|
|
 قصة دكتور جامعة
|
وقد كان أن قررت الحكومة ان مصالح الشعب السوداني تستدعى ان يتر ك ابي العمل إلى غير رجعة…
هكذا قضت مصالح الشعب…وبما ان ابي رجل فاضل يحب الشعب السوداني ومصلحته…قرر بعد أن جمعنا يوماً .. انه استكان لرأي ولوا الأمر السديد… فلا يبنغي لرجل فاضل مثله أن يترك ملايين الأنفس السودانية تعيش تحت وطاة الشدة والخوف من الأيام القادمة بسببه هو لذا نفذ الامر دون ادنى احتجاج…دون حتى بعض شوشرة..
والحقيقة أنك إذا ما عاشرته وعرفته تمام المعرفة ونظرت إلى عينيه لأدركت أن التضحية ليست الدافع وراء السكون والإذعان… ولكنها قلة الحيلة… وشح فيتامين أو…فيتامين الواسطة الذي لا يملك منه التكتح…
هكذا اخبروه ان الصالح العام قرر أن وجوده في مكاتب الجامعة واروقتها…يمثل خطراً شديداً على الأمة السودانية….ثم ان المئتان الف جنيه سوداني التي كان يتقاضاها كل اول شهر لربما كانت خزائن الدولة بحاجة ماسة لها…ربما كانت أولى بها ..ربما الصالح العام في اشد الحوجة لها…
ابي رجل فاضل…تعدى من العلم مراحل عديدة حتى بت لا استطيع التفرقة بين عدد (الدكتورات ) التي نالها… حيث انني كائن حريمي بليد الإحساس بالعلم والمتعلمون…دكتور معلم في الجامعة… سكنت عيناه الكتب اكثر مما سكن و نفسه معنا…
الذي ادهش الجميع وأنا…انه لم يكن رجل سياسة ولا رجل دين ليحال للصالح العام… كان قليل الحديث عن (الوضع)…تلك الكلمة التي سمعتها حتى بت اكررها تماماً كما اكرر شرب الشاي ثلاثة مرات يومياً لا تتغير ولا تتبدل كانهم قانون إلهي… اصبحت كتشهدي للصلاة…حيث كلما سئلت عن شئ رددت بانه (الوضع)…فرسوبي المتكرر في المادة السمجة الجغرافيا…كان سببه (الوضع)… عدم اتقاني لفرك البامية…بسبب (الوضع) .. حذائي المهترئ سبب اهترائه المباشر (الوضع) ... وجع كلية امي بسبب (الوضع)..بل انني تجرأت يوماً واكدت ان (الوضع) هو السبب الذي جعل الكلب يوماً يتبول في جسد النقلتي عبده غير مفرقاً بينه وبين عامود النور..……
نحن نقطن في منزل متواضع…فابي ليس رجل عظيم الشأن..لا هو سيد الخضار الذي اشترى الشهر الماضي (بوكس) متهادى المنظر.. ولا هو الجزار الذي ركب دش من سنة ويزيد… ولا هو سيد تاكسي دخله في بعض ايام مقارب او يزيد عن دخل والدي الشهري… …انه فقط رجل علم…دكتور معلم في الجامعة..رئيس قسم كبير تتلاشى إمكاناته العلمية في زحمة المواصلات… علمه تشده الزحمة مع كم القميص ونهاياته المحشوة بترهل داخل البنطال… ينتهي اللقب وبهاءه بانتهاء اليوم الدراسي الجامعي.. بمجرد ملامسة طرف حذائه لتراب الشارع الواسع… اخبروني أنه اكتشف العديد من قوانين الفيزياء الكونية…وبعض من قوانين الكيمياء المدهشة …لكن ابحاثه العديدة واكتشافاته الجمة..لم تسفر ابداً عن سر التحام رائحة العرق بزكمة العفونة…
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
عزيزتي بت قضيم ...
قالو العلم ممحوق ... كتر الفهم مابحوق....
اخر الزمن يانس ....ودوا الولد للسوق....
لايحتاج والدك الكريم ان يتحدث في السياسه ... ولا حتى ان تدخل قاموسه كلمه الوضع .... فقط يحتاج إلي كوز يطمع في منصبه المرموق ... والذي كما ذكرتي ، وانتي صادقه، بان دخله لايغني من جوع .... لكن بقدره قادر بيحولو منصبو الي إستثمار عظيم يدر الملايين .... اقول لك هذه وانا اجتر تجربة خالي المهندس الذي كل موظفين تلك الموسسه كانو يشهدون بانه كان يعامل الماكينات تحت إشرافه بالضبط كاطفاله بالبيت ... وانا اشهد له شخصيا سهره وحركته الدائبه للإعتناء بتلك الماكينات ... كما ياخذ الاب مولوده المريض الى الحوادث في منتصف الليل ... لم يكلفهم كثيرا بالرغم من انه لايميز الرئيس من نائبه ولا حتى الوزراء ... وفقط بجره قلم انتزع من ابنائه "الماكينات" ... والتي كانت معظم اعطالها قطع الغيار والخزينه الخاويه .... ووضع في مكانه احد الشباب الكيزان الذي تحصل علي عدد اربعه لاندكروزر مع تعينه .... فمن اين اتى هولاء .....؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: Master)
|
بت قضيم
يظل ابوك نموزج للظلم في بلدي ، نميري سواها
وهاهم الكيزان يفعلون اكثر ،وفاتو الكبار والقدرو
طالما مرتب رجل الامن اكبر من استاذ الجامعة
ومخصصات الاخبر تزوب حياءا امام مخصصات ضابط الامن
وطالما نفتقد الديمقراطية نفتقد الحرية
سيكون مصير الكثيرين مثل مصير ابيك
ولوالدك الله
ولنا الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: قرشـــو)
|
بت قضيم
تحيه لك ولوالدك المحترم الذي هو بمثابه والدنا جميعا
ولا اقول الا
دولة الباطل ساعة..ودولة الحق الى قيام الساعة
ولو دامت لغيرهم لما وصلت اليهم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: قرشـــو)
|
العزيز ه بت قضيم
ما اصاب ولدك اصاب كل السودان وليس ولدك فحسب
يذهبوا بوالدك زو العلم المتفانى الذى يفنى نفسه من اجل ان يتعلم طالب حرف لاياتو بالذى لايعلم ما معنى كلمه تعليم ولا لاى هدف تخرج طالب متعلم فقط يدرى ان استاذ منصب مرموق وهو يتمناه لنفسه لاغير
