الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2006, 07:47 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة.

    الضاوي وأمينة

    عاش الضاوي جل حياته متنقلاً بين الحلال والقرى والمدن في ربوع درافور الحبيبة, فقد نشأ أصلاً وترعرع وقضي بواكير صباه في مدينة زالنجي حيث كان يعمل والده في شرطة السجون، فهو الشقيق الأكبر والوحيد لخمسة أخوات. وشهد كل الذين عرفوا الضاوي بأنه كان فكهاً ظريفاً حاضر الخاطر والبديهة وفي سنوات دراسته بدارفور الثانوية التي كانت تقع في قلب مدينة الفاشر اشتهر بحبه للتمثيل والمسرح وتمتع ببراعة نادرة في إجادة الأدوار الكوميدية في المسرحيات الهزلية التي تناولت قدراً كبيراً من قضايا الناس الحساسة في ذلك الوقت. وقد كان عضواً لا يضاهيه أحد في جمعية الموسيقى والمسرح التي جابت كل أرجاء دارفور فأمتعت أهلها الذين عرفوا بالتقوى والورع والتسامح كما أسهمت كثيراً في تطوير الوعي الثقافي والإجتماعي والمسرحي بينهم.

    وحينما أكمل الضاوي تعليمه الثانوي عمل بالتدريس في المدارس الإبتدائية وكانت تلك أخصب فترة في حياته،إذ أنها جمعته بمعلمين أفذاذ وطلاب نجباء. ومثل كل المعلمين والموظفين في تلك الأيام كان للضاوي شلة خاصة وأصفياء يقضي معظم أوقاته بينهم فهم يحبونه حباً لا يوصف فقد كان الضاوي يحلي الجلسات والقعدات بنكاته وقفشاته التي لا تنضب فهو كملح الطعام لا يستساغ الأكل بدونه. فكان تارة يغني ويرقص بلا مناسبة وتارة تجده يمدح نفسه ويسخر منها في ذات الوقت بقوله (أنا الضاوي وليد آدمو - عصيدة ساطو - في ضره ختو - لضيفان أكلو).

    هكذا كان حال الضاوي دائماً، وبعد عامين من عمله في مدارس الفاشر تم إختياره متدرباً بمعهد التأهيل التربوي حيث إلتقى بمعلمين ومعلمات من كل أنحاء السودان – وجمعه ذلك المعهد بزميلته أمينة وهي معلمة من بنات الفاشر (أبو زكريا) ولأول مرة أحس بأنه تحت تأثير غريب وشعور أغرب وبدأ يحس بالغيرة على أمينة الرقيقة الحانية التي أسرته بلحاظها الفاتنة وسحنتها السمراء الناعمة وإبتسامتها الحلوة الندية. فقد عاش طيلة حياته لا يعرف تلك الأحاسيس وأدركت أمينة بأنوثتهاالطاغية وحسها المرهف حب الضاوي لها واستطلفته كثيراً وأحست أنه شخص فريد. ورغم أنه في الأصل من أبناء رهيد البردي وهي من بنات الفاشر إلا أن ذلك لم يغير من أمر الحب في شيء بل زاده ضراوة وإشتعالاً.

    نواصل
                  

02-04-2006, 07:06 PM

منى أحمد

تاريخ التسجيل: 01-27-2006
مجموع المشاركات: 362

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    .
    .

    العزيز / محمد هارون
    أنتظر بقية القصة
    مودتى

    .
    .
                  

02-05-2006, 04:22 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    الأخت منى أحمد

    تشكري ياعزيزتي على المرور والمتابعة وسوف لن أجعلك تنتظرين طويلاً .... صدقيني.


    لكي فائق إحترامي وودي.
                  

02-06-2006, 01:30 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    وبدأ الضاوي يقابل أمينة كل يوم في قاعات الدرس وحينما تلوح له الفرصة يقترب منها ويلمح لها بإسلوب لا يخلو من الطرافة والظرف ويقول لها تلك الجدية حلوة الشمائل قد صرعته فبات بين حي وميت لا يدري أهو ظمآن يجري خلف سراب أم أن سفينته التائهة شارفت على بلوغ الساحل؟؟ ورويداً رويداً أصبح يبثها نجواه وشوقه ولهفه عليها وأنقلب الضاوي من كوميدي إلى عاشق ولهان ولأول مرة بدأ يقرأ أشعار مجنون ليلى وكثير عزة ونزار قباني – وحينما تغيب أمينة لأي سبب لا يعلمه يصاب بإكتئاب وخفقان وقلة تركيز وشرود فلم تكن هناك جوالات ولا حتى تلفونات إلا في بعض المكاتب وبيوت كبار المسئولين والتجار. من كان يتخيل أن الضاوي الضاحك المرح والمهرج أحيانا كثيرة يتحول إلي متيم غيور يكابد تباريح الشوق والهوى؟؟ عجيب أمر هذه الدنيــا!!!

    وقرر الضاوي أن يخبر أمينة برغبته في الزواج منها مهما كلف الثمن ولا بد أن يسرع فلا خير في حب تتقاذفه الأمواج ولا خير في دنيا بلا أمينة. ماذا يبتغي أكثر منها فهي من أسرة عريقة بمدينة الفاشر وهو يعرف تركيبة أهل الفاشر جيداً فقد قضى ثلاثة أعوام بينهم يدرس في دارفور الثانوية مدرسة المواهب والفنانين والرياضيين. وكان كثيراً ما يتردد على قهوة (البنابر) الشهيرة حيث يلتقي ببعض أصحابه وأصفيائه من طلاب الفاشر الثانوية خاصة في نهاية الإسبوع، فيمازحهم بسخريته المعهودة ويردد على أصحابه من أبناء مدينة الفاشر مداعباً لهم مقولته المشهورة إن مدينة الفاشر هذه تشبه قدح العصيدة فهي مرتفعة الجوانب عميقة القاع.

    ولاحت الفرصة ذات يوم للضاوي وأخبر أمينة بقراره، وأطرقت أمينة خجلاً وحياءاً ولم ترد عليه فالأمر يحتاج إلى وقت والبت فيه في نفس اللحظة لم يكن ممكنا في ذلك الوقت فهي تعلم أن الضاوي يحبها لدرجة الجنون لكنها لم تكن تتوقع أن يصل إلى هذا القرار بتلك السرعة. وحينما تيقنت من صدق كلامه قالت له قد تواجهنا مشكلة واحدة وهي أن لي ابن عم أثير على والدي وهو يحبني أيضاً وأبي هو الذي رباه وعلمه وأصبح مثل إبنه تماماً ولا يرفض له طلب وترجته أن يترك الأمر للأقدار فربما تحدث أشياء ليست في الحسبان. فأحس الضاوي أن حياته كلها أصبحت في مهب الريح فبدأت تؤرقه الهواجس والأحلام المزعجة لكنه يثق بأمينة ويعلم أنها تحبه ولن ترض بغيره بديلاً، وهذا هو عزاءه الوحيد. وأمينه لها أخت واحدة فقط أصغر منها وهما أثيرتان على أبيهما الذي كان يعمل مساعداً طبياً بمستشفى الفاشر.

    نواصل
                  

02-09-2006, 00:02 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    وفي تلك الأيام عمت دارفور موجة غضب بعد إعلان الحكومة المركزية تطبيق نظام الحكم الإقليمي وتم تعيين حكام كل أقاليم السودان من أبنائها إلا في درافور التي أحس أهلها بالغبن والظلم والوصاية وكان ذلك الحدث هو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون . وهبت الثورة في دارفور وخرج الناس في مختلف القطاعات – الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات والتجار والعمال خرجوا جميعهم في مظاهرات عارمة وسقط عدد من الضحايا وكادت الأمور أن تفلت وتتحول الثورة إلى حرب أهلية مسلحة وأفاقت الحكومة المركزية من عنادها وجورها واستدرك الرئيس النميري الأمر وعين أحد أبناء دارفور السياسيين حاكما مفوضاً على إقليم دارفور لأن الرجل كان هو الخيار الأفضل لهم ولأبناء الإقليم وهو نفسه لم يكن يرض بأقل من ذلك.

    أخبرت أمينة والدتها صفية بالأمر وأكدت لها إن الضاوي هو الزوج المناسب وهو على الأقل معلم مثلها تفهمه ويفهمها كما أنه شخص متفائل ومتسامح ومرح وودود، وأبتسمت والدتها وهي متشككة في حديث إبنتها التي يبدو أنها غرقت في الحب وقالت لها (يا بتي) كل الرجال في البداية حلوين وودودين. إلا أن أمينة لا تطيق سماع ذلك فالضاوي في نظرها ملاك في هيئة أنسان، ولكن كيف تواجه والدها بمشاعرها وعواطفها؟ فهي لا تقوى على ذلك لأن المرأة آنذاك كانت محكومة بعادات وتقاليد، والحياء أيضاً يقف بينها وبين الحديث مع أبيها في مثل هذه الأمور. وفجأة خطرت ببالها فكرة لماذا لا تكاشف ابن عمها عبد الرحيم (رحومة) عسى أن يفهمها ويعينها في هذا الأمر فهو شاب متعلم عاش كل حياته في مدينة الفاشر- المدينة الفاضلة التي كانت قبلة المثقفين والأدباء وتميز أهلها بالتحضر والإنفتاح وإحتضان الغرباء وهي بذلك تكون قد فتقت الجرح ثم طببته بالدواء.

    وفي المساء إنتهزت أمينة فرصة خروج والدها للنادي حيث كان يلتقي بأصدقائه وأصفيائه كل يوم فيتجاذب معهم أطراف الحديث ويسمع منهم آخر الأخبار والنكات والحكايات في الحي، ولم تتردد أمينة في مكاشفة ابن عمها بحقيقة مشاعرها وهي تحبه وتعزه مثل أخيها الأكبر وتأثر رحومة تأثراً عميقاً بكلام ابنة عمه وطمأنها وقال لها ما (تشيلي) هم وأتركي هذا الأمر لي وسوف أعالجه مع عمي. وتنفست أمينة الصعداء وأيقنت أن حلمها سيتحقق في القريب العاجل، وكان ابن عمها هو العقبة الوحيدة والآن قد أعطاها كلمة وعد وشرف أن يقف معها. ولم ينم رحومة تلك الليلة فقد ظل يصارع أحاسيسه ولوعته على ابنة عمه فكيف يتركها للغرباء وهو أولى بها حتى من أمها وأبيها. ماذا يفعل وكيف يتصرف؟ هل يذعن للأنانية والعنصرية والتقاليد الظالمة؟ نعم ابن العم حسب التقاليد هو أولى ببنت عمه من غيره لكن الحب سيل جارف يحطم كل شيء.

    نواصل
                  

02-09-2006, 02:20 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    الاخ العزيز هارون
    تحية طيبة
    حب الناس العاديين...ثروة لا تقدر بثمن

    واصل نحن متابعين
                  

02-09-2006, 04:58 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    الأخ العزيز عادل أمين

    تشكر على مداخلتك التي تعني لي الكثير فالقصة القصيرة كالوجبة الخفيفة التي نسميها نحن السودانيون(سندة) فيقول لك الشخص العادي أنا (عملت سندة) فمن تعود عليها لن يتركها ابداً.


    لك كل الود.

    (عدل بواسطة Mohammed Haroun on 02-09-2006, 05:56 AM)

                  

02-10-2006, 00:48 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    وأنتصر الحب وزفت أمينة في حفل بهيج إلى عش الزوجية، يا لها من أيام ....... فما أسعد الضاوي وما أسعد أمينة، أخيراً تحقق الحلم وبدأ الضاوي وأمينة مشوار الحياة الزوجية. وبعد عامين من الزواج أنتدب الضاوي وأمينة معاً إلى المملكة العربية السعودية وقضيا خمسة أعوام يكدحان في جنوب المملكة. وأستطاع الضاوي وأمينة أن يبنيا لهما داراً واسعة في مدينة نيالا (البحير) أو جارة الوادي كما يحلوا للضاوي أن يسميها حيث عقدا العزم على الإستقرار بصفة دائمة. وحينما يعقد الضاوي المقارنة بين الفاشر ونيالا يقول إن الأولى هي مدينة السلاطين والحكام ومدينة التاريخ والثقافة والحضارة أما الثانية فهي مدينة تجارية نامية بسرعة فائقة حيث ينتهي عندها خط السكة الحديد ويمر بها وادي (برلي) فيكسبها رونقاً وبهاءاً. ويصر الضاوي لو أن الحكومات المركزية إنتبهت إلى دارفور وعبدت الطرق وأنشأت المشاريع واستغلت طاقة الإنسان في ذلك الإقليم النائي لعاد للسودان خير عميم.

    وأندلعت تلك الحرب اللعينة في ذلك الإقليم النائي – حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، وأطل المجتمع الدولي بوجهه الأرعن القبيح وتدخل في شئون دارفور وغابت حكمة السلاطين والنظار والعمد (الشراتي)، وهي إحدى نبوءات الضاوي أيضاً فقد كان دائماً يقول لأصحابه وزملائه إذا استمر الحال هكذا فإن كارثة أنسانية ستحل بنا لامحالة. فالحرب كارثة مثلها مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير – بل هي أقسى وأشد ضراوة فلا أحد يعلم متى تضع أوزارها ولا أحد يعلم عدد الضحايا والمشردين الأبرياء الذين سيدفعون ثمنها. واصبح بيت الضاوي مثابة لأهل دارفور فهو أخ وصديق للجميع وشريكة حياته أمينة هي حفيدة السلطان علي دينار وهو سليل الخليفة عبد الله التعايشي، فقد كان يسمع من حين إلى آخر جدته أم جور تستنجد مستغيثة بجدها فتقول (ياخليفة المهدي أفزعني) - فما أروع الثورة المهدية - وما أعظم إمامها وخليفته. ومدينة نيالا هي ملتقى لكل القبائل في دارفور بحكم موقعها المتوسط بين شمال وغرب وجنوب درافور فقد بدا الصراع والحساسيات فيها أعنف ولكن بيت الضاوي كان الفردوس المفقود في تلك المدينة.

    نواصل
                  

02-13-2006, 04:54 PM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    وبدأت تتوالى الأخبار والأحداث الأليمة يوماً بعد يوم وأنفرط الأمن وأشتدت الحرب ضراوة وتدافع الصبية الذين يبتغون مجداً من الحرب في عصبية عمياء وحملوا السلاح وذبحوا سكان القرى الآمنة عبر السنين وأورثوا أهلها الفقر والدمار والتشرد. تلك هي نتائج الحرب عبر الأزمان الحزن والأحزان والشتات والفرقة وضياع الثقة بين الأجيال. يا حسرة على دارفور تلك القلعة الحصينة التي عم خيرها كل أهل السودان. يا لها من مصيبة فقد تفرق سكانها أيدي سبأ كما يقولون بل حتى الطيور هجرت الأشجار والوديان وروعت المدافع والأسلحة الفتاكة النساء والأطفال في اليقظة والمنام. وازداد أسف الضاوي وحزنه ساعة بعد ساعة وشهراً بعد شهر الى أن جاء ذلك اليوم الذي سمع فيه بمقتل نفر من أعز أصدقائه في حادث أليم في شمال دارفور ولم ينم تلك الليلة فهو أنسان شفاف تؤرقه المصائب وتقض مضجعه الكوارث والمحن. وفي اليوم التالي شكا الضاوي من ألم حاد في أعلى شقه الأيسر ونقل إلى المستشفى وفي الطريق فارق الحياة وبكت أمينة بكاءاً مراً وراح الضاوي ضحية تلك الكارثة الإنسانية التي تنبأ بها. ألا رحم الله الضاوي فقد حزن عليه كل من عرفه ودعا له الجميع بالرحمة والمغفرة وسألوا الله أن يبني له بيتاً واسعاً في الجنة.


    بقلم/ محمد هارون فضل الله
    لندن – 26/3/2005م.

                  

02-13-2006, 05:46 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    الاخ محمد هرون


    في زمن الزيف هذا تأتي هذه القصة لتضفي لمسة و تترك اثر في النفس الدارفورية الاصيلة، خوفي ان يكون كلنا الضاوي ....

    تخونني الكلمات ولكن هذه حالة نفس دارفورية تتمني ..
                  

02-14-2006, 02:47 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    الأخ العزيز أنور

    تشكر على مرورك الذي أضفى بريقاً متوهجاً وصدقاً فريداً طالما أفتقدناه كثيراً في هذا الزمن الغابر. أخي صدقني إذا لم ينتبه أبناء دارفور لعواقب هذه المأساة سوف يكون حصادنا مزيد من الأحزان والبؤس والتشريد. كلنا نريد العزة والكرامة ونرفض التبعية الذليلة لكن الحرب أذلتنا أكثر وحطمت آمالنا وجعلتنا نبكي أطلالنا ليل نهار ونستجدي الرحمة من أعدائنا.


    لك كل ودي وإحترامي
                  

02-16-2006, 05:08 PM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    في هذه الظروف القاسية التي يمر بها أهلنا في دارفور أرجو من الإخوة المتفاوضين في أبوجا أن يتحلو بروح التسامح والتجرد والمسئولية والوفاء لأهلهم في تلك الأرض المنكوبة. كل شيء يا إخوتي يهون إلا هذه الحرب اللعينة إذ لا أمن ولا طمأنينة معها وهما نعمتان كنا نراهما فـي عيون أهلنا البسطاء حينما نمر مسافرين في الإجازات وكانت أخبار وصولنا تصل قبل حلولنا. يا سلام على أيام زمان.
                  

02-19-2006, 09:20 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضاوي وأمينة - قصة قصيرة دارت أحداثها في ربوع دارفور الجميلة. (Re: Mohammed Haroun)

    في هذه الأيام العصيبة تتناهى إلى مسامعنا أخبار محزنة عن اصطدامات دامية بين أهلنا في جنوب
    دارفور. ليت قومي يعلمون بأن هذه الهجمات المتبادلة لن تورثهم إلا الدمار والخراب والفقر فأرض دارفور واسعة جداً (مساحة فرنسا ياناس) تسع كل السودانيين ناهيك عن سكان دارفور الـ (6 ملايين) فلا مبرر لكل هذه العداوات والعنصرية البغيضة.

    إنه والله ليشرفني أن أسقط شهيداً من أجل حقن الدماء ومن أجل أن يعم السلام في ربوع دارفور الحبيبة ويحزنني أشد الحزن أن ينشأ الأطفال أيتام تغلي صدورهم بالحقد والبغضاء. ليت أهلي في دارفور يدركون قيمة الأمن والسلام وليتهم يستمعون لأصوات العقلاء من أبنائهم الذين لا يريدون جزاءً ولا شكورا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de