ترحيبا بالصادق الرضي سمندل يكتب ....نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الحجرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2003, 09:15 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ترحيبا بالصادق الرضي سمندل يكتب ....نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الحجرة


    غناء العزلة ضد العزلة" للصادق الرضي :
    نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الحـنجرة
    نزار عـثمـــان / سمندل


    "لا تثق بالقلب
    كي يتصاعد الضوء على كلِّ المساحات
    وحدِّق جيِّداً ،
    اختَرْ مكانَكَ حيثُ انتهيتْ
    أنت منسوبُ الدم الآنَ
    وأنتَ الاشتعالُ ـ النارُ
    مجمرةُ الغضبْ " ..
    لفرادة استحلت روحه وعميق موهبته ، يذهلنا الشاعر الصادق الرضي في كل حبر يضمِّخ مهب تجربته ، بأسر غريب لصوفية اللغة ودهاوة المخيلة .. هذا المنهل لا يغيب عمن يسترعيه تقصّي منجزه الشعري ، لانحيازه لحرية مخياله غير المسبوق ، بل الخارج عن تواليف راهن الشعرية التي اعتدنا عليها سودانياً وحتى عربيا .
    هذا ما تحقق في قصيدته الشهيرة " غناء العزلة ضد العزلة" التي صدرت قبل فترة في ديوان للشاعر بجانب عدد من القصائد ، وقد جاءت ـ القصيدة ـ لتترجم مدى احتدام البوح بمعضلة أزلية ، آن لها أن تجابه قوى المتسلط ، القدير بسطوته الخارقة ، على إلغاء حرية الكائن . ومن هنا بالذات ، تجلَّت موهبة المكاشفة في مواجهة شعرية ليس لها أن تقتني ( أو تقتفي) بسيط القول أو قديم البلاغة ، وهي أمام تحدٍّ حواري ، وجودي ، فلسفي ، كوني في غاية الجرأة . لذا كان من المحتّم عليها تخليق لغة شعرية طيّعة وصعبة في آن ، بدعة غير مأهولة بل نادرة المحترف .. هذا لتستوفي أقدارها في مشاكلة هذا المستحيل الصعب ، ولنستقطر في كل سقطة حبر عبء حياتنا المصابة بعبثية سقطة الفرد .. وهذا ليس على الأقل ، بل على أكثر اليأس .
    لقد استبسل "الرضي" في (غناء العزلة ..) ليحاكم الكون كله ــ ليس بلاده وحسب ــ بلغة تعترك لتصل آخر المهب التصويري والتخييلي ، بلغة لا تقل عنه ، بل تهاتف المجاز الشعري حتى أقصاه ، في تعريض باهظ للجسد ، وتحدٍّ لا يفتقر للروح ، ارتآه الشاعر ملاذاً له ولحبره القدير عليه :
    " لستَ من نورٍ لتغفرَ
    أنتَ من طينٍ لتبني
    فابني لي بيتاً
    لنا
    لكَ
    للصغار القادمين" ..
    لذا ، تصاب وأنت تقرأ بشلل لم تعتد عليه . يدعك تستدعي مقدرات مخيلتك ببطء ، تستثير معارف الحكمة وتستحكم بما تبقّى لك من مقادير العقل .. حتى تبتهج لاندغامك بأول المعنى ، منتشياً بريش الرؤى الذي كاد أن يحلِّق بك . أنت تقرأ يعني أن تتذوّق الحروف على مهل . كونك بدأت تهجس بعتبات القصيدة / النص .. تلك العتبات التي تريق لحنها .. بصمت داهٍ .. وأنين منخفت :
    " الحزنُ لا يتخيّر الدمعَ ثيابا
    كي يُسمّى بالقواميس بكاء
    هو شيء يتعرّى من فتات الروح
    يعبر من نوافير الدم الكبرى
    ويهرب من حدود المادة السوداء
    شيء ليس يفنى في محيط اللون ،
    أو يبدو هلاماً في مساحات العدم
    الحزنُ فينا كائن يمشي على ساقين ،
    دائرةٌ تطوِّفُ في فراغ الكون ،
    تمحو من شعاع الصمت
    ذاكرة السكون المطمئنة " ..
    (غناء العزلة ..) وأحزانها ، عبء ثقيل ، احتمله "الرضي" طيلة حياته ، ليدوِّن احتمالاته الألف في كل تجاربه الشعرية .. لكنه لم يخفت عنه بل ازداد واستراح على كاهله .. داواه بخنق حديد قاس على رئتيه ،، لذا ارتأى أن يختزنه في قبضة حبر واحدة ، في اكتنازٍ شعري مؤجل ، داهاه طيلة أعوام وهو يحترف مبتغى حروفه ، حتى أخرج ديونه التالي (متاهة السلطان) .. كمشافهة أبدية مضافة لـ ( غناء العزلة ..) ، تعرّي كل شيء ، منذ بدء الخليقة حتى جحيم الآن الذي نحيا ..
    و (غناء العزلة ..) هي ، إذن ، نص يحاكم ميل عدالة لا تتزن رأفة بانحدار أعناقنا على الأقل .. كتابة جسد أراد أ، يستنزف صبره على هكذا حياة .. حياة لم تعد تكفيه ولا تستكفي منه :
    " لم أقلْ إنّ الفضيحةَ
    قد تراءتْ تحت أكمام الجلابيب
    تعرَّتْ في تلافيف العمامة
    وامتداد اللحية الزيف
    لماذا لم تقلْ ؟
    إنّ العمارات استطالت
    أفرغتْ أطفالك الجوعى على وسخ الطريق "..
    هكذا أراد البوح ، لينداح نحو محاكمة للمستبد بكل تلاوينه .. استقوى بجرح الضحية ضد خنجر الجلاّد .. ضد غرور المطلق ، ليعرّي شدة الألم المتنفذ بقديم الرؤى ، المبجّل بالعين الواحدة التي لا ترى إلا ذاتها .. ذلك المتسلّط على رقاب لم تزل ترتشف الهواء :
    " أنتَ تعرفُ أنهن يقفون ضدّك
    ضدّنا
    ضدّي
    وأعرف أنني سأظلُ ضد السلطة اللاوعي
    نحن الآن في عمق القضية
    مركز النار
    وبالهامش تبقى
    سلطة اللغة الخفيفة كي تعلَّق بالفراغ" ..
    وثمة فعل حواري ، وجودي ، يستبطن جماليات اللغة الشعرية عند الصادق الرضي ، فعندما يحاكم الشاعر غاية بهذه الخطورة (هي العدل .. كما تلاحظون) ، لابد له أن يتسلح بالقدر ذاته من معرفية فكرية تطال مواطن الخلل في هكذا استبداد يراه .. لذا ، أنت لا تقرأ تداعيات واستيلادات لصور شعرية ذات جماليات تخيلية فقط ،لكنك ترافق حضوراً لمحاورات فلسفية ، ومنقودات فكرية تستنطق هذا المغيَّب والمسكوت عنه .. لتعرية كل ثوابته ومواطن اطمئنانه ، لفضح المستور .. عليها (أعني جماليات اللغة ..) أن تستورد لغته ذاتها وبراهينه ومكامن حصانته ، لتطارح كل وهم على حدة ، اشتغالات تحتدم وهي تنحت منجزها الشعري .. لا تنسى شيئاً نال منها إلا لتنال منه :
    " كيف ترفضّ الجدائل فضةً في الضوء
    ترفضّ الفقاقيع التي ما بين امرأة الرزاز،
    إشارة للريح في المطر الصبي،
    إضاءة في الماء،
    خيطاً من حبيبات الندى،
    سحراً
    صلاةً
    هيكلاً
    قوسَ قزح ؟
    ذلك سرّ الكون
    أن تبصر في كل حسن آيةً لله
    أنواراً من الملكوت
    والسحر الإلهي المهيب .
    ذلك سرّ العدل
    أن تتفجّر الأشياء ،
    تفصحُ عن قداستها ،
    ترى في الشيء ما كان احتمالاً
    ثم تنفتح الكنوز
    الأرض كانت تدخر القمح
    لأطفال لها
    فقراء لا يتوسدون سوى التراب " ..
    هنا ، يأتلق داخل الذات والآخر ، حيث يحتفي النص بهذه التعددية البوحية . أحياناً تصغي لكلمات تندفع دفاعاً عن الذاكرة الجمعية :
    " لا تثق بالقلب
    إن العشق يؤذي
    بينما يجدي التحرّكُ في السكون ،
    وفي مساحات الأنا ،
    وعي التكوُّن ،
    وابتكار الفرد مجموعا" ..
    وأحياناً أخرى ، يخفت هذا الصوت ليتعالى صوت الشاعر مستَّلاً حناجرهم بفعل الأمر :
    " قل للذين يوزعون الظلم باسم الله في الطرقات
    إنّ الله في نار الدموع ،
    وفي صفوف الخبز ،
    والعربات ،
    والأسواق ،
    والغرف الدمار.
    البحر .. يا صوت النساء الأمهات
    القحط .. يا صمت الرجال الأمهات ،
    الله حي لا يموت " ..
    لقد مهّد هذا المنحنى ـ التقني ـ لحالتين ، أراهما تعاضدتا لتخليق صلة بين القارئ والنص ، والشاعر والنص . الحالة الأولى معنية بتوفير فسحة من الوقت لكليهما .. ما أن يستريح الشاعر من معتركه الأول ، مستعداً لما سوف يليه ، حتى يرفع القارئ رأسه متفكراً في ما رآه .. ليشحذ قدرته التخيلية لمرافقة الشاعر نحو وقيعة آتية :
    " ما أشبه الليلة بالبارحة
    كل ما كنّا نغنيه على شارع النيل
    تغيّبْ
    وانطوى في الموج منسيا،
    حطاما
    في المرافئ ،
    أو طعاماً للطحالب
    في انزلاق الصوت للقاع ،
    وفي صمت المسافات القصية " ..
    أما ما يتعلّق بالحالة الأخرى ، فقد شكَّل تواتر المقاطع الشعرية إفادة كبيرة في تنويع طاقة المجابهة .. تلك التي لا تظل على وتيرة واحدة تعرضها للسقوط في محتمل الرتابة ، بل يؤدي تواترها لتكثيف مشهدي لمتتاليات من الصور الشعرية ، تصبُّ كلها في المأزق ذاته .. ليليها اندفاع الصرخة التي ضاهت ذروة المحن :
    " نحن في ساعة الحزن
    وميقات الفجيعة ،
    والفراغ العاطفي ، الوطني
    الآن لن نبكي
    ولكن من يساوم بالغد الآتي ،
    وماذا سوف نخسر ظ
    نحن بالغربة رتّبنا بلاداً
    لا تقابل غير وجه الذات بالمرآة
    (...)
    نعم ، سننسى كل ما يأتون من فعل
    وقول
    سوف نصلبهم عرايا بالمسامير
    على بوابة التاريخ ،
    ثم نعبِّئ الأيام في النسيان ،
    والصمت الخرافي الرهيب " ..
    وما بين البوح ، والصمت .. تتبدّى إشكالية الحاضر المقيم . وهذا مصاب يصعب جلاؤه بيسر ، كما يصعب التستر عليه بعفوية الخاطر السوداني المتعارف عليها . ولذلك ، نجد الصادق الرضي في مختتم (غناء العزلة ..) يلجأ لذات الإشكالية المتبدية ، بعد ما عرَّى مهاتفاتها وتشابكاتها المسنودة بصبر المؤمنين الفقراء ، لينداح ببوحه الوحيد ، ويتسامى بهدوء الهمس ، كأنه يكاتب ذاته المنفردة .. صداه الحميم . وهكذا ، يتجدد الصوت الشعري لينوب عن بوح الآخرين وعنه .. في ذات مندغمة :
    " نحن نخرج عن حصار العزلة الكبرى
    لنكتب عن غناء العزلة الكبرى
    ولكنَّا نُصابُ بضربة الحزن
    أوان خروجنا في داخل الصمت
    وفي جوف السؤال " ..
    ويترك الشاعر نصه ، هكذا .. مثقلاً بالأسانيد اللغوية والرؤيوية المرتكزة على اندفاعات أسلوبية غاضبة وشفيفة .. لكنها تتفاوت ـ بعد ذلك ـ في مداها حتى تنتهي بهمس يشبه العويل الكوني .. يهمسه جسد الشاعر ( جسدنا) الذي ينوء بكل هذا العذاب .. همسة تنهدر ملوِّحة بآخر الحنجرة .. كما لو أنها نحيبنا الأخير .








                  

03-18-2003, 09:55 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ترحيبا بالصادق الرضي سمندل يكتب ....نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الح (Re: هدهد)

    الحزنُ لا يتخيّر الدمعَ ثيابا
    كي يُسمّى بالقواميس بكاء
    هو شيء يتعرّى من فتات الروح
    يعبر من نوافير الدم الكبرى
    ويهرب من حدود المادة السوداء
    شيء ليس يفنى في محيط اللون ،
    أو يبدو هلاماً في مساحات العدم
    الحزنُ فينا كائن يمشي على ساقين ،
    دائرةٌ تطوِّفُ في فراغ الكون ،
    تمحو من شعاع الصمت
    ذاكرة السكون المطمئنة

    هدهد
    هل قرأت هذا المقطع بعمق
    شعر مثل هذا لن يتكرر كثيرا
    شئ نادر الحدوث
    للصادق الرضي قلم لا يخطئه الباحثون عن الابداع اطلاقا
    لك وله وللزول المفاجأة سمندل كل الود
    ورحم الله مغني الحرف الصعب مصطفي
    سلام
                  

03-19-2003, 03:21 AM

Abdelnasir Elhag


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ترحيبا بالصادق الرضي سمندل يكتب ....نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الح (Re: هدهد)

    الجميل هدهد
    يكفى أن الصادق الرضى وجيع الحياة الانسانية فى أزمنة القهر بكل أشكاله!!!!! لك وله التحايا
                  

03-19-2003, 07:04 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ترحيبا بالصادق الرضي سمندل يكتب ....نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الح (Re: Abdelnasir Elhag)

    عبد الناصر الجميل

    لك العشق النبيل

    متناولاَ المتاهة من السلطان
    حائراَ في اجنة الوجد
    مندلقاَ في صمتي
    ارنو نحو الالفة في زمن الهجرة العميق


    وحين قال الصادق

    سيدي أنا املك خطوتي
    أملك السماء وظلي
    وهذا الجسد - الجرح
    والغيمة الفاسدة
    املكني وأنا سيد العراء المنتهب
    هذا لساني
    لست اطلب قطرة ماء
    وملح
    هذه
    صرختي!!1




    لك كل الود


    عبد الله جعفر جايك في حته اصعب
                  

03-19-2003, 08:44 PM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ترحيبا بالصادق الرضي سمندل يكتب ....نحـيبُنا الأخـير يلـوِّح بآخـر الح (Re: هدهد)

    شكرا يا هدهد
    الصادق الرضى نشتاق لى كل ما يكتب
    ربنا يحفظكم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de