحله، عاجزا عن طرح تصور عادل متماسك لمسألة السودانيين غير المسلمين داخل الدولة الإسلامية السودانية. وهذه معضلة حقيقية وسببا رئيسا لصعوبة تحقق هذه الدولة في السودان. فمن وجهة نظر أصولية بحتة، فان علي غير المسلم الذي يعيش في(دار الإسلام)، أن يؤدي الجزية ويبقي علي دينه إذ كان كتابيا (مسيحي أو يهودي)، أما غير الكتابي فلا مكان له في ديار الإسلام، وهذه معضلة حقيقية يمثلها بوضوح وضع جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق. وعلي الرغم من تعامل التيار الديني في قاعدته الوسطية (حزب الأمة) مع هذه المعضلة بالتسويف والتجاهل، إلا أن الحركة الإسلامية الحديثة قد سعت في بعض المراحل، ( بعد إتفاقية أديس أبابا 1972) إلى التحريض ضد الجنوب ومحاولة تجميع المعارضة، ليس ضد السلطة فحسب، وإنما ضد الجنوب في المقام الأول، وقد أشار عبد الوهاب الأفندي المحسوب علي الإسلاميين سياسيا، إلى أن هذا الأمر قد طرح للنقاش منذ عام 1974 علي أيام (الجبهة الوطنية) المعارضة لسلطة نميري. قال ألا فندي:

    (بدأت المناقشات عام 1974، عندما اقترح "الإخوان المسلمون" برنامجا لتكوين منظمة إسلامية عريضة تضم كل الفصائل الرئيسة في السودان، دون المشاركة الجنوبية. فيما يبدو برر "الإخوان المسلمون" الدعوة لجبهة إسلامية متحدة علي أساس الحاجة لمجابهة " التحدي الجديد من الجنوب الذي طالب الشمال بوحدة الدفاع عن مصالح الشمال وهويته الثقافية ضد تغول التبشير المسيحي الإمبريالي العنصري). د. فرانسيس دينق( صراع الرؤى ) مركز الدراسات السودانية- القاهرة 1999

    هذا هو موقف الحركة الإسلامية السودانية من معضلة السودانيين غير المسلمين عندما كانت بعيدة عن السلطة وجزءا من العارضة. وكان الجنوبيون في السلطة حقيقة سواء في الشمال أو في الجنوب بعد إتفاقية أديس أبابا عام 1972 .

    وعندما تصالحت الحركة الإسلامية مع نميري وشاركته في السلطة، فقد عملت جهدها لإضعاف الجنوب ودفعت نميري دفعا للنكوص عن إتفاقية أديس أبابا والي إعادة تقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاث وحدات إدارية، مما اعتبره الجنوبيون محاولة لبلقنة الجنوب وإضعافه، (ووجه نميري بالمعضلة، فمن جهة يحتاج للجنوب الذي برهن علي انه السند الرئيسي لأمنه، ومن الجهة الأخرى ظل نميري تحت تهديد اليمينيين الذي كان جله موجها من المجموعات المسلحة المعارضة. وهي المجموعات التي نشطت بشكل كبير في المنفي وكانت تبرهن علي أنها تمثل خطرا متزايدا ومصدرا مؤكدا للتغيير العنيف)

    عندما وصلت الحركة الإسلامية الحديثة إلى السلطة واستقلت بها، فكرت بجدية في فصل الجنوب عن الشمال. وقد أورد الدكتور فرانسيس دينق أن عبد الوهاب الافندي كشف في دراسة حديثة، وهو المحسوب علي الإسلاميين، بأنهم في وقت ما فكروا في أمر تقسيم السودان، حيث رأوا في ذلك مخرجا من معضلة الإنقسام المو######## للحركة الإسلامية، وسبيلا للتغلب علي العقبات التي تفرضها الوحدة العادلة علي الأطروحات الإسلامية يقول الافندي:

    (برزت وجهة نظر تدعو لفصل الجنوب، لان مطالب الجنوب يبدو بأنها قد أصبحت العقبة الرئيسية أمام إقامة نظام إسلامي في السودان. بينما دعت وجهة النظر المعارضة، التي انتصرت في النهاية، إلى المجابهة المباشرة للمشكلة. وإذ ما أريد للدولة السودانية أن تصبح قلعة الإسلام في أفريقيا، عليها إذن قبول التحدي بتكييف موقفها للتعامل مع الأقلية غير المسلمة)

    هذا الموقف المتصاعد ضد الجنوب كلما اقتربت الحركة الإسلامية من السلطة، والذي بدأ بتحريض الحركة السياسية ضده عام 1974 ثم محاولة فصله، و أخيرا قرار" مجابهته المباشرة " التي تعني الحرب، هذا الموقف يفسر لنا الدعوة للجهاد ضد الجنوب التي كانت الإستراتيجية الوحيدة للحركة الإسلامية وهي في الحكم.

    غير أن إشعال الحرب في الجنوب أمر سهل ولكن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالنتائج. فقد سبق أن أدت الحرب في الجنوب إلى سقوط نظام عبود العسكري، والي إسقاط نظام نميري العسكري، ولم يكن ثمة ما يجعل نظام الجبهة الإسلامية العسكري بمنأى عن مصير مثيلاته، ما لم يقع الإنشقاق ما بين السلطة والحزب وتتغير جراء ذلك إستراتيجية الإسلاميين تجاه الجنوب. وهذا ما وقع بالفعل .
                  

01-01-2006, 12:15 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    دفعة تانية الي حين رجوع
                  

01-01-2006, 03:11 PM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: عشة بت فاطنة)

    الأخ حامد بدوي

    إنه مجهود مقدر و إنها دعوة كريمة يجب أن تتداعى لها الأقلام و العقول، الدعوة لتخليص السودان من ربقة الطالبان المتخلفين الرجعيين و دحر دولتهم الدينية الثيوقراطية الإستبدادية الإستعلائية

    و ننتظر المزيد.


    مرتضى جعفر
                  

01-02-2006, 04:57 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    أعلى


    الجزئية الخاصة بمشروع الدولة الدينية من أهم أجزاء هذه المساهمة.
    لعناية المتابعين.
                  

01-03-2006, 05:30 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذة عاشة بت فاطنة,

    لك التحية وأنت تناضلين مع بات جنسك عن بنات جنسك وما حك ظهرك مثل ظفرك.

    الأستاذ مرتضى جعفر,

    تحياتي وشكري على المرور والتعليق.

    نهزم الدولة الثيوغراطية فقط حين نعي شرط توحدنا كقوة إستنارة ضد وفي وجه القوى الظلامية التي يجب ألا يستهان بها في السودان.
                  

01-03-2006, 12:13 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    مشروع الدولة الحداثية العلمانية

    في العصر الإستعماري (1940 – 1955 )

    قلنا أن الإدارة الإستعمارية في السودان كانت في البداية تأمل بأن ينهض المتعلمون السودانيون بعبء طرح الخيار الحداثي الديموقراطي التعددي العلماني كمشروع سياسي منافس للمشروعين المطروحين بقوة، الإستقلالي الديني والإتحادي العروبي. وأنه لما فشل المتعلمون في إدراك أن مصالحهم ترتبط بنهوض ذلك التيار السياسي الثالث، لجأت الإدارة الإستعمارية للكتلة الثانية التي لا تتطابق مصالحها مع المشروعين المطروحين. تلكم هي كتلة سكان الإطراف والأرياف والهوامش. فسعت الأدارة الإستعمارية لتأسيس (الحزب الجمهوري الإشتراكي) واتجهت إلى الزعماء القبليين من عمد ونظار ومشايخ الشمال والشرق والغرب وسلاطين الجنوب لتحقق قيام ونجاح ذلك الحزب. وأرجو عدم الخلط بينه وبين (الحزب الجمهوري) الذي أنشأه الأستاذ الشهيد محمود محمد طه. وقد فشل هذا الحزب إذ لم يحرز في إنتخابات الحكم الذاتي سوى ثلاثة مقاعد ثم مات إذ لقي حربا ضروسا من كل الأحزاب. والغريب في الأمر هنا أن المتعلمين قد فاتهم إستيعاب الدرس مرة أخرى فوقفوا ضد (الحزب الجمهوري الإشتراكي) بما فيهم (الحزب الشيوعي السوداني).

    ومع هذا الضعف الذي وصل حدود الفشل والذي لازم محاولات النهوض بالمشروع الحداثي العلماني وسط الحركة السياسية السودانية، إلا أن هذا المشروع قد إنتصر في نهاية المطاف ولم ينل السودان إستقلاله أول عام 1956 إلا تحت رايته. غير أن انتصار الإتجاه الحداثي العلماني عشية الإستقلال، لم يجيء نتيجة لقوة التيار الحداثي العلماني وسط الحركة السياسية السودانية. وإنما جاء نتيجة لتطورات ضخمة ومتغيرات خطيرة، قادت لإنتصار هذا الإتجاه السياسي الذي أخذ السودان إستقلاله تحت رايته. فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر في حقل العلاقات الإتحادية - المصرية، عشية إستقلال السودان. حيث بدأ الإتحاديون يتملصون علنا من الدعوة للإتحاد مع مصر وبدأت الصحف المصرية الرسمية تهاجم الزعيم الإتحادي إسماعيل الأزهري. فالإتحاديون لم يستسيغوا أو يهضموا مطلقا الخطاب السياسي الجديد لمصر الناصرية بسبب تجذر حركتهم في عمق الطبقة الوسطي التجارية في المدن السودانية، والتي قامت في ظلها الصلات القوية بين القيادة الإتحادية والساسة المصريين قبل قيام الثورة في يوليو عام 1952. فإذ تذكرنا بان العلاقات المصرية الإتحادية كانت في ظل العهد العلماني في مصر والذي أفرزته الثورة البرجوازية التجارية في مصر عام 1919، فإننا يمكن أن نتفهم بسهولة أن عناصر الطرد بالنسبة للإتحاديين بعيدا عن مصر الناصرية كانت أقوي من عناصر الجذب عشية إستقلال السودان.

    وهذا التطور يعني بالضرورة تقاربا إتحاديا - بريطانيا، خاصة إذا تذكرنا بان غالبية المتعلمين (أعضاء مؤتمر الخريجين) كانوا إتحاديين. لهذا يمكن أن نري بسهولة بأن بريطانيا قد وجدت ضالتها في هذا التباعد الإتحادي – المصري. فقد كانت بريطانيا في الأصل تراهن علي المتعلمين من السودانيين، والذين درسوا في المدارس التي أنشأتها الإدارة الإستعمارية في السودان. وكانت بريطانيا تأمل في ان ينهض هؤلاء بالدعوة لنظام الحكم العلماني المرتبط ببريطانيا عبر الكومونويلث. وبعد أحداث ثورة 1924، فقدت بريطانيا الأمل في هؤلاء المتعلمين فاتجهت للهوامش. غير أن متغيرات الأحداث قد أعادت الأمل مرة أخرى للإدارة الإستعمارية البريطانية، في دور ليبرالي علماني يلعبه هؤلاء المتعلمون لتحقيق سياستها الرامية إلى (قيام سودان، حسن الحكم، مستقل عن مصر، وفي علاقات ودية مع بريطانيا، وخاضع للنفوذ البريطاني) بشير محمد سعيد – ( خبايا وأسرار في السياسة السودانية ) ص 118

    وخلال العامين 1953.1952، يبدو أن البريطانيين قد اقتنعوا بان إسماعيل الأزهري والإتحاديين هم الأقدر والأكثر أمانا على تنفيذ تلك السياسة البريطانية مقارنة مع عبد الرحمن المهدى و(حزب الأمة) ذي الإتجاهات الدينية الواضحة. فقد ورد في مذكرة نعتبرها اخطر وثيقة توضح بجلاء إتجاهات السياسة البريطانية والسودان على أعتاب الإستقلال .. ورد فيها ما يلي: (ومن المفترض أنه لا يهم حكومة صاحبة الجلالة البريطانية سواء جاء إستقلال السودان على أيدي الحزب الوطني الإتحادي أو حزب الأمة. وقد ظللنا نؤيد هذا الحزب الأخير لأنه يمثل القوة الرئيسية للسودانيين الذين يعلنون تحيزهم للإستقلال. وهنالك في حقيقة الأمر عدد من الحجج المؤيدة للرأي القائل باحتمال أن يكون الإستقلال عن طريق الوطني الإتحادي اشد خدمة لأهداف الحكومة البريطانية في السودان عن احتمال الإستقلال عن طريق حزب الأمة) المصدر السابق

    وواضح أن التحليل للفعاليات السياسية السودانية عشية الإستقلال قد هداهم إلى أن الإتحاديين لا يستطيعون إلا أن يكونوا لبراليين بعد ان فقدوا حرصهم على العلاقة الخاصة مع مصر التي منبعها الخوف من هيمنة المشروع المهدوى الديني. فمن ناحية تحولت مصر إلى الإشتراكية، ومن الناحية الأخرى، هزيم (حزب الأمة) في إنتخابات عام 1953. وقد وردت هذه النتيجة حرفيا ضمن مزكرة الحاكم العام الضافية التي نقتطف منها هنا: (16 - بالنسبة للنقطة (أ) أعلاه هنالك دلائل، كما سبق وأوضحنا، بان عقل الحزب الوطني الإتحادي، وخاصة الختمية، يتجه نحو فكرة الإستقلال، وانهم لم يعودوا يلعبون اللعبة المصرية بحرص كما كانوا يفعلون من قبل) (المصدر السابق) . وهذا يعني أن الإتحاديين عندما تخلوا عن مشروعهم المتمثل في الإتحاد مع مصر لم يستطيعوا إلا أن يكونوا ديموقراطيين ليبراليين حداثيين علمانيين. وهذ هو سر التقارب الراهن بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وبين الحزب (الإتحادي الديموقراطي).

    هذا الإتجاه السياسي البريطاني الجديد للتقارب مع الإتحاديين، مضافا إليه نفور الإتحاديين من سياسات مصر الراديكالية الجديدة، كل ذلك قد خلق تداخلا وخلطا في هذه المرحلة من تطور الحركة السياسية السودانية بين المشروع الإتحادي العروبي والمشروع الحداثى العلماني. ومن هنا جاءت هزيمة المشروع الديني المهدوى في أول إنتخابات تجرى في السودان أواخر عام 1953. فقد واجه الأخير منفردا قوي المشروع الإتحادي العروبي المدعوم من مصر، زائدا قوي المشروع الحداثي العلماني المدعوم من بريطانيا، وكان لا مناص من الهزيمة.

    توضح هذه الملابسات السياسية عشية الإستقلال بان التيار الحداثي العلماني قد اكتسب قوة هائلة ممثلة في الإتحاديين دون أي مجهود يذكر من عناصره أو من الإدارة الإستعمارية البريطانية التي تدعمه. وهذا يعني بأن إتفاقية السودان لعام 1953 بين مصر وبريطانيا، قد سقطت وتجاوزتها الأحداث، خاصة في شقها الذي ينص علي إستفتاء الشعب السوداني بين الإستقلال التام أو الدخول في علاقة سياسية مع مصر. فلم يعد أحد يريد هذه العلاقة السياسية مع مصر. حتى الختمية لم يميلوا إلى مصر مرة أخرى إلا بعد أن تقاربت أمريكا و(حزب الأمة) بعد الإستقلال بسنوات، ذلك التقارب الذي تجلى سياسيا وإقتصاديا في مشروع المعونة الأمريكية.

    وأخطر هذه التطورات كانت هي سهولة نيل السودان إستقلاله، فبريطانيا السعيدة بهزيمة التيار الديني، والسعيدة أكثر بانفصام علاقة الإتحاديين مع مصر، كانت علي إستعداد للإسراع بإكمال إجراءات الإستقلال وإعلان جمهورية السودان المستقلة ذات الحكم الديمقراطي ألتعددي وهي، أي بريطانيا، كانت على استعداد للتغاضي عن شرط الإستفتاء.

    ومن هنا يتضح بأنه لا صحة مطلقا للقول بان إستقلال السودان قد تحقق بالمناورات والتكتيكات والمقالب السياسية. فقط، لم يكلف أحد نفسه تحليل ما حدث لمعرفة حقيقة ما حدث. والنتيجة الهامة التي نخرج بها هنا، فيما يلي موضوعنا، هي أن انتصار التيار الحداثي العلماني قد جاء ظرفيا وأن نظام الحكم الديمقراطي قد ظل يعاني من هذه الظرفية طوال تاريخ الحركة السياسية السودانية. فقد أصبح قدر هذا النظام أن يكون محطة وسطي يستريح فيها المتحاربون ساعة ريثما يواصلون القتال. ولعل هذا هو السبب الرئيسي وراء ذلكم الضعف الذي ظل يعتري نظام الحكم الديمقراطي، وهو أنه لم يتحقق عبر إرادة ومجهود أصحاب المصلحة الحقيقية في قيامه من أهل الأرياف والهوامش أو المثقفين العلمانيين في المدن، وإنما تحقق بشروط ظرفية وكناتج جانبي.
                  

01-11-2006, 03:58 PM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: وهذا يعني أن الإتحاديين عندما تخلوا عن مشروعهم المتمثل في الإتحاد مع مصر لم يستطيعوا إلا أن يكونوا ديموقراطيين ليبراليين حداثيين علمانيين. وهذ هو سر التقارب الراهن بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وبين الحزب (الإتحادي الديموقراطي



    بداية التقارب بين الحركة الشعبية و الحزب الاتحادي الديمقراطي كان ان اختتم باتفاقية السلام السودانية بين السيد المرغني
    ودكتور قرنق
    هذه بالنسبة لي لا تفهم في حدود اكثر من التقارب بين السيد المهدي ودكتور الترابي و لا يخفي علي نباهتكم لقبي سيد و دكتور ( سبحان الله)

    ان مشكلة النظر الي مأساة (السودانيين) امام الدولة من خلال هذه المناظير العمياء
    عروبي افريقي
    اسلامي و اخر ديني
    هامشي و مركزي
    غرابي و دار صباحي
    المشكلة انها تذهب ببريق دولة كان حاكمها اسبلتا العظيم الذي ترك ترك لنا بجرواية بحالها و لكن بدون تنظير !!!!؟
    جاء المنظرون و هطل علينا السقوط و التحدر من قامة الجبل الي سفاسف الوهاد

    طه جعفر الخليفة
                  

01-04-2006, 05:29 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    إلى أعلى
                  

01-04-2006, 09:29 AM

charles deng

تاريخ التسجيل: 09-27-2005
مجموع المشاركات: 503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Dear Sudaneseonliners
    Who are the secularists? This is a one-million dollar question.
    Historically, I know that the only consistent secularists in the Sudan have been the Southern Sudanese for obvious reasons.
    Southern politicians, beginning with Stanislaus Pysama, Both Dhieu, Benjamin Lokie, Father Saternino, started the call for a united Federal Sudan between 1956-58. During that period, Alzhari and al-Mahjoub used to call them "separatists", and dishonored their promise that the issue of federation would be given due consideration when writing the permanent constitution for the Sudan.It was because of that promise southern members of parliament voted for the independence of Sudan from within parliament. But as soon as the northerners procured the southern votes, they declined to meet their promise to southerners. The parliamentarian debates of the 1958 metamorphased into a debates about an Islamic constitution, against a strong southern resistence. Much time was therefore wasted and Abboud grabbed power in a coup.
    In the second period of democracy, the same experience was repeated in the Constituent Assembly in 1968. This time it was spearheaded by al-Turabi, joined by al-Sadig al-Mahdi, who became of political age earlier in 1966. This time around the debate about an Islamic constitution was so intensive that it was joined by al-Hadi al-Mahdi, Mohammed Ahmed Mahjoub, al-Azhari etc. In this debate, the Muslim Brotherhood, led by al-Turabi and the support of al-saddig al-Mahdi, was so sucessful intimaidating and extorting the main religuous sects to tow their line.It is worthmentioning that, this was the period al-Turabi and al-Sadig al-Mahdi dissolved the Sudan Communist Party, under the pretext of atheism. The opposition of the South was so great that they were join by the the General Union of the Nuba, the Beja Congress and the Darfur Reneissance Movement, with an intention to stop the passage of Islamic constitutsion. When it became clear to them that they did not have enough votes to block the constitution, they boycotted the Consitituent Assembly. It was under these circumstances, the May 25, in 1969 coup, was possible in.
    Southerners have been always admant secularists to an extent that they became the main power behind Nimeirie, particularly when Nimeirie signed the Addis Ababa Peace Agreement and introduced a secular constitution of 1973. The moment Nimeire began to undermine the Addis Ababa and the 1973 secular constitution, Southerners declared their opposition to Nimeirie. Nimeirie was able to dismentle the two most important achievements of his rule, because of the imagined support he secured from al-Sadig al-Mahdi and al-Turabi, during the 1977 so-called national reconciliation.
    During the third period of democracy (1986-1989), the war in the South became the focal attantion of al-Sadig al-Mahdi's government. Despite SPLM/A, under the leadfership of our Hero Garang, reaching several peace initiatives with al-Mahdi that called for a secular, democratic and united Sudan, al-Sadig al-Mahdi dragged his feet, untill al-Turabi staged a coup on June 30, 1989. The reason why al-Saddig al-Mahdi dragged his feet and al-Turabi staged the June coup was because of the program of a secular, democratic and united Sudan Garang had insisted on, as the only way to end the war.
    This is however a short and brief history of the issue of secularism in the Sudan. With an exception of Sudan Communist Party, Northern secular forces, have always been timidly hiding behind the Southern call for a secular Sudan, because they had become to believe or that the Islamic forces have convinced them that for a Muslim who calls for secularism risks the gates of hell being wide-open waiting for him.

    (عدل بواسطة charles deng on 01-04-2006, 09:52 AM)
    (عدل بواسطة charles deng on 01-04-2006, 09:52 AM)
    (عدل بواسطة charles deng on 01-04-2006, 10:03 AM)
    (عدل بواسطة charles deng on 01-05-2006, 05:01 AM)

                  

01-06-2006, 07:22 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Dear Charles Deng
    Thanks for Reading and thanks again for commenting.
    As it is obvious to me that you can read in Arabic, so let me answer you in Arabic for the sake of others



    [
    Quote: OTE]. Dear Sudaneseonliners
    Who are the secularists? This is a one-million dollar question.
    Historically, I know that the only consistent secularists in the Sudan have been the Southern Sudanese for obvious reasons.


سأبدأ بسؤالك: من هم العلمانيون؟
وتمهيدا للإجابة أقول:
1 - كان من المفترض أن تؤسس الطلائع المتعلمة لهذا التيار منذ اشتداد عود التييار الإستقلالي الديني والتيار الإتحادي العروبي في بداية ظهور الحركة السياسية السودانية ووسط غياب سياسي شبه كامل للأغلبية السكانية في الأرياف والأطراف والهوامش, إذا استثنينا ذلكم الإسغلال السياسي البشع الذي ظلت تمارسه الأقلية الشمالية المسيرة للتيارين المذكورين عن طريق الولاء الديني الطائفيالذي ظل يترجم لأصوات إنتخابية ليعيد انتاج الإستغلال.

2 - للأسف كبلت الأصول الجلابية العروبية الإسلامية المتعلمين وأعمتهم عن دورهم التاريخي. كما أعماهم التسرع البرجوازي المعروف للوصول إلى كراسي الحكم. وعندما حققت هذه الفئة حلمها في خلافة المستعمر على حكم السودان لجأت إلى القمع لاسكات الأصوات المعبرة عن أهل الأطراف والهوامش الذين تتعارض مصالحهم مع الهيمنة الجلابية العروبية الإسلامية.

3 - نعم ... كان لسياسي الجنوب الفضل وقصب السبق في التعبير عن تعارض مصالح أهل الهوامش مع الهيمنة العروبية الإسلامية. وذلك لان الجنوب ورغم كل ما ظل يقال عن تخلفه السياسي الإجتماعي الإقتصادي, كان أفضل حظا من جبال النوبة والإنقسنا والشرق وبغض أجزاء دارفور لهذا وعندما يبلور الصراع مؤخرا بين مشروع الدولة الدينية والدولة العلمانية برزت الحركة الشعبية لتحرير السودان ممثلا قويا للقوى العلمانية كما برزت الحركة الإسلامية ممثلا قويا للقوي الدينية.

4 - الآن وبعد إتفاقية السلام الشامل فإن السودان يقف للمرة العشرين عل مفترق طرق. لكن الجديد اليوم هو أن الصراع بين القوى لعلمانية والدينية سوف يحسم عن طريق صناديق الإقتراع. والقوي الدينية الآن أكثر استعدادا لخوض هذه المعركة بيما تظل القوى صاحبة المصلحة في الدولة العلمانية متشرزمة ومتناحرة.

5 - لهذا أدق ناقوس الخطر الآن وأحاول أن أسس لقراءة جديدة لتتبع وجود التيار العلماني تاريخيا.
ولا أحد يستفيد من الحديث عمن هو السباق لطرح العلمانية في الساحة السياسية السودانية. المهمة الأعظم قادمة مع المستقبل وليست أثرا تاريخيا ماضيا.



                  

01-06-2006, 07:41 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    علمانيو السودان

    متغالطين ليهم فى "فعل مضارع"

    ما فاضيين..
                  

01-06-2006, 07:44 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    غايتو كان حصل
    أكتبونا معاكم
    علمانييييييييين الله يقبل
                  

01-07-2006, 05:18 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذة تماضر,

    علمانيو السودان الآن وكما الحال دائما يقفون أمام مسئوليتهم التاريخية التي لم يستوعبوها أبدا. وإلا لكان الحال غير الحال. لكن المشروع العلماني عموما هو اليوم في وضع أفضل من أي وقت مضى. فأهل التيار الإتحادي العروبي على استعداد للتحالف معه وأهل الهوامش قد شبوا عن الطوق وتحرروا من الوصاية وتوجوا نضالهم بانتصار الحركة الشعبية لتحرير السودان. والظرف السياسي الدولي في صالحه.

    فقط يحتاج علمانيو السودان للوعي بالقضية وخطورة المرحلة.
                  

01-07-2006, 05:20 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأخ الكريم حامد بدوي،

    لا لدولة الهوس الديني.
    نعم، للتدين المعتدل.


    أعزائي البورداب،
    أرجو زيارتي في هذ الخيط:

    الـــــــــــلـــــه

    يناقش الخيط موضوع الساعة.
                  

01-07-2006, 06:11 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: وشكل وضع الخرطوم إحدى النقاط الشائكة التي تناولتها المفاوضات التي أفضت إلى الحل الشامل.

    وينص هذا الحل على تطبيق الشريعة الإسلامية في شمال السودان ومن ضمنه العاصمة, وعدم تطبيقها في الجنوب الأرواحي والمسيحي. وحاول مفاوضو الحركة الشعبية استثناء الجنوبيين القاطنين في الخرطوم من تطبيق الشريعة، لكن ذلك لم يتحقق لهم.

    وقضى الاتفاق الجديد بتشكيل لجنة خاصة تضم علماء مسيحيين ومسلمين وقضاة وممثلين للمجتمع المدني


    هذا المقطع نقلا عن فهرست الاخبار في سودانايل دوت كوم

    لقد ظل اتفاق الحركة الشعبية و النظام في نيفاشا المسمي اتفاق السلام الشامل الذي هو الان في حيز التنفيذ من اسرار الكهنوت العلية و المتعالية . لم يتم الي الان نشره و كتابته بصورة تجعل منه مزاجا شعبيا و افقا للتفكير حول مستقبل السودان .
    ان يقوم المقاتلون و السياسيون في الحركة الشعبية بمعالجة قضايا الجنوب هذا امر جيد و لكن ان يقوموا مع المؤتمر الوطني بالاتفاق حول تطبيق الشريعة الاسلامية في الشمال فهذا امر بالطبع سخيف و غير لائق .
    اعتقد انه من الامور الضرورية لفهم مشكلة غياب الديمقراطية و اختفاء او انزواء مشروع الدولة المدنية في السودان لا يمكن ان يكون كاملا دون النظر العميق الي حالة الضعف المفجع في بنية الرأسمالية السودانية حيث ان اشكالية التنمية ( البنية التحتية و الطاقة) هذه كانت باستمرار مملوكة للدولة ( قطاع عام ) و انعدام التصنيع المؤثر في الاقتصاد وفي قطاع الزراعة تسيطر الدولة علي اكبر المشروعات الزراعية في البلاد و هي في انهيار عام بعد عام .
    يمكن القول ان غياب السلطة الديمقراطية هو ناتج مترتب علي ضعف الراسمالية المنتجة لان الديمقراطية هي نظام الحكم الذي تدار من خلاله الدولة الراسمالية ذات بنية التصنيع المتقدم و ذات المقدرة علي الانتاج الزراعي الكثيف و كذا الانتاج الحيواني و التصنيع التحويلي المرتبط به . لا يمكن ان نحصل علي رأس من غير بدن و نقول ان عندنا انسانا و العكس صحيح . ضعف الرأسمالية السودانية هو احد اسباب الالتباس
    السبب الثاني . هو انقسام المتعلمين في طيف سياسي يعكس اشكالات معرفية اكثر من انها لاي سبب اخر .المتعلمون في السودان كان من الممكن ان يكون لهم دورا مهما في قيادة مصالح الجماهير نحو التنمية و الحرية و السلام و لكن النظر الي العالم من منظار المصالح الضيقة و الانقسام وسطهم اي المتعلمون اضعف دورهم في هذا الاتجاه

    الكلام البسيط حول انه هناك اتجاهات عروبية و اتجاهات افريقية في ايدولوجيا الناس كلام يعالج المشكلة علي اساس ثقافي و هذا كلام فقط يصلح كاحد موضوعات البايومورفولوجي و لكن ليس الامور السياسية . ليكن للانسان اي انتماء يريد و لكن عليه ان يكون ديمقراطيا و مستنيرا و علمانيا و معلوم لدي المتداخلين الكرام انه ليس من تناقض بين ان تكون مستنيرا و علمانيا و صاحب اتجاه ثقافي او ديني معين . لان العلمانية هي فكر الديمقراطيين الذين نظروا لادارة الدولة الرأسمالية و رعاية مصالح احيانا متناقضة بضمان التشريع العادل و القضاء المستقل و كفالة الحقوق و المساواة اما القانون

    باسلوب التحالفات و تكوين الجباه كانت تسعي القوي السياسية السودانية ذات الفائدة باستمرار الي بناء تيار علماني قوي و مؤثر يأخذ البلاد الي اعتاب التقدم

    و سأعود

    طه جعفر الخليفة
                  

01-07-2006, 12:01 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذ طه جعفر,

    لك التحية وشكرا على المداخلة.

    غير اني لم استوعب مناسبة حشر الحديث عن إتفاقية نيفاشا وموقف الحركة الشعبية من تطبيق الشريعة في شمال السودان. فهذا هو الموقف التفاوضي للمؤتمر الوطني أي موقف أحد طرفي المفاوضات وهو المسئول عنه. وكيف يطالب الأستاذ الحركة الشعبية بترك قضايا ومطالب المناطق المهمشة في الثروة والسلطة والنضال نيابة عن أفندية الجلابة. أين نضال الشماليين الذين يرفضون تطبيق الشريعة في الشمال؟

    أما (مشكلة غياب الديموقراطية), حسب تعبيرك, فلا أظن أنها يمكن أن تبتسر في جملة (الضعف المفجع في بنية الرأسمالية السودانية) كسبب أول. ومنذ متى أحل التياكي على فضائل الرأسمالية؟

    أما الحديث المعاد حول ضرورة تصدي المتعلمين لدورهم (في قيادة مصالح الجماهير نحو التنمية والحرية والسلام), وبغض النظر عن أضطراب العبارة فيه, أسمح لي أن أقول أنه حديث سطحي وأكثر ابتسارا للقضية من التباكي على فضائل الرأسمالية. وأرجو أن تتابع حتى تستجلي رأيي حول أزمة الديموقراطية فيما يلي من أجزاء لهذا البوست.

    الأستاذ طه,
    من غير المجدي تماما أن نقول للناس ( على الإنسان أن يكون ديموقراطيا ومستنيرا وعلمانيا) ونظن أننا قد أتينا بالحل الشافي للإشكالية. فهذه نصائح لا تجدي حتى داخل الفصل الدراسي. علينا أن نحلل الإتجاهات السياسية والأيدلوجية لمختلف القطاعات وباحترام ومعرفية حتي نتبين الخارطة السياسية في سودان اليوم. فالتاريخ لا يسير حسب الأماني ولكن حسب المصالح.


                  

01-11-2006, 11:27 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الاستاذ حامد البدوي بالطبع لو كنا في اتفاق من امرنا لكنا في تنظيم سياسي واحد و لكنا علي خلاف . لذلك لن تروق لكم رؤيتي السياسية كما انه يجب ان يكون من المعلوم لديكم بكل ادب ان رؤيتك السياسية ليست صحيحة عندي .
    اذا اراد احدهم ان يجي علي سؤال مثل السؤال حول غياب الديمقراطي و انحسار التيار العلماني و ضعفه لابد ان يتذكر ان الديمقراطية ( التبادل السلمي للسلطة و مبد فصل السلطات ( تنفيذية و قضائية و تشريعية) الاضافة الي الحريات هي الصيغة التي اتضح انها اكثر مضاءة في خدمة و ادارة مصالح الرأسمالية المنتجة و المتقدمة تقنيا .
    السؤال حتي لا يكون الجدل اجوفا و بلا معني و اغراقا في التمني
    هل بالسودان الان بنية رأسمال قوية الاجابة لا لذلك ليس في السودان الان الضرورة التاريخية لسيادة الديمقراطية و انتشار الفكر العلماني لان الاساس الاجتماعي للديمقراطية منتف و غير موجود .

    هذا هو الموقف الاساسي الذي يجعل من الناس ثوارا و طلاب تغيير او رجعيين و ارتكاسيين
    لماذا تم حشر اتفاق نيفاشا في الحوار
    بدعوي ان الحركة الشعبية تفاوض كيزانا فلها ان تستبد بالشمال و توافق مع الكيزان علي سيادة حكم الشريعة في الشمال . الموقف ضد حكم الشريعة يجب ان يكون مبدئيا حتي و لو كان السؤال عن دولة الباكستان او جامابكا
    لماذا لم تتخذ الحركة موفقا تفاوضيا علمانيا بان تقول مثلا ان الحكم في الشمال هو من اختصاص اهل الشمال لذلك ليس من حق وفد الكيزان المفاوض ان يتحدث عن الغائب عن المفاوضات( وهوالشعب السوداني) و يختار له الشريعة
    بهذا الموقف نجح الكيزان في ليس تحييد الحركة الشعبية فقط عن صراعات السودانيين من اجل دولة مدنية و علمانية لابل وقفوا كالبنيان المرصوص مع اخوتهم في المؤتمر الوطني

    الغباش هو في موقف الحركة الشعبية تجاه الدولة الدينية كمبدأ
    و ليس في كلامي يا استاذنا الكبير

    طه جعفر الخليفة طه
                  

01-07-2006, 06:39 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    أ. حامد

    تحية طيبة،

    في البدء، إسمح لي أن أحني قامتي تحية لهذا الطرح المتفرد،

    اسمح لي أستاذي أن أختلف معك في نقطة، قد تأتي على أساس بعض ما سقته من تحليل. وهي أن الحركة الاتحادية، أتت كتيار مناهض للحركة التي تزعمها الإمام عبدالرحمن المهدي،

    عندما بدأت الحركة الوطنية السودانية الحديثة في النهوض وجدت وصيفتها المصرية على مراحل من التقدم (عند المقارنة) فأخذت تنهل من أدبها السياسي، بالاضافة إلى أن تطور الحركة الثقافية في مصر وتوفر المطبوعات على بمختلف أشكالها، ساهم كل ذلك في خلق قناة وصل بين الحركة السودانية الناشئة في مطلع العشرينات من القرن المنصرم والحركة الوطنية المصرية.

    من مشاهد هذا الارتباط، جمعية الاتحاد السوداني، التي قاد دفتها الفكرية والسياسية، المناضل عبيد حاج الأمين، الذي كان يعي أهمية بناء صفوة متعلمة في البلاد فبذل قصارى جهده لتهريب عدد من الطلاب إلى مصر، بإعتبارها مصدرا للمد الثقافي المتوافد إلى السودان، ولإعتبارات عدة أخرى, ولم يكتفي عبيد حاج الأمين بإيفاد الطلاب إلى هناك بل كان يعمل على أن تدار شؤونهم بشكل يضمن تحصيلهم العلمي وعودتهم إلى السودان فيما بعد. وكان عبيد عبر الشبكة التي ساهم في تأسيسها لهذا الغرض يرسل مقالاته ومقالات رواد الحركة الوطنية السودانية الآخرين إلى الصحف المصرية التي كانت توزع أيضا في الخرطوم وحواضر الأقاليم، وكانت الصحف المصرية تنشر كتابات الصفوة الناشئة في السودان بترحاب، لإعتبارات فكرية وسياسية، أشير إليها لاحقا.

    لم تصل الحركة الوطنية السودانية في ذلك الوقت لمرحلة الوعي التي تمكنها من إدراك أساس المصالح الإجتماعية لرصيفتها المصرية، بل تجلى لها فقط الجانب الشعبي المصادم للإستعمار، هذا بحسب قراءة د.محمد سعيد القدال، والذي لا أرى خلافا معه في ذلك على الإطلاق.

    نتيجة لهذا الإرتباط برز شعار وحدة وادي النيل، وعندما أضحت جمعية الإتحاد السوداني (والتي ينسب فيها الإتحاد إلى الإتحاد مع مصر بحسب بعض المؤرخين) وعاءا لا يمكنه التعبير عن تطور الحركة الوطنية آن ذاك، بدأت في التراجع لتفسح المجال لجمعية اللواء الأبيض والتي تكرر عبرها أسماء العديد من قيادات جمعية الإتحاد السوداني.

    جمعية اللواء الأبيض، والتي رفعت علما أبيضا يشقه النيل من منابعه وحته مصبه في أقصى الشمال وضعت علم مصر في زاوية العلم إشارة للإرتباط وإلى الشعار الذي حملته الحركة الوطنية الحديثة في ذلك الوقت (وحدة وادي النيل).

    في ذلك الوقت اتفقت القوى الطائفية، على محاربة هذا التيار الناشئ، ليس بسبب علمانيته، ولكن لأن ذلك التيار كان يشكل خطرا على مصالح قيادات الطوائف المرتبطة بالاستعمار، ولم يكن غريبا أن يكيل حسين شريف رئيس تحرير صحيفة حضارة السودان والتي كان يمكلها كل من الإمام عبدالرحمن المهدي، والسيد علي المرغني، والسيد يوسف الهندي، لم يكن غريبا أن يكيل عبر صحيفته لعلي عبداللطيف قائد اللواء الأبيض وأحد مشعلي ثورة 1924م، وكتب حسين شريف حينها: (إن البلاد قد أهينت عندما تظاهر أصغر وأوضع رجالها … إنها لأمة وضيعة تلك التي يقودها أمثال علي عبد اللطيف ..إن الشعب ينقسم إلى قبائل وبطون وعشائر ولكل منها رئيس أو زعيم أو شيخ .. من علي عبد اللطيف هذا وإلى أي قبيلة ينتسب؟)

    ونلاحظ هنا اتفاق قيادة الطائفتان (المهدي والمرغني) على محاربة مد الحركة الوطنية الحديثة الذي اتسم بصراحة بالعلمانية، فلم تكن الأبيات التي أطلقتها الطليعة الناشئة إبان اعتقال علي عبداللطيف عقب ثورة 1924 إلا تعبيرا صريحا عن رؤية هذه الطليعة (المرتبطة بمصر) فيما يخص الدولة الدينية:
    ألا يا هند قولي أو أجيزي
    رجال الشرع أضحوا كالمعيز

    ألا ليت اللحى كانت حشيشا
    فتعلفها خيول الإنجليز

    ولم أجد ما يعبر عن ارتباط الحركة الثقافية السودانية في ذلك الوقت، بمصر، أبلغ من أبيات التيجاني يوسف بشير:
    عادني اليوم من حنينك يا مصر
    رؤى وطوفت بي ذكرى
    وهفا باسمك الفؤاد ولجت
    بسمات على الخواطر سكرى

    وفي قصيدة رسل الشباب إلى مصر:
    وشباب من الكنانة حمس
    يثئرون الحماس صاعا بصاعا

    وفي قصيدة أمل:
    أملي في الزمان مصر فحيا*******الله مستودع الثقافة مصرا


    لا شك أن هذا الارتباط الثقافي ألقى بظلاله على الحركة السياسية النائشة، ولم يكن الارتباط السياسي يتطلع إلى التاج الخدوي، بل كانت عيناه على المد الشعبي والثقافي المناهض لاستعمار في مصر وهذا ما لمسناه في أبيات التيجاني يوسف بشير. وأكده الدكتور القدال بتحليله الثاقب الذي سقته منذ قليل.

    إذا فإن التيار الإتحادي، لم يكن تيارا عروبيا بل كان يعبر عن ارتباط سياسي وثقافي بالجارة مصر ، ولم يثبت ترسيخ الحركة الاتحادية للهوية العربية بذاتها كهوية تمثل السودان، أو يجب أن تمثله. من خلال هذه القراءة، أختلف معك حول ربط التيار الاتحادي بالترسيخ للعروبة خصوصا في ذالك الوقت. .(وهي نقطة أخرى تضاف إلى كون هذا التيار أتي لمواجهة المد المهدوي كما تفضلت)

    أواصل لاحقا إن يُــسر لي ذلك


    مصرع القداسة على أعتاب السياسة

    (عدل بواسطة Hani Abuelgasim on 01-07-2006, 07:17 PM)

                  

01-08-2006, 10:00 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الأستاذ هاني,

    يعجبني النقاش الهادي المتحضر وإن اختلفت الآراء. فشكرا على مداخلتك.

    لا زلت عند لعتقادي بأن المحرك المباشر للتيار الإتحادي في بداية تكون الحركة السياسية السودانية كان هو محاولة التصدي لعودة الدولة الدينية المهدية التي سيطرت عليها العقلية الرعوية الضحلة في عهد الخليفة عبدالله.
    وليس أدل على ذلك من أن الإتحاديين بقيادة السيد إسماعيل الأزهري، قد تخلوا بكل بساطة وسهولة عن مبدأ الإتحاد مع مصر بعد أن تأكدت هزيمة المشروع الديني في إنتخابات الحكم الذاتي عام 1954 .

    وإثراء للنقاش سوف أكتب هنا بتفصيل أكثر عن التيار الإتحادي العروبي. وكل عام وأنت بخير.
                  

01-08-2006, 10:41 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    في التيار الإتحادي

    لقد تمفصلت تحولات التيار الإتحادي العروبي علي التحولات السياسية التي اعترت قبلة الإتحاديين، مصر، بدقة مذهلة. فقد كان التيار الإتحادي ملكيا حتى قيام ثورة 1919 في مصر ووقوع نكسة عام 1924 التي تلاها ضمور وانكماش الحركة السياسية السودانية. وعندما عاودت هذه الحركة اتصالاتها بمصر، كانت تتصل، في حقيقة الأمر بمصر أخرى، غير مصر الإقطاعية الملكية التي عهدتها قبل الثورة. كانت الملكية في مصر قد تحولت إلى ملكية دستورية ضمن نظام حكم ليبرالي بقيادة البرجوازية التجارية الصاعدة. وكان الدرس المستفاد من معاودة الاتصال بمصر، بعد عقد الانكماش الذي اعترى الحركة الإتحادية السودانية، هو الدرس العلماني.

    ومما ساعد علي إزكاء التوجهات العلمانية لدي التيار الإتحادي في الحركة السياسية السودانية، أن هذه الحركة قد اعتمدت في الداخل علي البرجوازية التجارية في المدن، فالمشروع الإتحادي وان بدأ لدي الصفوة من البرجوازية الصغيرة، فقد انتهي بالتدريج لدي البرجوازية التجارية التي صارت مع اشتداد عودها، هي الطبقة الإجتماعية التي منحت الإتحاديين أيديولوجيتهم وبررت تجليهم كحزب سياسي ينشد السلطة. ومن سمات برجوازية المدن هذه، النزوع للحريات العامة والحريات السياسية، فهي الطبقة التي أسست الديمقراطية العلمانية في العالم.

    هكذا تكاتفت كل الظروف التاريخية لتجعل من الإتحاديين تيارا وسطيا يؤمن بمبدأ الديمقراطية العلمانية. وهذا ما جعل من الحزب (الوطني الإتحادي) الحزب الوحيد الممثل لمشروع سياسي كبير، الذي لم يسع في يوم من الأيام لتقويض الديمقراطية عن طريق الإنقلاب العسكري. كما ظل هذا الحزب آخر الأحزاب سعيا للمصالحة مع النظم الدكتاتورية العسكرية وقبولها كأمر وواقع.

    ثم كان الحدث المفاجأة، قيام ثورة يوليو 1952 في مصر. هز هذا الحدث قناعات التيار الإتحادي في السودان هزا عنيفا. فمنذ ما قبل عام 1919 وحتى وقوع هذا الحدث المفاجأة، ظلت مصر في الخطاب السياسي الإتحادي تمثل كلا نقيا متوحدا، وكأن مصر قد كانت حزبا سياسيا واحدا وتيارا ثقافيا واحدا وشعبا بلا تناقضات! وهذا بالطبع عائد لفجاجة التيار الإتحادي في ذلك الوقت المبكر. ثم حدثت الثورة البرجوازية في مصر، كما نضج التيار الإتحادي في السودان، وكان كل شيء يبدو علي يرام، حتى فوجئ التيار الإتحادي بكل درجاته بثورة يوليو 1952، توضح للعالم أن مصر قبلة الإتحاديين النقية، شأنها شأن السودان، تمور بالإتجاهات والتيارات المتعارضة. وأن من كان الإتحاديون يركنون إليهم طوال تاريخهم، بما فيهم الملك، ما هم إلا مجموعة من الإقطاعيين والعملاء والمستغلين. وأن صوت الشعب المصري الحقيقي كان مغيبا ومقهورا، وهذا يعني أن الإتحاديين كانوا يركنون لأعداء الشعب المصري وأعداء العروبة. هكذا قالت الثورة المصرية، وهكذا بدأت مصر تتحدث لغة سياسية جديدة لم يألفها التيار الإتحادي ولم يستطع هضمها.

    ورغم تجاهل المحللين السياسيين للمأزق الذي وجد الإتحاديون أنفسهم فيه عقب ثورة يوليو 1952 في مصر، فان المنطق السليم يحتم نشؤ مثل هذا المأزق. وقد ذكر قائد الجناح البكباشي حسين ذو الفقار صبري في كتابه (السيادة للسودان) إن الإتحاديون كانوا (عند تنازل الملك فاروق عن العرش، قد تقاطروا علي رئاسة الجيش المصري في السودان ليعبروا عن تهانيهم الفياضة. وتكاثرت زياراتهم، ولكن كان يبدو عليهم القلق لسبب ما) . بشير محمد سعيد ( خبايا وأسرار السياسة السودانية ) ص 43


    ورغم أن البكباشي لم يستطيع أن يقرأ هذا القلق قراءة صحيحة وفسره بان الإتحاديين ربما كانوا يخشون أن تتوقف المعونات المنتظمة بسقوط النظام السابق، إلا أن التحليل السليم ليدلنا إلي إن السبب الحقيقي وراء ذلك القلق الإتحادي هو حيرة الإتحاديين الحقيقية حول كيفية التعامل مع النظام الجديد في مصر بشعاراته ولغته الغريبة عليهم.

    تزامن حدوث هذه البلبلة وسط التيار الإتحادي مع تغيير قيادة طائفة الختمية لأسلوبها المعهود في ممارسة السياسة من وراء حجاب.

    وكان السيد على يدرك بان لا أحد يستطيع أن يقف في وجه الأنصار غير مصر. فالأنصار هم من يقف بقوة ضد أطماع الساسة المصريين في ضم السودان لمصر ضما نهائيا. كما أن بريطانيا سوف ترحل عن السودان، عاجلا أو آجلا، وليس من واق من المهدية سوى مصر. وهذا هو سر الإرتباط الإستراتيجي بمصر لدى قيادة الختمية.

    ومما حرك مخاوف القيادة الختمية أن أمريكا قد بدأت، بعد الإستقلال مباشرة، غزلا مكشوفا مع حزب الأمة. وكانت أمريكا هي القوة الجديدة الصاعدة في العالم وكان الهدف من التقارب بين حزب الأمة وأمريكا موجة بالضرورة ضد مصر الناصرية.

    وهذه بكل المقاييس متغيرات ضخمة ومخيفة. فإذ كان الختمية بالتعاون مع الإتحاديين قد إستطاعوا إجهاض مشروع إعادة الدولة المهدية الدينية في ظل الهيمنة البريطانية، فان دخول الولايات المتحدة في تفاهم مع حزب الأمة، بعد رحيل بريطانيا، أمر لا قدرة لهم على مواجهته إلا بالتحالف مع مصر الناصرية، التي كانت مثل قيادة الختمية، في حاجة حقيقية لمثل ذلك التحالف الإستراتيجي في السودان من أجل حمأية ظهرها ضد التسلل الأمريكي.
    وكان الإتحاديون قد تخلو علنا عن مبدأ الإتحاد مع مصر عام 1955. وأخذت صحف النظام الجديد في مصر تهاجم الزعيم الإتحادي إسماعيل الأزهري. وهكذا تهيأت الظروف السياسية لقيام حزب جديد يكون تحت هيمنة القيادة الختمية وموال لمصر الناصرية. وبالفعل لم يمض عام واحد حتى أعلن عن تكوين (حزب الشعب الديمقراطي) برعاية السيد على الميرغنى وقيادة نفر من الإتحاديين على رأسهم الشيخ، خريج الأزهر، على عبد الرحمن. وقد جاء في صلب دستور الحزب الجديد انه يسعى إلى: (تحقيق وحدة الأمة العربية ووحدة الوطن العربي تحت شعار القومية).

    هكذا ورثت طائفة الختمية العلاقة الخاصة مع مصر عن التيار الإتحادي كله. وهكذا تجلى الخطاب السياسي الناصري في صلب دستور حزبها الجديد.

    وجاء أول اختبار لصلابة العلاقة الختمية - المصرية الجديدة، عندما عاودت الولايات المتحدة محاولة بناء نفوذ أمريكي معادى لمصر في السودان من خلال مشروع ايزنهاور والمعونة الأمريكية عام 1958. وكان (حزب الشعب الديموقراطي) يشترك في حكومة ائتلافية مع حزب الأمة بعد إجتماع السيدين (على وعبدالرحمن) الشهير والذي هدف لتحجيم السيد إسماعيل الأزهري الذي كان قد فقد التحالف المصري كما فقد الدعم الختمى. وكان حزب الأمة يميل إلى قبول العرض الأمريكي.

    فما كان من حزب الشعب الديمقراطي إلا أن انبرى لمعارضة المشروع الأمريكي بصلابة والوقوف في وجه إتجاهات حزب الأمة الرامية لقبول المعونة الأمريكية التي كانت ثمنا لتمرير المشروع. يقول الشيخ عبد الرحمن. رئيس (حزب الشعب الديمقراطي) والوزير بحكومة عبد الله خليل الائتلافية التي عرض عليها المشروع الأمريكي عام 1958. يقول: (إذ عرضت مشروعات كبيرة تبدو رغبة وزراء حزب الأمة في إقرارها، نقف نحن ضدها. من ذلك مشروع ايزنهاور والذي كنا نعلم أنة حدثت فيه اتصالات بين عبد الله الخليل والأمريكان، وقد عقد إجتماع لجنة وزارية حضرة بعض وزراء حزب الأمة وبعض وزراء حزب الشعب وريتشارد مندوب المشروع وحضرت أنا. أوضح أن المشروع ذو شقين، حربي ضد الشيوعية وإقتصادي غرضه مساعدة السودان. نحن عارضنا هذا المشروع أوضحنا لهم أن الجانب الحربى للمشروع لا يهمنا لان الشيوعيين ليسوا أعداءنا بل هم الغربيين) د إبراهيم محمد الحاج موسى ( التجربة الديمقراطية وتطور نظام الحكم في السودان ) ص193

    إن ما جاء في دستور (حزب الشعب الديمقراطي)، حزب الطائفة الختمية، حول الوحدة القومية العربية، ووقوف هذا الحزب ضد محاولات التآمر الأمريكي على مصر الناصرية، كل ذلك قد أكد بان قيادة طائفة الختمية عندما قررت تغير أسلوبها في ممارسة النفوذ السياسي من الخفاء إلى العلانية، فإنها في الواقع قد إنتقلت بالمشروع الإتحادي العروبي من أفقه الضيق المنحصر في العلاقة العاطفية المبهمة بمصر، كما كانت لدى الإتحاديين، إلى مفهوم واسع للوحدة العربية على نهج الأحزاب القومية العربية في مصر والعراق وسوريا في عصر تميز بالنهضة القومية العربية المرتبطة بقضايا التحرر الوطني والإشتراكية. وقد أثبتت الأحداث فيما تلي من سنوات أن الخط العروبي القومي الذي أدخلته قيادة الختمية على التيار السياسي الإتحادي في السودان، لم يكن أمرا تكتيكيا مؤقتا، و إنما هي إستراتيجية عامة رسمت لتبقى ما بقى المشروع العروبي الإتحادي، الذي تحول إلى قومي عربي، في الساحة السياسية السودانية. وهذا هو السبب الحقيقي وراء ما بدا من تقارب بين التجمعات اليسارية عموما في السودان وبين (حزب الشعب الديمقراطي) والقيادة الختمية عقب إنتهاء سلطة عبود العسكرية. فخلال أزمة حكومة ثورة أكتوبر 1965، برئاسة سر الختم الخليفة والتي تعرضت لضغوط هائلة من قبل الأحزاب اليمينية (حزب الأمة والوطني الإتحادي وجبهة الميثاق الإسلامي)، والتي تجمعت تحت مسمى (الجبهة القومية المتحدة) وقف (حزب الشعب الديمقراطي) ضد هذه الجبهة اليمينية مكونا مع (الحزب الشيوعي السوداني) وممثلي العمال والمزارعين ما عرف حينها (بالجبهة الإشتراكية الديمقراطية) للعمل على دعم حكومة الثورة. ويجب أن لا يفوتنا هنا ملاحظة هذا الإستقطاب والتحالف الجديد وفرز المعسكرات. فقد انضم (الحزب الوطني الإتحادي)، الهارب من القومية الإشتراكية، إلى المسكر اليميني المناوئ لمعسكر (حزب الشعب الديموقراطي )، الممثل الجديد للتيار الإتحادي العروبي في الحركة السياسية السودانية. وقد حدث مثل هذا التناقض بين موقفي الحزبين مرة ثانية عندما وقع إنقلاب جعفر نميرى عام 1969.

    وهذا يعنى انه عندما عاد الإتحاديون إلى الإندماج مع (حزب الشعب الديموقراطي) تحت مسمى (الحزب الإتحادي الديموقراطي) في نتصف ديسمبر عام 1967، فان الذي بقي هاديا للحزب المندمج كان هو إستراتيجية القيادة الختمية القائمة على القومية العربية، إذ فقد الإتحاديون الهدف والإستراتيجية معا منذ عام 1955، وظلوا يعتمدون في تماسك حزبهم على (كاريزما) قيادة الحزب التاريخية المتمثلة في الزعيم الأزهري و رهطه من الإتحاديين الأوائل.
    شكل إنقلاب جعفر نميرى في مايو عام 1969، امتحانا عسيرا للحزب المندمج حديثا ، (الحزب الإتحادي الديمقراطي) فالإنقلاب قد سيطرت علية لحد كبير عناصر من القوميين العرب داخل القوات المسلحة. وهذا يستدعى منطقيا أن يلقى الإنقلاب ترحيبا من حزب التيار الوحدوي العروبي، الذي هو (حزب الشعب الديموقراطي) المندمج مع (الحزب الوطني الإتحادي). ومن ناحية أخرى، فان الإتحاديين العلمانيين، (الحزب الوطني الإتحادي)، لن يقبلوا بسهولة وضع أيديهم في يد من اغتال الديموقراطية العلمانية فضلا عن نفورهم الطبيعي من الشعارات الإشتراكية. وهكذا نشا ذلك التناقض في موقف كل من الشريف حسين الهندى والسيد محمد عثمان الميرغنى من إنقلاب مايو 1969. ذلك التناقض الواضح الذي لم يكلف أحد نفسه مشقة النظر فيه والبحث عن تعليل منطقي له . فقد شهد السودان كله الشريف حسين الهندى يتزعم المقاومة المسلحة ضد إنقلاب مايو من يومه الأول، حيث انضم الهندى للسيد الهادي المهدى بالجزيرة أبا، ثم راح بعد ذلك ينشئ معسكرات التدريب في كل من إثيوبيا وليبيا لمجابهة سلطة الإنقلاب. كل هذا بينما السيد محمد عثمان الميرغنى يبعث البرقية تلو الأخرى مؤيد النظام الجديد.

    هذه مرحلة دقيقة من تاريخ المشروع الإتحادي العروبي. وهى مرحلة ظلت غامضة بسبب إنعدام الكتابة حولها وإنعدام أي وثائق متدأولة بخصوصها. غير أن الثابت تماما هو أنه بوقوع إنقلاب نميرى في مايو عام 1969، كان لزعامة طائفة الختمية موقفا مناقضا لموقف قيادة الإتحاديين المتمثلة في الشريف حسين الهندى. فبينما اندفع الأخير ليتحالف مع خصوم الختمية التقليدين في (حزب الأمة) والإسلاميين، مدفوعا بمحاولة إستعادة مصالح البرجوازية التجارية التي هي أساس حزبه القديم (الوطني الإتحادي) والمرتبطة بإستعادة الديموقراطية العلمانية، فان زعيم طائفة الختمية الجديد آنذاك السيد محمد عثمان الميرغنى، ومن منظور مبادئ (حزب الشعب الديموقراطي) والعلاقة مع مصر الناصرية، قد وقف بقوة وراء إنقلاب مايو 1969.

    ففى الأسبوع الأول للإنقلاب أصدر السيد محمد عثمان الميرغنى بيانا جاء فيه (إن أهداف الثورة تتطابق مع الأهداف التى يسعى الختمية لتحقيقها وهى تتمثل في التوجه العربي والتلاحم بين العروبة والإسلام) . وبمناسبة أحداث الجزيرة أبا عام 1970، والتى إشترك فيها الشريف حسين الهندي مواجها الإنقلاب بالمقاومة المسلحة، بعث السيد محمد عثمان الميرغنى برقية لنميرى قال فيها: (إنه استشعارا منه لواجبه المقدس نحو السودان الحبيب، وإيمانا منه بالمبادئ الإشتراكية المتفقة مع العقيدة الإسلامية والمنطلقة من مراكز القوى العربية المناضلة، وفلسفة الوحدة العربية الشاملة والديموقراطية الشعبية البعيدة عن التسلط الإمبريالي، انطلاقا من كل ذلك فانه يقف بصلابة دون رهبة أو إغراء وراء مبادئ ثورة مايو). ولا نعتقد بان ثمة ما هو أوضح من هذا الموقف المبدئي، كما أن هذا الموقف يكشف عن بعد نظر القيادة الختمية التى هي أول من قرأ إنقلاب مايو 1969 قراءة صحيحة، حيث تيقنت من توجهه القومي الإشتراكي وتعاملت معه على هذا الأساس، على الرغم من كل ذلك الزخم الذي كان يثيره الشيوعيون حول التوجه الإشتراكي (العلمي) للإنقلاب.

    هكذا تعامل الحزب (الإتحادي الديموقراطي) تحت قيادة الختمية مع إنقلاب مايو 1969. انطلاقا من مبادئ (حزب الشعب الديموقراطي). ولم يكن هنالك أي تناقض في موقفة، بين مبادئه والتعامل مع السلطة الإنقلابية. وجاءت أحداث يوليو 1971والصدام بين نظام مايو والحزب الشيوعي السوداني لتؤكد بعد نظر وصحة موقف القيادة الختمية للتيار الوحدوي العروبي. فقد وصل الجناح الراديكالي من القوميين العرب إلى الإستيلاء على السلطة عن طريق الإنقلاب العسكري بالتنسيق مع الشيوعيين، لكن ظل لكل منهما اجندته الخاصة، وكان لابد أن يقع الصدام. وسرعان ما تدخلت مصر ولبيا لصالح القوميين العرب، وهزم الشيوعيين شر هزيمة. ولم تشاء قيادة الختمية أن تبعد نفسها عن هذا الحدث السياسي الرئيسي. لهذا نجد أن السيد محمد عثمان الميرغنى يبادر بإرسال برقية لنميرى يقول فيها (ان عودة نميرى انتصار للمبادئ، وتدل على أصالة أيمان الشعب السوداني وتمسكه بمبادئ الإسلام والوطنية والعروبة). وفى حقيقة الأمر فان (الإسلام والعروبة والوطنية) هي مبادئ (حزب الشعب الديموقراطي) تحت قيادة زعامة طائفة الختمية. وهى المبادئ التي ظلت هاديا لمسيرة هذا الجناح من القوى الوحدوية العروبية في جميع مراحل تحولات النشاط السياسي في السودان منذ الإستقلال عام 1956.

    وأقوى ما يدل على مبدئية هذا الخط السياسي لدى قيادة الختمية، أنها قد غيرت موقفها من نميري عندما هجر هذه المبادئ وذهب وارتمى في حضن معسكر الدولة الدينية الممثل في (حزب ألأمه) و(الحركة الإسلامية) الراديكالية بعد المصالحة معهما أواخر السبعينيات من القرن العشرين. ولما نصب نميرى من نفسه أماما للمسلمين في أوائل الثمانينات، فإن القيادة الختمية قد وقفت من ذلك النظام موقفا سلبيا على نقيض موقفها منه في بدايته وهو يتبنى شعارات القومية العربية. فقيادة الختمية لم تبايع نميرى إماما للمسلمين كما فعلت قيادات الأنصار وأنصار السنة والطرق الصوفية والحركة الإسلامية الراديكالية. كما أن رجالاتها لم يدخلوا مؤسسات السلطة مثل مجلس الوزراء و (لإتحاد الإشتراكي) كما فعلت كوادر حزب الأمة والإسلاميين والطرق الصوفية. بل ان الختمية لم يشاركوا في النشاط الثقافي الإسلامي الذي تعاظم ضمن أجواء إرتماء النظام في أحضان معسكر الدولة الدينية، وكان كله يصب في مصلحة النظام وبقائه.
                  

01-10-2006, 06:25 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    UP

    UP

    UP
                  

01-11-2006, 06:41 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: Dear Charles Deng
    Thanks for Reading and thanks again for commenting.
    As it is obvious to me that you can read in Arabic, so let me answer you in Arabic for the sake of others



    [
    Quote: OTE]. Dear Sudaneseonliners
    Who are the secularists? This is a one-million dollar question.
    Historically, I know that the only consistent secularists in the Sudan have been the Southern Sudanese for obvious reasons.


    الأستاذ شارلس دينق,
    إمتاز مهمشو الجنوب في السودان عن رصفائهم مهمشي الشرق والغرب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق, إمتازوا, ومنذ بداية السياق السياسي الذي نشهد الآن نهايته, بالوعي المبكر لتعارض مصالحهم مع صورة السودان التي يرسمها المشروع السياسي العروبي (السودان العربي) وتلك التي يرسمهاالمشروع الديني (السودان الإسلامي).

    وليس ثمة مشروع سياسي مقابل هذين المشروعين سوى المشروع الحداثي العلماني الديموقراطي.
    هنا يقع الإختلاف بين الفئات السياسية الرافضة للتيارين المذكورين في الشمال. فقد كان الشيوعيون وتوابعهم مما يسمون أنفسهم بالديموقراطيين يرفضون الديموقراطية اللبرالية (البرجوازية الغربية).
    كما نجد بقية المثقفين الشماليين يقفون جماعات على الرصيف يسخرون ويسبون ديموقراطية الهمج التي لا تأتي للبرلمانات إلا بالأميين من أتباع الطائفية دون أن يقدموا حلا لمشكلتهم.

    ووسط غيبوبة أهل الهوامش والمواقف العاجزة لمثقفي الشمال, جاءت الفرصة التاريخية للشرفاء من سياسي الجنوب للقيام بواجبهم الوطني.

    لا. ليس الجنوبيين وحدهم هم العلمانيون ولكنهم كانوا وما زالوا الأقدر على الحركة الفاعلة ضد المشروعين الآخرين.
    وقد نجح الشرفاء من سياسي الجنوب في إيقاظ بقية أهل الأطراف والهوامش فحملوا السلاح مع الجنوب وفرضوا على الجميع التوجه العلماني الديوقراطي. ولا يزال مثقفو الشمال يختصمون حول تعريف الأشياء. غير قادرين على رؤية المسائل في بساطتها ووضوحها. فهم مغرمون بالغموض كمثقفين عرب.
                  

01-11-2006, 09:56 AM

charles deng

تاريخ التسجيل: 09-27-2005
مجموع المشاركات: 503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Dear Hamid
    I absolutely agree with you. However, the religious upbringing of the northern elite is influencing their judgement. And as you correctly pointed out, the communists and other leftists have been carrying multi-faceted ideological of existence. They would say in public what they do not believe in their private conversation.
                  

01-13-2006, 05:04 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الديمقراطية في السودان


    نشأت الأحزاب السياسية السودانية الرئيسية ذات الثقل الجماهيري والأقرب دائما للوصول إلى السلطة، نشأت منقسمة حول مبدأين لا ثالث لهما. الإتحاد مع مصر أو الإستقلال التام . ونجرأ على القول هنا إن كلا المبدأين زائف. فمن ناحية، كيف ينشا حزب سياسي وليس له من هدف سوى إلغاء وجود الوطن بضمة إلى دولة جارة؟ ومن ناحية أخرى فإن شعار (الإستقلال التام) كان هو الآخر تعبيرا عن مبدأ زائف إذ لم يكن يهدف حقيقة إلى تحقيق الحرية السياسية للشعب السوداني، وإنما كان يرمى إلى إعادة الدولة الشمولية الدينية.

    إذن ثمة بعد مضمر يكمل المعلن من الشعارين السياسيين الذين رفعهما التيارإن الكبيرإن، (الإستقلالي الديني) و(الإتحادي العروبي)، في بداية الحركة السياسية الوطنية. أما البعد المضمر في شعار (الإتحاد مع مصر) فهو: (إجهاض مشروع إعادة الدولة المهدية). وبهذا يكون البعد المضمر من شعار: (الإستقلال التام)، هو: (عودة السودان كما كان قبل الفتح الإنجليزي - المصري محكوما بواسطة أهله الذين هم الأنصار). وهذا تحديدا ما أسموه طموحات السيد عبد الرحمن المهدى والتي أرهبت مصر والإتحاديين والختمية والإدارة البريطإنية في السودان. فقد كتب المستر وليام قلن بلفور بول الذي عمل إداريا في السودان خلال تلك الحقبة، كتب قائلا:

    (كانت المنافسة القائمة منذ أمد طويل بين الطائفتين المسلمتين الرئيستين أتباع السيد عبد الرحمن المهدى والختمية الرافضة للمهدية ، بقيادة السيد على الميرغنى، اشد ضررا علي التطور المستقر للقطر من مؤتمر الخريجين فيما يعتقد معظم الإداريين البريطإنيين. وقد كان مفهوما أن تقمع المهدية المتجددة في السنوات المبكرة للحكم الثنائي وأن يخلع التأييد على الطائفة الرئيسية في معارضتها لها. وكانت سياسة رد الإعتبار للسيد عبد الرحمن قد أملاها على البريطإنيين عند إندلاع الحرب العظمى في عام 1914، الرغبة في مقاومته دعوة العثمإنيين إلى الجهاد. والنهوض بشخصيته في حذق، قد دفع زعيمي الطائفتين بأضطراد للإصطدام. وكانت الشبهات المبررة التي تشارك فيها حكومة السودان، المنبعثة من إنه كانت للسيد عبد الرحمن طموحات في الملك، هاجسا يثير مخاوف معارضيه، والسبب الأساسي للإرتباط التدريجي من قبل السيد على الميرغنى بالنشاط الموإلى للمصرين. وقد أرهب نفوذ السيد عبد الرحمن المتنامي حكومة السودان أيضا). بشير محمد سعيد ( خبايا وأسرار في السياسة السودانية ) ص 54

    والسؤال الذي يهمنا في هذا الجزء من العمل هو: هل هنالك أي توجه ديمقراطي ليبرالي علماني تعددي في أي من هذين التصورين السياسيين لمستقبل السودان؟.

    نجيب هنا بمزيد من الاسئلة:

    - هل الإنضمام لمصر والإتحاد معها يسمح، بأي حال من الأحوال، إذ تحقق، بقيام حزب آخر ينادي بإنفصال السودان عن مصر وإستقلاله من داخل الدولة الإتحادية؟
    - هل تسمح عودة السودان لما كان علية قبل الفتح، إذ تحققت، بوجود حزب سياسي ينادي بإلغاء وجود السودان وضمه إلى مصر؟

    فأذا كانت الإجابة على كلا السؤالين هي لا، بالضرورة، فأين يمكن إن يوجد التوجه الديمقراطي العلماني هنا؟ وإذا كانت إتفاقية السودان، إتفاقية الحكم الذاتي (1953)، قد نصت بإن يستفتي الشعب السوداني في نهاية الفترة الإنتقالية بين أمرين لا ثالث لهما وهما الإرتباط بمصر أو الإستقلال التام بالمفهوم المهدوى، فإن ذلك كان يعني بإن السودان صائر، لا محالة، لأحد هذين الخيارين الذين ينعدم فيهما وجود الديمقراطية العلمانية. وهذا تحديدا هو ما أصاب البريطإنيين باليأس والشعور بالهزيمة. فقد وافقوا علي خيارين لمستقبل السودان ليس في أي منهما مكان للديمقراطية العلمانية التي كانوا هم رسلها للعالم الثالث. إذن ، لمإذ نشأت الأحزاب أصلا، إذ لم تكن نشأتها تؤدي إلى نظام ديمقراطي؟.

    نقول هنا، بإن إنشاء الأحزاب السياسية، أو علي الأقل، الحزبين الكبيرين (الأمة) و(الوطني الإتحادي)، هو أمر أملته الضرورة، إذ لا بد من قيام كيإن سياسي يحمل عبء الدعوة لعودة السودان للمهدية، أو عبء الدعوة لإبعاد السودان عن العودة للمهدية بإنضمامه إلى مصر. وذلك بسبب أن مصر والسودان كانتا تحت الهيمنة البريطإنية. وبريطانيا لم تكن لتسمح بقيام أية وسيلة سياسية سوي الحزب السياسي المكون علي أساس لبرالي.


    وإذا شاءت الأحزاب السودانية الكبرى إن ترتبط بأهداف غير ديمقراطية، فإن هذا يعني إن هذه الأحزاب قد شاءت إن يكون النهج الديمقراطي وسيلة مؤقتة تنتهي بإنتهاء وسيلة الإستفتاء. فبعد عملية الإستفتاء لن يبقي غير حزب واحد، فإذ قرر الشعب السوداني الإتحاد مع مصر، فإن المنطق يقول بنفي وإبعاد (حزب الأمة)، أما إذ حدث العكس وقرر الشعب الإستقلال ومن ثم العودة إلى الحكم المهدوى، فلا مكان للإتحاديين في السودان، و(لا شيع ولا طوائف ولا أحزاب)، كما فسر السيد عبد الرحمن شعاره الغامض (السودان للسودإنيين) بهذا القول الداعي للشمولية الدينية.

    وكان لا بد من حدوث معجزة لتنقذ السودان من هذا المصير المظلم الذي تحدد مسبقا في إتفاقية الحكم الذاتي عام 1953. فكيف جاءت هذه المعجزة ومن أين؟

    أول الفرج قد جاء علي يد الشعب السوداني عندما قرر أن يهزم حزب الأمة في إنتخابات سلطة الحكم الذاتي عام 1953. ولا شك أن الإتحاديين قد فهموا هذه النتيجة الإنتخابية على أنها تعني هزيمة مشروع السيد عبد الرحمن الذي ظاهره الإستقلال وباطنه إعادة الدولة الدينية المهدية.

    تلي ذلك وفي حوالي عام 1954 نمو خطاب سياسي راديكالي في مصر لم تستسغه الإذن الإتحادية التي تربت علي الخطاب العلماني في مصر ما قبل الثورة، كما لم تفهمه القاعدة الإتحادية المكونة أساسا من البرجوازية التجارية السودانية التي يرعبها مثل هذا الخطاب الثوري المليء بمفردات التأميم والمصادرة ونصرة الفلاحين والعمال والكادحين. فهؤلاء الأخيرين هم قاعدة (حزب الأمة)، وفي أحسن الأحول سند اليسار السوداني. وكان لا بد أن يقل حماس الحزب (الوطني الإتحادي) تجاه مبدأ الإتحاد مع مصر، خاصة وإن الخطر الأنصاري حجم ولو مؤقتا.

    ولم يتبقى من خطر يهدد السودان سوي إن يلجأ أهل المشروع المهدوى الديني للعصيإن والجهاد. فهذه ورقة لا يفوت علي سياسي بارع مثل السيد عبد الرحمن أن يلوح بها في وجه الإنجليز محذرا من ترك المصريين يستولون علي السودان. ففي مقابلة له مع سلوين لويد وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطإنية عند زيارته للسودإن في مارس عام 1953، ألمح السيد عبد الرحمن المهدي للسياسي البريطإني بهذا التهديد مبطناً بدبلوماسية السيد عبد الرحمن العبقرية حيث قال له:

    (إن البريطإنيون يفضلون دون شك إن تتسم المنطقة الواقعة خلفهم بالإستقرار في حال وقوع مزيد من الأضطرابات والإصطدامات في منطقة قناة السويس، مؤكدا إن الموقف كان هادئا في السودان عند وقوع هذه الأضطرابات في مصر من قبل، بفضل تعاون حزب الأمة مع حكومة السودان ) . المصدر السابق

    وكان الإداريون البريطإنيون في السودان مقتنعين بإن نتائج الإنتخابات لن تثني السيد عبد الرحمن المهدي عن هدفه الكبير، وإن إستخدامه للعنف كان واردا تماما. فقد جاء في مذكرة الحاكم العام إلى وزارة الخارجية البريطإنية الصادرة في 3 أغسطس عام 1954 ما يلي: (إذا كان التحليل السابق صحيحا فإن موقف السيد عبد الرحمن المهدي والأنصار، خلال الفترة الإنتقالية سيتسم بالهلع واليأس، ونحن لا نستطيع إن نأمل في إن يتأقلم مع وضع يعرف إنه شديد التهديد لقوته وسطوته الشخصية ومركزه، ويقوي من خصمه اللدود السيد علي الميرغني. وسيتجه عقله أكثر فأكثر نحو العنف كلما أحكم الحزب الوطني الإتحادي قبضته في القطر، وسيتمزق بين الهجوم قيل فوات الأوان والأمل في إن تتدخل حكومة صاحبة الجلالة لإنقإذه .........

    لقد تنأولنا إلى حد ما في مستهل هذه المذكرة خطر حرب أهلية تصدر عن المهدويين كما ورد في الفقرة أعلاه ومهما يكن من أمر فإن الحرب الأهلية ستؤدي إلى كوارث علي السودان والمصالح البريطإنية ) المصدر السابق

    وكان لا بد إن تؤدي هزيمة مبدأ الإتحاد بسبب الثورة المصرية الجديدة، وهزيمة مبدأ العودة للدولة الدينية المهدية في صناديق الاقتراع، إلى إن يتراضى الطرفإن مؤقتا علي إستمرار نظام حكم الفترة الإنتقالية الديمقراطي العلماني ودستور الفترة الإنتقالية العلماني المؤقت والحصول علي إستقلال البلاد عن هذا الطريق حتى إشعار آخر.

    هكذا دخلت تاريخ التجربة السياسية السودانية السلطة الديمقراطية العلمانية بصفة مؤقتة، وظل هذا قدر هذا النوع من السلطة في السودان، تلجأ إليه الساحة السياسية السودانية في وقت الأزمات والمنعطفات الخطيرة و تتراضى حوله مؤقتا.
    وهذا يعني بإنه ليس هناك علاقة مباشرة بين حقيقة تبلور التيارين السياسيين الرئيسيين في أحزاب، وبين تجلي النظام الديمقراطي التعددى عشية الإستقلال. نعم إن الأحزاب قد تكونت كوسائل للوصول إلى السلطة، غير إن الوصول إلى السلطة، حسب أيديولوجيات هذه الأحزاب نفسها، هو نهاية المطاف، فأما إنضمام إلى مصر ونفي التيار الديني الإستقلالي أو دولة مهدوية دينية، وبالتالي نفي التيار الإتحادي العروبي.

    كان هذه الفهم سائدا حتى توقيع إتفاقية السودان (الحكم الذاتي عام 1953) بين مصر وبريطانيا، حيث كان ولا يزال الإتحاديون يتمسكون بمبدأ الإتحاد، وكان حزب الأمة لا يزال يمثل تهديدا ضخما لمستقبل السودان حسب رؤية الإتحاديين والبريطإنيين علي السواء. وكانت المفاجأة هي هزيمة حزب الأمة في إنتخابات أواخر 1953. ثم كان التحول الدراماتيكي في موقف الإتحاديين من الإتحاد مع مصر. وهكذا أجريت الإنتخابات والغي الإستفتاء وحدث الإستقلال دون إن تقع المواجهة بين التيارين الكبيرين.

    ولكن ظلت أي محاولة لفرض أي من المشروعين علي مستقبل البلاد، أو منع ذلك، لن يتم إلا بإستخدام القوة العسكرية. وإن كانت هذه المناجزة العسكرية لم تقع بعد الإنتخابات والإستقلال مباشرة، فإنها قد ظلت احتمالا مضمرا قابلا للتجلي في أي لحظة تكتمل شروطه.

    وفي واقع الأمر، فإن تاريخ السلطة في السودان ما هو إلا تاريخ الإنقلابات العسكرية المتبادلة بين هذين التيارين. فقد حرك التيار الديني إنقلاب عبود عام 1958، وحرك التيار العروبي إنقلاب نميري عام 1969، وحرك التيار الديني إنقلاب اليشير عام 1989
                  

01-13-2006, 11:14 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: لم يسطع نجم السيد عبد الرحمن المهدي بعيد عن ارادة الانجليز و من الامور الثابتة استلام السيدين علي المرغني و السيد الشريف يوسف الهندي اضافة للسيد عبد الرحمن المهدي للاموال من الادارة الانجليزية لبناء بعض الاستثمارات التي ستؤهلهم مستقبلا لزعامة الحركة السياسية السودانية و قد كان

    كان ايضا من الامور المعلومة رفض الامام عبد الرحمن المهدي لهبة المناضل العظيم عبد القادر ود حبوبة بدعوي انها القاء للنفس في التهلكة .


    الأستاذ طه جعفر, لك التحية والود.
    لقد قلت ما قلت في المقتطف أعلاه دون أن تسند ما ذهبت إليه بدليل من تاريخ أو جغرافيا. ولو صبرت قليلا حتى تقرأ الجزء الأخير من مساهمتي لرأيت الدليل على لسان أحد الإداريين الإستعماريين وهو المستر بلفور. فقد كتب (كانت المنافسة القائمة منذ أمد طويل بين الطائفتين المسلمتين الرئيستين أتباع السيد عبد الرحمن المهدى والختمية الرافضة للمهدية ، بقيادة السيد على الميرغنى، اشد ضررا علي التطور المستقر للقطر من مؤتمر الخريجين فيما يعتقد معظم الإداريين البريطإنيين. وقد كان مفهوما أن تقمع المهدية المتجددة في السنوات المبكرة للحكم الثنائي وأن يخلع التأييد على الطائفة الرئيسية في معارضتها لها. وكانت سياسة رد الإعتبار للسيد عبد الرحمن قد أملاها على البريطإنيين عند إندلاع الحرب العظمى في عام 1914، الرغبة في مقاومته دعوة العثمإنيين إلى الجهاد. والنهوض بشخصيته في حذق، قد دفع زعيمي الطائفتين بأضطراد للإصطدام. وكانت الشبهات المبررة التي تشارك فيها حكومة السودان، المنبعثة من إنه كانت للسيد عبد الرحمن طموحات في الملك، هاجسا يثير مخاوف معارضيه، والسبب الأساسي للإرتباط التدريجي من قبل السيد على الميرغنى بالنشاط الموإلى للمصرين. وقد أرهب نفوذ السيد عبد الرحمن المتنامي حكومة السودان أيضا).





    Quote: لا اعتقد ان الامام عبد الرحمن المهدي يمثل مشروع الدولة الدينية و لا اعتقد ان الاتحاديين ( خضر حمد ليس من بينهم) اقصد الختمية يمثلون الدولة العروبية
    مشروع الدولة الحداثية العلمانية لم يتكلم عنه احد !!!؟ و الا فعليك يا استاذي بايراد الادلة !!!


    يعرف حتى الأميون من أهل السودان مقولة السيد عبدالرحمن المهدي الشهيرة التي فسر بها شعار جزب الأمة الغامض (السودان للسودانيين). تلكم هي قولته (لا شيع ولا طوائف ولا أحزاب. ديننا الإسلام ووطننا السودان). فإذا لم تكن الدعوة للدولة الدينية الشمولية هكذا, فكيف تكون؟

    أما عن تمثيل الإتحاديين والختمية للدولة العروبية, فدونك دستور (حزب الشعب الديموقراطي) وإذا لم تجد فيه التأكيد الصريح على إلتزام هذا الحزب ب (الوحدة العربية) و(القومية العربية) ومعاداة (الإمبريالية), فيحق لك إلقاء الكلام على عواهنه.

    أما مشروع الدولة الحداثية العلمانية و(الفدرالية) كذلك, فقد تحدث عنه من يعتبرهم مثقفو الجلابة (لا أحد). تحدث عنه استانسلاوس بيساما وبوث ديو وبنجامين لوكي.




    Quote: بداية التقارب بين الحركة الشعبية و الحزب الاتحادي الديمقراطي كان ان اختتم باتفاقية السلام السودانية بين السيد المرغني
    ودكتور قرنق
    هذه بالنسبة لي لا تفهم في حدود اكثر من التقارب بين السيد المهدي ودكتور الترابي و لا يخفي علي نباهتكم لقبي سيد و دكتور ( سبحان الله)

    قلت أنا أن التقارب بين مشروع الدولة العروبية والدولة الحداثية العلمانية هو الذي يفسر التقارب بين (الحزب الإتحادي الديموقراطي والحركة الشعبية لتحرير السودان). وأضفت أنت تقارب (المهدي - الترابي) الذي لحق به مؤخرا (نقد).
    هذه التقاربات مفسرة عندي (اللهم إلا موقف نقد). فقد تمايزت الصفوف كما يقول الإسلاميون. فحزب الأمة هو أساس وقاعدة الدولة الدينية في الحركة السياسية السودانية الحديثة. وهذا موقف لا أظن أن حزب الأمة ينكره أو يخجل منه. فإذا تقارب مع القوى الحديثة في التيار الديني وتناسى إختلافه الثانوي معها, فهذا مبرر ومقبول عقلا ومنطقا.
    أما تقارب (الميرغني - قرنق) فهو مواصلة لإرث طويل من مواقف الإتحاديين ضد الدولة الدينية ويمكن الإطلاع على ذلك في موضعه من هذا البوست.


    Quote: السؤال حتي لا يكون الجدل اجوفا و بلا معني و اغراقا في التمني
    هل بالسودان الان بنية رأسمال قوية الاجابة لا لذلك ليس في السودان الان الضرورة التاريخية لسيادة الديمقراطية و انتشار الفكر العلماني لان الاساس الاجتماعي للديمقراطية منتف و غير موجود .


    الأستاذ طه جعفر,
    أعترف بالعجز عن فهم المراد من المقتطف أعلاه. هل يعني أن نصرف النظر عن المسألة الديموقراطية حتي يغيض الله لنا رأسمالية مثل تلك التي في أوربا وأمريكا, أم ماذا؟؟؟؟؟
                      

01-15-2006, 05:12 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    UP

    UP

    UP
                  

01-16-2006, 05:12 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    UP

    UP

    UP
                  

01-17-2006, 05:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    - السلطة الشمولية والإنقلاب العسكري

    لم يكن دستور السودان المؤقت والذي هو دستور الفترة الإنتقالية من الحكم الذاتي إلى الإستقلال لم يكن يحظى بإحترام أي طرف من الأطراف داخل برلمان الحكم الذاتي. وكان ينظر إلية كآخر بقايا العهد الإستعماري. غير إن إستبداله بدستور دائم للبلاد وضمن التركيبة السياسية التي ناقشناها سابقا كان أمرا مستحيلا. فاخطر ما في الدساتير أنها تحدد، وبصورة قاطعة ونهائية نظام الحكم ونظام إنتقال السلطة. وحيث أن الوضع في السودان لم يكن يعدو أن يكون هدنة مؤقتة ريثما تخرج من البلاد دولتا الحكم الثنائي، فإن إنجاز دستور دائم كان رابع المستحيلات. فالدستور يعنى تنازلات من جميع الأطراف لمصلحة إنشاء وطن موحد يسع الجميع ولا يسقط فيه حق أحد. وحيث إن العلاقة بين المشاريع والتصورات السياسية لمستقبل السودان قد ظلت كما هي، علاقة نفى وإبعاد، فإن خطر محاولات الإجتثاث ومحاولات إجهاض المشروع المضاد قد ظل ماثلا بعد الإستقلال. وقد فطن إلى ذلك الدكتور شريف حرير في ورقته إلى بعنوإن (إعادة تدوير الماضي في السودان) حيث ورد :

    (إن الإحترام لنموذج دستور ويستمنستر في الفترة التي أعقبت الإستقلال، لم يكن كبيرا. لقد رجحت عموما المصالح الشخصية والحزبية الأولوية علي الإعتبارات الدستورية وأسهمت في خلق الفرص للتدخل العسكري نتيجة لذلك) . شريف حرير ( السودان ، الانهيار أو النهضة ) مركز الدراسات السودانية الطبعة الأولى - القاهرة 1997.

    من هنا جاءت الظاهرة السلطوية الثانية في السياق السياسي السوداني وهى ظاهرة السلطة الشمولية وآليتها المحققة لها وهى الإنقلاب العسكري. وبدراسة هذة الظاهرة بدقة يتضح لنا بإنه لم يقع إنقلاب عسكري في السودان إلا من أجل تحقيق مشروع سياسيي أو إجهاض مشروع سياسي مضاد وشيك التحقيق. وكان ذلك على النحو التالي:

    إنقلاب إبراهيم عبود عام 1958
    كان هذا هو التجلى الأول لظاهرة السلطة العسكرية الشمولية ضمن التجربة السياسية السودانية. وحول هذا الإنقلاب ، وبما يتماشى مع ما ذهبنا إليه من مسئولية الصراع بين المشاريع السياسية في خلق ظاهرة الإنقلاب العسكري، إنقل هنا من كتاب الدكتور إبراهيم محمد الحاج موسى الموسوم: (التجربة الديمقراطية وتطور نظم الحكم في السودان) من الصفحة رقم 200: موسى إبراهيم الحاج موسى ( التجربة الديمقراطية وتطور الحكم في السودان )

    (.. . سافر إلى القاهرة السيد على عبد الرحمن رئيس حزب الشعب الديمقراطي ووزير التجارة آنذاك دون إن يخطر رئيس الوزراء بذلك، كما سافر إلى بغداد السيد إسماعيل الأزهري رئيس الحزب الوطني الإتحادي لتهنئه الشعب العراقي بثورة تموز سنة 1958، ومن بغداد عرج على القاهرة حيث واصل منها إتصالاته مع السيد على عبد الرحمن. ومن القاهرة إنتشرت إشاعة لقائهما وإتفاقهما مع القادة المصريين على إعلان إتحاد مصر والسودان. ولعل أول من أطلق هذه الإشاعة صحيفة فرنسية عندما نشرت خبرا لمراسلها في القاهرة مفاده أن إتفاقا سريا قد تم بين قادة الحزب الوطني الإتحادي وحزب الشعب الديمقراطي وبين الرئيس جمال عبد الناصر لقيام ثورة وطنية إشتراكية بالخرطوم .... إن دوائر حزب الأمة جن جنونها لهذا الخبر، وكان رئيس الوزراء يعلم جيدا أن وزارته سوف تسقط عند افتتاح الدورة البرلمانية الثانية في 17 نوفمبر سنة 1985، لذلك عمل رئيس الوزراء على أن يسلم السلطة للجيش قبل افتتاح البرلمان )

    وسواء عمل حزب الأمة بناءا على تصديقه لهذه الشائعة أو بناءا على حسابات أخرى، فإنه قد كان متأكدا من سقوط حكومته وتولى أهل المشروع الإتحادي العروبي للسلطة مما يجعل فرصة تحقيق المشروع الإتحادي مواتية. وكان لابد من أن يتحرك حزب الأمة لإجهاض تحقق المشروع الإتحادي، وكان لابد من الإنقلاب العسكري.

    2- إنقلاب جعفر نميري عام 1969م
    وتحقق مشروع سياسي أو إجهاض مشروع مناوئ، كان هو أيضا المحرك الأساسي وراء وقوع الإنقلاب العسكري الثاني في السودان عام 1969. وإذ كان أهل المشروع المهدوى الديني قد إستطاعوا إجهاض المشروع الإتحادي العروبي الذي كان يتوهم إنه سيحقق، فإن القمة الراديكالية من أهل التيار الإتحادي العروبي، ممثلين في القوميين العرب، قد إستطاعوا عام 1969، تحريك الجيش للإستيلاء على السلطة وإجهاض مشروع الدستور الإسلامي الذي تأكدت إجازته من داخل الجمعية التاسيسية عام 1969 بإتفاق (حزب الأمة) و(الوطني الإتحادي) و(جبهة الميثاق الإسلامي). فبعد إنتخابات عام 1968 والتي حظر قبلها نشاط الحزب الشيوعي السوداني بإتفاق الأحزاب الثلاثة المذكورة، ظهر جليا أن إتفاقا بين هذه الأحزاب الثلاثة قد أبرم من أجل فرض الدستور الإسلامي من داخل البرلمان. وقد نقل الدكتور عبد اللطيف ألبوني في كتابة: (تجربة نميري الإسلامية في السودان) مقتطفات من مقالة لاحمد البشير الأمين في مجلة (المستقبل العربي) ما يلي:

    (كان واضحا منذ البداية إن الإنقلاب كان محاولة من أنصار الدستور العلماني لوضع نهاية لمخططات أنصار الدستور الإسلامي لإجازته بواسطة الجمعية التاسيسية. وقد أعلن قائد الإنقلاب أن من أول أهدافه تمزيق تلك الوريقة الصفراء ورميها في سلة المهملات).

    إنقلاب عمر البشير عام 1989م
    ولم بشذ الإنقلاب الثالث 1989، عن القاعدة، بل جاء تأكيدا لها. فقد تبلورت الدولة الديمقراطية العلمانية في إتفاقية (الميرغنى - قرنق) في أديس أبابا عام 1988، كما إن التأييد الدولي والإقليمي والداخلي التي حظيت به هذه الإتفاقية قد جعل تحقيق الدولة الديمقراطية العلمانية أمرا مؤكدا. فقد كانت هذه الإتفاقية في سبيلها إلى أن تؤسس وحدة حقيقية بين شمال البلاد وجنوبها على قواعد علمانية يفصل فيها تماما بين الدين والدولة. ولم يكن يمنع من تنفيذ هذه الإتفاقية سوى الإنقلاب العسكري. غير أن الجديد في إنقلاب 1989، هو أنه كان مخططا قبل إن يبدأ مجرد التفكير في إتفاقية (الميرغنى - قرنق) عام 1988. فقد قررت الحركة الإسلامية السودانية الحديثة إستلام السلطة بواسطة إنقلاب عسكري وفرض الدولة الدينية بناء ا على حسابات داخلية تخص هذه الحركة. ولما فوجئت هذه الحركة بتلك الإتفاقية القوية الناضجة كان لابد من أن تعجل بتقديم ساعة الصفر وتستلام السلطة.

    وإذا كان إنقلاب عبود 1958 قد جاء لإجهاض تحقق المشروع الإتحادي العروبي وهو في حكم الإشاعة، وإذا كان إنقلاب نميري 1969، قد جاء لإجهاض تحقق المشروع الديني الذي كان وشيك التحقيق، فإن إنقلاب البشير 1989، قد جاء في الشكل النموذجي المكتمل والمثالي للإنقلاب العسكري في السودان ضمن المفهوم الذي حددناه في هذه الدراسة. فقد جاء هذا الإنقلاب لإجهاض مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية، وفرض الدولة الدينية الشمولية في نفس الوقت. وهذا ما جعل هذا الإنقلاب يحدث بوقوعه مواجهة مباشرة وصداما علنيا بين الدولة الدينية التي جاء بها وبين بقية عناصر الساحة السياسية السودانية التي تجمعت في معسكر الدولة الديمقراطية العلمانية كما تبلورت في إتفاقية (الميرغنى – قرنق). كما إنه لم يسبق في تاريخ السودان أن اكتمل تصور الدولة الدينية وتجهيز كوادرها وتحضير برامجها، كما حدث عشية إنقلاب البشير عام 1989.
                  

01-17-2006, 06:19 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    قنا فوق...
                  

01-18-2006, 05:09 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    فوق فوق يا عاشة بت فاطنة.

    عملت لي شنو في مسرحيتي؟
                  

01-20-2006, 06:04 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الحرب الأهلية والتمرد المسلح

    ظلت حركات التمرد المسلح في الجنوب وبإستمرار، تستبق تغيرا سياسيا كبيرا وشيك التحقق في السودان. إذ لا يفوت الدارس للحركة السياسية السودانية إن يلاحظ بأن موجة التمرد الأولى عام 1955 قد استبقت، موعد تقرير المصير وقرار الإستقلال عام 1956. وهذا يعنى إن الجنوب يرفض إن يقرر الشمال مصيره وفى غيابه الكامل. فقد أصمت الأحزاب الشمالية آذانها عن سماع رأي الجنوبيين حول تقرير المصير والإستقلال. كما سوفت وراوغت بشأن مطالبة الجنوب بالنظام الفدرالي.

    أما موجة التمرد المسلح الثانية عام 1963، فقد استبقت سقوط الحكم العسكري الشمولي الأول عام 1964، حتى تكون مستعدة للمشاركة في تقرير نظام الحكم بعد سقوط الدكتاتورية ومن موقف قوة. وهذا يدل على إن السياسي الجنوبي أقدر على القراءة الصحيحة للوضع السياسي في السودان من رصيفه الشمالي. فعندما بات سقوط السلطة العسكرية وشيكا، إستبق التمرد الحدث الكبير القادم.

    وكذا جاءت موجة التمرد الثالثة عام 1983، مستبقة التحول الكبير تجاه أسلمة الدولة في السودان على يد جعفر محمد النميرى، بإعلانه تطبيق الشريعة الإسلامية عام 1984.

    ويتضح ألآن أن المشاريع السياسية الكبرى في السودان، ومن خلال نظرتها ذات الإتجاه الواحد قد أوجدت ظاهرة السلطة الشمولية والإنقلاب العسكري كما أوجدت ظاهرة الحرب الأهلية والتمرد المسلح. فالعقل السياسي الجنوبي، قد بات متيقنا بإن الجنوب والمواطن الجنوبي لا مكان له ضمن المشروعين السياسيين الأقرب للتحقق والأقدر على التجلى في السلطة، وإنه لابد له من الإعلان عن رفضه للمصير الذي يقرره له، وفى غيابه، كلا المشروعين. لإن هذا المصير لا يهدف إلا لتغيير هوية الإنسان الجنوبي بإتجاه الأسلمة والتعريب. لهذا ندرك ألإن جزع الفعآليات السياسية الجنوبية كلما اقترب موعد تحول كبير في مسيرة الحركة السياسية السودانية. فلا يوجد إنسان على ظهر الأرض مستعد للتنازل عن هويته العرقية والثقافية عن طيب خاطر. إذ أن كل إنسان يرى أنه لا يوجد في الكون هوية عرقية افضل من هويته ولا ديإنة أعظم من ديإنته ولا ثقافة أفضل من ثقافته. هكذا خلق الله البشر مختلفين ولو شاء لجعلهم أمة واحدة.
                  

01-23-2006, 05:05 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    أعلى
                  

01-24-2006, 05:54 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: فقط سؤالان .
    الاول هل كان الكيان الختمي او الاتحادي كلة ينادي بهذا النداء ؟
    الثاني كيف مدام نجوى؟
    اعجبني التصحيح النحوي كما في مدينة النهر الميت......


    الأستاذ المحسي, وأظنك جدو,
    لك التحية من كنت.

    الكيان الختمي أعلن على لسان قائده, السيد علي الميرغني أنه (سيؤيد أي حزب يقف في وجه طموحات عبدالرحمن المهدي) في أن يصير ملكا على السودان. ومن هنا فقط جاء تحالفه مع الإتحاديين الداعين للوحدة مع مصر.

    هذا كان بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 . وقد استمر هذا الموقف الختمي حتى نال السودان استقلاله ونجى من ملك الأنصار.

    غير أن الختمية قد وجدوا سببا آخر للإستنجاد بمصر بعد عام 1956، حيث حدث تقارب مريب بالنسبة لهم بين حزب الأمة والأمريكان تجلى في العرض الأريكي للمعونة على حكومة عبدالله خليل بعيد الإستقلال مباشرة.

    وإذا كان هدف الأمريكان هو ضرب ثورة عبدالناصر في مصر، فلا شيء يمنع من أن يكون هدف الأنصار هو الإنفراد بحكم السودان. هكذا، أعتقد أن الختمية قد فهموا الأمر. لهذا فقد سارعوا بإنشاء (حزب الشعب الديموقراطي) عام 1956 لمواصلة الإحتماء بمصر من خطر الأنصار.

    أما الإتحاديون اللبراليون بقيادة إسماعيل الأزهري، فإنهم وبعد قيام الثورة الإشتراكية في مصر عام 1952 ، قد تنصلوا من مبدأ الإتحاد. فكيف ينادون بالإتحاد مع مصر الإشتراكية وهم حزب البرجوازية التجارية في السودان؟

    وهذا ما يفسر لنا ظاهرتين بعد ثورة أكتوبر 1964:
    - 1 تقارب الحزب (الوطني الإتحادي) مع حزب الأمة والإسلاميين.
    - 2 تقارب حزب (الشعب الديموقراطي) مع الحزب الشيوعي وإتحاد العمال.

    هذا يا جدو ما عن لنا بخصوص سؤالك الأول. أما السؤال الثاني، فأشكرك عليه وأقول لك هي الآن بخير وصحة ممتازة.
                  

01-24-2006, 09:22 AM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    فووووووووووق
    فووووووووووق
    لحين العودة بدلوي
                  

01-26-2006, 12:52 PM

almahsi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    اذا كان الاتجاه المحرك للكيان الختمي في تحالفاته مع مصر او التصنل منها هو عدم الموافقة على ملك الانصار فهذا يعني ان البلاد في زمن ما كانت خارج اللعبة الدينية فهذا يفند بعض من نقالك الاول عن التيارات الاسلامية ودورها في تكوين الحراك السياسي في ذك الزمان ، ثاني الاشياء هي ان الحزب الوطني الاتحادي تراجعة الى الكيانات الختمية تمت في ضغط من الشيوعيون _اللذين بدا يعلو صوتهم وصيتهم _وهذا الدافع الاول لذلك واظن انهم وضعوا السياسة الخارجية جانباً وما حدث هو محض صدفة لا انتباه كما زكرت للتقارب الامريكي .
    انا جدو كما اشرت ولكن كيف عرفت .
                  

01-25-2006, 11:28 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    nadus200


    عشمتنا بالحلق خرمنا أضانينا
                  

01-27-2006, 06:30 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: اذا كان الاتجاه المحرك للكيان الختمي في تحالفاته مع مصر او التصنل منها هو عدم الموافقة على ملك الانصار فهذا يعني ان البلاد في زمن ما كانت خارج اللعبة الدينية فهذا يفند بعض من نقالك الاول عن التيارات الاسلامية ودورها في تكوين الحراك السياسي في ذك الزمان ، ثاني الاشياء هي ان الحزب الوطني الاتحادي تراجعة الى الكيانات الختمية تمت في ضغط من الشيوعيون _اللذين بدا يعلو صوتهم وصيتهم _وهذا الدافع الاول لذلك واظن انهم وضعوا السياسة الخارجية جانباً وما حدث هو محض صدفة لا انتباه كما زكرت للتقارب الامريكي .
    انا جدو كما اشرت ولكن كيف عرفت .


    الصديق جدو,
    عرفتك شطارة ساكت.
    أزيك وكيفك وكيف الخرطوم. مشتاق والله. وتحياتي لكل من تلقى من الاصدقاء.

    نجي لموضوع الختمية:

    الإعتراض على ملك الأنصار هو عين (اللعبة الدينية). دولة الأنصار هي الدولة الدينية الأولى في تاريخ السودان. وأنا أعني هنا (السودان) بحدوده التي تركتها التركية السابقة. وسيبك من الحديث عن دولة سنار. فتلك لم تكن دولة دينية. تلك كانت دولة إقطاعية بدائية استعان ملوكها من زنوج(الفونج) في نشر سلطانهم, بشيوخ القبائل العربية التي كانت أقواها قبيلة العبدلاب كما استعانوا بالشيوخ المتصوفة وبذلك العدد القليل ممن درسوا بالأزهر.

    إن الختمية كطريقة صوفية لم يكن لها من مطلب سوى حرية الدعوة وتوسيع قاعدة المريدين. دولة الأنصار الدينية حرمت الختمية هذا الحق وضايقت قادتهم حتى أضطروا للهروب من السودان كله. فإذا ورث السد عبدالرحمن والأنصار حكم السودان عن الإنجليز، فلا مكان للختمية في السودان المستقل. وهذا ما يتفق تماما مع ما أذهب إليه من توزع الحركة السياسية في بداية نشأتها إلى تيارين هماالتيار الديني الداعي لعودة دولة الأنصار الدينية (السودان للسودانيين) والتيار الإتحادي الذي يرى في مصر الترياق المضاد والوحيد الفعال ضد عودة دولة الهوس الديني.

    يجب أن نفرق في الحديث بين (التيار السياسي) و(الحزب السياسي). فالتيار السياسيي يضم أحزابا وجماعات وفئات إجتماعية وطبقات تلتقي مصالحها حول توجه سياسي معين. من هنا فقد قلت أن التيار الإتحادي قد ضم جميع الفئات التي مسها الضر أثناء عهد دولة الخليفة عبدالله الإنصارية الدينية. وحددت تلك الفئات في الختمية والمتعلميين (كونوا فيما بع الأحزاب الإتحادية والحزب الشيوعي), وسكان المدن وغير ذوي الأصول العربية أو الإسلامية. الذين كانوا أول من فطن لخطورة عودة الدولة الدينية وأول من بدأ الدعوة للإتحاد مع مصر إتقاء (أهم قادة اللواء الأبيض)

    هذا كله كان يجري قبل الإستقلال. أما بعده فقد اختلطت الأوراق وتخلت قيادة الإتحاديين عن مبدأ الإتحاد لظروف شرحناها في موضعها, وتمسك الختمية بالإتحاد مع مصر الناصرية الثورية بسبب التقارب الذي بدى بين حكومة عبدالله خليل(حزب الأمة) وبين الأمريكان في (المعونة الأمريكية) التي رفضها حزب الشعب الديموقراطي (الختمية).

    واختاطت الأوراق مرة ثانية بعد ثورة أكتوبر كما فصلنا ذلك في موضعه.
                  

01-29-2006, 07:40 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الخلاصة

    التيارات السياسية في السودان واضحة وبينها أمور متشايهة.

    رايت أن أختم طرحي في هذا البوست بتقديم الخلاصة التي توضح في المقام الأولي ضرورة تقديم الطرح نفسه.
    لقد دعاني لهذا الطرح ولاقتطاف الكثير من الأجزاء من بحث قديم أنجزته عام 200 , هو الآتي:

    - ما أراه من تجمع مدروس لاهل التيار الديني القدامى والجدد في تنسيق سياسي لا يخفى إلا على من لا يريد أن يرى.

    - الغياب الكامل للتنسيق بين أهل التيار العلماني. بل عودتهم للتشرزم والمزايدات الفارغة في غفلة تامة عن الخطر الذي يشكله التيار الديني وسعيه المكشوف لفصل الجنوب الذي افشل (المشروع الحضاري).

    - استمرار الخطاب الديني والدعاية للمؤتمر الوطني في وسائل الإعلام المملوكة للشعب السوداني (إذاعة - تلفزيون) بأكثر مما كان الحال عليه قبل إتفاقية السلام.

    - دنو موعد الأنتخابات المنصوص عليها في إتفاقية السلام وليس في السودان من حزب مستعد لخوضها سوى (المؤتمر الوطني).

    لن يجدي شيئا نعت الكيزان بالفاشست أو قوى الظلام أو ... أو ..... أو طالما أنهم سوف يكتسحون الإنتخابات.

    ألا هل بلغت؟؟
                  

01-30-2006, 11:22 AM

almahsi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    الغياب الكامل للتنسيق بين أهل التيار العلماني. بل عودتهم للتشرزم والمزايدات الفارغة في غفلة تامة عن الخطر الذي يشكله التيار الديني وسعيه المكشوف لفصل الجنوب الذي افشل (المشروع الحضاري).
    الاسواء من هذا ما تقوم الحركة الشعبية من بلع للتنظيمات العلمانية (عارف يعني شنو بلع )
                  

01-30-2006, 07:28 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    UP


    UP


    UP
                  

01-31-2006, 05:57 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    إذا بلعتها وحدتها وهذا هو المطلوب.

    وبيني بينك، ليتها تبلع السودان كله وتحوله لسودان جديد.
                  

02-02-2006, 04:43 PM

almahsi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا علمانيو السودان .. إتحدوا (Re: حامد بدوي بشير)

    ازيك ياصديقي العزيز

    هذه نظره ضيقة جدا للسودان الجديد واين السودان الجديد اذا اصبحت الحركة الشعبية هل الاصل في السودان الجديد ولايوجد غيرها هذا ببساطة هو تغير الجلباب من الامام ولبسة بالخلف مع العلم ان الجلباب انصاري ،صديقي حامد السودان الجديد لابد ان يستوعب كل الاشكال القديمة والجديدة هذا هو ما ينادي بةه العالم الان ولا يصح ان تكون الحركة مبتلعة السودان كلة وننادي بانة السودان الجديد هذه دكتاتورية البولوتارية جديدة (تغير مناصب ) وفي رائي ان التعدد من مصلحة الحركة الشعبية ومن مصلحة الانسان نفسة لانه يولد التفاكر والحوار لا نريد سودان جديد مظلم بحزب واحد او نظرية واحدة او قائد واحد نره سودان جديد حر ، الابتلاع لا يعني التوحد يعني الزوبان في فكرة واحدة (انا شخصياً لا اريد ان نبتلع التنظيمات الحديثة بحجة التوحيد اريد من التنظيمات الحديثة ان تكون جلاد للحركة الشعبية اذا اخطأنا لابد من وجود تنظيم يدرك معنى الحرية ويقوم الحركة حتى ترجع الى الطريق الصحيح ،
    خلاصة :
    ان الابتلاع يؤدي الى تحول الحركة الى تنظيم دكتاتوري اخر وتكون القوى الظلامية قد كسبت فارس جديد لها بهذه القوة اذا السلام على السودان
    دعونا نفكر لنا ولغيرنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de