كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 الحركة الشعبية لتحرير السودان موت زعيم وفناء برنامج
|
يمكن اعادة القول بانه لافناء للنظريات بفناء منظريها , فكل النظريات التى قامت منذ نشوء العلوم الانسانية قد انبنت على ماقبلها من نظريات , فبعضها قد قام بتطوير هذة النظرية او تلك والبعض قامت نظريته على انقاض ما سبقه من نظريات وهذة حقيقة علمية لاجدال فيها .
عندما اعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان عن نفسها فى 16 / مايو 1983 عبر ا لبيان التأسيسي (المانفستو) بقيادة د. جون قرنق دى ما بيور كانت الحركة الشعبية ، الجيش الشعبي لتحرير السودان تؤسس لبداية مرحلة نضال من أجل تحرير إنسان السودان من ربقة الممارسات البغيضة التي كان من أبرز سماتها الاستعلاء والتهيمن والإقصاء لمجموعات وطنية كبيرة في وطن ميزته التعددية الإثنية والثقافية والدينية ، مع تنوع مناخاته وثرواته وموارده المادية والبشرية . وقد حددت الحركة الشعبية ، الجيش الشعبي هدفها من تحرير السودان بصورة واضحة لا لبس فيه ولا غموض ، وهو ( التحرير من الممارسات الاستعلائية والتهميشيه والإقصائية من اجل تأسيس وطن يسع لجميع أبنائه على قدم المساواة وفق أسس الاحترام الحقيقي للتعددية في جميع تجلياتها . ولم يكن تحرير السودان يعنى في أي وقت من الأوقات إقصاء عنصر أو طرد معتقد أو تهميش ثقافة ، لذلك ضمت الحركة الشعبية ومنذ تكوينها مجموعات مختلفة من جميع قبائل واثنيات السودان . وكانت اهدافها السياسية انذاك :
- تنمية وتقوية الخدمة المدنية في السودان الجديد .
- تبنى استراتيجية الاقتصاد الحر من أجل التحرير على أساس مختلط
- تنمية وتقوية الديمقراطية.
- تأسيس وتقوية إدارة الحكم الجيد .
- تأسيس وإرساء دعائم الوحدة والسلام والأمن .
-إعادة التعمير وتوفير خدمات الرعاية الاجتماعية .
- إعادة توطين النازحين واللاجئين .
- المطالبة بحق تقرير المصير .
- التعاون العالمي وحقوق الإنسان .
-ترقية وترويج قيم ومثل منظمة الاتحاد الأفريقي ونداء وحدة الأفارقة .
- تطوير وعي قومي على أسس جديدة ينطوي على مصلحة كل السودانيين .
مرت الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ إندلاعها عام 1983م بثلاث مراحل هي في جوهرها مراحل تطور ونضج أكثر من كونها إستجابة للمتغيرات الداخلية والإقليمة والدولية، وإن ظلت هذه المتغيرات عوامل أساسية في تحديد توقيت تلك التحولات.
المرحلة الأولى: المرحلة الثورية 1983-1993 فهم جديد لمشكلة السودان
مثل (منفستو) الحركة الذي أعلنت من خلاله عن وجودها، نقلة نوعية ضخمة ضمن حركات التمرد والثورة التي ظلت مندلعة في الجنوب منذ عام 1955م. فلأول مرة في تاريخ السودان يقدم تنظيم سياسي سودإني فهماً قائماً على الدراسة والتحليل لما كان يسمى (مشكلة جنوب السودان)، وتتبدى نتائج الدراسة والتحليل في فهم الجديد للمشكلة. فقد توصلت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) إلى إن ما يسمى بمشكلة جنوب السودان هي في الحقيقة (مشكلة عامة، إذ هي في الاساس مشاكل المناطق المتخلفة في القطر كله).
ولا تتحامل الحركة على (الشمال) وتحمله مسئولية خلق مشكلة المناطق المتخلفة، بل تلوم الإستعمار. فهي ترجع نشوء هذه المشكلة إلى سياسة الإستعمار التي كانت قائمة على (تكريس التباين الإجتماعي والثقافي والديني بين الشمال والجنوب).
كما يظهر أثر الدراسة والتحليل في تحديد مصطلح (الشمال) في فهم الحركة، فالحركة ترى إن الشمال (يشمل [فقط] مديريتي الخرطوم والجزيرة القديمتين). وترى الحركة إن إقليم دارفور وكردفإن وكسلا والشمالية (متخلفة مثلها مثل المديريات الجنوبية).
ترجع الحركة سبب إندلاع التمرد في الجنوب، دون بقية الاقاليم المتخلفة إلى عدم الرضى بحركة سودنة الوظائف [1954-1955م] من قبل الصفوة الجنوبية. إلا إنها لا تلوم الصفوة الشمالية على التوزيع غير العادل للوظائف بين الصفوه الشمالية والصفوه الجنوبية. فهي ترى إن هذا التوزيع غير العادل، (كان ضرورة تاريخية ترجع جذورها إلى التنمية الهامشية غير المتوازنة في الشمال والجنوب خلال الفترة الإستعمارية).
ومن هذا التشخيص الدقيق لنشأة المشكل السياسي السوداني ولطبيعة حركات التمرد في الجنوب، تخرج الحركة الشعبية بخطها السياسي الجديد الذي يمكن تلخيصه في ثلالث نقاط رئيسية هي :
1 - (تحويل الحركة السياسية الجنوبية من حركة رجعية يقودها رجعيون همهم الجنوب والمصالح الذاتية، إلى حركة تقدمية يقودها ثوريون ملتزمون بأحداث تحول إشتراكي في القطر كله).
2 - الوقوف ضد محاولات فصل الجنوب،سواء جاءت من قبل قوى جنوبية أو قوى شمالية، فالهدف الأساسي للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان (ليس فصل الجنوب عن بقية القطر).
3 - ادراك السودان وإنقإذه من: (التشتت الكامل) الذي يتهدده بسبب: (الروح الإنفصالية التي تطورت في الجنوب منذ عام 1955م.
هذا هو الخط السياسي الذي كان للحركة الشعبية عند بداياتها. ولا شك إن الإتجاه الثوري الإشتراكي واضح في هذه المرحلة من الخطاب السياسي للحركة. وطبيعي إن تتحالف الحركة في هذه المرحلة مع نظام الرئيس الاثيوبي منقستو هيلا مريام الثوري الإشتراكي في اثيوبيا.
(2) المرحلة الثانية: المرحلة الواقعية (1993-1998م)
شهد عام 1992 حدثين هامين، أثرا بعمق على المسيرة السياسية للحركة الشعبية لتحرير السودان. الحدث الأول داخلي، حيث أعلنت (مجموعة الناصر) التي تمثل القيادات العسكرية والسياسية المنتمية لقبيلتي (النوير) و(الشلك)، داخل الحركة الشعبية، تمردها وإنفصالها عن قيادة الحركة. وقد عادت هذه العناصر في بيإن إنفصالها إلى ما رفضته الحركة الشعبية وتجاوزته من إتجاه لفصل الجنوب عن بقية القطر، كما تملصت تلك العناصر من الخط الثوري الإشتراكي الذي أعلنته الحركة الشعبية عند قيامها.
أما الحدث الثاني فخارجي، وهو الإنهيار المفاجئ والداوي للإتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الإشتراكية في ما كان يعرف باوربا الشرقية. وعلى الرغم من إنعدام الوثائق حول هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلا إنه يمكن إستنتاج إن مراجعة وتقييماً دقيقين للموقف قد أجريا. وخاصة إن الحدثين الداخلي والخارجي، قد وقعا في وقت واحد تقريباً. كما يستنتج أيضا بإن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد وجدت نفسها أمام خيارين واضحين. إما الاصرار على الخط الثوري الإشتراكي وإختيار مجابهة معطيات داخلية وإقليمية وعالمية لا قبل لها بها، وإما إختيار المرونة السياسية وإنتهاج خط حداثي علماني لبرالي يؤدي لإيجاد قوإسم مشتركة بينها وبين بقية الأحزاب السودانية المعارضة والمنضوية تحت رأية التجمع الوطني الديموقراطي الذي يعمل من خارج السودان.
وبالفعل، إنتهجت الحركة الشعبية الطريق الذي يتطلب المرونة ويسمح بإستمرار النضال وتجاوز العزلة الداخلية والإقليمة والدولية. وقد توجت الحركة الشعبية توجهها الجديد بنجاح تمثل في توقيعها على (ميثاق القضايا المصيرية) مع بقية القوى السياسية السودانية المعارضة بإسمرا عام 1995م وإنضمامها للتجمع الوطني الديموقراطي المعارض.
(3) مرحلة جديدة : 1998-2000م
مرحلة الدخول لمفاوضات مع النظام القائم فى الخرطوم
وقد تبلورت مفاهيم الحركة الشعبية في مطلبين أساسيين هما مطلب قسمة السلطة ومطلب قسمة الثروة.
والدعوة لقيام [سودإن جديد] تتطلب إن يصل الخطاب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان إلى كافة مواطني السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب. وهذا لن يتحقق إلا إذ أوقفت الحرب، وإلا إذا كان للحركة الشعبية وجود شرعي في المركز، في الخرطوم. ومن هنا جاءت ضرورة تحقيق السلام.
وتحقق السلام وابرم هذا الاتفاق فى ضاحية نيفاشا الكينية بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الخرطوم الشىء الذى بشر بنقلة نوعية كبيرة واحداث تحولات جذرية فى هذا الوطن.
هذا الاتفاق السياسى اعطى الحركة الشعبية وزن سياسى كبير ومهد لتوافد كل اهل السودان اليها على انها احدى بوابات الخلاص وكحزب سياسى حقيقى قام بقراءة صحيحة للواقع السياسى السودانى والذى عجزت عن قراءاتة معظم احزاب السودان , وليس كما يزعم البعض من متشددى الحركة الشعبية بان الوافدين الى الحركة وخصوصا بعض القوميات مجرد انتهازيين وهنا بدأيات الازمة.
الحركة الشعبية لتحرير السودان تصارع الموت داخل غرفة الانعاش:
لم يخطر ببال احد ولم تكن ضمن تصوراتة ان يموت القائد الدكتور جون قرنق منظر وصاحب برنامج السودان الجديد قبل اكمال مشروعة الذى ناضل من اجلها قرابه الواحد وعشرون عاما
ولم يتصور احد ان تقوم احداث داخل الخرطوم جراء ذلك الحدث والذى فاغم حزننا الى حد الاكتئاب , وهنا ضمن الجرحى والمصابين دخلت الحركة الشعبية الى المشفى ضمن المصابين وكانت اكثر المتضررين من هذة الاحداث فدخلت مباشرة الى غرفة الانعاش . فقد بدأ ينفض عنها الناس بغير رجعة , وذلك لعدم قراءتها الصحيحة لمثل هذا الحدث واحداث اخرى كثيرة ربما من جراء الفجيعة والحزن على الدكتور القائد جون قرنق دى مبيور الاب الشرعى للحركة الشعبية وصاحب النظرية وربما لغياب القائد الفقيد نفسة عن ميدان الحدث وابعاد اشد واشرس المدافعى عن برنامج السودان الجديد الحقيقين امثال المناضل باقان اموم , ادوارد لينو ونيال دينق عن اماكن صنع القرار السياسى داخل التنظيم وافساح المجال لقيادات اخرى ساعدت فى اضعاف موأقف الحركة وتماسكها فى فترات تاريخية محددة يعلمها الكثيرون والقصد واضح .
موت النظرية :
نتج عن كل تلك الاحداث والتغيرات التى طرأت فجاءة على الحركة الشعبية , تغيير جذرى لمفاهيمها وقوانينها التى كانت تحكمها وحلمها لدخول بقاع جغرافية جديدة وفقا لبرنامج السودان الجديد الذى يتحدث عن سودان جديد من حلفا _ نمولى ومن طوكر _ الجنينة
وبداء واضحا ان السودان الجديد اصبح من كادوقلى _نمولى فقط حسب قراءتنا لواقع الحركة الشعبية وحسب المناصب الدستورية وحكومة الجنوب وقيادة التنظيم نفسه مع وجود اسمى لقوميات اخرى لصبغ روح القومية داخل التنظيم الذى اصبح خطه السياسى اقرب الى الانفصال من الوحدة من خلال ممارساتة اليومية , وكل ما يدور فى السودان القديم هو شىء اصيل داخل ممارسات الحركة الشعبية اليومية من نعرات قبلية والتكريس لها الى المحسوبية واللهث وراء السلطة الزائلة . نعم الانفصال حق مشروع وفقا لاتفاق نيفاشا ولكنة ليس محورا اصيلا داخل برنامج الحركة الشعبية وحسب مقولات القائد الراحل دكتور جون قرنق .
+ قبل ان نودعكم ونلحق بركب السودان القديم تبقى لنا ثلاثة اسئلة تدور فى الذهن نود ان نطرحها لقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ونتمنى منها الرد عليها بكل شفافية , ليس لى وانما الى جماهيرشعبنا الصابرة واعضاء الحركة الشعبية (لتحرير السودان) !!!!!!!!!
1/ ماهى استعداتاتكم لخوض العملية الانتخابية بعد انتهاء الفترة الانتقالية ؟وموقفكم فى التحالفات السياسية المستقبلية ؟
2/ ماهى خططكم الاستراتيجية لانقاذ مشروع السودان الجديد ومنحة فرصة حياة جديدة ؟
3/ وماهو مصير القوميات الاخرى عندما تاتى نتائج التصويت لصالح الانفصال ؟ هل سيذهبون معكم ليعانوا هنالك من مرارات الاقلية ام سيبقون فى الخرطوم لتلهب نظرات الشماتة اجسادهم ؟!!!!!!!!!!!!
يتبع
ياسر حسن المبارك
رئيس مقاطعة امدرمان السابق
عضو مستقيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الحركة الشعبية لتحرير السودان موت زعيم وفناء برنامج (Re: ياسر حسن المبارك)
|
Dear Yassir,
Ideas are produced and nutured by individuals. Garang's analysis of the the "problem of Sudan" was correct. And his vision would have united the Sudan if he were to live and see through his vision. The problem of the fallen hero of the Sudan was his failure to convince both elite in the South and the North.
The southern skepticism is a product of their non-belief in a change of the northern attitude towards a just Sudan, and their experience with the northern governments since 1956. The southern elite remained skeptical through the struggle of Garang in spreading these ideas.
On the other hand, the northern elite was outright hostile to him because of Garang's call for the Sudan of justice and equality, based on a new politicall dispensation that takes care of historical and contemporary diversities--the New Sudan. As uch northern elite became fearful of the fact that Garang was bringing equality between cultures that should not be made equal in the first place. Because they have been used to the supremacy of Arab-Islamic culture, the extreme section of northern elite, whether from the right or the left, began preferring the separation of the South rather than the equality Garang had called for as the basis of any unity. This section has been very voiceferous in its opposition to the principles of justice and equality, and what it entails in diluting what they think is their right to cultural purity. This section of Northern elite is represented by people from the extreme right like the Umma Party, the NIF and al-Tayib Mustafa and his so-called "Peace Forum", Mohammed Ibrahim al-Shush, Abdalla Ali Ibrahim and many others, and from the left by Kamal al-Jazouli, late Mohammed Haj Hamed,
abu-Gasim, Khalid al-Mubarak and others. These individuals believe in the Arab-Islamic culture supremacy that is almost equivalent to that of the White South African apartheid in the last century.
Since the death of Garnag, the idea of the "New Sudan" has remained in the doldrums. The skeptical southern elite is unable to espouse the legacy of its fallen hero because of its sketicism about the feasibility of "New Sudan" in principle. Salva Kiir Mayardit, the new SPLM/A leader, has been speaking from both sides of his mouth, and his position on the "New Sudan" remains unclear. The northern elite found in the death of Garnag a nightmare that has suddenly been removed for good. The only sections of the Sudanese population that believe in the idea of "New Sudan" are the northern elite attacted by Garang into the ranks of the SPLM/A, and those of the marginalized areas such as the Nuba, the Ingessena and the peoples of Darfur. Consequently, the idea of the "New Sudan" will always remain as a dream of which its main proponent and hero is dead, and with his death, I believe, the death of united Sudan. I hope I will be proven wrong.
(عدل بواسطة charles deng on 01-31-2006, 11:46 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ياسر حسن المبارك
nour tawir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست