الميرغني وسكة السفر الطويل بالإحباطات والحسابات الخاطئة /بقلم عمر العمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2006, 05:39 PM

خرماج

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 491

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الميرغني وسكة السفر الطويل بالإحباطات والحسابات الخاطئة /بقلم عمر العمر

    الميرغني وسكة السفر الطويل بالإحباطات والحسابات الخاطئة

    بقلم: عمر العمر

    غياب السبدمحمد عثمان الميرغني يعلّق علامات استفهام كبيرة على بوابات مبهمة في الخرطوم. بعض البوابات مفتوحة أمام الجميع. من يدلف لا يخرج منها بما يشبع الفضول. أكثرها عصيٌ على المغامرة. عددٌ منها موارب لكن باطنه مثل ظاهره كلاهما خالٍ من الإجابة المرتجاة.
    عودة الميرغني مطلب حزبي مُلّح عند قطاع ــ ليس كل ــ الاتحاديين: هي في الوقت نفسه أمنية حكومية عزيزة لدى فريق ــ ليس كل ــ المسؤولين ــ، للميرغني بئر أسرار عميقة وأكثر من قصر مُشيّد في المنفى. ما الذي يعوز الرجل في الخارج فيستحثه الرجوع إلى الوطن؟ ذلك هو مدخل القضية.
    الزعيم المتنقل في الغربة انتقاءً أدرك من تجربته في البلاد ألا يضع كل البيض في سلة واحدة. من نسيج الحزب والطائفة غزل الرجل مهارة الاحتفاظ بشعرة معاوية مع الجميع. الميرغني شيخ يدير طائفته بعقلية سياسي مطبوع لا ينقصه الدهاء. هو كذلك زعيم يدير شؤون حزبه بروح صوفي ناسك ليس في سجيته الزهد.
    ركام من الإحباطات وحقل من الألغام المنسية والمحسوبة التوقيت وغير قليل من الحسابات الخاطئة ترهن عودة الميرغني إلى المجهول.
    الذين يطاردون غياب الميرغني بالاستنكار والأسئلة المتلاحقة لم يسائلوا أنفسهم أولاً عما الذي استجد في الخرطوم فينفي ذهاب الميرغني في سكة السفر الطويل؟
    أفضل ما يمكن للمرء أن يحاجج به يتجسد في حدوث قدر من "الهامش الديمقراطي". تصنيفه "هامشاً" يضيِّق مساحة الرهان عليه. ربما أضفى ذلك الهامش على النظام شيئاً من البريق لكنه لم يبدد حتماً من شمولية النظام. كل المؤسسات العتيقة تُمارس نهجها القديم. الذين التحقوا بعربة النظام في فيء الهامش الديمقراطي وجدوا أنفسهم أمام خيارين. الذوبان في مؤسسات النظام أو التسكع على الرصيف.
    النظام يصر على الاحتفاظ بكامل مقوماته سالمة. هو لا يساوم حتى على استبدال بعض جلده. هذا الإصرار يفتح بصيرة الميرغني على نماذج لا تعينه على الرجوع. حال الترابي ــ شيخ النظام ــ يجعل رجلاً من طراز الميرغني لا يشعر بالأمان.
    المهدي المبادر بالهرولة إلى الوطن توصد أمامه أبواب الحوار عنوة. عوضاً عن التضامن لتضميد جراح الوطن وجد المهدي نفسه منهمكاً في حالة دفاع مستمرة عن سلامة حزبه. النظام لم يتردد عن ممارسة الاستقطاب الفاضح لنهش جسد "الأمة". الهامش الديمقراطي أتاح للنظام إعادة إنتاج سيرته الذاتية في قوالب حديثة.
    آفاق الشراكة بين النظام والحركة الشعبية لا تبدو مشرقة. العلاقة المفترض بناؤها على الندية لا تُغري الآخرين باللحاق. مع التوغل في زمن وقضايا المرحلة الانتقالية يزداد التدابر بين الشريكين. الخلافات كسرت المؤسسات الرسمية وانداحت في فضاء الإعلام. الطرفان يتبادلان الاتهامات علناً. طبع الميرغني لا يحتمل المجاهرة بالخلافات. مولانا أحرص ما يكون على معالجة تناقضاته مع الآخرين في الكتمان.
    رهان الميرغني على بعض أهل النظام لا يبدو رابحاً. عدد من الاتحاديين يوصمه بالخسران المبين. اتفاقات الطرفين لا تزال عالقة من جدة إلى القاهرة. ثمة بنود يترقب الميرغني الوفاء بها ولا يُبالي بها النظام. حزمة المناصب التنفيذية انفرط عقدها عمداً. قوات الفتح لا تزال ترابط في برزخ بين التسليم والتسلم. ملف التطبيع بين الخرطوم وأسمرة أمسى نسياً منسياً. الميرغني لم يسترد الممتلكات المصادرة كاملة. كأنما غنم النظام من الزعيم المعارض ما يود ولم يعد راغباً فيه أو منه الازدياد. الميرغني لا يحتمل التجاهل خاصة إذا كان عمداً مع سبق الإصرار.
    في خاطر الميرغني أسئلة لا تتلقى إجابات شافية. بعض الفرضيات يعزو النكوص إلى إفرازات صراع مراكز القوى داخل النظام. بعض المبررات ترى المسألة مراوغة تشكل إحدى مقومات النظام. أياً كانت الحقيقة فالثابت أن حاصل رهان الميرغني على بعض أركان النظام لا يبدد الإحباط.
    اختلال موازين القوى اسهم بالطبع في بلوغ النتيجة الباهتة. تلك حقيقة بيد أنها لا تعفي الميرغني نفسه من مسؤولية الحسابات الخاطئة. قرار الرجوع الممسوخ لم يكن بناء صرفاً من جهد تجمع المعارضة. أحد أبرز عيوب المعادلة أن الميرغني لم ينج من الوقوع تحت تأثير إرادات خارجية. لتلك الإرادات حسابات مغايرة. ربما دفع بعض فصائل التجمع ضريبة باهظة نتيجة ارتباك الحسابات لكن البعض وفي مقدمتهم الميرغني لا يزال يُسدد الفواتير. لا أحد يجزم بموعد التسوية النهائية. الميرغني نفسه دفع كُلفة عالية في سياق تقاطع الحسابات الوطنية والإقليمية. ربما يناوب بعض الاتحاديين الندم عندما لم يصاحب الميرغني جون قرنق في الزيارة الشهيرة إلى أميركا. مصدر الندم ليس فقط إضاعة فرصة دولية من شأنها تعزيز زعامة الميرغني على رقعة الوطن والمنطقة. الأنكأ من ذلك أن الرجل فعل ما فعل في سياق حسابات إقليمية لم تثبت صدقيتها.
    رحيل قرنق المباغت يجسم خسارة فادحة لدى الميرغني. الموت اختطف في لحظة غادرة أكثر الشركاء وفاءً وائتماناً. الرجلان أسسا علاقة "استراتيجية" صمدت أمام عاديات الوطن والإقليم. كل منهما اعتبرها اللبنة الأساسية لحلم "السودان الجديد". كل زعيم فتح أمام الآخر أبواب العواصم الأثيرة لديه أو التي هو أثير عندها بلا شروط أو امتنان. العلاقة بين الرجلين كانت لا تقبل القسمة على ثالث.
    بعد موت قرنق لم تعد الحركة الشعبية في عيني الميرغني كما ألفها في حياة الصدوق الراحل. أحد مفاصل الأزمة أن القيادة الجديدة للحركة لم تكن عليمة بأسرار العلاقة الخاصة بينهما. الميرغني لم يلتق سلفاكير منذ تسلم زمام القيادة. الرجلان لم يتعارفا من قبل على مهل. غياب الميرغني عن جنازة قرنق يندرج ضمن الحسابات الخاطئة.
    بعد رحيل قرنق لم يعد هناك من يغري الميرغني بالرجوع أو يحرّضه عليه. في غياب قرنق لا يجد الميرغني من يمكن الركون إليه وقت الشدة أو للتعاون معه من أجل حلحلة القضايا. الميرغني لا يألف المواجهة مع الآخرين أو الأزمات. موت قرنق أضاع الرجل الذي يمكن الرهان معه من أجل غدٍ أفضل.
    حالة الحزب الاتحادي الديمقراطي ليست سوى جبهة مثيرة للإحباط. صحيح أن التجاذب سمة ملازمة للحزب لكنه لم يكن على هذه الشاكلة في أي من منعطفاته. التشقق سيد المشهد داخل الحزب. وحدهم أصحاب المصالح العاجلة مع النظام يستحثون عودة الزعيم. الجانحون إلى رفض المصالحة يستمهلونه التريث. بين حال الحزب المبعثر على قارعة الطريق السياسي والإعداد المفترض لانتخابات المرحلة الانتقالية تتكثف سحب الإحباط في الأفق. منها ما يتساقط على الأقطاب ومنها ما يطال الزعيم. الأسوأ من ذلك أن الحزب بات عُرضة للنهب الحكومي المنظم. تحت الإغراءات المبطنة بالسلطة والثروة يهاجر اتحاديون زرافات ووحداناً إلى قلاع النظام. السماسرة المدربون يلاحقون أقطاب الحزب من أصحاب القواعد القبلية والصوفية بالليل والنهار سراً وعلانية.
    من الواضح للجميع أن مؤتمر القناطر الخيرية لم ينتج الآلية المناسبة لقيادة الأداء داخل الحزب. من المؤكد أن هذه النتيجة المخيبة للآمال زادت إحباطات الميرغني. ربما أدرك الرجل بعد فوات الأوان أن تلك الخيبة نتيجة حتمية لكبح ماكينة الحزب الداخلية على نحو عطّل المخاض التلقائي لقيادة مقتدرة.
    بعد مرور ثمانية عشر شهراً على تلك العملية القيصرية في القناطر فإن حصيلة جهد القيادة المستولدة ليس سوى حطام من الإحباط. أداء اللجنة الخماسية المفوضة بمفاوضة النظام افتقر إلى المنهجية والموضوعية وغاب عنه الدهاء السياسي. عائدات الحزب من عملية التفاوض زادت الإحباط، ذلك أنها قامت على حسابات خاطئة. بعض القيادات لم تكن على مستوى ثقة الزعيم ففقدت التماسك اللازم تحت ضغوط داخلية. قبضة أصحاب المصالح اعتصرت ذوي الكاريزما السياسية والتكنوقراط على نحو غير مسبوق في تجربة الحزب. صعود الاتحاديين الجدد إلى قمة المؤسسة يُشكّل أحد مظاهر الحسابات الخاطئة من قبل الزعيم.
    ثمة تيار وسط الاتحاديين كان يُحذر في وقت مبكر من مغبة منح الميرغني أولوية للتجمع على الحزب. ربما كانت نظرة الزعيم أكثر نفاذاً من ذلك التيار. غير أن الخسارة الفادحة تتمثل في أن التجمع صار أكثر تفتتاً من انفراط عقد الحزب.
    حقيقة هذه الأولوية نفسها محور جدل من قبل اتحاديين آخرين وفصائل عدة داخل التجمع. أياً كانت الحقيقة فالثابت أن الخاتمة التي انتهى إليها التجمع والحزب لا تبعث التفاؤل لدى الزعيم.
    العلاقة بين الميرغني والمهدي ظلت أسيرة تنافس على الغنائم في سياق تاريخي. هي علاقة ندين أكثر من كونهما حليفين، لكنها لم تبلغ مرحلة من الجفوة والقطيعة كما هي حالياً. المهدي أدار ظهره لتجمع الميرغني بعدما تعرض له حزب الأمة في مؤتمر مصوع. المهدي يُحمّل الميرغني العبء الأكبر من المسؤولية. مذكرات التفاهم الموقعة بين الزعيمين لم تنجح في إعادة المياه إلى القنوات التقليدية.
    بعد تفعيل ماكينة العمل الحزبي ــ وليس قبله ــ يمكن للاتحاديين إعادة بناء الجسور المعطوبة مع كل الأطراف الأخرى. من المؤكد أن الترهل الذي أقعد الحزب في الداخل يشغل بال الزعيم في الخارج. من غير المستبعد أن أمام الرجل خيارات عدة بغية استرداد تماسك الحزب وعافيته.
    قراءة خاصة في متن تجاذبات الاتحاد في الداخل والمنفى أفرزت قناعة بأن لدى الميرغني رؤية في جعل "الشعب الديمقراطي" حزباً طليعياً داخل الاتحاد الديمقراطي. أكثر من مرة طرحت القناعة على الزعيم فنفاها في حدة شابها قدر من المنطق وشيء من الانفعال لا يفقده وقاره المألوف.
    قراءة لواقع الاتحاديين تفرز قناعة بأن الاعتماد على الحرس القديم في تفعيل ماكينة للحزب يبدو ضرباً من الحسابات الخاطئة. مصدر الأزمة ليس في عجز هؤلاء الرجال عن العطاء. من المؤكد أن بينهم قامات جديرة بالتقدير لما قدمت من مساهمات وقدرتها على الإسهام.
    مفصل الأزمة عند هؤلاء يتمثل في رفضهم الامتثال لحقيقتين أولاهما مدى قدرتهم على تجاوز المرارات الشخصية المستفحلة بينهم. الثانية مدى استعدادهم للتنازل عن الشعور بالمكانات المكتسبة لديهم باعتبارها حقوقاً لا يجب المساس بها. كلاهما ذات صيغة مغرقة في الذاتية لا علاقة لهما بمصلحة الحزب الجوهرية. كلاهما يعطل الممارسة الحقيقية للعملية الديمقراطية داخل الحزب. ما من أحد من أصحاب هذه المرارات والمكتسبات يرتضي التسليم بالموقع الذي يمكن أن يشغله في سياق أي عملية ديمقراطية حقيقية داخل الحزب.
    مثل هذا الفرز لا يمكن الوصول إليه ما لم يصبح لدى الزعيم نفسه قناعة مطلقة بإطلاق بناء المؤسسية خياراً وحيداً لكنس الألغام والترهل داخل الحزب.
    عملية التغيير المفترضة وهي حتمية لن ينجزها أصحاب المرارات والمكانات المكتسبة بغير الشروط الديمقراطية. هؤلاء انتفت لديهم إمكانية العمل بروح الفريق. هذه هي عقدة الحزب الغائبة. هذه المهمة يتطلب إنجازها فريق طازج خالٍ من المرارات الذاتية والطموحات غير المشروعة ومُشبّع بنكران الذات وتغليب مصالح الحزب ولديه نهم لتكريس المؤسسية وروح الفريق.
    ربما تكون قراءة الحزب الطليعي خاطئة. غير أن وجود الفريق الطازج يبدو لا غنى عنه.
    من الطبيعي ألا تخلو الصفوف الأولى في كل حزب والاتحادي الديمقراطي خاصة من ذوي الطموحات غير المشروعة وأصحاب المصالح الخاصة. من غير المعقول أن يكون لهؤلاء اليد العليا في تسيير شؤون الحزب أو تغييبها. من غير المقبول أن يرهن هؤلاء مصير الحزب لطموحاتهم ومصالحهم.
    حتى يتحرر الحزب من قبضة هؤلاء فإن الفريق الجديد المفترض يحتاج، بالإضافة إلى قناعة الزعيم بالمؤسسية، لدعم سخي منه. ما من أحد ينادي بتدبير انقلاب يطيح بوجوه معينة. المطلوب تجديد ماكينزم الحزب على أسس ديمقراطية تعيد للبناء الوطني ألقه. قنع الميرغني أم لم يقنع فإنه لا سبيل لخوض المعارك المرتقبة بهذه الأجنحة الشتات. تعدد الأجنحة ينتهي بالحزب إلى القعود. تلك حقيقة يُدركها الزعيم حتماً. استمرار حال الحزب على هذا المنوال يُطيل سكة سفر الميرغني ولا يقرّب موعد الرجوع. تلك مهمة يميل الزعيم إلى إنجازها إبان غيابه عن الوطن.
    بقاء الميرغني في المنفى ربما يُثير حرجاً للخرطوم على هامش القمة العربية. من المؤكد أن يسأل عدد من القادة عن غيابه في اللقاءات الهامشية. الميرغني أحد أبرز القيادات السودانية المألوفة لدى عدد كبير من العواصم العربية.

    28February2006 Rayaam news paper
                  

02-28-2006, 06:05 PM

ابن النخيل
<aابن النخيل
تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميرغني وسكة السفر الطويل بالإحباطات والحسابات الخاطئة /بقلم عمر العمر (Re: خرماج)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de