الافندى......السلام قبل التنمية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2003, 08:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الافندى......السلام قبل التنمية

    هل آن أوان الحسم في قصة الجنوب السوداني؟

    د. عبدالوهاب الافندي

    فيما تراوح مفاوضات السلام السودانية الجارية الحالية مكانها بدون أدني دليل علي تقدم وشيك، وقع تطوران هامان في المسألة السودانية قد يكون لهما أثر علي تحويل المسار التفاوضي بأكمله. كان اول هذه التطورات نشر مقال بقلم د. الطيب مصطفي، المدير العام السابق لوكالة السودان للانباء ثم التلفزيون، يدعو فيه صراحة للاسراع بفصل الجنوب من منطلق الحفاظ علي مصالح الشمال السوداني الذي انهكته الحرب. وقد أثار مقال د. الطيب عاصفة من التعليقات والتساؤلات، خاصة وان د. الطيب ما يزال يشغل منصبا رسميا ومعروف عنه قربه من دوائر صنع القرار في الخرطوم. وقد عزز من هذه التساؤلات كون المقال نشر في ثلاث صحف يومية في وقت واحد، مما أعطي الانطباع بأن هناك جهات رسمية تقف وراء هذا الخط وتدعمه.
    وليست هذه المرة الاولي التي تصدر فيها دعوة من اوساط شمالية للفصل بين الشمال والجنوب، فقد صدرت من قبل دعوات اخري، ابرزها الدعوة التي اطلقها في منتصف الستينات الشاعر والسياسي والدبلوماسي السوداني المرحوم يوسف مصطفي التني، احد أقطاب حزب الأمة. فقد نشر التني في تلك الحقبة مقالات دعا فيها لحسم قضية الجنوب عن طريق قبول مطالب الجنوبيين في الانفصال. وقد علل ذلك بعدم تجانس طرفي القطر، والعبء الاقتصادي والسياسي الذي يمثله الجنوب علي كاهل الأمة. ولكن الجديد في دعوة الطيب مصطفي هو انها وجدت صدي اوسع هذه المرة علي المستوي الشعبي، بل ان بعض الردود زايدت علي حججه، وتحدثت عن ضرورة الحسم حفاظا علي أمن ومستقبل الشمال. وقد نشر مقال بقلم شخص ادعي أنه كان عضوا سابقا في الحزب الشيوعي السوداني يتولي ملف الجنوب زعم فيه انه اطلع علي معلومات سرية تؤكد ان قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان (قوات التمرد) اعدت قوائم تصفيات لرموز النخبة الشمالية ضمن مخططها لاحكام سيطرتها علي البلاد.
    هذا السجال الذي ما تزال ذيوله تتلاحق ركز الانظار علي اشد جوانب تطورات الحرب الاخيرة خطورة، وهي بوادر تحولها الي حرب أهلية فعلا بين الشمال والجنوب. ذلك انه خلافا لما تفيض به ادبيات التمرد من كون هذه الحرب كانت حربا بين الشمال والجنوب فان هذا التصور لم يكن يمت الي الحقيقة بصلة. فالحرب كانت حتي أواخر الثمانينات وفي كل مراحلها حربا محصورة بين الجيش السوداني النظامي وقوات التمرد في الجنوب، ولم يكن هناك تفاعل او حماس معها في الشمال. بل بالعكس نجد الرأي العام في الشمال كان ضد الحرب الي حد كبير. وقد سقطت حكومة الفريق ابراهيم عبود عام 1964 عبر موجة احتجاج ضدها تمحورت حول تصعيدها الحرب في الجنوب، نفس الأمر وقع للرئيس نميري الذي سقط نظامه في عام 1985 علي خلفية فشله في وقف حرب الجنوب التي تسبب فيها بقراراته السياسية.
    وفي الحالين فان الحكومات الديمقراطية التي اعقبت الحكم العسكري اتخذت خطوات جادة للاستجابة للمطالب الجنوبية ولم تقع المسؤولية في فشل هذه الجهود عليها كاملة، بل بالعكس، ولكن منتصف الثمانينات شهد تطورات مهمة جعلت قوي سياسية شمالية تصبح طرفا في الحرب لأول مرة. وكان احد هذه الاطراف هو بعض القبائل العربية علي حدود الجنوب، التي وصلت الحرب الي اراضيها فدخلت في النزاع علي خلفية صراعات سابقة بينها وبين القبائل الجنوبية علي الاراضي والمرعي. اما القوة الثانية فهي الاسلاميون الذين تبنوا تصعيد النزاع والتعبئة الشعبية لدعم الحرب بسبب مطالبة المتمردين بالغاء قوانين الشريعة الاسلامية.
    ولكن برغم هذا التصعيد فان الجيش السوداني ظل يشكو ليس فقط من ضعف الدعم الشعبي لحربه في الجنوب، بل من ضعف الدعم الحكومي لدرجة ان قيادة الجيش تمردت علي الحكومة في شباط (فبراير) عام 1989 احتجاجاً علي ضعف الدعم للحرب. واذا كان انقلاب عام 1989 ضمن اقصي الدعم الرسمي للحرب لاول مرة، فانه ساعد في نفس الوقت علي انضمام غالبية القوي السياسية الشمالية بما فيها الاحزاب الحاكمة السابقة، لقوات التمرد في اطار التجمع الوطني الديمقراطي المنادي للحكومة، وهكذا لم يعد من الممكن الحديث هنا عن حرب بين الشمال والجنوب. صحيح بانها حرب يشنها في الغالب الجنوبيون، ولكن الشماليين في غالبيتهم غير متحمسين لها وغير متفهمين لدوافعها.
    الموقف الذي تبناه الطيب مصطفي يسعي الي اخراج الموقف الشمالي هذا من السلبية الي الايجابية، وذلك بتحويل العزوف الشمالي عن المشاركة في الحرب الي جهد فاعل للخروج منها عبر خلق رأي عام يطالب بقطع الصلة بين الشمال والجنوب. وقد تنامي توجه بهذا الخصوص وسط الرأي العام منذ مطلع التسعينات يدعو الي انهاء الحرب بأي شكل، بما في ذلك فصل الجنوب. بل قام هناك من يري ضرورة فصل الجنوب للحفاظ علي هوية الشمال ووقف نزيف الدم والموارد الذي نكبت به البلاد منذ الاستقلال.
    الحكومة والمعارضة كلاهما أخذا علما بهذا التوجه وقاما علي اساسه بالموافقة علي المطلب الجنوبي باعطاء حق تقرير المصير لجنوب السودان، وهذا يقودنا الي التطور الثاني، وهو اعتراض قيادة الجيش الشعبي علي مشروع عربي لتنمية وتطوير جنوب السودان. وكانت الحكومة قد ردت علي تحفظات مصر وجهات عربية اخري علي قرار منح الجنوب حق تقرير المصير بدعوة العرب الي المساهمة في الجهود الرامية الي دعم وتعمير الجنوب لاقناع الجنوبيين باختيار الوحدة. وقد ردت الجامعة العربية بانشاء لجنة وزارية دعت بدورها الي مؤتمر وزاري عقد في القاهرة الشهر الماضي للبحث في مشروع عربي لتنمية الجنوب.
    وكانت هذه المناسبة التي اتصل فيها زعيم الجيش الشعبي العقيد جون قرنق بأمين عام الجامعة العربية لتسجيل اعتراضه علي المشروع، رافضا فكرة اي جهود للتنمية قبل وقف الحرب، ومؤكدا بالخصوص علي عدم اهلية الحكومة الحالية لتولي تنمية الجنوب. وبحسب قرنق فان اي دعم للجنوب يجب ان يأتي بعد توقيع اتفاق السلام، وان تكون الحكومة الانتقالية الجنوبية هي الجهة التي تتولي تسلم المعونات وتوجيهها الي مشاريع التنمية.
    ولا شك ان قرنق محق في تنبيهه الي عبثية اي تحرك نحو التنمية في ظل استمرار الحرب ببساطة لان كل مشروع تنمية يصبح آليا هدفا عسكريا لقوات التمرد، كما كان الحال مع مشروع قناة جونقلي او استخراج البترول. ومعروف ان الحرب التي تدخل عقدها الثالث هذا العام قد دمرت كل ما بناه السودانيون منذ بداية القرن الماضي، ولم توفر المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية. ومن العبث والحال هذه ان تهدر اية موارد جديدة في مشاريع مجهولة المصير.
    ولكن تدخل قرنق يشير الي نقطة اهم، وهي خطل كل المسلمات التي قامت عليها فكرة تقرير المصير في الاساس. فحسب دعاة حق تقرير المصير والمروجين له، فان اعطاء الجنوب حق تقرير المصير من شأنه في نهاية المطاف تعزيز فرص الوحدة، خاصة اذا سبقت ممارسة حق الاستفتاء فترة انتقالية طويلة تمت خلالها تصفية المظالم التي عاني منها الجنوبيون وتنمية الجنوب وخلق ازدهار اقتصادي فيه. وبحسب الجنوبيين فان التهديد بفصل الجنوب سيكون حافزا للشماليين لمضاعفة جهودهم لكسب الجنوبيين والاستجابة لمطالبهم لتجنب الانفصال.
    ويقوم هذا التأطير للمسألة علي اوهام ومغالطات كثيرة، اولها ان الشماليين حريصون علي استبقاء الجنوب ومتخوفون من فصله مما يشكل مفتاحا للضغط عليهم للتجاوب مع مطالب النخبة الجنوبية. وثانيها ان الشماليين مسؤولون لوحدهم او بصورة رئيسية عن المشكلة، وثالثها انه من الممكن رشوة الجنوبيين بالتنمية لقبول وحدة السودان. وهذه كلها افتراضات اقل ما يقال عنها انها موضوع تساؤل كبير.
    ولعل اكبر وهم واخطره هو هذا الاخير، وهو الوهم الذي روجته الحكومة وقبلت به الجامعة العربية وقررت التصرف علي اساسه. ذلك ان الادعاء بان المشكلة في الجنوب مشكلة تنمية ومظالم اقتصادية خطأ كبير، والتمني بأن بذل الرشاوي سيحل المشكلة خطأ اكبر. ان مشكلة الجنوب في السودان هي ابعد من الاقتصاد، واعمق من السياسة، بل هي اعمق وابعد من قضية الهوية. فقد انفجرت الحرب في الجنوب عام 1955 والبلاد يحكمها حاكم عام بريطاني مسيحي، وترابط في عاصمتها القوات البريطانية، ولم تكن كل القضايا التي اصبحت موضوع نزاع فيما بعد من اسلام وعروبة وفدرالية وغيرها قد طرحت بعد. وهذا يشير الي ان هناك مخاوف ومشاعر عميقة تقف وراء اندلاع النزاع، لا بد من مواجهتها وحسمها قبل ان تتم مناقشة اي من القضايا الاخري.
    وهذا يعني ان مسألة خيار الوحدة والانفصال يجب ان تحسم اولا قبل الدخول في اي ترتيبات لرسم خطوط المستقبل ذلك ان صيغة الوحدة المشروطة المتداولة حاليا هي اوعر الطرق الي الانفصال. ومن العبثية ان يطالب اهل الشمال باجراء تحوير علي نظامهم السياسي وخطابهم حول الهوية لاستيعاب مصالح ونظرة اهل الجنوب، وان يحملوا اعباء اضافية اقتصادية واجتماعية تجاه الجنوب، ثم ينتهي الامر بانفصال الجنوب وضياع كل تلك التضحيات هدرا.
    اذن لا بد من ان يحول مسار المفاوضات عن توجهه الحالي القائم علي افتراضات خاطئة، وأن يتجه الي الاتفاق علي صيغة وحدة نهائية غير مشروطة، وتحقيق التزام نهائي بالوحدة يقوم علي اساسه بناء المؤسسات السياسية وادارة الفترة الانتقالية. واذا كان لا بد من استفتاء علي تقرير المصير، فان ذلك يجب ان يسبق الفترة الانتقالية لا ان يعقبها. ذلك ان وحدة الاوطان ليست نزهة او موضوع مساومة، بل هي مثل الزواج، يتسلح بالمحبة والتراضي اولا ويلتزم بالاستمرارية في الخير والشر والمنشط والمكره. ولا يمكن ان يكون الايمان بالوحدة مثل ايمان المنافقين، ان اصاب الواحد منهم الخير اطمأن به وان اصابته مصيبة انقلب علي عقبيه.
    لقد اضاع السودانيون اعمار اجيال متعاقبة بسبب التأخر في حسم الخيارات، ولعل الامر وصل حداً لم يعد من الممكن معه المزيد من المراوغة والتسويف والتخفي وراء الصيغ الهلامية. فاما اتفاق علي وحدة نهائية مع استعداد الجميع لدفع الثمن وتحمل التعايش، واما فراق عاجل بالمعروف يتيح لكل طرف التفرغ للبناء والاصلاح بدل الحرب والدمار.
    9








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de