هل أنصفت الصحوة الإسلاميّة المرأة أم ظلمتها؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2006, 09:42 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل أنصفت الصحوة الإسلاميّة المرأة أم ظلمتها؟

    هل أنصفت الصحوة الإسلاميّة المرأة أم ظلمتها؟

    د. ليلى بيومي 11/3/1427
    09/04/2006



    جاءت الحركة الإسلامية في العالم العربي، والتي يمكن تأريخها بعام 1928 م، وهو العام الذي نشأت فيه جماعة الإخوان المسلمين، والتي حولت المفاهيم والرؤى الإسلامية التي تبلورت على أيدي الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، إلى واقع متحرك ومحسوس في حياة الناس .. وقد جاء ذلك بعد اندثار دور المؤسسات الإسلامية الرسمية بعد أن عانت من الشيخوخة، ومن التضييق المقصود عليها من قبل الحكومات المحلية والاستعمارية.
    وقد جاءت الحركة الإسلامية بأفكار جديدة وأدوار جديدة، ومن هذه الرؤى والأدوار ما تعلق بالمرأة المسلمة. وأجود ما تبنته الحركة الإسلامية في هذا القبيل هي كتابات منظري هذه الحركة عن تحرير المرأة بالإسلام في مقابل مفهوم التحرر العلماني الذي طالما نادى بتحرير المرأة من الإسلام.
    وقد جاء حجاب المرأة كالطوفان الهادر في كل أرجاء العالمين العربي والإسلامي ليعلن بوضوح أننا نعيش فعلاً عصر الحركة الإسلامية.
    وقد شاركت المرأة داخل الحركة الإسلامية في الانتخابات التي خاضتها فصائل كثيرة لهذه الحركة في العديد من البلاد العربية، كما شاركت في المظاهرات المطالبة بالإصلاح والديموقراطية ورفض العدوان الخارجي على الأمة.
    ومن الأدوار الأساسية التي لعبتها المرأة في الحركة الإسلامية دورها في المجال الخيري التطوعي، سواء من خلال المساجد أو من خلال الجمعيات الخاصة أو حتى العمل الفردي بدون الانخراط في الجمعيات.
    والمتابع، مثلاً للشأن المصري، يلاحظ أنه في العقد الأخير نمت هذه الحركة نمواً كبيراً بين نساء الحركة الإسلامية.. فهناك مساعدات اجتماعية وعلاج للمرضى الفقراء، ومساعدة في تزويج الفتيات اليتيمات، وتبرعات من القادرين يتم توصيلها للفقراء والمحتاجين.
    كما لا يمكن إنكار الجهود التعليمية والتثقيفية التي تتم في المساجد على يد النساء لبنات جنسهن؛ حيث تعقد الندوات والدورات التعليمية وحلقات حفظ القرآن وتعليم التجويد .. الخ
    ولا يمكن إغفال ما تقوم به المرأة في الحركة الإسلامية من دور هام لا يقوم به غيرها من مقاومة مخططات الأمم المتحدة ودعاوى الجندر، وبرامج الأسر التي تروّج لها المنظمات الماسونية والتغريبية من أجل هدم الأسرة التي افتقد الغرب دورها في حياته وانهار أخلاقيًا، فيريد تعميم الأمر على مجتمعاتنا الإسلامية، عبر الترويج لنشر الثقافة الإنجابية للفتيات دون سن الزواج، والدعوة إلى نشر الاختلاط في المدارس المتوسطة، ودمج المرأة في العمل لمحاولة زحزحتها عن دورها الحقيقي.
    فقد برز دور إيجابي للعديد من المثقفات داخل الحركة الإسلامية في التصدي لهذا الملف وتفنيده على الأرضية الإسلامية.
    وهكذا فإن الحركة الإسلامية، بالقياس لحال الواقع، هي حالة متطورة ومتقدمة، لما تحمله من مشروع في الإصلاح وتغيير هذا الواقع، وبهذه القاعدة فإن الحركة الإسلامية كأطروحة في التغيير تمثل عامل إنهاض للمرأة في واقعنا العربي الإسلامي.
    أي أن الحركة الإسلامية ساهمت، ولو بنسبة ضئيلة في النهوض بالمرأة؛ إذ أولتها الاهتمام، وإن لم يكن بمستوى الطموح.

    قيود المجتمع فرضت نفسها

    ولكن على الرغم من هذا النجاح المحدود، إلا أن جملة ما تحقق للمرأة على يد الحركة الإسلامية، إنما هو قليل ونادر، ولا يُقارن بالمنتظر من هذه الحركة، التي هي طليعة لمجتمعها، وكنا نأمل وننتظر منها الكثير الذي لم يتحقق.
    ومن السهل جداً أن نرصد ضعف برامج تأهيل المرأة، وتنمية مواهبها، وتفعيل طاقاتها، داخل الحركة الإسلامية، بالإضافة لنقص في الحوافز ومحدودية في الطموح. وكان يجب على قادة العمل الإسلامي الانتباه إلى ذلك، والعناية ببرامج تأهيل المرأة ودمجها وتفعيل دورها داخل الحركة أولاً، ثم داخل المجتمع ثانياً. ولكن يبدو أن هؤلاء القادة استسلموا للظروف والأعراف التي تفرضها المجتمعات، ولم يحاولوا تطويرها أو التغلب عليها.
    كما أن هناك أمراً مهماً وهو أن المرأة التي عُرف عنها النشاط والفاعلية، ما أن تدخل مرحلة الحياة الزوجية حتى تُصاب بالذبول والجمود، نحن لا ننكر أن الحياة الزوجية تفرض العديد من الالتزامات والواجبات، وتأخذ الكثير من الوقت والجهد، لكن لا تصل في كل الحالات إلى درجة أن يتوقف كل نشاط وفاعلية المرأة. وكان يجب على الحركة الإسلامية أن تقدم القدوة، وتدخل داخل نطاق هذه المشكلات، وتقترح الحلول، كتبنّي الإشراف على دور الحضانة، ومؤسسات التعليم في مختلف الأحياء، وتقدّم خدماتها للمرأة؛ لتوفر لها الوقت الذي يسمح لها بالعمل الإسلامي المبدع.
    وفي هذه النقطة فإن الظروف المجتمعية كانت غالبة، والحركة الإسلامية استسلمت لها.
    وهناك أيضاً ضعف عام للمشاريع النسائية الاجتماعية والثقافية والتربوية، إما لعدم قدرة المرأة الاعتماد على ذاتها، أو لضعف الحالة التعاونية بين النساء، أو لنقص في الدعم المادي والمالي لهذه المشاريع، أو لضعف القدرات القيادية والإدارية أو لأسباب أخرى.
    وكان يجب على الحركة الإسلامية الاهتمام بذلك والتفكير في مشاريع تستوعب الكفاءات النسائية، وتوفر لهن أجواء العمل والإبداع، واكتساب المهارات القيادية.
    وإذا كانت مجتمعاتنا العربية عموماً تعاني من ضعف الحالة التعاونية بين النساء، وتفشي ظاهرة الخلافات والنزاعات بينهن، فكانت الحركة من خلال المشاريع السابقة يمكن أن تدشن لأساليب جديدة في الإدارة والتعاون بين نساء الحركة.
    وإذا كانت المرأة العربية عموماً لديها إحساس بتبعيتها للرجل في كل شيء إلى درجة إحساسها بالعجز في اعتمادها على ذاتها، وتخطي مشاكلها، والانطلاق بقدراتها الذاتية، فإن الحركة الإسلامية لم تقدم الفرصة، ولم تصحّح الخطأ، من خلال البعد الثقافي، في المنشور والكتاب والمجلة والصحيفة و(الكاسيت)... الخ، فضلاً عن أنها لم تقدم النماذج العملية التي تبرهن على هذا التصور الثقافي.
    إن العمل الإسلامي النسوي إنما ينجح ويثبت وجوده في الساحة يوم يفرز زعامات نسائية إسلامية، في ميادين الدعوة والفكر، والعلم، والأدب، والتربية.
    وسبب عدم وجود أعداد كافية من النساء المؤهلات، هو أنه يُحال بين النساء، وبين اكتسابهن لبعض المهارات اللازمة للعمل السياسي. فلو أعطينا النساء بعض التشجيع، وأفسحنا أمامهن بعض المنافذ ـ كما هو الأمر بالنسبة للرجال ـ عندها سيتخرج نسوة ذوات أهلية.
    المسألة ذات علاقة بالأصول الاجتماعية والثقافية لأبناء الحركة الإسلامية أنفسهم الذين ينحدرون في معظمهم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، حيث لا يزال دور المرأة محدوداً وثانوياً وتابعاً في معظم الأحوال.
    مشكلة العمل الإسلامي النسوي، أن الرجال هم الذين يقودونه، ويوجهونه، ويحرصون على أن يظل زمامه بأيديهم، فلا يدعون فرصة للقيادات النسائية أن تبرز؛ لأنهم يفرضون أنفسهم فرضاً، حتى على الاجتماعات النسوية، مستغلين حياء الفتيات المسلمات الملتزمات، فيكتمون أنفاسهن، ولا يتيحون لهن قيادة أمورهن بأنفسهن، فتبرز منهن مواهب يفرزها العمل، وتصهرها الحركة، وتنضجها التجربة والكفاح، وتتعلم من مدرسة الحياة والممارسة بما فيها من خطأ وصواب.
    وليس من الصواب أن نقول إن الحركات الإسلامية لم تنصف المرأة؛ لأن كل هذه الحركات على اختلاف ألوانها تنطلق من منطلق إسلامي، والإسلام أنصف المرأة، ولكن نستطيع أن نقول: إن الحركات الإسلامية نجحت نجاحاً محدوداً في الأخذ بيد المرأة، وهذا يبدو جلياً في العودة إلى الحشمة والالتزام بسمات الزي الإسلامي، ولكننا نرى أن المرأة مغيبة تماماً عن الدور الفعال داخل الحركات الإسلامية.
    المرأة ما زالت غائبة عن صنع القرار داخل الحركة الإسلامية، فهي مثلاً غير ممثلة في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية. حتى حينما ترشح الجماعة رموزاً منها للانتخابات فإنها تختار امرأة أو اثنتين فقط، ذراً للرماد في العيون.
    ولا شك أن هذا غريب؛ لأن حركة الأخوات المسلمات في مصر، قد شُكّلت كجماعة مستقلة من قبل السيدة زينب الغزالي وغيرها قبل أن تنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين. ونفس التركيب التنظيمي يتواجد في الجماعة الإسلامية في باكستان، وفي أغلب الجماعات الإسلامية.

    محاولات لتطوير التفكير

    إن المتابع لأدبيات الحركة الإسلامية يلمح أن ثمة تحولاً في الخطاب الإسلامي في العقد الأخير؛ إذ يذهب هذا التحوّل إلى أن مشكلة المرأة ومسؤولياتها الدينية، وحقوقها فيما يتعلق بالتعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة، أصبحت مواضيع تطرح داخل الصف الإسلامي، في العشر سنوات الأخيرة، على مستوى مختلف عن المستوى الذي عالجه به العلماء والمفكرون الإسلاميون في أثناء الرد على المتغربين، وما كان يُثار من شبهة على الإسلام حول التعدد والحجاب وحقوق النساء.
    الفكر الإسلامي المعاصر أخذ ينتقل في تناوله لموضوع المرأة من الرد على الشبهة التي ألقاها الغرب والعلمانيون العرب على موقف الإسلام من الموضوع إلى محاولة بلورة صيغة ترتكز إلى الأصول الإسلامية، وتجيب، أو تتجاوب مع حاجات الأمة الإسلامية في هذا العصر. وهذا ما جعل الفكر الإسلامي يعالج هذا الموضع الهام والأساسي والحساس على جبهتين: جبهة الصراع مع التحديات الآتية من الخارج، وجبهة الصراع فيما يثيره من خلافية في الداخل الإسلامي نفسه.
    الفكر الإسلامي المعاصر أخذ ينتقل في معالجة مشكلاته من زاوية النظرية إلى زاوية التطبيق. وهذا الانتقال يقرّب الفكر الإسلامي معرفياً ومنهجياً إلى الواقعية في مقابل المثالية، وإلى التبيين مقابل الإجمال، والى التدرّج مقابل التعجيل.
    والصحوة الإسلامية الناهضة في الأمة تثير رياح التغيير والإصلاح والتجديد في أحوال وأوضاع المجتمعات العربية والإسلامية، خصوصاً تلك التي كان يلفها الركود والجمود، ومنها قضية المرأة.
    وتعالت كذلك أصوات المرأة التي تطالب بإصلاح أوضاعها، ونقد المفاهيم والموروثات، والتقاليد التي تعرقل مشاركتها الفاعلة في القضايا العامة، كما باتت توجه نقدها إلى الرجل في طريقته الاستبدادية، وتطالب بمكانتها التي تليق بها كما حددها لها الإسلام.
    ونستطيع أن نرصد أيضاً تراجع وانحسار التيار التقليدي فكرياً واجتماعياً، وهو المتصف بالتمسك بالموروثات والتقاليد التي ترتبط بقضايا المرأة.
    ولا نستطيع أن ننكر أن الاهتمام العالمي بقضايا المرأة كان يبعث حوافز كثيرة عند المرأة المسلمة ابتداء من إحساسها بظروفها ومشاكلها، إلى ضرورة الارتقاء بكفاءاتها.
    ولكي نكون منصفين فإن الضعف في جانب المرأة لا يقتصر على الحركة الإسلامية، بل هو يشمل واقع المرأة في مختلف القطاعات والمؤسسات، وحتى الدول والمجتمعات. وقد جاء في العديد من تقارير للأمم المتحدة حول وضع المرأة في العالم، أن وضع المرأة في العالم لا يزال يعاني من ضعف، وإن مستويات التقدم لا تزال متواضعة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de