اما مستقبل التعليم فى السودان ومستقبل الطلاب فهو غير مهم
دعينى اسرد عليك هذه القصه وهى حقيقيه حدثت فى احدى الجامعات (احدى الجامعات الاسلاميه التى ملئت السودان)
كانت غير مجهزه بورش لطلاب كليه الهندسه مما حدا بالاداره ان تستاجر لهم ورش احدي الجامعات الكبرى فكان الطلاب يدرسون بجامعتهم ام الورش فيذهبون الى تلك الجامعه ولبعد المسافه كانت اداره جامعتهم توفر لهم الترحيل وكان عباره عن باصين لكثر عدد الطلاب المهم فى احدى المرات اتى البص الاول وركب الطلاب لا نصف الطلاب وتحرك ولم ياتى البص الثانى وعندما طال انتظار بقيت الطلاب ولم ياتى ذهبوا لامين الشؤن العلميه ليخبروه ويوفر لهم وسيله نقل
تعرفين ماذا قال لهم
فال لهم الم يذهب نصفكم اجابو نعم قال لهم اذن انتظروهم وعندما يعودا سيشرحوا لكم ما فاتكم ان تحضروه
بخيلوا معى هذا
ولا تحزنى من اجل والدك فماساته لا تعد مساه امام مساه التليم فى السودان واظن والدك لو بقى فى منصبه لمات كمدا
لك التحيه ولوالدك المناضل الذى يستحق كل تقدير
فاطمه
قلت ان والدك له علاقه بالعيزياء هل يمكننى ان اتعرف عليه اخت بت قضيم
ــــــــــ
كلماتنا فى الحب تقتل حبنا ان الحروف تموت حين تقال
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
ملكت الهترشة والسرد
بت قضيم
حفظك الله ورعاك وانت ترغميني على المتابعة
وقصة الدكتور ماهى الا تفاصيل لقصص اكثر صمتا
واعمق ظلما
فلله الحمد من قبل ومن بعد
ويكفي هذا الدكتور العظيم
فخرا انه معلم
سماح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: sama7-au)
|
كل مرة اقرأ قصة والدك ... وما اعرف انا حاسة بشنو؟
الا الآن... اعرف انك تجيدين الكتابة
وان اباك يجيد العيش الشريف
واننا نبجله
وهو احد منا
وهو اشرف من كل قبعات الحكام... وخير للسودان وابقى
يطول عمره ... ويخليكى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
حاسب نفسك اولا (Re: Tumadir)
|
يا بت قضيم
شي طبيعي مثل قصتك دي اولا نحنا نعيش في دولة كرتون و ما فيها نظام من الاساس وثانيا الشعب كرور ما قادر يعمل حاجة عشان يصلح الخطاء الواقعين فيه بس بنعرف نرمي اللوم في زول تاني رغم عدم اقتناعنا انا واحد من الناس اشتغلت في دواويين الحكومة وشفت كيف التسيب من العمل وعدم المبالاة بالممتلكات العامة الحكاية دايرة وقفة مع النفس قبل ما نمد اصبعنا للاتهام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حاسب نفسك اولا (Re: sala7)
|
يا بنت قضيم التحية لوالدك العظيم
فى بداية التسعينات حضرنا تلك المجزرة التى قادها الجبان مامون حميدة بعد ان قام بعمل قائمة من خيرة الاساتذة و فصلهم للصالح العام ظانا هذه بطولة و كان من قائمة الشرف
صديقنا الدكتور اسامة عثمان االذى يعمل الان فى الامم المتحدة و وكذلك الصديق دكتور بشرى الفاضل الذى فقد اسرته بعدها لكن الحساب ولد يا بشرى سيأتى ذلك اليوم الذى سنرسل فيه مامون حميدة العميل الى مزبلة التأريخ مكانه الاصلى
و الصديق الدكتور حسن عبد العاطى و الان يعمل فى الامم المتحدة و طلع من فقر الجامعة
لكن الله فى و التأريخ لا يرحم و ليك يوم يا مامون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
صديقتنا بت قضيم
.تنكرين إنتمائك لأجواء الثقافة وها أنت تتنفسين نصوصا إبداعية
.طيب عشان خاطرك: إنت ما مثقفة، إنت مبدعة. قبلانة
.لا تتوقفي ولك السلام وتحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
مساء الخير للجيمع
تدعوني نفسي للرد على الجميع باسم الوحدة واسم العجز
لا وحدة سلام وشعارات
هي وحدة الوجع النبيل
لا عجز احساس...عجز حروف تجاري هذا الوجع الفعلاً نبيل
رحم الله والدينا دنيا وآخرة
يا بت النيل
يا ماستر
يا رقم صفر
يا قرشو
يا مانج
يا فاطمة
يا سماح
يا تماضر
يا صلاح
يامسرات
يا ابومهيار
الا يصبح سيمفونية عذبة الإحساس بوحدة الوجع وإن كان وجع؟؟؟
سبحان الله الذي ما خلق سلباً إلا اودعه سر الإيجاب
كل الود
وكل الشكر
انه ابي وإن لم يكن
تخبرني نفسي الدنئية أن ترتمي في حضن هذا الأب لاسعد بهذا الشعور الدافئ الذي لمسته منكم...حتى ونحن في اشد الحاجة للصراخ والكره...نحمل طيبة وريحة دعاش
اليس فعلاً سر جميل الوجع المكسو بهذا الحب؟؟؟
نفسي الدنيئة توسوسني ان ارتمي في حضن الحروف...واسكت عن أنها مجرد قصة عشتها وإن لم اعيشها...سردتها على لساني..ولساني إحدى خلايا بلادي
مجرد قصة...موجعة...تضحك بدمع مر جميل...تماماً كطعم القهوة...عذبة رغم المرارة
قصة لم تنتهي سطورها بعد ولن...وعداً أن لن...تنتهي
كل الحب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
العزيزة بت قضيم
لك التحية و الود و الإجلال
