مرحبا, نحو سودان جديد: (3) إنتبهوا أيها السادة, وحدة السودان فى خطر

صباح الخير يا بروف والأعزاء

موضوع الانفصال والوحدة، ككل مشكلات السودان الأخرى، لا ينفصل عن مشكلة الحكم وغياب الديمقراطية

لو كان هناك حكما ديمقراطيا، لاستطاع الناس التحاور والتشاور والوصول الى حل ديمقراطي

اما وحدة ترضى الطرف الراغب في الانفصال، واما انفصالا يرتضيه الشعب لا النظام الاوليجاركي الحاكم

ويا أخي شوكت: المشكلة هي بالضبط في غياب ارادة الشعب، السودانيين الذين في الخليج، وأكثر منهم في كل أنحاء العالم، يريدون أن يعملوا لبلدهم، ولكن هؤلاء هم بالضبط من شردهم النظام، فصلهم للصالح العام ثم ضيق عليهم حتى في أعمالهم الخاصة مما اضطرهم لهجر أحب الأوطان اليهم
نعم الدولة هي الشعب لا الحكومة، وهي الجيران الحلوين من مختلف الأديان والأجناس والقبائل، لذلك فالحركة الشعبية تطالب الآن بدولة ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون، ويستمرون في جيرتهم الحلوة، ولم تقل الحركة أبدا أن العيش المشترك مستحيل مع الشعوب السودانية الأخرى، والحكومة هي التي تريد غير ذلك، لذلك الخطر يأتي من سياسات الحكومة لا من المعارضين لها. نحن بالضبط نطالب بسلطة الشعب، والحد الأدني بمشاركة كل القوى السياسية في تقرير مصير الوطن ومستقبله، لا أن تنفرد الجبهة، بل نصفها في الواقع، وهي من أصغر الأحزاب، باتخاذ القرارات المصيرية في غياب الشعب. النظام الحالي اختطف الدولة من أهلها وصار يبرطع في الوطن، بل في العالم، باسم هذه الدولة وهذا الشعب. ولعلك لم تعرف ما يعانيه السوداني العادي في أسفاره في الخارج لمجرد أنه آت من بلاد تحكمها الجبهة