|
|
|
 Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
كما هو معلوم ان الأعشاب لا تنبت في الصخور الصماء مهما ارتوت بماء المطر ، فكذلك أذهان الطلاب لا تنتفع بعلوم ومعارف المعلم مالم يدعم علمه ببسمة حانية وقلب شفيف وخلق حميد واظهر لتلاميذه مشاعر الحب والدفء وعاملهم مثل أبنائه ..
لله درك أيها المعلم الرباني النبيل ، اعلم انك لم تأسر قلوب تلاميذك فحسب بل أسرت قلوبنا جميعاً وقلوب كل من يشاهدون هذا المقطع ، إنه بحق يستمطر الدمع السخين ويجعل المآقي تهمل لمايحمله من عواطف جياشة ، إنه يجعل الأمل يحدونا والتفاؤل يغمرنا أن هناك ضوء خافت يلوح في آخر النفق وان الخير باقٍ في أمة محمد إلى قيام الساعة .
لا أكتمكم سراً أنني أخذت على نفسي العهد أن أصل لهذه الشخصية الاستثنائية مهما كلفني الأمر ، عليه بت أجوب الأسافير وأسأل في المنتديات وكنت كمن يبحث عن إبرة في كوم قش علني أظفر به او بمن يدلني على مكان أو رقم هاتفه ، طال البحث وبعد جهد جهيد تمكنت من الوصول إلى رقم هاتفه وكنت بين مصدقٍ ومكذبٍ ، رجفت أناملي وأنا أضغط أزرار هاتفه وأتاني صوته الدافئ المتدفق رحمة عبر الهاتف ، أووواه ربي لم أصدق نفسي ، كلمته طويلاً وسبحت معه في فضاءات رحبة وبين عوالمه الجميلة ولم أشعر بطول المكالمة الهاتفية التي استغرقت زهاء الساعة الكاملة ، شرفني بالتعرف عليه عن كثب وسبرت أغوار شخصيته ووجدته يضج رحمة ويمتلىء بالحنان .. كان يتحدث معي وتخنقه العبرة أحياناً لما يملكه من قلب مرهف رقيق لدرجة لا يمكن وصفها .. ما احيلاه وما انقاه من رجل نبيل يتقطر ويفيض حكمة يحمل بين جوانحه فؤادا رقيقا كفؤاد الطير وقلب كقلب طفل لم تدنسه شوائب الدنيا وكدرها ..
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
إستأذنته في أن أجري معه حواراً يصل لكل محبيه فوافق بكل رحابة صدر وأريحية بالرغم من مشاغله الكثيرة .
أترككم لتنعموا بهذا اللقاء الجميل والذي أعتبره من أجمل الحوارات التي أدرتها فقد أعجبت كثيراً بسعة أفق هذا المعلم وثقافته اللا محدودة وجزالة كلماته التي يختارها بعناية وتمكنه من لغة الضاد ، إنه بحق أحد أساطين التعليم في بلادي :
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
حبيبنا الشغيل .. تحياتي ..
اسلوبك رائع وقلمك ماتع ..
يا سلام يا الشغيل .. عملت في مهنة في التدريس منذ بداية السبعينات لفترة 9 سنوات تقريباً
هذه المهنة لنوعية خاصة من البشر ( بعيداً عن الدخل المادي والوجاهة ) مهنة إنسان رسالي
تماماً مثل حبيببنا الصادق سمل ..
والتحية أولاً وأخيراً لك الحبيب الشغيل أنت توفي لهؤلاء الكادحين حقهم
مودتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote: حبيبنا الشغيل .. تحياتي ..
اسلوبك رائع وقلمك ماتع ..
يا سلام يا الشغيل .. عملت في مهنة في التدريس منذ بداية السبعينات لفترة 9 سنوات تقريباً
هذه المهنة لنوعية خاصة من البشر ( بعيداً عن الدخل المادي والوجاهة ) مهنة إنسان رسالي
تماماً مثل حبيببنا الصادق سمل ..
والتحية أولاً وأخيراً لك الحبيب الشغيل أنت توفي لهؤلاء الكادحين حقهم
مودتي .. |
أخي على عبد الوهاب :
أستاذ الصادق سمل ومن سار على نفس دربه هم رسل هذا الزمان ، هم مشاعل الحياة ومصابيح الظلام ، هم جند مجهولون في وجه الجهل ، يبنون الأجيال وبصنعون الأمجاد ، يعملون على غرس المعرفة واستخراج القدزات .
أستاذ الصادق سمل رجل ملائكي السمت والوقار والخلق ، ذو ثقافة عالية ، له قدرة وبراعة على الاستنباط من مفردات اللغة العربية مما يجعلك تحار أمام هذا الإبداع حيث يأخذك في رحلة جميلة في دهاليز اللغة العربية ، يختار كلماته بعناية وستلاحظ ذلك من خلال ردوده على الأسئلة التي تنم عن ثقافة عالية وفصاحة وجزالة لغة وسلاستها ، فهو متمكن من لغة الضاد حتى باتت أسيرة طوعه وأمره يفعل بهما كيفما يشاء .
خليك قريب ستستمتع أيما استمتاع أخي علي عبد الوهاب .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
ردي على استاذ الصادق بعد ان شرفني بالتعليق على اللقاء الذي اجريته معه والمنشور في الفيس:
Alsadiq Sumel
أستاذي العزيز
كم زادت بهجتي وتم سروري بمنحي الشرف والتوقيع على صفحتي فقد استطالت رقبتي وعانقت هام السحب وشعرت بالفخر والإعزاز بهذه الزيارة الميمونة وانت توقع على صفحتي فيا لسعدي ..
صراحة اجريت لقاءات عديدة مع مشاهير وتربويين ورياضيين ، لكن لقائي معك كان الأجمل ليس لأني احترافي في الأسئلة وادارة الحوار ، بل السبب الرئيسي هو أجوبتك الراقية التي تصلح كأنموذج لتربية الأطفال وكيفية معاملتهم ، اجابتك النموذجية تصلح ان تعلق في بانر عند مداخل إدارات التعليم وفي أروقة المدارس ليتعلم كل من المعلم والتلميذ ماينير دروبه ويوسع افقه ومداركه في خضم هذه الحياة .
إخوتي قراء البوست
ليت ادارات التعليم تستفيد من هذا المربي الناصح الأمين في عمل دورات تدريبية لتهيئة المعلمين وتدريبهم على كيفية التعامل بحب مع الأطفال فهو كما الابريز والذهب ، علاوة على تكليفه بزيارات للمدارس ومقابلة الطلاب لمزيد من جرعات الحب ليهيئهم كي يكونوا أفرادا صالحين اصحاب عطاء يفيدون وطنهم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 1 : الإسم كاملاً ، الميلاد والنشأة :
ج 1 : إسمي : الصادق محمد الأمين عبد المجيد أحمد ، الأصول من منطقة دنقلا العجوز (ناوا) موطن نشأة والدي ووالدتي ، ولدت في مدينة عطبرة - الحصايا عام 1966م – وانتقلت إلى الامتداد الشرقي محطة العمودين الأولى ، عمل والدي في مطافئ السكة حديد أيام العهد الزاهي للسكة حديد حيث كانت المطافئ إحدى أهم الوحدات التابعة للسكة حديد ، وبحكم عمله ووظيفته في هذا القطاع تنقل والدي ما بين محطات الإطفاء التابعة للسكة حديد في المدن الأخرى ما بين بورتسودان وكريمة والخرطوم وكوستي ، واستقر بنا المقام أخيراً في الخرطوم عام 1976م .
الدراسة : بدأت الروضة في نادي التضامن بالحصايا ، ثم انتقلت إلى المرحلة الأولية بمدرسة المزاد الابتدائية بالحصايا ، تتلمذت على أيدي أساتذة أجلاء لن أنساهم ما حييت منهم الأستاذ عبد السلام ( لا أستحضر إسم والده) ، والأستاذ عبد المنعم قرين ، والأستاذ الرائع الخلوق محمد ميرغني الذي كان يملك عاطفة جياشة وحب غير عادي ذو أخلاق طيبة يندر وجودها حظينا بحبه قبل دراسته من الصف الأول وحتى الصف الرابع ، ومن المعروف أن هذه الأشياء الجميلة تنطبع في الفؤاد خصوصاً في سن الطفولة ، وكم أحزنني بعد ما علمت منك أخي الهادي أنه إنتقل إلى الدار الآخرة قبل فترة قصيرة ، أسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعله في عليين بقدر ما مامنحنا من حب وبما قدمه من تعليم وتربية للأطفال وتعزية خاصة لأسرته الكريمة وأبنائه .
بعدها إنتقلنا للخرطوم واستقر بنا المقام في منطقة الكلاكلة الوحدة ، كان والدي – رحمه الله - رجلا محبا لأهله رفض رفضاً باتاً أن يسكن في بيوت السكة حديد في بحري والخرطوم وآثر أن يكون وسط عشيرته وأقاربه الذين يتمركزون في منطقة الكلاكلة ، وكان يقول لوالدتي أنه يرغب في أن يكون ضمن أسرته الكبيرة في الكلاكلات واجتهد كثيراً وحث أقاربه وأبنائهم في السعودية والخليج يشتروا ويتملكوا في هذه المنطقة واستطاع أن يشتري لقرابته ما يقارب المائتي منزل سعياً منه في لم الشمل . نشأت في الكلاكلة ذلك المجتمع الجميل أكملت فيها المرحلة الابتدائية ثم المرحلة المتوسطة ، ثم الثانوي بمدرسة المقرن الثانوية ودرست فيها يوماً واحداً فقط ، والسبب يعود لرفضي منذ صغري تعامل المعلمين مع الطلاب فأنا أتأذى نفسياً عندما أرى طالب يعذب بواسطة الضرب بالسياط وخراطيم المياه ، فبمجرد دخول مدرسة المقرن كنت فرحاً أنني تخلصت من رؤية مناظر الضرب ، ولكنني وجدته مقنناً وقد جلب له شخص عسكري مخصص لهذا الغرض (الصول) وظيفته ضرب الطلاب ، على الفور تحولت إلى المدرسة المصرية (مدرسة جمال عبد الناصر المجاورة لجامعة القاهرة فرع الخرطوم ) والتي تنعدم فيها هذه الأساليب تماماً ، درست المجال العلمي وتم قبولي لمنحة في عدة جامعات بدولة مصر لدراسة المختبرات الطبية ، لكنني آثرت دراسة الآداب وعلم الفلسفة لحبي الشديد له حيث كنت شغوفاً ومولعاً بقراءة علم الاجتماع والمنطق ، قدمت عدة طلبات وناضلت لتحويلي للقبول بجامعة القاهرة – فرع الخرطوم وقد وفقت في ذلك ولله الفضل والمنة ، تخرجت في جامعة القاهرة – فرع الخرطوم (قسم علم الاجتماع) ، وفي نفس العام تم قبولي لدراسات عليا بجامعة الخرطوم في قسم الدبلوم العالي للخدمة الاجتماعية الذي يعادل تمهيدي ماجستير ونلت هذه الدرجة ، وبعدها التحقت كذلك لنيل درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية في جامعة الخرطوم وتخرجت في بداية التسعينات .
الحالة الاجتماعية : متزوج والحمد لله حيث تم عقد قراني عام 1994م وأكملت الزواج عام 1996م ، متزوج من إبنة خالي الأستاذة إيمان إبنة الشهيد عبد الرحمن عبد المجيد الذي كان ضابطاً بمدفعية عطبرة وهذا الزواج المبارك أعتبره من أكثر القرارات الحكيمة التي اتخذتها في حياتي ، لذا أغتنم هذه السانحة راجياً من كل الشباب التأني وعدم التسرع وأن يحسنوا الاختيار ، الحمد لله أن وفقني في هذا الزواج الميمون ، فالزواج إحدى المحطات التي من المفترض أن تكون آمنة بعيداً عن الشجار والخصومة ، فالزواج الجيد المبني على الحب والتفاهم والاختيار الصحيح هو بمثابة الطمأنينة والسير بثبات في خضم هذه الحياة الحديثة الصعبة التي تعج بالمشاكل .
رزقني الله من ثمرة هذا الزواج ذرية ، فإبني الكبير (عبد الرحمن) الذي سمي على جده الشهيد ويدرس في المستوى الرابع بجامعة الخرطوم – كلية الآداب – قسم اللغات (لغة إنجليزية وألمانية) ، تليه إبنتي ( علا ) تم قبولها هذا العام بجامعة الخرطوم – كلية الآداب – قسم اللغات ( لغة صينية ولغة إنجليزية ) ، ثم إبني ( علاء الدين ) في الصف الثانوي ، ثم إبني آخر العنقود (علي الكرار) في الصف الثالث الإبتدائي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س2 : قضيت طفولتك في عطبرة ثم غادرتها للخرطوم ... ماذا منحتك عطبرة في هذه السنوات القليلة وانت في حضنها وعلى ثراها ؟
