|
شئ للوطن ... المنتديات الإلكترونية ... مالها وماعليها . ( 1 )
|
شئ للوطن
صـــلاح غريبـة
المنتديات الإلكترونية ... مالها وماعليها . ( 1 )
المعروف دائما أن الحوار هو فن السماع للآخر، وبقدر ما تكون حريصاً على قوة الإقناع، كن أيضاً حريصاً على حسن الاستماع، وحسن الاستماع مقدم على الإقناع، فالحوار هو عدم الطمع عن الكلام من الآخر، وهو لون من ألوان التشاور حول الموضوعات المطروحة والأفكار المعطية.. وهو جلسة تصالح وليس تنافرا، فمع قبول الرأي الآخر ورفضه يبقى حسن الاستماع وفن الحوار بين الطرفين. كما أن للحوار معاني رفيعة القدر وقدرة المراجعة في الكلام مما يوحي برحابة الصدر ورجاحة العقل، وما يتطلبه من ثقة وثبات وما يرمز إليه من القدرة والتعامل المتحضر وارتباط الحوار له فضيلة بمبدأ القبول بالمراجعة أيا كانت. كما أن الحوار هو أحد حلول المشكلات الأربع وهي الفضاء أو الصلح أو الحوار والمفاهمة أو القوة والأخير (القوة) ليس حلاً، وإنما لتوقف النقاش أو المشكلات عند حد معين، مع العلم أن الحوار هو الحل الدائم والأسلم للمشكلات، وً أن غاية الحوار تأتي لإقامة الحجة ودفع الشبهة أو أي حل وسط أو للتعرف على وجهات النظر أو للبحث والتنقيب والاستكشاف والاستقصاء. أذن (لماذا الحوار؟) لأنه من الخطأ الاعتقاد أن الحوار من المتغيرات الجديدة أو للظروف الدولية والسياسية أو للمصائب أو غير ذلك.. بل الصحيح أن الحوار جاء به الإسلام ممارسة وعملاً وقوراً وقبولاً، لكن الأمة أغفلت هذا الجانب والقرآن الكريم في كثير من آياته حوار فالدعوة إلى الله حوار والمعاملات حوار، وهو يدخل في جميع المجالات الاجتماعية والإنسانية، والمسلمون قصروا في الحوار عملاً ومفهوماً. ولكن تلاحظ لنا أن بعض مواقع ومنتديات الانترنت السودانية لا تمارس عملاً حوارياً بل لا تستحق أن نسميها حواراً ففي المنتديات يكثر تفسيق الأشخاص والسباب والشتائم والانتقاص وسوء الظن، وتهديد الهوية السودانية وتجاوز لبعض الخطوط الحمراء في الوطنية والسيادة . أن خروج الحوار عن معانيه الإنسانية والاحترام أفقده هيبته، لأن في الحوار وسيلة للتناصح وللتشاور ولا يتم تصحيح المشاكل أو إكمال المسيرة إلا بالحوار والمفاهمة والمناقشة، ولو تأملنا أحوال المتعلمين لوجدت لبعضهم شجاعة على نقد الآخرين، لكنهم أمام أنفسهم ينظرون بعيون مغلقة، ولا يواجهون الحقيقة.. ونجدهم فيما بينهم يتمادحون بين أنفسهم ليس لديهم قدرة على التصحيح والبناء والنقد البناء وهم بذلك ضعفاء أمام أنفسهم أيضاً.
|
|
 
|
|
|
|