المرنيسي..هذه المرأة تدهشني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2002, 10:58 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرنيسي..هذه المرأة تدهشني

    كعادته كان يهديني كتابا يختار الصفحة الأخيرة يرسم مشاعره بحروف أنيقة ...إلى أن وصلني كتاب من القطع الصغير بعنوان "الحريم السياسي""كتب على صفحته الأخيرة ... عبارة "وهاهي إمرأة أخرى تدهشني" فقرأتهاوقرأت ذلك الكتاب وقرأته وقرأته ومازلت أقرأ هذه المرأة بنفس الدهشة ...وأدعوكم لقراءتها
    ============================================================

    نساء على أجنحة الحلم وتشريح العالم المغلق
    .
    ويبدو لنا أن هذا التوضيح يزيد الأمور التباسا اكثر مما يجليها، لأن النص يتخطّى التبسيط الذي تؤكده تلك الفقرة. في الواقع ان كتاب "نساء على اجنحة الحلم"يمثل احدى اكثر الرؤى عمقا وتشريحا للعالم المغلق الذي تعيش فيه المرأة العربية،قصدتُ بالعالم المغلق ذلك الكيان المقصى والمهمّش الذي دارت حوله نصوص ادبية رغبوية شغلت باثارة الشهوات الحبيسة،لكنها اخفقت في تمثيل التراتب الثقافي فيه، ولم تجروء على الدخول في تفاصيله النفسية،وفي كشف نمط العلاقات السائدة فيه،وفي تأشير العلاقة المتكسّرة بينه وبين العالم الخارجي الذي يحتل الرجل المركز الأساسي فيه.وبالطبع لايمكن لكتاب توثيقي ان يؤدي هذه المهمة، فعالم الحريم مجاز رمزي كثيف لايعبّر عنه بلغة وصفية،كونه قد غادر بفعل الزمن حقيقته الموضوعية واصبح موضوعا مشبعا بتقاطع الرؤى الأيدلوجية المتنازعة التي تصدر عن منظورين ثقافيين متعارضين: احدهمامشغول بالحفاظ على الهوية الثقافية بمعناها التقليدي،والآخر مسكون بهاجس التغيير. الأول يريد تغييرا في الدرجة لعالم الحريم،والثاني يريد تغييرا في النوع،الأول يريد اعادة صياغة لذلك العالم بما يطابق التهميش الثابت لدور المرأة،والثاني يسعى الى الغاء هذا المفهوم من اساسه.والمشكلة تتفجّر بعد كل هذا،فالتيار الأول يريد تكييف دور المرأة بما يوافق تعليمات "الماضي"والثاني يريد اعادة دمج المرأة في الوسط الإجتماعي استجابة لتعليمات "الآخر".وبالنسبة للتيارين فالمقصود بذلك التعليمات الثقافية التي تفرض حضورها بالتعلّم والمعايشة والإدعاء المزدوج لكل من الحفاظ على التقاليد والإندراج بعالم التحديث.والمثير بكل ماتتضمنه هذه الكلمة من معنى ان كل هذه الرؤى والمواقف تتقاطع في وعي الطفلة الصغيرة"فاطمة". والحق فان النص يفجّر مشكلات اعمق، فالطفلة التي تحبو في عالم الحريم منقسمة على ذاتها بين الأستجابة لرغبات الأم الحالمة بان تكون ابنتها منفكّة من قيود الحريم،ومتخطّية لأسواره وبين الإمتثال لروادع "لللاالطام" التي تتعهد دروس التربية الدينية،وتزرع في قلب الطفلة فكرة مؤداها: ان كل خرق لسياج الحريم انما هو خرق لسياج الدين.لكن النص يثير الى ذلك مشكلة اجرائية،فمن الواضح ان "فاطمة المرنيسي"تسقط وعيها اللاحق بوصفها احدى العاملات في مجال قضايا المرأة على طفولتها المبكرة، لتجعل من تلك الطفولة مجالا لمناقشة هذا الموضوع البالغ الأهمية،لكنها تصرّح في الكتاب بان تلك الطفولة مختلفة عمّا ارتسم في صفحاته"لو حاولت ان احكي لكم طفولتي لما استطعتم إتمام الفقرتين الأوليين لأن طفولتي كانت مملة الى حد كبير-25" ولايمكن تخطّي كل هذا الاّ اذا تحررت القراءة النقدية من شرط المطابقة بين " فاطمة المرنيسي"و"فاطمة" الشخصية الرئيسة في الكتاب، وهو تحرر يهدف الى مطابقة من نوع آخر،ففاطمة الصغيرة طفلة الحريم انما هي قناع لفاطمة المرنيسي التي تنوء بوعي ناقد يشرّح الإكراهات التي شوهت وضعيّة المرأة في الثقافة العربية- الإسلامية قديما وحديثا. وقضية الإكراهات التي تعرّضت لها المرأة موضوع يشكّل مركز الجهد الفكـــري الذي انتجته "فاطمة المرنيسي" وشغلها مدة طويلة. ففي كتابها المثير فكرياً ( الخوف من الحداثة : الاسلام والديمقراطية ) طوّرت حفرياتها في الجانب المغيّب من وعي الثقافة العربية، وهو؛ المرأة بوصفها كائناً وفاعلاً اجتماعياً. وفتحت كوّة الى العالم الذي جرى تناسيه، وطُمر في طيّات معقّدة من الاحتيال على الذات، طيّات متكسّرة تعفّنت زواياها بسبب العتمة الدائمة، حيث لاحضور للزمن، وسعيٌ متقصّد للنسيان الذي يأخذ شكل الإختزال والاستبعاد








                  

08-14-2002, 11:03 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)

    منع كتب
    منعت سلطات الرقابة عددا من الروايات والكتب من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بينها ثلاث روايات للكاتب المغربي محمد شكري وكتابان للمؤلفة المغربية فاطمة المرنيسي.

    وأكد مدير دار الساقي اللندنية أن رقابة المعرض منعت روايات "الخبز الحافي" و"الشطار" و"الخيمة" للمؤلف المغربي محمد شكري. كما منعت رواية المؤلف المصري يحيى إبراهيم "حكايات مجنونة". وقد منع تدريس رواية "الخبز الحافي" في مادة الأدب العربي بالجامعة الأميركية إثر احتجاجات طلابية عليها لأنها تخرج عن تقاليد المجتمعات العربية حسب رأي الطلبة.

    ومنع كتابا "الخوف من الحداثة" الصادر عن دار الجندي السورية, و"هل أنتم محصنون ضد الحريم" الصادر عن المركز الثقافي العربي الأردني للكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي. وطال المنع الكاتبة المصرية نوال السعداوي, إذ منع كتاباها "الحب في زمن النفط" و"سقوط الإمام" الصادران عن دار الساقي. وإلى جانب هذه الكتب منع أحدث كتب الباحث السوري فراس سواح "الرحمن والشيطان: الثورية والكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية"

    بعض إصداراتها

    http://www.neelwafurat.com/abookstore/locate.asp?ddmsea...try=فاطمة%20المرنيسي.

    (عدل بواسطة أبنوسة on 08-14-2002, 11:06 PM)

                  

08-15-2002, 11:41 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)

    حيث أنني بصدد إستعراض قراءة خطاب المرنيسي حسب عنوان البوست ولقناعتي بأن الفرق كبير جدا بين فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي فقد حذفت من المقال أدانه قراءة الكاتب لخطاب نوال السعداوي....فعذرا للجميع
    =========
    الخطاب النسوي المعاصر
    قراءة في خطاب نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي

    تركي الربيعو (كاتب من سوريا)


    1- قراءة في خطاب نوال السعداوي
    بعد إن إستعرض الكاتب قراءته لخطاب نوال السعداوي خلص إلى أن":"

    . فإن السعداوي ومن وجهة نظري لا تفلح في قراءة المرجعية الثقافة بالرغم من إصرارها على أن قضية المرأة في النهاية قضية سياسية ؟ ومن هنا أهمية عمل المرنيسي ؟

    2- قراءة في خطاب فاطمة المرنيسي الحريمي والقدسي والسياسي

    في رأيي أن خطاب السعداوي هو خطاب لا تاريخي، إنه يبحث عما يبرره في حقل البيولوجيا وطب الجنسانية وهو بذلك يمارس هروبا الى الامام عندما يتجاهل الارث التراثي الكبير ليبحث عن الحل في مكان آخر. من هنا تأكيدنا على أن خطاب المرنيسي يمنة قطيعة ابستمولوجية مع خطاب السعداوي. إن الموضوع واحد عند الاثنتين، فالمرنيسي والسعداوي هاجسهما الوحيد هو تحرير المرأة. لكن ما يميز المرنيسي هو تأويلها للمقروء التراثي، التأويل الذي يجعله معاصرا لنفسه ومعاصرا لنا في آن. وهي تتقدم في هذا المجال الوعر خطوات كبيرة إن لم نقل مفارز، وهي بذلك تدير ظهرها لـ "بيولوجيا التناسل " التي تعيرها السعداوي اهتماما كبيرا. المرنيسي على وعي تام بأن الجنس في حالة تبعية تاريخية للجنسانية (الجنسانية في مصطلح فوكو هي الصياغة العلموية للجنس وما يكتنفها من جاهز يات المعرفة والسلطة) ولذلك فهي تتجه مباشرة الى حقل السلطة / المعرفة علها تقرأ ما لم يقرأ بعد وهذا ما تفعله. وفي تعاملها مع النص التراثي كشبكة من علاقات معرفية وسلطوية بأن تقوم بإخضاع النص التراثي لعملية تشريحية دقيقة وعميقة تحوله بالفعل الى موضوع للذات، الى مادة للقراءة. انها تستخلص معنى النص من ذات النص نفسه أي من خلال العلاقات القائمة بين أجزائه وهي توظف ل هذا المجال دون أن تصرح بتلك المكتسبات المنهجية التي وفرتها الثورة في مجال.العلوم الانسانية فهي تمزج المعالجة البنيوية والتحليل التاريخي للنص التراثي. دون أن تغفل عما يسميه الجابري بالطرح الايديولوجي والذي بدونه يظل التحليل التاريخي ناقصا وصوريا مجردا. إذ أن الكشف عن المضمون الايديولوجي لفكر ما هو الوسيلة الوحيدة لجعله فعلا معاصرا لنفسه مرتبطا بعالمه (الجابري، نحن والتراث ص24).
    مع بداية عقد الثمانينات من هذا القرن، صدرت الترجمة العربية عن دار الحداثة في بيروت لكتابها الموسوم بـ"السلوك الجنسي في مجتمع رأسمالي تبعي" في هذا الكتاب كانت المرنيسي مشغولة تماما بالدور التخريبي الذي يلعبه النظام الرأسمالي في الأطراف لنقل في مجتمعات رأسمالية تابعة كحالة المغرب العربي. كان الكتاب وبمقدار ما يبحث في قضية المرأة واستغلالها في الأطراف الا أنه كان بمثابة بيان عن التخلف التاريخي والانحطاط لبورجوازيات الأطراف والذي هو بمثابة نتيجة. وكان هذا يعني أيضا الاندفاع الى حقل الأدبيات الثوروية والدفاع عن تحرر مجرد للمرأة. وسر عان ما اكتشفت المرنيسي أن وضع المرأة العربية مشدود الى ربقة السلف التراثي وأنها مربوطة في عجلة المقدس. وكان الأمر يقتضي البحث لسنين عديدة في حقل مسيج بالألغام كما صرحت بذلك ويقتني الصبر والاعداد المنهجي وقبلت المرنيسي التحدي ومع نهاية عقد الثمانينات صدرت النسخة الأولى من "الحريم السياسي " وتتابعت الكتب فصدر في عام 1994 كتابها الموسوم بـ "السلطات المنسيات: نساء رئيسات دولة في الاسلام " وكذلك كتابها "الخوف من الحداثة: الاسلام والديمقراطية - 1992)".
    في هذه المقالة سوف أقف عند كتابها الموسوم _ "الحريم السياسي،، والذي يحمل عنوانا فرعيا دالا "النبي والنساء" ثم انتقل بعد ذلك جيئة وذهابا في مجموع نتاجاتها اللاحقة. وقد جاء اختياري لهذا الكتاب لعدة أسباب الأول أنه يسير في الحقل المسيج من الألغام والثاني كونه يؤسس لمنهج جديد في التعامل مع التراث وثالثها لأن موضوعه يقتني الحذر والدقة واستقلالا للموضوع عن الذات لنقل عن ذات محكومة بهاجس البحث عن الحقيقة في ركام ورفوف الكتب الصفراء.
    كأن عنوان الكتاب يشي بالجمع بين المتضادات، بين الحرام والسياسة، لنقل بين المقدس والسياسي، ففي جميع الأدبيات الا ناسية (الانثربولوجية) نجد أن ما هو حرام (تابو) بمثابة إحالة الى ما هو مقدس. لا بل أن الكتاب يعلن صراحة أن إشكالية تحرير المرأة هي في النهاية إشكالية سياسية. إذ أن دونية المرأة لا تمت الى حقيقة الاسلام كنص بل الى الاسلام السياسي التاريخي والذي هو عبارة عن تراكمات لمعارف وخبرات إسلامية وغير إسلامية تمتد الى العصر الجاهلي وصولا الى عصرنا الحاضر.
    مقدمة الكتاب تفصح عن الأسئلة المنهجية التي توجه مسار البحث والمضمرة في ثنايا الدراسة. فما هو الأثر الذي يجب اقتفاؤه من أجل فهم أفضل للنصوص الدينية التي يعرفها الجميع، والتي لم يسبر أغوارها أحد باستثناء سلطات هذا المجال: الملا والامام ؟ والى أي مدى يمكن أن نعتسف ونتعسف في تأويل النصوص المقدسة ؟ والى أي مدى نستطيع أن نقرأ بكل بساطة نصا يلتقي فيه السياسي بالمقدس فيذوبان ويختلطان الى درجة يصعب معها تمييزهما؟ وأخيرا هل البحث في المؤلفات الدينية بمجلداتها العديدة الذي يصل الى حد الارباك أمر يسير؟
    التساؤلات السابقة التي توجه مسار البحث تفني من جهة أخرى الى الكيفية التي تتعامل فيها

    المرنيسي مع النص المقدس.

    الثابت البنيوي في خطاب المرنيسي هو أن الاسلام ظل ثورة شاملة بالنسبة للتقاليد الدينية اليهودية - المسيحية وعلاقتها بالمرأة. وأنه منكر ثورة في العلاقات النسوية (الحريم السياسي ص 99)، بل أن المرنيسي وعلى طول صفحات كتابها الموجه أصلا الى قراء فرنسيين لا تمل في الثناء على أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى تعامله الانساني والنادر في التاريخ مع المرأة. إن المرنيسي تقبل التحدي وتسافر في الزمن، ليس لأن الحج الى مكة فرض _ على حد تعبيرها _ وانما لأن تحليل الماضي من منظور لا يرده أسطورة أو ملاذا، يصبح أمرا ضروريا وحيويا. وفي سفرها عبر الزمن تقف عند محطات هامة عند أحاديث معادية للمرأة رواها بعض صحبة رسول آلله صلى الله عليه وسلم وعند الحجاب حيث تمارس تحليلا لغويا وتاريخيا لهذه الظاهرة الدينية، وعند مصالح الرجال وأهوائهم ونزعاتهم التي مسها الاسلام عندما طالب بمساواة المرأة بالرجل وكان هذا يعني مسا بامتيازات الرجال تجاه النساء كما جسده التنظيم الجديد للارث الذي جاء به الاسلام فمنطق المصلحة أو لنقل مع الجابري منطق الغنيمة كان يتطلب من الرجال أن يعملوا على خنق البعد الاسلامي في المساواة.

    لمزيد من التوضيح فإن المرنيسي في بحثها عن أحاديث معاوية للنساء تقف عند الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبوبكرة والذي جاء فيه أن رسول الله (ص) قال "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " والحديث من الأحاديث الصحيحة التي اعتمدها البخاري، صاحب الأرضية العلمية في تسجيل الأحاديث الصحيحة والذي لم يكن ليسجل حديثا قبل أن يتحقق بدقة من سلسلة الاسناد وقبل أن يصلي ركعتين والذي يمثل في نظر المرنيسي منهجا أين منه منهج الانثربولوجيين المعاصريين ؟

    تقول المرنيسي بما أنني امرأة مسلمة فلا شيء إذن يمنعني من القيام ببحث مزدوج: تاريخي ومنهجي حول الحديث ومن رواه ولاسيما حول الظروف التي استعمل فيها لأول مرة. فمن روى هذا الحديث ؟ وأين ومتى ولمن، ولماذا؟ (الحريم السياسي، ص 65).

    وفي إطار بحثها المزدوج هذا تعتمد المرنيسي منهج البحث من داخل الغابة المنهج الذي أسسه الجابري منذ سنوات في تحليله لأزمة الخطاب العربي المعاصر والذي يحظى باحترام المرنيسي. أقول في هذا الاطار تقوم المرنيسي بقراءة صحيح البخاري وفتح الباري في شرح صحيح الامام البخاري لابن حجر العسقلاني وتاريخ الطبري بهدف التعرف على شخصية راوي الحديث أي الصحابي أبوبكرة ومجموعة أخرى من أهم الكتب. وفي إطار هذه القراءة تتساءل المرنيسي لماذا استجر الصحابي أبوبكرة رضي الله عنه ليستدعي ذكرياته ويبذل جهدا عجيبا كي يتذكر كلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نطقها قبلا منذ 25 سنة خلت ؟ والتحليل الأول من وجهة نظر المرنيسي بعد قيامها باستقصاءات عديدة هو أن الصحابي الذي جلده الخليفة العادل عمر بن الخطاب على قذفه المغيرة بن شعبة كان قد تذكر هذا الحديث أو حديثه وعلى حد تعبير المرنيسي (ص 71) بعد موقعة الجمل، الموقعة التي أعدمت فيها أم المؤمنين عائشة سياسيا بعد أن صرع ثلاثة عشر الف رجل من أنصارها في ساحة المعركة. هكذا يرتبط المقدس بالسياسي ويكون شاهدا على تاريخ نحن بأمس الحاجة الى إعادة قراءته على طريقة المرنيسي ومن جديد.

    لا يخفى على القاريء أن خطابي هذا مضمر بالاعجاب بما تكتبا المرنيسي بالرغم من أن هذا يمثل تجاوزا للنظرة الموضوعية والأكاديمية الباردة بأنه، لابد أني أشاركها خوفها المبثوث في ثنايا كتابها الموسوم -"الخوف من الحداثة " فالعناوين الرئيسية لفصوله تثير حالة من الرعب، إنه الخوف من المجهول بالرغم من نبرة التفاؤل التي تقع في متن أعمالها، الخوف من الغرب حيث تغرب الشمس هناك ويجن الليل ويمتليء جنا ورعبا، والخوف من الحاكم والامام ومن حرية التفكير والحرية والماضي والحاضر، فمن بين عشرة فصول تشكل متن الكتاب نجد سبعة منها تبدأ عنوانها بالخوف. أعود للقول إن اعجابي بما تكتبه المرنيسي متنوع وعديد، إلا أنه يمكن اختصاره بالقول إنه يتمحور حول تلك الإرادة من المعرفة التي تحكم أعمالها في البحث عن الحقيقة لنقل في البحث عن تاريخ آخر، عن تاريخ منسي ومقفل عليه بالرتاج، وفي البحث في المناطق الموحلة والهامشية والذي يشكل الآن منهجا حديثا في خطاب العلوم الانسانية يندرج في إطار ما يصطلح تسميته باللامفكر فيه.

    إن البحث في اللامفكر فيه، هو بحث في تاريخ لما يزل مموها ومحجوبا في آن، وهو بحث من شأنه أن يكشف لنا كيف يمكن اغتيال التاريخ على يد مؤرقين لاحقين ومؤد لجين وتسكنهم هو ابس الخوف من النسوية، ويستعيرون بأن بواعث التعبير عن عدائهم للمرأة من مكبوتات جاهلية ظت محايثة للاسلام الروحي ووجدت طريقها الى الاسلام السياسي وأين هم بالقياس مع المؤرخين الأوائل كالطبري وغيره والذين كانوا يعتبرون كتابة التاريخ بمثابة مهمة دينية وعلى حد تعبير المرنيسي. تقول المرنيسي في صدر بحثها عن التاريخ الآخر، عن تاريخ سلطانات منسيات مارسن السياسة وتجاوزن عتبة الحريم وكسرن الحلقة المفرغة التي تربط بين الجنس والسياسة تقول: لفهم تاريخ النساء في الاسلام، على الأخص في الاسلام، فإنه محكوم عليه كتاريخ الفلاحين أو الفقراء بالا يعبر عنه مطلقا في الخطاب الرسمي، لقد آن الأوان للبده في عمل تاريخ للمسلمين بالذهاب الى ما وراء إسلام الامام /الخليفة / رئيس الجمهورية، تاريخ القصر وعلمائه ويتجاوز إسلام الأسياد، وبالدخول - من أجل هذا العمل - الى مناطق موحلة وقاتمة من الهامشية والاستثنائية، أي تاريخ التوترات الدينامية، تاريخ النظام المتعارض، تاريخ الرفض والمقاومة تلك هي القراءة التاريخية الوحيدة الجديرة بأن تعطي المسلم من جديد عظمت الانسانية، بإظهاره لنا، ليس كمطيع آلي وانما ككائن مسؤول، قادر على رفض الطاعة عندما يؤمر بأن يشوه نفسه، وأن يتخل عن أمليته في التفكير بحياته " (السلطانات المنسيات ص 143).

    إن فعل القراءة هذا التي تقترحه المرنيسي وتمارسه، ليسر محايدا، إنه رد فعل واع على عملية التجهيل المستمرة من جهة وعلى الجهل بالماضي من جهة ثانية والذي يستخدم باستمرار كسلاح ضد "نا" حيث الـ "نا" هذه تعود ليس على النسوة فحسب بل على الجميع ممن يشعرون أنهم خارج التاريخ الرسمي وضحية له في وقت واحد. وفي إطار فعل القراءة هذا لا تنسى المرنيسي أن تؤكد على حقيقتين الأول أن قراءتها للتاريخ الهامشي هذا إن جاز التعبير تتجاوز كونها باحثة وأستاذة جامعية بل تصدر في آن عن التزامها كامرأة مسلمة ملتزمة (ص 13). والثانية انها في بحثها في التاريخ تقوم بالتمييز ما بين الاسلام الروحي والاسلام السياسي التاريخي وهذا ما تؤكده باستمرار وعلى طول سيرتها الفكرية تقول المرنيسي "تحاشيا لكل سوء فهم وكل تشويش، فأنه من الطبيعي، في كل مرة أتكلم فيها عن الاسلام دون أي وصف في هذا الكتاب، فإني أقصد فيه الاسلام السياسي، الاسلام كممارسة للسلطة وأعمال الرجال المدفوعين بمصالحهم والمشبعين بالأهواء، وهو ما يختلف عن الاسلام - الرسالة، الرسالة الالهية،الاسلام المثالي المدون في القرآن الكريم. وعندما أتكلم عن هذا الأخير فإنني أعبر عنه بالاسلام كرسالة، أو الاسلام الروحي" (ص 1. الحقيقتان الأولى والثانية تشيدن بالحضور الكبير لتيار سلفي يرى في التاريخ الرسمي على أنه التاريخ وأن كل محاولة في البحث عما أسمته المرنيسي بالتاريخ الهامشي تتضمن محاولة للنيل من الاسلام.

    بين الجنس والسياسة لغز لا تدعي المرنيسي أنها قادرة على حل لغز هذا المشهد المزدوج، ولا المعالجة بالتفصيل للالتباس الذي يخيم على الحقوق السياسية للنساء المسلمات (ص 13). وفي المقابل فهي تؤكد أنها في بحثها في كتابها هذا - عن السلطانات المنسيات وعن الحقوق السياسية للنساء، لا يكمن هدفها في وصف الجدات العظيمات بدون أخطاء، المتمتعات بكل المزايد وبخاصة منهن اللواتي لا يمكن مجاراتهن في ألاعيب السلطة، سواء أكان ذلك بعامل السياسة أو الحب ". إن المرنيسي سرعان ما تخيب أمل النساء الباحثات اللاتي أضناهن البحث عن مرحلة الأمومة وعن سيادة المرأة في بدء فجر الانسانية، واللواتي كن ضحية لنزعة أيديولوجية تساوت وتحكمت في رقاب علم الاناسة (الانثربولوجيا) وكذلك في حقل الاركيولوجيا (علم الاثار).

    فالمرنيسي التي تحكمها إرادة معرفة في البحث عن الحقيقة، أو لنقل عن تاريخ حقيقي حكمت فيه النساء المسلمات، لا تمنعها - أي هذه الإرادة - من رؤية الوجه الآخر- وهذا هو نتاج إرادة المعرفة - الوجه الذي يؤكد على أنه في كل مرة حصلت فيها النساء على السلطة مارسن الفظائع التي لم يأت بها الرجال على عظها ومارسن الاغتيال السياسي (ص 76).

    هل يعني هنا أن قراءة المرنيسي هذه تمثل خيانة لطموح نسوي يريد أن يجعل من الفترة التي حكمت فيها النساء فترة مزدهرة كما تصف لنا الأسطوريات القديمة التي تتحدث عن عهود مزدهرة حكمت فيها النساء والجواب: لا.. تقول المرنيسي: وسواء أعانت الملكات اللواتي ندرسهن الآن ذوات شخصيات مبتذلة، طموحة، أو ماكرة أو ارتكبن أعمالا خرقاء، فإن ذلك لا ينبغي أن يزعجنا، فواقع المحاولة بأن نجعل من التفاهة أو النواقص ورقة رابحة، وتحدي المصير والترتيبات التي تسنده، هو الذي يشكل عظمة الكائنات البشرية،فالعادي والانساني هما اللذان يتحركان عندما تراقب حياة هؤلاء الملكات، كذلك الأمر في تأمل حياتنا. لقد كان هؤلاء الملكات قتاليات دائما، ولكنهن نادرا ما كان الانتصار حليفا لهن " (السلطانات، ص 147).

    إن عمل المرنيسي وعلى طول الساحة الفكرية لها، يفيض بهاجس الأسئلة المضمرة أحيانا والصريحة في أحيان كثيرة ومن هذه الأسئلة التي تشكل غيضا من فيض والتي تطال الماضي والحاضر.

    - من أين يأتي هذا النزاع بين النسوية والسياسة ؟
    - اذا كان الاسلام الروحي كما جاء في القرآن الكريم وعلى لسان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قد ساوى بين المؤمنين والمؤمنات فكيف تمكن الاسلام السياسي التاريخي من تجاوز هذا العمل بالمكبوت التاريخي؟
    - لماذا نجد أنفسنا حاليا إزاء ذاكرة اسلامية مبغضة للنساء وبنمط واحد؟
    - هل القرار السياسي كان ولا يزال امتيازا ذكوريا على مدى خمسة عشر قرنا؟
    - هل يمثل اخفاء تاريخ النسوة اللواتي تولين السلطة في الماضي مظهرا من مظاهر الاغتيال التاريخي؟
    - كيف ترتبت الأمور لأخذ السلطة في دول تعرف السياسة فيها على مستوى المبادي، بأنها محصورة بالذكورة ؟
    - وأخيرا - كيف نجحت نساء الأزمنة القديمة من المسلمات في الوصول الى السلطة واللواتي يفترض أنهن أقل تأهيلا منا والقول للمرنيسي في حين فشلنا نحن العصريات بشكل مثير للشفقة..؟ وما هو سر الملكات اللواتي حكمن، وكيف نجحن في الوصول الى السلطة دون خوف هن الرجال، وما يتضمنه هذا الوصول من تجاوز للعتبة التي تفصل عالم الحريم عن عالم السياسة الذكوري؟

    في قراءتها للتاريخ المنسي تتوقف عند عصر الجواري أو ما تسميه بثورة الحريم، والتي كانت عميقة ومستمرة لأنها عزفت على وتر الحب وما تسميه بالفن الشبقي الذي أتقنته مدارس بغداد في ذلك العصر. الحب الذي أصبح جسرا للمرور الى السياسة كما هي حالة حبابة مع الخليفة الأموي التاسع يزيد والذي مات كمدا على معشوقته التي قتلتها حبة من الرمان، وكما هي حال المهدي العباسي مع الخيزران التي مالت وجالت في عالم السياسة. إن المرنيسي تقرأ حالة السلطانات الخمس عشرة اللواتي حكمن البلاد ومارسن السياسة. سلطانات المماليك (رضية وشجرة الدر) والملكات المنفوليات (الحواتين) وملكات الجزر والملكات العربيات في اليمن وملكات سبأ الصغيرات وسيدة القاهرة المدعوة بـ"ست الملك " وفي قراءتها ولنقل في تأويلها للمقروء والذي يمثل سفرا في الزمان، تعثر على التاريخ المنسي المضحى به على مذبح التاريخ الرسمي والذي ينوس بين حدي الاغتيال السياسي والاغتيال التاريخي ومن هنا تكمن أهمية قراءتها لأكثر من مرة.

    الخوف من الحداثة

    إن المرنيسي المتفائلة جدا بإمكانية نهضة العالم العربي وتجاوزه لكبواته، يحدوها حدسها كامرأة بالتفاؤل. حدسها المفرط إن جاز التعبير والذي قلما أخطأ وعلى حد تعبيرها والذي يدفعها لأن تكون عرافة هذا الزمان. كانت زرقاء اليمامة قد تنبأت بعقلها وليس بعينيها المكحلتين بالاثمد كما تقول الروايات أن العدو على الأبواب. وهاهي المرنيسي تدفع بتفاؤلها الى أقصاه والذي هو ناتج تحليل لواقع عربي مهزوم وهذا لا يعني أنها لا ترى العدو، فبصيرتها ثاقبة ومفرطة في شقتها تقول المرنيسي "سينطلق العالم العربي. هذه ليست نبوءة، إنها حدس امرأة. والله - العليم بكل شيء - يعلم بأنها نادرا ما تخطي،" (الخوف من الحداثة، ص 189) أعود للقول أن المرنيسي المفرطة في تفاؤلها لا تنسى أن تحدثنا عن الخوف هذه المرة، بالأحرى وكما تقول عن المخاوف وعن كل أنواع الخوف. عن أشكاله المتدفقة في جميع انحاء العالم والتي تملأ ظهر البسيطة رعبا ودما، عن عنف الداخل وعنف الخارج، عن ذلك الخوف القادم من الشرق أو من الغرب على السواء عن خوف يتضاعف بفعل المرايا المتعاكسة حتى اللانهاية، عن مخاوف فردية وقد تدفع الى هاوية اليأس والانتحار وعن مخاوف جماعية تجد تعبيرها في فقدان الأمن وضياع الهوية واستمرار حالة الجوع والتدهور العام كما يشهده العالم الآن. إن العنوان الرئيسي لكتابها الجديد هو الخوف من الحداثة، لابد أن العناوين الرئيسية لفصوله تثير حالة من الرعب كما أسلفنا إنه الخوف العام. الخوف من الغرب الغريب حيث تغرب الشمس هناك ويجن الليل

    ويمتليء رعبا. والخوف من الحاكم والامام والخوف من الديمقراطية ومن حرية التفكير والخوف من الحرية ومن الماضي والحاضر، فمن بين عشرة فصول تشكل متن الكتاب نجد سبعة منها تبدأ عنوانها بالخوف، وهذا يعني أننا أمام حالة من الخوف الهيستيري التي يعيشها العالم العربي. والمرنيسي التي تؤكد على حالة الخوف هذه والتي تجعل منها حالة عامة لا يفوتها أن تستشهد بأقوال مفكرين عرب يؤازرونها في هذا المجال. إنها تأتي بأقوال المفكر التونسي هشام جعيط والذي يقول بأسى وبحزن بالغين "أشعر بأنني ذليل لانتقائي الى دولة بلا أفق وبلا طموح، دولة متسلطة حين لا تكون استبدادية، حيث لا يوجد لا علم، ولا عقل، ولا جمال للحياة، ولا ثقافة حقيقية. هذه الدولة تقمعني. وفي مجتمع الاقليم الريفي أختنق. واني كمثقف أعيش حالة عصاب نفسي. وأن من الانسانية والشرعية أن أسقط ضيقي على مجتمعي. لكن الاحتجاجات الشعبية موجودة هنا لتشهد بأن ذلك الضيق ليس من صنع المثقف " الخوف من الحداثة ص 63.

    عن ماذا تنشأ حالة الخوف هذه. إن المرنيسي تقودنا الى الاجابة عندما تروي لنا حكاية من "ألف ليلة وليلة ". عن الليلة التي قلق فيها الخليفة العباسي هارون الرشيد وأصابه الأرق فطلب من وزيره البرمكي أن يصحبه وحامل السيف مسرور برحلة في نهر دجلة. وبعد أن يتنكر الثلاثة بثيابهم التنكرية، يطلب الخليفة المتنكر من البحار أن يأخذهم في جولة مقابل مبلغ كبير من المال. لكن هذا الأخير يرفض العرض لأن هناك أمرا يمنع السير في النهر في هذا الوقت لأن قارب الخليفة الرشيد قادم في عرض دجلة وأمام دهشة الخليفة الرشيد يشير البحار بإصبعه الى القارب الجميل الذي يقل الخليفة وجواريه وعبيده ممن يرتدون الحرير الأحمر. وفجأة يجد الرشيد نفسه وجها لوجه مع نفسه وعندها يتملكا خوف غريب من رؤية الذات على حقيقتها. إن المرنيسي ترى المجتمع العربي على حقيقته، عاريا بلا وتوش. وقد سبق للسعد اوي أن نبهت أن المجتمع العربي لا يريد أن يرى حقيقته ولا يريد أن يواجهها أو بالأحرى كيف له أن يواجه حقيقته المخفية عنه منذ زمن بعيد، أو لنقل حقيقته التي يجهلها منذ زمن بعيد.
    إن السؤال المحايث لعمل المرنيسي هذا هو لماذا يخاف العرب من الحداثة، هو بمثابة إحالة من وجهة نظرنا الى التساؤل هل يخاف الاسلام الحداثة ؟ والذي تتفرع عنه أسئلة عديدة أهمها ما موقف الاسلام من قضية المرأة. وهل يخاف الاسلام من الديمقراطية أو يقف بالتضاد معها. هذه الأسئلة تتزاحم الآن في أجهزة الاعلام الغربي وعل يد إعلاميين مفعمين عن بكرة أبيهم بالاستشراق ويبحثون عن اسلام جامد وقر وسطي يرفي أحكامهم الجاهزة ونظراتهم القبلية للاسلام. على صعيد السؤال الأول الذي يتعلق بموقف الاسلام من المرأة فقد سبق ولاحظنا قدرة المرنيسي على كسر الأقفال السلفية وفتحها أما على صعيد السؤال الثاني هل يخاف الاسلام من الديمقراطية، فالمرنيسي ترى أن التحليل العقلاني للاسلام كرسالة يجعله من الصعب أن يكون في خدمة الطغاة (الخوف من الحداثة، ص 34) وهنا تنتقد المرنيسي بشدة رؤية الغرب التي تقدم الاسلام حاليا على أن معقل الاستبداد والتزمت وحيث لا مكان للعقل فيه، وتنتقد بأن أجهزة الاعلام الغربية التي تتجاهل التيار الانفتاحي داخل الاسلام وتشير هي الى الجابري كمثال. وتصر في تعاملها - أي أجهزة الاعلام - على القادة الاسلاميين الذين يحكون المقام الأول على الشاشات الأوروبية وذلك لأنهم كما تقول المرنيسي أكثر مطابقة للقوالب الجاهزة للاسلام المتزمت.


    يتبع
                  

08-15-2002, 11:42 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)

    ماقبله


    إن التزمت والخوف من الحداثة هما بمثابة نتيجة لواقع تاريخي معاصر. وأن الأصولية التي يجري تضخيمها في الغرب وفي أجهزة الاعلام التابعة والتي تعطي انطباعا قويا للحالة التي يرتبط فيها العنف بالقداسة هي الأخرى ضحية. صحيح أن المرنيسي تجنح في تحليلها لهذه الظاهرة باتجاه الخطاب الأيديولوجي السائد الذي يربط الأصولية بالنفط والبتر ودولار، إلا أن هذا لا يمنع المرنيسي من رؤية الحقيقة والقلق الحضاري على وجه الشباب المسلم المتردي الى هاوية الخوف واليأس والذي يجد ملاذه في المقاومة والتحدي في الاسلام كرأسمال رمزي يجذر المقاومة ولا يدفع الى الاستسلام. تقول المرنيسي في خطاب شاعري: "إذا ركزنا آلة التصوير على عنف الأصولي - كما تفعل أجهزة الاعلام الغربية - فالاستراتيجية تقني بقتله. وبالمقابل إذا ركزناها على ضيقه. على خوفه من أن يكون منسيا في ذلك الاحتفاء الكبير للمعرفة، الذي هو أحد الوعود الأكثر جاذبية لها، إذن فالحل يكون بالسماح له بالمشاركة. من هنا تأتي أهمية العودة الى الكعبة الشريفة في العام الثامن، عندما لم يكن الاسلام سوى أمل بالسلام، كي يتشبث برسالته وبأ رضية كفاحه " الخوف من الحداثة ص 117 إن التساؤل الذي يستشف من عمل المرنيسي هذا، هو هل ثمة إمكانية لنزع معطف القداسة عن العنف. والجواب نعم، فالتحليل العقلاني للاسلام لا يضيف القداسة على العنف. والمرء الذي يعرف، أي يشارك من موقع متكافي ء في مهرجان المعرفة الانسانية - لا يستطيع أن يكون عنيفا وفظا، خاصة وأن الاسلام هو دين الرحمة. إذن فالعنق هو بمثابة نتيجة لعملية إبعاد للآخر، ونتيجة لطغيان واستبداد يمارسا الداخل والخارج معا. هكذا تعيد المرنيسي الكرة باتجاه صناع القرار هناك، لنقل - وعلى حد تعبيرها - باتجاه "مومس سان فرانسيسكو" وتشير الى ميثاق الامم المتحدة الأكثر عدوانية مما يمكن تخيله (ص 84) والذي هو بمثابة واجهة تبرر عنف الأخر علينا نحن العرب.

    أعود في النهاية الى التساؤل عن سر التفاؤل الذي يدفع بالمرنيسي الى التبشير بإمكانية النهضة خاصة وأننا في زمن تحجب فيه كل أشكال المقاومة إذ أن تحجيب المرأة هو تحجيب للمقاومة على حد تعبيرها. المرنيسي تعزو هذا التفاؤل الى إرادة التغيير التي تتملك الشعب العربي وعلى رأسهم الأصوليون على حد تعبيرها. إنها الهجرة الجماعية باتجاه حاضر أخر. وهاهي قوى الاحتجاج الراديكالية تأخذ مواقعها والمرنيسي هنا تشير الى المواقع الجديدة التي دخلتها المرأة، المواقع الممنوعة لاسيما الجامعات العربية حيث تصنع المعرفة هنا. وهذا ما يجهله الغرب المقيد بفكرة المرأة المحجبة. فالنساء لم يعدن مزر وبات في الحريم ولسن بصامتات كما عودنا هذا الخطاب الاعلامي المشدود الى ربقة الأحكام القبلية والجاهزة.

    المراجع:

    1- محمد عابد الجابري، نحن والتراث (بيروت، دار الطيعة، 1980).

    2- ميشيل فوكو، إرادة المعرفة ترجمة مطاع صفدي وجورج ابي صالح (بيروت، مركز الانماء القومي 1990).

    3- نوال السعداوي:

    أ- الرجل والجنس (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1976).

    ب- الأنثى هي الأصل (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1976)

    جـ- المرأة والجنس (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1974).

    د- المرأة والصراع النفسي (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات، 1977).

    4- فاطمة المرنيسي:

    أ- الحريم السياسي (دمشق، دار الحصاد، 1993) ترجمة عبدالهادي عباس.

    ب- السلطانات المنسيات (دمشق، دار الحصاد، 1994) ترجمة عبدالهادي عباس وجميل معلى.

    جـ- الخوف من الحداثة (دمشق، دار الباحث، 1994) ترجمة محمد دبيات.
                  

08-15-2002, 07:35 PM

elnadeif
<aelnadeif
تاريخ التسجيل: 07-17-2002
مجموع المشاركات: 172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)

    ابنوسة
    لك التحية
    قرات البوست حتي ادمعت عيوني من التحديق ، ولكن النهضة بمستواها الذاتي لم ولن تتم الا اذا توافرت ظروف موضوعية كثيرة بامكانها خلق ربكة في كيان المجتمع المتاكل المهترئ ، ولكن هناك سؤال لمصلحة من تدلف علينا الابواب من كل صوب حتي بتنانتخبط في الضلام ، حتمية الاشياء بمطلقها لاتتيح التفائل بقدر ما تخلق نوع من الكسل المعرفي و التراكمي لنضال طويل وشاق احترم فاطمة المرنيسي جدا وقرأت لهافقط الحريم السياسي ، واشهد لها بوعي كامل في التراث الاسلامي و الوعي الاني لكن دائما ما نحتاج الدراسة الواعية المتانية حتي نخرج برؤي سليمة ان كانت تفيد في زمن الشح هذا .

    منع الكتب
    في اواخر الثمانيات قرات كتابي محمد شكري الشطار والخبز الحافي وهما نوع جديدمن الادب قل مقتحموه الهم الا الطيب صالح في موسم الهجرة ، وبعض وبعض الشذرات للروائيين لكنه مادة دسمة للقارئ لا الباحث عن الفضيحة في الادب
    عموما ابنوسة نحتاج للمزيد ولك الفال
                  

08-16-2002, 01:35 AM

masarat

تاريخ التسجيل: 02-28-2002
مجموع المشاركات: 62

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: elnadeif)

    شكرا يا ابنوسة على هذا الابداع
    انا نفس لدى اعتراض على الخطاب النسوى عند نوال سعداوى واعتقد اننى تجاوزته قبل عشرات السنوات
    و لكن فاطمة المرنيسى كاتبة متدفقة اثرت عليها دراسة الاجتماع
    ولو ان أطروحاتها الفكرية و دراستها للتأريخ الاسلامى فى الحريم السياسى بها كثير من الشطط و لقد ناقشت هذا مع زوجى ( استاذ اديان مقارنة _ دراسات اسلامية) يرى ان المنهج الذى اتبعته المرنيسى هو منهج غير صحيح اذا انها جمعت كل الاحاديث دون منهج فهى استخدمت أحاديث يروجها الشيعة و المعتزلة و هى غير صحيحة و كذلك احاديث

    صحيحة وهذأ المنهج خاطئ اذا انه لا يعطى شرعية للأراء التى
    كتبتها
    ولكن فى كتابها الاخر الحريم اعجبتنى جدا اذ انه لا يخلو من طرافة خاصة فى تشريحها لحالة الحريم و انواعها و اختلافها من مكان الى ىخر وكذلك الاسباب التأريخية التى نشأت فيها فكرة الحريم وهى امرأة ناصعة الافكار و جديرة بالاعجاب و تستحق القراءة
    وشكرا لك مرة اخرى يا ابنوسة يا عظيمة
                  

08-16-2002, 04:43 AM

مارد

تاريخ التسجيل: 04-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: masarat)

    سلام يا آبنوسة .. أنا خطفت رجلى لزيارة صديق فى " مدينة سان فرانسيسكو " وعدت أمبارح بالليل تغالبنى الأشواق للبورد وأهله

    فعلا المرنيسى وهى من مراكش الحمراء بالمناسبة إمرأة رائعة ومدهشة ومبدعة وصبورة ومداومة على الإطلاع ، لقد التهمت المرنيسى آلاف الكتب وقلّبت الأوراق ونقبت كثيرا فى الدفاتر قبل أن تكتب ومازالت تفعل .. أنا إجازتى الجاية فى منتصف اكتوبر أو سبتمبر وسأقضيها بإذن الله فى المغرب ،وحأفتش كتب المدهشة دى بالذات

    بس بناديها ورقم صفر ما يقيفوا لى كتير فى موضوع سفرتى دى للمغرب
    آبنوسة شكرا الموضوع متميز والإختيار موفق جدا
                  

08-16-2002, 10:31 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: مارد)

    هلا حبيبتي مسرات
    ليك وحشة
    رغم أنني أقرأ للبعض القليل بعيون الدهشة إلا أن كثيرا ما يكون عقلي بالمرصاد لهفوة هنا أو خطأ في التحليل هناك....آمل أن تقرأيها في الخوف من الحداثة ....أو آخر ما صدر لها"نساء على أجنحة الحلم"ترجمة: فاطمة الزهراء ازريول، والنص الاصلي مكتوب باللغة الانجليزية تحت عنوان: Dreams of trespass, tales of a Harem girlhood: 1994.
    ===
    الأخ مارد
    لك التحايا
    يا أخوي ما تطف رجلك لغاية الدوحة....وإلا أنا زاتي بصدق كلام بناديها وصفر ... وصاحبك نادوس التونسية ما يركبها....خلي كمان المغرب
    ==============
    الأخ النضيف
    لك الشكر على المداخلة...وبالنسبة لكتب المرنيسي يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت...من موقع مكتبة النيل والفرات أو موقع أمازون إذا حبيت أن تقرأها بالإنجليزي أو الفرنسي
    ====
    ولكم إخياني وإخياتي كل المعزة
                  

08-21-2002, 06:30 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)

    up
    بالمناسبة دي أنا أبنوسة...ما في وقت أغير الإسم
                  

08-21-2002, 10:04 PM

مارد

تاريخ التسجيل: 04-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: nadus2000)

    ولى قدام
                  

03-04-2003, 11:31 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: مارد)



    الاستاذة الرائعة ابنوسة

    التحيات النواضر

    اولا لك المدى الجميل
    منذ ان شاركت بهذا البورد، وانا انقب وانقب، في البدء كنت اخذ الاشياء من خلال معرفتي لبعض الناس، وبعد ذلك بدأت اخذها على بعض العناوين وكان في بالي ان اكتب عن الحريم السياسي وسوف ادعم مداخلتي لاحقا,,,, لك المدى... واسمحي لي : ان الصق هذه الدراسة عن نساء على اجنحة الحلم وهي للناقد العراقي عبدالله ابراهيم وقد نشرت في الاروقة العربية

    هدهد


    نقد

    نساء على أجنحة الحلم:


    استكشاف سردي لعالم الحريم

    بقلم الناقد العراقي : عبدالله ابراهيم[مقيم في دولة قطر/U]

    يبدو أن تمثيل عالم المرأة العربية سرديا ما زال يستأثر باهتمام متزايد، خصوصا الروائيات اللواتي لهن كثيرا من تجاربهن الذاتية فعبرن عنها بوسيلة السرد، فظهرت مجموعة من النصوص التي تستثمر تلك التجارب وتعيد تركيبها مجددا طبقا لمعايير فن الرواية.
    هذا الدمج بين التجارب الذاتية والمادية السردية المتخيلة هو الذي افضى إلى ظهور نوع سردي ثانوي، هو السيرة الروائية. ومن الواضح أنه نوع بدأ يستقطب اهتمام الكتاب. ويأتي نص «نساء على أجنحة الحلم» لفاطمة المرنيسي في هذا السياق، لكنه يأتي هذه المرة من باحثة ومفكرة لها موقع في دراسة قضايا المرأة العربية، وبأدوات البحث الفكري والنقدي والتاريخي المعروفة، استبدلت المرنيسي وسيلة السرد الأدبي لترسم معالم طفولتها المبكرة. فكتاب «نساء على أجنحة الحلم» وثيقة تخيلية تستكشف عالم الحريم في النصف الأول من اربعينات القرن العشرين في المغرب، العالم المنسي المنحبس خلف بوابة ضخمة يحرسها رجل صارم.
    يعرض ذلك العالم من خلال رؤية طفلة في السابعة، يصرح الكتاب مرة واحدة باسمها (فاطمة). وككل نص يريد انتاج سيرة ذاتية تخيلية مستعادة تتداخل فيها مستويات الحقيقة بمستويات التخيل، فإنه بقدرته البارعة على الاختلاق، يوهم تماما بالحقيقة. يدعم النص بهوامش توثيقية، ويحرص على انزال الأحداث في إطار تاريخي محدد، وتترافق تلك الأحداث مع نهضة المغرب الحديث، وتهيمن وقائع الحرب العالمية الثانية على أجزاء الكتاب من خلال الوجود الفرنسي والاسباني والأميركي، ولكن كل ذلك يأتي بوصفه خلفية لإعطاء معنى لمضمون النص، فالرسالة التي تنبثق من ثناياه تريد كشف النسق الثقافي السائد إلى عالم الحريم، ثم بداية انهيار ذلك النسق بسبب المؤثرات الثقافية الخارجية. ولكي لا يقع المتلقي في وهم الوثائقية التي يوحي بها الكتاب، تسارع المرنيسي إلى الاعلان عن الصفة التخيلية لكتابها «هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية، وإنما أحداث متخيلة على شكل حكايات ترويها طفلة في السابعة» (ص255).
    ويبدو لنا ان هذا التوضيح يزيد الأمور التباسا أكثر مما يجليها، لأن النص يتخطى التبسيط الذي تؤكده تلك الفقرة.
    في الواقع ان كتاب «نساء على أجنحة الحلم» يمثل إحدى أكثر الرؤى عمقا وتشريحا للعالم المغلق الذي تعيش فيه المرأة العربية، قصدت بالعالم المغلق ذلك الكيان المقصى والمهمش الذي دارت حوله نصوص أدبية رغبوية شغلت بإثارة الشهوات الحبيسة، لكنها اخفقت في تمثيل التراتب الثقافي فيه، ولم تجرؤ على الدخول في تفاصيله النفسية، وفي كشف نمط العلاقات السائدة فيه، وفي تأثير العلاقة المتكسرة بينه والعالم الخارجي الذي يحتل الرجل المركز الأساسي فيه.
    وبالطبع لا يمكن لكتاب توثيقي أن يؤدي هذه المهمة، فعالم الحريم مجاز رمزي كثيف لا يعبر عنه بلغة وصفية، كونه غادر بفعل الزمن حقيقته الموضوعية وأصبح موضوعا مشبعا بتقاطع الرؤى الايديولوجية المتنازعة التي تصدر عن منظورين ثقافيين متعارضين: أحدهما مشغول بالحفاظ على الهوية الثقافية بمعناها التقليدي، والآخر مسكون بهاجس التغيير. الأول يريد تغييرا في الدرجة لعالم الحريم، والثاني يريد تغييرا في النوع، الأول يريد إعادة صياغة لذلك العالم بما يطابق التهميش الثابت لدور المرأة، والثاني يسعى إلى إلغاء هذا المفهوم من أساسه. والمشكلة تتفجر بعد كل هذا، فالتيار الأول يريد تكييف دور المرأة بما يوافق تعليمات «الماضي»، والثاني يريد إعادة دمج المرأة في الوسط الاجتماعي استجابة لتعليمات «الآخر».
    وبالنسبة إلى التيارين، فالمقصود بذلك التعليمات الثقافية التي تفرض حضورها بالتعلم والمعايشة والادعاء المزدوج لكل من الحفاظ على التقاليد والاندراج بعالم التحديث. والمثير بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من معنى ان كل هذه الرؤى والمواقف تتقاطع في وعي الطفلة الصغيرة «فاطمة».
    والحق أن النص يفجر مشكلات أعمق، فالطفلة التي تحبو في عالم الحريم منقسمة على ذاتها بين الاستجابة لرغبات الأم الحالمة بأن تكون ابنتها منفكة من قيود الحريم، متخطية أسواره والامتثال لروادع «لللاالطام» التي تتعهد دروس التربية الدينية، وتزرع في قلب الطفلة فكرة مؤداها: ان كل خرق لسياج الحريم إنما هو خرق لسياج الدين. لكن النص يثير إلى ذلك مشكلة اجرائية، فمن الواضح أن فاطمة المرنيسي تسقط وعيها اللاحق بوصفها إحدى العاملات في مجال قضايا المرأة على طفولتها المبكرة، لتجعل من تلك الطفولة مجالا لمناقشة هذا الموضوع البالغ الأهمية، لكنها تصرح في الكتاب ان تلك الطفولة مختلفة عما ارتسم في صفحاته «لو حاولت ان أحكي لكم طفولتي لما استطعتم اتمام الفقرتين الأوليين، لأن طفولتي كانت مملة إلى حد كبير» (ص25).
    ولا يمكن تخطي كل هذا إلا إذا تحررت القراءة النقدية من شرط المطابقة بين فاطمة المرنيسي وفاطمة الشخصية الرئيسية في الكتاب، وهو تحرر يهدف إلى مطابقة من نوع آخر، ففاطمة الصغيرة طفلة الحريم إنما هي قناع للمرنيسي التي تنوء بوعي ناقد يشرح الاكراهات التي شوهت وضعية المرأة في الثقافة العربية - الإسلامية قديما وحديثا.
    وقضية الاكراهات التي تعرضت لها المرأة موضوع يشكل مركز الجهد الفكري الذي انتجته فاطمة المرنيسي وشغلها مدة طويلة. ففي كتابها المثير فكريا «الخوف من الحداثة: الإسلام والديموقراطية»، طورت حفرياتها في الجانب المغيب من وعي الثقافة العربية، وهو، المرأة بوصفها كائنا فاعلا اجتماعيا. وفتحت كوة إلى العالم الذي جرى تناسيه، وطمر في طيات معقدة من الاحتيال على الذات، طيات متكسرة تعفنت زواياها بسبب العتمة الدائمة، حيث لا حضور للزمن، وسعي متقصد للنسيان الذي يأخذ شكل الاختزال والاستبعاد.
    وكانت في كتاب آخر «الحريم السياسي: النبي والنساء» عممت حالة الرسول قبل هيمنة التصور الاقطاعي للإسلام، حالته العمومية كفرد يتواصل مع أسرته في منأى عن الضخ الايديولوجي الذي ولده الإسلام المتأخر، حين لم يكن ثمة انفصال بين الفرد وعالمه، ومن هذا المنظور تنعطف المرنيسي إلى عالم النساء في حياة الرسول، بعيدا عن التجريد اللاهوتي الذي قام وتصلب في ما بعد، فهي تريد ان تنفتح على أفق أكثر سعة، لتؤشر إلى الفكرة الحاضرة الملتبسة حول كيفية الاندماج الطبيعي بين المرأة والرجل في عالم يحدث نفسه، وهو منشطر بين غرب يسعى إلى تحويل التحديث إلى عمل مستحيل، من خلال تمزيق الانساق التي لا بد لكل تحديث ان ينتظم فيها، ومجتمع ذكوري يتعمد اقصاء نصفه كعورة فاضحة، قاصرة ومبتورة، ولكنها مثيرة للشبق، وهو قطاع النساء.
    وعلى هذا، فكل من الغرب والذكورية العربية يتبادلات المصالح، ويقهران المرأة، وسلسلة الانهيارات المعاصرة في سلم القيم، يراد بها، الحؤول دون تقبل المرأة كآخر. وفي نهاية المطاف تدفع المرأة إلى الحاشية ليجري تهميشها ككائن خلق للنسيان في طيات الحياة المهملة. كذات يأخذ وجودها معنى واحدا هو: الجسد مادة اللذة وموضوعها، إنها جسد يمكن أن يقلب على كل جوانبه، يفحص باستيهام ذهني، وتدرج تفاصيله في سياق الشبق اللغوي، ويعاد انتاجه مادة دعائية من أجل استثارة رجولة خاملة، تعاني الاخفاق والانكسار في عالمها، فتبالغ في الادعاء الذكوري، وبازاء هذا الاختلال، وتلك المصادرة، لا يحصل توافق طبيعي بين الأجساد، لأنه توافق هش ومصطنع يقوم ذهنيا على الاستباحة والاغتصاب والأنانية.
    يتحول جسد المرأة في منظومتنا الثقافية إلى حرباء متقلبة، يحجب ويفضح في آن واحد، فخلف كل حجاب ثمة جسد يفجره العنفوان، وصورة المرأة معقدة في مجتمعنا، انها رماد يطمر جمرا، مرة يريدها الرجل رمادا، ومرة جمرا، يخفي كينونتها الإنسانية وراء حجب الاهمال والاستبعاد، لكنه يستدعيها وقت الرغبة والمتعة. وهكذا فالعلاقة بين الاثنين محاطة بقلق مستفحل، وبسوء فهم دائم، ففي الوقت الذي يمارس فيه الرجل هذه الازدواجية، تستجيب المرأة للضغوط المتقاطعة التي تفرضها تقاليد شبه مغلقة. تقاليد صار هاجس بعثها مجددا أحد أكثر التحديات الثقافية حضورا في عصرنا، تواكبها تطلعات تحررية مستعارة انجزتها مجتمعات أخرى.
    يطرح الكتاب قضية الحريم موضوعا مركزيا وسط دائرتين متراكبتين: دائرة مدينة فاس كبؤرة رمزية للأحداث المتخيلة ومن ورائها ينبثق المغرب في صراعه ضد الفرنسيين والاسبان في الأربعينات من القرن العشرين، وكيف ان الرجال كمجتمع وتقاليد وثقافة وذاكرة يتخطون وجود الأغراب وينشغلون بالحفاظ على «الغريبات» وتحصينهن، فيبدو الرجل - بدلالته الرمزية - خائفا من نصفه الآخر أكثر من خوفه من الغريب الذي يحتل البلاد، ويقسم المدينة الى قسم فرنسي وآخر مغربي. انه مشغول بحجز النساء في (البيت الكبير) ولكنه لا يظهر تململا من وجود الأجنبي، حتى ان المرأة «طامو» هي وحدها التي تخترق حاجز الخوف، وتكاد تغيب صورة الرجل في الصراع ضد الأجانب (سوى ظلال باهتة تتردد باستحياء عن ثورة الخطابي). ودائرة أخرى أكثر سعة يمثلها الصراع الثقافي بين نمطين من القيم: القيم الموروثة من الماضي كتقاليد وفولكلور التي تؤمن بشريعة حبس النساء كحريم، ويمثلها الرجال اجمالا، ومعها فئة متنفذة من النساء، مثل: «لللاالطام» و«لللامهاني» و«لللاراضية» وهن الجيل الأكبر، جيل الجدات. وقيم مستحدثة غزت الجيل الأصغر بفعل المؤثرات الغربية، وبفعل الحركة الوطنية المغربية الناهضة في تلك المرحلة، وهي تريد تخليص المرأة من الأسر الاجتماعي ثم دمجها في مسار المجتمع كعنصر فاعل، ويناصر هذه القيم كل من: الأم والخالة «شامة». وتتقاطع هذه التيارات المتعارضة في شخص الطفلة الصغيرة، ابنة السابعة «فاطمة».
    تبدو الحرية لنساء اسرهن مفهوم الحريم ضربا من الأحلام المستحيلة، ولهذا يلجأن الى محاكاة أولئك الذين يتمتعون بها. تقوم بهذا الدور «شامة» إذ تعيد عبر التمثيل والحكي عالم الحرية الخارجي داخل أسوار بيت الحريم، ومصادرها الكتب الخرافية والسحرية والاذاعة التي تسترق السمع اليها سرا حينما يخلو البيت من الرجال وتفلح النسوة في اقتحام غرفة الذكور حيث يقبع الراديو الكبير القديم. ثمة عرض مسرحي أو حكائي شبه يومي تتعهده «شامة» أمام الحريم اللواتي ينزلقن بسهولة بالغة الى المماهاة بالأحداث والشخصيات التي تقوم شامة بعرضها أو بأدائها. الحكاية الأثيرة مستلة من (ألف ليلة وليلة) انها حكاية الجارية بدور والبحث المثير عن الحبيب الغائب. ما أشد وقع حكايات الحب والمغامرة على نفس حبيسة الأسوار؟
    ولكن من الواضح ان الكتاب يعنى أكثر بنموذج من نوع آخر يؤدي دورا لا يختلف في مغزاه، لكنه يختلف في تفاصيله. انه نموذج الفنانة اسمهان الطالعة آنذاك في سماء الفن. تغرم شامة بتقمص دور اسمهان فتوقد شرارة الأحلام في أفئدة الحريم، فكانت تحاكي تنهداتها الحبيسة التي تحمل النساء على أجنحة الأحلام الى فرسان غائبين الى الأبد. كانت اسمهان غزت قلوب الحريم على النقيض من أم كلثوم المتجهمة التي تترفع عن فضح الضعف الانساني، وتتخطى بسهولة تحسد عليها الرقة الانثوية. وفي مجال المقارنة والميل يكون تأثير اسمهان أشد وقعا في نفوس الجيل الثاني والثالث من الحريم. الى ذلك فإن «شامة» تعرض لأفكار: عائشة التيمورية، وزينب فواز، وهدى شعراوي، رائدات المطالبة بحرية المرأة. وعلى رغم تحذيرات «لللاالطام» من أن حالة من التهتك قد اجتاحت عالم الحريم، فإن النساء يستغرقن في حالة عميقة من التماهي مع ما يعتبرنه رموز الحرية، سواء جاء من الحكايات الخرافية أم من الأوساط الفنية أم من النساء المطالبات بحرية المرأة، وكلما جرد النموذج من أبعاده الواقعية كان يلهب خيال الحريم. تحتاج ذهنية الحريم الى نوع خاص من الاستثارة، وكما يصور الكتاب، فإن اسمهان كانت النموذج الذي اخترق عالم الحريم. ويحسن ان نتوقف عنده لما يتضمنه من دلالة عميقة.
    كان صوت «اسمهان» الذي يصل عبر الأثير الى الحريم خلسة، يفعل فعله في تأجيج الرغبات الخفية، فتعلن عن نفسها في جو احتفالي راقص حول نافورة الدار، كانت اغنية «أهوى... أنا أهوى» تثير رعدة في الأجساد ورغبة في النفوس، فكان «الطرب يبلغ مداه، كانت كل منهن تتخلص من خفيها وترمي بهما، ويرقصن حافيات حول النافورة، الواحدة تلو الأخرى، وهي ترفع قفطانها بيد وتضم الى صدرها باليد الأخرى حبيبا متخيلا».
    ويحسن ان نتتبع النص من خلال منظور فاطمة ليتضح لنا الأثر الذي لا يمحى في نفس الصغيرة، وهي تقارن وتشرح في الوقت نفسه الفوارق بين ام كلثوم واسمهان والانطباعات التي تتشكل في وعيها آنذاك «يا له من فرق بين أم كلثوم الفتاة الصغيرة ذات الصوت الذهبي القادمة من احدى القرى المجهولة في مصر، التي حققت النجاح بفضل الانضباط والعمل الدؤوب، وبين اسمهان الارستقراطية التي لم تبذل جهدا لنيل الشهرة! كانت أم كلثوم تتوفر على هدف في الحياة، وتعرف ما تريده وما تسعى اليه، في حين كانت اسمهان تهز قلوبنا بضعفها البادي، أم كلثوم (كما رأيناها في أفلام سينما بوجلود) قوية وسمينة ترتدي دائما فساتين طويلة واسعة تخفي صدرها الممتليء... كانت اسمهان عكسها تماما، مخلوقة نحيفة ذات صدر نافر، مظهرها يوحي بأنها ضائعة غارقة وسط الضباب، متجذرة في الأحلام أكثر من ارتباطها بواقع يتجاهلها، كانت بالغة الأناقة في قمصانها الغربية المفتوحة على الصدر، وتنوراتها الضيقة، لم تكن مهووسة بالأمة العربية، وكانت تتصرف كما لو أن القادة العرب الذين تتغنى بهم أم كلثوم لا يوجدون، ما كانت تريده هو أن تحصل على أزياء جميلة، وتضع وردا على شعرها وتحلم وتغني وترقص بين ذراعي رجل محب رومانسي مثلها، رجل عاطفي رقيق تكون له شجاعة خرق التقاليد، ومراقصة المرأة التي يحبها في العلن. كانت اسمهان تهمل الماضي وتنغمس في حاضر مليء بالرغبات الهوجاء، حاضر يستحيل القبض عليه، يفلت من قبضة العرب كعشيق متهرب. لم تكن اسمهان الا بحثا مستمرا ومأساويا عن لحظات سعادة بسيطة ولكنها آنية، والنساء العربيات اللائي حكم عليهن بالرقص في ساحات مغلقة معجبات بها لأنها تجسد حلمهن برجل وامرأة عربيين متعانقين يرقصان على نغم غربي».
    تبين المفاضلة بين أمل كلثوم واسمهان أثر الدرس الثقافي في مجتمع الحريم، فالأولى تضع مسافة رمزية بينها عندما تغني وبين المستمعين، لأنها تهدف الى ايقاظ سباتهم، ولهذا فثمة تباعد بينها واولئك المستمعين أما أسمهان، فمع الحرص على الصورة الارستقراطية المرتفعة التي رسمتها لنفسها، نجحت في دمج النساء في عالمها، لأنها تخطت الدرس الثقافي الذي تلقينه في بيت الحريم، فقد داعبت ذلك الجزء الكامن في نفس كل امرأة مقهورة وهو التطلع الى تحقيق الذات، وأوقدت فيهن شرارة الأحلام الكبيرة، حينما اخترقت هي بنفسها سياج التقاليد المحكم، فقبلت الفن وتخلت عن لقب أميرة، وبذلك فالتماهي معها يكون أكثر حرارة، لأن المطابقة بينها والحريم قائمة في الأصل سوى أنها نجحت في تجاوز عالمها الحريمي، وفشلن هن في ذلك، فأصبحت مثالا يحتذى، تلوح صورة اسمهان في النص، وكأنها «بدور» الخرافية، أو «هدى شعراوي». لقد ركبت لها صورة توافق الأحلام المستحيلة في عالم الحريم. ولهذا فإن تقليد أدوارها هو نوع من التماهي في عالمها الذي فهمته الحريم على أنه الحرية الحقيقية. لقد اسهم نقص الحرية أو انعدامها في شيوع ايديولوجيا محاكاتية، عبر عنها مجازيا من خلال التماهي بشخصية أخرى. والحق ان هذا قانون اجتماعي يظهر حينما تشح بئر الحرية، فيتحول الأفراد الى قطيع من المحاكين لا يعرفون من أمرهم شيئا حقيقيا سوى الاستغراق المتواصل في وهم الحرية عبر محاكاة المتحررين. وهو مظهر من المظاهر الأشد حضورا في مجتمعاتنا المعاصرة. وفي كتاب «نساء على أجنحة الحلم» تمثيل سردي عميق لهذه المعضلة الاجتماعية - الثقافية، اذ تقوم «شامة» بتلك المهمة تحت وهم امتصاص الاحباط التاريخي المخيم في نفوس الحريم، لكن تلك المحاكاة تتحول الى ممارسة مغلقة، ففي النهاية تختفي «شامة». ووحدها فاطمة تواجه الواقع. فمن تعارض القيم الممثلة بقطبين: التقليدي الذي تمثله «لللاالطام» والحديث الذي تمثله «شامة» تركب فاطمة خيارها الفكري، ومن أجل الوصول الى هذه النتيحة كان من اللازم عليها ان تمر في حالة الازدواج الحقيقي. وهذا الكتاب يرسم سرديا التفاعلات غير المرئية في نفوس بشرية تقطعت سبل اتصالها بالحاضر بالدرجة التي تقطعت بها سبل انفصالها عن الماضي، فبترت عن حاضرها وعن ماضيها.
    (الحياة)