ج 2 : أنا هنا لدي رأي في صيغة السؤال ويمكن أن يكون ( ما الذي لم تمنحك إياه عطبرة ؟ ) هنا يسهل الإجابة ، (عطبرة) في مسماها بين المدن هي المدينة الأنثى بما فيها من حنان الأمومة المتدفق والعاطفة الجياشة ، أنا هنا أتحدث عن عطبرة في السبعينات وحالياً لا أعرف ما طرأ عليها من تغيير ، لكن في العموم لو سلمنا جدلاً بذلك فعطبرة هي آخر من يتأثر بهكذا تغيير . عطبرة منحتنا ذلك الحنين الدفاق ففيها تتربى وأنت معطون بطينة من الحنين ، فإذا قابلت إنسان عطبرة في أي بقعة من بقاع العالم ستجده إنساناً مختلفاً وستعرفه أنه من عطبرة من اختلافه . كانت التربية في عطبرة خلال تاريخها هي تربية أبناء العمال ، فالعمال هم أكثر الناس الذين حافظوا على القيم التربوية النبيلة وأصولها وغرسوا ذلك في أبنائهم ، وهم أكثر فئة تواقة وشغوفة بالعلم تهتم بتعليم أبنائها اهتماماً بالغاً كاهتمامها بالأكل والشرب وقد خرجوا في السبعينات والثمانينات النوابغ ممن يضجون بالعلم والمعرفة والثقافة ، تميز الشخص العطبراوي وهو حدث صغير بقدرته المتناهية في إدارة ميزانيته وموارده بينما كان آبناء الآخرين يعتمدون على الصرف ، فهؤلاء هم عمال عطبرة ربوا أبناءهم على كيفية إدارة مواردهم بمسئولية تفوق أعمارهم الصغيرة ، علموهم على الإنضباط واحترام الكبار ، وعني شخصياَ فبالرغم من أنني غادرتها وعمري سبع أو ثمان سنوات إلا أن الحنين لا يزال يأخذني إليها ، وأقول صادقاً أنني إكتفيت بآدابها وغرسها الطيب في شخصيتي فالخرطوم لم تضف لي الكثير في التربية فالفضل بعد الله عز وجل لهذه المدينة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 3 : هل من كلمة في حق حرمكم المصون ورفيقة الدرب أستاذة أيمان ؟
ج 3 : أستاذة إيمان الأمينة التي لها من إسمها نصيب ، مهما أسهبت في الحديث عنها لم ولن أوفيها حقها ، أكثر ما يميزها هي وفاءها الشديد وحرصها على ذكرى والدها الشهيد حيث قامت بتحويل منزل والدها إلى مدرسة تحمل إسمه ، كما أن فقدها المبكر لوالدها ووعيها الكبير لليتم والحزن إنعكس إيجاباً على كل يتيم تقابله حرصاً منها على ألا تتكرر تجربة الألم التي عاشتها في طفولتها على الآخرين ، فالفجوات المالية التي من الممكن أن تكون عايشتها وهي إبنة الضابط في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات ، وأنتم تعلمون سهولة الحياة والعيش الكريم التي يوفرها الضابط لأسرته ، منها على سبيل المثال سيارة للمنزل وسيارة للعمل وخدمات ممتازة من كل النواحي ، فالانتقال السريع من هذه الحياة المرفهة نوعاً ما لحالة اليتم والعدم ، والنهوض والتعلم ومحاولة تغيير هذا الواقع وفقاً للمعطيات والشروط الجديدة ، وعندما تكبر تعكس ذلك على المجتمع الذي تعيش فيه فتنشأ وهي مهتمة بالأيتام تمسح على رؤوسهم وتصنع البهجة في نفوسهم ، وفي ذات الوقت تكون حريصة على خلق أسرة من أبنائها وبناتها تكون متماسكة بنقل خبراتها وتجاربها لهم وتعدهم وتؤهلهم ليواجهوا المواقف الصعبة التي واجهتها وعاشتها ، وتشحذ هممهم لكي يهتموا بمجتمعاتهم ومن حولهم .. قامت رفيقة الدرب الأستاذة إيمان بإنشاء مدرسة تحمل إسم والدها الشهيد بهدف ربحي بسيط واعنمدت على النساء بقوتهن ليكونوا معلمات للأطفال ولكي تدر عليهن تلك الوظائف مداخيل جيدة يساعدن ويدعمن بها أسرهن اقتصادياً فكان هذا إحدى أهدافها ، إيمان كما أسلفت لا أستطيع أن أوفيها حقها فلديها وعي كبير بمؤسسة الأسرة والزواج مما جعلها تعبر بأسرتها لبر الأمان .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
التحية والتقدير للاستاذ الصادق سمل ..
الحبيب الشغيل .. عندما قرأت (سمل ) عرفت أن هذا الرجل جذور في الشمال
( سمل ) في النوبية هو شيخ البلد ( نائب العمدة ) وكلقب يطلق على الشخص ذوالمكانة والشهامة
فكانت قراءتي صادقة فهو أصلاً من (ناوا) بلد شاعرنا الجميل ( الحردلو)
نموذج رائع لأنسان رسالي ..
واصل إبداعك حبيبنا الشغيل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
س 4 : ما الذي دعاك للعمل كسائق في مدرسة الشهيد التي تديرها الزوجة إيمان ؟ ولماذا تصفها انها من اجمل الفترات في حياتك ؟
ج 4 : السؤال ما الذي دعاك كي تعمل سائق؟
يتمحور هذا السؤال على شقين :
إجابة الشق الأول : السبب الأهم الذي دعاني للعمل كسائق لدى رياض الأطفال هو حبي الشديد لهم فحبهم غريزة في نفسي وشيء يلازمني أحبهم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ويأتي بعد ذلك الحب الشجر وأتمنى أن تساقط الأشجار بدل أوراقها أطفالاً .
كلي أمل في ملاك المدارس ورياض الأطفال أن يتخيروا انتقاء السائق المثالي وأن لا يكون شرطهم الوحيد أن يمتلك رخصة قيادة وسيارة بل أن يكون حب الأطفال هو أهم الشروط ، فمن أحبهم لاشك أنه سيصبر على شقاوتهم وضجيجهم وعبثهم ولا يقسو عليهم وهم في هذه السن المبكرة الحساسة التي تتشكل فيها شخصيتهم ، كذلك في هذه السن لن يستطع أي شخص أن يتعامل معهم بنجاح ما لم يحبهم ، علاوة على أن الأطفال في هذه السن لا يتعلموا من الصحيح بل يتعلموا من أخطائهم فلابد أن أن يخطئ الطفل لكي يتعلم من خطئه ، وهذه الأخطاء يجب أن تقابل بكل حب ورحابة صدر ، وفي علم التربية إذا لم تحب الطفل فلن تتحمل أي خطأ يصدر منه ، وكثير من المشاكل التي تحدث في تراحيل الأطفال هو أن السائقين يتعاملون معهم بدون حب يزجرونهم وينتهرونهم ويزرعوا في قلوبهم الرعب والخوف ويعتبرون أن مهنة الترحيل هي مجرد وظيفة تعود عليهم بمقابل مادي ، ومن الصعب في هذا الزمن أن تجد سائق ترحيل يتعامل مع الأطفال بحب .
