شعاع من الداخل........للقاصة رانيا مأمون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 03:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2003, 08:53 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شعاع من الداخل........للقاصة رانيا مأمون

    - يا الله متى تشرق شمسك؟
    – الشمس مشرقة ولكن هناك من يحجبها، يحجب جمالها، دفئها، حرارتها، ولكني اسأل: كيف لم تحرقه حتى الآن؟
    -لأنه يرتدى بدلته الواقية.
    أجاب وتنهد تنهيدة حارة زادت من حرارة الغرفة الضيقة المساحة، العالية الارتفاع، ذات النافذة الوحيدة والمسيّجة برغم علوها، ورغم هذا هي عينهم الوحيدة المشرئبة إلى السماء.
    - يا لله أعنّا برحمتك.
    طفرت من عينه دمعة وهو يتذكر أمه ودعاءها له. ماذا كان سيحل به لولا دعاء أمه النقية الطاهرة. ماذا تفعل بدونه وكيف هي الآن؟ أما زالت على سجادة الصلاة؟ لابد إنها كذلك. يحسُّها الآن تدعو له، فها هي الأغلال تنزاح قليلاً عن صدره وبدأ ضيقه فى الانفراج.
    - ما يقهرني هو وحدتها.
    -أمك؟ سأله رفيقه.
    أجاب بشرود
    - ومن غيرها، وهل لي سواها؟
    يسمع صوتها الحنون الآن. يحس بحركتها. يشتم رائحتها. أنفاسها. إنها هنا. هنا وفي أي مكان. ليست أمه فقط وإنما أم لجيل ولكل الأجيال.
    - ذاكروا بهمة كي ترفعوا هامة هذا الوطن.
    تنطق هذا في كل يوم وهى تمدّه ورفاقه بالشاي ليعينهم على الاستذكار. لم تكن تقول ذاكروا لتصبحوا كذا أو كذا، طموحها كان متجاوزاً لذاتها ولهم. طموحها كان الوطن. يبتسمون ويقولون:
    - بعد أن نصبح أحراراً سنرفعه.
    من عّلّمه حب الوطن؟ من غرس هذه البذرة في قلبه حتى نبتت عملاقة ضاربة بجذورها في أغواره ولها فرع فى كل مجرى من مجاري الدم فيه؟ أهو معلمه؟ أهم رفاقه؟ أهى كتبه؟ لا. هي أمه. المعبر الذي مرّ من خلاله كل هؤلاء.
    كم هو في شوقٍ إليها. هل حلبت عنزتها؟ هل صنعت قهوتها؟ هل زارت جارتها؟ أما زالت تهتم بنشرات الأخبار؟ أما زالت تغيّر كل أسبوع بطاريات الراديو؟ هل تلت وردُّها؟ يااااااااااه كم هو الشوق حارق.
    لم يدرِ سر ابتسامتها الغامضة في كل مرة يكذب عليها عند حضوره متأخراً. لم تكن تلح عليه وكأنها تجنبه الإحراج أو لا تريده أن يكذب أكثر. أو ربما لأنها كانت تعرف ما جعله يتأخر في العودة إليها. نعم لابد أنها كانت تعرف أنه يعمل من أجل وطنه، يطبع المناشير. يوزعها. يخط على الجدران. يكتب شعارات. يصيغها. يدّرب إخوته في الدّرب كيف يخرجون كلامهم من جوفهم. لابد أنها كانت تعلم. وإلا فلمّ هدؤها الغريب وتماسكها المدهش عندما أصطحبه العسكر في تلك الليلة الخانقة:
    طرق عنيف على الباب، أصوات كثيرة. ناس. أقدا.. محرك عربة وصوتها هي تسأل: من هناك؟
    ارتدى جلبابه وهو نصف نائم وعندما وصل إلى الباب كانت هي خلفه.
    – نعم... نعم.
    - افتح!
    وفتح.
    – أأنت…..
    – نعم أنا هو. من أنتم؟
    - ستعلم في ما بعد. ابحثوا في البيت وتفضل معنا.
    سألت هي:
    - إلى أين؟
    - مشوار صغير ونعيده إليك.
    لم تصرخ. لم تبك. لم تجزع وإنما قالت:
    - أعرفك ابني... أذهب معهم.
    وها هو المشوار الصغير قد امتد الآن إلى ثلاث سنوات ولم ينته بعد. يا له من مشوار. ثلاث سنوات والعين ظمأى إليها. القلب لم يرتح ولم يصل المعدة زادها. كيف هي؟ كيف؟ فتح عينيه في العتمة، تمثّلها تظهر وسط غلالة مضيئة بثوبها الناصع البياض كقلبها والشيب الوقور في مقدمة شعرها. بابتسامتها الحنون قالت له:
    - أنا بخير. كُن أنت بخير. كُن كما عهدتك وكما كان أبوك.
    شعر بدفقة قوية تغمره. إحساس قوي اعتراه، هدهد الروح ودغدغ الوجدان. نشوة. فرح. أمل. ضوء. هواء. شعور بالحياة. فارقه ضيقه وتكدّره ويأسه. حتى الزنزانة لم تعد مظلمة، خانقة، ومميتة كما هي.
    - كنت قد طلبت من هذا الواقف على الباب أن يأتيني بشمعة ولم أنس أن أعطيه حقه أيضاً.
    قال رفيقه وأخرج الشمعة ليشعلها. ضحك وسأله:
    - لمّ الشمعة؟
    – اليوم هو عيد ميلادنا الثالث. أنسيت هذا؟
    - لا. لا لم أنس. واستدرك:
    - كم أشتاق إلى الرفاق. لابد أنهم قد أنهوا الدراسة الآن وتوظفوا أو تزوجوا ونحن هنا.
    - هل أنت نادم؟ سأله رفيقه ناظراً إلى عينيه.
    - قطعاً لا، فالوطن هنا فى قلبى وعلى رأسي. ولكن أين نضع من هم على رأس الوطن؟
    - لا تقلق. فقد حددوا أماكنهم.
    تأمل الشمعة التي تتوسطهما بضوئها المتراقص بهدوء مكوناً بؤرة من الضوء تخفت كلما بعُدت الدائرة حتى تصل إلى العتمة في الأركان، تُظهرُ شيئاً وتكتفي من الآخر بالظلال. أحس بجمالها وقال:
    - لن نطفئها كما يفعل الجميع في أعياد الميلاد.

    ظلت الشمعة في إحتراقها. تمدد شعاعها وتسلل بهدوء إلى الدواخل كالشمس التي تشيع الضياء وتهب الدفء والأمل. الشمس التي يتطلعون إليها، يحلمون بها وينتظرونها.



    http://www.alarweqa.net/eb/stories.php?story=02/12/02/8474350








                  

01-04-2003, 09:26 PM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعاع من الداخل........للقاصة رانيا مأمون (Re: أبنوسة)

    شكرا ابنوسه
                  

01-05-2003, 10:05 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعاع من الداخل........للقاصة رانيا مأمون (Re: HAMZA SULIMAN)

    شكرا يا ابنوسة لهذا الابداع، ما أن أرى أسمك الا واتيقن بان الموضوع جدير بالقراءة كما انتىجديرة بالمعرفة
    احييك صديقتى

    ام واصل
                  

01-06-2003, 12:47 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعاع من الداخل........للقاصة رانيا مأمون (Re: أبنوسة)

    الأخت أبنوسة
    تحية ودّ
    أولاً أحيى فيك بحثك المتواصل للغوص فى فضاء النت لكل وتجميل البورد بكل ما هو ما هو جميل ، وأظن أن أعضاء البورد يشاركوننى هذه التحية
    وثانياً أشكرك على إدراج رابطة قصتى "شعاع من الداخل" التى نشرت فى موقع الأروق العربية "إبداع " ولى عظيم الشرف أن أكون ضمن تلك القامات السامقة لكاتبات من عموم الوطن العربى
    ودعينى أتحالف معك ومع كل المبدعات والمبدعين فى بلادى أن نحاول ولو قليلاً أن نوصل صوتنا إلى الآخرين وإن عجزنا عن أن نوصله لهم من داخل بلادى بآلتنا الإعلامية التى تعانى الأمرين فإن لنا فى التكنولوجيا خير سبيل لهذا وأن نوصل لهم صوتنا فى ماتبهم وبيوتهم من خلال شاشات الكمبيوتر .. دعينى أضع يدى فى يدك ونوجه بطاقات جميلة لكل المبدعين السودانيين فى الأدب بكل أجناسه، فى البورد وخارجه أن يتمردوا على قواقعهم وأن يخرجوا منها ليتنسموا عليل الهواء ويتيحوا للآخرين مشاركتهم فيه
    هى أمنية طالما راودتنى وقد كتبت عنها هنا ولكن لم أجد ما تمنيه ومن يشاركنى الحلم .. لو أدركتِ كيف أحس الوحدة وأقتاتها وأنا فى المواقع الأدبية العربية التى أدخلهاأبحث عن مبدعة أو من بدع من بلدى أشاركه الهم والوجع والحلم العظيم .. ولن أمل الإنتظار والترقب للآتى العزيز

    شكرى لكِ
    وهذا رابط ذات القصة فى منتدى شظايا الأدبى وقد مُست نقدياً

    http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?s=fde630261c...0869c&threadid=12196

    للجميع التحية
                  

02-26-2003, 07:23 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعاع من الداخل........للقاصة رانيا مأمون (Re: رانيا مامون)

    أبنوسة
    سلام وشوق
    طولنا

    لو تعرفين طريقة هذه الجميلة
    بلغيها اشتياقنا
    واحتياجنا لحضورها المميز
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de