الشعب العراقي بين المطرقة والسندان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2003, 03:00 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشعب العراقي بين المطرقة والسندان

    الشعب العراقي بين المطرقة والسندان

    خــالد عويــس *


    بوسع المرء أن يتفهم جيدا مشاعر الكثير من العراقيين الذين أبدوا استعدادهم للاستنصار بالشيطان نفسه في سبيل الاطاحة بنظام هو الأسوأ في طول المنطقة وعرضها ، فبغداد الرسمية وعلي الرغم مما توافر لها من امكانات كادت بمقتضاها أن تنقل العراق الي مصاف الدول المتقدمة الا أنها بددت كل الفرص التي سنحت لها بارساء معالم حضارة متقدمة في بلد متطور بكل الحماقات الممكنة ، والواقع أن الحروب المرهقة التي دفع العراقيون أثمانها الباهظة نيابة عن نظام البعث مرة ونيابة عن بلدان أخري مرات لم تكن وحدها السبب المباشر في ايقاع كل ذلك الظلم علي كاهل الشعب العراقي المغلوب علي أمره ، فالرئيس العراقي مارس أساليب تعسفية بحق شعبه طيلة فترة حكمه وليس من الحكمة تذكير القراء بمثال واحد دال الي المدي البعيد الذي بلغه صدام في الايذاء وهو المثال الذي أضحي نموذجا يضربه أكراد العراق للتدليل علي مبلغ أذي صدام بالغارات الكيميائية التي شنتها بغداد ضد الأكراد في (حلبجة) ناهيك عما استخدمته السلطات العراقية من أساليب وحشية في معالجة الهبة الشعبية التي كادت تطيح بالنظام العراقي في اعقاب اندحاره من الكويت في مطلع تسعينات القرن المنصرم ، والحقيقة أن المرء لا يجد أي دوافع اخلاقية أو فكرية مواتية للدفاع عن نظام تأسس علي الآحادية والديكتاتورية سواء كان صدام أو خلافه ، ولعل المبرر الوحيد للبعض في سياقة الحجج وصوغ الدفوعات عن بغداد يكمن في أريحيتها البالغة وتبديدها أموال العراقيين في أوجه صرف تذهب مباشرة الي الأبواق العربية التي سخرت حلاقيمها وأقلامها لصدام منذ سنوات طويلة .
    القضية الآن _ والحرب تتخطي يومها الثالث _ تبدو وكأنها بين مدافعين عن مواقف بوش ومنافحين عن حق صدام في الوجود ، بيد أنها بعيدة كل البعد عن مصالح الرئيسين الامريكي والعراقي فالشعب العراقي وحده لا زال يدفع الثمن . الرئيس الاميركي يدرك ذلك جيدا ، فالتطمينات التي يدلي بها وزير دفاعه السيد رمسفيلد حيال حرص قواته علي عدم استهداف المدنيين لا ينفي حقيقة واضحة كالشمس هي أن المدنيين يمثلون آخر أولويات ادارة قيّمت انسان افغانستان ببضع مئات من الدولارات حين أقدمت علي ضرب موكب زواج في افغانستان في الوقت الذي تحصل أقارب ضحايا لوكربي علي 10 مليون دولار للفرد تدفع من خزينة طرابلس ، ولن يكون انسان العراق أقيّم عند رمسفيلد من سلفه الافغاني الذي وعد بذات الوعود التي تطلق في سماء بغداد حاليا ولم يجن الا الحصاد المر . جرّب العراقيون التعايش مع شتي صنوف الحروب التي مرت فيها بلادهم اما بسبب رعونة الحكام أو رغبة الأميركيين والبريطانيين في جلب الديمقراطية الي الشعب العراقي بدك البيوت فوق رؤوسهم وحصد أرواح أبنائهم وزرع اليورانيوم المستنفذ في الأجساد الغضة .... انها ديمقراطية توزيع الثروات علي الشعوب الفقيرة أيها السادة ، انها الديمقراطية التي يتبرأ منها اليوم عتاة دعاتها ، انها حصان طروادة الذي سيحمل القاذفات العملاقة الي كل البلدان التي يراد نهب ثرواتها ووضعها قيد (الاقامة الجبرية الامريكية ) !!
    كيف يمكن للمرء أن يجد في نفسه ميلا لتصديق العبارات المطاطية التي يطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش في الهواء عن رغبته في مساعدة شعب العراق بعد أن استخدم كل الاساليب الملتوية والفاسدة لحمل مجلس الأمن علي التصويت لصالح مشروع قرار يبيح استخدام القوة ، ومارست ادارته ضغوط جبارة علي الدول غير دائمة العضوية لتنضوي تحت لواء التحالف ضد بغداد ، ووضعت عناصر مخابراته اجهزة تنصت في مقار قادة عدة في بروكسل التي استضافت قبل يومين اجتماعات الاتحاد الاوروبي ، وضرب بعرض الحائط وثائق السيدين بليكس والبرادعي التي أكدت تجاوب العراق مع جهود مفتشي الطاقة الذرية واسلحة الدمار الشامل ؟
    ان المسؤولية الأخلاقية والأمانة الفكرية تحتّم علي المؤمنين بالديمقراطية في العالم وليس غيرهم التصدي للبربرية التي باتت تسم تعامل الادارة الامريكية مع الشؤون الدولية ، فالادارة الامريكية ومنذ وقوع الهجمات المؤسفة علي مدينتي نيويورك وواشنطن تلك الاحداث التي دانها الديمقراطيون الأحرار في العالم من منطلق أنها روّعت أبرياء وفتكت بآمنين غير أن الأمر المؤسف حقا هو استغلال ادارة بوش لتلك الاحداث علي نحو مزر وبدلا من أن يراجع الامريكيون المعطيات التي أدت لتفشي الارهاب حول العالم والمسببات التي خلّفت كل ذلك القدر من الترويع وبالطبع لا يغيب عن البال اخطاء السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وفي مناطق كثيرة حول العالم ، بدلا من مراجعة أخطائهم الفادحة مضي القادة الامريكيون قدما في استغلال وتلطيخ سمعة الديمقراطية والحرية وباسمهما زج الآلاف في سجن حقير في جزيرة كوبا وتم تعريضهم لأسوأ أنواع التعذيب النفسي دون محاكمة في أقذر فضيحة للضمير الانساني ، وكان متعذرا أن ينطق الآخرون نظرا لأن سيف ( الحرب ضد الارهاب ) كان مسلطا علي الرقاب ، ذلك السيف الذي استحال لكابوس مرعب غزا كوكب الأرض ودعا لاجراءات أصابت مسيرة المدنية والحقوق الانسانية بشلل كامل ، وتبين بالطبع أن آخر من يمكن أن يقودوا العالم علي هدي نور الحضارة والانسانية هم الذين سجنوا أنفسهم خلف المحيط الهادي وتوهموا خطأ أن القوة الباطشة وحدها يمكن أن تقيم حضارة عظيمة حتي ليخيّل للمرء أن أمثال راشيل كوري لم يأتوا منذلك الفراغ الثقافي والحضاري الضخم انما أتوا من قلب حضارة عريقة كالتي تحظي بها معظم الدول الأوروبية التي وصفها رمسفيلد مؤخرا بالبلدان العجوزة ، غير أن ذات الروح الديمقراطية الحرّة تدعونا وبحرارة علي عدم التجني علي ملايين الأمريكيين الذين يشعرون بالعار جراء تصرفات حكومتهم ولعل مواقف هؤلاء وحدها تجلب بعض اليقين بأن الولايات المتحدة لم يؤسسها المجانين وحدهم !!
    بين ادارة مهووسة بحرب طواحين الهواء ضد الارهاب وصناعة الارعاب من مجموعات متشددة كان يمكن علاج تطرفها وفقا لآليات أكثر تحضرا وأكثر أخذا بأسباب الحوار ومباشرة الدراسات المعمقة وادارة أخري مهووسة بالنرجسية وتبديد الثروات الطائلة علي صور شخصية ضخمة تغطي معظم جدران المدن العراقية وميادينها العامة ، تدور محرقة الشعب العراقي لتحصد همجية الكاوبوي وبربرية النرجسيين أرواح قدر لها أن تري بأم عينها قبل أن تلقي حتفها كيف هو الانسان مهان وقليل الشأن بين مطرقة ديمقراطية مزعومة لم يحسن القائمون عليها فهمها وسندان ديكتاتورية تدفع للزهد في الحياة والتراخي في الدفاع عنها .


    * كاتب وصحفي سوداني مقيم في الرياض
    [email protected]








                  

03-22-2003, 04:30 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعب العراقي بين المطرقة والسندان (Re: خالد عويس)

    استاذ خالد

    هذا واحد من اجمل المواضيع التي قراتها عن هذه الحرب

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de