قصيدة لبابلو نيرودا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 03:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2003, 12:53 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20596

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصيدة لبابلو نيرودا







    وكم يعيش
    بابلو نيرودا
    2003 / 3 / 2


    قصيدة "وكم يعيش" ترجمة سركون بولص




    وكم يعيشُ الانسان، على أيّة حال؟



    هل يعيشُ ألفَ يوم، أم واحداً فقط؟



    أُسبوعاً، أم عدّة قرون؟



    وكم من الوقت

    يستغرقُ في احتضاره الانسان؟



    ماذا يعني أن نقول "الى الأبد"؟



    بينما كنتُ تائهاً في هذه الهموم

    جهّزت نفسي لأوضّح الأشياء.



    فتّشتُ عن كهنةٍ عارفين.

    انتظرت أن ينتهوا من تأدية طقوسهم،

    راقبتهم عندما ذهبوا الى شؤونهم

    ليزوروا الله والشيطان.



    تعبوا من اسئلتي.

    كانوا، من جانبهم لا يعرفون سوى القليل.

    فهم لم يكونوا أكثر من موظفين.



    استقبلني رجالُ الطبّ

    ما بين الاستشارات،

    وفي كلّ يدٍ مبضَع، مُضَّمخين

    بالأوريوميسين، وأكثر انهماكا

    في كل يوم.

    وبقدر ما استطعتُ أن أفهم كلامهم،

    كانت المشكلة كما يلي:

    لم يكن الأمر متعلّقاً بموت ميكروب

    في حدّ ذاته- كانت هذه تموتُ

    بالأطنان- لكن القلّة

    التي كانت تنجحُ في البقاء

    كانت تبدو عليها علاماتُ الفساد.






    تركوني حائرا الى درجة

    أن التمستُ حفّاري القبور.

    ذهبتُ الى الأنهار

    حيث يحرقون جُثثاً مصبوغةً ضخمة،

    أبداناً هزيلةً ضئيلة،

    أباطرة تُحيطُ بهم هالةٌ

    من اللعنات المرعبة،

    نساء أخمدت موجةُ الكوليرا

    أنفاسَهُنّ بضربة.

    كانت هناك سواحلُ كاملة من الموتى

    والإخصائيين المغمورين بالرماد.



    عندما سنحت لي الفرصة

    طرحتُ عليهم سيلاً من الاسئلة.

    فعرضوا عليّ أن يحرقوني.

    كان هذا كلّ ما يعرفون.



    وفي بلادي أنا، أجابني الموتى

    بين كأسٍ وأخرى من الشراب:

    "إذهب فاحصل لنفسك على امرأة جيّدة.

    واقلعْ عن هذا الهراء".



    لم أرَ قطّ بشراً بهذه السعادة.



    أخذوا يغنّون، رافعين كؤوسهم

    في نخب العافية والموت.

    وكانوا ناكحين كبارا.



    عُدتُ الى بيتي، هرماً أكثر

    بعد أن طوّفتُ في العالم.



    لم أعد أطرحُ أسئلةً على أحد.



    لكن ما أعرفهُ، أقلُّ في كلّ يوم.





    ترجمة سركون بولص: خاص بـ"الف ياء" .









    بابلو نيرودا : مساهمات و مقالات اخرى



    إشترك في تقييم هذاالموضوع
    تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه
    --------------------------------------------------------------------------------

    سيء
    1
    2
    3 متوسط
    4
    5 مقبول
    6
    7 جيد
    8
    9 جيد جدا
    10
    100%

    78% - النتيجة : جيد 6 - شارك في التصويت

    --------------------------------------------------------------------------------
    2577012 - عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان









                  

03-11-2003, 09:18 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصيدة لبابلو نيرودا (Re: osama elkhawad)

    أسامة تقوم بدور عظيم في خلق التواصل بيننا وبين الجميل الذي يًًنشر هنا أو هناك ونحن غافلون عنه .
    حياك الله ( وهذه تحية من ارض اليمن السعيد فهي تفتقدك)
    لقد اخترت لنا , في هذا البوست وبوستات اخرى لك ، العظيم مما يقرأ . فشكراً كثيرا
    .
                  

03-11-2003, 11:24 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصيدة لبابلو نيرودا (Re: تراث)

    الاخ الخواض تحياتى

    هذى قصيدة غاضبة كتبها شاعر عن شاعر و احذروا الشعراء حين يغضبون


    بابلو نيرودا



    احمد فؤاد نجم

    شيلي البارود
    حطي الوعود
    والتعليلات
    في المهملات

    سفحوا الورود
    من ع الخدود
    والخضره
    من قلب البنات

    فين الأمان
    جنب الغيلان
    يا ملفقين
    عصر التبات ؟

    لا الجرح بات
    ولا إتنسي
    ولا التاريخ
    والذكريات
    سيدنا الحسين
    اسبارتاكوس
    الليندي
    لوركا
    عب رحيم
    فلاح بلدنا اللي انشوى
    قبل القيامه
    في جحيم
    سينا الطعينه المزمنه
    ارنستو
    جيفارا العظيم
    خميس وبقري
    والشفيع
    أدهم
    ومواله القديم
    قطب الرجال اللي ابتلي
    لما تلا الذكر الحكيم
    عقد العقيق اللي اتبدر
    من عهد سقراط الحكيم
    زاد النهارده
    وانتظم
    بالدره والفص اليتيم
    نيرودا
    زمار الصباح
    نيرودا
    مزمار النسيم

    صابحه الصبيه
    " سانتياجو "
    تشرب لبنها من غناك
    اتروعوا العصافير
    وهاجوا
    لما نعيت البوم
    نعاك
    وانت الشهيد
    ملو البراح
    جراح تعود المجروحين
    ساعتين تشاور
    ع الجراح
    ينشد ضهر المطعونين
    تتمدد إيدهم ع السلاح
    وبعزم ما في الموجوعين
    تطعن في شريان الطاعون
    تجهز
    على الداء الدفين
    الشمس تطلع بالصباح
    ترمي الصباح
    على كل الإبد
    حاضنه البنادق والجراح
    بإيد وعافقه الناي
    بإيد
    والشمس تطلع في النهار
    فوق كل قصر
    وكل بيد
    والشمس تسقط
    في الغروب
    عن بابلوا نيرودا .. الشهيد

    دواره بتعدي السنين
    يا أرضنا
    يا ام البنين
    دواره بتعدي اللي فات
    يا أرضنا يا ام البنات
    كروب
    حروب
    محن شعوب
    كلاب
    عذاب
    ضباب
    غروب
    بروق
    رعود
    شروق
    صعود
    نضال
    سجال حرام
    حلال
    والعدل .. كان
    في كل آن
    هو القضية
    والرهان
    والارض عاشت من زمان مسرح لفرسان الميدان
    سيدنا الحسين
    اسبارتاكوس
    جيفارا
    لوركا
    عب رحيم
    نيرودا زمار الصباح
    نيرودا
    مزمار النسيم
                  

03-11-2003, 11:47 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصيدة لبابلو نيرودا (Re: Adil Osman)

    العزيز الراقي
    المشاء

    التحيات النواضر

    تدهشني بحضورك الاخاذ تلجمني بإنسيابك المتدفق من مدة وانا اتابع ماتنزله في هذا البورد وقبل ان افيق من الدهشة اندهش تاني ادينا نفس عشان نلحق قطرك










    اطلقوا سراح معتقلي زالنجي
                  

03-12-2003, 10:29 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصيدة لبابلو نيرودا (Re: هدهد)

    وهذه اتكاءة اخرى مع بابلو نيرودا اتاحها لنا اسامة الخواض بالمبادرة فى الكتابة عن هذا الشاعر المجيد


    الأرواح التي تستعيد نفسها بنفسها.. أرواح قوية

    ترجمة: محسن الرملي (مترجم عربي يقيم في اسبانيا)


    قصائد لم يسبق نشرها للشاعر بابلونيرودا

    نشر الملحق الثقافي لصحيفة ABC الأسبانية قصائد لم يسبق نشرها للشاعر ألتشيلي بابلو نيرودا (1904 – 1917) وهي من بين قصائده الأولى التي كتبها في مطلع شبابه وتم العثور عليها مؤخرا بين أوراقه ويلاحظ فيها بوضوح بذور خصائصه وحساسيته الشعرية في تناولاته لثيمات الحب وقضايا العدالة والأسئلة الوجودية وغيرها مما تجلى لاحقا في مجمل أعماله المعروفة، كما تبدو فيها أسس أوليات خصوصية اشتغاله الفني الذي عرف بالبساطة المرهفة والمباشرة الرقيقة .. ومازال جميع النقاد والقراء يعتبرون نيرودا شاعر الحب الأكبر باللغة الأسبانية، وهو الذي أبدع في كل ميدان أنشد فيه، فإلى جانب كونه أفضل من كتب في الحب كان شاعرا مجيدا في الكتابة عن الحرب والسياسة وعن الفقراء وصاحب المواقف الأصيلة واللغة الواضحة الأخاذة التي تعجب قاريء النخبة والقاريء البسيط، وعن أسلوبه هذا يقول نيرودا: "أريد قول بضع كلمات حول الهدف الذي توخيته من أحد أساليبي، وأعني المباشرة التي يعيبني بها الكثيرون، وكأن هذا الاسلوب يشوه أو يدنس الكتابة. ان المباشرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمفهومي للتاريخ، فالشاعر يجب أن يكون جزئيا مؤرخا لعصره، والتاريخ يجب الا يكون ماهية، ولا نقاء، ولا تثقيفا، وانما يجب أن يكون وعرا معفرا ماطرا يوميا .. يجب أن يتضمن البصمات البائسة للأيام التي تكر، ويحمل ضيق وحسرات الانسان". فهو إذن شاعر لكل المندس في كل مكان وفي جميع الأزمنة التي تليه (اليكم جميعا أنتمي وبكم أعترف ولكم أغني) وقد حصل في حياته على كل الجوائز التي يتمنى أي كاتب الحصول عليها، وهي جوائز بالمئات كان آخرها جائزة نوبل عام 1971 .. تقول عنه مارجريتا آجري المتخصصة بسيرته : "كانوا يبايعونه في هي مكان بشكل لم يحدث - على ما أعتقد - لأي شاعر اخر".. أنه شاعر التنوع في السياق الواحد والوفاء لمفهوم شعري متطور، ومستبدل الاستراتيجية مرة بعد مرة .. هذا هو نيرودا الذي لم يعرف عصرنا مثيلا له، لقد احتاجت ميوله التاريخية الى قدراته الشعرية الهائلة كيلا تسحق تحت ثقل خمسين سنة من العمل الشعري المتواصل وأكثر من خمسين كتابا. ان من ينتقدونه هذا الإكثار لا يعون بأنه ليس حجر الأساس في أعماله فحسب، وإنما المبرر الكافي والضروري لظاهرته .. لقد كان نيرودا ظاهرة كبيرة عبر حياته المليئة بالأحداث والتجارب والعمل السياسى والمنفى والعمل الثقافى والترحال والحب والكتابة الى الحد الذى عنون فيه مذكراته بالقول : (أعترف بأننى قد عشت) لقد قدم نيرودا كل ما يستطيعه للثقافة وللانسانية ولشعبه التشيلي الذي استقبله عند عودته بالحفاوة والاعتزاز والتكريم في احتفال حاشد في الملعب الوطني بشكل لم يحظ به أي شاعر في أي مكان أو زمان .. ومن الطبيعي ان شاعرا بهذه القامة سيظل العالم ينقد في أوراقه ليكشف المزيد من مكوناته وارثه الابداعي الذى ننقل منه هنا مجموعة جديدة من قصائده التي كتبها في أوائل العشرينات من هذا القرن ولم يسبق نشرها من قبل.



    --------------------------------------------------------------------------------

    أعشق الوداعة
    على عتبات العزلة

    افتح كيني وآملؤها
    .. بعذوبة السلام.

    أعشق الوداعة أكثر من كل شيء

    .. عن أشياء هذا العالم.

    أنني أجد في سكون الأشياء

    غناء هائلا وأخرس.

    فأرجع عيوني باتجاه السماء

    لأجد في أرتعاشات الغيوم،

    وفي الطائر العابر والريح

    العذوبة الكبيرة للوداعة.



    --------------------------------------------------------------------------------

    مضيئة عذوبات الحب الناعمة- وتنطفيء الآلام

    فيما سيسطع القمر أكثر حسنا خلف جبل مثالي

    .. ستنظر إليه العيون جذلى

    بوصل لشعورها الروحي المتسامي

    لم تأت الحبيبة حتى الآن.، ولن تاتي

    ولكن ما إن تأتي حتى نعيش الفرح..

    لأننا نجد في هذه الحياة وأمل آخر.

    الآن ومع كل الشكوك والمخاوف

    وخادعا لجرح الآلام العتيقة؟

    إنتظر الحبيبة التي لن تأتي أبدا.



    شعور في درس الكيمياء
    يصنع التلاميذ متوإزي السطوح،

    يغشونها من كتاب الكيمياء

    فيما يقرضني الضجر كحشرة معضاضة

    .. تشعر يجرح الميتافيزيقيا.

    الخنة الكريهة للصوت التربوي:

    حامض أسيدي. كيمياء تركيبية".

    مزيد من منحنيات شيطانية سايكلوجية

    .. في جيلاتينات تفاعلاتي!

    مطر الأنابيب يترك زهيراته

    وأنا أفكر.. أفكر: كيف لشاعر..

    يبغض أحيانا.. وأخري يحسد..؟!

    الجرح العتيق.. ياللشيطان!. أنه يذبل.

    وفوق الكرسي يجنيني الغم..

    الغم؟.. ياللحجر الضجر، الضجر!



    ساعة الحب
    إني ثمل بالحب في هذه الساعة..

    تستفيق بروحي الغذوبات الضائعة،

    ونواقيس الحياة الرنانة تمحو متاعب عمري.

    تعال أيها الفجر الخامل.

    تعال أيها التعب الوردي.

    تعال يا عبير القبل.

    تعال يا دفء المرأة..

    فمنذ زمن بعيد أعيش بلا حبيبة

    حيث تنهشني كلاب الرغبة والعطش.

    فأنا حين أمضي ثملا من الحب بلا اكتراث،

    والطيف البعيد لا يستطع العودة..

    سأحمل كل آزهاري.. لعل الحياة قصيرة.

    - بلا شك ينبغي أن تتفتح أزهاري-

    وحين أحملها ذابلة

    امنحيني يدك ياصديقتي.

    .. أعطني ثمرة ياإلهي
    .. اعطني نهدين ذابلين.

    وعينين عاشقتين.

    وأن لم تعطني كل ذلك. فيا ويح حبي.



    يدا أعمى
    أعطني يديك أيها الأعمى.

    فأيدي العميان.. كجزور هؤلاء الرجال الجامدين،

    تحترق حد التحمص في شمس كانون الثاني؟

    وحين يحل الخريف يشعرن بقدوم الموت،

    يعشن في الصمت مقطعات مرميات..

    نافضة عن أصابعها نسالة الألم.

    ويغزلنها مجتمعة كرهبان متواضعين

    كانوا يغزلون كلمات الآلهة .

    يحمل العميان كل روحهم في هاتين اليدين

    أخشنها الاحتكاك بأعضاء البشرية..

    عبرت حاجز الألم راعشة بالحب.

    أصابعها الطويلة السوداء تهتز كأوتاد السفن

    فتبدوان كحمامتي معجزة مقدستين

    مهترئة ودامية من الليل والألم



    --------------------------------------------------------------------------------
                  

03-13-2003, 05:45 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصيدة لبابلو نيرودا (Re: Adil Osman)

    و هذه مقالة اخرى عن نيرودا و شكرآ الخواض فقد فتحت شهيتى للبحث و ما اسهله: انترنيت و لوحة مفاتيح و فائض من الوقت


    الشاعر الشيلي بابلو نيرودا ـ تعالوا انظروا الدم في الشوارع
    حمزة الحسن
    2003 / 1 / 17


    خاص: الحوار المتمدن

    *الاهداء: الى ذكرى صديقي الراحل جورج فرنسيس



    كانت السلطات المكسيكية قد اعلنت حالة الطواريء في الخمسينات بحثا عن الروائي الكولومبي الشهير غابريل ماركيز بناء على سلطات بلده، وكجزء من حملة ارهاب ضدكتاب اليسار في القارة الامريكية الجنوبية، وحين ضاقت بغابريل الارض على وسعها، حيث كانت صوره موجودة في نقاط التفتيش كأي مجرم هارب، دخل سرا الى السفارة الشيلية في المكسيك.في داخل السفارة جرت فصول أغرب قصة تهريب لروائي في القرن العشرين لما انطوت عليه من معان وقيم وجرأة وشجاعة واخلاق تضامن صارت مثلا نادرا في التقاليد الادبية والاخلاقية والسياسية تستحق فعلا ان يطلع عليها جيل عراقي فر من الوطن
    في السنوات الاخيرة وشرع يتعرف لأول مرة على تقاليد عالم الكتاب في مناخ من الحرية والتفتح. والخوف، كل الخوف، هو في سقوط هذا الجيل تحت تأثير من تيار سياسيوي لم يرث من كل علوم وثقافات الكون غير خبرة الكي.جي.بي،اي ثقافة
    الوشاية ويحاول نقلها الى الشبيبة العراقية التي تنظر لكل من يحمل القلم وبدافع البراءة والطيبة نظرة الى ملاك دون أن تعرف ان بين هؤلاء من لا يحمل من صفة الانسان غير الشكل.


    كان اقتراح السفير الشيلي مجنونا ولا يمكن أن يقدم عليه سفير آخر في العالم، بل ربما كانت المرة الوحيدة التي غامر بها سفير دولة ووضع موقعه على حد السيف، والاقتراح هو ان يسافر غابريل ماركيز بجواز سفر السفير الى باريس !

    وكان غابريل في المطار يعامل من قبل السلطات ويحتفى به حسب التقاليد الدبلوماسية وما من أحد يشك ان هذا السفير المزور هو غابريل ماركيز الهارب الذي تبحث عنه الشرطة المكسيكية في كل مكان.وفي مطار باريس استقبل كما يجب من اصدقاء وكتاب وقضى تلك الليلة يروي حكاية الهروب التي انطوت على معان اخلاقية سامية.


    لكن من هو السفير الشيلي المجنون المغامر الذي منح جواز سفره الى الروائي المطارد؟إنه الشاعر الشيلي العظيم بابلو نيرودا!واسمه الحقيقي هو (ريكاردو نفتالي ) لكنه استعمل اسم بابلو كإسم مستعار اعجابا بالشاعر التشيكوسلوفيكي جان نيرودا وكتب كل قصائده بهذا الاسم المستعار ومنح جائزة نوبل به !


    وليس غريبا هذا الامر على شاعر وانسان كبير مثل بابلو كان يعيش الحياة والكتابة في تطابق وعلى مستوى واحد دون ان يكون الانسان شيئا والكاتب شيئا اخر مختلفا أو نقيضا. على جدار غرفة المكتبة، وضعت بطاقة بريدية جاءتني قبل سنوات من كوبا ارسلها المرحوم الصديق جورج فرنسيس وقد ذكرتها في رواياتي" سنوات الحريق" كما هي مع ذكر اسم جورج كما هو، وهذه الصورة هي مجموعة جياد تركض في سهل اخضر مفتوح في نشوة بدائية تصل حد الرقص والفرح الغريزي بالسهول المعشبة.

    وبطاقة الخيول هذه تبدو واحدة من قصائد بابلو نيرودا الذي احتفلت قصائده على الدوام بخيول شيلي وحجارتها وسهولها وجبالها وعشاقها وثوارها وطيورها. فهذا الشاعر هو شاعر الحياة حقا، ويكتب كما الاشجار تورق، والنغم في اشعاره
    كالنسيم في الوردة، أو كصوت مجرى الماء فوق صخور جبال شيلي التي احبها بشغف وغبطة وفرح طفولي بريء.


    وبابلوا نيرودا شاعر أحب قضايا شعبه حتى اللحظة الاخيرة حيث ظل واقفا كسنديانة صلبة في ساعات الانقلاب في 13 ايلول 70 وقتل أو مات موتا غامضا مع صديقه اللندي في تلك اللحظات المريرة من الانقلاب الفاشي المدعوم من المخابرات
    الامريكية.

    لكن التزام نيرودا كان من نوع اخر مختلف، ليس هو عشق البلدوزر، او الكتابة عن فوائد البصل في الكولخوز، أو جماليات ماكنة الخياطة، بل التزام القلب البشري، للعاطفة الاصلية في الانسان، للحب، للطبيعة، للجمال العفوي غير المدرك لنفسه .
    جمال البراري والغزلان والبراءة والضمير والصخور والنسور وحشرات الليل المضيئة.انه الاحتفال بالحياة.وهذه هي صفة صاحبه وحامل جوازه غابريل ماركيز. فحين سئل غابريل عن التزام الكاتب أجاب:
    ـ أن يكتب جيدا!

    لكن الامور لم تكن كذلك فيما صار يعرف بالاتحاد السوفيتي، ومن نسخ التجربة السوفيتية في السياسة وفي الادب وفي الحياة، وخاصة النسخة العربية الأكثر رداءة من مثيلاتها في كل انحاء العالم بما في ذلك نسخ العالم الثالث.فالطبعة العربية في تقليد التجربة السوفيتية في كل شيء تتسم، كما في اي شيء آخر، بالسطحية والمغالاة والتطرف والقبلية والتدين المستتر الرديء واخلاق الشوارع الخلفية والطائفية المغلفة بصبغة اليسار والشذوذ المعلّب بصوفية حزبية كاذبة سرعان ما تكشف وجهها الحقيقي في صراعات لاحقة والصبينة والانبهار الساذج الذي لا يحاول حتى فهم الظاهرة الرديئة اصلا.وتجربة الروائي الروسي بوريس باسترناك الذي حاز على جائزة نوبل عن روايته" الدكتور زيفاكو" خير شاهد على هذا الارهاب، حيث قامت المؤسسة الثقافية البوليسية العريقة في تقاليد التشهير ـ والتي تخلت عنها اليوم وسلمتها لنسخ مفلسة بالمعنى الشامل للافلاس ومنها نسخ عراقية هرمة وعريقة في تقاليد الخسة ـ قامت هذه المؤسسة بحملة ضارية تعرضت لحياة باسترناك ولم تترك به شيئا لأن الروائي نشر روايته في دار نشر في ميلانو في ايطاليا واثار نشرها ضجة في
    الاوساط العالمية.


    يعلق الدكتور عيسى الناعوري على هذه الحادثة في كتابه" دراسات في الاداب الاجنبية" قائلا ان باسترناك طرد من اتحاد الكتاب وكأن المرء لا يكون كاتبا أو اديبا إلا اذا كان ببغاءً في قفص ، وان حملة تشهير وتجن شنت على الكاتب
    حتى انه رفض استلام جائزة نوبل لكي يثبت لهم أنه اكثر وطنية منهم، واعتزل الحياة العامة في عزلة حتى مات وحيدا.
    وبعد باسترناك عاش الروائي الكبير اليا أهرنبورغ صاحب رواية" ذوبان الثلوج" التي فضح وعرى فيها مرحلة كاملة من الارهاب السياسي والعام، محنة قاسية من الارهاب حتى اقر المؤتمر العشرون للحزب بما جاء في" ذوبان الثلوج" في
    انتصار جريء لروائي في تلك الحقبة.

    لكن فوز الشاعر بابلو نيرودا بالجائزة كان له صدى مختلفا لأن تقاليد الخوف والرداءة لم تسيطر على الحياة الثقافية في شيلي حيث كان شعراء وكتاب وادباء هذا البلد وادباء امريكا اللاتينية عموما يبدون استقلالية شخصية قوية وثقة بالنفس عارمة واحتراما يستحق الاعجاب للتقاليد الوطنية لذلك حصلوا على شهرة عالمية دون الغرق في وحول التقليد الاعمى ومن بينهم طبعا غابريل والروائي الغواتمالي الحائز على نوبل انخيل اوسترياس صاحب رواية "السيد الرئيس" وهي ادانة فاضحة
    للدكتاتورية وجورج أمادو البرازيلي وغيرهم الكثير.

    اشترك بابلو في الحرب الاهلية الاسبانية ضد نظام فرانكو في منتصف الثلاثينات وهناك تعرف على كبار كتاب العالم ومنهم الروائي الفرنسي اندريه مالروا الذي كان طيارا في قوات الثورة، وتعرف على من سيكون صديقه وجرحه الكبير الشاعر
    الاسباني لوركا الذي قتل غدار فيما بعد.

    قال لوركا عن بابلو:

    " إنه شاعر أقرب الى الموت من الى الفلسفة، والى الالم منه الى الذكاء، والى الدم منه الى الحبر. انه شاعر مليء بالاصوات الساحرة التي لا يستطيع هو نفسه ـ لحسن الحظ ـ ان يفسرها، وهو رجل حق، يعرف ان طائر السنونو أكثر بقاء من التمثال الصلب/ ان شعر نيرودا يرتفع بنغم لا مثيل له في امريكا: مليء بالحب،
    وكله عذوبة وصدق/ ان نيرودا لا يعرف الحقد والسخرية، وحين يريد ان يعقاب ويرفع السيف يجد نفسه امام حمامة جريحة بين اصابعه".

    وشاءت الاقدار أن يُقتل لوركا على يد وحوش ضارية بدون سيف أو حتى ان يعاقب احدا.طلب منه قاتله في الوادي أن يركض ثم أطلق عليه النار من الخلف، فسقط تلك الليلة قمر غرناطة في بركة دم.

    أما بابلو نيرودا فلم يطلب منه الفاشيست أن يركض لأنه كان محمولا على نقالة وهو يصرخ في ليلة الانقلاب:

    تعالوا انظروا الدم في الشوارع!
    تعالوا انظروا الدم في الشوارع!
    تعالوا انظروا الدم في الشوارع!










                  

03-13-2003, 05:56 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصيدة لبابلو نيرودا (Re: Adil Osman)

    ما زال سيل نيرودا يهدر فشكرآ لك يا اسامة


    لويس أراغون









    شكوى بابلو نيرودا





    - 1 -



    سأقص الأسطورة

    أسطورة ذاك الذي هرب

    و حمل طيور الاند

    على الصمت في قلب الليل

    عندما سمعناه أوّل الأمر

    كان الهواء عميقاً رخياً

    و كانت آلة موسيقية مجهولة

    تطلق ألحانها من مكان لا ندري أين هو



    - 2 -



    لقد كان قنصلاً في مدريد

    و كان في السادسة و الثلاثين من عمره

    عندما احالت النار السماء الزرقاء

    فوق شبه الجزيرة , إلى سماء قانية

    و غمر الدم في غرناطة عبير البرتقال

    عندما انطفأت أنغام أبو الحناء المبحوح

    هذه هي نهاية لعبة طيران الحمام

    . . . . .

    هوذا أنت كما هو أنت

    و هناك تنتظرك تشيلي

    و ينمو في الحرم المغني الذي بلغ الأربعين



    - 3 -



    لا شيء ابداً يسلخ بعد الان

    الكلمة المغناة عن الشفاه

    و كل شيء يقارن بالحرية التي لا تتجزأ

    اننا نتكلم اللغة نفسها و تربطنا الأغنية نفسها

    و القفص هو القفص

    سواء كان في فرنسا أو في تشيلي



    - 4 -



    و لكن مغامرة قاسية انقّضت على تلك البلاد

    حاملة معها الديكتاتورية

    ديكتاتورية الرئيس فيدولا

    و نيرودا الذي اماط اللثام عن وجه الرئيس كان بالأمس صديقه

    فأراد الرئيس ان يزجه في ظلمات السجن

    عقاباً له

    و منذ ذلك الحين الغامض

    ما فتئت الكلاب تقتص آثاره

    من يدري أين يثوي بابلو ؟

    و مع ذلك فإننا نسمع غناءه !

    . . . . .



    - 5 -



    سواء كنت غائباً ام حاضراً

    فأنت غير مرئي و لكنك مغدور

    لكم تشبه بلادك الشقية يا نيرودا

    ان ذلك لن يستمر طويلا

    فهوذا الفجر الشاحب يطل

    ان اليونان و القدس و الصين الممزقة

    و العالم كله تحلم

    و انها لشمس عظيمة

    تلك التي تمسكها يد طفل



    نيرودا عاشق الأرض و الحرية - دراسة و منتخبات شعرية - ترجمة أحمد سويد - دار ابن خلدون - 1979







    نشيد الأناشيد





    قضيت في ذراعيك النصف الآخر من الحياة

    عندما في اليوم الأول للخليقة

    و بين أسنان آدم

    وضع الله أسماء كل شيء

    بقي أسمُك على لسانه ينتظرني

    كما ينتظر الشتاء ولادة الورد

    يا شفتي- السنونوة

    أنا كذلك الذي جاء إلى الهضبة

    و التقط صدفة بيديه حجلاً

    و هناك لا يعرف ما يفعل بحظه

    آه ما أرق الريشة و هذا الخوف الذي ينبض

    لا تكلميني عن البحر

    أنا الذي غنيتك

    لا تكلميني عن أمك

    أنا الذي حملتُك

    كل الحياة

    من حركة الشلل المقنع

    وجهك في الإتجاه الآخر

    خطوتك صوتك كل شيء موعد فاشل لي

    هذا السر المزدوج بين

    المعارف المنتصرة

    امرأتي التي ألدها بأستمرار

    في العالم و تلدني بأستمرار



    قصائد حب من العالم-أختيار و ترجمة ب.ش. - السفير الثقافي - الجمعة 16/2/1996

    (عدل بواسطة Adil Osman on 04-18-2003, 06:06 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de