|
Re: كـوكتيل كـراكـتير من الفنـان عمـر دفـع الله (Re: مكي النور)
|
الأستاذ عيسى تحية طيبه
تشكر على مجهوداتك الكبيرة في إنزال أعمال الفنان المبدع الصديق أبو إلياذة , وهو صاحب مداد مبارك تنطوي عنده الصحف والمقالات الطوال في حيز ضيق ومباشر وبسيط بساطة النشأة الصوفية الطيبة , طيبة الشيخ عبد الباقي . وبالنظرة السريعة للمائدة الطيبة المقدمة اليوم نجد حقاً أهلنا طالبين اللجوء بالقاهرة أنطبق عليهم قول القائل : كالمستجير من الرمضاء بالنار ! أما وأصحاب الهوس الدنيوي باسم الدين الملاحظ أنهم لا تنعدم حيلهم خصوصا بعد أن أكتشف كبيرهم الذي علمهم السحر من وقت مبكر المقولة الموغلة في التخدير وعدم المسائلة : ( من خدعنا بالدين أتخدعنا له ؟! كما تم استغلال فقه الضرورة بصورة أمضى من السحر . فالترابي عند المصالحة الوطنية 1977م كان يقول للمعارضين لهامن تياره ( نحن نصلح النظام من الداخل ؟! ) وبعد الانتفاضة قال بالحرف الواحد ( نحن كنا نقوض في النظام من الداخل ؟! ) ونفس المسألة فعندما كان مستشارا للإمام المخلوع كان يقول عنه ( إن صاحبكم يقوم الليل في إخلاص شديد ؟! ) وبعد الانتفاضة قال عنه ( كان كابوسا وانجلى ؟! ) وحديث الترابي القبلي والبعدي هو نفس حديثه اليوم عن نظامه وجهاده وعلاقاته و...الخ والمعضلة الحقيقية أن العقلية الميكافيليه تقود هذه الحركات لعمل دائري غير منتهى , شبيه بعمل إبليس الغير قابل للتوقف أو التوبة أو الاعتذار . والعجيب أن حركات الهوس الديني استطاعت أن ترسخ من قيم الإلحاد والفهم المادي للحياة بصورة مدهشة , كما لا يختلف معظم الناس اليوم من أن هذه الجماعات أصبحت من أكبر الوسائل المنفرة من الدين الإسلامي على وجه التحديد ! وكتاب دوغلاس جونسون ( الجذور العميقة لحروب السودان الأهلية ) يبين هذا المنحى كما ذكر المناضل الجسور الخاتم عدلان من أن عدد الذين دخلوا المسيحية في الجنوب خلال العشرة أعوام الأولى من حكم الإنقاذ فاق عدد من تنصر خلال الخمسين عاما من فترة الاستعمار ؟! وهنا توجد المفارقة ! ولعل الكيزان إن استمروا في الحكم لمدة خمسين عام سوف يتنصر أهل السودان جمعيهم هذا إن لم يكفروا بالله ورسوله !! " كان اسمه السودان كان اسمه....." نعم الاحتفالية هنا إبليسية أيضا حيث يتم فيها تمزيق وطن بحجم قارة صاحب تاريخ موغل في القدم ! " يا زول المكان ده ما بدخلوهو بالعصاية.. المكان ده بدخلوهو بالسلاح ؟! " بالطبع من أكبر مظاهر تمزيق الوطن وإنهاء دورة التسامح تمكن حركة الأخوان المسلمين الداخلة للبلاد ومعها جرثومة العنف الاستئصالي الغير محتمل الآخر والرافض للحكم الديمقراطي وبصورة تعتبر من أبشع صور دراما التاريخ أن يتم تسديد حربة مسمومة من قبل هؤلاء السفلة ناحية قلب السلم الاجتماعي لهذا الشعب الطيب , حتى اصبح بمثابة فرض أن يحمل كثير من أهل السودان سلاحاً يقتل به بعضه بعضا ؟!! ونهاية رؤية الفنان هنا ... هي نفسها نهاية القانون الوجودي الحق , قانون المعاوضة والقصاص 0
عند اللفة كما يقول مساطيل أهل الكتابة : أبو إلياذة الرائع نحن في انتظار تلفون أو جوال منك فقد أشتد بنا الشوق منذ افتراقنا عند تقاطع السادات بشارع الحمراء ببيروت أواخر التسعينات , حينما كان في وداعك يومها أبن أختك خالد عن يميني والأخ اسامة الخواض عن يساري إن كنت تذكر هذا المشهد .
لكم الود محترق القصيم أبوبكر
| |

|
|
|
|