| 
  
  | 
  
  
     وفاة ابليس 
   | 
   
   
  وفاة ابليس
 
  انتشر الخبر رويداً رويداً .. تسلل كأشعة شمس وليدة بين البيوت والشقوق والأفواه ، بدا كمجرد إشاعة اول الامر ..، الجميع لم يصدق ، لكن مع غروب الشمس تأكد الخبر وقطع الشك : مات ابليس ... جاب المنادي كل ارجاء السماوات : مات ابليس ومن لا يصدق فاليذهب ليرى بنفسه الجثمان المسجى على ابواب جهنم ، مات ابليس ومات معه الشر والظلم والكذب . ملاك شاب لم تسعه الفرحة بهذا الخبر فجاب السماوات يسبق المنادي في نشر الخبر مبشراً بدنيا جديدة ، ولم يفته ان يمر بقرب ديار الشياطين ليسمع انين اهل النار حزناً على ابليس ، نظر اليهم بتشفي .. ونظروا اليه بعتاب . حين انهكه التعب ذهب الى طرف الكون وجلس هناك ينظر الى الدنيا : غداً لن يكون هناك شر فيها بعد اليوم ، لا خداع ولا نفاق ، غداً ستولد دنيا جديدة . جاءه صوت يسأله : أحقاً مات ابليس ؟!! رفع الملاك الشاب رأسه فوجد امامه ملاك شيخ ، فأجاب : -	نعم يا عماه ... مات ومات كل الشر معه ؟ •	وهل يومت الشر يا بني بموت أحد ؟ -	نعم يا عماه ان كان هذا هو ابليس . هز الملاك الشيخ رأسه وذهب تاركاً الشاب في احلامه بدنيا جديدة رائعة . *                                        *                                *
  •	ما بك يا بني ، مالي اراك حزيناً واجماً ؟ -	انظر يا عماه .. بالأمس مات ابليس ، واليوم لا تزال الدنيا كما هي ، لا زال قابيل يقتل هابيل ، الغني يسرق الفقير ، القوي يخضع الضعيف ، لا زال الذهب الهاً والحقد سلاحاً والحزن وشاحاً يملأ وجه الأطفال !! •	هذا عالمنا الذي نعرف ، ولن يتغير ابداً . -	لكن ابليساً قد مات ؟!! . •	كان ابليس هو المبرر الذي وجدناه حاضراً دائماً لتحمل وزر ما اقترفت يدانا . غمغم الملاك الشاب : -	مسكين انت يا ابليس ، عشت حياتك مطروداً ملعوناً ، ومت وحيداً منفياً قال هذا ونزع عن رأسه هالة النور المزيف ، القاها بعيداً واسرع راكضاً . •	الى اين انت ذاهب يا بني ؟ -	سأذهب الى ديار الشياطين لأدرك تشييع ابليس .... إن كان هناك من أعد له تشييعاً .
  تمت
   
   |  
 
 
  
 
 
  |  
  
  
  
      
           
  
 
 
 | 
 | 
   |   
  |