                  

03-04-2003, 08:31 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: أبنوسة)


    ü من العمق العاشر

    ü وقفات مهمة

    ü الثورة وتحرر المرأة >1<

    ü ما الذي دفع بقضية المرأة الى السطح بهذه الكثافة ؟

    ü التباكي والذعر لا يفيدنا فى شئ

    ü ماري ولستونكرافت وإعادة الإعتبار

    ü مدخل

    ü في زمان السودان العجيب هذه الايام تزدحم جميع غرف ذهني وشوارع وجداني ومنعطفات احاسيسي بل وجميع خلايا فمي بالوان من المشاكل والقضايا والهموم زمان ماتت الدهشة فيه منتحرة امام انكسارات المتسولين وضياع المجانين والمأزومين ·· وصفوف المرضى في صالات المستشفيات عديمة الدواء ·· وعلى اعتاب القاعات ··· قاعة الشارقة وقاعة جامعة الرباط وقاعات مجمع الشهيد الزبير حيث يناقش الانفلات الاخلاقي وتزايد اعداد اللقطاء وبنات الشمس >بنات الشوارع المتشردات

    ü في الساحة الاجتماعية يدور حديث كثير وطويل ·· طويل جداً حول بعض الظاهرات الجديدة على المجتمع السوداني ·· وهي كثيرة وفي مجالات عديدة ··· وهذا بالطبع امر وارد وبديهي في مجتمع يمر بمرحلة حرجة من عمره ··· مرحلة تشكيل وتغيير في قيمه الاقتصادية والاجتماعية وبعبارة اخرى ان المجتمع السوداني في مرحلة مخاض في سبيل الولادة الجديدة التي تثبت الهوية الحضارية والثقافية ···وهي ليست آلام مخاض عادية وانما هي معركة كبيرة والشكل الذي تدار به هذه المعركة هو الذي يحدد حجم الخسائر والانتصارات ·

    ü ان انصرف الناس الى الحديث عن الظاهرات والاعراض وراحوا في التباكي والذعر خسرنا المعركة في كل جوانبها لاسيما ان انشغلنا بنعى الاخلاق والتباكي على الماضي ··· ولكن ان رحنا فى دراسة المرحلة بمؤثراتها المحلية والعالمية والسياسية والاقتصادية قد نعطى المسألة قدرها من الاهتمام ·

    ü تجسدت امامي هذه الخاطرة وانا اتابع حركة نشاط ·· ومناقشات حول الشرط النسوي ··عبر الفضائيات ومن خلال الاذاعات وعلى صفحات الصحف والمجلات والكتب ·· والحديث يعلو ويهبط ويتمدد من اقصى درجات التطرف من فهم الشرط النسوى مروراً بظاهرات الالفية الثالثة حول >الجندر< والانثوية حتى الفهم السوي للحركة النسائية على الصعيد العالمي والمحلي ·

    ü جمعتني فرصة طيبة مع طالبات جامعيات تداولنا الامر ولكن ما ازعجني هو فصل مفهوم تحرر المرأة عن تحرر المجتمع ·· والجهل شبه الكامل لدى غالبية المجموعة بتاريخ الحركة النسائية العالمية والمحلية ···بل اغلب اللائى ضمتهن تلك الجلسة كن يسخرن من فكرة المناقشة ذاتها وكل الذي في اذهانهن هو ان يتحررن ويفعلن مايروق لهن ويجب ان تذهب السلطة الذكورية الى غير رجعة ··· سلطة الاب والاخ والزوج ·

    ü ظللت اناقش واناقش فى صبر وجلد··· وبعد جهد جهيد اتفقن معي ومع من شايعني في تلك الجلسة ان الامر لم يكن واضحاً بالنسبة لهن وانهن في احتياج لمزيد من التداول العميق والواضح·

    ü الثورة وتحرر المرأة

    ü رأيت ان استهل المداولة كما وعدت المجموعة على صفحات الحرية التى تعمل الى خلق مجتمع بلا قيود واخترت ان ابدأ المناقشة بتقليب كتاب الفته شيلا روبتهام وقام بترجمته الاستاذ جورج طرابيشي واصدرته دار الطليعة للطباعة والنشر فى ابريل عام 5791 والكتاب اسمه الثورة وتحرر المرأة ·· عرّفته دار النشر بقولها :

    >هذا الكتاب لا يضع نظرية جديدة في النسوية ولكنه يشتمل على عرض ومناقشة لمرحلة واسعة من نظريات تحرر المرأة ···وهذا الكتاب ليس تاريخياً ولكنه يعيد الى الاذهان كل ماهو هام وحي في تاريخ نضال المرأة في سبيل التحرر< ·

    ü منطلقه في غاية البساطة والعمق معاً : ان قضية المرأة جزء اساسي من قضية الثورة ولكنه جزء متحايز ومستقل ذاتياً ومن هنا فان الثورة الاجتماعية التي هي من صنع الرجال لا تنطوي على حل عفوى وتلقائي لمشكلة المرأة وانما قيام ثورة في الثورة هو بداية هذا الحل ··

    ü فاين تلتقى قضية الثورة وقضية المرأة واين تتمايزان ؟ ذلك هو السؤال المركزي من هذا الكتاب الذي يستعرض بالنظريات والوقائع معاً ·· تاريخ الحركة النسوية منذ ان رأت النور مع تباشير المجتمع الرأسمالي ومروراً بالثورة الفرنسية والاشتراكية الطوباوية ووصولاً الى ثورة العالم الثالث حيث تمثل المرأة مستعمرة داخل مستعمرة وذلك من خلال ثلاثة نماذج عينية كوبا ····فيتنام ··· والجزائر ·

    ü مقترحات طوباوية :

    ü من كتاب الثورة وتحرر المرأة رأيت ان استعرض ما جاء تحت العنوان اعلاه عله يشكل نقطة انطلاق وتأمل لمناقشة الامر من جديد في المجتمع السوداني امر مفهوم تحرر المرأة والحركة النسائية وميلاد السودان الجديد ·

    >ابان الثورة الفرنسية تلاقت الصبوات النسوية لذوات الامتيازات من النساء وتقاليد العمل الجماعي التي عرفت بها نساء الشرائح الشعبية ··· لكن الفئتين كانتا تنظران احداهما الى الاخرى بشعور من ضيق وحرج وتستنكفان عن توحيد جهودهما ومع ذلك كانت الفئتان كلتاهما قد شربتا روح المثل الاعلى للحرية والمساواة والاخاء والذكريات الثورية ···كانت العودة الى النظام القديم قد باتت مستحيلة وتشير اعمال الشغب التي قامت بها النساء احتجاجاً على غلاء المعيشة في نورمانديا في عام 9871م·

    ü والنشاط الذي بذلته نساء الطبقة المتوسطة لصالح الهيئات التمثيلية في غرو نوبل وادراج مطالبة النساء بمساعفة طبية افضل وبتربية احسن وبحماية مهنية امثل في مواجهة مزاحمة الرجال في سجل المطالبات وزحف النساء على فرساي والاهجيات والعرائض بصدد الطلاق والبغاء يشير هذا كله الى ان افعال النساء وردود افعالهن باتت اسرع منها مما كانت عليه في اي وقت سبق ·

    üولكن مفاهيم الحرية والمساواة والاخاء كانت تنطوي عند تطبيقها على النساء على التباسات عديدة صحيح ان المفكرين العقلانيين كانوا قد وضعوا علامة استفهام حول الطابع >الثابت< لبعض سمات الطبيعة المؤنثة وطالبوا لنساء الشرائح العليا بمنفذ ولو من حدود ضيقة الى التربية والتأهيل المهني لكن الايديولوجية الثورية كانت تشتمل ايضا على تيارات اخرى فمفهوم روسو عن >حالة طبيعية <تتيح للانسان ان يحيا في تناغم وانسجام مع العالم المادي كان يستدعي ضمناً عدة ضروب من التحرر والانعتاق وكان في مقدور الثوريين ان يتخذوه حجة لمعارضة السلطات والعادات بمشاعرهم ، وللدفاع عن الزيجات المعقودة على اساس الحب الجنسي الفردي للاشادة بالطاقات الانسانية الكامنة في مواجهة ضغط المؤسسات الاجتماعية القائمة لكن التطبيق المباشر لافكار روسو كان يتناقض تناقضاً قاطعاً مع الصبوات الفكرية والمطامح الابداعية للنساء فالحجج التي تذرع بها روسو لتبرير المكانة التي تشغلها المرأة في المجتمع الرأسمالي هي في آن واحد اكثر >اقناعاً < واكثر دقة ورهافة من مواعظ الطهرانيين الاخلاقية فروسو يقول للنساء شارحاً ان الرجل فطر >بالطبيعة< للحياة الخارجية بينما المرأة مكانها في داخل الاسرة·· دونيتها اذن لا تنحد بمضمار الفكر بالله، بالسياسة، بالانتاج فحسب وانما تمتد ايضاً الى جميع علاقاتها بالعالم الخارجي ·· المرأة هي بالتعريف >جزء من الطبيعة < والمفروض في تربيتها ان تعدها لكي تكون السند المعنوى للرجل وخادمته من دون ان تكون لها ارادة خاصة بها وانما حينما تسلك هذا المسلك دون غيره تستطيع ان تصل الى امتلاكها الطبيعي ·

    ü كانت هذه الطريقة في تصور >الطبيعة< الانثوية تنعكس في بعض المظاهر الرجعية للحركة الرومانسية فالتمرد الفني والثقافي على الرأسمالية كان موسوماً في مضمار تحرير المرأة بقدر من الالتباس ·· فقد طالبت الرومانسية من جهة اولى بعتق الانسان من اسر جميع المؤسسات الاضطهادية وبالتفتح الحر للأنا الامر الذي كان يعني بالنسبة للمرأة ايضاً حياة جديدة لكن الرجال من الجهة الاخرى كانوا ينظرون الى الوراء فيأسفون على >العصر الذهبي<

    من الزمن الذي كان يسود فيه انسجام بدائي ويتغنون بالكائن السامي والبدائي الذي في المرأة والى ذلك كان ينضاف على الدوام شعور بالخوف فقد كان من الواجب السيطرة على الطبيعة وقد انتجت الرومانسية المدجنة جيلاً كاملاً من فتيات شاحبات هشات مجعدات الشعر حاجبات اياه تحت غمرة او غطاء للرأس على نحو يعزز اسطورة المرأة الضعيفة العزلاء ، اسطورة الملاك البيتي الانفعالي والهستيري المتمثل على احسن ما يكون الامتثال لتقسيم العمل في المجتمع الرأسمالي وحتى حين تدرس بقدر ما تصلي وتعمل كانت تبقى موضوع الرجل ويبقى واجباً عليها ان تشعر بانها موضع ترصد رغبته كانت ترى نفسها بعين الرجل تحدد نفسها بداله المنجزات والحاجات المذكرة وبالمقابل كانت تنعم بالتدليل والتغنيج فلما كانت تحيا تحت نظر الرجل فقد كانت ترى في عينيه انعكاس شرها ماكان لها وجود الا به كان الناطق بلسانها يحميها مثلما يحمي املاكه ويشفع لها عند ربه ويثقفها ويربيها لمتعته كان يجبلها كما يتصورها ففيها كان يبحث عن طبيعته الضائعة ·· عليها كان يسقط خوفه من نفسه فيشيد بالحساسية الغريزية والفطرية التي يعزوها اليها كان يتملقها موحياً اليها من طرف خفى بان تدعه يسيطر عليها مدخلاً في اعتقادها انها انما تبرز بذلك قيمة انوثتها وتثمرها ·

    ü ان العبادة الرومانسية للمرأة ظاهرة معقدة وعميقة عاشت على امتداد القرن التاسع عشر باسره تحت اشكال متباينة ولا تزال حية الى يومنا هذا وقد تجلت مفاعيلها ونتائجها في مطلع القرن التاسع عشر بوجه خاص اذ افلحت في تفهيم النساء في زمن كان فيه كل انسان يطالب بحقوقه الطبيعية ···ان خضوعهن سمة ملازمة لطبيعتهن والفئة السائدة يراودها شعور بالامان حين تقنع الرازحين تحت اضطهادها باللذة التي يعود بها عليهم عجزهم واذا اعطتهم وهم السلطة ··جون هنري سعيد لانه قوى العضلات مع ان المال والحيلة هما اللذان يؤمنان للرجل الابيض تفوقه وبطلات جان جاك روسو يولين الحساسية والصراحة الطبيعية فائق عنايتهن بينما يرسي ازواجهن الاسس الاقتصادية لعالم اجتماعي لا تعدو فيه هذه الصفات ان تكون ثانوية في غير محلها وغير قابلة للممارسة ··· انهن يكتفين باداء دور دمي الصالونات ، دور نباتات الدفيئة ·

    ü كانت النساء >مشروطات< على اتم صورة ممكنة حتى انهن كن يراقبن بعضهن بعضاً وكان لذوات الامتيازات منهن مصالح في العالم كانت النساء اللواتي بلغن قدراً معلوماً من العمر يتولين تنشئة اللواتي يصغرنهن سناً ويعلمنهن فن مداراة ازواجهن والتلاعب بهم ··· وقد وقعت النسويات الاوائل في حيرة ازاء المقاومة التي جوبهن بها ··فقد كن يحسبن بكل سذاجة انهن فزن بالحرية المساواة فكن يثقن بازواجهن ولا يرتبن في ان كلمة >اخاء < تخفي تهديدات ··كن يدافعن عن قضيتهن بصبر وبلاغة ، في عريضة مرفوعة الى مجلس الشعب في عام 9871 اعلنت النساء >لقد هدمتم الاراء المسبقة القديمة جميعاً لكنكم تركتم اقدمها واكثرها عموماً تركتم الرأي المسبق الذي يستعبد نصف سكان المملكة من المراكز والمناصب والمكارم وعلى الاخص من حق الجلوس بينكم

    ü كيف امكن للثورة ان تضع حداً لاضطهاد اكثر الناس اتضاعاً واشدهم معاناة من الطغيان بمن فيهم الرقيق الاسود وتترك مع ذلك ملايين النساء رازحات تحت نير ازواجهن ؟ اعلنت المواطنة كلير لا كومب قد اجتاحتها موجة الحب والحماسة والثقة في عام 3971 في جمع من النساء الثوريات ان الجور الذي نفى النساء بين جدران البيت الضيقة وقضى على نصف الانسانية بالسلبية قد رفع وازيل وكانت ستدلل على حكمة اكبر لو اعترفت بالطابع العنيد والدائم لذلك الجور لم يكن تفاؤلها يقوم على الحكمة لو اعترفت بالطابع العنيد والدائم لذلك الجور لم يكن تفاؤلها يقوم على اساس متين · فيصرف النظر عن بعض الرجال القلائل من امثال كوندورسيه كانت غالبية الثوريين بمن فيهم روسبير ومارا وهيبر ترى ان المشاركة الفعالة للمرأة في الحياة السياسية >معاكسة لطبيعتها < كان من رايهم ان النساء مطالبات بان يخدمن الثورة بطريقة اشد تقيداً بالتقاليد وذلك بصفتهن زوجات وامهات ·· وقد ايد نابليون بصراحة وجهات النظر تلك وان شمل عشيقاته بالامتياز الوطني في تربية الاطفال ····

    نواصل الاسبوع القادم

                  

03-04-2003, 10:48 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرنيسي..هذه المرأة تدهشني (Re: zumrawi)

    سلامللجميع

    هذا ما كنت كتبته فى بوست اخر

    --------------------------

    اخر كتاب قراته امس ؛ وهو كتاب الحريم السياسى او نساء النبي ؛ للكاتبة فاطمة المرنيسى ؛ والكتاب صدر اولا بالفرنسية وله ترجمتان ؛ وقد قراته بسرعة فى عام 1993 ؛ ونسيت نسختى منه فى مينسك بروسيا البيضاء حيث اخذته لاقرأه فى الطريق

    الكتاب يتناول حياة النبى الكريم وعلاقته بالنساء ؛ وهى علاقة كانت مختلفة تماما عن المحيط العربى الذى نشأ فيه ؛ فقد كانت المراة قبل الاسلام تعامل كسلعة ؛ وليس لها حقوق ؛ وقد كان ذلك فى المقام الاول نتيجة لاقتصاد الغزو السائد ؛ حيث كان الاطفال والنساء مبعدان من ممارسة القتال بل هما ضحاياه ؛ حيث يتم استلابهم والتعامل معهم كغنيمة

    الكتاب يوضح اصرار النبى على تغيير العلاقة مع المراة ؛ بدءا من التعامل الانسانى - حب المراة والتعامل الانسانى معها ؛ عدم ضربها ؛ الحوار معها ؛ الخ مرورا باعطائها حقوقا دينية واقتصادية - حق الارث ؛ المساواة فى الواجبات والحقوق الدينية ؛ قوانين تنظيم الزواج ومحاربة القوانين العربية القديمة فى الزواح - زواج البدل ؛ زواج امراة الاب المتوفى (حين لا تكون الام ) الخ الخ

    من الناحية الاخرى ؛ يستعرض الكتاب المقاومة الشديدة التى وجدتها القوانين الجديدة وسيرة الرسول فى التعامل مع النساء ؛ من قبل المسلمين الاوائل ؛ والذين وان قبلوا بالاسلام ؛ الا انهم لم يقبلوا بمساواة المراة ؛ وتذكر الكاتبة هنا الخليفة عمر كممثل للتيار الرافض للتغيير فى وضع المراة ؛ وتدخله حتى فى الشؤون الزوجية لنساء النبي

    كما تتناول الكاتبة حادثة الافك بمنظور جديد ؛ باعتبارها مظهرا من مظاهر الصراع من قبل معارضى الرسول فى المدينة ضده ؛ وكيف ان عبد الله بن ابى سلول كان يمتلك مبغى يشغل فيه امائه ؛ وكيف ان القوانين الجديدة والقيم الجديدة قد كانت محاربة من قبل رجال همهم تركيز ثرواتهم وحجر حقوق المراة الاقتصادية فى االمقام الاول ؛ وحقوقها الجنسية فى المقام الثانى - حقوق المراة الجنسية فيما يسمى بالنشوز ؛ والبداهة ؛ واسايب ممارسة الجنس بما فيه اتيان المراة من الخلف ؛ الامر الذى كان منتشرا وسط العرب ؛ والذى تمردت عليه بعض النساء _ ؛ كما تتناول الكاتبة التراجع فى بعض القوانين التى كانت لمصلحة المراة ؛ وتربطها بواقع ما بعد هزيمة احد؛ والصراع فى المدينة وضغط الرافضين ؛ وبالعلاقة بالجيش الاسلامى الذى كان يرغب فى الغنائم ؛ وتحكى عن اعتراضات اشبه بالتمرد ؛ عندما اطلق الرسول سراح نساء اعلن اسلامهن بعد اسرهن فى معارك ؛ بينما كان المقاتلين يرغبوا فى استرقاقهن رغم اسلامهن المعلن

    وتتناول الكاتبة كذلك مفهوم الحجاب وظروف نشاته ؛ وخصوصا بعد تعرض المعارضين للرسول - من المنافقين ومن بقلوبهم مرض - الى النساء ومعاكساتهن ؛ ومن ضمنهن نساء النبى ؛ وفى ظروف الهزيمة العسكرية ولتجنب قيام الحرب الاهلية فى المدينة ؛ فقد كان الحجاب حلا لحماية النساء الحرات ؛ وذلك لكى يعرفن فلا تتم لهن المضايقة ؛ ولكنه تراجع عن السفور-البرزة - ودور المراة المسلمة المتنامى حتى ذلك الوقت ؛ وهو اثر مباشر لحملة المنافقين بقيادة ابن سلول عدو الرسول وعدو المراة من جهة ؛ ولرفض اغلبية المسلمين لحقوق المراة الجديدة من جهة اخرى

    كما يتطرق الكتاب للدور الكبير - الفكرى والسياسى - الذى لعبته بعض نساء النبى ؛ مثل عائشة وام سلمة؛ وكيف انهن كن يشكلن نموذجا يحتذى لنساء المسلمين ؛ وتروى قصة عمر بن الخطاب حين رتجعته زوجته ؛ فاستنكر عليها ذلك ؛ فقالت له ان زوجات الرسول يراجعنه؛ الامر الذى جعل عمر يذهب الى زوجات الرسول ويوبخهن ؛ الخ الخ ؛ كما تتطرق الى بعض الاحاديث المعادية للمراة ؛ وتشكك فى صدقيتها ؛ خصوصا عندما تربط بشخصية راوى اغلبها ؛ وهو ابو هريرة ؛ وتثبت من التاريخ وكتب الحديث وقصص السيرة عدم مصداقية العديد منها

    وفى النهاية تتناول الكاتبة دور المراة المسلمة اليوم ؛ وتعتقد انه اشبه بدور المراة الجاهلية ؛ وان القيم العظيمة التى اتى بها الرسول ؛ قد غابت او كادت تحت ضغط التقاليد العربية المعادية للمراة ؛ وتحت عجز الفقهاء عن ادراك روح الاسلام ؛ ومسايرتهم للمجتمع الذكورى والخلفاء ؛ الذين حولوا المراة الى سلعة وعورة ؛ وهما امران حاربهما فى كل حياته النبى الكريم

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de