|
وثيقة نادرة .. رسالة فاطمة احمد ابراهيم للسفاح نميري بعد اعدام الشفيع
|
الى جعفر محمد نميري لقد وصلنا مندوبكم لاستلام وسام النيلين ، وها هو الوسام مردود اليكم ، ولم أشعر براحة في حياتي مثلما شعرت بها الان . إذ ان تجريد الشفيع منه منحه فرصة اختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه ... تتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من اجل شعبه عامة والطبقة العاملة خاصة ، يكفيه فخرا ورفاقه انهم من الرواد الذين تسلموا من علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ راية الكفاح من اجل الاستقلال وبينوا للشعب حقيقة الاستقلال بمحتواه السليم التقدمي ، وتعرضوا من اجل ذلك للسجن والمطاردة ، يكفيه فخرا انه ورفاقه الرواد الاوائل الذين رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الاصيلة وناضلوا من اجل توعية الشعب والدفاع عن مصالحه ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية كان لها الفضل الاول في تثبيت اركان الحكم الذي تتمتعون به – وتعرضوا في سبيل ذلك لكل انواع الاضطهاد وقدموا اعظم التضحيات ، يكفيه فخرا انه من قادة الطبقة العاملة ، وابنا بارا عرفه الشعب مناضلا جسورا وقائدا متواضعا لم تدفعه الاغراءات بكرسي الوزارة ، ولم يخفه سجن والاضطهاد للتخلي عن مصالح الطبقة العاملة ... وهكذا عرفه الشعب وعرفته الطبقة العاملة ، ولم يعرفوه فجأة حاكما مستبدا مغرورا .. ان الاجل بيد الله ، ويوم الانسان لا يتقدم ولا يتأخر وقد كان من الممكن ان يموت الشفيع في نفس التاريخ بحمى او سكتة قلبية على سريره ، ولكنه بحمد الله مات ميته يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم ... ميتة جعلتكم في وضع لا تحسدون عليه .. مات مظلوما وشهيدا ، مات ميتة ابطال ، وقابل الموت بشجاعة المناضلين المؤمنين بالله وبشعبهم ، اذ ظل يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة وأدى الشهادة وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته ... وزيادة على ذلك فقد هز موته العالم كله ، وتردد اسمه بالتمجيد في كل اذاعة وصحيفة – واحتجت على قتله وسخطت عليكم حتى الصحف اليمينية في العالم الغربي ، واعترفت وسجلت تاريخ نضاله الابيض الخالد . وحتى بعد قتله ظل العالم يطالبكم بنشر تفاصيل ووثائق اغتياله سرا وفي ساعات وعدم علنية المحاكمة وسرعتها ورفضكم لطلب المنظمات العالمية بتسليم ونشر وثائق محاكمته ، ورفضكم في حد ذاته ادانة واضحة لا يمكن ان تخفيها مبررات او محاولات للتزوير بعد ذلك ، لقد كنا فقط نطالب ونتوقع محاكمة عادلة على الاقل في المستوى الذي تمتع به ( شتاينر ) عميل الاستعمار . وطبعا اذا كنا نعرف سلفا دوافع قتلهم والجهة التي خططت له لا يمكن ان نطمع في المعاملة التي عاملتم بها من حملوا السلاح في وجه وحدات الجيش وثبت بالدليل القاطع ، مما وجد من اسلحة ووثائق انهم كانوا يخططون للقضاء عليكم ، والذين لم يقدموا حتى الان للمحاكمة رغم انهم قد مر على ذلك اكثر من عام . هذا وها انا ارد اليكم الوسام الذي منحتموني ايه لانه ما شرفني في يوم من الايام ولن يشرفني ، وردها يعبر عن شكري على منحكم الشفيع فرصة موت شرفه وخلده واثبات بطولته ، ويعبر عن اشمئزازي من ارتكابكم افظع جريمة قتل في القرن العشرين ... جريمة قتل الابرياء الشرفاء باسم الثورة والتقدم والاشتراكية ... ويعبر عن ايماني واقتناعي التام بحتمية انتصار الثورة السودانية الحقيقية بعد ان صمدت واكتسبت خصوبة بدماء أعز واشرف ابناءها .
والسلام على من اتبع الهدى
وعاش كفاح الشعب السوداني
والعزة والنصر للطبقة العالمة والمجد والخلود لشهدائنا الابطال
فاطمة احمد ابراهيم زوجة البطل لشهيد الشفيع احمد الشيخ ورفيقة دربه وحاملة الراية من بعده
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وثيقة نادرة .. رسالة فاطمة احمد ابراهيم للسفاح نميري بعد اعدام الشفيع (Re: خالد العبيد)
|
في صباح السبت 24 يوليو قبض على الشفيع احمد الشيخ ، وبدأ المهوسون المرتعدون ، التحقيق معه في تمام الساعة الحادية عشرة مساء الاحد 25 يوليو ، وبدأت عملية تعذيب بشعة بقيادة ابوالقاسم محمد ابراهيم وزير الداخلية أنذاك ومعه مجموعة من الضباط والجنود طالبين منه ان يخبرهم بمكان عبدالخالق ، استقبل الشفيع ابشع الوان التعذيب ببطولته المعهودة .. وعندما مثل اما المحكمة استمر الضرب والتعذيب ، وانتزعوه من امام المحكمة ليعاودوا ضربه ، واعيد الى المحكمة والدماء تغطي كل جسده الشامخ ، وانتهت المحكمة في عشر دقائق ، وكان شاهد الاتهام الوحيد ضده الخائن ـ معاوية ابراهيم سورج ـ . وفي تمام الساعة الثانية والنصف من يوم الاثنين 26 يوليو سمع السجناء هتافا يدوي ، قويا ، عنيدا ، مضيئا بالحقيقة .. صوت يعرفونه جيدا ... فرددوا هتافاته :
عاش كفاح الشعب السوداني ، عاش كفاح الطبقة العاملة ...
ولحظات ادرك سجناء كوبر الحقيقة عندما ابتعد الصوت القوي رويدا رويدا استشهد البطل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وثيقة نادرة .. رسالة فاطمة احمد ابراهيم للسفاح نميري بعد اعدام الشفيع (Re: خالد العبيد)
|
ولد الشفيع احمد الشيخ بمدينة شندي في 2 مايو 1924م وينتمي الشفيع الى قبيلة الجعليين الذين عرفوا بالشجاعة واقتحام المخاطر ن وكان الشفيع شجاعا مقداما ن شهدت له عطبرة وكل مدن السودان وقراه بذلك . تلقى الشفيع تعليمه الاولي بمدرسة شندي ، ثم التعليم الاوسط بمدرستي بربر وبورتسودان الوسطى . والتحق بأول دفعة بمدرسة الصناعات العليا بمدينة عطبرة . وتخرج منها عام 1942م . وعقب تخرجه عمل بالسكة حديد في ورش عطبرة وعمل في ورشة البرادين ن ثم بمكتب الرسم ، وعندما انتدب للتدريس بمدرسة جبيت اعتذر لانه كان يفضل العمل بالورش بين العمال . ولما توثقت صلته بالعمال عرضت عليه السفر في بعثة دراسية لفترة طويلة في لندن او الهند ولكنه اعتذر ـ لانه كان قد بدأ في ذلك الحين في وضع اللبنات الاولى لبناء التنظيم النقابي . وكان الشفيع قلب هذا التنظيم مع رفاقه قاسم امين ، والحاج عبدالرحمن ، وابراهيم زكريا . ومجموعة اخرو من العناصر العمالية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وثيقة نادرة .. رسالة فاطمة احمد ابراهيم للسفاح نميري بعد اعدام الشفيع (Re: Adil Osman)
|
Quote: فرددوا هتافاته :
عاش كفاح الشعب السوداني ، عاش كفاح الطبقة العاملة ...
ولحظات ادرك سجناء كوبر الحقيقة عندما ابتعد الصوت القوي رويدا رويدا استشهد البطل |
Quote: وعاش كفاح الشعب السوداني
والعزة والنصر للطبقة العالمة والمجد والخلود لشهدائنا الابطال
فاطمة احمد ابراهيم زوجة البطل لشهيد الشفيع احمد الشيخ ورفيقة دربه وحاملة الراية من بعده |
الشفيع يا فاطمة فى الحى فى المصانع فى البلد حى ومات شهيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وثيقة نادرة .. رسالة فاطمة احمد ابراهيم للسفاح نميري بعد اعدام الشفيع (Re: خالد العبيد)
|
الأخ خالد سلام ارجو ان تسمح لى بنقل هذا المقال عن صحيفة النور السورية والذى كتبه الكاتب حسين العودات فى عام2004
وشكرا الشفيع أحمد الشيخ شفيع الطبقة العاملة وشهيدها
قبل سنة ونيف سمحت السلطات البريطانية بنشر بعض وثائقها السرية حول السودان الذي كانت تستعمره والتي أعدت عام 1952، وقد وصفت هذه الوثائق الشفيع أحمد الشيخ في ذلك الحين، وكان عمره 28 عاماً، بأنه (شيوعي نشط، وعضو في الحركة السودانية للتحرر الوطني، ونظم توزيع مطبوعات ومنشورات هذه المنظمة، وهو من المتطرفين الخطرين سواء اشترك في الشؤون العمالية أم السياسية، حوكم في حزيران 1951 لتحريضه البوليس على الاستمرار في الإضراب وحكم عليه بالسجن مرتين) ولم تقل الوثائق إن القاضي الذي حاكمه وحكمه كان قاضياً بريطانياً.
ربما ستقول الوثائق البريطانية التي سيسمح بنشرها مستقبلاً بأن الشفيع أحمد الشيخ حكم عليه أيضاً بالسجن خمس سنوات عام 1959 لمعارضته نظام الفريق إبراهيم عبود العسكري، كما حكم عليه بالإعدام عام 1971 لمعارضته نظام جعفر النميري ونفذ فيه الحكم فوراً.
ولد الشفيع أحمد الشيخ عام 1924 في سندي شمال الخرطوم، وهو ابن قبيلة الجعليين وهي (من أشهر القبائل العربية في السودان). ثم تخرج من مدرسة الصناعات في مدينة عطبرة، وكان عمره حين تخرجه ثمانية عشر عاماً، والتحق من فوره بالعمل في السكك الحديدية في السودان، وبدأت حياته النضالية منذ اليوم الأول لالتحاقه بالعمل.
شارك الشفيع في تأسيس هيئة شؤون عمال السكة الحديد التي تحولت عام 1948 إلى نقابة عمال السكك الحديدية، واختير في العام نفسه سكرتيراً عاماً مساعداً لنقابات العمال في السودان، ولم يكن عمره يتجاوز الرابعة والعشرين عاماً.
ما إن أصبح قائداً عمالياً حتى بدأت مشاركته الفعالة في الحركة الوطنية السودانية التي استمرت حتى نهاية حياته. وقد حوكم من قبل قاض بريطاني عام 1948 بتهمة إصدار منشور باسم نقابته (يحرّض على كره الحكومة البريطانية) حسبما نص الحكم، وتعرض لمحاكمة أخرى في العام التالي بالتهمة نفسها وحكم عليه بالسجن سنتين.
انتخب الشفيع أحمد الشيخ سكرتيراً عاماً لاتحاد نقابات العمال في السودان في أول مؤتمر عقده هذا الاتحاد عام 1951، وكان عمره 27 عاماً، فرفع شعارات تطالب بحق تقرير المصير للسودان الذي يحتله البريطانيون، وبالكفاح المشترك مع الشعب المصري، والنضال ضد مواقف الأحزاب الطائفية في السودان (الأنصار والختمية) التي كانت تهيمن على الحياة السياسية والاجتماعية. وعمل على عقد صلات بين الحركة العمالية السودانية والحركتين العماليتين العربية والعالمية. وما لبث أن انتخب نائباً لرئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال (عام 1957)، وربما كان حينئذ أصغر قائد نقابي يتولى هذه المسؤولية العالمية.
شارك الشفيع في مقاومة نظام إبراهيم عبود العسكري، وحكم عام 1959 بالسجن خمس سنوات، ومنح وهو في السجن وسام السلام العالمي الذي تسلمه فيما بعد عام 1964. وفي هذا العام انتخب مجدداً سكرتيراً عاماً مساعداً لرئيس اتحاد عمال السودان من قبل 55 نقابة عقدت مؤتمرها متجاهلة معارضة حكومة عبود، التي حاولت أن تحول دون انعقاد المؤتمر. وتصاعد نضال الحركة الوطنية بعدها وشارك فيه معظم فئات المجتمع ليتحول إلى انتفاضة أسقطت النظام العسكري في نهاية المطاف. ثم شكل سر الختم خليفة وزارة ائتلافية سمي الشفيع فيها وزيراً ممثلاً اتحاد العمال، وسميت السيدة فاطمة إبراهيم (زوجته لاحقاً) وزيرة ممثلة لاتحاد المرأة.
كان الشفيع أحمد الشيخ إذن رئيساً لاتحاد عمال السودان ونائباً لرئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال وعضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، ووصف في هذه المنظمات جميعها بالحكيم. ولكن لم يشفع له هذا كله لدى النميري الذي استغل فشل حركة هاشم العطا العسكرية عام (1971) فأمر باعتقال الشفيع وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فوراً، وذلك كله خلال ستين ساعة.
وصف الشاعر السوداني الدكتور جيلي عبد الرحمن موقف الشفيع أثناء المحاكمة (أواه ما ركعت - ما انحنيت - وحينما اعتدى المرتزقة عليك قبل الموت فافتديت مرتين .. ياشفيع الطبقة) كما وصف عملية إعدامه (في ساحة الإعدام - كان الردى ينام - توسدت عظامه عبير هذي الزنبقة - وأنت عبر كل هامة - متوج الجبين بالعمامة - حمامة من فوقها حمامة - وتزدهي على جبين مطرقة).
سلاماً لروح الشفيع صاحب العمامة، وتحية لفاطمة إبراهيم (أم أحمد) التي عادت أخيراً إلى بلادها قبل بضعة أشهر، وبعد عقود أمضتها في المنفى.
| |
|
|
|
|
|
|
|