|
من دفتر يوميات مسافر
|
الشوق و كل خاطرة تسافر للهناك ،، تعذب وتهّوم ، تشعرنا أحياناً بالضآلة والصغر ،،، آه لو كنا نسافر كما يسافر الشوق ،، إذن لاحتجنا أن تنتقل كثيرة ، ونفنى من إرهاق السفر ،، للشوق قرنا استشعار وحاسة سادسة ، تلك التي تندس في قلب الوجع وتصنع الآمال للمستحيل ، تقرب الرؤي والطموح وتستحيل بها الحياة انبهار ودهشة ، تزجر الخيبات ،، خيباتنا التي كبرت فينا وهي تتفتح كل يوم على شُرف المستحيل ومدن الأحزان ،، همنا الذي تكدس أطنانٌ أطنانٌ . وأنت أيتها المنتظرة (غيم الأمل الشارد يوصل ) خلاصة الروح الشفيفة والبهار ، سيدة الألق والكبرياء تمعنين كل يوم في دك حصوني ، وتقع في أسر جيوش عشقك يوماً بعد يوماً مدن قلبي بحصونها المهيبة ،،، جردني عشقك من أسلحتي وتهتُ ما بين وطن لأشلاء خطيئتي ووطن أشتهيه لنوباتي وحضوري المصروع وطن تتلاقفه أهوال الغير دون هواي وعشقي عذراً ،،،، أنا أحبك جداً وأشتهيك لي وطن ومبغى ، نشتكي من حنيننا الأزلي إليه ونشقى نتحرق ،،، أشتاق لهوائه ، لنيله ، لناسه ، لمشية في شوارعه مشية في السوق استنشق رائحة السوق خليط ما بين روائح بهارات مختلفة ورائحة تمباك وتلك الرائحة التي تنبعث من الأقمشة الجديدة ، أصوات الباعة والعمال العتالة ستات الشاي ، أصوات الغناء تنبعث من أكشاك (العصائر المثلجة) أصوات محركات السيارات ، تلك القديمة البالية ، تأتيك من كل صوب كهدير الرعد ، وأصوات تنادي الركاب – أبوروف أبوروف – الثورة بالنص – الثورة بالوادي – الثورة بالشنقيطي – القماير – ود البخيت – الكلية ، ثم تدلف على أحد تلك الأكشاك تضخ في جوفك بكل عافية الدنيا كأس من الجوافة أو المنقة تدور ببصرك ما بين كل هؤلاء المارة ،، كنت أعشق التأمل في أوجه المارة ، لكأنك ترى في تلك الوجوه مختلف الطقوس والأمزجة ، لهؤلاء (المعذبون في الأرض) ، تقرأ الآلام والمآسي ، قلما تجد للفرح مسارب هناك في تلك الوجوه الواجمة ، فذلك لا يملك مصاريف الدرس لعياله ، وذاك مثقل بهموم الإيجار والعذاب اليومي ما بين رحيل الأسئلة المرتدة وصهيل المال الجافل دوماً والمقدرة تنحاز في الغالب لبَر الغفلة والترف المسافر
|
|
|
|
|
|