المرأة السودانية في ادب الطيب صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2003, 01:37 AM

ba7ar

تاريخ التسجيل: 12-26-2002
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة السودانية في ادب الطيب صالح

    من كتاب : الطيب صالح ، قراءات نقدية
    تحرير الدكتور حسن ابشر الطيب

    مريود
    قصيدة في العشق والمحبة
    رجاء النقاش

    نلتقي في " مريود " بشخصية مريم ، وهي شخصية قوية ذات ارادة ، مندفعة نحو التحضر والتقدم والغد ، لا تترك فرصة لاكتشاف الاساليب المختلفة التي تفك من حولها اي حصار مضروب عليها وعلي المرأة في البيئات المختلفة من المجتمع العربي. تعلمت القراءة قبل ان تدخل المدرسة من شدة شغفها بالاكتشاف والمعرفة ، وارادت ان تدخل المدرسة مع الاولاد فقيل لها " المدرسة للاولاد .. مافي بنات في المدرسة " فقالت في جرأة وعزم " خلاص ما دام الحكومة لا تقبل غير الاولاد اصير ولد " .." ما دامت الحكومة لا تقبل الا الاولاد ، البس جلابية وعمة وامشي معاكم ..متلي متلكم. ما في اي انسان يعرف حاجة. ايه الفرق بين الولد والبنت " ونفذت مريم ، والتي تعيش في " ود حامد " تلك البيئة البسيطة .. نفذت مريم ما ارادته بعزيمتها ، التي هي من الحديد او اشد صلابة ، ودخلت المدرسة مع الصبيان بملابس الصبيان ، وكانت تقول فيما يشبه التحدي الصريح : " البنت متل الولد ..الخالق الناطق " ومن شدة ايمانها بما تقول ، لفظا وتطبيقا ، اقتنع الذين حولها برائها ووجهة نظرها ، بعد ان سري فيهم ايمانها الحار بما تقول مسري الدم في العروق .. وعن هؤلاء الذين حولها تقول لنا رواية مريود
    لم تكن خجلة . واجهتنا بغتة ، فرأينا اضواء ذلك الافق البعيد تتوهج علي جبهتها وحول عينيها. ونظرنا بعضنا الي بعض كالمسحورين ، وقلنا انا ومحجوب بصوت واحد ، وقد بدأ ذلك الافق البعيد يتراءي لنا نحن ايضا : " صحيح ليش لأ
    أي ان الذين حول مريم او مريوم كما يدللها حبيبها مريود اقتنعوا بوجهة نظرها ووافقوها علي مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة. خاصة اذا كانت المرأة مثلها في القوة والشخصية والتطلع الي الامام ، وهو موقف ليس نابعا من البيئة ولكنه مخالف لها ومعارض ومتمرد عليها اشد التمرد .
    وهنا نتوقف قليلا لنسجل ملاحظة عامة حول ادب الطيب صالح ، هذه الملاحظة هي : ان " المرأة عند الطيب صالح " قوية جدا ، وذات ارادة صلبة ، وقدرة علي الاختيار في كل الامور ، وبالذات فيما يتصل بامور الزواج والحب ، والمرأة في ادب الطيب صالح ايضا ، تتطلع دائما الي الامام ، وتختار الاحسن والافضل ، وتحلم احلاما زاهية عن المستقبل . هذه المرأة القوية ذات الارادة والتطلع في ادب الطيب صالح لا علاقة لها بالمرأة المتهالكة الضعيفة التابعة والمسحوقة ، والتي تشيع صورتها في ادبنا المكتوب عن الريف العربي، و" المرأة عند الطيب صالح " تكشف لنا عن انه يفهم المرأة علي انها جوهر الحياة الانسانية كما يحس بها الفنان في وطنه، انها حافز للحياة وشعلة مدفونة في الرماد يري لها القلب البصير وهجا ولهيبا يشتعل . وليست صورة المرأة في مجتمعنا العربي هي الصورة الخارجية المعروفة عن هذا المجتمع ، حيث يسود النموذج السلبي المغلوب علي امره ، والذي لا يري فيه ذوو الرؤية المحدودة الا موضوعا للجنس والحب السهل . المرأة عند الطيب صالح جوهر صاف ، ونبع حسن من ينابيع الحياة ، تتدفق بالحب والارادة وتكسر الحواجز بقوتها وشفافيتها عن غد ساطع له بريق . والمرأة عند الطيب صالح هي التي تريد ان تجدد الحياة والانسان ، كما ارادت مريم ان تري مدرسة جديدة فقيل لها : " متل مدرسة ود حامد " ؟ فقالت في ثورة : " ود حامد تغطس في الارض . مدرسة كبيرة من الحجر والطوب الاحمر وسط الجنائن " . هذا هو حلم مريم التي تريد تغيير الواقع ، وبناء مدينة فاضلة جديدة
    وقد يتساءل الذين ينظرون الي سطح الاشياء : هل صورة المرأة عند الطيب صالح صورة واقعية ؟ وهل المرأة في السودان تشبه نساء الطيب صالح القويات صاحبات الارادة والعزيمة والقدرة علي الاختيار بحرية واصرار ؟ والاجابة عندي هي ان الطيب صالح " فنان صاحب رأي ورؤية " ، ولامجال في ادبه للتصوير الواقعي " الميكانيكي " السطحي المباشر ، ولكنه يعطي من دفقات قلبه صورة للمرأة التي هي عنده وطن وحافز وارادة للحياة ، وحلم كامن في اعماق ارضنا يتطلع الي المستقبل . ان المرأة عنده هي المرأة الجوهر والمرأة الحلم ، والمرأة الرمز وليست المرأة هي ابدا تلك الظواهر الخارجية التي قد تكون غارقة في مظاهر التخلف والبعد عن هذه الصورة القوية التي يرسمها الطيب صالح . فمن قلب الطيب صالح ومن رؤياه الانسانية تولد هذه الصورة للمرأة والتي نجدها في شخصية مريم ، ونجدها في شخصية " حواء بت العريبي " في نفس الرواية " كانت صاعقة الحسن فأرادها الكثيرون ومنهم بعض سراة اهل البلد ، فتمنعت واعتصمت ولم تقبل منهم طالب حلال او حرام".." قالوا ولم يعلق قلب حواء هذه الا ببلال ، فكانت تعرض له وهو في صلاته وعبادته ، فلا يرد عليها ولا يجاوبها، وظن الناس اول الامر انها تعبث به ، ثم تيقنوا انها ، ويا للعجب ، قد هامت به هياما كاد يذهبها عن نفسها . ولما اعيتها الحيلة ذهبت الي الشيخ نصرالله ود حبيب ، وشكت له وتذللت ، فأشار علي بلال ان يتزوجها فصدع بلال لأمر شيخه وتزوج حواء .." قالوا ، ولم يجتمع بها الا ليلة واحدة ، بعدها استأذن شيخه ان يسمح له بأن يبرئ ذمته منها ، فأذن له. وكانت قد حبلت منه في تلك الليلة ، بأبنه الذي سمي بالطاهر ود الرواسي ، وبعد ان سرحها بلال ابت ان تدخل علي رجل آخر ، وانصرفت لتربية ابنها ، فكان شانها ذلك شأن المتصوفة العاكفين ، وذكروا انها لما رحلت عن الدنيا وهي تناهز السبعين ، كانت علي ابهي هيئتها وحسنها ، لم ينقص من جمالها مثقال ذرة ، ولم يغير الزمن منها مقدار شعرة ، فكأنها كانت من تصاريفه في حصن حصين

    هذه هي حواء بت العريبي ، ذات الشخصية القوية ، والارادة النادرة والقادرة علي الاختيار في الحب والحياة . شخصية ولا الرجال في قدرتها علي الاستمرار في الحياة وفي اندفاعها وراء ما تريد واصرارها عليه ، وفي قدرتها علي الاحتمال والصبر ورفض ما لا تهواه ولا تريده بالقلب والعقل . انها نموذج للانسان الكامل ، اذا اعتبرنا ان الانسان الكامل هو الذي يعيش حسب خطته هو لا حسب خطة الاخرين ، او بعبارة اخري هو ذلك الانسان الذي يعيش كما يؤمن ويعتقد ، لا كما يؤمن الاخرون ويعتقدون

    الطيب صالح فنان كبير ، وهو يلقح قلب جيلنا وعقله ببعض البذور الانسانية الاساسية ، ومن بينها هذه البذور التي تتمثل في احترام المرأة ، والكشف عن قوتها وتأثيرها وعمق اندفاعها الي الحياة الصحيحة الخصبة وما يتمثل فيها من " ارادة الحياة " في احسن صورة واجملها ، وما تشيعه في نفوسنا من ان حرية الاختيار ليست عبثا ، وانما هي حرية محكومة بمجد الحياة وسعادة الانسان .والحق ان نظرة الطيب صالح الي المرأة تستحق الاعجاب والتقدير ، ففي ظني انه لا يمكن ان تقوم حضارة حقيقية للانسان دون ان تكون هذه الحضارة مبنية علي عدد من القيم والمبادئ من اهمها : احترام المرأة ، والحضارات التي لا تعرف احترام المرأة هي نوع من الجاهلية الانسانية تسود فيها القسوة والعنف وتختل فيها العلاقات الانسانية والافكار والمشاعر اشد الاختلال

    موت مريم المفاجئ ، والذي يوحي بأن هذه المرأة المليئة بالاحلام الرائعة ، والتي كانت هي نفسها حلما جميلا ، قد عجزت عن تحقيق ما تريد ، وانقض عليها الموت. ولعل هذا المصير يكشف لنا ان الطيب صالح نفسه كان يحس في اعماقه ان احلام مريم لم تتحقق بعد ، وان مريم ، بموتها قد عادت الي باطن الارض ، وعندما تم دفنها فقد تم دفن احلامها معها ، فهذه الاحلام موجودة في باطن الارض...ارضنا ، ولا بد للارض ان تعود فتلد " مريم " من جديد وتحقق الاحلام المدفونة. ونكاد نحس بمشاعر مقدسة نحو ارضنا هذه التي تضم جسد مريم ، ونحس ان في باطنها كنزنا الكبير ، وان علينا ان نستخرج مرة اخري هذا الكنز او هذا الجسد لنحقق به احلام مريم التي لم تتحقق. ولهذا كله فمشهد موت مريم هو مشهد عن " موت الاحلام " ، ومريم لم تكن يوم موتها في جنازة ، وانما كانت في عرس ، وهي لم تدفن في داخل الارض وانما " زرعت " في جوفها كسنبلة او كجذع نخلة ، وعلينا ان ننتظر بزوغها ونموها من جديد . هذه هي مريم ، " العذراء " الثانية التي انجبت لعالمنا بلا زواج : حلما ، بنين وبنات لم يولدوا الا في الخيال ووصية بالطريق تضئ الظلام امام اهل الطريق ، واصحاب القلوب التائهة فلا تضل . انها حقا عذراء ثانية ، مثل العذراء الاولي التي انجبت للدنيا عيسي المسيح من غير زواج كالزواج المعروف في دنيا البشر








                  

01-09-2003, 04:07 PM

ba7ar

تاريخ التسجيل: 12-26-2002
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية في ادب الطيب صالح (Re: ba7ar)

    up
                  

01-15-2003, 09:40 AM

ود العجمى
<aود العجمى
تاريخ التسجيل: 09-21-2002
مجموع المشاركات: 1595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية في ادب الطيب صالح (Re: ba7ar)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de