لله در والدك الكريم و حياه الغمام فهو احد نبلاء وطني و شرفاءه الذين أنجبوا نساءً مثلك , انتٍ سيدتي تخطين بقلمك على الورق كما يضرب رسام بضربة ريشة محكمة على لوحته , فلا تجزعي أختاه قريباً سنقفل راجعين و بأيدينا المناجل لنقتص لكل الأحرار أمثال والدك الكريم
..... و غداً نعود كما نود يا موطأة الكنف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: Nimir)
|
الي وليد والاسلاميين
لماذا فصل هذا الشريف من عمله ؟
وبدلا من نقاش جدلي عن المسيحية والاسلام ، اليس هذا اولي
بالمعالجة وتصحيح المسار ؟
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
دي قصة تكررت
كثيرا في السنوات العجاف
الماضية ولازالت للاسف الشديد تتكرر
فلوالدك التحية والاحترام والتقدير
ولك ان تفرحي به وكذلك كل من اعطاه
من علمه ومعرفته
ان من اسو الاشياء التي حدثت في السنوات
الاخيرة عدم الاهتمام بالعلم وبالمعلم بصورة عامة
وهذا ان دل على شيء فانما يدل على بلادة وغباء
من يسير دفة الامور في بلدنا
اقول هذا وقلبي ينزف دما على وضع العلم والمعلم
ولهذا كان ردي في بوست لوكنت رئيسا للسودان
هو ان اعطي المعلم حقه ووضعه ومكانته اللائقة
والتحية لجميع المعلمين في شخص والدك الرائع
خال فاطنة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تنويه (Re: بت قضيم)
|
اخي نمر
اخي رقم صفر
اخي خال فاطمة
كل الود والشكر للشعور الجميل... والكلمات الجميلة جداً يا نمر.. ربنا يخليكم ناس السودان الكريم سودان زمان
اردت فقط التنويه أنها ليست قصتي...لا لا... اعني انها قصتي لكنها مجرد قصة وليست مذكرات شخصية
انا الحقيقة لست جيدة في التحليل السياسي ولا التعليمي...وحقيقي اعجز عن نقاش الوضع...قد انجح في سرد واقع ليس خيالي ذلك الذي تخيلته في شخص الدكتور الفاضل... وقبل أن اواصل ... احببت ان اعتذر سلفاً عن التطويل الذي ربما كان مملاً...لا تستطع اختصار خلجات الحس والكلام...اعتقد يعني وانا اتحدث كأني ما شاء الله يوسف السباعي
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
امي سيدة كريمة عادية…تشبه جميع نساء بلادي…طيبة لاقصى حد…وقوية بعنف كجميع امهات بلادي…تبكي في جزع إذا ما وقع اخي في الشارع…تبكي بهلع… وتدعي عليه بالموت والقصصان وكسر الرقبة… تبكي ثم لا تلبث أن تدعو على نفسها ان يريحها الله من العذابات التي ابتليت بها منا… ثم لا نسلم جميعنا من تلك الدعوات القاصات… حتى بتنا نكره ان يقوم احدنا بخطيئة فيتحمل الجميع ذنبها…
ديدنها في الحياة القهوة… عشقها الابدي ان تختلي بجاراتها فيبدان في قص الحكايا اللامنطقية… تدهش امي بقصصها التي ما ادركت يوماً ما هو المصدر المغذي لها…
تستيقظ صباحا فترتدي ثوب البولستر… ذاك الثوب الذي يذكر بمسلسلات الملوكية والثورة حيث كان هناك أمير وغفير...وذات يوم انقلب الأمير غفير ...تماماً ككقصص الأطفال وحكايا السحرة... كان إلى وقت قريب...(توب الفقر) بلا منازع…ثم انقلب حاله فاصبح (توب الغلاء) والتعب والكد...ترتديه الواحدة منهن وهي تدرك أنه كان مجرد غفير...لكنه الآن امير بسعره...رغم ذلك تأبى من تستطيع منه فكاكاً في عناد كريم وطبع ملوكي الاعتراف بأن الغفير...اصبح فجأة أمير...
اشترته يوماً بسعر غال....لم يكن شيئاً تحبه أو تتمناه...لكنها الحاجة لعنها الله...شح الموارد …ضيق ذات اليد وذات الرجل وذات الرأس وذات العين وذات الظفر...
سمعت ابي يقول لها مرة بعد أن لاحظ استيائها وقرفها من رائحة ا(الثوب) التي ابت الطبع الملوكي وبقيت على حالها اللزج الشبيه برائحة الطين الفاسد...ان لا تستاء....أن هذا الذي ترتديه...هو عين الحياة....حيث تحول الغفير إلى امير ... ومن المضحك المبكي أن الأمير الجديد…أدرك أن سر العظمة الأميرية لا يكتسب...فظل في قرارة نفسه مدركاً لكونه وفصله وماضيه ، فيأتي حاضره بزخم مناقض لذاك الماضي فيحس أن ما يرتديه…واسع عليه بضيق... يدرك الغفير أن قانون الحياة...لا يغير التاريخ...ولا يبدل رائحة النفوذ والسلطة وسحر الجاه المكتسب من ماض تليد....قال لها لا تبتئسي انت ترتدي تاريخ حياة...
لم تفهم قطعاً ما قاله ابي الدكتور الفاضل.... ولم تسعى لذلك....فقط قررت أن تحتفظ بتلك الدعابة التي اطلقها والدي فظلت تتضاحك بها مع شقيقاتها وجاراتها...لم تكن تدرك أن زوجها...شبيه بفيلسوف...
امي كائن بسيط.... لم تغنها قناعة والدي يوماً.... لم تعمها عن النظر إلى جاراتها.... لم تنزع من قلبها حب الحياة والجنوح نحو الترف.... عربة الكريسيدا مقابل ركشة... صابون اللوكس مقابل الفنيك...معجون السيجنال مقابل المسواك... توب الدش ونفس الدش....قنوات المسلسلات المدبلجة.... القصيص وخمرة الصندل....مسوح الديانا....نعومة الملمس... البوتجاز ،الثلاجة الجو المكندش....
كانت تحب الدجاج... وتكره (السخينة) التي اجبرنا كرهاً على كرهها جميعنا… كانت تبدع في وصف تلك الأكلات التي تذوقناها معها حروفاً بعض وقت...وكثير حلم بقية الوقت.... وحقيقة في وقت نادر ندرة العصافير في فصل شتاء بارد صاقع المطر...
كانت تفخر بزوجها الكريم....مركزه العلمي العالي... لكنها كانت فاشلة في وصف المعادلات الكيميائية التي كانوا يذكرونها هوامشاً في بعض الصحف المهترئة.... شاهدتها مرة ترفع الصحيفة في وجه جاراتها... تريهن أن عنصر الكتروني ذري... مع عنصر نيتروجيني … وبعض من عنصر لم يكن فمها جيداً في نطق مخارجه....قد يعطينا في المستقبل املاً في صنع مركبة تقاد بطاقة الشمس.... هكذا قال زوجها العالم…بهتت وانبهرت برد إحداهن.... ها حلفوا قالوا ليك... عزيزة حلفت باليميتها ويحيهيا... قالت شافت بعينها ود كلتوم البدرس في جامعة الخرتوم... جاب ليه شوية قزازات كدي وصباهن وفوووووووووو بقققق.... ما قلب ليك حلتم الوحيدة دهب يلمع كدي يلمع كدي كدي كدي يا يمة... وانت قايلة البيت الأشتروه ده من وين...غايتو ما شاء الللللللله الله ولدها يا يمة اريته ولدي
تباغتها بين الحين والآخر احلام الذهب ... وما ادراك ما الذهب... اخبرت ابي بقصة عزيزة وهي مبهورة بولد كلتوم...القدر يقلب الحلة دهب وهو ما زال في سنة تالتة بيطرة.... وانت الماقدرت تسوي زيه وانت رئيس قسم كبير… قالت جملتها الأخيرة بعينين مليئة حسرة
احسست بقرن ينتفخ في راسه وهو يحاول إقناعها أن لا علاقة بكلية البيطرة وقسم الفيزياء والكيمياء... ولا علاقة بلؤلؤ المحار وذاك (الهتش) الذي كانت ترتدي رقية…كان يشرح باخلاص أن تاريخ العلوم جميعها لم يفلح في تكوين الذهب كما لم يفلح احدهم في خلق النظفة.... لكنها امي.... امرأة سودانية عادية... كان يضيق بها أول عهدي باستيعاب الحديث.... كان يثور... اصبحت فيما بعد ابتسامته الهزلية رداً على كل ما تقول... وبعض من نظرة حسرة... وسوار ذهبي اتاه بها من ثمن (الصندوق) الكافحت هي لدخوله... وكافحنا نحن في دفع ثمنه اياماً كثيرة حلماً بخروف...او حتى في اسوأ تقدير...شوربة حمام...
امي امرأة طيبة... تثور احياناً نفسها ولا يستطع ابي لومها وهو يرى كلتوم وعلوية وآمنة ورقية وكلهن يتهادين بما ملكن.... هي ملكت زوجا ًرائعاً بعلمه... لكن علوية...ملكت زوجاً مغترباً لابنتها الجميلة طالبة المتوسط... اعني التي كانت طالبة متوسط... كلتوم لديها ابن هاجر لامريكا...يتحفهم كل حين وحين ببعض الأوراق الخضراء.... كانت أول مرة ارى فيها ورقة المئة دولار... كنت احاول جاهدة وهي تلوح بها في فخر ونصر أن اشتم رائحتها....قيل لي مرة أن رائحة المية دولار...تشبه رائحة حدائق ود النمير... أما آمنة... فابنتها (حنانة) .. وهي في طريقها لاحتراف الغناء...لديها كسرة رقبة تضاهي أو تكاد تزيد ابرع راقصة باليه روسية.... وضعها مريح...كلما ارسلتني امي لشحدة بعض من قطع الماجي أو شوية صلصة…أجد العديد من الأرجل الممتدة والأيادي....يذكرني بيتها دوماً بصورة (هلم بنا للثأر من التاريخ) ...
رقية ابنها سواق حافلة... لا يملكها وإن كان يستطيع شراؤها.... رايته يوماً مرتفعاً عالياً و(سيد الحافلة) يجره جراً واكف الجيران وسيد الدكان تحاول بسودانية حميمة أن (تحوشه) وأن تجعل مالك الحافلة يباركها وينهي الموضوع... لكنه كان منفعلاً…يصرخ ويزبد ويعدد المرات الكثيرة التي سرق فيها السواق البنزين...وزور في حق الاسبيرات وفاتورة الشكمان... وأنه كثيراً ما وجده متهادياً بالحافلة على شارع النيل مع إحداهن من بنات النهار...ضحكت والدتي في مرارة وافتت أن بنات النهار اصبحن اكثر من بنات الليل...
كثيراً ما طلبت منه والدته أن يشتري حافلة بدل هذه الفضائح المستمرة فيريحها؟؟؟ ضحك بجدية هازلة وأفتى أن سواق الحافلة يربح اكثر من مالكها…
فيما عدا نقاش تكوين الذهب المكرر بملل…لم اسمعها يوماً ساخطة على ابي... لم اشاهدها يوماً تقف امامه بدون (التوب)... سخطها كان حكاويها وحكاوي جاراتها... سخطها كان نظرتها المتطلعة لريحة صندل أو توب توتال أو خاتم بوبار!!! كثيراً ما ردد ابي …يا للؤم السخط الصامت…
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: sama7-au)
|
الفتاة القادمة من اللامرتجى صدقا بت قضيم
تراص الكلمات تحمل عبق رحلة الحروف كانت يوما من ارث ملوك عبقر
فنعود نلعج بأهزيج التناغم الابدى دفئا ورفقا
العزيزة
اسعد كثيرا لهذا السرد المدهش ةهو بعبر عن كل سودانى حقيقي
ولم استغرب ابدا اننا مازلنا نعانى الدهشة ويمنعنا الزهول
ومن هنا ارسل تحية كبيرة لوالديك المناضلين فى هذة الحياة
اطال الله عمرهم وانت
ولا بد يوجد داخلنا احساس ان اجمل الايام لم تاتى وقادمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: sama7-au)
|
بت قضيم وكل مظلوم في بلد لا عدل فيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظلم ظلمات يوم القيامة
يوم الحساب يوم يوضع الميزان
يوم يذهب الناس جميعاً في ساحة لا ظلم فيها
في ساحة لا تفيد فيها الجاه ولا السلطة ولا الواسطة
ولا الكوزنة وعربات الاندكروزر
إلا من أتى الله بقلب السليم
قرأت كلماتك عن والدك وسالت الدموع من أعيني وأنا بعتبر نفسي إنسان جافي نوعاً ما ولا عيناي تزرف الدموع إلا في القليل النادر من الحالات
تأثرت لأنني أستحضرت كثيراً من معارفي وقع ليهم نفس الظلم والغبن
أستاذ فاضل درسني في المرحلة الثانوية وكان مشهود له بالمرح وحب الحياة والتفاني
في مهنته
تدرج في سلك التعليم حتى أصبح مديراً لإحدى المدارس الثانوية
فجأة في هذا العهد البغيض جاءته رسالة مفادها أنه تم نقله لمدرسة ثانوية في شمال دارفور ونفذ النقل وتولى عمله في تلك المدرسة ولمدة عام كامل لم تصرف رواتبه بحجة أن الراتب لم يتم تحويله لتلك الولاية بعد
بعد أن أكمل العام وهو يقترض من زملائه وأقاربة ومن صاحب البقالة
ذهب في العطلة إلى مكاتب التعليم بالوزارة يستفسر عن راتبه الذي لم يحول مدة عام كاملة
وإذا بالمفاجأة تنتظره .... بكل برود قيل له يا أستاذ أنت محال للصلح العام منذ أكثر من عام أي من التاريخ الفلاني
ولم يكن صاحبنا بارد الأعصاب مثل والدكم ولا مطيعاً ينفذ ما يؤمر دون إحتجاج
لم يتحمل الصدمة فوقع جثة هامدة في مكانه
هذا نموذج من عشرات النماذج في بلادي
وعشرات الشهداء الحقيقين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن وكانت المكافأة الصالح الخاص
أقصد العام
صبرا يا وطن الأحزان ونتمثل دائماً لقول الشابي
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
الرائعة بت قضيم
التحية لوالد الشريف العفيف الذي ظل شمعة تحترق من أجل إنارة طريق الآخرين والتحية لكل من حمل لواء العلم بين جنباته ليهنأ الآخرون وهذه قضية غير مستغربة ولي أنا بالذات لأنني كنت أعمل في إحدى الجامعات السودانية العريقة والتي تركتها بعد أن حاربونا نحن مجموعة كنا ندعو للإصلاح ونشر قيم الفضيلة في المجتمع بدلاً من المحسوبية والرشاوى وفي أي مجال في مجال التعليم .... لا حولة ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
وأود في هذه السانحة أن أروي لكي هذه الرواية وهي أننا كنا مجموعة في الجامعة نعمل سويا وكان هناك دكتور في الجامعة مصاب بمرض في عينيه وكان هذا الدكتور يرتدي ما يقارب 4 نظارات ، واحدة للنظر ، والثانية للقراءة والثالثة للشمس ورابعة للظل يعني طول اليوم يلبس ويقلع في النظارات وكانت تربطنا علاقة بوزير التعليم العالي في ذلك الوقت البروفسور / إبراهيم أحمد عمر وذهبنا إليه وحملنا معنا جميع التقارير الطبية وطلبنا منه مساعدة هذا الدكتور / من أجل الذهاب للعلاج في بريطانيا وحكينا له حجم المعاناة التي كان يعانيها جراء ذلك المرض .
ولكي أن تتخيلي ماذا كان رد البروفسور العظيم : قال لنا بكل آسف هذا الرجل غير منظم وأنا لاأستطيع أن أفعل شيئاً وإذا عاوزين المساعدة خاطبوني رسميا عبر مدير الجامعة الذي كان صديق البروفسور ومن نفس الملة البائسة ورغم علمنا التام بأن مدير الجامعة لن يوافق على مخاطبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وذلك لنفس السبب وهو أن الدكتور غير منظم
انتهى
ولدى الكثير
الجعلي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
مساء الخير
اخي نمر
اخي قاسم
اخي الحفار
اخي الجعلي
الشكر لكم كثيراً...ولا املك على قصتك يا جعلي تعليق إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
اظننا في طريق سريع نحو هاوية الجهل... المصيبة ان النتيجة ستظهر لاحقاً او هي بدات في المثول...تمد لنا السنتها مؤكدة أنها حتماً يوماً آتية بقامة عاصفة
رحم الله بلادي واهلها
وإن شاء الله يا قاسم...أن اجمل الأيام لم يأتى بعد...رغم هذا الانتظار الطويل...احس يا نمر بأن اشرعتنا ضعيفة لكني أأمل كما هي وظيفة الانسان دائماً بأن اجمل الأيام لم يأتي بعد
كلماتكم كبيرة عليا...احببتها لا مجال للإنكار...لكنها ادهشتني بمقدار دهشتكم انتم...لكم نحن في حاجة للكلام يا حفار...شهاداتهم سلاحهم وحوافر بوتاتهم الضخمة وكثير من قسوة..ويبقى السؤال...لماذا؟؟؟ مال وسلطة تدفن حتماً يوماً في التراب؟؟؟ سبحان الله من سطوة السلطان والشيطان
يا سموحة
بلا شك انت فتاة نادرة
حفظك الله
احب ان انوه من جديد
انها قصة وليست مذكرات شخصية...فقط للأمانة رغم راحتي بأن تكون قصتي
كل الحب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
هناك الكثير من ضحايا الإنقاذ من أساتذة الجامعات اذكر منهم إثنين جمعتني بهم الدراسةوكان لهم الفضل في أن يكونوا غدوة لى وعبرة في مسيرتي التعليمية والعملية وهم
الأستاذ الدكتور يس أحمد عمر : استاذ القانون الدستوري والرجل معروف لكل من درس القانون في الداخل والخارج
والأستاذ الدكتور : سراج اللبني : أستاذ الفيزياء في جامعة الخرطوم سابقا طبعا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
لبيب...اخي... كأنما الزمن يصر على مد السنته الأخطبوطية نحونا... لبيب الذي سماه ابي بسم احدى ابطال المسلسلات العربية القديمة... ولد ذات يوماً كئيب...هكذا اذكر...هو اصغر مني ببضعة اعوام كنت قد بدأت وقتها التمييز بين اليوم الكئيب والآخر السعيد... تمخضته امي بعد عناء سهر طويل جعلني ارتاب في هذا القادم السئيل...لماذا الوجع والشمس عدوان لا يلتقيان؟؟؟... قال ابي انها ثلاثة اشياء لا تأتي إلا ليلاً... توجع بولادة...توجع بألم ضرس عنيد... وانتشاء ذاكرة الوجع...
كان يوماً كئيباً... تماماً كما يذكر في قصص الأطفال والسحرة... خريف بلادي يأبى أن يستجيب لدعائي المتواصل بإيقاف صوت الرعد... لم اكن اخاف شيئاً خوفي من الرعد العاتي والمطر...
وذاك الحائط المتهالك... بجانبه شجرة منجة تأبى إلا ان تنصاع لفقر الزمن... حتى شجر الفقراء عقيم... ذاك الحائط الذي ما تحمل يوماً صوت رعد او مطر... يتهالك ...مع اول برق يرعد في السماء يبدأ في التفشي... مرض غريب ينخر طوبه فيبدأ في الزوبان السريع... يخلف رائحة تشبه رائحة توب بولستر أمي القديم... كلما تهدم كلما اصبت براحة منبعها الخوف الدائم من ممارسة الحائط لراحته الأبدية فوق راسي... ثم بعد أن يهدأ الخريف... ويأتي بعده برد بلادي الجاف ...يعود ابي فيبني ذاك الحائط من جديد...فيتجدد خوفي مع بداية كل رعد ومطر...
ما علمت يوماً لماذا يبني ابي حائطاً لا يداري به شيئاُ... ولا يسند في تهالكه شيئاً... لا يأتينا إلا ببعض ظل حبيب... يحلو لابي يوم الجمعة من كل اسبوع أن يتناوم تحته بعد الصلاة.. لم احب هذا الحائط ولم ادرك يوماً لماذا كان قائماً هناك...
لبيب... اصر ابي على اسم لا يليق في نظر والدتي برجل سوداني تتخيله هي في شخص ابنها الحبيب القادم... فبطل الرواية الأصلية كما عرضها التلفزيون...كان ناعماً...وسيماً بل جميلاً... رغم كل مواقف الشجاعة التي حاول المخرج والممثلون من حواليه أن يصبغوها فيه....ظل هناك شئ ناعم يطل من وجه هذا البطل... ربما حواف حواجبه...ربما اهتزاز اطراف فمه في الابتسام...ربما تناقض يديه وسيفه المغوار
ابي احب اسم لبيب....أمنى نفسه بذات الرجل الذي تخيلته والدتي...بإضافة صفة ذكاء متقد يورثه له... لبيب عند ابي بعض من حلم ضائع...امل واندفاع شاب كان يظن أنه بالعلم سيرتقى الدرجات... فأيقن مع الحياة...أن علم هذا الزمان .. لا يرقى حتى بضع عتبات..
أتى لبيب كما يأتى جميع الأطفال في عناء... رغم أن والدتي أكدت فيما بعد أنها لم تكن تشعر بتلك الآلام التي تشعر بها عادة كل النساء... رأيت نضوب وجهها... تكور يديها التي خلت أنها لن تقوى يوماً على فتحها من جديد...لمست آثار أصابعها المنطبعة على راحة يدها من شدة الضغط... ترهل بطنها... صدرها المنتفخ... هالات سوداء اعمق من لون شعرها الضارب في القسوة الممتلئ عرقاً...رغم ذلك...كانت تصر على أنها ابداً ما توجعت كما تتوجع عادة النساء.
لبيب بعض من شيطان... كان مثله مثل جميع المواليد... صغير طري هش يثير النفس ببضع تقزز وبضع حنان وبضع دهشة وبضع خيال وبضع شماتة في هذا الكائن الذي لم يدرك بعد سر الحياة.... لم يعذب... لم يعش حياة الطوفان... يضحك بجهل... لا يدرك بعد أن الضحك في وقت لاحق سيكون أضغاث احلام....مولود يهدئ فينا احساس الفجأة التي تتملكنا من خبرة الحياة وجنوحها نحو دهاليز الظلام...
لبيب...طفل متخلف... هكذا بوهت ابي وضحك الزمان... قالوا أنه مصاب بمرض من سخرية القدر أن لا يصاب به إلا طفل بين كل عشرة الآلاف الأطفال... مصاب بمرض يسمى التوحد... ضحك ابي كثيراً في تقارير الأطباء ... ثم أفتى بأن طفله فعلا لبيب... به بعض من اوصاف نبوة... حيث اصيب بمرض يصاب به كل انسان بعد حين من الزمان...
جنت امي... جنت ... امي امرأة عادية... علمت بعد سنة بعد تسعة شهور من التوقع والصبر والاحتمال انها رزقت بعاهة تعتقد أنها لا تستحقها.. فهي امرأة عفيفة...صلاية... تراعي الله ... تبجل زوجها... صعب عليها ادراك أن معظم ما يعطينا الزمان... في الغالب لا نستحقه... لم اشاهد مثلاً وزيراً يستحق الوزارة... ولا فقيراً يستحق الفقر... ولا مرفوداً يستحق الرفد...ولا شعباً يستحق الموات...هكذا هي الحياة...ميزانها مختل... قوانينها صعبة الإدارك... حكمها نافذ ... ظالم في معظم الأحوال...
نساء الحي شمتنها... كن يأتين جماعات لزيادة حسرتها...خبأت الأمر اول الأمر... لكن ريالات اخي الكثيرة... هيجانه اللا متوقع ... ضربه ليديه في الهواء... ابتسامته البلهاء...نظراته الغبية...تهدل أطراف فمه...كل تصرفاته كانت تدل على أنه حتماً يشاهد الشيطان... ولا يشاهد شيطان إلا كل مختل لبيب...
كان يسكن حيناً طويلاً... تهلع معه امي فلا تلبث أن تهزه لتتأكد أن تيار الهواء ما زال قادراً على النفاذ إلى رئتيه الصغيرتين... ثم فجأة بدون سابق انذار كان يثور... يصرخ ويرعد ويضرب كائن مجهول هو حتماً الشيطان... تماماً كما أفتى الشيخ الجليل... قرأ القرآن ثم قال... أنه الصرع... أنه موسوس... لا بد أنك يا امرأة حملتي ماءاً ساخناً ذات يوم ثم (كشحتيه) وقت الصلاة...فمات شيطان من (الكشحة)... وأن الشياطين تنتقم منك الآن...
شيخ آخر قال انه بعض من نبي... أخذ الكثير من لعابه وتمسح به تبركاً...ففي أخي كما قال بعض من نور الله...
أحدهم أفتى أنه السحر... أن سكينة التي كانت تحلم قبل أكثر من خمسة عشر عاماً بزوجك رجلاً لها...كتبت لك سحراً نافذاً... ظهر تأثيره الآن في هذا الطفل الشيطان...
لكن كل البخرات والوصفات لم تنجح في علاج أخي من حالة التوهان التي كان يعيشها...
كنت اخاله كدرويش... ينتابني الضحك الشديد وانا ارى سيدات الحي ايام الأعياد والوقفة يتمسحن به تبركاً... إحداهن طلبت السماح لأمي بان تهتم بحمامه اليومي... رفضت امي بشدة وسرعان ما انتابها الشعور بالصلاح... اخذت سبحة في يدها وكانت في كثير من الأوقات تمارس بها عداد الاقتصاد اليومي الذي كانت بارعه فيه بدلاً من ذكر الله... بها نوع من العبقرية تستخدمها في مجاراة الحياة وراتب زوجها الضئيل...
لبيب... طفل مرزق... استعملته ايام طفولتي ومراهقتي كثيراً( كنقاطة)... اذهب به للدكان ولمحل الحلويات والف به بيوت الجيران... وانهي طوافي ببيت حاجة عيشة بياعة الدندرمة... كنت ارجع به للمنزل وفي يدي ثروه... احصيها فاجد كثير من حلوى واصابع كفتة ومحاشي وبعض وريقات كثيفة الألوان من نقود بلادي الباهتة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
مساء الخير
اخي ايهاب...سلمت يا هذا
اخي الحفار
وغيرهم الكثيرين...كما تفضل وذكر حبيب بلدو... المشكلة لا تكمن فقظ في عدد النفوس التي تتشرد بضياع عملها الذي اساساً لا يسمن ولا يغني من جوع...المشكلة في الجيل الذي لن يجد من يعلمه المثل والقيم التي هي أهم من العلم نفسه...فالقلم ما بزيل بلم
اخي حبيب بلدو
سلمت لهذه الشفافية النبيلة...ولا تحزن على استاذك الجليل...هو لم يمت...هم من يموتون...وفي انتظار الشمس...عسى أن لا يصيبنا الضجر واليأس
ومن جديد...لاادرك هل يجب أن انوه انه ليس والدي شخصياً وانها مجرد قصة أم اسكت استحلاءً أن يكون؟؟؟
كل الحب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
لم تكن المرة الاولى بالطبع التي تصطحبني فيها والدتي للفكي...لم تكن امي إمراة سوء شرانية...كانت كثيرة الصلاة والصيام…ثم أنها ليست جاهلة…لكنه التمسح ببعض أمل…حلم المصباح السحري لتحقيق الأماني ومواجهة الحياة……
ترددنا كثيراً من قبل بطبيعة الحال على كثير من (الفقرا) لمعالجة وضع أخي الصحي...حيث اكد جميع أطباء السودان حالة أبي الاقتصادية الميئوس منها...
غريبة امي؟؟؟ لماذا تناكف وتعافر وتصر على أخذ اخي من العالم الساحر الخيالي الذي يعيش فيه؟؟؟ لماذا تريد اكساب اخي بعض العقل الذي لا بد يوماً يرديه كائناًً عاجزاً جميع خلاياه عيون وانوف واذرع وحلم؟؟؟ لماذا تريد رسم عينا ابي في وجه هذا الصغير؟؟؟
كثيراُ ما ضحكت بفخر وسذاجة طفلة مع اطفال الجيران…بان علاج أخي يتكلف أكثر من ثمن كل بيوت المنطقة التي نقطنها…كان هذا اكبر شئ نملكه استطيع المفاخرة به…لا تفسير آخر لإحساسي بهذا الفخر الكبير….... ارفع بيداي عالياً .. ترتفع حواجبي وأطراف اصابعي...ارسم دائرة كبيرة مفرغة...احاول بها احتواء اكبر قدر من الهواء...مشيرة للمنازل الطيبنة من حولي... ارى بعينا طفلة كثير من الهواء في شخص الفراغ...كان الأطفال يتجاوبون معي دوماً بالسؤال...اكتر من تمن بيت ناس سكينة...اصر بأن ... اكتر...وبيت ناس على سيد البقالة؟؟؟اكتر…وبيت ناس مصطفى؟؟؟ اكتر... وثمن ضمير أبي؟؟؟
كثيراً ما تساءلت...هل ثمن علاج اخي...اكثر فعلاً من ثمن ضمير وعفة والدي؟؟؟
الفقر العاجز؟؟ قوة شد الحب وجذب الايمان؟؟ مصطلحات لا تفارق ابي… كم هو صعب ايمان ابي وقوي.
يا لطيف...حبيبات السبحة تمارس العدو التنازلي...محدثة صوتاً لطيفاً متناسق الرتم... لا يشوهه إلا صوت الفكي النشاذ وهو يصرخ بين الحين والآخر... يا حي... تك تك تك تك تك ... يا لطيف.... تك تك تك تك تك تك...يا قيوم... لا ادري سر هذا الصراخ المصطنع...قيل لنا في المدرسة قديماً...أن لا مواصفات لله جل وعلا... انه اقرب منا لحبل الوريد... إن همسنا أو ارتبنا...إن كرهنا أو احببنا... إن عجزنا أو قدرنا.. لما إذن يصرخ الشيخ الكبير؟؟؟
هدف امي هذه المرة لا يشمل علاج اخي فقط...امي تهدف لعلاج كل الأسرة
يا مرة استهدي بالله... .. دايرة تكتبي الحكومة؟؟؟
اسقط في يد الشيخ الفكي...كيف يعترف لهذه المؤمنة بكراماته حد اليقين بانه عاجز عن أن (يكتب) الحكومة؟؟؟
رغم ذلك ضحك الشيخ...لم تستطع حالة الإنعزال الإلهي التي اراد إيهامنا بها أن تمنعه من الضحك في تفكير هذه المرأة الساذجة... ابتسمت معه وقالت...إنجدنا إن شاء الله...وسرعان ما ضحكت أنا كما ضحك هو حتى ادمعت عيناه...بدا جميلاً وهو يضحك... اندهشت لتلك النظرة الكئيبة المخيفة التي كانت منذ قليل والتي تصطبغ بها وجوه كل شيوخ بلادي الصالحين... إن احدهم إذن يدرك معناً للضحك... لديه اسنان كالتي نملك... يهتز جسده كما نفعل نحن...يتحشرج الصوت في حلقه كما يحدث عند إنفعالنا بالضحك... لماذا إذن يجيد تركيب هذا الوجه المرعب المخيف؟؟؟
استغفر الله العظيم... يا لطيف... هاهو ذا يرتدى ذاك الوجه المسخ القبيح... ربما رهبة الإيمان تنافي رحمة الوجه الضحوك...
راجلك اسمه منو؟؟؟ عبد الرحمن… اجابت امي بأمل كبير… امه اسمها منو… رددت انا (انقر؟؟؟)
صوتي تردد في داخلي فقط... انا اخاف (الفكي) رغم اقتناعي التام بعدم جدواه...ككثير من الأشياء في بلادي التي لا جدوى لها لكنها صورة لا تتجزأ منا...مستشفيات بلادي...شوارع بلادي...جوازات بلادي...رياضات بلادي...فقراء بلادي.....شماسة بلادي...تلفزيون بلادي...اتفاقيات بلادي...مؤتمرات بلادي...كهرباء بلادي...نيل بلادي...مصالح بلادي...حكومات بلادي...فقرة بلادي...والقائمة تطول...هي اشياء لا فائدة ترتجي منها...لكنها جزء منا وفينا تكمل صورة الشعب والدولة والأرض والعناء...
رغم ذلك اخافهم وأأنفهم تماماً كما أأنف من الشماسة...كما ارتعب من العساكر...لا فائدة ترتجى منهم نعم...لكن الشر من ورائهم زاحف ...تصر امي انهم أولياء الله... وسرهم نافذ... جبروتهم شيطاني... يملكون سر الحياة...ماضيها...حاضرها...ومستقبلها... هكذا تظن والدتي... وثلاثة أرباع شعب بلادي..
لا ترتضي فيهم كلاماً... ولا يرتضي عقلها وعقل جاراتها البسيط الاعتراف بأن هؤلاء الصالحون...لم تقدم ولم تؤخر شفاعتهم لله حالة اخي قيد أنملة... لم تعيد زوج علوية الشارد وراء ستات الشاي… ولم تنجح في معالجة علي سيجارة…ربما ليس بساطة عقلهن والتفكير هي السبب... في الأغلب هو الامل قليل الحيلة...
دايرة تكتبي منو في الحكومة؟؟؟
ما دايرة اكتب زول معين…دايرة راجلي يرجع شغله…
مالو… عمل شنو؟؟؟
ولا حاجة يا شيخنا…لكن حكم الزمن…
بشتغل شنو؟؟؟
استاذ في الجامعة…
ما شاء الله…راتبه كم؟؟؟
200 الف جنيه..
ودايراهو يرجع..اخير زاتو ما يرجع..
انقلب الفكي فجأة لشخص طبيعي يمارس الضحك والتلهي …والوجع…عاجز تماماً كعجز امي وابي…ربما اكثر… لكن والدتي ما تنازلت شبراً عن هدفها النبيل…انه الشيخ القشة التي يتمسك بها الغريق… لم يردها الشيخ بخفي حنين … إذ تمتم الشيخ ببضع تعويذات غريبة..واعطاها حفنة اوراق حذرها إن فتحتها أن تصيبها لعنة...و سائل لزج تشتم فيه رائحة زيت سمسم قوية… ونظرات عطوفة مهمومة… وحسرة كبيرة مؤلمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
الاخت بيت قضيم
تحيه طيبه
ان عند الله تجتمع الخصوم
للك والى جميع الاباء الذين احلوه للصالح الــــــــعام
نفق احترام ومليون ســــــــلام
ودعقاب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: قصة دكتور جامعة (Re: ود عقاب)
|
:اختي بت قضيم اليك نقول
ما ضل غير أبان دقون
الفي الضلالي معشعشي
فقرا تغش في الله
تخش بيتو وتسرقو ورا العشي
الناس تشوف ومدعمشي
حاكمانا في شنو وفي شان شنو
حيكومه ما خابرالنا شئ
ابونور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تســـــاوم ولو منحوك الذهب
اتري حين افقأ عينيك وأثبت مكانهما جوهرتين
هل تري؟
هذه اشياء لا تشتري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
أخواني
ابو الزفت
ود عقاب
ابونور
كل التحية وشكراً لكلمات التشجيع والدخول لهنا والقراءة
ويا ابو الزفت تسلم لرفع البوست وتسلم اكثر على التعليق الطيب
ياجماعة دي ما قصتي والله قاطعاها من راسي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
أختي بت قضيم..يسلم رأسك
سردك للقصص القصيره جميل ارجو ان يكون نفسك طويل حد الروايه لاني ابشرك بمستقبل مشرق..فقط اخرجي من هذا القالب حتي لا تتكرري واطلقي لخيالك العنان
..ويديك العافيه
ابونورِ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
It's really the first time for me to know that Mamon 7emeda is not an honest man and he is a koz,that's why he brought Asalah to sing in his daughter's wedding, the singer who said earlier that if she knew that Sudanese listen to her she wouldn't have sang from the begining,almohem,i'm sure that you all now the luxury of his daughter's wedding which was simmilar to a wedding of a princess not a daughter of a college founder.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
مساء الخير
اخي ابو نور
ويسلم كلك ان شاء الله
اشكرك جدا على الكلام المشجع شديد
وانا خايفة انك تفتكر اني فاكاها في روحي ومصدقة روحي شديد
لكني حاولت اكتب 3 روايات،،، وكل ما ابدا اكتب عن واحدة
يفاجئني سؤال
لما الناس ما تقدر تتخيل ان في واحدة بتتخيل وليس انها بتكتب عن ذكرياتها الشخصية وشجونها؟؟؟
شكراً لتفهمك الوضع وسلمت لكل ذوقك
ميمي
تحياتي الطيبة
هو كان مامون حميدة واللا صاحب (كمبيوتر مان)؟؟؟
حيث اني سمعت انه هو اب صاحبة الفرح الخرافي
وعموما لو كان قروشو هو حر يطيرها إن شاء الله
اريتو لو بس اداني كمن مليون أخير من اصالة
لو في اي توضيحات أخرى عن الموضوع ارجو كتابةتفاصيلها
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصة دكتور جامعة (Re: بت قضيم)
|
سلام للجميع
ابو بت قضيم اب حقيقي وخيالي ؛ حيث ليس هو اباها البيولوجي ؛ ولكنه يمكن ان يكون ابا لكل منا؛ وبذلك يمكن ان يكون اباها
كذلك اسمها؛ بت قضيم ؛ هو حقيقي وخيالي؛ فهو خيالي لانو ما لايق مع فستانا الاحمر ؛ وهو حقيقي لاننا لانعرف لها اسما غيره
بت قضيم
التحية ل"ابيك" ؛والذى هو قطعا اب لاشخاص حقيقين ؛ والذي هو حقيقي؛رغم خيالية القصة ؛بدلالة الواقع ؛ وبدلالة الانفعال بالسرد-القصة من قبل القراء
التحية لابداعك
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بت قضيم
bitalneel
رقم صفر
قرشـــو
sama7-au
Tumadir
Abomihyar
khal fatma
ايهاب
Habib_bldo
أبوالزفت
Abdel Aati
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست