|
|
 الجبهـــة الرابعـــــــــة*جامعاتنا،براميل البـــارود المتقــاربة«1»
|
الجبهـــة الرابعـــــــــة «1»
جامعاتنا... براميل البـــارود المتقــاربة
بقلم: محمد أمين مبروك
عزيزي القارئ، ادر مؤشر ذهنك وأمسح خريطة السودان، ضع نقاطاً حمراء حول الجامعات الآتية: الخرطوم، السودان، الاهلية..
حرّك المؤشر نحو وسط السودان الجزيرة، سنار، شرقاً القضارف، كسلا، غرباً كردفان، الدلنج... أما دارفور فدعها فالجحيم الذي تعيشه لا يحتاج لإشارة. لن تحتاج للبحث في ادغال الجنوب الوارفة. ليس خوفاً من مطالبتك بأوراق ثبوتية لدخول «المناطق المقفولة» إنما ظل هنا في الخرطوم بحري حيث تقبع جامعة «جوبا» جامعة الجنوب الأولى، وما دمت في بحري فضع أصبعك حذراً عند جامعة الزعيم الأزهري، انطلق مع النيل في مساره الأبدي، وضع دائرة حول جامعة «شندي» رفقاً بك نكتفي بهذا.
اذا قلت لك إنك كنت تضع أصبعك على براميل بارود فصدقني، لدينا ثلاث جبهات ساخنة أو بؤر توتر، جبهة الجنوب التاريخية منذ أغسطس 1955م، عصية ومتمنعة على كل الحلول، وظل هذا التنور يفور حتى تجمع له العالم من كل صوب وحدب فأطفئه الا قليلاً.
هناك جبهة الشرق أشعلها المعارضون للنظام، حيث تحدّاهم وضيق عليهم البلاد، حتى أضحت عليهم أضيق من ثقب المخيط، فخرجوا عليها من جهة الشرق بتجمعهم الشهير من اسمرا حتى الأراضي المحررة، وقد قال قائلهم «الآن تم الحصار.. لا فكاك، سلم تسلم «فسار بها الركبان داخل البلد، احتشد حولها الناس طلباً للانقاذ من الانقاذ».
ثم لمّا وضع التجمعيون السلاح في جدة في ما يشبه عملية أرضاً سلاح، التقط ذات السلاح أهل الشرق وأشعلوا نيرانهم طلباً للحقوق التي طال انتظارها.
الجبهة الثالثة كانت دارفور.. تذكر أنها لم تشتعل بصورتها الحالية فجأة، كانت النار تلمع خلف الرماد، قليل من البصارة، قليل من العقل السياسي الواعي كان سيطفئ النار، ولكن بعضنا يهتف فرحاً «النار ولعت بقلبي بطفيها».. من لديه أدنى شك في أن العقلية الأمنية التقليدية التي يدير بها المؤتمر الوطني أمر البلد، هى وراء كل هذه الكوارث. فليراجع طبيباً نفسياً.
هل لأن القيادات الأمنية قد صعدت في ملابسات الصراع مع الجناح الآخر «د. الترابي» الى سدة القيادة، فاستطاب لها أن تدير كل أزمة بعقلية أمنية «تقليدية» و«مكرورة» إذن بؤر التوتر أو الجبهات المفتوحة المعروفة لدى أى برلوم في أية جامعة أمريكية هى:
- الجنوب.
- الشرق.
- دارفور.
الجبهة الخامسة عندي هى التدخل الدولي، إنزال الآلاف من القبعات الخضراء والصفراء والزرقاء في براري السودان. نعم تأجل لستة أشهر ولكنه قادم.
أحمد الله ان عدد الجبهات لم يتعد أصابع اليد الواحدة، ولو زاد فابشروا بزمان الانفجار و«البقج».. هذه لا يعرفها أهالي العواصم الثلاث.. يدرك معناها طفل صغير في براري دارفور.. أهل العاصمة المثلثة «ينعمون» بساعات قليلة يلعنون فيها الحكومة على سياساتها الجائرة، ثم يكتفون بممارسة «نعمة» الاحباط واليأس الدفين.. وهى «نعمة» لأن القادم مفتوح على كل الاحتمالات.. بل وأسوأها على الاطلاق.
* ماذا عن الجبهة الرابعة؟
براميل البارود تلك التي حدثتك عنها بداية المقال، هل نحتاج للحديث عما يجعل جامعاتنا بدلاً من أن تكون ساحات للتسامح والتلاقح.. تصبح في ذهن بعضنا «ساحات فداء» وعند آخرين «غابات».
لنتفق إن سياسات غير موضوعية تجاه التعليم العالي في السودان، تضع اولويتها دائماً في رصد ومتابعة المعارضين، بحيث تحوَّل كادر الحركة الاسلامية في الجامعة لمجرد «باشبوزق» يجمع المعلومات والسيخ، فتأخر الفهم والحوار لصالح العنف والسلاح.. وظهرت نتائجها.
الآخر المعارض استفاد من إلهام القضايا الكبرى وسخط المواطن البسيط تجاه الحكومة، واستطاع حشد الطلاب دائماً لصالح رؤيته. والا من أين أتى هؤلاء الطلاب؟
===============================
نقلاً عن الصحافه
|
|
 
|
|
|
|
محمد امين مبروك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست