لعناية عشة بت فاطنة: العنوسة و العزوبية في جنوب الوادي .. توقيعاتكم !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2006, 03:42 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لعناية عشة بت فاطنة: العنوسة و العزوبية في جنوب الوادي .. توقيعاتكم !

    طبعا يا عشة لا بد من الإسهام تضامنا, بصورة أو بأخري , هنا..

    وين تماضر ?..

    كدي الما قرا يقرا أول و بعدين نشوف نحلها كيف !

    " لاحظوا تأثير - مصائب الشمال - علي الزواج الجنوبي " ! .. ده طبعا بجانب نهج الحروب !

    رئيس مجلس الإدارة:
    طه علي البشير

    بعد ان قضي على أحلام الشماليات ..
    شبح العنوسة .. .. يطارد فتيات الجنوب ! !
    تحقيق :فرح أمبده
    يبدو أن شبح العنوسة الذي ظل لعقود يهدد الاستقرار النفسي للفتيات في شمال السودان، بدأ يعرف طريقه إلى الجنوب بعد ان كانت فتياته لقرون "محميات" من قبل تقاليد قبائلية راسخة تحتفظ لهن بمكانة سامقة كانت علي الدوام تثير حنق الرجال وتشعر امهاتهن بالعزة .. بيد ان الحراك الاجتماعي والأوضاع الاستثنائية التي يعيشها السودان والجنوب علي وجه الخصوص "أغارت" علي معاقل "الارث القديم" بحيث نفد صبر المراهنين علي بقائه صلدا في وجه العواصف..
    ففتيات الجنوب المدللات فيما مضى أصبحن الآن أكثر ميلا لنزع ثوب التقاليد التي تجبر من يرغب في الارتباط بإحداهن أن يقضي نصف عمره في جمع المهر الذي لا يقل عند أكثر الأسر تواضعا عن 60 بقرة ، وبتن يصرحن علانية برفضهن لفرية دفع الأبقار مهورا لهن بحجة ان المهر غير المقدور عليه والذي يصل عند بعض القبائل الي مئة بقرة، يضيفهن لقائمة العانسات الطويلة بجانب أن العادة ذاتها تحولهن، بعد وفاة الزوج ، إلى ملكية عائليه حسبما تقول تقاليد القبائل في الجنوب .
    ورفض "اشتراط" المهر من الأبقار الذي بدأته فتيات الجنوب من اللائي يدرسن في الجامعات العاصمية ووصل خبرهن الي رفيقاتهن في المدن الجنوبية ، قبل أن يتمدد ببطء إلى القرى .. تزامن مع ثورة "شاملة" بدأنها ضد التقاليد التي تجعل منهن حقاً متوارثاً لأخوة أو أبناء الزوج حتى بعد وفاته، وعبر "الصحافة " يطرح عدد من الشباب والشابات الجنوبيات "بدائل منطقية" للتقاليد التي يرون أنها أضافت إلى الفتاة الجنوبية هما جديداً اسمه العنوسة ، ويثورون في المقابل علي توريث الأرامل لعائلات أزواجهن المتوفين .
    التغيير صعب :
    الدكتورة ليليان مشيك "طبيبة بمستشفي بحري" تتفق مع عدد من رفيقاتها في أن "مهر الأبقار" الذي يمهد الطريق لاتمام مراسم الزواج في الجنوب يشكل "هما وقلقا كبيرين " للفتاة الجنوبيبة .. وتري في عادات أهلها بتوريث أرملة الاخ الي أحد اشقائه " امر يحتاج لاعادة نظر .. ولكنها تعود للقول أن ذلك ثقافة مجتمع ليس من السهل مسحها بين يوم وليلة وانما يتم القضاء عليه عبر الوعي والتطور المجتمعي ، وحسب رؤية ليليان فان مشكلة العنوسة ليست مشكلة جنوبية دون بقية الانحاء رغم ان «85%» من الشباب الذكور في الجنوب لا يستطيعون الزواج ، وانما مشكلة قومية يتمدد خطرها علي كل اقاليم السودان .
    تقول .. مشكلة العنوسة شائعة في كل السودان وهي تثير حنق زميلاتي المنحدرات من اقصي الشمال ومن دارفور وتتفاقم أكثر وسط الفتيات في الخرطوم والسبب في ذلك يرجع للتبدلات الكثيرة التي حدثت في العقود الماضية، اما بخصوص الوضع في الجنوب فالأمر مرتبط بعادات تعود الي قرون لذا يصعب التراجع عنها، وترصد ليليان الكثير من التغيرات التي حدثت في هذا الخصوص من بينها دفع مقابل البقر نقود " في السابق كانت القبائل خاصة الدينكا لا تقبل بذلك" وتأخير الدفع الكامل للمهر " بان يكمل فيما بعد" وتقول .. كل هذه ظواهر جديدة لم يكن من الممكن قبولها في السابق .
    وترجع ليليان هذه التغييرات الي حركة المجتمع بسبب الحرب وللمخالطة مع الآخرين بجانب هجرة الشباب خارج الوطن واكتسابهم معارف جديدة فضلا عن تضاعف عدد المتعلمين، لكن ليليان مع ذلك - حذرة الي حد بعيد في التأكيد علي ان العادات القديمة في طريقها الي الانقراض أو ان مجتمع الجنوب اكتسب عادات بديلة لمجرد ان الحرب تسببت في خروجه من مناطقه .
    مهرنا قاتل :
    وتعترف ليليان وهي من فتيات الدينكا " جميلة الي حد بعيد وطويلة في قامتها ومتعلمه ومتدينة وهي صفات تجد التقدير والقبول عند شباب قبيلتها من الراغبين في الزواج " مثل غيرها من الفتيات، بان المهر الذي يدفع ابقارا يثير ضجرها وربما كان سببا في عدم تجرؤ من هم مناسبون لها لخطبتها "نعم اشعر بذلك واحيانا احنق علي عاداتنا" وتقول .. كانت الفتاة فى السابق لا تهتم كثيرا لمسألة الزواج لانها تدرك انها لن تصل سن العشرين حتي تكون في منزل زوجها .. لان الابقار " المهور" كانت متوفرة لدرجة ان العوائل لا تجد صعوبة في مساعدة ابنها في دفع مهر زوجته .. الآن حدث تغيير كبير " لقد أفقرت الحرب الاهالي .. وبات صعبا بل في حكم المستحيل الحصول علي ثمانين أو مائة بقر حتي يكون بمقدور الشاب ان يقدم علي الزواج لذلك دخلت ثقافة التأجيل واعني تأجيل سداد بقية المهر الي حين تحسن الأوضاع والي حين العودة الي الديار التي شردتهم منها الحرب ".
    ولانها تشعر بـ"مأساة جيلها "لا تري ليليان مانعا في دعم " الثورة ضد العادات القديمة" وتقول في هذا الخصوص "نعم انا مع الثوار لتعديل هذه العادات وليس الغاءها.. لا بد من ايجاد طريقه لتغيير التفكير القديم دون ان يفقدوه طعمه بحيث تجعل من الشباب مؤثرين في اتخاذ القرارات التي تخصهم بدلا من تركها تحت تصرف الكبار . .
    غضب مبرر :
    ولكن الغضب عند راشيل لوك "طالبة بكلية الطب جامعة الخرطوم" يأخذ طابعاً مختلفاً لأن ارتفاع المهور بالطريقة التي تفرضها التقاليد يحول الفتاة بعد الزواج مباشرة إلى "شيء" يتم توارثه ، وترجع السبب إلى ، "عدد" الأبقار التي تدفع لأسرتها مقابل "ترحيلها" من بيت والدها إلى بيت زوجها ، "وليس مهرا يدفع لها كما هو متعارف عليه" .
    وتقول راشيل انها تجد المبرر لرفض ربيكا قرنق زوجة الزعيم الراحل الدكتور جون قرنق عندما رفضت تقاليد قبيلتها التي تقضي بتزويجها من شقيق زوجها بعد انقضاء فترة العدة بحجة انها تخطت "سن الانجاب" ولانها تريد التفرغ لنشر المبادئ التي رفعها زوجها منذ ثلاثة عقود وتوفي دونها ، وتعتبر راشيل التي تنحدر اصولها من قبيلة الدينكا، ماما ربيكا كما تصفها فتيات الجنوب " المتمردة الاولي" علي التقاليد البالية "أدعوها من خلال الصحافة ان تقف الي جانب جمعيتنا وتتبني معنا الحملة ضد التقاليد التي تقف في طريق مجتمعنا".
    لكن راشيل تدرك أن مهمة الجمعية الثقافية التي اعلنها مثقفون جنوبيون لمحاربة العادة المعيقة وتنتمي إليها ، مهمة صعبة لأنها مرتبطة بتقاليد لها طابع طقوسي "ديني" حسب تعبيرها ، ولكنها تستلف عبارة قالها جومو بطل رواية "الطريق إلى المدن المستحيلة" للأديب السوداني الشاب أبكر آدم إسماعيل "إننا نرمي حجرا على بعد نصف قرن ثم نبدأ رصف الطريق لنصل إليه" . وتقول راشيل : عندما نريد أن نقول لأهلنا إن هذا خطأ نبدأ بأنفسنا .. وهذا ما تعاهدنا عليه عن قناعة.
    زماننا صعب:
    وتتفق راشيل مع ناداك قارويج "الطالبة بكلية المختبرات الطبية بجامعة جوبا " عندما تقول .. حتى وقت قريب كانت الفتاة في الجنوب ليس لديها "هم" يسمى تأخر سن الزواج ، ليس لأن المهر الذي عادة ما يدفع من الأبقار قليل ، وإنما كانت الحياة بسيطة ولم تتعقد كما هو حادث الآن، فالحرب خلقت وضعا اقتصاديا صعبا .. فهي بالإضافة إلى أنها شردت الشباب خاصة الذكور، أفقرت الكثير من السكان".
    وتقول .. بالفعل نحن في مشكلة حقيقية .. فالشباب غير قادر علي دفع المهر والعادات تصر علي ذلك والنتيجة ان الاعمار تتصاعد والفتيات يرحن ضحية لهذه العادات، وتضيف نادلك وهي من قبيلة النوير التي لا ينقص مهر فتياتها عن 60 بقرة .. نحن نشعر بالفخر لان لنا قيم ولنا عادات نرتكز اليها .. ولكن اذا ما كانت هي الطريق لجلب التعاسة لملايين الفتيات الجنوبيات فلماذا لا نعيد النظر فيها ولو جزئيا .
    وتكشف ناداك وهي من قبيلة النوير ان افراد قبيلتها الذين يقطنون خارج مناطقهم في الجنوب بدأوا في قبول مقابل الأبقار نقدا كمهور لفتياتهم لكن ذلك لا يعني انهم تراجعوا عن مطالبهم القديمة وبدأوا يسهلون علي الراغبين في الزواج تفسر ذلك بقولها في السابق كانوا يطالبون بدفع ما بين 60 الي 80 بقرة الآن لم يتبدل شئ لانهم يقبلون بسعر هذه الأبقار دون نقيص " 250 ألف مقابل البقرة الواحدة"، وتدل ناداك الي تطور جديد ليس بالقطع في صالح الشاب الراغب في الزواج حينما تقول .. يبدو ان الامر يمشي في اتجاه التصعيب وليس التسهيل خاصة وسط العائلات التي هاجرت الي الشمال .. فبدلا من الاكتفاء بالأبقار كمهر دخلت "مصاريف اضافية" تتمثل في "حق العمات والخالات وصديقات العروس واخواتها .. لقد اخذنا هذا من عادات الشمال لتضاعف من مصاعبنا المأخوذة من عادات الجنوب". وكغيرها لم تخف ناداك قلقها من "مصيبة المهور الأبقار" رغم أنها ما تزال طالبة في الجامعة ولم يحن بعد فتح بابها امام الخطاب .. . لأ انكر قلقي .. مثلي مثل كل الفتيات ندرك ان مشكلة كبيرة تنتظرنا ولا نعرف طريقا لحلها لانها عادات مجتمع تعود جذورها الي آلاف السنين ...
    التجاوز .. صعب :
    ولم تجانب مامي عيسي سولي «وهي من قبيلة الباريا» وتدرس بجامعة النيلين "رؤية من سبقوها بالحديث حينما تقول ..علينا ان نعترف بان العنوسة اصبحت مشكلة بالنسبة للفتيات الجنوبيات لا تقل عن المشكلة التي تواجه اخواتهن في الشمال وفي الغرب والشرق .. لا يعقل ان نتوقع ان شاب من شباب هذه الأيام قادر علي دفع ثلاثين او اربعين بقرة او ما يعادلها نقدا .. لا لا لابد من تغيير هذا الواقع المخيف .. العطالة منتشرة وسط الشباب ومن تمكن منهم وتحصل علي شهادات جامعية عليه ان ينتظر سنوات حتي تتاح له الفرصة في ايجاد عمل ومن كان محظوظا وتحصل علي عمل عليه ان يقضي خمسين عاما من عمره حتي يرضي عاداتنا التي تطالبه بدفع المقابل لأربعين بقرة وبعض القبائل تطالب باكثر من ثمانين بقرة .
    " انا أشعر بقلق لا يمكنني اخفاءه" .. يمكنني ان اسمي العشرات من الفتيات بل المئات اللائي لا ينقصهن شئ ولكن ليس من فرصة امامهن لان العادات تشترط لمن يتقدم لهن ان يدفع "دم قلبه".
    الهم كبير :
    وتعبر اعداد من الشابات الجنوبيات عن حنقهن علي تقاليد قبائلهن الخاصة بمسألة الزواج ويعتبرن التكلفة الباهظة للزواج سبب أساسي في ارتفاع سن الزواج وتكاثر عدد العانسات فـ"روجينا .. طالبة بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم تقول : "انتمي لقبيلة الشلك وعائلتي يمكن أن نطلق عليها عائلة ثرية ، ومع ذلك خطيبي مطالب بدفع مهري من الأبقار وهو يبحث عن مهري بـ"يديه ورجليه" ويرفض أن يكون أقل من غيره حتى لا يسخر منه أصدقاؤه ، وقد نتزوج بعد خمس وربما عشر سنوات بسبب البحث عن الأبقار .وترى روجينا أن هذه التقاليد عائق أساسي وسبب للعنوسة التي لم تعرفها بنات الجنوب يوماً ما .
    وتتفق معها صديقتها كريستينا التي تنحدر من قبيلة اللاتوكا حينما تقول : أنا الآن أبلغ 22 عاماً وفي مثل عمري تكون الفتاة في الجنوب قد تزوجت وأنجبت طفلين وبرأيي فإن السبب هو أن المهر غال في زمن صعب جداً .
    وتتفق روجينا وكريستينا في أن مفهوم الوراثة الذي يأخذ طابعاً مقدساً ويحول المرأة إلى "شيء" يتم توارثه عقب وفاة زوجها مفهوم ينتقص حقها كإنسان .وتقول كريستينا في هذا الخصوص : الأمر الذي لا يمكن لعاقل أن يتقبله هو أنه يحرمها من حقها في أن ترث من أبيها وحتى زوجها ، لأنها تتحول لممتلكات يرثها أهل الزوج أخوته أو حتى أبناء عمومته لأن ابنهم دفع مهرها بقراً.
    الثورة انطلقت :
    " نحن ندرك اننا نطرق علي الصخر .. لكننا لن نتوقف ولا بد من مواصلة الطرق .. ان توقفنا لن يتألم الصخر مجددا .. ربما أتي لاحقا من يستطيع ان يكمل المسيرة "..هذه الكلمات الشاعرة بدأ بها آميرو شول حديثه لـ"الصحافة" ويقود آميرو المنحدر من قبيلة الباريا الثورة ضد العادات التي تعيق مسيرة المجتمع "من خلال جمعية ثقافية تكونت في جامعتي النيلين والخرطوم "، ويكشف عن تخطيطهم لقيادة حملة ضد غلاء المهور والعادات التي تجعل من الفتاة ملكاً خاصاً بأسرة الزوج بعد وفاته، حيث يقول بأنها عادات مسيئة للمرأة من جهة ، ومن جهة أخرى زادت من نسبة الفتيات غير المتزوجات وفي هذا الكثير من المخاطر على مجتمع الجنوب المحافظ بطبيعته ، وحسب تحليله فان الحرب التي اشتعلت منذ قديم الزمان أثرت في مداخيل الشباب في الجنوب وجعلت من الصعب عليهم جمع مهر يصل عند بعض القبائل إلى أكثر من 90 بقرة .
    ويتحدث الكثير من الشباب الذي وقف الي جانب الثورة وغيرهم من المثقفين الجنوبيين وطلاب الجامعات عن أن الوقت قد حان لمخاطبة الكثير من العادات التي بات أمرها مسيئا لأهل الجنوب وللسودان ، ولكنهم يرفضون أن يتحول مجتمعهم إلى نسخة مكررة من مجتمع الشمال ، يقول آمرو : ندرك أن للشمال أيضا مشاكله فيما يتعلق بغلاء المهور ومعاملة المرأة كإنسان ، وتحركنا يأتي لأننا راقبنا تغيرا في مجتمع الجنوب سببه ما يحدث للشمال.
    الحَفر البعيد :
    وحسب رؤية جون لوشك الطالب بكلية الهندسة .. جامعة السودان الذي يبدو إلى حد كبير رافضا لتلك المفاهيم القديمة فإن واقع الزمن الحالي يفرض على الناس أن يفكروا في هذا الأمر بصورة مختلفة ، ويقول نحن ندرك أن المجتمع الجنوبي لم يتغير كثيراً حتى يتجاوز تلك المراحل الخاصة بدفع المهور من الأبقار كعادة متبعة من أغلب القبائل الجنوبية مع اختلاف العدد من قبيلة لأخرى ولكن بالمقابل ليس من الحكمة أن نظل ننظر إلى هذا الأمر ونحن واقفون .
    ويضيف لوشك وهو من قبيلة النوير قائلا : علينا أن نبحث عن بديل يكون مقبولاً ومقنعاً للناس في الجنوب حتى يبدأوا في التخلي عن هذه العادة التي تشكل بالفعل إرهاقاً ليس له حدود للشباب من الجنسين ، إذ لا يعقل أن نقول للشباب أقتل نفسك حتى أزوجك ابنتي ، وطلب 30 بقرة في ظل ظروف البلاد الحالية هو بالضبط دعوة لقتل النفس .
    وحسب رأيه فان الشباب في الجنوب بدأ بالفعل في مناقشة "شكل جديد" ليطرح كثقافة جديدة أو كشكل مختلف يكون في مقدور الجميع رؤية انفسهم من خلالها ، وفي الوقت نفسه يكون مقبولا مجتمعياً وحسب رؤيته يمثل هذا تحديا كبيرا .. "ليس هنالك تطور أو إنتاج حقيقي يغير الجنوبيين من خلاله نمط حياتهم أو في ثقافتهم حتى للموجودين في الشمال" ،ويضيف لوشك "في ذهن الرجل الجنوبي ما زالت البقرة "المهر" هي الشكل الوحيد لـ"القيمة الحقيقية" التي يعرفها ويسعى للحصول عليها ، لأنها تعطيه المكانة وسط مجتمعه وتخلق له التميز .
    ويسترسل لوشيك في شرح رؤيته بطرح هذا التساؤل : ماذا يمكن أن يفعل الإنسان الجنوبي بمبلغ مليون جنيه في أي ضاحية من ضواحي رمبيك أو جوبا أو واو «مدن جنوبية» ويجيب بأنه حتما لا يعرف أين يضع هذا المليون أو ماذا يفعل به سوى أن يشتري به بقرة أو أثنين "فالأبقار اساس حياته واقتصاده والواقع لم يساعده في التحول لشكل آخر مختلف أو حتى لتطوير ذلك الشكل القديم" . وتقول بربيكا آشويل "28 سنة - موظفة" : أن الظروف تغيرت ، والشبان المتعلمون يرفضون تلك المفاهيم التي تجعلهم مربوطين بتقاليد تشكل لهم عائقاً ، وفيما يتعلق بدفع مهور الزواج من الأبقار فإن الشباب يرفضونها لأنها تتجاوز قدراتهم المادية قبل أي شيء آخر . وتعترف بربيكا التي عطل "حائط الأبقار" إتمام زواجها لأكثر من ثلاث سنوات ، أن هناك جملة من المعوقات أمام تنامي أفكار الشباب ، بخلق نموذج جديد مقنع للأسر التي تتوارث عادة دفع المهور من الأبقار وتقول : الأمر صعب فلا البنت تستطيع أن تتخطى هذا الواقع وتتمرد على جميع أفراد الأسرة الذين لهم مصلحة في تسلم مهر ابنتهم من الأبقار "لأن الجميع بمن فيهم الجد ، والخال والعم يتقاسمون تلك الأبقار فيما بينهم ".


    (عدل بواسطة Elmuez on 04-24-2006, 03:45 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de