ما هي العلمانيه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 00:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2002, 05:02 AM

مشاكس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما هي العلمانيه


    تحية طيبة و بعد

    اعتقد ان كلمه علمانيه تثير الكثير من ردود الافعال بعض منها ايجابي و البعض سلبي البعض يعادل العلمانيه بالشرك بالله و الاخر يعادلها بالفسق الذي يستلزم الاستتابه و البعض يؤكد ان العلمانيه تمثل مرحله اساسيه لرقي اي امه فكريا العلمانيه لا تعني الشيوعيه او الاشتراكيه او اي مذهب سياسي محدد و لكن تعني علاقه الدين بنظام الحكم
    و هي في رايي علاقه قويه مهما كان النظام بعيد عن الدين حتي الصين حيث الالحاد هو المذهب الرسمي تبقي اثار الكونفوشيوسيه باقيه علي تركيبه النظام و علاقته بالشعب ارجو و انا اطرح هذه المداخله ان نلتزم بقدر من الموضوعيه









                  

11-02-2002, 07:27 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: مشاكس)

    الأخ مشاكس
    أشكرك لطرحك الجاد لهذا الموضوع الهام حتى ندلي برأينا في هذه القضية الشائكة وأتمنى أن نسمو بمستوى النقاش وأن تعم المشاركات من الجميع حتى نسهم بوضع لبنة في بناء تشييد صرح مستقبل الحكم في السودان
    وسأبدأ المداخلة بطرح بعض من خصوصية الوضع السوداني وتحديد مفاهيم للحوار أظن أننا يمكن أن نتفق حولها
    أولاً : التعدد الثقافي والأثني
    ثانياً : دور الأديان وكريم المعتقدات في بناء وتكون وجدان الشعب السوداني وترسيخ القيم الروحية والأخلاقية
    ثالثاً : السلام العادل يقوم على المساواة في الحقوق والواجبات
    رابعاً : حرية العقيدة وسيادة حكم القانون واستقلال القضاء ومساواة الجميع أمام القانون بقض النظر عن العقيدة أوالمعتقد أو الجنس أو العنصر
    خامساً : ضمان الحريات الأساسية والألتزام بمواثيق حقوق الإنسان
    سادسا : الإلتزام بمبدأ عدم إستغلال الدين في السياسة
    أظن هذه النقاط يمكن أن نتفق حولها حتى نؤسس دولة المواطنة التي تسعنا جميعا بمختلف إتجاهاتنا السياسية وهنا أقول بأن كلمة علمانية بمفهومها الأوروبي كما ذكر الأستاذ نقد صارت غير ملائمة لواقعنا الموضوعي
    ( ـ «.. على خلفية هذا الواقع الموضوعي وتأسيساً عليه تستند الديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مباديء النظام السياسي المدني الديمقراطي التعددي، والتي تشكل في الوقت نفسه فهمنا لمعنى العلمانية، فمصطلح النظام المدني أقرب لواقعنا من مصطلح النظام العلماني ذي الدلالات الاكثر ارتباطاً بالتجربة الاوروبية».
    هكذا اكتمل تصورنا لمفهوم الدولة المدنية ومحتواه من خلال الجهد الجماعي المشترك للحركة السياسية السودانية، ومعاناتها للانعتاق من الاستقطاب العقيم المغلق «دولة دينية ـ دولة علمانية». لسنا ملزمين بنماذج العلمانية في انجلترا او اميركا او فرنسا، او نموذج العلمانية من فوهة البندقية في تركيا، انما نتعامل معها من حيث التعامل مع تجارب شعوب
    العالم
    العلمانية لا تعني الديمقراطية وأيضا لا تعني الشرك بالله والدولة الدينية تعني أقصاء الآخر أردنا أم أبينا ووحدة البلاد لن تقوم إلا على المساواة في دولة المواطنة
                  

11-02-2002, 07:33 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: عاطف عبدالله)

    العزيز مشاكس لك التحية وخالص التقدير

    العلمانية كمفهوم سياسى

    العلمانية كمفهوم يمكن أن تتبناها فلسفات متباينة من أشد الفلسفات المثالية إلى الفلسفات المادية ومن ثم فإن العلمانية مفهوم سياسى عام يهدف بشكل أساسى إلى فصل الدين عن الدولة فالعلمانية مفهوم يرى أن الدولة والمجتمع يجسدان علاقات إنسانية-أى بين البشر- وليست علاقات دينية- أى بين البشر وربهم - فالدولة والمجتمع العالمانيان هما حاصل علاقات إنسانية واقعية وليسا انعكاسآ لإرادة إلهية والبنية الاجتماعية العلمانية تتكون كعملية
    process من خلال وفى إطار النشاط الإنسانى وليس بنية مفروضة
    من فوق Superimposed أى خارج النشاط الإنسانى وإنها تفصل الدين عن الدولة وبين الممرسة الدينية الممارسة السياسية والعلمانية لا تلغى الدين أو الممارسة الدينية بل تخرج التنظيم الاجتماعى من حيز الممارسة الدينية كما تخرج الممارسة الدينية من الحيز الاجتماعى والسياسى كى تعيدها إلى إطارها الوحيد فى الحيز الشخسى ولعل أوضح تعريف للعلمانية ورد فى مناقشات المجلس الفرنس لدستور27 تشرين (اكتوبر)1947 وقد جاء فيه إن العلمانية ليست عقيدة بل هى موقف ومن هذا التعريف تقر العلمانية بحرية المواطنين الدينية وتحترم فى كل إنسان حقه الجوهرى فى اختيار الحقيقة التى تنيرحياته مادامت لا تتعارض مع النظام العام وهذه الحرية تعنى أن الدولة ترفض الدعوة إلى انتحال أى دين كما أنها ترفض الدعوة للإقلاع عن أى دين فالقانون العام أو الدستور خال من أى دين أو معتقد دينى معين كما أن الدولة لا تلتزم بأى معتقد أو دين ولا تخص أى دين باعتراف خاص أومساعدة امتيازية ولكن تحقيق العلمانية لايعنى إلغاء الانقسامات الاجتماعية إنه يلغى الانقسامات العمودية التى تفكك المجتمع بعكس الانقسامات الأفقية وذلك لأن وجود طائفة من الممكن أن يلغى وجود طوائف أخرى أو يجعل بالإمكان انفصال طائفة وتشكيل وطن بمفردها أما وجود طبقة ما دون نقيضها فهو مستحيل منطقيا وعمليا وإذا كان ممكنا قيام دولة قوامها من المسيحيين أو المسلمين فإنه لا يمكن تصور دولة من البورجوازيين دون البروليتاريا فالعلمانية إذن هى عقد زمنى بين الجماعات الاجتماعية المختلفة تتخلص بموجبه كل جماعة من قيمها الخاصة وعن نظامها المعيارى الذاتى لتبحث فى علاقاتها المتبادلة فيما بينها عن قيمة أو قيم إجتماعية تخلق الاجتماع وتقر تمايزات المجتمع المدنى وتجسد الدولة فى المجتمع العلمانى علاقة بشرية أنها سلطة سياسية تمثل القوى الاجتماعية المسيطرة أما المجتمع غير العلمانى فالدولة تجسيد للذات الإلهية إنها الوسيط الذى ينظم علاقات البشر فى إدارة غير سياسية إن هذه الدولة لا تلغى نفسها كمؤسسة سياسية فحسب إنما تلغى نفسها أيضآ كدولة وباعتبار أن الدين مسألة ضمير شخصى وأن الأمور البشرية فى السياسة والاقتصاد وفى غير ذلك تنظمها قوانين من صنع البشر قوانين قابلة للتطور بحسب تطور المجتمع أما القوانين الإلهية ولأن لها صفة الدوام والثبات فإنها تتعلق فقط بالمبادىء الموجودة فى كل الديانات السماوية والتى تخاطب الضمير الإنسانى وتساعد فى تكوينه ولكن يصب ترجمتها إلى قوانين ثابتة تحكم بها المجتمعات عبر العصور ومفهوم العلمانية هذا لايعنى أنها تطابق الإلحاد أنه لو كانت تعنى الإلحاد لأصبحت الدولة فريقآ من فرقاء المجتمع المدنى وتخلت عن أن تكون دولة أى لفقدت وظيفتها فى تجاوز انقسامات المجتمع الثقافية والعقائدية وبدلا من أن تصبح إطارآ فعليآ للإجماع السياسى تصبح طرفافى التناقض المدنى القائم والدولة بذلك لا تفعل أكثر من أنها تفتح سيرورة انهيارها .

    (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 11-02-2002, 07:42 AM)
    (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 11-02-2002, 07:45 AM)

                  

11-02-2002, 07:34 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: عاطف عبدالله)

    الأخ مشاكس

    لك التحية

    اولا لا بد من الاتفاق على تعريف كلمة علمانية ثم نقرر هل هى صالحة ام لا ...
    لعل لك منا يعرفه حسب معتقداته وموروثاته الفكرية والدينية ولكن اقرب تجربة علمانية كانت لا تصب فى صالحها فى العالم الاسلامى وهى تجربة كمال اتاتورك والتى قامت بازالة كل ما ينتمى للدين بشىء وحتى حرمت استخدام اللغة العربية ومن يطلع على ذلك يعرف الكثير وهذا مثل قاعدة للعلمانية فى الاذهان لانها مست حياتهم لا سيما وان تركيا كانت تمثل الخلافة الاسلامية ..
    انضم للاخ عاطف عبدالله فى طرحه باننا لا يجب ان نحذو حذو الدول الاوربية فى ذلك ولكن ان نجد مصطلحات تناسبنا وليست بها صبغة منفرة فشعبنا متفرد بما ذكر ..

    لك وله التحية
                  

11-02-2002, 09:59 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: عاطف عبدالله)

    الاخ مشاكس
    تحياتى
    اتفق مع الاخ عاطف فى خصوصية الوضع السودانى وان استخدام مصطلح -العلمانية-يضر بالاهداف الوطنية مثل وحدة البلاد والتعايش السلمى بين مختلف الاعراق والديانات تحت مظلة الحقوق المتساوية
    كما ان العلمانية ليست مر%C
                  

11-02-2002, 10:50 AM

ازرق

تاريخ التسجيل: 09-22-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: مشاكس)

    الاخ مشاكس
    لك الود
    Secular Rules .
    او اذا ترجمنا المصطلح بأنه المبادئ او القواعد العلمانية ببساطة هى فصل الدين عن جوانب الحياة الاخرى وليس السياسة فقط . وهذا الامر ظهر اساسا فى اوربا منذ القرن الثالث عشر تقريبا وصارت دعوة جادة فيما بعد لفصل الدين عن الدولة , السبب فى هذا الامر ان الكنسية فى ذلك الوقت كانت مسيطرة على كل جوانب الحياة وكل من يخرج عن المسلمات الكنسية كانت محاكم التفتيش تحكم عليه بالاعدام حرقا ويسبق ذلك جلسات تعذيب طويلة,لذا كفر العلماء بالكنيسة أى بالدين الذى يقول مثلا على حد علم الكنسية ان الارض هى مركز الكون وهى ليست كروية , ثم ياتى عالم ويثبت علميا بان الشمس هى مركز الكون وكل الكواكب تدور حولها ويقدم كل البراهين على ذلك , وهذا هو الفرق بين العلم واللاعلم . العالم الغربى يؤمن بالماديات وحضارته قائمة على ذلك ولذلك كانت قفزته واسعة ولكنها عرجاء لانها قامت على رجل واحدة وهى الماديات واغفلت الروحانيات.اعتقد انه لا يمكن ان نقبل أى فكرة من الغرب دون ان نمررها من تحت غربال الدين الذى هو محركنا وموجهنا نحن المسلمين , ونحن مع الاسف اتكلنا على الجانب الغيبى فى كل شئ اى تقريبا نحن عكس الغربيين , والعلمانية الموجودة حتى فى بعض الدول الاسلامية لم تقنع اوربا المسيحية بفكرة قبول تركيا حتى الان فى اتحادها
                  

11-02-2002, 11:29 AM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: ازرق)

    الأخ/مشاكس
    أنا مع دولة موحدة بدستور وطني تكون المواطنة هي المعيار فيه بغض النظر عن العرق أو المعتقد..أما السؤال المطروح عن ماهية العلمانية فاورد لك عليه البحث التالي وهو ضمن آراء كثيرة ومختلفة قرأتها..قد يتفق البعض معه ويختلف البعض الآخــر
    تحياتي

    الزاكي

    1/3ماهي العلمانية؟



    محمد شاكر شريف


    سؤال قصير ، لكنه في حاجة إلى جواب طويل ، واضح وصريح ، ومن الأهمية بمكان أن يعـرف المسلمون جواباً صحيحاً لهذا السؤال ، وقد كُتبت - بحمد الله - عدة كتب في هذا المجال ، وما علينا إلا أن نعلم فنعمل .
    نعود إلى جوانب سؤالنا ، ولن نتعب في العثور على الجواب الصحيح ، فقد كفتنا القواميس المؤلفة في البلاد الغربية ، التي نشأت فيها العلمانية ، مؤنة البحث والتنقيب ، فقد جاء في القاموس الإنجليزي ؛ أن كلمة " علماني " تعني :
    1- دنيوي أو مادي .
    2- ليس بديني أو ليس بروحاني .
    3 - ليس بمترهب ، ليس برهباني .
    وجاء أيضاً في نفس القاموس ، بيان معنى كلمة العلمانية ، حيث يقول
    العلمانية : هي النظرية التي تقول : إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية .
    وفي دائرة المعارف البريطانية ، نجدها تذكر عن العلمانية : أنها حركة اجتماعية ، تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب .
    ودائرة المعارف البريطانية حينما تحدثت عن العلمانية ، تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد ، وقد قسّمت دائرة المعارف الإلحاد إلى قسمين :
    * إلحاد نظري :
    * إلحاد عملي ، وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي .
    وما تقدم ذكره يعني أمرين :
    أولهما : أن العلمانية مذهب من المذاهب الكفرية : التي ترمي إلى عزل الدين عن التأثير في الدنيـا ، فهو مذهب يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والأخلاقية ، والقانونية وغيرها ، بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه .
    ثانيهما : أنه لا علاقة للعلمانية بالعلم ، كما يحاول بعض المراوغين أن يلبس على الناس ، بأن المراد بالعلمانية : هو الحرص على العلم التجريبي والاهتمـام به ، فقد تبيّن كذب هذا الزعم وتلبيسه ، بما ذُكر من معاني هذه الكلمة في البيئة التي نشأت فيها .
    ولهذا ، لو قيل عن هذه الكلمة " العلمانية " إنها : " اللادينية لكان ذلك أدق تعبيراً وأصدق " ، وكان في الوقت نفسه أبعد عن التلبيس وأوضح في المدلول .
    كيف ظهرت العلمانية ؟!
    كان الغرب النصراني في ظروفه الدينية المتردية هو البيئة الصالحة ، والتربة الخصبة ، التي نبتت فيها شجرة العلمانية وترعرعت ، وقد كانت فرنسا بعد ثورتها المشهورة هي أول دولة تُقيم نظامها على أساس الفكر العلماني ، ولم يكن هذا الذي حدث من ظهور الفكر العلماني والتقيّد به - بما يتضمنه من إلحـاد ، وإبعاد للدين عن كافة مجالات الحيـاة ، بالإضافة إلى بُغض الدين ومعاداته ، ومعاداة أهله - أقول لم يكن هذا حدثاً غريباً في بابه ؛ ذلك لأن الدين عندهم حينئذٍ لم يكن يمثل وحي الله الخالص الذي أوحاه إلى عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وإنما تدخلت فيه أيدي التحريف والتزييف : فبدلت وغيرت وأضافت وحذفت ، فكان من نتيجة ذلك أن تعارض الدين المُبدَّل مع مصالح الناس في دنياهم ، ومعاملاتهم في الوقت نفسه الذي تعـارض مع حقائق العلم الثابتة ، ولم تكتف الكنيسة - الممثلة للدين عندهم - بما عملته أيدي قسيسيها ورهبانها من التحريف والتبديل ، حتى جعلت ذلك ديناً يجب الالتزام به ، وحاكمت إليه العلماء المكتشفين ، والمخترعين ، وعاقبتهم على اكتشافاتهم العلمية المناقضة للدين المُبدّل ، فاتهمتهـم بالزندقة والإلحاد ، فقتلت من قتلت ، وحرَّقت من حرَّقت ، وسجنت من سجنت .
    ومن جانب آخر فإن الكنيسة - الممثلة للدين عند النصارى - أقامت تحالفاً غير شريف مع الحكام الظالمين ، وأسبغت عليهم هالاتٍ من التقديس ، والعصمة ، وسوَّغت لهم كل ما يأتون به من جرائم وفظائع في حق شعوبهم ، زاعمةً أن هذا هو الدين الذي ينبغي على الجميع الرضوخ له والرضا به .
    من هنا بدأ الناس هناك يبحثون عن مهرب لهم من سجن الكنيسة ومن طغيانها ، ولم يكن مخرجهم الذي اختاروه إذ ذاك ، إلا الخروج على ذلك الدين - الذي يحارب العلم ويناصر المجرمين - والتمرد عليه وإبعاده وطرده ، من كافة جوانب الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والعلمية ، والأخلاقية ، وغيرها .
    ويا ليتهم إذ خرجوا على هذا الدين المُبدّل اهتدوا إلى دين الإسلام ، ولكنهم أعلنوهـا حرباً على الدين عامة .
    وإذا كان هذا الذي حدث في بلاد الغرب النصراني ليس بغريب ، فإنه غير ممكن في الإسلام ، بل ولا متصور الوقوع ؛ فوحي الله في الإسـلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفـه ، فلا هو ممكن التحريف والتبديل ، ولا هو ممكن أن يُزاد فيه أو يُنقص منه ، وهو في الوقت نفسه لا يُحابي أحداً ، سواء كان حاكماً أو محكوماً ، فالكل أمام شريعته سواء ، وهو أيضاً يحافظ على مصالح الناس الحقيقية ، فليس فيه تشريع واحد يُعارض مصلحة البشرية ، وهو أيضاً يحـرص على العلم ويحضّ عليه ، وليس فيه نصّ شرعي صحيح يعارض حقيقة علمية ؛ فالإسلام حق كله ، خير كله ، عدل كله ، ومن هنا فإن كل الأفكار والمناهج التي ظهرت في الغرب بعد التنكر للدين والنفور منه ، ما كان لها أن تظهر بل ما كان لها أن تجـد آذاناً تسمع في بلاد المسلمين ، لولا عمليات الغزو الفكري المنظمة ، والتي صادفت في الوقت نفسه، قلوباً من حقائق الإيمان خاوية ، وعقولاً عن التفكير الصحيح عاطلة ، ودنيا في مجال التمدن ضائعة متخلفة .
    ولقد كـان للنصـارى العرب المقيمين في بلاد المسلمين دورٌ كبير ، وأثرٌ خطير ، في نقل الفكر العلماني إلى ديار المسلمين ، والترويج له ، والمساهمة في نشره عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، كمـا كان أيضاً للبعثات التعليمية التي ذهب بموجبها طلاب مسلمون إلى بلاد الغرب لتلقي أنواع العلوم الحديثة أثر كبير في نقل الفكر العلماني ومظاهره إلى بلاد المسلمين ، حيث افتتن الطلاب هناك بما رأوا من مظاهر التقدم العلمي وآثاره ، فرجعوا إلى بلادهم محمـلين بكل ما رأوا من عادات وتقاليد ، ونظـم اجتماعية ، وسياسية ، واقتصادية ، عاملين على نشرها والدعوة إليها ، في الوقت نفسه الذي تلقاهم الناس فيه بالقبول الحسن ، توهماً منهم أن هؤلاء المبعوثين هم حملة العلم النافع ، وأصحاب المعرفة الصحيحة ، ولم تكن تلك العادات والنظم والتقاليد التي تشبّع بها هؤلاء المبعوثون وعظموا شأنها عند رجوعهم إلى بلادهم إلا عادات وتقاليد ونظم مجتمع رافض لكل ما له علاقة ، أو صلة بالدين .
    ومثل هذا السرد الموجز وإن كان يدلنا على كيفية دخول العلمانية إلى بلاد المسلمين ، فإنه أيضاً ينبهنا إلى أمرين هامين :
    أحدهما : خطورة أصحاب العقائد الأخرى من النصارى وغيرهم الذين يعيشون في بلاد المسلمين ، وكيف أنهم يكيدون للإسلام وأهله ؟ مما يوجب علينا الحذر كل الحذر من هؤلاء الناس ، وأن ننزلهم المنزلة التي أنزلهم الله إليها ، فلا نجعل لهم في بلاد المسلمين أدنى نوع من أنواع القـيادة والتوجيه ، كما ينبغي أن تكون كل وسائل الإعلام والاتصال بالجمـاهير موصدة الأبواب في وجوههم ، حتى لا يبثوا سمومهم بين المسلمين ... لكن من يفعل ذلك ! وكثير من الأنظمة تجعل لهم مكانة سامية من أجل نشر هذه السموم ... حسبنا الله ونعم الوكيل .
    ثانيهما : خطورة الابتعاث الشديدة على أبناء المسلمين ، فكم من مسلم ذهب إلى هناك ثم رجـع بوجه غير الوجه الذي ذهب به ، وقلب غير القلب الذي ذهب به ، وإذا كانت هناك داعي لذهاب بعض المسلمين للحصول على المعرفة في مجال العلوم التجريبية ، فكيف يمكنـنا القبول بذهاب بعض المسلمين للحصول على درجات علمية في علوم الشريعة بعامة ، واللغة العربية خاصة ؟! فهـل اللغة العربية لغتهم أم لغتنا ؟ ! وهل القرآن الكريم أنزل بلغتهم أم بلغتنا ؟ !
    وهل يُعقل أن المسلم يمكنه الحصول على المعرفة الصحيحة بعلوم الإسلام وشريعته من أناس هم أشدُ الناس كفراً وحقداً على الإسلام وأهله ؟ !
    الصورة الثانية : العلمانية غير الملحدة وهي علمانية لا تنكر وجود الله ، وتؤمن به إيماناً نظرياً ، لكنها تنكر تدخل الدين في شئون الدنيا ، وتنادي بعزل الدين عن الدنيا ، وهذه الصورة أشد خطراً من الصورة السابقة من حيث الإضلال والتلبيس على عوام المسلمين ، فعدم إنكارها لوجود الله ، وعدم ظهور محاربتها للتدين ، يغطي على أكثر عوام المسلمين حقيقة هذه الدعوة الكفرية ، فلا يتبيّنون ما فيها من الكفر لقـلة علمهم ومعرفتهم الصحيحة بالدين ، ولذلك تجد أكثر الأنظمة الحاكمـة اليوم في بلاد المسلمين أنظمـة علمانية ، والكثرة الكاثرة والجمهور الأعظم من المسلمين لا يعرفون حقيقة ذلك .
    ومثل هذه الأنظمة العلمانية اليوم ، تحارب الدين حقيقة ، وتحارب الدعاة إلى الله ، وهي آمنة مطمئنة أن يصفها أحد بالكفر والمروق من الدين ؛ لأنها لم تظهر بالصـورة الأولى ، وما ذلك إلا لجهـل كثير من المسلمين ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا وسائر المسلمين ، وأن يفّقه الأمة في دينها حتى تعرف حقيقة الوضع الذي هي فيه ، وحتى تعرف حقيقة هذه الأنظمة المعادية للدين .
    ولهذا فليس من المستبعد أو الغريب عند المسلم الفاهم لدينه أن يجد في كلمات أو كتابات كثير من العلمانيين ، المعروفين بعلمانيتهم ، ذكرَ الله سبحانه وتعالى ، أو ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو ذكر الإسلام ، وإنما تظهر الغرابة وتبدو الدهشة عند أولئك الذين لا يفهمون حقائق الأمور .
    والخلاصة أن العلمانية بصورتيها السابقتين كفر بواح لا شك فيها ولا ارتياب ، وأن من آمن بأي صورة منها وقبلها فقد خرج من دين الإسلام والعياذ بالله ؛ وذلك أن الإسلام دين شامل كامل ، له في كل جانب من جوانب الإنسان الروحية ، والسياسية ، والاقتصادية ، والأخلاقية ، والاجتماعية ، منهج واضح وكامل ، ولا يقبل ولا يُجيز أن يشاركه فيه منهج آخر ، قال الله تعالى مبيناً وجوب الدخول في كل مناهج الإسلام وتشريعاته : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) ( البقرة : 208 ) . وقال تعالى مبيناً كفر من أخذ بعضاً من مناهج الإسلام ، ورفض البعض الآخر : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردّون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) . ( البقرة : 85 ) .
    والأدلة الشرعية كثير جداً في بيان كفر وضلال من رفض شيئاً محققاً معلوماً أنه من دين الإسلام ، ولو كان هذا الشيء يسيراً جداً ، فكيف بمن رفض الأخذ بكل الأحكام الشرعية المتعلقة بسياسة الدنيا - مثل العلمانيين - من فعل ذلك فلا شك في كفره .
    والعلمانيون قد ارتكبوا ناقضاً من نواقض الإسلام ، يوم أن اعتقدوا أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، وأن حكم غيره أفضل من حكمه .
    قال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ( رحمه الله ) : " ويدخل في القسم الرابع - أي من نواقض الإسلام - من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسـلام ، أو أن نظـام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين ، أو أنه كان سبباً في تخلف المسلمين ، أو أنه يُحصر في علاقة المرء بربه ، دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى .


    يتبع
                  

11-02-2002, 12:04 PM

7abib_alkul
<a7abib_alkul
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3757

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: nile1)

    العزيز مشاكس
    لك التحيه وانت تعود بنا الي النقاش في احد المواضيع والتي اعتقد ان الفهم الصحيح لها هو اساس حل مشكله علاقه الدين بالدولة واسمح لي عزيزي بالمداخله واتمني ان لا اغضب احد هنا وخاصه انني عائد بعد فتره من الغياب
    فمن وجهه نظري ان فهم مصطلح العلمانيه في السودان حصل فيه كثير من الغلط الفكري في فتره الخمسينات في السودان وهذا الخطاء في الطرح هو احد اسباب الازمه التي نعيشها اليوم في حل مشكله علاقه الدوله بالدين وذلك الخطاء قد وقعت فيه عدت تيارات سودانيه ولاسيما التيار اليساري وصنوه التياري الاسلامي
    و من اكبر اخطاء اليسارين في السودان و العالم العربي هو فهمم الخاطي لمعني مصلطح العلمانيه فاصروا دعاة للعلمانيه دون ان يعوا جوهر العلمانيه وما تصبوا اليه العلمانيه فظلو خلال دعوتهم للعلمانية يظنوا ااو ايحاؤهم بان العلمانيه مرادف لألغاء الدين وعدم الاعتراف به كمصدر لتحديد سلوك الفرد في المجتمع ووصل البعض منهم لانكار المنطق في بعض النصوص القرانيه... فالعلمانيه لا تنكر الدين ولا تلغي دور الدين في المجتمع ولا تلغي وجوده كقيمه حضاريه فالعلمانية عند اهلها هي ما لله لله وما لقصير لقيصروان جازت هذه التفرقه في الدين المسيحي فهي لا تجوزفي الدين الاسلامي فالاسلام ليس شحنه شعوريه تجسم غلي قلب المؤمن بل هو قوه محركه ودافعه للتغير الاجتماعي لذا الظن بان حصر الدين في المسجد يمكن ان يكون ظن خاطئ وكل من يعتقد ذلك يكون غير مستوعب للتركيب الثقافي
    والفكري للمجتمع السودانيوالسمه التي تتميز بها الديانه الاسلاميه دون غيرها
    وقد وقع اعداء العلمانيه في نفس الخطأ او فل نقل انهم وقعوا في الخطا نتيجه لايحاء اليسارين بان العلمانيه تعني الغاء دور الدين في المتجمع لذلك رسخ ليدهم الفهم بانه العلمانيه مرادف للالحاد وبتالي يكون خطاء اليسارين هو احد اسباب الفهم بانه العلمانيه مرادف للاحاد عند الاسلامين فمصطلح العلمانيه في حقيقته لاي يعني اكثر من رفع يد المؤسسه الدينيه عن اداره الدوله ولا تزهب العلمانيه لا ابعد من ذلك كما يرتي اليسارين في السودان والعالم العربي حيث زهبوا الي فصل الدين عن سلوك الفرد في المجتمع وهذه فهم خاطي جد بيد ان الدوله الفرنسيه منشاء العلمانيه دوله كاثوليكيةتسم الكاثلوكيه كل مظاهر حياتها الثقافية والاجتماعية الا انها لا تعترف للمؤسسه الدينية بدرو في الحكم
    وقد بداء ظاهرا ذلك الفهم الخاطي لعلاقه الدين بالدوله في نقاش الجمعيه التاسيسيه لمسوده دستور 1968 هو خلط شارك فيه دعاة العلمانية الذين كانوا يتحدثون عنها كبديل للاسلامية بينما كان الاسلامين يتحدثون عنهاكمرادف للالحاد ووقع هذا الخلط دون ان يدرك الطرفين كيف كان الاسلام هو القوة التعبوئية في اكبر ثورها عرفها التاريخ المعاصر في الجزائر
    كما نسوا ان السودان منذ الاستقلال كان يحكم بدستور علماني في دوله كان القياده فيها للسيد علي الميرغني زعيم طائفه الختميه والسيد عبد رحمن المهدي وهما اكبر زعيمين لاكبر طائفتين في البلاد وكان يتصدر مجلس الحكم فيهاكوكبه من رجال الدين في السودان امثال الشيخ محمد احمد المرضي والشيخ البوشي والشيخ علي عبد رحمن
    ولذلك ما كان لهذا المصطلح(العلمانية)ان يفهم ذلك الفهم الخاطي لولا محاوله البعض غرضا او جهلا لليحاء با الدوله الاسلاميه عي دوله المؤسسه الدينه القديمه

    ولكم حبي وشوقي
                  

11-02-2002, 12:20 PM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: nile1)

    2/3ماهي العلمانية؟


    طبقات العلمانيين


    والعلمانيون في العالم العربي والإسلامي كثيرون - لا أكثر الله من أمثالهم - منهم كثير من الكُتّاب والأدباء والصحفيين ، ومنهم كثير ممن يسمونهم بالمفكرين ، ومنهم أساتذة في الجامعات ، ومنهم جمهـرة غفيرة منتشرة في وسائل الإعلام المختلفة ، وتسيطر عليها ، ومنهم غير ذلك .
    وكل هذه الطبقات تتعاون فيما بينها ، وتستغل أقصى ما لديها من إمكانات لنشر العلمـانية بين الناس ، حتى غدت العلمانية متفشية في جُلّ جوانب حياة المسلمين ، نسأل الله السلامة والعافية .

    نتائج العلمانية في العالم العربي والإسلامي

    وقد كان لتسرب العلمانية إلى المجتمع الإسلامي أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم .
    وها هي بعض الثمار الخبيثة للعلمانية :
    1- رفض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى ؛ وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة ، والاستعاضة عن الوحي الإلهي المنُزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بالقوانـين الوضعية التي اقتبسوهـا عن الكفار المحاربين لله ورسوله ، واعتبار الدعوة إلى العودة إلى الحكم بمـا أنزل الله وهجر القوانين الوضعية ، اعتبار ذلك تخلفـاً ورجعية وردّة عن التقدم والحضـارة ، وسبباً في السخرية من أصحاب هـذه الدعوة واحتقارهم ، وإبعـادهم عن تـولي الوظائف التي تستلزم الاحتكاك بالشعب والشباب ، حتى لا يؤثروا فيهم .
    2- تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه ، وتصوير العصور الذهبية لحركة الفتوح الإسلامية ، على أنها عصور همجية تسودها الفوضى ، والمطامع الشخصية .
    3 - إفساد التعليم وجعله خادماً لنشر الفكر العلماني وذلك عن طريق :
    أ - بث الأفكـار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية بالنسبة للتلاميذ ، والطلاب في مختلف مراحل التعليم .
    ب- تقليص الفترة الزمنية المتاحة للمادة الدينية إلى أقصى حد ممكن .
    جـ- منع تدريس نصوص معينة لأنها واضحة صريحة في كشف باطلهم .
    د - تحريف النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح مقتضبة ومبتورة لها ، بحيث تبدو وكأنهـا تؤيد الفكر العلماني ، أو على الأقل أنها لا تعارضه .
    هـ - إبعاد الأساتذة المتمسكين بدينهم عن التدريس ، ومنعهم من الاخـتلاط بالطلاب ، وذلك عن طريق تحويلهم إلى وظائف إدارية أو عن طريق إحالتهم إلى المعاش .
    و- جعل مادة الدين مادة هامشية حيث يكون موضعها في آخر اليوم الدراسي ، وهي في الوقت نفسه لا تؤثر في تقديرات الطلاب .
    4- إذابة الفوارق بين حملة الرسالة الصحيحة ، وهم المسلمون ، وبين أهل التحريف والتبديل والإلحاد ، وصهر الجميع في إطار واحد ، وجعلهم جميعاً بمنـزلة واحدة من حيث الظاهر ، وإن كان في الحقيقة يتم تفضيل أهل الكفر والإلحاد والفسوق والعصيان على أهل التوحيد والطاعة والإيمان .
    فالمسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والمجوسي والبرهمي كل هؤلاء وغيرهم ، في ظل هذا الفكر بمنـزلة واحدة يتساوون أمام القانون ، لا فضل لأحد على الآخر إلا بمقدار الاستجابة لهذا الفكر العلماني
    وفي ظل هذا الفكر يكون زواج النصراني أو اليهودي أو البوذي أو الشيوعي بالمسلمة أمراً لا غبار عليه ، ولا حرج فيه ، كذلك لا حـرج عندهم أن يكون اليهودي أو النصراني أو غير ذلك من النحـل الكافرة حاكماً على بلاد المسلمين وهم يحاولون ترويج ذلك في بلاد المسلمين تحت ما أسموه بـ " الوحدة الوطنية " .
    بل جعلوا " الوحدة الوطنية " هي الأصل والعصام ، وكل ما خالفها من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، طرحوه ورفضوه ، وقالوا : " هذا يعرّض الوحدة الوطنية للخطر!!" .
    5- نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية ، وتهديم بنيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية وتشجيع ذلك والحض عليه : وذلك عن طريق :
    أ - القوانين التي تبـيح الرذيلة ولا تعاقب عليها وتعتبر ممـارسة الزنا والشـذوذ من باب الحرية الشخصية التي يجب أن تكون مكفولة ومصونة .
    ب - وسائل الإعـلام المختلفة من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز التي لا تكلُّ ولا تملُ من محاربة الفضيلة ، ونشر الرذيلة بالتلميح مرة ، وبالتصريح أخرى ليلاً ونهاراً .
    ج - محاربة الحجاب وفرض السفور والاختلاط في المدارس والجامعات والمصالح والهيئات .
    6- محاربة الدعوة الإسلامية عن طريق :
    أ - تضييق الخناق على نشر الكتاب الإسـلامي ، مع إفساح المجـال للكتب الضالة المنحرفة التي تشكك في العقيدة الإسلامية ، والشريعة الإسلامية .
    ب - إفساح المجال في وسائل الإعلام المختلفة للعلمانيين المنحرفين لمخاطبة أكبر عدد من الناس لنشر الفكر الضال المنحرف ، ولتحريف معاني النصوص الشرعية ، مع إغلاق وسائل الإعلام في وجه علمـاء المسلمين الذين يُبصرّوُن الناس بحقيقة الدين .
    7 - مطاردة الدعاة إلى الله ، ومحاربتهم ، وإلصاق التهم الباطلة بهم ، ونعتهم بالأوصـاف الذميمة ، وتصويرهم على أنهم جماعة متخلفة فكرياً ، ومتحجرة عقليـاً ، وأنهم رجعيون ، يحاربون كل مخترعـات العلم الحديث النافـعة ، وأنهم متطرفون متعصبون لا يفقهـون حقيقة الأمور ، بل يتمسكون بالقشـور ويدعون الأصول .
    8 - التخلص من المسلمين الذين لا يهادنون العلمانية ، وذلك عن طريق النفي أو السجن أو القتل .
    9 - إنكار فريضة الجهاد في سبيل الله ، ومهاجمتها ، واعتباراها نوعاً من أنواع الهمجية وقطع الطريق .
    وذلك أن الجهاد في سبيل الله معنـاه القتال لتكون كلمة الله هي العليا ، وحتى لا يكون في الأرض سلطـان له القوة والغلبة والحكم إلا سلطان الإسلام ، والقوم - أي العلمانيـين - قد عزلوا الدين عن التدخل في شئون الدنيا ، وجعلوا الدين - في أحسن أقوالهم - علاقة خاصة بين الإنسان وما يعبد ، بحيث لا يكون لهذه العبادة تأثير في أقواله وأفعاله وسلوكه خارج مكان العبادة .
    فكيف يكون عندهم إذن جهاد في سبيل إعلاء كلمة الدين ؟ !
    والقتال المشروع عند العلمانيين وأذنابهم إنما هو القتال للدفاع عن المال أو الأرض ، أما الدفاع عن الدين والعمل على نشره والقتال في سبيله ، فهذا عندهم عمل من أعمال العدوان والهمجية التي تأباهـا الإنسانية المتمدنة ؟ !
    10 - الدعوة إلى القومية أو الوطنية ، وهي دعوة تعمل على تجميع الناس تحت جامع وهمي من الجنس أو اللغة أو المكان أو المصالح ، على ألا يكون الدين عاملاً من عوامل التجميع ، بل الدين من منظـار هذه الدعوة يُعدّ عاملاً من أكبر عوامل التفرّق والشقاق ، حتى قال قائل منهم : "والتجربة الإنسانية عبر القرون الدامية ، دلّت على أن الدين - وهو سبيل الناس لتأمين ما بعد الحياة - ذهب بأمن الحياة ذاتها " .
    هذه هي بعض الثمار الخبيثة التي أنتجتها العلمانية في بلاد المسلمين ، وإلا فثمارها الخبيـثة أكثر من ذلك بكثير .
    والمسلم يستطيع أن يلمس أو يدرك كل هذه الثمار أو جُلّها في غالب بلاد المسلمين ، وهو في الوقت ذاته يستطيع أن يُدرك إلى أي مدى تغلغلت العلمانية في بلدٍ ما اعتماداً على ما يجده من هذه الثمار الخبيثة فيها .
    والمسلم أينما تلفت يميناً أو يساراً في أي بلد من بلاد المسلمين يستطيع أن يدرك بسهولة ويسر ثمرة أو عدة ثمار من هذه الثمار الخبيثة ، بينما لا يستطيع أن يجد بالسهولة نفسها بلداً خالياً من جميع هذه الثمار الخبيثة .
    وسائل العلمانية في تحريف الدين في نفوس المسلمين وتزييفه

    للعلمانية وسائل متعددة في تحريف الدين في نفوس المسلمين منها :
    1 - إغراء بعض ذوي النفوس الضعيفة والإيمان المزعزع بمغريات الدنيا من المال والمناصب ، أو النساء لكي يرددوا دعاوي العلمانية على مسامع الناس ، لكنه قبل ذلك يُقام لهؤلاء الأشخـاص دعاية مكثفة في وسائل الإعلام التي يسيطر عليها العلمانيون لكي يظهروهم في ثوب العلماء والمفكرين وأصحاب الخبرات الواسعة ، حتى يكون كلامهم مقبولاً لدى قطاع كبير من الناس ، وبذلك يتمكنون من التلبيس على كثير من الناس .
    2 - القيام بتربية بعض الناس في محاضن العلمانية في البلاد الغربية ، وإعطائهم ألقاباً علمية مثل درجة " الدكتوراه " أو درجة "الأستاذية" ثم رجوعهم بعد ذلك ليكونوا أساتذة في الجامعات ، ليمارسوا تحريف الدين وتزييفه في نفوس الطبقة المثقفة على أوسع نطاق ، وإذا علمنا أن الطبقة المثقفة من خريجي الجامعات والمعاهد العلمية ، هم في الغالبية الذين بيدهم أزِمَّة الأمور في بلادهم ، علمنا مدى الفسـاد الذي يحدث من جرّاء وجود هؤلاء العلمانيين في المعاهد العلمية والجامعات .
    3 - تجزىء الدين والإكثار من الكلام والحديث والكتابة عن بعض القضايا الفرعية ، وإشغال الناس بذلك ، والدخول في معارك وهمية حول هذه القضايا مع العلماء وطلاب العلم والدعاة لإشغالهم وصرفهم عن القيام بدورهم في التوجيه ، والتصدي لما هو أهم وأخطر من ذلك بكثير .
    4- تصوير العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله - في كثير من وسائل الإسلام المقروءة والمسموعة والمرئية - على أنهم طبقة منحرفة خلقياً ، وأنهم طلاب دنيا من مال ومناصب ونساء حتى لا يستمع الناس إليهم ، ولا يثقوا في كلامهم ، وبذلك تخلو الساحة للعلمانيين في بث دعواهم .
    5 - الحديث بكثرة عن المسائل الخلافية ، واختلاف العلماء وتضخيم ذلك الأمر ، حتى يخيل للناس أن الدين كله اختلافات وأنه لا اتفاق على شيء حتى بين العلماء بالدين ، مما يوقع في النفس أن الدين لا شيء فيه يقيني مجزوم به ، وإلا لما وقع هذا الخلاف ، والعلمانيون كثيراً ما يركزون على هذا الجـانب ، ويضخمونه ، لإحداث ذلك الأثر في نفوس المسلمين ، مما يعني انصراف الناس عن الدين .
    6 - إنشاء المدارس والجامعات والمراكز الثقافية الأجنبية ، والتي تكون خاضعة - في حقيقة الأمر - لإشراف الدولة العلمانية التي أنشأت هذه المؤسسات في ديار المسلمين ، حيث تعمل جاهدة على توهـين صلة المسلم بدينه إلى أقصى حد ممكن ، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بنشر الفكر العلمـاني على أوسع نطاق ، وخاصة في الدراسات الاجتماعية ، والفلسفية ، والنفسية .
    7- الاتكاء على بعض القواعد الشرعية والمنضبطة بقواعد وضوابط الشريعة ، الاتكاء عليها بقوة في غير محلها وبغير مراعاة هذه الضوابط ، ومن خلال هذا الاتكاء الضال والمنحرف يحاولون ترويج كل قضايا الفكر العلماني أو جُلّها .
    فمن ذلك مثلاً قاعدة المصالح المرسلة يفهمونها على غير حقيقتها ويطبقونها في غير موضعها ، ويجعلونها حجة في رفض كل ما لا يحبون من شرائع الإسلام ، وإثبات كل ما يرغبون من الأمور التي تقوي العلمانية وترّسخ دعائمها في بلاد المسلمين .
    وكذلك قاعدة ارتكاب أخف الضررين واحتمال أدنى المفسدتين وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، ودرء المفاسـد مقدم على جلب المصالح ، وصلاحية الإسـلام لكل زمان ، واختلاف الفتوى باختـلاف الأحوال ، يتخذون من هذه القواعد وأشباهها تُكأة في تذويب الإسلام في النحل والملل الأخرى ، و تمييعه في نفوس المسلمين .
    كما يتخذون هذه القواعد أيضاً منطلقاً لنقل كل النظم الاقتصادية ، والسياسية السائدة في عـالم الكفار إلى بلاد المسلمين ، من غير أن يتفطن أكثر الناس إلى حقيقة هذه الأمور .
    وفي تصوري أن هذا المسلك من أخطر المسالك وأشدهـا ضرراً لما فيه من شبهة وتلـبيس على الناس أن هذه الأمور إنما هي مرتكزة على قواعد شرعية معترف بها ، وكشف هذا المسلك على وجـه التفصيل ومناقشة كثير من هذه الأمور على وجـه البسط والتوضيح في حاجة إلى كتابة مستقلة لكشف كل هذه الأمور وتوضيحها وإزالة ما فيها من لبس أو غموض .
    ونحن نحب أن نؤكد هنا أن اعتمادهم على هذه القواعد أو غيرها ليس لإيمانهم بها ، وليس لإيمانهم بعموم وشمول وكمال الدين الذي انبثقت منه هذه القواعـد ، وإنما هي عندهم مجرد أداة يتوصلون بهـا إلى تحقيق غاياتهم الضالة المنحرفة .


    يتبع
                  

11-02-2002, 12:27 PM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: nile1)

    ماهي العلمانية؟؟3/3


    واجب المسلمين




    في ظل هذه الأوضاع بالغة السوء التي يعيشها المسلمون ، فإن على المسلمين واجباً كبيراً وعظيماً ألا وهو العمل على تغيير هذا الواقع الأليم الذي يكاد يُجرف الأمة كلها بعيداً عن الإسلام .
    والمسلمون جميعهم اليوم مطالبون ببذل كل الجهد : من الوقت والمال والنفس والولد لتحقيـق ذلك ، وإن كان العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله وأصحاب القوة والشوكة عليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم ، لأنهم في الحقيقة هم القادة وغيرهم من الناس تبع لهم .
    ولا خروج للمسلمين من هذا الواقع الأليم إلا بالعلم والعمل ؛ فالعلم الذي لا يتبعه عمل لا يغير من الواقع شيئاً ، والعمل على غير علم وبصيرة يُفسد أكثر مما يُصلح .
    ولا أقصد بالعلم العلم ببعض القضايا الفقهية الفرعية ولا ببعض الآداب ومحاسن العادات ، كما يحرص كثير من الناس على مثل هذه الأمور ، ويضعونها في مرتبة أكبر من مرتبتها في ميزان الإسلام ، ولكني أقصد بالعلم ، العلم الذي يورث إيماناً صحيـحاً صادقـاً في القلب ، مؤثراً حب الله ورسوله ودينه على كل ما سوى ذلك ، وباعثاً على العمل لدين الله والتمكين له في الأرض وإن كلفه ذلك ما كلفه من بذل النفـس والنفيس ، ولن يتأتى ذلك إلا بالعلم الصحيح بحقيقة دين الإسلام ، واليقين الكامل التام الشامل بحقيـقة التوحيد أسـاس البنيان في دين الإسلام ، ثم لا بد مع ذلك من العلم بالمخاطر التي تتهدد الأمة الإسلامية ، والأعداء الذين يتربصون بها والدعوات الباطلة والهدامة التي يُروّج لها ، وما يتبع ذلك من تحقيق البراءة من أعداء الدين ، وتحقيق الولاية للمؤمنين الصادقين .
    وإذا كان من الواجب على المسلمين طلب العلم والدأب في تحصيله وسؤال أهل الذكر ، ليكون المرء على بصيرة كاملة ووعي صحيح ، فإن من الواجب على أصحاب القلم - من الكُتّاب والناشرين - العمل على الإكثار من نشر الكتاب الإسلامي الذي يربط المسلمين بالإسلام كله ، والذي يُعطي كل شرعة من شرائع الإسلام وكل حكم من أحكامه قدره ومنـزلته في ميـزان الإسلام ، بحيث لا يزيد به عن قدره ولا ينـزل به عن مرتبته ، ولا يضخّم جانباً على حساب جوانب أخرى متعددة ، وفي هذا الصـدد فإن الكُتّاب والناشرين مدعوون بقوة إلى الالتزام بذلك ، وخاصة في تلك الظروف العصيبة الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية ، فلا يليق بهم ولا ينبغي لهم أن يجاروا رغبات العـوام وغيرهم في الإكثار والتركيز على جانب معين من جوانب الدين مع إهمال جوانب أخرى هي في ميزان الإسلام أجلّ قدراً وأخطر شأناً .
    ونحن في هذا الصدد لا نريد أن نقع فيما وقع فيه غيرنا فندعو إلى إهمال الجانب الأقل في ميزان الإسلام لحساب الجانب الأكبر ، ولكنـا ندعو إلى التوازن بحيث تكون الكتابات في الجوانب المختلفة متوازنة مع مرتبتها وثقلها في ميزان الإسلام ، فلا يُقبل أن تكون المكتبة الإسلامية مملوءة بالكتابات المختلفة المتنوعة عن الجن ، والسحر ، والشعوذة ، والورع ، والزهد ، والأذكار ، وفضائل الأعمال ، وفروع الفروع الفقهية ، وأشباه ذلك ، بينما نجد المكتبة تكاد تكون خاوية من الكتاب الميسر الصالح للتناول العام في مجالات بالغة الأهمية .
    مثل : أحكام الفقه السياسي في الإسلام : أو بالتعبير القديم " الأحكام السلطانية " .
    ومثل : مناقـشة النّحَـل الكثيرة التي بدأت تنتشر في عالم المسلمين " كالعلمـانية ، والديمقراطية ، والقومية ، والاشتراكية ، والأحزاب ذات العقائد الكفرية ، كحزب البعث ، والأحزاب القومية ، وغير ذلك " .
    ومثل : الكتابات التي تتحدث عن الجهاد ، لا أقصد الجهاد بمعنى فرضيته ودوامه إلى قيام السـاعة ، ولكن أقصد إلى جانب ذلك كلام عن جهاد المرتدين اليوم في عالم الحكام ، وأصحاب السلطان الذين تبنوا المذاهب الاشتراكية ، والعلمانية ، والقومية ، والديمقراطية ، وغير ذلك ودعوا إليها وألزموا الناس بها .
    ومثل : الحديث عن كيفية العمل لإعادة الخلافة الضـائعة ، إلىغير ذلك من المواضيع ذات الأهمـية البالغة في حياة المسلمين ، وإذا نظر الإنسان إلى ما كُتب في هذه المواضيع ، وما كُتب في المواضيع الأخرى لهاله التباين الشديد في هذا الأمر ، وإذا نظر أيضاً إلى كمية المباع من ذاك ومن هذا لهاله الأمر أكثر وأكثر
    قد يقول الكُتّاب والناشرون : إن الناس لديهم عزوف عن قراءة هذه المواضيع ، لكن منذ متىكان لصاحب الرسالة التي يريد لها الذيوع والانتشار أن يطاوع الأهواء والرغبات ، وإذا كان حقاً ما يقال عن هذا العزوف ، فأنتم مشاركون بنصيب وافر في ذلك لأنكم طاوعتموهم على ذلك ، ولم تبصروهم بأهمية التوازن وعدم تضخيم جانب وإهمال جوانب أخرى ، لأن هذا الأمر سيؤدي بالناس في النهاية إلى حصـر الإسلام وتضييق نطاقه في إطار عبادة من العبادات أو أدب من الآداب أو عادة من العـادات ، بل قـد انحصر الإسلام فعلاً عند كثير من الناس في أداء الصلاة ، وصيام رمضان ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده
    في مجموعة من الأذكار ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده في حسن الخُلق ، وبضعهم انحصر الإسلام عنده في هيئة أو زي أو لباس ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده في العلم ببعض فروع الفقه ، أو العلم ببعض قضايا مصطلح الحديث ، وهكذا .
    فإذا خاطبت الكثير منهم عن عموم الإسلام وشموله وحدثتهم عن بعض القضايا الهامة والملحـّة والمنبثقة من توحيد الله والإيمان باليوم الآخر، مثل الحديث عن الحكم بما أنـزل الله ، والالتزام بشـرعه ووجوب السعي لإقامة دولة الإسـلام وإعادة الخـلافة ، وبيان بطلان المذاهب الفكرية كالعلمـانية ، والديمقراطية ، وغير ذلك ، ظنوك تتحدث عن دين غير دين الإسلام وقالوا : هذا اشتغال بالسياسة، ولا يجوز إدخال الدين في السياسة .
    ومثل هؤلاء لو تأكد عليهم الكلام في مثل هذه القضـايا في خطب الجمعة ، وفي دروس وحلقـات العلم في المسـاجد ، وفي الكتابات الميسرة التي يمكنهم قراءتها وفهمها بيسر ، لم يصدر عنهم مثل هـذا الكلام الضال المنحرف .
    ونحن يجب علينا كُتاباً وناشرين ألا نشارك في تزييف الدين وتجزئتـه عن طريق عرضه عرضاً ناقصاً مقصوراً على جانب من جوانبه استجابة لرغبة القراء ، ولحركة البيع والشراء ، فنكون بذلك محققـين لهدف كبير من أهداف العلمانية في تضييق نطاق الدين وعزله عن الحياة .
    وقد يقول الكُتّاب والناشرون : نحن لا نكتب في هذه الأمور لأنهـا مسائل كبيرة والخطأ فيها ليس بالهيّن ، وهي تحتاج إلى علم كثير هو ليس في وسعنا ، وأنا معهم في هذا القول في أن كثيرين ممن يكتب هذه الأيام لا يصلح للكتابة في هذه الأمور .. إمـا لعدم فقههم لهذه الأمور ، وإما لأن فقههم لها قاصر ومبتور ، وإذا كان ذلك صحيحاً - وهو صحيح - في حق كثيرين . فأين العلماء الكبار ، وأين الشيوخ الأجلاء ، وإذا لم يكن هذا هو دورهم ومهمتهم ، فـما هو دورهم إذن في العمل على تغيير هذا الواقع الأليم ؟ !
    وفي إطار الحديث عن العلم ونشره فإن فئة المعلمين من المدرسـين والأساتذة من أدنى مراحـل التعليم إلى أعلاها عليهم واجب من أهم الواجبات العامة في حقهم وآكدها وهذا الواجب يتمثل في :
    1 - العمل على أسلمة المناهج بحيث تصب كل المناهج العلمية في إطار خدمة الإسلام ، وبحيث لا يكون الهدف العلمي البحت ، هو الهدف الوحيد من تدريس هذا العلم ، ونظراً لأن ديننا من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن المكتشفات هي من خلق الله فلا تعارض إذن ولا تناقض بين العلم والدين ، وبالتالي فإن كثيراً من الحقائق العلمية يمكن استخدامها كأدلة في مجال الإيمان ، وكثير من القوانين العلمية يمكن استخدامها كردود أو إبطال لنظريات إلحادية من وجهة نظر العلم التجريبي الذي يؤمن به الملحدون ولا يعولون على غيره ، وعلى ذلك فإن المناهج العلمية الموضوعة للتلاميذ والطلاب لا بد أن يراعى فيها ذلك ، ولا بد من توضيح ذلك الأمر بأوضح بيان ، ولا يكفي فيه الإشارة والتلميح ، وهذا الأمر واجب أكيد في حق أولئك الذين يضعون هذه المناهج ويقررون تدريسها .
    2 - تنقية المواد العلمية من الكفريات والضلالات المدسوسة بهـا ، فقد يحدث أن يضع هذه المواد ومناهجها أناس غرباء على الدين ، فالواجب على المدرس المسلم ألا يقوم بتدريس المادة العلمية كما هي ، بل لا يحق له ذلك ، وينبغي عليـه كشف هذه الضلالات للطلاب وتحذيرهم منها ، وبيان الصواب فيها ، فلا يكتفي المعلم بدوره كمعلم للمادة فقط ، بل يربط هذه العلوم بالإسلام وينقيها مما فيها من الشوائب ويكون في الوقت نفسه داعية وواعظاً ومرشداً إلى جانب كونه معلماً ومثقفاً .
    3 - أن ينتهز المعلم الفرصة كلما سنحت له لتوضيح مفهوم من مفاهيم الإسلام ، أو لتثبيت عقيدة من العقائد أو لبيان قضية من قضايا المسلمين أو لتعليم أدب من آداب الإسلام ، وهكذا .
    وكل هذه الأمور يستتبع بالضرورة تحقيقها أن يرتفع المعلمون بمستواهم العلمي والشرعي في كثير من الأمور حتى يكونوا أكفاء لهذه المهمة النبيلة التي شرّفهم الله بحملها .

    الخاتمة

    وفي ختام هذا البحث نأتي إلى العمل بعد العلم ، ولست أقصد بالعمل ذلك العمل الذي يعود نفعه وخيره على شخص العامل وحده ، فهذا مطلوب ، ولكن أين العمل الذي يعود نفعه وخيره على الأمة الإسلامية بالإضافة إلى شخص العامل ؟
    إنه مما يجب علينا أن نعتقد الحق ونعمل به في خاصة أنفسنا ، ومن نعول ، ثم لا نكتفي بذلك حتى ندعو غيرنا ونبصرهم بحقيقة هذا الدين ، وبتكالب الأعداء علينا من داخلنا وخارجنا ، وبحجم المأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية ، ولا يصدنا عن القيام بهذا الدور ما نلقى من عنت ومشقة ومن صدود من جانب الناس ، ومن تضييق وحرب من جانب الحكام أذناب العلمانية وعملائها .
    لا بد إذن من العمل بهذا الدين ولهذا الدين ، ولا بد من جمـع الناس على ما يحبه الله ورسـوله من الاعتقادات ، والأقوال ، والأفعال ، ولا بد من تحمل التبعات في سبيل ذلك ، ولا بد أيضاً من الجهاد في سبيل الله ، وإعلان الحرب على كل محارب لله ورسوله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
    ولا أحسب أني بذلك قد تحدثت عن واجب المسلمين كما ينبغي ، ولكن يكفي أن تكون تذكرة لنا جميعاً لعل الله ينفعنا بها ... اللهم آمين .


                  

11-02-2002, 12:45 PM

7abib_alkul
<a7abib_alkul
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3757

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: nile1)

    العزيز النيل
    لدي سوال لك
    هل درست علم اصول الفقه؟
    هل تعرف شروط العمل بالاستحسان
    هل تعلم شروط العمل بالمصالح المرسله
    فذا اجبت علي تلك الاسئله بنعم يمكنني مناقشتك في كتبت
    ام اذا كنت لاتعرف الكثير في علك اصول الفقه اتمني ان تتريث قليلا وتنهل من هذا العلم الشيق ومن ثم اعود لمناقشتك تفصيلا وجمله

    ولكن قبل ذلك اسالك هذا السوال ليكون حافز لك للغور في علم اصول الفقهه
    لماذا كان رضي الله عنه يخالف في احكامه كثير من احكام السنه ظاهريا
    ولماذا الغي نظام الاداره الذي كان في عهد الرسول الكريم ومن بعده ابوبكر الصديق واستعاض عنه بنظام الدواوين الذي كان مطبق في الدولة الفارسيه
    ولماذا عطل رضي الله عنه حد السرقه في عام المجاعه ولماذا خالف الرسوال في توزيع الفي
    هل كان رضي الله عنه علمانيا؟
                  

11-02-2002, 09:10 PM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: 7abib_alkul)

    الأخ حبيب الكل
    تحياتي
    إجابتي على أسئلتك كلها بــلا..ولست من أهل الإختصاص حتي أكون متبحرا في أصول الفقه ..ولم أكتب ما قرأته أنت بل قلت في صدر مشاركتي


    أنا مع دولة موحدة بدستور وطني تكون المواطنة هي المعيار فيه بغض النظر عن العرق أو المعتقد..أما السؤال المطروح عن ماهية العلمانية فاورد لك عليه البحث التالي وهو ضمن آراء كثيرة ومختلفة قرأتها..قد يتفق البعض معه ويختلف البعض الآخــر
    تحياتي

    الزاكي


    1/3ماهي العلمانية؟



    محمد شاكر شريف

    وكما ترى فقد أوردت إسم الباحث الذي قلت أنني قرأت بحثه تحت عنوان البحث مباشرة..وأعوذ بالله من أن أقول أن المصطفي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه كان علمانيا..وكما تري فأنني لم أنقل البحث لأناقشة مع أحد..ولكني حتما سأستفيد من مناقشتك أنت وبقية الإخوة العارفين له وتفنيده..وربما تصدى لك أحد الإخوة الدارسبن لأصول الفقه وعمت الفائده على العوام وأنا منهم..لك تحياتي ودعواتي بالتوفيق
                  

11-02-2002, 10:37 PM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: nile1)

    أن الأسباب التى دفعت أوروبا إلى الأخذ بمبدأ العلمانية ماثلة بوضوح فى عالمنا الإسلامى المعاصر هل أنزل الله هذا الدين ليكون آداء لزلة الأنسان لأخيه الأنسان
    معاذ الله لا يريد جل شأنه لهذا الدين الذى كفل له البقاء أن يجعل عزه وذله فى أيد هؤلاء الحكام ليوتجروا به ولا يريد الله جل شأنه لعباده المسلمين ان يكون صلاحهم وفسادهم رهن الخلافة أو أماره ولا تحت رحمة الخلفاء أن شعائر الله تعلى ومظاهر دينه لا تتوقف على هذا النوع من الحكومة الذى يسمونه الفقهاء ولا على أولئك الذين يلقبهم الناس بالخلفاء أو الجماعات والواقع أيضآ أن صلاح المسلمين فى دنياهم لا يتوقف على شىء من ذلك فليس بنا حاجة إلى تلك الجماعات الأسلامية لأمور ديننا ولا لأمور دنيانا لو شئنا تعلمنا أكثر من ذلك فإنما كنت الجماعات ولم تزل نكبة على الإسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد هذه الجماعات تمثل الوجه الآخر للعملة فإن الاستخدام السياسى للدين ما هو إلا مرادف للاستخدام الدينى للسياسة فكلاهما يلقى بظلال من اللاعقلانية على المجتمع والذى بالضرورة تحكمه قوانين وفق مقتضيات مصالحه المباشرة والعملية وإذا كانت الأماره أو الخلافة تعكس نزوع إلى الشمولية الدنيا والدين فمن المؤكد أيضآ أن النزوع إلى الشمولية حقيقة مؤكدة فى تاريخ المسيحية خلال قرونها العشرة الأولى فإن أوضاع المسيحية فى العصور الوسطى لم تكن تختلف فى أساسياتها عن الأوضاع السائدة فى الإسلام وبالطبع هناك تفاصيل كثيرة تتباين فيها العقيدتان وذلك على الأقل لا ختلاف العصر والبيئة الاجتماعية اختلافآ كبيرآ غير أن الاتجاه العام نحو الشمولية كان مشتركآ بينهما ومن ثم فإن أحد الأسباب التى بررت ظهور العلمانية فى أوروبا يمكن أن تنطبق بدورها على الأوضاع السائدة فى السودان .
                  

11-03-2002, 10:05 AM

7abib_alkul
<a7abib_alkul
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3757

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: يحي ابن عوف)

    Quote: ولم أكتب ما قرأته أنت بل قلت في صدر مشاركتي

    العزيز النيل
    اتمني ان تقراء ما كتبت انا كما اقراء انا جميع المشاركات في اي موضوع حتي استطيع ان اتفهم وججه نظري غيري فثم فرق ما بين النقاش وما بين اضافه موضوع فانت بذلك تضيف موضوع ولا تناقش موضوع
    ثانيا ما فائده هذا البورد اذا فعل الجميع مثل ما فعلت
    اتمني ثانيا عزيزي ان تقراء كل المداخلات في اي موضوع

    اما عن اجابتك عن اسئلتي بلا فانا لا استطيع ان ارد عليك لانني متاكد انني لن تفهم ما اقوله جيده وفي الغالب سوف ترميني بالزندقه لذلك لن اناقشك في ذلك البحث الذي طرحته علينا مع العلم انني قراته وناقشته جيده مع صديق كان يتصفح معي البورد

    ودمت
                  

11-03-2002, 01:01 PM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: 7abib_alkul)

    الأخ حبيب الكل
    تحياتي

    سامحك الله يا أخي..لماذا أرميك بالزندقة والعياذ بالله..أراك قد اسأت الظن بي فأنا لست ممن يحجرون فكرا أو رايا أو يرفضون الآخر..لقد كانت إجاباتي على جميع أسئلتك بــلا لأنني فعلا لست على شىء من العلم بما سألتني عنه ولا أدعى لنفسي علما لم أتعلمه وكنت في ذلك صادق معك إحتراما لك ولنفسي..أما عن فائدة البورد كما سألتني..فقد كان هدفي من إضافة الموضوع هو الإستفادة من مناقشة وتفنيد أولى العلم لما جاء فيه ومن أجل هذا أتردد على البورد..كي أستفيد وأفيد إذا كان في مقدوري ذلك..أما أن تكون متأكد جدا أنني لن أفهم ما تقوله جيدا فأنا يا أخي لست على هذه الدرجة من الجهل والغباء..وكوني لا أفهم فى شئ تخصص غيري فيه لا يجعلني جاهلا أو غبيا أو متخلفا..كما أن عدم إلمام غيري بما تخصصت فيه أنا من ضروب العلم والتقنية لا يجعلني أذكى أو أعلم من غيري ولا يدفعني للظن بأنهم جهلاء أو أغبياء أو متحجرين..عموما..لك كل الشكر والتقدير
                  

11-03-2002, 09:05 PM

رقم صفر
<aرقم صفر
تاريخ التسجيل: 05-06-2002
مجموع المشاركات: 3005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: nile1)

    العلمانيه لا تعني ابدأ وأد الدين

    لي فوق
                  

11-04-2002, 00:43 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: رقم صفر)


    شكرالاخ مشاكس على الموضوع

    اللفظة الانجليزية secular معناها مختص بامور الدنيا، و تعني ان الدين ليس له دخل بالمجتمع المدني

    و الدين هنا المقصود به تحكم رجال الدين، او ادعاء البعض انهم يحكمون نيابة عن الله، و هي الثيوقراطية Theocracy يعني حكم الاله

    و طبعا لان اللفظة نشأت في اوروبا فالتجربة اوروبية، و قد ذكر المشاركون ما كان لرجال الدين من نفوذ و سلطان مستمد من الكنيسة و البابا، و عدم مساءلتهم في اي شئ و جباية الضرايب و كل هذا، كنظام موازي للحكم المدني او السلطة الزمنية Temporal Authority

    اما لفظة علماني، فالله اعلم بالاشتقاق، و لعله من العلم، يعني بمعنى ان العلم هو اساس تفسير الاشياء، يعني بالتناقض مع الدين في نظرهم و انه خرافات و معتقدات بالية، او انه اصلا عالماني، يعني من العالم الموجود، يعني خير مختص بالعالم الاخر

    طبعا المعنى المعاصر لكلمة علماني في العالم العربي غير واضح، فاحيانا تطلق لمن يتعمدون معاداة الدين و اقصاؤه من الحياة العامة و النموذج التركي، او تونس مثلا على ذلك

    و قد تطلق في معرض السباب، يعني رأي لا يعجبك دينيا فتقول على صاحبه علماني باختصار هي لفظة غير محددة جيدا في مصطلحاتنا المعاصرة، و مثلها الديموقراطية (هل تقصد طرح اي شئ للنقاش و موافقة الشعب حتى زواج الشواذ، ام مجرد تداول سلمي للسلطة بالانتخاب في حدود الدين؟)، او الارهاب (هل تقصد الهجوم على مدنيين بغض النظر عن الدافع، ام مقاومة احتلال مرير من دون الهجوم على مدنيين؟)

    اما عن منظور الاسلام، فهناك تيارات من قديم ادعت ان الحكم لله و ان تحكيم الاشخاص كفر، و كفروا الباقي و هم الخوارج على عهد علي بن ابي طالب، و هناك ايضا استبداد بعض الخلفاء باسم الدين و انهم لا يسألون عن شئ و ظل الله في الارض و هكذا. و هناك ايران و وولاية الفقية و طالبان و غير ذلك مؤخرا. و هناك تجارب اخرى مثل ابو بكر حين قال فان احسنت فاعينوني و ان اسات فقوموني، يعني انه غير مقدس و لا مبجل، بل بشر، و هناك تجارب لمجلس اعيان من عدة اشخاص يحكم و ليس شخص واحد، كما كان موجود في بعض الفترات في الاندلس. فالخلاصة انه في الاسلام في كدة و في كدة على مر تاريخنا

    و لم يعادي الاسلام اي تقدم علمي بل حثنا الله على السير في الارض و التفكر في اياته و مشاهدة خلقه و حكمته، كذلك فلاسفة الاسلام ذكروا ان الحكمة، و هي الفلسفة، و الدين وجهان لحقيقة واحدة هي الله سبحانه، و قارن هذا بما فعلته الكنيسة مع جاليليو حين قال ان الارض تدور حول الشمس، فكفروه و اعتذر عما قال، و غيره وقع فريسة لمحاكم التفتيش و عذب و احرق

    فلا ارى اي تعارض هنا بين العلم و الدين، و لا حاجة لفصل الدين عن المجتمع او السياسة كما هو النموذج التركي او التونسي اطلاقا

    المهم في نظري هو الا يدعي احد انه يحكم باسم الاسلام و ان من يعارضه ملحد او علماني، و يستخدم سلاح التكفير لاسكات الخصوم، هذا هو الخطر

                  

11-04-2002, 07:02 PM

مشاكس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: Elsadiq)


    في كلمة حق احب اقولها ان المنتدي يكتسب كل يوم ناس لهم رؤية وفكر متميز وطريقة النقاش هنا تظهر طاقاتهم وافكارهم وان كانوا قلة ولكني احس ان الخير فينا ليوم الدين باذن الله ولكن متي يتاح لهم فرصة حقيقية للنهوض بالبلد ؟ ارحب بكل الاخوة و مداخلتهم القيمة ونتمني المذيد حتي نثري حلبة النقاش ومنكم نستفيد

    الزملاء الأعزاء.
    لكن اذا اردنا ان نحدد العلمانيه بمضمونها السياسي و موقفنا كسودانيين من العلمانيه علي مدي تاريخنا السياسي
    اي علاقه السلطه الحاكمه بالدين ومدي تطور الدستور السوداني في قبول كل الثقفات و الاقليات الاثنية علينا القيام بتحليل دستور السودان لعام 19956 المعدل لسنة 1964 و مدي نجاحة لحد ما في رأب الصدع بين النمازج السودانية المختلفة ... كما ان علينا ايضا بتحليل قوانين الشريعة الاسلامية لسنة 1983 ومدي تاثيرها بالسلب او الايجاب علي الكيان السوداني .... كما علينا التطرق الي مدي نجاح او فشل الاحزاب العلمانية في اقناع الشارع السوداني بنجاح التجربة العلمانية وخلوها من الالحاد كما هو المفهوم السائد في الشارع الان

                  

11-21-2002, 09:33 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: Elsadiq)

    up
                  

12-19-2002, 06:22 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: يحي ابن عوف)

    up
                  

03-01-2003, 03:07 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: يحي ابن عوف)

    مفهوم العلمانية
    يحي ابن عوف
    هذه الكلمة يجرى تداولها فى لغتنا بوصفها ترجمة لكلمة أجنبية وفى ترجمة Secularism
    فهى الزمانية لأن اللفظ الذى يدل عليها فى اللغات الأجنبيةأى Secular
    فى الإنجليزية مثلا مشتق من كلمة لاتينية تعنى القرن
    The Websyter dic- Sae
    وهناك مرادفات أخرى للفظ اللاتينى وبالعودة إلى
    culum
    نجد أنه يعنى أيضا عمر الزمن جيل- العالم وكلها مرادفات تشير إلى tianary
    الزمن أو العالم الدنيوى والعلمانية كمفهوم يمكن أن تتبناها فلسفات متباينة
    قد جاء فى دستور الجمهورية التركية الذى وضعه كمال أتاتورك فى المادة الثانية منه بأنها دولة قومية ديمقراطية علمانية ثم جاء فى المادة 19 منه كما لايجوز الاستناد إلى التعاليم الدينية لتأييد نظام الدولة الاجتماعى أو الاقتصادى أو السياسى أو القانونى وكل من يخالف أو يدفع الغير إلى مخالفته يعاقب وفق القانون (38 )
    وجاء أيضآ فى ديجاجة دستور الكاميرون تفسير العلمانية مبدأ العلمانية الذى يضع الشعب الكاميرونى تحت لوائه يعنى الفصل بين الدين والدولة ويترتب على ذلك أن الجمهورية ليست كنسية ولا إسلامية بالتالى تجسد الدولة فى المجتمع العلمانى علاقة بشرية أنها سلطة سياسية تمثل القوى الاجتماعية المسيطرة أما المجتمع غير العلمانى فالدولة تجسيد للذات الإلهية إنها الوسيط الذى ينظم علاقات البشر فى إدارة غير سياسية إن هذه الدولة لا تلغى نفسها كمؤسسة سياسية فحسب إنما تلغى نفسها أيضآ كدولة وباعتبار أن الدين مسألة ضمير شخصى وأن الأمور البشرية فى السياسة والاقتصاد وفى غير ذلك تنظمها قوانين من صنع البشر قوانين قابلة للتطور بحسب تطور المجتمع أما القونين الإلهية ولأن لها صفة الدوام والثبات فإنها تتعلق فقط بالمبادىء الموجودة فى كل الديانات السماوية والتى تخاطب الضمير الإنسانى وتساعد فى تكوينه ولكن يصب ترجمتها إلى قوانين ثابتة تحكم بها المجتمعات عبر العصور ومفهوم العلمانية هذا لا يعنى أنها تطابق الإلحاد أنه لو كانت تعنى الإلحاد لأصبحت الدولة فريقآ من فرقاء المجتمع المدنى وتخلت عن أن تكون دولة أى لفقدت وظيفتها فى تجاوز انقسامات المجتمع الثقافية والعقائدية.
    (
                  

12-19-2002, 01:00 PM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: مشاكس)

    الاخوة الاعزاء
    كل المحبة والود
    من المؤكد أن الموضوع المطروح مهم للغاية لأنه يلمس مشكلة مستعصية اقعدت بالوطن ردحاً من الزمن
    بداية اود أن اشير أن الاخ نايل بصراحة اربكني بطرحه المزدوج فهو من جهة يبدو لبرالي ومنطقي في رؤيته لحل الاشكال السوداني ولكنه فجأة يرفدنا ببوست ممعن في الراديكالية الدينية ويصح أن يصدر من شخص مؤيد لفكر طالبان والقاعدة او الوهابيون في السعودية وغيرها000ولا ادري لمذا من دون التفسيرات المتعددة لمعنى العلمانية اختار هذا طالما هو يحمل هذا الرأي الواقعي للاشكال السوداني؟؟؟؟ الله اعلم

    أما باقي الاخوة فهم قد قتلوا معنى العلمانية بحثاً وتفسيراً دون أن يمن الله عليهم بأن يقربوا لنا المسافة بين ما هو مطلوب لجسر الفجوة بين العلمانية والدين وام تقتضيه ظروف بلدنا للخروج من عنق الزجاجة، دون أن نغمط الاخ عاطف عبد الله حقه في أنه كان الاقرب حين طرح الصيغة الوسطى بشكل عمومي يحتاج من الجميع أن يحفروا فيه عميقاًُ حتى تأتي الرؤية متكاملة وقريبة من الواقع السوداني وخصوصيته0
    اما الحفر عميقاً لاستخراج معاني جديدة للعلمانية لا يؤخر أو يضيف شيئاً لمشكلة تقف مكانك سر لمدة ترواح عمر استقلال الوطن نفسه0

    ومدمتم احبتي
                  

03-01-2003, 06:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: مشاكس)

    العلمانية هى احترام العقل ...اعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى والذين لا يحبون العقل هم سدنة الكهنوت الظلامى الذى يستعبد البشر باسم الدين
                  

03-01-2003, 11:32 AM

faisal44
<afaisal44
تاريخ التسجيل: 04-07-2002
مجموع المشاركات: 617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: الكيك)

    العلمانية وترجمتها الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللا دينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر . أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ،وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية .؟
    ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.؟
    تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة وهذا واضح فيما ينسب للسيد المسيح من قوله إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) .؟

    أما الاسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) سورة الأنعام : آية 162




    التأسيس وابرز الشخصيات :؟



    انتشرت هذه الدعوة في أوربا وعمت أقطار العالم بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي . وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الأحداث وفق الترتيب التالي :؟

    تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الاكليريوس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران .؟

    وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيله ا لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة ، مثل:؟

    اولا: كوبرنيكوس : نشر عام 1543م كتاب حركات الأجرام السماوية وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب .؟

    ثانيا: جرادانو: صنع التلسكوب فعذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة

    وتوفي سنة 1642م.

    ثالثا: سبينوزا : صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الموت مسلولاً .؟

    رابعا: جون لوك : طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض .؟

    ظهور مبدا العقل والطبيعة : فقد اخذ العلمانيون يدعون الى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة .؟

    الثورة الفرنسية : نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة وبين الحركة الجديدة من جهة اخرى ، كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب . وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهدافهم .؟

    جان جاك روسو سنة 1778له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل أ الثورة ، مونتسكيو له روح القوانين , سبينوزا ( يهودي) يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجا للحياة والسلوك وله رسالة في اللاهوت والسياسة ، فولتير صاحب القانون الطبيعي كانت له الدين في حدود العقل وحده سنة 1804م ،وليم جودين 1793م له العدالة السياسية ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة .؟

    ميرابو : الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية .؟

    سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها الى ( الحرية والمساواة والإخاء ) وهو شعار ماسوني و( لتسقط الرجعية ) وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين الى ثورة على الدين نفسه .؟

    نظربة التطور : ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين ، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها . وهذا النظرية التي أدت الى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث .؟

    ظهور نيتشه :وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان ) ينبغي أن يحل محله .؟

    دور كايم ( اليهودي ) : جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي .؟

    فرويد ( اليهودي ) :اعتمد الدافع الجنسي مفسرا لكل الظواهر .والإنسان في نظره حيوان جنسي

    كارل ماركس ( اليهودي ) : صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها والذي اعتبر الدين أفيون الشعوب .؟

    جان بول سارتر : في الوجودية وكولن ولسون في اللامنتمي : يدعوان إلى الوجودية والإلحاد .؟





    الاتجهات العلمانية في العالم الإسلامي نذكر نماذج منها : ؟



    في مصر : دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت . وقد اشار اليها الجبرتي الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر واحداثها – بعبارات تدور حول معنى العلمانية وان لم تذكر الفظة صراحة .أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يدعى اليأس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827 م .وادخل الخديوي اسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م،وكان هذا الخديوي مفتونا بالغرب ،وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا .؟

    الهند: حتى سنة 1791م كانت الاحكام وفق الشريعة الاسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة الإسلامية بتدبير الإنجليز وانتهت تماما في أواسط القرن التاسع عشر .؟

    الجزائر : إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830 م .؟

    تونس : أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906 م.؟

    المغرب: ادخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.؟

    تركيا: لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك ، وان كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة .؟

    العراق والشام : الغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيها .؟

    معظم أفريقيا : فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الإستعمار.؟

    أندونيسيا: ومعظم بلاد جنوب شرق اسيا دول علمانية .؟

    إنتشار الأحزاب العلمانية والنزاعات القومية : حزب البعث ،الحزب القومي السوري النزعة الفرعونية ،النزعة الطورانية ،القومية العربية .؟

    من اشهر دعاة العلمانية في العالم العربي الإسلامي : احمد لطفي السيد ، إسماعيل مظهر ، قاسم امين ، طه حسين ، عبد العزيز فهمي ، ميشيل عفلق ،أنطوان سعادة سوكارنو ، سوهارتو ، نهرو، مصطفى كمال اتاتورك ،جمال عبد الناصر ، أنور السادات صاحب شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ، د. فؤاد زكريا ، د. فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخرا ، وغيرهم .؟




    الافكار والمعتقدات:؟



    بعض العلمانين ينكر وجود الله أصلاً .؟

    وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود آية علاقة بين الله وبين حياة الانسان .؟

    الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب .؟

    إقامة حاجز بين عالمي الروح والمادة والقيم الوحية لديهم قيم سلبية .؟

    فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي .؟

    تطبيق مبدأ النفعية على كل شئ في الحياة .؟

    اعتماد مبدأ الميكافيلية في فلسفة الحكم والسياسية والاخلاق .؟

    نشر الإباحة والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية .؟

    أما معتقدات العلمانية في العالم الاسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير فهي :؟

    الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة.؟

    الزعم بان الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية.؟

    الزعم بان الفقه الاسلامي مأخوذ عن القانون الروماني.؟

    الوهم بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف .؟

    الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي . تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الاسلامي والزعم بأنها حركات إصلاح .؟

    إحياء الحضارات القديمة .ا

    اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن المغرب ومحاكاته فيها .؟

    تربية الأجيال تربية لادينية .؟

    إذا كان هناك عذر لوجود العلمانية في الغرب فليس هناك أي عذر لوجودها في بلاد المسلمين لأن النصراني إذا حكمه قانون مدني وضعي لا ينزعج كثيراً ولا قليلا لأنه لا يعطل قانون فرضه علية دينه وليس في دينه ما يعتبر منهجا للحياة ، أما مع المسلم فالأمر مختلف حيث يوجب عليه إيمانه الاحتكام لشرع الله .؟

    ومن ناحية أخرى كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي – فإنه إذا انفصلت الدولة عن الدين بقي الدين النصراني قائما في ظل سلطته القوية الفتية المتمكنة وبقيت جيوش من الراهبين والراهبات والمبشرين والمبشرات تعمل في مجالاتها المختلفة دون أن يكون للدولة عليهم سلطان بخلاف ما لو فعلت ذلك دولة إسلامية فأن النتيجة أن يبقى الدين بغير سلطان يؤيده ولا قوة تسنده حيث لا بابوية ولا كهنوت ولا اكلريوس وصدق الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال ( إن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ) .؟





    الجذور الفكرية والعقائدية :؟



    العداء المطلق للكنيسة أولا وللدين ثانيا أياً كان ، سواء وقف إلى جانب العلم أم عاداه .؟

    لليهود دور بارز في ترسيخ العلمانية من أجل إزالة الحاجز الديني الذي يقف أمام اليهود حائلا بينهم وبين أمم الأرض .؟

    يقول الفرد هوايت هيو : ( ما من مسالة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين ) وهذا القول إن صح بين العلم واللاهوت في اوروبا فهو قول مردود ولا يصح بحال فيما يخص الاسلام حيث لا تعارض إطلاقاً بين الاسلام وبين حقائق العلم ، ولم يقم بينها أي صراع كما حدث في النصرانية . وقد نقل عن أحد الصحابة قوله عن الاسلام : ( ما أمر بشئ ، فقال العقل : ليته نهى عنه ، ولا نهى عن شئ فقال العقل ليته أمر به ) وهذا القول تصدقه الحقائق العلمية والموضوعية وقد أذعن لذلك صفوة من علماء الغرب وفصحوا عن إعجابهم وتصديقهم لتلك الحقيقة في مئات النصوص الصادرة عنهم .؟

    تعميم نظرية (العداء بين العلم من جهة والدين من جهة ) لتشمل الدين الاسلامي على الرغم أن الدين الاسلامي لم يقف موقف الكنيسة ضد الحياة والعلم حتى كان الاسلام سباقاً إلى تطبيق المنهج التجريبي ونشر العلوم .؟

    انكار الاخرة وعدم العمل لها واليقين بان الحياة الدنيا هي المجال الوحيد لماذا يرفض الاسلام العلمانية:؟

    لانها تغفل طبيعة الانسان البشرية باعتبارها مكونة من نفس وروح فتهتم بمطالب جسمة ولاتلقي اعتبارا لاشواق روحة .؟

    لانها نبتت في البيئة الغربية وفقا لظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية وتعتبر فكرا غريبا في بيئتنا الشرقية.؟

    لانها تفصل الدين عن الدولة فتفتح المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية .؟

    لانها تفسح المجال لانتشار الالحاد وعدم الانتماء والاغتراب والتفسخ والفساد والانحلال.؟

    لانها تجعلنا نفكر بعقلية الغرب ، فلا ندين العلاقات الحرة بين الجنسين وندوس على اخلاقيات المجتمع ونفتح الابواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة ,وتبيح الربا وتعلي من قدر الفن للفن ,ويسعى كل انسان لاسعاد نفسة ولو على حساب غيرة .؟

    لانها تنقل الينا امراض المجتمع الغربي من انكار الحساب في اليوم الاخر ومن ثم تسعى لان يعيش الانسان حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني ، مهيجة الغرائز الدنيوية كالطمع والمنفع وتنازع البقاء ويصبح صوت الضمير عدما .؟

    مع ظهور العلمنية يتم تكريس التعليم لدراسة ظواهر الحياة الخاضعة للتجريب والمشاهدة وتهمل امور الغيب من ايمان با لله والبعث والثواب والعقاب , وينشا بذلك مجتمع ٍغايته متاع الحياة وكل لهو رخيص .؟





    الانتشار ومواقع النفوذ:؟



    بدات العلمانية في اوروبا وصار لها وجود سياسي مع ميلاد الثورة الفرنسية سنة 1789م . وقد عمت اوروبا في القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العالم في السياسة والحكم في القرن العشرين بتاثير الستعمار والتبشر .؟





    يتضح مما سبق:؟



    ان العلمانية دعوة الى اقامة الحياة على اسس العلم الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة المجتمع وحبسة في ضمير الفرد ولايصرح بالتعبير عنة الا في اضيق الحدود . وعلى ذلك فأن الذي يؤمن بالعلمانية بديلا عن الدين ولا يقبل تحكيم

    الشرعية الاسلامية .في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتدا ولا ينتمي الى الاسلام . والواجب اقامة الحجة علية حتى واستتابتة حتى يدخل في حضيرة الاسلام والا جرت علية احكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة .؟



    في حالة نقلك لموضوع الرسالة فأشر الى أسم مرسلها انصافا لمجهوده



    منقووووووول
                  

03-01-2003, 09:34 PM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هي العلمانيه (Re: faisal44)

    لك التحيه عزيزى فيصل
    اعتقد ان الفهم الصحيح لها هو اساس حل مشكله علاقه الدين بالدولة في السودان

    أرجو المواصلة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de