رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2003, 05:36 AM

.


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير

    ولاية الجنرال
    رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير
    هذا مما لا يستطيع أن يقوله السودانيون، وليس بالضرورة مرد ذلك كله إلى الخوف ولكن هناك اعتبارات أخرى. فالحمد لله مرة أخرى على إذنه لنفر من خلقه بالإحاطة بشئ آخر من علمه فخرجوا علينا بالإنترنت التي أغلقت بابا واسعا من أبواب الإحتكار.
    بعد تأمل عميق وطويل في أحوال السودان صرت مقتنعا بأن البلاد حكومة وشعبا منذ سنين طويلة ظلت ولا تزال تدفع ثمنا باهظا نتيجة لعقدة نفسية ومركب نقص في شخصية علي عثمان محمد طه. هذه العقدة أججت في صدره نار الحسد والغيرة من أقرانه في الحركة الإسلامية، وأدت به إلى تبني عقلية الكابتن مرجان للوصول إلى غاياته من أقصر الطرق وبأقل مجهود على طريقة الضباع. واعتقادي هذا مبني على معطيات كثيرة منها:
    · قصة المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وإجراءات العرقلة التي اتخذتها وزارة الخارجية والمؤسسة الأمنية. أظن أن علي طه كان وراء ذلك كله تدفعه الغيرة من الكاريزما العالمية التي يتمتع بها الشيخ الترابي.
    · في حين كان زملاؤه من أمثال مصطفى عثمان وغازي صلاح الدين يدرسون في الخارج قضى علي طه معظم عمره في الخرطوم في المكر والدسائس، وكانت ولا تزال أقصى غاياته أن يجلس يوما ما على مقعد رئيس الجمهورية، وهو يحاول إسناد هذا الأمر للشيخ الأسير. إن الشيخ لم يسعى يوما إلى ذلك ولو فعل لكان له ما أراد. ألم تقل له أيها الجنرال المتدين بعد وفاة الشهيد الزبير: "يا حسن أنت أكبر مني سنا، أنت الرئيس وأنا النائب" فأبى. إن طموحات الشيخ الترابي تبدأ من خارج حدود السودان.
    · أصبح علي طه أسيرا لدى مجموعة من الخواجات مقرها لندن. وهي تسيره بطريقه غير مباشرة عن طريق التقارير والنصائح التي تزوده بها، وهو بدوره يقنع بها القطاع السيادي مستعينا بخبرته في التآمر والجدل التي اكتسبها منذ أن كان في إتحاد طلبة الجامعة. إن علي طه خالي الذهن من أي معرفة متعلقة بالشئون الخارجية، وهذه في إعتقادي نقطة ضعف استغلها الخواجات الذين اقترح تعيينهم في البعثات الدبلوماسية في أمريكا وأوربا عندما كان وزيرا للخارجية.
    · لقد أحبط علي طه كل محاولات الوفاق والصلح مع الشيخ الترابي سواء تلك التي قام بها كبار علماء المسلمين من باكستان والشام واليمن أو التي قام بها بعض أبناء البلد النافذين في الحركة الإسلامية مثل مصطفى عثمان وغازي صلاح الدين وحسن مكي، أحبطها تارة بوضع شروط تشابه في تعجيزها تلك التي يضعها اليهود أمام عبدالرءوف القدوة، وتارة أخرى بإجهاض الأمر قبل تمامه. وكذلك يفعل مع محاولات الصلح والوفاق مع القوى السياسية الكبرى الأخرى. لقد اعتبر مصطفى عثمان إسماعيل أن الوفاق هو صنعاؤه، أما علي عثمان محمد طه فإن الإحتكار الشامل هو صنعاؤه ولا بد من صنعاء ولو طال السفر. إنه لا يحرق السفن التي من شأنها أن تبحر في مياه الصلح إلا المصاب بعلة نفسية.
    الإحتكار الشامل
    إن الإحتكار الشامل هو الطابع العام للسياسات التي يخطط لها علي طه وراء الكواليس، وتقدم للناس ممهورة بختم الرئيس. فعلى المستوى السياسي نجد أن المناصب الحساسة (السيادية) مثل منصب النائب الأول للرئيس والدفاع والخارجية والبترول والمالية، كلها من نصيب ما يطلق عليهم طبقة أبناء البلد، وهؤلاء هم في الواقع إما أصدقاء علي طه وزملاؤه في إتحادات الطلبة، مثل مصطفى عثمان أو الذين يمنّ عليهم بأنه كان وراء تبوئهم للمناصب مثل بكري حسن صالح، الجنرال المتديّن المغرّر به. إن علي طه يخطط في سياسات البلاد بعقلية رئيس إتحاد طلبة جامعة الخرطوم وليس بعقلية رئيس وزراء دولة قومية تحوي كغيرها من الدول أعراقا متشابهة وغير متشابهة وطبقات إجتماعية كثيرة. وعلى المستوى الإقتصادي فإن المزايا المالية والمنح والقروض تكون الأولوية فيها أيضا لمريديه منذ أيام إتحاد الطلبة، وللذين يقبلون بالرشوة مقابل الولاء التام لشخصه هو. وعلى المستوى الإجتماعي عمل على أن يسيطر زبانيته على مؤسسات المجتمع المدني الحساسة عن طريق الترغيب والترهيب وحتى تزييف الإنتخابات، كما حدث في إنتخابات نقابة المحامين. ولم تسلم من كيده وشره حتى بعثات الحج حيث تم إختيار المرافقين للحجاج على أساس الرشوة والإرتشاء. أين هؤلاء المنافقين في مدينة الخرطوم من قول الرسول (ص): "من غشنا فليس منا"؟
    وعلى المستوى الأمني جعل الكابتن مرجان من صلاح القوش وكيلا له على دولة بوليسية في الخرطوم داخل الدولة السودانية. ويتم تغطية الممارسات التعسفية وممارسات التطفيف بقانون الطواري الذي أجازه البرلمان وقبل به الناس على مضض على أساس أنه للرئيس عمر البشير. والجميع يعلم أن البشير وجنرالاته المتدينين بريئون من ممارسات الجنرال الجلاد صلاح القوش والجنرال الجلاد الطيب سيخة ضد الأشراف الرافضين لسياسة الإحتكار الشامل التي يشرف عليها الكابتن مرجان. وما حادثة إغتيال المجاهد علي البشير، الذي كان على وشك الإنضمام إلى جهاز الإستخبارات، إلا واحدة من جرائمهم الكثيرة. لقد اضطر الجنرال المتديّن عبدالرحيم محمد حسين إلى أن يكشف عن هذا السر لإثبات براءة عمر البشير ورجاله في المؤسسة العسكرية من دم المرحوم علي البشير. يقول الله تعالى: "ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولائك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين". ويقول الرسول (ص): "إنما أهلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".
    وعلى المستوى الإعلامي يزيّن علي إسماعيل العتباني من حين لآخر لعلي طه سوء عمله ويصفه بالذكاء. وما هو إلا المكر السيئ الذي سوف يرتد عليه في النهاية. يقول الله تعالى في سورة فاطر: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا".
    تقول الحكمة الشعبية: النار تعقب الرماد (بتشديد القاف). فقد كتب إسماعيل العتباني برسالة إلى عثمان ميرغني هي غاية في التولرنس، وهو إحترام الرأي الآخر، ما جعل عثمان ميرغني يعتبر نسختها المكتوبة بخط اليد من أعز التحف التي يقتنيها. لكن ما يكتبه ابنه علي هو غاية في الإرجاف في حق الكيانات السياسية الكبرى. ولم يردعه حتى الحكم القضائي الذي صدر ضده نتيجة رميه للشيخ إبراهيم السنوسي بالأراجيف لأنه يعلم أنه هو من سوف يكون حامل المباخر وشاوش الحضرة في حلقة الكابتن مرجان. إن الكيانات السياسية التقليدية الكبرى هي صمام الأمان وجهاز المناعة القوي للجسد السوداني الكبير. ومهما نقول في حالة الغضب عن هذه الكيانات فلن يزيدها إلا ثباتا ورسوخا لأنها كالجبال لا تهزها الرياح مهما عتت.
    مهنة السلوقي
    إن الفتنة التي أشعلها علي طه في حزب الأمة، أكبر دعائم البناء السياسي للسوداني، جاءت- لحسن الحظ- بنتيجة معاكسة تماما لما خطط له، حيث نقت الحزب من الشوائب الإنتهازية العالقة به. وهذا الأمر يتفق عليه السودانيون جميعا بحسب ما يظهر في الرأي العام.
    حدثني أحد أصحابي أن مبارك الفاضل هو الذي تولى كبر توفير الذرائع المناسبة لتدمير مصنع الشفاء عام 1998. ويبدو أن الأمريكيين والبريطانيين يعملون هذه الأيام على مكافأته. وهذا الظن مبني على ما يقوم به المبعوثان الأمريكي والبريطاني من إتصالات مع أحمد المهدي ودعوته لزيارة واشنطن، والغرض من ذلك توفير قاعدة شعبية لمبارك الفاضل. وكذلك إتصالات الفاضل مع حركة قرنق وتوقيعه إتفاقية معها. والسؤال هنا هو هل هناك تنسيق غير ظاهر بين علي طه ومبارك الفاضل أم هناك تنافس بينهما على من هو الأجدر بالقيام بوظيفة كلاب الصيد. وهو المنصب الذي سوف يبحث الأمريكيون والبريطانيون له عن رجل مناسب إذا نجحوا في تهيئة الأمور لأن يتحول السودان إلى جمهورية من جمهوريات الموز الأسود أو إمارة من إمارات الموز الأسود. لقد قال علي طه إن أمريكا دولة مصالح وعندما تصل إلى قناعة بأن مصلحتها مع هذه الحكومة سوف تتعاون معها. قال ذلك عندما كان وزيرا للخارجية ويبدو أنه لا يزال يؤمن بهذه النظرية ويعوّل عليها. أين هذا من قوله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"؟
    عنق الزجاجة والطريق المسدود
    إن سياسة حرق سفن الصلح وكذلك سياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها الكابتن مرجان وقراصنته أوصلت البلاد الآن إلى طريق مسدود سواء على مستوى علاقة هذه الفئة الباغية في الحركة الإسلامية مع الشيخ الأسير أو على مستوى علاقتها مع الكيانات السياسية الكبرى أو على مستوى مفاوضات السلام. وحجزت الحكومة في زاوية ضيقة وجعلتها في موقف المدافع المذعور، تحت شعارات زائفة مثل شعار الخروج من العزلة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت في موقف المهاجم المهاب. وصارت الدول الحقيرة والدول الأقزام ودول المجاعات والأوبئة والأمراض، وكذلك المنظمات الدولية والإقليمية بتسمياتها الكثيرة، صارت جميعها تداعى على السودان كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. وبهت أعضاء الحكومة من كثرة التهم مثل الإتهام بالرقيق وجرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان. وبلغت درجة البهت عندهم حتى عجزوا عن سؤال هذه الوفود ما إذا مروا على القاهرة، مثلا، للغرض نفسه، أو ماذا عن الذي يحدث بشكل يومي في الجزائر وساحل العاج ونيجيريا وزائير.
    إلى أين تتجه سفينة الكابتن مرجان؟
    لقد أجهض علي طه كل الإتفاقيات التي وقعها عمر البشير مع الصادق المهدي ومحمد المرغني وفرغها من محتواها، لأنه يعلم علم اليقين أنه إذا حضر الماء بطل التيمم وإذا طلعت الشمس اختفت الكواكب. فما دام السادة الأربعة بين النفي والأسر والتهميش فإن الساحة السياسية خالية ليسرح فيها الرعاع والصعاليك واللصوص من أمثال الكابتن مرجان وقراصنته، ’غاب القط إلعب يا فار‘.
    ما يصفه الصادق المهدي بحكومة المليون وزير هو في إعتقادي أسلوب دبره علي طه ليضرب به عصفورين بحجر واحد. الأول: استدراج العناصر التي لديها استعداد للإنفصال عن الأحزاب الكبرى عن طريق سياسة الرشوة والإرتشاء باستحداث مناصب كثيرة تحت مسميات فضفاضة لتكون طعما شهيا لهؤلاء الصعاليك. الثاني: كثرة الوزراء والمستشارين تجعل من غير الممكن حضورهم جميعا في وقت واحد للإجتماعات التي تكون على مستوى عال. وهذا يتيح لعلي طه، باعتباره رئيس الوزراء، أن يجتمع بهم أولا على هيئة جماعات متفرقة ليكوّن من بينهم جبهة واسعة ولوبي كبير موال له ومضاد لعمر البشير عند إنعقاد إجتماعات القطاع السيادي لإتخاذ قرارات بشأن قضايا يتوقع أن يكون موقف البشير ورجاله في المؤسسة العسكرية مخالفا لموقف علي طه وعصابته.
    ويبدو من خلال ما يثار هذه الأيام في الرأي العام حول عصام البشير ووزارته أن علي طه يتجه لتصفية العناصر التي أتي بها في ما مضى لتملأ الفراغ الذي تركه الشيخ الأسير. فيكون بذلك علي عثمان محمد طه إماما للذين اتخذوا مسجدا ضرارا وتفريقا بين السودانيين وإرصادا لكرفة الأحزاب الكبرى وغثائها وحثالها وفومها وبصلها، وأميرا لأولائك الصعاليك الذين فسقوا عن أمر كياناتهم السياسية الكبرى.
    مفاوضات السلام
    إن المتتبع لهذا المسار العجيب الذي تمضي فيه مفاوضات السلام لا يخرج إلا بنتيجة واحدة وهي أن هذه الفئة الباغية تسعى إلى الوصول إلى صفقة تعقدها مع ما يسمى بوسطاء المفاوضات يتم بموجبها ضمان استمرار علي طه في توجيه شئون الحكم من وراء الكواليس مقابل دخول السودان تحت الوصاية الدولية بنسبة تكون قابلة للتسويق للرأي العام تحت غطاء الواقعية والبرغماتية. ولذلك يحرص علي طه على إختيار أعضاء الوفد بعناية كبيرة وعلى أن تجري المفاوضات في أجواء على قدر كبير من السرية.
    فمن المعلوم أن أي مفاوضات لا يخلوا حالها من أحد أمرين اثنين: الأول إما أن تقوم على مبدإ التصويب على الثريا لغرض إصابة المأذنة. وفي هذه الحالة فإن أفضل من يمثل الحكومة في هذه المفاوضات هم مدراء المدارس الإبتدائية وجلابة الغنم وسماسرة السيارات المستعملة. وأما الأمر الثاني فهو أن تقوم المفاوضات على أساس القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية. وفي هذه الحالة فإن أفضل من يمثل الحكومة هم رجال القانون والشريعة لا سيما المتخصصين في القانون الدولي والعلاقات الدولية. فتأتي حينئذ صيغ الإتفاقية النهائية على أسس القضايا الشرطية الحملية في علم المنطق. ذلك لأن الشعب السوداني غائب بالضرورة والأحزاب الكبرى مغيبة. فيتم تعليق القضايا الحساسة على نتائج الإستفتاءات وعلى نتائج الإنتخابات في الشمال والجنوب على حد سواء. إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فكيف تسندون إلى طبيب ما شأنه أن يسند إلى رجال القانون والجدل والمنطق. يقول ابن سينا إن الطبيب يجب أن يتعلم المنطق وقد ألف هو نفسه في علم المنطق، لكن هل تعلم الطبيب غازي صلاح الدين علم المنطق؟

    الجريمة الكبرى ونهاية اللعبة
    إن العقبة الوحيدة الباقية أمام وصول الكابتن مرجان وقراصنته إلى غايتهم هي وجود طبقة الشرفاء من ضباط الجيش، وما أكثرهم في السودان والحمد لله، الذين سوف لن يسمحوا بتمادي الكابتن مرجان في غيه واستكباره في أرض السودان. ولكم في قصة الجنرال المتديّن عبدالرحمن سر الختم مع علي طه شاهد على ذلك.
    حيث يمنّ علي طه على الجنرال المتديّن المغرر به بكري حسن صالح بأنه كان وراء وصوله إلى منصب وزير الدفاع حين أوعز إلى أحدهم أن يكتب في إحدى الصحف مطالبا الجنرال المتديّن عبدالرحمن سر الختم بالإنقلاب على البشير. فوفر بذلك ذريعة ليمهد إلى إقناع البشير بإقالة سر الختم من منصب وزير الدفاع، وإقصائه بعيدا عن الخرطوم واليا على كسلا. وقد رفض سر الختم ولاية كسلا ربما لأنه علم أن أمر إقالته وإقصائه وراءه الكابتن مرجان. وقد ورد أن علي طه في أحد الإجتماعات تجاوز حدوده ما جعل سر الختم لا يتمالك أعصابه ويضربه بعصاة الشرف.
    لا أظن أن علي طه وعصابته لم يضعوا في حساباتهم أن لا يجدوا وسيلة لحسم الأمور لصالحهم، بعد عقد الصفقة مع وسطاء الإيقاد، إلا بالتخلص من البشير بطريقة تراجيدية. إن الذين دبروا إغتيال المجاهد علي البشير سوف لن يترددوا في تدبير إغتيال المجاهد عمر البشير إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى غاياتهم الشريرة. يقول الرسول (ص): "أوحى الله تعالى إلى داود أن قل للظلمة لا يذكروني فإني أذكر من يذكرني وإن ذكري إياهم أن ألعنهم". ويقول: "زوال الدنيا كلها أهون عند الله من قتل رجل مسلم".
    أما الإحتمال الأقرب إلى الوقوع هو أن يقوموا بمضاعفة إجراءاتهم التعسفية والتطفيفية ضد الناس حتى يدفعوا البلاد إلى انتفاضة شعبية كالتي وقعت عام 1985. وعندما تصل الإنتفاضة إلى ذروتها يتم الإيعاز إلى الجنرال المتديّن المغرّر به بكري حسن صالح- باعتباره أحد الذين وقعوا مذكرة العشرة التي صاغها الكابتن مرجان ولم يوقعها- بقيادة إنقلاب أبيض على غرار إنقلاب الجنرال المتديّن عبدالرحمن سوار الذهب. وبما أن علي طه هو الذي أوصل بكري إلى منصب وزير الدفاع فإنه سوف يبدأ في تحصيل استحقاقات هذا الدين، وقطف ثمار ما ظل يزرعه سنين عددا، من خلال جعل بكري حسن صالح دمية يحركها الكابتن مرجان كيف يشاء.
    ويتم احتواء الإنتفاضة بالوعد بإنتخابات حرة بعد فترة إنتقالية يتم فيما بعد تمديدها إلى ما لا نهاية عن طريق الجدل بأن مدة سنة واحدة غير كافية. ويصاحب ذلك وضع شروط تعجيزية أمام السادة الأربعة مع تصعيد ممارسات الترغيب والترهيب لقواعد الأحزاب الكبرى بغرض فتنتها وتفتيتها وإضعافها حتى يتم للكابتن مرجان علي عثمان محمد طه وقراصنته، الذين سوف ينتقيهم بعناية كبيرة، الإنفراد بالحكم واحتكاره إلى الأبد.

    الفتنة الكبرى
    الذين يسمون أنفسهم طبقة أبناء البلد، ويريدون أن يكرسوا إحتكار السلطة وقصرها على أنفسهم من غير شرعية إنتخابية، يمكنهم التغول على أهل الجنوب، لكن لا يمكن أن يفعلوا ذلك على أهل الغرب. حيث لا يمكن المزايدة عليهم لا بالدين الإسلامي ولا بالحضارة الإسلامية، فممالكهم الإسلامية ترجع أصولها إلى العصر العباسي وكانت تمتد حتى الشواطئ الشرقية للمحيط الأطلسي.
    بعد أحداث دار فور الأخيرة أظن أن الأمر وصل إلى مرحلة حرجة جدا، ويقتضى تدخل الجنرالات المتدينين على نحو عاجل وتوقيف علي طه عند حدوده. وإذا لم يتم ذلك فإن الفتنة التي أشعلها علي طه في صفوف الأحزاب الكبرى سوف تنتشر شرارتها إلى صفوف ضباط الجيش. وإذا حدث ذلك- لا قدّر الله- فإن السودان سوف يتصومل في زمن قصير جدا.
    إننا نتعشّم فيك أيها الجنرال المتديّن أن تنقذ البلاد من الفتنة الكبرى التي يقودها إليها الكابتن مرجان وقراصنته. إن الجسد السوداني الكبير بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة لإستئصال هذا الورم الخبيث من الجسد السوداني الطاهر. وأنت أيها الجنرال المتديّن خير جراح يقوم بهذه العملية بعزم وحزم، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.
    وسوف يرحب السودانيون جميعا أحزابا ونقابات وشعبا بنموذج على غرار نموذج باكستان وتركيا إذا هيئت المؤسسة العسكرية لهم التنافس الإنتخابي النظيف على المناصب كلها إلا المناصب العسكرية ومتعلقاتها كجهاز الإستخبارات والتصنيع الحربي.
    وفي الختام أود أن استسمحك العذر أيها الجنرال المتديّن لدعوة السادة الأربعة: السيد الصادق الصديق المهدي والسيد محمد عثمان المرغني والسيد حسن عبدالله الترابي والسيد محمد إبراهيم نقد، دعوتهم جميعا إلى الإذن لأنصارهم بالنزول إلى الشوارع على نحو سلمي للمطالبة بالطريق الثالث الذي اقترحه أهل الحكمة في الخرطوم. وهو ما يمكن أن نسميه بولاية الجنرال قياسا على ولاية الفقيه.
    وأظن أن فرص نجاح هذا الأنموذج في السودان أكبر منها في باكستان وتركيا لأن جنرالات الحكومة في السودان جنرالات متدينين وجنرالات باكستان وتركيا جنرالات لهو ومجون. والقابلية للإبتزاز من طرف القوى الدولية تكون أقل كثيرا- هذا إن وجدت أصلا- في الجنرالات المتدينين منها في جنرالات اللهو والمجون.
    إن مشكلة السودان هي أنموذج من مشاكل البلدان الإسلامية الأخرى التي ترجع أسبابها إلى تأدية الأمانات (المسئوليات) إلى غير أهلها وما يصاحب ذلك من إحتكار. يقول الله تعالى في سورة النساء: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، ولا يمكن أن يجتمع عدل مع إحتكار.
    هذا مضاف إلى المعضلة التاريخية للحضارة الإسلامية وهي مخالطة العلماء للسلطان. يقول الله تعالى في سورة فاطر: "والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات". ويمكنك أن تتعرف على تفاصيل هذه الأصناف الثلاثة من العلماء من خلال هذه الأحاديث الشريفة: "العلماء ورثة الأنبياء"، "الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم"، "العلماء أمناء الرسل مالم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم" وفي رواية أخرى "فاعتزلوهم". و يقول الرسول أيضا: "من لزم السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أخوكم المخلص: عبدالحميد الأصيبعي
    محرم الحرام 1424/ مارس 2003








                  

03-19-2003, 06:00 AM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: .)

    بسم الله الرحمن ارحيم
    الأخ بكري
    بعد التحية
    هل هذه المشاركة من عضو في البورد اسمه الحقيقي عبد الحميد واسم العضوية في البورد ( .)
    ارجو شاكرا تفسير هذه النقطة التي اشكلت علي أولا قبل الخوض في مناقشته
                  

03-19-2003, 06:08 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: ديامي)

    الحبيب ديامى
    وصلنى هذا المقال قبل قليل من الاخ عبد الحميد لنشره بالمنبر و هو ليست عضوا بالمنبر و قد دعوته للانضمام للمنبر
                  

03-19-2003, 06:11 AM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: بكرى ابوبكر)

    شكرا للتوضيح
    وننتظر عضويته حتى يتم نقاشه فيما كتب
                  

03-19-2003, 07:14 AM

Ro3ah
<aRo3ah
تاريخ التسجيل: 05-10-2002
مجموع المشاركات: 716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: ديامي)

    دي زيادة سواطة ولا شنو.
    ياروجال ماتروقوا وتختواالرحمن فى قلبكم ,
    فلقد نعل الله الفتنة ومن اشعلها.
    الناس هسع زاتوا فى شنو والحسانية فى شنوا.
    القضية اصبحت اكبر من فلان وعلان.
    انتوا تقعدوا تفتنوا كدا وتطلعوا في روسين بعض لمن امريكاتجي تطلع فوق روسينكم كلكم.
    نسال اله السلامة...
                  

03-19-2003, 07:14 AM

sudani


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: .)

    شكرا ياعبد الحميد علي هذا التحليل
                  

03-19-2003, 09:15 AM

EXORCIST7
<aEXORCIST7
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: .)

    لقد صرح أخيرا أحد المسؤولين الأمريكيين فى قناة الجزيرة بأن الجنرال المتدين أعلاه لقد سلم لإمريكا قبل 4 سنوات وهو الأن ينفذ تعليماتهم ، يا أخى البشير يريد أن يكون حاكما كالحكام العرب ماكثين فيها أبدا ، لذلك سوف يستمر فى غيه
    والسلطة فتنة كبيرة قل من ينجو منها وهى أخر ما يخرج من قلوب الصالحين فما بالك بالبشير ؟؟
                  

03-19-2003, 07:34 PM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة عاجلة إلى الجنرال المتديّن عمر البشير (Re: .)

    اعجب للشعب المصري
    فرغم خلافهم مع رئيسهم ولكنهم يحترمون حدود الادب في التعامل معهم مهما اختلفوا معهم
    من مبدأ
    اول الامر
    والذي ذكر في الشريعة الاسلامية

    اعتقد باننا مسلمينواعتقد باننا اكثر تفهما لمعنى الخلاف
    والاختلاف
    ومعرفة قلة الادب والفصل بينها وبين ادب الحوار
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de