أما إجابة الشق الثاني (لماذا كانت هذه الفترة من أجمل فترات حياتي؟ ) .. كلنا نعلم أن مشاكل الكبار مؤذية يشوبها التنافس الغير شريف والتناحر والغل والكراهية وعدم المحبة ، أما الأطفال فبمجرد أن تظهر لهم الحب يتعاملون معك بسجيتهم دون أطماع ، فلن يكون هناك طفل يعمل جاهداً ليتآمر ضدك ليفصلك عن عملك ويزيحك ليكون هو سائق الحافلة (البص) وهذا ما نراه في واقع الكبار الذي يعج بالفتن والدسائس ، فالطفل يعاملك كما هو بسليقته وفطرته وما أجمل أن يتعامل معك الإنسان بالفطرة التي فطره عليها الخالق جل وعلا ، قل لي بربك من غير الأطفال سيتعامل معك على هذا النحو ، لذا أقول أن هذه الفترة التي عملت فيها مع هؤلاء الأطفال هي أجمل فترات حياتي ، وهنا قد تستغرب إذا قلت لك أخي الهادي الشغيل أنني تعلمت ومازلت أتعلم من هؤلاء الأطفال ، ففي ذات مرة وأنا حزين عبوس أغضبني أمر ما ، فتقدم إلي أحد الأطفال وقال لي : ( إنت ليه زعلان يا أستاذ ؟) فرددت عليه : ( إنت شايفني زعلان ؟) فقال لي(نعم) ، فاجتهد هذا الطفل وأخذ يقلب في حقيبته المدرسية وأخرج لي حلاوة (مصاص) لم يسلمني لها مباشرة ، بل اجتهد واستغرق كل زمنه أثناء رحلة الترحيل كي يخرجها من غلافها الورقي وأنا أراقبه ، فلما وصل البص الروضة قال لي ( عمي الصادق افتح خشمك) فاستجبت وأدخل لي حلاوة (المصاص) في فمي وقال لي ( عليك الله ما تزعل) ، والله هملت عيناي فلم تمر علي لحظة أجمل من هذه اللحظة وهو محاولة الطفل البريئة لإسعادي وكانت هذه أجمل هدية تلقيتها في حياتي بالرغم من أنني تلقيت هدايا أغلى سعراً من أناس آخرين لكنها الأغلى على قلبي على الإطلاق ، الدهشة ليست فيما قام به الطفل بل فيما قدمه لي بكل إيثار ومحبة وهو حلاوته التي يمتلكها فهي أغلى ما عنده ويمتلكه ففي هذه اللحظة التي أهداني فيها قطعة الحلوى هو لم يكن يمتلك بيت أو سيارة أو رصيد بنكي بل يمتلك هذه الحلاوة وهي أغلى ما عنده ، لذا فإن قيمتها عنده تمثل عندي جمال الهدية وهذا لعمري هو درس عملي قدمه لي هذا الطفل الجميل عنوانه قمة العطاء الإنساني ، فقل لي بربك ما الذي يدعوني ألا أحب هذه المهنة ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 5 : هل من كلمة لبعض المعلمين الذين يربطون التعليم بالسوط وان الجلد هو انجع وسيلة لتقويم الطلاب ؟
ج 5 : نعم .. أقول لهم بئس ما صنعتم وعملتم.. لماذا لا يسأل المعلم رفيق السوط نفسه ماهي النتائج التي تعود على الطلاب من جلدهم بالسوط ، لماذا لا يفصل الأيام والسنين التي يستخدم فيها السوط كوسيلة لعقاب الأطفال عن بعضها ويمنح نفسه مهلة ليرى نتاج استخدام السوط هل أحدث نتائج سلبية أم إيجابية ، قطعاً النتيجة سالبة بما يحدثه من تدمير نفسي لهؤلاء الطلاب ، فما يحدث من ممارسات السوط والعقاب والإرهاب قبل ثلاثين عاماً في مجتمع كان يتقبل هذه الممارسات قد لا تنطبق على عصرنا هذا ، فالأطفال في هذه الزمن بمجرد رؤية السوط يصيبهم الرعب ويكونوا خارج دائرة الزمان والمكان ، وأنا من وجهة نظري أن استعمال السوط والتلذذ بعقاب الأطفال هو نقص يلزم المعلمين على تطوير بدائل في إيصال المعلومات عوضاً عن هذا القمع والإرهاب الغير مبرر ، فالعقل الإنساني يميل إلى الراحة (أضرب الأطفال وريح نفسك) هذا هو العقل الإنساني لا يميل للتفسير ولا للبحث وتكلفة نفسه وإعمال عقله لإيجاد وسائل أنجع من الضرب ، فالسوط هو وسيلة سهلة حسب زعم بعض المعلمين لإيصال المعلومات ، فصعب عليهم إبتكار مفاهيم جديدة لإيصال ما يريدون إيصاله لهؤلاء الأطفال الأبرياء ، أنا أفتكر أن الحنان والمحبة هم أقرب طريقان ليوصل بهما المعلم معلوماته للأطفال وعليه أن يفهم هؤلاء الأطفال في إطار فروقاتهم الفردية بدلاً من النظر إليهم ككتلة واحدة وأن كل الأطفال يستحقون الضرب والعقاب ، فهناك أطفال ذوي حساسية مرهفة وأنفس شفيفة يجب مراعاتها ، وهناك أطفال مميزون وأصحاب عقول نيرة يرجى منهم الكثير قد يتسبب سوط هذا المعلم في أن يكرهوا العلم وتتوقف مسيرتهم التعليمية والدخول في منعطفات خطيرة ، لذا أقول للمعلم الذي يخاف منه الطلاب والأطفال بمجرد رؤيته : حنانيك أرفق بهؤلاء الأطفال وفكر كثيراً قبل أن ينهال سوطك على الأجساد الغضة لهؤلاء الأطفال الغضة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 6 : صف انا طفولتك وانت بين والديك في عطبرة ؟ هل من كلمة في حق والديك الذين اسهموا في صقل شخصيتك الذين زرعا كمية الحب والرحمة اللامحدودة في شخصك كما رأيناها في الفيديو ؟
ج 6 : أنا ابن رجل كان يفتل الحبال ، جبلته الدنيا على الصبر ، عمل في السكة حديد وتأدب بآدابها ، أمي كانت مغلفة بالحنان ، من الصعب أن أتحدث عن والدي محمد الأمين سمل ووالدتي فاطمة عباس (رحمهما الله تعالى ) ، تعود جذورهم وخلفيتهم لريفي دنقلا العجوز (ناوا) ، انضم والدي لمطافئ السكة حديد ، أكثر ما رايته وجذب انتباهنا أنا وأخوتي هو الإحترام الشديد الذي يوليه والدي لوالدتي ، ويمكن لي أن أقول في هذا المقام هو أن والدي ووالدتي كانوا رجال عائلة من الطراز الأول ، وشعورنا منذ أن كنا أطفالاً هو إيمانهم العميق بالتعليم لتطوير أبناءهم وتسخير كل إمكاناتهم من أجل التعليم ، ولكونهم أبناء ريف عاشوا في المدينة كانوا يفردون دوماً أجنحتهم على أطفالهم بكل حنان وحب ، أم قلقة بصورة غير عادية على أولادها تحاول أن يكونوا بمعيتها في المنزل في مواعيد محددة وإذا لم يكونوا موجودين بالمنزل تكون في حالة صدمة وقلق ولهفة حتى يعودوا ، لكنها مع كل ذلك أم منضبطة لأنها زوجة رجل منضبط يعمل في السكة حديد ، منضبطة بصفارة العمال ومدينة عطبرة وعودة الوالد بدراجته من العمل للإفطار ثم الساعة الثانية ظهرا بعد انطلاق الصفارة إيذاناً بانتهاء مواعيد العمل وتجمع الأسرة على صينية الغداء ، منضبطة لأنها زوجة رجل عائلة منضبط إكتسب ذلك من مدينة عطبرة والسكة حديد كما أسلفت ، وعلى جميع العطبراويين أن يعتبروا السكة حديد إبنهم الذي ووري الثرى ، فيجب ألا يقل حزنهم على دمارها أقل من حزن الوالد على فراق ولده الذي إنتقل إلى الدار الآخرة ، فالسكة حديد لم تكن مؤسسة عمل فحسب ، بل كانت من أكبر المؤسسات التربوية في السودان تفوق جامعة الخرطوم التي أفرزت لنا أفذاذ وعلمت أصحاب عقول أكاديمياً مستنيرة ، أما السكة حديد فقد علمت أناس (أميين) لا يجيد معظمهم القراءة والكتابة ، علمتهم أسس التعامل مع المجتمعات والأفراد والكيانات الكبيرة ، أقولها بصدق تعلموا من السكة حديد الحياة الحقيقية وانعكس كل هذا على كل أهل عطبرة ، لذا أستطيع القول وأنا على أرض صلبة أنها مدينة علمت كل شيء لكل فرد يعيش فيها ، فإذا كان الناس يحسون بالوجع على فقدان ودمار مشروع الجزيرة ، فبالمقابل يجب أن يكون الوجع مضاعف وأكبر على التحطيم والدمار الممنهج الذي حدث لمنظومة السكة حديد ، فعطبرة هي من المدن التي تعرضت لكثير من الظلم لأنهم لم يعرفوا قدر هذه المدينة الرائعة التي تتسم وتصنف أنها من أكبر المدن التي يوجد بها التنوع والتداخل والاندماج القبلي من أجناس مختلفة بعيداً عن الجهوية والعنصرية فهي بحق تستحق أن نطلق عليها مدينة السلام الاجتماعي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 7 : متى يبكي أستاذ الصادق ؟
ج 7 : أكثر ما يبكيني اليتم كحالة (الأيتام) فعندما أراهم يعتريني البكاء ففقد الوالدين حالة محزنة لا أتمالك نفسي أمامها .
س 8 : ماهي أحرج وأجمل المواقف وانت بين الأطفال تلاميذك ؟
ج 8 : من المواقف المحرجة للأطفال أذكر موقف لي حدث أثناء صلاة الجمعة ، فقد تسبب لي هذا الموقف في إحراج مع الكبار ، فهم لا يفهمون جمال مادار بيني وبين الأطفال وأنا وسطهم في مؤخرة المسجد ، فأنا أتألم جداً للأطفال فهم ينفذون تعليمات والديهم في الذهاب للمسجد باكرين للظفر بالأجر العظيم ولكن للأسف يتعامل معهم المجتمع بكل قساوة وفظاظة ويطردهم إلى مؤحرة المسجد ويسلب حقهم في الجلوس في الصفوف الأمامية ، وعندما يتجمعون الخلف ويتحدثوا يتم إنتهارهم بصرامة مزعجة غير مقبولة ، لذا حرصت على الجلوس وسطهم والتفوا وتحلقوا حولي فوجهتم بكل هدوء أن يسكتوا حتى لا يزعجوا المصلين وانبرى أحد المصلين الحضور بصوت جهوري وانتهرهم ، وعلى الفور قال لي أحد هؤلاء الأطفال ( يا عم الصادق نحن عايزينك إنت تكون امامنا نحن الأطفال) فقلت له وشرحت له أنه لا يمكن أن يكون هناك إمامان في جمعة واحدة ، فقال لي ( نحن الإمام ده ما دايرينو والناس الكبار ديل بينهرونا وانت صاحبنا يا عم الصادق وبتحبنا .. قوم صلي بينا ) فلم أتمالك نفسي من الضحك بصوت عال وعلى الفور (نهروني) أنا ، فهذا من المواقف المحرجة ، أما المواقف الجميلة الواردة في طي سؤالك فهي الوجود بين الأطفال وهذا هو أجمل المواقف .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 9 : أسريت لي في خلال المكالمة الهاتفية معك أنك تحس بالحزن العميق كلما ما نظرت في الفيديو الذي يتحلق حولك الأطفال ... برأيك ما هو السر برأيك ؟
ج 9 : لا أكتمك سراً أنني أنني أحس بشعور لا أستطيع أن أوصفه لك ولكل من شاهد هذا الفيديو ، فإذا نظرنا بعمق لهذا الفيديو ، سنجد أن الفيديو ملئ بالحب المتبادل بيني وبين هؤلاء الأطفال ، أما المحزن في الأمر أنه الحب هو من عادية الأشياء التي من المفترض أن يتلقاها هؤلاء الأطفال وهذا من حقوقهم الطبيعية والأساسية ، وأنا من وجهة نظري عندما ينظر الناس لعادية الأشياء بغرابة هو أمر محزن يقطع القلوب ، فعندما يندفع الأطفال في هذا الزمن الصعب في ظل تربية أسرهم لهم بمحاذير كبيرة من الآخر أو من الشخص الذي يتعاملون معه سواء كان معلماً أو صاحب بقالة أو من الأقارب وألا يكون على اتصال بهؤلاء الناس ، وبالتالي سيعزل من البيئة الاجتماعية التي حوله وهذا نتاج للخوف ، فمن عادية الأشياء أن يتلقى هؤلاء الأطفال الحب ومن المحزن أن ينظر الناس لهذا التصرف الذي يفترض أن يكون طبيعياً أن يكون تصرفاً لافتاً وغريباً تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الصورة الكبيرة . على الجانب الآخر فالأمر الثاني المحزن هو الأطفال أنفسهم فالحب المتبادل في الفيديو الذي رأيته أستاذ الهاديورآه الكثيرون ، فقد وجدوا في ضالتهم أنني الشخص الذي أقوم بغرس الفرح في نفوسهم وعمل الرحلات لهم واصطحابهم للأماكن الجميلة والحدائق وهذا هو الدور الفعلي للأب ، وهنا أنا لا ألوم الآباء لكن ألوم الوضعية والظروف التي يعيشها الآباء ، فالبقاء لفترات طويلة خارج المنازل لكسب قوت يومهم والمعاناة الصعبة في المعيشة لجلب الرزق لأبنائهم وأسرهم وتعليمهم وعلاجهم تركهم في وضع بعيدين عن أينائهم وخلق ربما جفوة لم يكن لهم يد فيها ، وبالتالي فقد الأطفال لوجود أبائهم وهذا لعمري أمر غريب وصعب ألا يجد الأطفال فرصتهم الكافية في اللعب والترفيه وقد دلت الآية ( أرسله معنا غداً يرتع ويلعب ) على أن هذه السن هي سن اللعب واللهو ، ففقدانهم لآبائهم أمر مؤلم وكونهم يحيلون ذلك تعويضاً باللجوء لشخصي يصيبني بالحزن العميق بالرغم من أنني فرد من المجتمع يجب علي أن أساهم في إيجاد فرص لهؤلاء الأطفال أن يعيشوا حياة سعيدة ، لكن هنا الحق الأصيل للأب والأسرة قد فقده هذا الطفل ، كذلك يحزنني الفيديو لأن الكبار ينظرون لأي شخص يعامل الأطفال بكل حب وحنان باستغراب في مجتمعنا والدليل هذا الزخم الذي صاحب الفيديو في أمر يفترض أن يكون طبيعي كما أسلفت ، وهذا الأمر يرجعني لطفولتي حيث كانت هذه الأمور أكثر من عادية وليست بمستغربة ، فما بالك بأطفال هم في كنف والديهم لم يجدوا الرعاية الكافية ، نقطة أهرى ما بالك بالطفل اليتيم فاقد الأب كيف سيكون شعوره ؟!!!! ، فأنا عندما أنظر لهذا للفيديو أنظر له باعتباره أزمة مجتمع متكاملة قوامها الخوف وعدم الأمن وتردي الاقتصاد .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 10 : حسب علمنا أن لك تجربة أغتراب في إحدى الدول الخليجية حيث عملت معلما .. صف لنا تلك التجربة
ج 10 : نعم عملت بالمملكة العربية السعودية من عام 1997م حتى عام 2006م (تسع سنوات) في مدينة الدمام ، وقد عملت في مجالي (مجال البحوث) لدى شركةMRBInternational Ltd. وهي شركة تعمل في مجال الـ Consumer Researches – بحوث المستهلك و بحوث في مجال البيع بالتجزئة Retail Audit Researches وهذا النشاط لا يتوفر في السودان بينما يتوفر في دول العالم المختلفة ، وهو مجال يهتم بالتفاصيل الدقيقة عن الشركات الغذائية والصناعية وغيرها من الشركات في محاولة لفهم أوضاعهم في السوق فيما يتعلق الـ Market share – الحصة السوقية والـDistribution - التوزيع - وهذا النوع من العمل تم تأسيسه في قبرص ومن اكبر الشركات في هذا المجال هي شركة نيلسن تهتم بالـMarketing - التسويق والخطط التسويقية ، هذه السنوات التي قضيتها في المملكة العربية السعودية ، وبعد عودتي إلتحقت بمجموعة دال وملاكها أناس محترمين يهتمون بالمعلومات والدراسات وذلك خلال الفترة 2006م – 2010م) ، حيث أسست بمعيتهم قسم خاصConsumer Researches و Retail Audit Researches ، توقفت بعد تلك الفترة ورجعت للتعليم للعمل مع أستاذة إيمان في رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية .. طلبت مني محموعة دال العودة للعمل معهم وبالفعل باشرت العمل معهم منذ العام 2015م وحتى تاريخه وأعمل الآن بمركز الأبحاث التابع لمجموعة دال الغذائية وأشغل وظيفة ( مدير عمليات ) في مجالي دراسة وبحوث المستهلكين ودراسة البيع بالتجزئة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 11 : ما رأيكم في المدارس الخاصة التي أثقلت كاهل الأسر وأصبحت مصدر استنزاف دون مراعاة للمردود العلمي والتحصيل ؟
ج 11 : بالنسبة للسؤال عن المدارس الخاصة في السودان جاءت نتيجة لتطور ما كان يعرف في السابق بالتعليم الأهلي ، ولكن من وجهة نظري الخاصة في نهاية المطاف هي مشاريع استثمارية تهدف للربح أتاح لها القانون أن تعمل وفق هذا المفهوم ، وقد برزت هذه المدارس الخاصة في الساحة لكون أن التعليم الحكومي أهمل من قبل الدولة بالرغم من هذا حق مكتسب للمواطن بجانب السكن والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات التي من المفترض أن يتم تقديمها للمواطن ، ولكن فيظل الأزمات وإهمال القائمين على أمر التعليم هذا المرفق الحيوي والحق الأصيل للمواطن ، ترك الأمر برمته للمستثمرين في مجال التعليم وكثر إنشاء المدارس الخاصة المدارس .
كان بالإمكان وبالقانون أن يتم تقنين هذا الأمر وأن يتم وضع شروط لفتح تلك المدارس وأن يكون القائمين على منح التصاديق ذوو علاقة بالتربية والتعليم ، كذلك يجب أن يكون الإشراف على تلك المدارس أكير مما هو يتم الآن كأن يتم تعيين المدير من قبل الدولة ويتقاضى راتباً منها لغرض الإشراف المباشر والرقابة لمتابعة الشروط الواجب اتباعها والتي بسبب عدم الرقابة والمتابعة ذهبت أدراج الرياح ، لكن في نهاية الأمر هذا النوع من التعليم هو استثمار ومع الانهيار المريع في الاقتصاد لم يستطع ملاك تلك المدارس الخاصة تسيير أمورهم من رواتب وتكلفة التشغيل وفقاً للتغير السريع وانخفاض مؤشر الاقتصاد مما جعله يزيد في قيمة الرسوم الدراسية كل فترة أسوة بأصحاب السلع الأخرى كي يواكب هذا التردي في الاقتصاد لتغطية نفقاته ، أضف إلى ذلك أن التعليم الخاص محاصر من الدولة حيث تطالب الدولة ملاك المدارس الخاصة ضرائب وزكاة ورسوم محليات ورسوم لمكاتب التعليم التي يتم تسييرها بما يتم جمعه من المدارس الخاصة مما يرهق المستثمر الذي يحمل ولي الأمر كل هذه الجبايات ، لذا فعملية التعليم والصرف عليها إذا أسندت للدولة وكانت ضمن خططها وواجباتها إنعكس ذلك إيجاباً على المواطن .
لذا فأنا لا أؤمن نهائياً بالتعليم الخاص وأرى أن تحسين رواتب المعلمين في التعليم العام مع الصرف من قبل الدولة على العملية كافٍ ، بعد ذلك يكون التعليم الخاص اختياري للناس حسب القدرة المالية لكل ولي أمر ، وهنا يتبادر للذهن سؤال مفصلي إذا لم أكن أؤمن أنا وفق قناعتي الشخصية بالمدارس الخاص فكيف أمتلك مدرسة خاصة ؟؟؟ والإجابة على هذا السؤال هي أن ذلك يستند على سبب إنشاء المدرسة الخاصة ، هذه المدرسة الخاصة (مدرسة الشهيد عبد الرحمن ) بإشراف الأستاذة إيمان تهدف للربح لكنها تعمل وفق معايير إنسانية منها :
* تخفيض الرسوم ومراعاة الفروق الفردية بين أولياء الأمور في الرسوم .
* من لا يملك نظرة إلى ميسرة و قد يعفى تماماً حسب الحالة ، ويوجد بعض اولياء الأمور بقومون بتسديد المبالغ القديمة عند التسجيل للسنة الجديدة .
* يتم تسيير الأمور في بعض الأحيان بنفس ميزانية السنة الماضية وعدم تقفيلها لوجود مبالغ على بعض أولياء الأمور .
* إعفاء اليتامى وأبناء الشهداء من الرسوم نهائياً
لكن في نهاية الأمر لا مناص من أن مسألة التعليم هي حق مكتسب للمواطن يجب أن تقوم الدولة بالصرف عليه .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 12 : هل من وصفة ونصيحة تسديها لمعلم تم تعيينه للتو للعمل بإحدى المدارس الإبتدائية ؟ كيف له ان يكسب قلوب الأطفال لينعكس ذلك إيجابا على أدائه لرسالته بالصورة المرجوة ؟
ج 12 : نصيحتي للمعلم جديد مقبل عل التعليم في مدارس الأطفال :
أقول له لا تجعل ذكرياتك في المدارس في التعليم هي الأساس في تكوين شخصيتك كمعلم ، فمن سبقونا في التعليم بلا شك كانوا أساتذة أجلاء ولكن فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الطالب فأتمنى من المعلم الجديد يحاول أن ينحو منحىً جديداً بخلاف ما كان يدور في السابق ، فالأجيال القديمة اعتادت على الشخصية الصارمة للمعلم والضرب بالسياط والعصي والتعنيف حتىيستجيب ويسير وفق النظم واللوائح الانضباطية ، لكن الأجيال الحديثة تختلف عما كان عليه الوضع في السابق فهي غير قابلة لهذا الأسلوب ، لذا أتمنى من المعلم الجديد ألا يقلد الأساتذة السابقين ، وكما قال علي بن طالب كرم الله وجهه – إن صح ذلك القول - ( لا تربوا أبناءكم على ما تربيتم عليه ولكن ربوهم لزمانهم ) ، فالزمان الحالي يختلف عن السابق وأنا أفتكر أن هذه المقولة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي منهاج تربية قويم ، فالجيل الحالي حساس جداً تجاه العنف والتقريع والتوبيخ ، فيمكن أن ينضبط الطالب بوسائل أخرى ، وأتمنى من كل معلم جديد أن يطور ويبتكر وسائل جديدة لمحاولة ضبط الطلاب ، وفي الجانب الآخر فإن أي معلم جديد لا يحب الأطفال أتمنى منه ألا يعمل كمعلم لهؤلاء الفئة الغالية على قلويتا، الأمر ، كذلك يجب الأخذ في الحسبان أن واقع المعلم والوظيفة هو واقع مر ، فراتبه لا يكاد يكفي متطلباته هو وأهل بيته مما يجعله متوتراً ويأتي للمدرسة وهو يحمل كل هذا التوتر والمآسي ويفرغ شحنته الإنفعالية على الطلاب ضرباً وتقريعاً وتعنيفاً ، لذا كلي رجاء ألا يحدث هذا الإسقاط بسبب الإحباط على الطلبة الذين لا ذنب لهم فالحب هو الأساس في تعليم وتنشئة الأطفال .
وهنا أغتنم هذه الفرصة لأحيي المعلمين رسل وأنبياء هذا الزمان فبالرغم من أنهم يعملون برواتب لا تكاد تفي متطلباتهم إلا أنهم يؤدون واجباتهم بكل تفان وإخلاص على أكمل وجه لكونهم رساليين أصحاب رسالة يؤدونها وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم وإنسانيتهم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
الحبيب ود الشغيل
دائما بتجينا بالاخبار الطيبة عن ام المدائن، وعن روعة اهلها وشكرا ليك على هذه النفحات العطرة التي تزجبنا بها من وقت لاخر عن عطبرة الحلوة،،،
والشكر موصول لياسر الشريف لرفعه هذا الفيديو اللقطة التي تعبر عن حب التلاميذ لاستاذهم الصادق سمل ووفاؤهم له،،،
والتحية والتقدير والامتنان للاستاذ المعلم الصادق سمل وحب هؤلاء التلاميذ له انما هو وسام من اعلى الدرجات على صدره وله ان يفتخر بهذا الوسام
وهكذا اساتذة عطبرة وتلاميذة عطبرة واهل عطبرة يفيضون بالمحبة والود والحنان ،،،
وشكرا لك مرة اخرى ود الشغيل لهذه الومضات المضيئة التي تتحفنا بها عن مدينتنا اتبرا وتعيد لنا البسمة وتعيد لنا الامل ،،،
ودمت بالف خير وصحة وعافية...
بسمات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: Basamat Alsheikh)
|
Quote: الحبيب ود الشغيل
دائما بتجينا بالاخبار الطيبة عن ام المدائن، وعن روعة اهلها وشكرا ليك على هذه النفحات العطرة التي تزجبنا بها من وقت لاخر عن عطبرة الحلوة،،،
والشكر موصول لياسر الشريف لرفعه هذا الفيديو اللقطة التي تعبر عن حب التلاميذ لاستاذهم الصادق سمل ووفاؤهم له،،،
والتحية والتقدير والامتنان للاستاذ المعلم الصادق سمل وحب هؤلاء التلاميذ له انما هو وسام من اعلى الدرجات على صدره وله ان يفتخر بهذا الوسام
وهكذا اساتذة عطبرة وتلاميذة عطبرة واهل عطبرة يفيضون بالمحبة والود والحنان ،،،
وشكرا لك مرة اخرى ود الشغيل لهذه الومضات المضيئة التي تتحفنا بها عن مدينتنا اتبرا وتعيد لنا البسمة وتعيد لنا الامل ،،،
ودمت بالف خير وصحة وعافية...
بسمات |
أشكرك على المرور العطر عاشقة عطبرة وابنتها المعطونة بحبها ، والله لقاء الصادق سمل ده عمل ضجة إسفيرية بلغت الآفاق ، صراحة اجريت لقاءات عديدة مع مشاهير وتربويين ورياضيين ، لكن لقائي معه كان الأجمل ليس لأني احترافي في الأسئلة وادارة الحوار ، بل السبب الرئيسي هو أجوبته الراقية التي تصلح كأنموذج لتربية الأطفال وكيفية معاملتهم ، اجاباته الرائعة تصلح ان تعلق في بانر عند مداخل إدارات التعليم وفي أروقة المدارس ليتعلم كل من المعلم والتلميذ ماينير دروبه ويوسع افقه ومداركه في خضم هذه الحياة .
أستاذ سمل بليغ ذو ثقافة عالية ، يختار كلماته بعناية واجوبته للأسئلة تنم عن ثقافة عالية وفصاحة وجزالة لغة وسلاسة وتمكن من لغة الضاد ، فبنت عدنان أسيرة لديه يطوع كلماتها كيفما يشاء .
ليت ادارات التعليم تستفيد منه في عمل دورات تدريبية لتهيئة المعلمين وتدريبهم على كيفية التعامل بحب مع الأطفال فهو كما الابريز والذهب ، علاوة على تكليفه بزيارات للمدارس ومقابلة الطلاب لمزيد من جرعات الحب ليهيئهم كي يكونوا أفرادا صالحين اصحاب عطاء يفيدون وطنهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 13 : هل من كلمة حب وعرفان لمعلم في حياتك تلقيت التعليم على يديه أثناء مسيرتك التعليمية ؟
ج 13 : إعزازي وامتناني وتقديري لمعلمي في المرحلة المتوسطة الأستاذ / عبد الله محمد إبراهيم ، كان معلماً في مدرسة الخرطوم الأهلية المتوسطة سابقاً ، وعمل معلماً كذلك في مدرسة توتي المتوسطةوكذلك في منطقة الكلاكلات ، لا أكتمك سراً أن هذا المعلم توقفت عنده كثيراً ، فقد تميز بالرقي وسمو الروح وجمالالنفس ـ، أثر على كثير من طلابه بكثير من المواقف الجميلة ، هذا الأستاذ الأنموذج الألق والقدوة المثلى ترك ذكرى في نفسي ولا يمكن أن انساه ما حييت ، إنتقل إلى رحمة الله وغدر هذه الفانية وحتى هذه اللحظة لم أتآلف مع موته ، أذكره كثيراً بيني وبين نفسي ، أمثال هذا المعلم يستحقون أن تهدى لهم الكلمات..وتتهادى لهم الدعوات..وترتسم صورهم في الذاكره ، رحمك الله أستاذي وجعل روحك في عليين ترتع في انهار الجنة في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 14 : هل من كلمة حول ظاهرة التحرش التي ضربت بأطنابها وانتشرت انتشار النار في الهشيم ؟
ج 14 : حقيقة هذه الظاهرة تستحق الوقوف عندها كثيراً وقد انتشرت بالفعل وأصبحت ظاهرة للعيان مما جعل المسئولين والقانونيين المهمومين بالتزايد الواضح لظاهرة التحرش يشئون نيابة خاصة بحماية الطفل في كل المدن السودانية ، وهذه الدوائر الخاصة وجمعية حماية الطفل وحفظ حقوقهم جلبت مجموعة من علماء النفس والإخصائيين الاجتماعيين لوضع آليات للتعامل مع هذه الظاهرة ومكافحتها ، لكن برغم كل ذلك فهذه الظاهرة في ازدياد مضطرد واستمرارها وهذا يعود إلى الأهل في المقام الأول ، فقضية التحرش في السودان ينظر لها بمنظور فيه كثير من الخلل ، السؤال : ما هي مسببات التحرش وماهي الأسباب المؤدية لها كظاهرة ؟ التفسير لهذه الظاهرة هو أن المتحرش يمارس هذه الظاهرة بسبب مؤثر دفعه في هذا الاتجاه كالمخدرات مثلاً أو بسبب مشاكل واضطرابات نفسية جعلته يسلك هذا السلوك البشع تجاه الأطفال ، هذه التفاسير من وجهة نظري هي التي تعطل من القضاء على هذه الظاهرة ، فبالرغم من أن القانون والقانونيين استخدموا فيه شراسة كبيرة في مواجهة مرتكبي هذه الظاهرة ، فنجد أن بعض الأحكام وصلت للأعدام تجاه مرتكبي هذا الفعل الشنيع أو السجن لسنين طويلة المدى ، ومع هذا لا زالت هذه الظاهرة مستمرة وفي تزايد الذي أعزيه لخطأ التفسير حول ماهي مسببات هذه الظاهرة ؟ ، فإذا فهمنا ماهية المسببات بمعنى صحيح فبالتالي يسهل مكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها بصورة سليمة ، الخطأ في النظر لهذه الظاهرة وقف عند الناس أنه سلوك جنسي غير منضبط نتاج للإدمان أو الاضطرابات النفسية أو لقلة التدين عند المعتدي ، وهذه هو الخطأ ، وأنا قناعاتي ورأيي الذي أتمسك به وأعتد به هو أن هذه الظاهرة إذا تم النظر إليها على كون أنها سلوك جنسي محض فهذا هو الخطأ بعينه ، فهذه الظاهرة قي الأساس هي ليست سلوك جنسي لأن الجنس متاح ، سؤال : لماذا لا يتحرش المتحرش بالكبار ؟ لماذا لا يتحرش بالنساء ؟ الإجابة في رأيي أن هؤلاء لديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم ولكن الطفل لا يستطيع الدفاع عن نفسه وهذا ما يفسر الظاهرة ، فهي في الأساس عنف أي بمعنى أن المعتدي عندما يمارس عنفه على الطفل يستطيع السيطرة عليه تماماً، فإذا نُظِر لهذه الظاهرة من هذا الجانب سيتم تفسيرها لصورة صحيحة ، ولكن التفسير الاجتماعي لظاهرة العنف في السودان يدخل الناس في نقاش ما هو أصل العنف ومن أين أتى ؟وبالتالي المختصين في علم الإجتماع sociology لكونهم أفراداً مثل باقي أفراد المجتمع يخشون يذهبوا بالتفسير لمناطق نشأة العنف في السودان ، وتفسير منطق العنف في السودان يحتاج أن يدخل الناس في التفسيرات السياسية ، كيف نشأ العنف ؟ ، الإجابة أن العنف نشأ لكون المجتمع السوداني في تاريخه وتطوره الاجتماعي هو مجتمع عنيف بحكم البنية السياسية للمجتمع السوداني حيث لا حوار ، فالمجتمع السوداني يعاني من الحروب الأهلية لفترات طويلة وبالتالي فإن العنف أصبح سمة مسيطرة على السودان حتى الأسر السودانية التي تعتبر بناء اجتماعي والتي غاب فيها الحوار أيضاً
س 15 : صف لنا الآتي :
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
س 15 : صف لنا الآتي :
- الزواج - حواء السودان - الغربة -
ج 15 :
* الزواج :
يُعتبَر الزواج بمثابة اتحاد رسمي وعقد قانوني بين شخصين من أجل توحيد حياتهما معاً في العديد من النواحي،
ومن من وجهة نظري أن الزواج واختيار الزوجة من أخطر القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته فهو يحتاج لدراسة وتأني في مجتمع كالمجتمع السوداني ، فهذا القرار يجب أن يقف عنده الفرد كثيراً ، إذ لابد من التدقيق والتمحيص والتروي لأنها رحلة حياة هدفها الأساسي هي الرغبة في تكوين أسرة ، فلذلك لا بد أن يكون الشريك في هذه الحياة شريك واع قادر على أن يقوم بعمليات تنشئة سليمة للأطفال كي يكونوا صالحين لمجتمعاتهم وأوطانهم .
* حواء السودان :
تميزت المرأة السودانية على كافة المستويات الإقليمية والإفريقية والعربية وكانت رائدة وسباقة في المجالات العلمية والأدبية والعملية ، ففي السابق كان ملازمة للمنزل أما الآن فهيشريك أساسي في اقتصاد الأسرة تقف مع الرجل جنباً إلى جنب ، فأنا أنظر بكثير من الاحترام إلى النساء اللواتي للعمل لدعم أزواجهن في ظل الأزمات الاقتصادية ، وصعوبة الحياة . أثبتت المرأة جدارتها وحنكتها في أن تتولى مع زوجها أو أخيها أو مع أسرتها أدواراً كبيرة في كثير من الأعمال ، فنحن نرى حتى النساء يعملن في الأعمال الهامشية يقفن بثبات في ظل لهيب الشمس الحارقة يؤدين أعمالهن لكسب قوتهن وإعالة أسرهن ، فحقيقة أن حواء السودان أثبتت على أنها قادرة على أن تعبر بأسرتها إلى بر الأمان بكثير من الصبر والجلد .
* الغربة :
رأيي الخاص حول الغربة أنها من أقسى الخيارات الي يجد فيها الإنسان نفسه ، فأنا عن نفسي لا أحبها إطلاقاً ، لكن طبيعة الانسان في السودان أنه جزء من أسرة كبيرة قد تضطره الظروف للتغرب والهجرة ليس لنفسه فقط ولكن ليعيل كثير من الأسر في محيط العائلة الممتدة ، فمفهوم الأسر في السودان أن دور الإبن البكر لا يقل عن دور الأب فهو الذي يتحمل كل الآلام ليكون مسانداً لأسرته الصغيرة وأسرته الممتدة لتغطية الفجوات الاقتصادية ، وأنا هنا أسجل إحترامي لكل مغترب تغرب عن وطنه وقاسى عذابات الغربة ، لأنهم يقومون بأدوار كبيرة قد تكون على حساب أسرهم الصغيرة ، فنجد المغترب قد يكون قضى خارج حدود الوطن زهاء الثلاثين عاماً وقام بإنشاء منزل لوالده ودعم أخوته وتزويج أخواته وشباب العائلة الممتدة وتحمل أعباء كبيرة وضحى على حساب أسرته الصغيرة وربما يكون طيلة هذه الفترة لم يستطع منزلاً لها ، فالغربة لكثر من السودانيين هي تضحية من أجل الآخرين ، التحية لكل مغترب .
س 16 : كلمة أخيرة ونحن ندلف لخواتيم هذا اللقاء :
ج 16 : الشكر لكل الشكر استاذ الهادي على سعيك الدؤوب للبحث عني والتواصل معي بالرغم من عدم وجود سابق معرفة بيننا ، وحقيقة سعدت بهذه الرحلة الجميلة عبر هذا اللقاء والإطلالة الجميلة على القراء ، وأتمنى أن أكون قد أجبت على كل تساؤلاتك بما يكفي ، وفي كلمة أخيرة أود أن أقول إذا خرج الفرد منا من هذا اللقاء بمكاسب فالتعارف هو أكبر تلك المكاسب على الإطلاق ، أتمنى من الله أخي الهادي الشغيل أن تتاح لنا الفرصة للقاء وجهاً لوجه وتحياتي لك ولأسرتك وحفظكم الله في حلكم وترحالكم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: **** لقاء السحاب مع مربي وصانع الأجيال الأس� (Re: الهادي الشغيل)
|
تم نشر نص الحوار الذي أجريته مع الأستاذ الإنسان المربي الفاضل الصادق سمل في صحيفة الانتباهة الصادرة يوم السبت غرة ربيت الآخر 1440 الموافق 8 ديسمبر 2018 .. استاذ سمل هو صاحب الفيديو الأكثر انتشارا في وسائل السوشيال ميديا وهو محاط باطفال المدرسة يحتضنوه بكل حب .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد المسلمي
Yasir Elsharif
علي عبدالوهاب عثمان
MOHAMMED ELSHEIKH
محمد حمزة الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست